قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الموسوعة القرآنيّة [ ج ١ ]

6/404
*

٢ ـ الإرهاصات بمولد الرسول

تلك كانت حال الجزيرة العربية من توزع دينى جر إلى توزع اجتماعى ، فشخصت أبصار القلة الواعية من رجالات الجزيرة الراشدين إلى السماء تنشد العون وتستمطر الرحمة ، وجمعت البلبلة الفاشية بين أربعة من هذه القلة الواعية ، وهم : ورقة بن نوفل ، وعبيد الله بن جحش ، وعثمان بن الحويرث ، وزيد ابن عمرو بن نقيل ، ينظرون لأنفسهم ولأمتهم ، فما انتهوا إلى رأى ، وإذا هم أشتات حين انفضوا كما كانوا أشتاتا حين اجتمعوا ، لأن الأمر كان أجل من أن يحمل عبأه غير رسول مؤيد من السماء.

وكانت الإرهاصات تشير إلى ميلاد هذا الرسول ، وإلى أن هذا الرسول اسمه محمد ، وأحمد ، وبهما كان يسمى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يقول تعالى : (النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ). [الأعراف / ١٥٦] ، ويقول تعالى : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف ٦] ، ويقول تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) [الأنعام ٣٠] ، ويقول تعالى : (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [آل عمران ٩٣].

فمما لا شك فيه ولا تعترضه شبهة أنه لا يجوز للخصم المخالف أن يستشهد على خصمه بما فى كتابه ، وينتصر عليه بالتسمية من غير أصل ثابت عنده ، أو مرجع واضح لديه ، وهل الاستشهاد على هذا إلا بمنزلة الاستشهاد على المحسوس ، الذى لا يكاد يقع الاختلاف فيه؟

وعلى الرغم مما دخل إلى التوراة من تحريف وتبديل فثمة فيها ما يحمل هذه الإشارة إلى محمد ، ولقد جاء هذا التحريف والتبديل إلى التوراة بعد ما خرّب بختنصر بيت المقدس ، وأحرق التوراة ، وساق بنى إسرائيل إلى أرض بابل.