المخصّص - ج ١٣

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٣

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٤

وأنشد الشيبانى

مُؤَيَّمةٌ أو فارِكٌ أُمُّ ثالِثٍ

لها بدِماثِ الواديَيْنِ رُسومُ

المُؤَيَّمةُ ـ التى لا زَوْجَ لها وأُمُّ ثالثٍ أراد أم ثلاثة أزواج أى قد تزوجت ثلاثة أزواج وقال الحطيئة في عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه

أُمٌّ بُعِثْتَ لَهُمْ وماتَتْ أُمُّهُمْ

من قَبْلِ عادٍ حين ماتَ التُّبَّعُ

وأراد بالأم التى ماتتْ قبل عاد حَوَّاءَ عليها‌السلام* ابن السكيت* أُمُّ النجوم ـ المَجَرَّة وهى أيضا أُمُّ السماء وقيل أُمُّ النجوم الثُّرَيَّا وقال تأبط شرا

يَرَى الوَحْشةَ الأُنْسَ الأَنِيسَ ويَهْتَدِى

بحيثُ اهْتَدَتْ أُمُّ النُّجومِ الشَّوَابِكِ

قال وأُمُّ القُرَى ـ مكة قال الله تعالى (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها) وقال (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) انما أراد والله أعلم بالأميين أهلَ مكة لانه عليه‌السلام بُعِثَ وبمكةَ من يَكْتُب ومن لا يكتب وقد قيل فيه غير هذا وهذا أعجبُ الىَّ منه ويقال لمكةَ بَكَّة ومَكَّة والنَّسَّاسةُ وأُمُّ الرُّحْمِ وصَلَاحِ مَبْنِيَّة على مِثَالِ قَطَامِ قال

أَبا مَطَرٍ هَلُمَّ الى صَلَاحِ

فَنَكْنُفَكَ النَّدامَى من قُرَيْشِ

قال وانما سميت مكة أُمَّ القُرَى بالكَعبة وجاء في الحديث «ان الكعْبةَ كانت خُشْعَةً على الماءِ فدَحَى اللهُ تبارك وتعالى الارضَ من تَحْتِها» والخُشْعةُ ـ القِطْعةُ الغليظةُ من الارض وقال المُنْتَجِعُ بنُ نَبْهانَ الخُشَعُ الخُرُوقُ واحدُتها خُشْعةٌ وأما قولهم مكة فهو من قولهم تَمَكَّكْتُ العَظْمَ اذا اسْتَخْرَجْتَ مُكاكَتَهُ وهى مُخُّه وأما بَكَّةُ فسميت به لان الناس يَتَبَاكُّونَ فيها أى يَتَزَاحَمُونَ وأما النَّسَّاسةُ فمن النَّسِّ وهو اليُبْسُ قال الاصمعى يقال جاءنا بخُبْزةٍ ناسَّةٍ وقد نَسَّ الشىءُ يَنِسُّ نَسًّا ـ يَبِسَ قال العجاج

* وبَلَدٍ تُمْسِى قَطاهُ نُسَّسَا*

يعنى يابسةً من العَطَش وأما صَلَاحِ وأُمُّ رُحْمٍ فبَيِّنٌ فهذا شئ عَرَضَ ثم نعود الى غَرَضِنا في هذا الباب ويقال للنَّهْرِ الكبير الذى تحْمِلُ السَّواقِى منه الامُّ وتُسَمَّى سَواقِيهِ الرَّوَاضِعَ كانما ارْتَضَعَتْ من الامِّ وعلى ذلك قال عبدُ الله بنُ سَيْرة الجَرَشِىُ

أَضْحَتْ لنا الشامُ أُمًّا فَهْىَ تُرْضِعُنا

لا أَحْمَقَتْ لَا ولَا أَزْرَتْ بِها عُقَمُ

١٨١

وأُمُّ كُلِّ ناحيةٍ أعظمُ بَلْدةٍ وأكْثَرُها أهْلاً وأُمُّ خُراسانَ مَرْوُ قال جامِعُ بْنُ مُرْخِيَةَ

فأَزْرَى بِامِّ الحَىِّ أنَّ أبَاهُمُ

له حَاوِياءُ لا تَكادُ تَثُوبُ

وقد قيل انه على نحو هذا من التعظيم قيلَ لازواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أُمَّهاتُ المؤمنين قال الله تعالى (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) قال الفارسى هذا على قولك أبو يُوسُفَ أبو حنيفة أى مِثْلُه في الفِقْهِ وعلى هذا أجاز أَنْبَأَ اللهُ زيدًا عَمْرًا خالِدًا أى مِثْلَ خالِدٍ* غيره* أُمُّ الرأسِ ـ الهامَةُ وأُمُّ الدِّماغ ـ الجِلْدةُ التى حَوْلَىِ الدِّماغ* ابن السكيت* أمُّ الرأسِ ـ الهامةُ وأنشد

بَطِىءٌ نُصُولُ الشَّمسِ في أُمِّ رأْسِها

وقَاحٌ أَظَلَّاها اذا ما عَلَتْ صُلْبا

وقد سمى الفرزدقُ أُمَّ الدماغ أُمَّ الجَماجِمِ فقال

ونَحْنُ ضَرَبْنا من شُتَيْرِ بنِ خالدٍ

عَلَى حيثُ تَسْتَسْقِيه أُمُّ الجَماجِمِ

ويروى أُمُّ العمائِمِ وقد قَدَّمْتُ شرحَ ذلك كله بأقصى النهاية في أوّل الكتاب عند ذكر طوائف الرأس وذكرتُ ما ألْغَزُوا به في ذلك المعنى وعَلَّلُوه به* قال أبو عبيدة* المَأْمُومة فيها ثُلُثُ الدية وفي هذا خُلْف بين الفقهاء والضَّرْبة امَّةٌ وأُمُّ الدِّماغ مأْمُومةٌ وأنشد

