أبو جهل فقال : مرحبا وأهلا يا ابن أختى ، ما جاء بك؟ قلت : جئت لأخبرك أنى قد آمنت بالله وبرسوله محمد وصدقت بما جاء به.
فضرب الباب فى وجهى وقال : قبحك الله وقبح ما جئت به.
* * *
٣٨ ـ تحالف الكفار وحديث الصحيفة
ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا وقرارا ، وأن النجاشى قد منع من لجأ إليه منهم ، وأن عمر قد أسلم فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، وجعل الإسلام يفشو فى القبائل ، اجتمعوا وائتمروا بينهم أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى هاشم ، وبنى المطلب ، على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ، ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم.
فلما اجتمعوا لذلك كتبوه فى صحيفة ، ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك ، ثم علقوا الصحيفة فى جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم.
فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبى طالب ابن عبد المطلب فدخلوا معه فى شعبه واجتمعوا إليه ، وخرج من بنى هاشم أبو لهب إلى قريش فظاهرهم.
ولقى أبو جهل حكيم بن حزام ، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد ، وهى عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ومعه فى الشعب ، فتعلق به ، وقال : أتذهب إلى بنى هاشم! والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة.
فجاءه أبو البخترى بن هاشم فقال : ما لك وله؟ فقال : يحمل الطعام إلى