يَحُجُّ مأمومةً في قَعْرِها لَجَفٌ

فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالْمغَارِيدِ

ويروى كالغَمَارِيد وهو مقلوب عن المغَارِيد وهو جَمْعُ مُغْرُودٍ وهو ضَرْبٌ من الكَمأَة وليس في كلام العرب مُفْعُول ولا فُعْلُول موضعُ الفاء منه ميمٌ سِوَى مُغْرُود ومُغْفُور وهو صَمْغٌ حُلْو يُنْقَعُ ويُشْرب ماؤه ومُغْثُور ومُعْلُوقٌ ومُنْخُور وهو المُنْخُرُ قال أبو ذؤيب

وصُبَّ عليها الطِّيبُ حَتَّى كأنَّها

أَسِىٌّ على أُمِّ الدِّماغِ حَجِيجُ

وقال جامِعٌ الكلابىُ

وخِرْقٍ كَرِيمِ الوالِدَيْنِ كَانَّهُ

على الرَّحْلِ من طُولِ النُّعاسِ أَمِيمُ

والامِيمُ ـ المَدْمُوغُ وقد يَعِيشُ حِينًا ثم يموت إما منها وإما من غيرها والامَّة أن يُضْرَبَ الانسانُ على رأسه فتَهَشَّمَ أُمُّ الدماغ وهى الجُمْجُمةُ فتُنْزَعَ العظامُ التى تَهَشَّمَتْ وهى خَرْق ليس بينه وبين أم الدماغ التى فيها الدماغ شئ فان كانت أُمُّ الدماغ قد جَرَحَها شئ من العظام فَخَلَص الى الدماغ فقد مات الرجلُ وان لم يَمَسَّ أمَّ الدماغ شئ وبقى ذلك الخَرْقُ حتى لا يستطيعوا أن يَرْتُقُوه لا تزال عليه خِرْقة فهو الامِيمُ والاول المَأْمُومُ وقد توَادَى العربُ

١٨٢

فيها فاذا أَبَى القومُ الا أن يَقْتَصُّوها اعْتَرَض رجلٌ من القوم فرضى هؤلاءِ وهؤلاء به وقلَّما يَحْمِلُونها اذا كانت كما أَخْبَرْتُك الآمَّةَ لانهم ينزلون صاحبَها بمنزلة الميت لانه ليس مُقاتِلاً مع القوم ولا حامِلاً على رأسِه واذا سمع الرعدَ جعل أصبعيه في أذنيه وطرحوا عليه كل شئ مخافة أن يسمع صوتَ الرعد ويفرّ من كل صوت شديد لان كل صوت يسمعه فكانه في أُمّ دماغِه فهذا الامِيمُ والاوّل المأمُومُ وما عَلِمتُ أن أحدا فَرَقَ بين الاميمِ والمأموم بأحسن من هذا الذى ذكره أبو زياد فأما قول الشاعر

قَلْبِى منَ الزَّفَراتِ صَدَّعَهُ الهَوَى

وحَشَاىَ من حَرِّ الفراق أَمِيمُ

فانه استعاره للحَشا وانما الآمة الدماغُ ويقال لها أيضا أم الشُّؤُون قال الشاعر

وهُمْ ضَرَبُوكَ أُمَّ الرأْسِ حَتَّى

بَدَتْ أُمُّ الشُّؤُونِ من العِظَامِ

ويقال للدِّماغ أُمُّ الهامةِ قال العجاج

يَفُضُّ أُمَّ الهامِ والتَّرائِكَا

هَشْمُكَ حَوْلَىَّ الهَبِيدَ الرَّاتِكَا

ويروى حَوْلَىَّ الهَبيد آرِكَا ويقال للدِّماغِ أيضا أُمُّ الصَّدَى ويقال ان الصَّدَى طائرٌ يخرج من رأسِ الميت يقول اسْقُونى اسْقُونى حتى يُدْرَكَ بثَأْرِه وهذا من خُرافاتِ الاعْراب وتَكاذِيبهم والعرب تقول ماله أَصَمَّ اللهُ صَدَاهُ ـ أى أَعْطَش هامَتَه والعرب تَزعم أن العَطَشَ يكون في الدماغ وهو معنى قول ذى الاصْبَع

* أَضْرِبْكَ حيثُ تَقُول الهامةُ اسْقُونِى*

ومعنى قول الآخر

* قد عَلِمَتْ أَنِّى مُرَوِّى هَامِها*

ويقال ضَرَبه على أُمِّ رأسِه وأُمِّ قَفاه* ابن السكيت* أُمُّ الطَّعامِ ـ المَعِدة* أبو رياش* أُمُّ الحَرْب ـ الرايةُ وأُمُّ الزنا ـ الغاية والغايةُ الرايةُ تكون للملوك وللخَمَّارِ وذواتُ الراياتِ البَغايا كانت الواحدةُ تَجْعَلُ على بابها راية ليعرفَها العهَّارُ فيَقْصِدُونها وأُمُّ الحَرْبِ ـ الحَرْبُ العظيمةُ وقد كَنَى رُؤبةُ الحربَ أُمَّ الحَرْشَفِ والحَرْشَفُ ـ الجَرادُ شَبَّه الرَّجَّالَةَ به وأنشد

* والحَرْبُ أُمُّ الحَرْشَفِ المُنْبَسِّ*

المُنْبَسُّ ـ المُتفَرِّقُ وأُمُّ الوَقُودِ ـ الحَرْبُ وأُمُّ الفَوارِسِ ـ التى وَلَدَتِ الفُرْسانَ

١٨٣

وقيل هو على جهة التعظيم وأُمُّ العِيَالِ ـ العَجُوزُ التى وَلَدَتْهُمْ وفُلَانٌ أُمُّ القَوْمِ ـ اذا قَلَّدُوه أَمْرَهُمْ كانهم يجعلونه لهم بمنزلة أمهم وهذا كما قدمتُ في الاب وأُمُّ مَثْواكَ ـ امْرَأَتُك* الكراع* أُمُّ المَثْوَى ـ الجارةُ وصاحبةُ المنزل وأَظُنُّه يعنى بالجارة الزوجةَ فان كان أراد ذلك فهو صحيح لان الاعشى يقول

* أَيا جارَ تَابِينِى فانَّكِ طالِقَهْ*

* وقال ابن الاعرابى* نزل بعض العرب بامرأة منهم فأحسنتْ ضيافتَه فقال ما رأيتُ أُمَّ بيتٍ أحْسَنَ ثَغْرًا منك وراوَدَها على القُبَل فزَبَنَتْهُ فقال

تَقُولُ أُمَّ عامِرٍ بِالغَمْزِ قِلْ

فِانْ تَقِلْ فَعِنْدَنا ماءٌ وظِلٌ

وانْ أَبَيْتَ فالطريقُ مُعْتَدِلْ

أَمَّا الذِى سأَلْتنَا فلَا يَحِلّ

أبو عَمْروٍ* أُمُّ المَنْزِلِ ـ المرأةُ التى يُنْزَلُ بها وأنشد

صَادَفْتَ أُمَّ مَنْزِلٍ حَصَانا

كَسَتْكَ مِنْ أُمِّكَ طَيْلَسَانا

والامُّ الثانيةُ أُمُّ رأْسِهِ أى دَقَّتْ رأسَه فَكَسَتْهُ طَيْلَسَانا من دَمِهِ وأُمُّ خُرْمانَ مُلْتَقَى طَرِيقِ حاجِّ البَصْرةِ وحاجِّ الكوفةِ وهى بِرْكةٌ الى جانِبِها أَكمَةٌ حَمْراءُ على رأسِها نارٌ مُوقَدةٌ حكاها ابن السكيت وأنشد

يا أُمَّ خُرْمانَ ارْفَعِى الوَقُودَا

تَرَىْ رِجالاً وقِلَاصًا قُودا

فقَدْ أطالتْ نَارُكِ الخُمُودَا

أنِمْتِ أَمْ لا تَجِدِينَ عُودَا

* أبو صاعد الكلابى* أُمُّ صَبَّارٍ ـ قُنَّةٌ في حَرَّةِ بَنِى سُلَيْم وقيل أُمُّ صَبَّار حَرَّةُ لَيْلَى وحَرَّةُ النارِ قال النابغة

تُدَافِعُ الناسَ عَنَّا حِينٌ نَرْكَبُها

مِنَ المَظَالِم تُدْعَى أُمَّ صَبَّارِ

والقولُ قولُ أبى صاعد لان نَزِيعَ بْنَ سليمانَ الضِّبَابِىّ قال في حربهم لبنى سُليْمٍ بعد قوله

إنْ كانَ قولُكُمُ قَوْلاً تَفُونَ بهِ

فأسْهِلُوا من نَواحِى أُمِّ صَبَّارِ

* قال على بن حمزة* ومع هذا فقد رَوَى قاسمُ بْنُ سَلَّامٍ الصَّبُرُ ـ الارضُ التى فيها حَصًى ولَيْسَتْ بغليظة ومنه قيل للْحَرَّة أُمُّ صَبَّارٍ* الشيبانى* وَقَعَ في أُمّ صَبُّورِ ـ أى في أَمْرٍ مُلْتَبِسٍ ليس له مَنْفَذٌ وقيل أُمُّ صَبُّورٍ ـ هَضْبةٌ لا مَنْفَذَ فيها فشُبِّه بها الامْرُ العظيمُ الذى لا منْفَذ له قال أبو الغَرِيب

١٨٤

أَوْقَعَهُ اللهُ لِسُوءِ سَعْيِهِ

فى أُمِّ صَبُّورٍ فأَوْدَى ونَشِبْ

* ابن السكيت* أُمُّ أَوْعَالٍ ـ هَضْبةٌ بعَيْنها وأنشد

* وأُمّ أَوْعالٍ كَها أَو أَقْرَبَا*

ويقال أيضا لكل هَضْبة فيها أَوْعالٌ كَها أَو أَقْرَبَا*

ويقال أيضا لكل هَضْبة فيها أَوْعالٌ أُمُّ أَوْعالٍ قال الصنقوب العقيلى

ولا أَبُوحُ بِشَرٍّ كُنْتُ أكْتُمُه

ما كانَ لَحْمِىَ مَعْصُوبًا بأَوْصَالِى

حتى تَبُوحَ به عَصْماءُ عاقلةٌ

من عُصْمِ بَزْوَةَ وَحْشِ أُمِّ أَوْعالِ

* قال على بن حمزة* الذى عندى أن العَصْماءَ هى أُمُّ الاوْعالِ في هذا الموضع وأنه كقول امرئ القيس

ويَوْمًا عَلَى صَلْتِ الجَبِينِ مُسَحَّجٍ

ويومًا على بَيْدانةٍ أُمِّ تَوْلَبِ

وكقول ابن مُقْبل

رَآها الفُؤادُ أُمَّ خِشْفٍ خَلَالَها

بقُورِ الوِراقَيْنِ السَّرَاءُ المُصَنِّفُ

وأُمُّ الطَّريقِ ـ مُعْظمُه ووَسَطُه وأنشد لكُثَيِّر

يُغَادِرْنَ عَسْبَ الوَالِقِىِّ وناصِحٍ

تَخُصُّ به أُمُّ الطَّرِيقِ عِيالَها

وهذا قولُ الاحْوَلِ وقيل انَّ أُمَّ الطريق ههنا الضَّبُعُ والقولُ قولُ الاحْولِ يشهد له قول الشاعر

تَخُصُّ بهِ الطَّرِيقَ اذا اعْتَراها

عليه ما تَقُوتُ من العِيَالِ

وأوضحُ من هذا قول الطرماح

اذا ما أمْتَحَتْ أُمُّ الطَّريقِ تَرَسَّمَتْ

رَتِيمَ الحَصَى مِنْ مُلْكِها المُتَوَضِّحِ

مَلْكُ الطريقِ وَسَطُه والرتيم المَرْتُومُ والمُتَوَضِّحُ المُتَبَيِّنُ وقال الاحولُ أمُّ الظِّباءِ ـ الفَلاةُ وأنشد

وهانَ على أُمِّ الظِّباءِ بحَاجَتِى

اذا أَرْسَلَتْ يومًا عَلَيْكَ سَحُوقُ

وذلكَ لِرَبِّها الظِّباءَ كأنها أُمُّ لها ومن هنا سَمَّاها الراعى أُمَّ الوَحْشِ في شعره فقال

وعارِيةِ المَحاسر أُمِّ وَحْشٍ

تَرَى قِطَعَ السَّمَامِ بها عِزِينا

عِزِينَ ـ جمَاعات والمحاسر ـ المواضع الظاهرة والسَّمَامُ طير شَبَّه الابلَ بها في سرعتها والعارية البارزة وقد سَمَّوُا المرأةَ أُمَّ الظِّباءِ قال الحارثى

١٨٥

أَرَيْتَكَ إنْ أُمُّ الظِّباءِ نَجابها

نَوالٌ وحَقَّ البيعُ ما أنتَ صانِعُ

وقال آخر

* ألَا طَرَقَتْ أُمَّ الظباءِ صَحابتِى*

* قال ابن السكيت* قال أبو صاعدٍ غَدَوْتُ غَدْوَةً في الوادى فوجدتُ أُمَّ عُبَيْدٍ تَعْرُكُ أَدَمَها يقال ذلك للخَطِيطَةِ وهى الارضُ التى يُمْطَرُ ما حولَها وهى لم تُمْطَرْ وكانت سَنةً وأنشد غيره

بِئْسَ قَرِينُ اليَفَنِ الهالِكِ

أُمُّ عُبَيْدٍ وأبو مالِكِ

وقال أمُّ عبيدٍ ـ الفلاةُ اللَّمَّاعةُ* الشيبانى* هى الخاليةُ من الارض وهى السَّنةُ التى لا عائِنةَ بها اولا كَلَا والعائِنةُ النَّاسُ ورواها بعضهم أُمُّ عَبِيدٍ والاوّل أعرفُ وأصح* ابن السكيت* أُمُّ سَخْلٍ ـ جَبَلٌ معروف في النِّيرِنيرِ غاضِرَةَ وأُمُّ عِرْسٍ ـ رَكِيَّةٌ لعبدِ الله بن قُرَّةَ المَنافِى لا تَنْزَحُ ولا تُوارِى عَرَاقِىَ الدَّلْو دائمةٌ على ذلك واسعةُ السَّحْوةِ قَرِيبةُ القَعْر وأنشد

* رَكِيَّةٌ لَيْسَتْ كأُمِّ عِرْسِ*

وأُمُّ العَرب ـ قريةٌ من عَمَل الفَرَما بالجِفَارِ ـ منها هاجَرُ امُّ اسمعيل بن ابراهيم صلى الله عليهما وأُمُّ العِيالِ ـ موضع قريب من مكة وقد قدّمت أنها العجوز* ابن السكيت* وَقَعُوا في أُمِّ حَبَوْكَرَى ـ اذا ضَلُّوا وأُمُّ حَبَوْكَرَى أرضٌ معروفة بأعلى حائل من بلاد قُشَيْرٍ ذاتِ وِهادٍ ونِقَابٍ كُلَّما خرجتَ من وَهْدة سِرْتَ الى أُخْرَى فيَسْرِى الرجلُ نهَارَه لم يقطع كبير شئ وهى أرضٌ مَدِرةٌ بيضاءُ وجاء بأُمِّ حَبَوْكَرى وهى الداهية وقيل هى رَمْلة معروفة مستديرةٌ بين يَذْبُلَ والقَعَاقِع والعُرُفِ وهو موضع أيضا قال الكميت

أَهاجَكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ

وما أنتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ

ويقال للداهيةِ حَبَوْكَرٌ وأُمُّ حَبَوْكَرَانَ حكاها الكُراع* ابن السكيت* وَقَعُوا في أُمِّ أَدْراصٍ مُضَلِّلةٍ ـ اذا وقعوا في شدّة وهى الدواهى وأصلُها حِجَرَةُ الفَأر* أبو عبيدة* وَقَعَ في أُمِّ أَدْراصٍ مُضَلِّلةٍ أى في موضع استحكامِ الهَلَكةِ لان أُمَّ أدراص حِجَرةٌ مَحْشِيَّةٌ أى مَلْأَى تُرابا وقد يقال للداهية أُمُّ فَأْر قال الشاعر

١٨٦

بأنَّا سَقَطْنَا مِنْ وَليدٍ خِلَافَهُمْ

ومِنْ أَنَسِ في أُمِّ فاْرٍ مُسَبَّدِ

* ابن السكيت* وأُمُّ قَشْعَمٍ ـ الداهيةُ وأنشد

* لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَها أُمُّ قَشْعَمِ*

* أبو عبيد* أُمُّ قَشْعَمٍ ـ المَنِيَّةُ* أبو عبيدة* أُمُّ قَشْعَمٍ ـ العَنْكَبُوتُ* ابن الاعرابى* انه لَوَيْلُ امٍّ من الرجال ـ اذا كان داهِيًا* أبو رِيَاش* وقعَ القومُ في أُمِّ دأْكاءَ اذا وقعوا في شَرٍّ مُسْتَقْبَل وأُمُّ صاحب ـ الداهيةُ قال الشاعر

تُزَيَّنُ لِلْاقْوامِ ثُمَّ يَرَوْنَها

بعَاقِبةٍ اذ بَيَّنَتْ أُمَّ صاحِبِ

* ابن الاعرابى* أُمُّ جُنْدُبٍ ـ الغَدْرُ والداهيةُ* الاحول* وَقَع القومُ فى أُمِّ جُنْدُبٍ ـ أى الظُّلْمِ ورَكِبُوا أُمَّ جُنْدُبٍ* ابن السكيت* أُمُّ الرُّبَيْقِ ـ الداهِيَةُ وقيل أصلُها الحَيَّة* الكراع* أمُّ الرُّبَيْقِ ـ الداهيةُ وهى أيضا الحَيَّة شُبِّهَتْ برِبْقةِ الغَنم وأُمُّ اللُّهَيْمِ ـ المَنِيَّةُ* وقال الاحول* أُمُّ اللُّهَيْمِ وأُمُّ الدُّهَيْمِ وأُمُّ نآدِ ـ بمعنًى* أبو زيد* أُمُّ الهَمَّرِشِ ـ الداهيةُ ويَرْوُونَ أَنَّ أصلَها الحيةُ وأنشدوا

انَّ الجِرَاءَ تَهْتَرِشْ

فى بَطْنِ أُمِّ الهَمَّرِشْ

* وقال خالد بن كلثومٍ* أُمُّ الضّاحِيَةِ ـ الداهيةُ وكذلك أُمُّ البَلِيلِ وأُمُّ الرَّقَمِ وأُمُّ الرَّقْمِ وأُمُّ الرَّقُوبِ وأُمُّ خَشَّافٍ وأُمُّ خَنْشَفِيرٍ ـ كلُّها الدَّواهِى* الاحول* لَقِىَ منه أُمَّ الرَّبِيسِ ـ وهى من قولهم داهيةٌ رَبْساءٌ ورَبِيسٌ وقد كَنَّوُا الرجلَ أبا رُبَيْسٍ وأصلُ الرَّبْسِ الضربُ باليدين* الاحول* وَقَعُوا في أُمِّ خَنُّورٍ ـ أى داهيةٍ وبعضُ العرب يَجْعَلُه النعيمَ* قال غيره* ولذلك دُعِيَتْ مِصْرُ أُمَّ خَنُّورٍ وجاء في الحديث «أُمُّ خَنُّورٍ يُسَاقُ اليها القِصَارُ الاعْمارِ» * ابن السكيت* ويقال للدُّنْيا أُمُّ خَنُّور ومنه قول سليمن بن عبد الملك * لقد وَطِئْنا أُمَّ خَنُّورٍ بقُوَّةٍ ـ يعنى الدنيا فما مَضَتْ بعدها جمعةٌ حتى مات * أبو عبيد* أُمُّ خَنُّورٍ ـ الضَّبُعُ وقد حُكى أُمُّ خَنُّوز بالزاى* ابن السكيت* ويقال للدنيا أُمُّ دَفْرٍ ـ والدَّفْرُ النَّتْنُ ويقال للامة اذا شُتِمَتْ يادَفارِ* قال الاحول* ويقال ما عَمِلَتْ دَفْر بالناس ودَفَارِ ـ يريدون الدنيا ويقال للدُّنيا أم دَرْزةَ وللَارْذال بنو دَرْزةَ وأولادُ دَرْزةَ ـ قومٌ خَيَّاطُونَ* ابن السكيت*

١٨٧

يقال للدنيا أُمُّ شَمْلَة* وقال الحَنْظَلىُّ* هى الشَّمَالُ الباردةُ* ابن السكيت* أُمُّ ملْدَمٍ ـ الحُمَّى* قال الاحول* أُمُّ مِلْذَمٍ بالذال المعجمة يقال لَذِمَ به اذا لَزِمهُ فكانها سميت بذلك لملازمتها إياه ومُدَاوَرَتِها عليه قال الاخفش لم أسمعْها بالذال الا من الاحْوَلِ انما هى بالدَّالِ من اللَّدْمِ وهو الضَّرْبُ* الكراع* أُمُّ الهِبْرِزِىِّ ـ الحُمَّى وأُمُّ كَلْبةَ ـ الحُمَّى عن أبى رِياشٍ وأُمُّ الكُمَيْهاءِ ـ لفظةُ يستعملونها في لَعِبِهم يقولونَ أُمَّ الكُمَيْهاءِ أَبْصِرِى ولا أَبْصَرْتِ وهى الغُمَّيْضَا وأُمُّ الحارِث ـ اللَّبُؤَةُ حكاها أبو زياد* وقال أبو عمرو* وأُمُّ رُعْمٍ ـ الضَّبُعُ وهى أُمُّ زُعْمٍ بالزاى معجمة* أبو عمرو* وهى أيضا أُمُّ رِمَالٍ وكنَاها الكُمَيْتُ أُمَّ العَسَابِر والعَسَابِرُ أولادُها فقال

كأنَّها عَلَّقَتْ فيهنَّ أَجْرِيَها

أُمُّ العَسَابِر في كَشْحٍ وفي قَرَبِ

* ابن السكيت* أُمُّ عامِرٍ ـ الضَّبُعُ وقال الهلالى هى أُمُّ رَشْمٍ لانها تَرْشُمُ الطريقَ لا تُفارِقُه* الكراع* أُمُّ عِتابٍ ـ الضَّبُعُ* غيره* وهى أُمُّ عُوَيْمِرٍ قال ابنُ عَيْزارةَ الهُذَلِىُ

فَانَّكَ اذْ تَحْدُوكَ أُمُّ عُوَيْمِرٍ

لَذُو حاجةٍ حافٍ مع القومٍ ظَالِعُ

* الاحول* هى أم عمرو* أبو زياد* هى أُمُّ جَعُور وأنشد

وإنا لَصَيَّادُونَ للبِيضِ كالدُّمَى

ولَسْنَا بصَيَّادِينَ أُمَّ جَعُورِ

* الكراع* وهى أُمُّ جَعَارِ ولم يَحْكِها غيرُه قال سيبويه وهى أُمُّ عَنْثَلٍ* أبو عبيد* أمُّ الهِنْبِر ـ الضَّبُعُ وقيل هى الاتَانُ* ابن دريد* أُمُّ الهِنَّبْرِ وأُمُّ الهُنَيْبِرِ (١) الضَّبُعُ وخص أبو عبيد بأُمِّ الهِنَبْرِ لغةَ فَزارةَ وقال انما قيل للاتَانِ أُمُّ الهِنْبِر لان الجَحْش يقال له الهِنْبِر وحكى بعضهم أن الفرَّاء أنشد يوما

يا قاتَلَ اللهُ أولادًا تَجىءُ بهمْ

أُمُّ الهُنَيْنِنِ من زَنْدٍ لها وارِى

فقيل له انما هو أُمُّ الهُنَيْبِرِ فاسْتَحْيا وقال يرحم الله الكسائى ربما أنشد ما لا حاصل له* أبو عبيدة* أُمُّ حِلْسٍ ـ الاتانُ قال الفرزدق

فأَسْلَمْتُمْ وكانَ كَامِّ حِلْسٍ

أَقَرّتْ بعد نَزْوَتِها فغَابا

* صاحب العين* أُمُّ نافِع ـ الأَتانُ* وقال الكراع* أُمُّ جِعْرانٍ ـ الرَّخَمةُ* أبو عبيد* أُمُّ حُبَيْنٍ ـ دابةٌ على قَدْرِ كَفِّ الانسانِ* ابن السكيت*

__________________

(١) قوله أم الهنبر الخ كصنبر وزبرج وسجل كذا في القاموس

١٨٨

أمُّ عُوَيْفٍ ـ الجَرادةُ* أبو حاتم* أُمُّ الحُبَاحِبِ ـ مِثْلُ الجُنْدُبِ رَقْطاءُ صفراء خضراء تطير* الاحول* أُمُّ حُمَارِشٍ ـ دابة في الماء كثيرةُ القوائم وقال أبو عمرو تكون في الماء سوداء لها قوائم كثيرة وحكى الفراء أن العقربَ أُمُّ العِرْيَطِ وكذلك قال الأحول* أبو حاتم* أُمُّ الاوْلَادِ ـ الشَّبَثُ* ابن السكيت* أُمُّ القِرْدانِ ـ النُّقْرة التى في مؤخر فِرْسِنِ البعير* الاحول* أُمُّ القِرْدانِ من الخيل والابل ـ هى الوَطْأَة التى من وَراء الخُفِّ والحافر دونَ الثُّنَّة* قال* ويقال لِلاسْتِ أُمُّ عَزْمَلٍ وعِزْمِل وأُمُّ عِزْمةَ وأُمُّ العِزْمِ* ابن السكيت* أمُّ سُوَيْدٍ ـ الاسْتُ* أبو مالك* وهى أُمُّ عَزُومٍ* أبو حاتم* أُمُّ رَبَاحٍ ـ طائر مثلُ الضَّوِيطَةِ* أبو حاتم* أُمُّ رِسالةَ وأُمَّ قَيْسٍ الرَّخَمةُ* صاحب العين* يقال للدَّجاجةِ أُمُّ حَفْصةَ* وقال الاحول* أُمَّ الهَدِير ـ الشِّقْشِقَةُ* وقال غيره* وأُمُّ البَيْضِ ـ النَّعَامة وقال الشاعر

لا مالَ إلَّا العِطافُ تُوزِرُهُ

أُمُّ ثلاثينَ وابْنةُ الجَبَلِ

وانما أراد بأم ثلاثين كِنانةً فيها ثلاثون سَهْمًا وقال العجاج وذكر المَنْجَنيقَ فَجعَلها أُمًّا للصَّخْر

أَوْرَدَ حُذًّا تَسْبقُ الابْصارَا

وكُلَّ أُمٍّ جَمَعَتْ أَحْجَارا

وقال الطِّرِمَّاحُ يَهْجُو بنى تَميم

ولو أَنَّ أُمَّ العَنْكَبُوتِ بَنَتْ لَها

مِظَلَّتَها يَوْمَ النَّدَى لَأَكَنَّتِ

يريد بذلك القِلَّةَ* وقال الأحول* أُمُّ جابِرٍ إيَادٌ وقيل بَنُو أَسَدٍ وقيل انما سموا بذلك لانهم زرّاعون وجابر الخُبْز ولذلك قال الشاعر

لَسْنَا كَمَنْ جَعَلَتْ إياد دارَها

تَكْرِيتَ تَمْنَعُ حَبَّهَا أنْ يُحْصَدَا

ولهذا المعنى دَعَوُا الخُبْزَ جابِرَ بْنَ حَبَّةَ وكَنَّوْهُ أبا جابِرٍ وقال بعضهم أعنى بعضَ الرُّواةِ أُمُّ الصِّبْيانِ ـ الغُولُ وهى عند العرب ساحرةُ الجِنِّ وأُمُّ فَسادٍ ـ الفَأْرةُ والَازْدُ تَدْعُو رُكْبةَ الانْسانِ أُمَّ كَيْسانَ* ابن السكيت* أُمُّ زَنْبَقٍ ـ الخَمْرُ* الاحول* وهى أُمُّ حَنِينٍ وأُمُّ الخَلِّ وقال ابن الاعرابى انَّ عِقَالاً الكاهِلِىَّ وكان صالحا اجْتاز بمِرْداسِ ابنِ حِزَامٍ الباهلىِّ فاستسقاه فسقاه خمرا حَلَب عليها لَبَنًا قال

١٨٩

سَقَيْنا عِقَالاً بالثَّوِيَّةِ شَرْبةً

فمالتْ بعَقْلِ الكاهِلِىِّ عِقَالِ

فقلتُ اصْطَبِحْها باعِقَالُ فانما

هى الخمرُ خَيَّلْنا لها بخيَال

رَمَيْتُ بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ

فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ لَيَالِ

فأما قول الشاعر

فى كُلِّ يوم ظَعْنةٌ وحَلَّهْ

ونَحْنُ أَهْلُ وَبَرٍ وثَلَّهْ

بالعَيْرِ والشاةِ وأُمِّ الخَلَّهْ

نَدْفَعُ عنها السَّنَةَ المُطِلَّهْ

فان الخَلَّة ههنا بنتُ المخاض وبنتُ اللَّبُون ويقولون هذه قَلُوصٌ خَلَّةٌ وقال الدينورى فاذا كانت الخمر سوداءَ قيل لها أُمُّ لَيْلَى كما كَنَوُا الاحمقَ أبا ليلَى وأُمُّ الدَّرِينِ ـ حَطَبُ الدَّرِينِ وهو ما يَبِسَ من النباتِ وأُمِّ الهَشِيمةِ ـ الحَطَبةُ قال الفرزدق

* اذا أُطْعِمَتْ أُمَّ الهَشِيمةِ أرْزَمَتْ*

يعنى قِدْرًا أى يُوقَدُ تحتها بالحَطَب الجَزْل* غيره* أُمُّ قُرَاشِماءَ ـ شجرة ولم يذكرها أبو حنيفة* ثعلب* أم الجَرْدَقِ ـ الدَّقِيقُ حكاها في أماليه وأنشد فى وصف ثوب نسج وهو لأبى فَنَنٍ

وحَسَّهُ حَسَّةً باللِّيفِ مُشْتَملاً

وقد سَقاهُ من أم الجَرْدَقِ اللَّجِنِ

والجَرْدَقُ ـ الخُبز عربى صحيح وقيل انه معرّب وقد استعملته العرب وأنشد أبو زياد

أنا الذى أَكْرَيْتُ من جُنُونِى

كَرِينَتَيْنِ تأْكُلَانِ دُونِى

* تَمْرًا بذاكَ الجَرْدَقِ المَدْهونِ*

وأنشد ابن الاعرابى

فاللِّصُّ خَيْرٌ من أميرٍ سارقِ

قد ذاقَ طَعْمَ الخَمْرِ والجَرادِقِ

* من بَعْدِ عَيْشٍ قد مَضَى مُرَامِقِ*

ابن السكيت أُمُّ جِرْذانٍ ـ نخلةٌ بالمدينة وروى أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم دعا لُامّ جِرْذانٍ مرتين وقد حَلَّيْتُ أُمَّ جِرْذانٍ هذه في أبواب النخل من كابى هذا عند ذكرى أجناس النخل والتمر فاستغنيت عن اعادتها بذلك الشرح هنا* أبو حاتم* أُمُّ جِرْذانٍ من نَخِيلِ جَبَلِ طَيِّئ وهى لَوْنانِ وهى بُسْرة صَفْراءُ وتمرةٌ صَفْراءُ وأُمُّ أَلْوانٍ وهى بُسْرةٌ حمراء وتمرةٌ سوداءُ* ابن الاعرابى* أُمَّهاتُ النَّخْلِ ـ الحواملُ من النخل وقد

١٩٠

جعل بعض العرب النخلَ أُمَّ العِيالِ فقال

تَعَالَ الى أُمّ العِيالِ فَحُلَّها

ولا تُجْلِ عنها خَشْيةَ الموتِ والغَدْرِ

* أبو حنيفة* أُمُّ كَلْبٍ ـ شُنجيْرةٌ جَبَلية خَشْناءُ شاكةٌ جَلَدِيَّةٌ وقد قَدَّمْتُ تَحْليتَهما فى أبواب النباتِ من هذا الكتاب وأُمُّ وَجَعِ الكبدِ ـ بَقْلةٌ من دِقِّ البَقْلِ تَشْفِى من وَجَع الكَبِد وقد حَلَّيْتُها هناك أيضا والطَّلْحُ يقال لها أُمُّ غَيْلانَ ويقال لها أُمُّ أَسْلَم ويقال لها أُمُّ السَّلَمِ وهى السَّمُرَةُ ويُعْنَى بحَيْضِها الدُّوَدِمُ الذى يَخْرُجُ منها وهو شئ أحمر مثل الدَّم تَنْضَحُ به فتقول قد حاضتِ السَّمُرةُ وقد ذكرتُ ذلك أيضا في باب اللَّثى والصَّمْغ والمَغافير والعُلُوك وقال بعضُ الرواة أُمُّ الصَّبِيَّيْنِ الكِنَانةُ وأنشد لتأبط شرا

اذا قَرَعُوا أُمَّ الصَّبِيَّيْنِ نَفَّضُوا

عَفَارِىَ شُعْثًا (١)

ويقال للمرأة أم الصَّبِيَّيْنِ وأم الصَّبِىِّ وأم الغُلامِ وأمُّ الوليد* أمُّ ذِى الوَدْع وان لم يكن لها ولد وان كانتْ لها بنتُ أو بناتٌ لا يقولون لها أمُّ ذاتِ الوَدْع ولا أمُّ الصَّبِيَّة ولا أم الولِيدةِ فأما قولُهم أُمُّ جَوَارٍ فانما يقولونه على الذَّمّ فمن ذلك قوله

* أُمُّ جَوَارٍ ضَنْؤُها غَيْرُ أَمِرْ*

وقول الآخر

يَأْوِى الى أُمِّ جَوَارٍ دَرْدَقِ

إلَّا يَؤُبْها بِشِواءٍ تَحْنَقِ

ويقال للقوم المتفقين على الامر بَنُو أُمٍّ وللمخْتلفين بنُو عَلَّة قال عدىُّ بن زيد

انَّ ابْنَ أُمِّكَ لم تُنْظَرْ قَفِيَّتُه

لَمَّا تَوارَى ورامَى الناسُ بالكَلِمِ

يخاطب النعمان بن المنذر ولم يكن أخاه وانما أراد موافقتَه له وميلَه اليه وقَفِيَّتُه كرامتُه والمعنى أنه لم تُؤَخَّرْ قَفِيَّتُه ليُكْرَمَ وانما أُخّرَ ليُقْتَلَ تَوارَى حُبسَ ورامَى الناسُ بالكَلِمِ ظَنُّوا به وقال القُطَامى

كانَّ الناسَ كُلَّهُمُ لأُمٍّ

ونَحْنُ لِعَلَّةٍ عَلَتِ ارْتِفَاعا

والعَلَّة الضَّرةُ والجمعُ العَلَّاتُ ويقال لبنى الضَّرائِر بنو العَلَّاتِ ولِبَنِى الامِّ الواحدةٍ بنو أُمّ ويقولون للحامِل هى أمُّ ثالثٍ وأُمُّ رابع وامُّ خامس قال الفرزدق

جَهِيضُ فَلَاةٍ أَعْجَلَتْه يَمامَةٌ

هَبُوبُ الضُّحَى خَطَّارةٌ أُمُّ رابِع

__________________

(١) كذا بالاصل

١٩١

أى حملتْه أربعةَ أشهر وكذلك يقال لها اذا ولدت قال أنشدنى أحمد بن يحيى ثعلب

اذا كانتِ السِّتُّونَ أُمَّكَ لَم يَكُنْ

لِدائِكَ الا أنْ تَمُوتَ طَبِيبُ

وانَّ امْرَأً قد سارَ سِتِّينَ حِجَّةً

إلى مَنْهَلٍ من وِرْدِهِ لَقريبُ

قال أبو حنيفة وما من ريح من الرِّياح أُمَّهاتِها ولا نُكْبِها الا وقد رأيتُ بها الغُيوثَ الغِزارَ وان كان ما رأيتُ من أمطار الجَنُوب والصَّبا والنَّكْباء التى بينهما أَكْثَرَ يعنى بأمهات الرياح الصبا والجنوبَ والشمالَ والدُّبُورَ وأُمٌّ وأُمَّهاتٌ وأُمَّاتٌ في الناس وأُمَّهاتٌ وأُمَّاتٌ أيضا في البهائم وقد زعم بعضُ الرُّواة أنه لا يقال في الناس أُمَّاتٌ وليس كذلك لان الشِّعْر قد جاء بخلافه قال الشاعر

وأُمَّاتُنا أَكْرِمْ بهنَّ عَجائزًا

وَرِثْنَ العُلَا عن كابرٍ بعدَ كابِرِ

وقال ذو الرمة فأَوْقع الامَّهاتِ على غير الآدميين

وهَامٍ تَزِلُّ الشَّمْسُ عن أُمَّهاتِه

وأَلْحٍ تَراهَا في المَثانِى تَقَعْقَعُ

المَثانِى جمع مَثْناةٍ وهى الحَبْلُ ولعَامِلِ البَثَنِيَّةِ مَكْسٌ يؤخذ منْ كل مِن باعَ شيئا شئٌ من ذلك الشئ ويُحْمَلُ اليه في طَبَقٍ فعَرَبُ الشامِ يَدْعُونَ ذلك الطَّبَقَ لُبَيْنًا

باب الابناء

وأَبْدَأُ بتعليل الابن وأُرِى وَجْهَ الاختلافِ فيه ثم أُرَجِّحُ بما سقَطَ الَىَّ من تعليل أبى على الفارسى وأُتْبِعُ ذلك ذِكْرَ بِنْتٍ بل أُجَسِّمُه به للاحتياج اليه وليس للمُتَعَقِّب علينا في ذلك حُجَّة لأنه انما حَمَلَنا على ذكره معه ما أَحْوَجَنا اليه من احتج على أَن ابْنًا فِعْلٌ بدلالة قولهم بِنْتٌ ومن هنا احْتَجْنا الى تعليل أخ وأخت في تعليل هذه المسئلة ان شاء الله تعالى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) صلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليما* غير واحد* هو الابْنُ وهو أحد الاسماء التى فيها ألف الوصل من غير المصادر وقد قيل ان الذاهب منه ياء وان الذاهب منه واو وكل ذلك سأبين ان شاء الله تعالى وجمعُ الابن بَنُونَ وأبناء وتصغيره أبَيْنُونَ على غير قياس والانثى ابْنَةٌ وبِنْتٌ والمصدر البُنُوّة فاما وَزْنُ ابن فقد ذكر أبو اسحق في كتابه الموسوم بمعانى القرآن عند ذكره تعليل (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) أن أبناءً جمعُ ابْنٍ (١) والاصل كانه انما جمع بَنًا وبِنْو فهو يصلح أن يكون فَعَلاً وفِعْلاً كان أصله بَنًا والذين قالوا بَنُونَ

__________________

(١) قوله والاصل كانه انما جمع الخ في اللسان قال الزجاج ابن كان في الاصل بَنَوٌ أو بِنْوٌ والالف ألف وصل في الابن يقال ابن بين البنوّة قال ويحتمل أن يكون أصله بنيا قال والذين قالوا بنون كانهم جمعوا بنيا وأبناء جمع فعل الخ وبه يظهر ما هنا كتبه مصححه

١٩٢

كانهم جمعوا بَنًا وأَبْنَاءٌ جمع فَعَلٍ أو فِعْلٍ وبِنْتٌ يدل على أنه يستقيم أن يكون فِعْلاً ويجوز أن يكون فَعَلا نقلت الى فِعْلٍ كما نقلت أُختٌ من فَعَلٍ الى فُعْلٍ فاما بَنَاتٌ فليس جمعَ بنْتٍ على لفظها انما رُدَّتْ الى أصلها فجمعتْ بَنَاتٍ على أن أصلَ بِنْت فَعَلَةٌ مما حُدفت لامُه والاخفش يختار أن يكون المحذوفُ من ابن الواوَ قال لان العرب مما تحذف الواو لثقلها قال أبو اسحق والياء تحذف أيضا لانها تَثْقل الدليل على ذلك أن يدا قد أجمعوا أن المحذوف منه الياء ولهم دليل قاطع مع الاجماع يقال يديت اليه يَدًا ودَمٌ محذوفٌ منه الياء يقال دَمٌ ودَمَيَانِ وأنشد

* جَرَى الدَّمَيانِ بالخَبر اليَقِينِ*

والبُنُوَّة ليس بشاهد قاطع في الواو لانهم يقولون الفُتُوَّة والتثنيةُ فَتَيانِ فابْنٌ يجوز أن يكون المحذوفُ منه الواو أو الياءَ وهما عندى متساويان قال الفارسى في هذا الفصل اغفال في غير موضع فمن ذلك قوله في ابن يصلح أن يكون فِعْلا وفَعَلا ولا يجوز في ابن أن يكون وزنه فِعْلاً لانه لا دلالة على أن الفاء منه مكسورة بل الدليل قام على أن الفاء مفتوحة وذلك في قولهم بَنُونَ فلو كان أصله فِعْلاً لم تفتح الفاء فان استدل على أنه فِعْل مكسور الفاء بقولهم أفعال وأفعال تكون جمعا لفِعْل نحو عِدْل وأعدال وقِنْوِ وأقْناء لزمه أن يجيز في بنائه فُعْلاً وفِعَلا وغير ذلك لان هذين البناءين يجمعان على أفعال أيضا فان حكم على ابن أنه فِعْل بهذا الدليل فليحكم أيضا بأنه يجوز أن يكون فُعْلاً وفِعَلاً بهذا الدليل نفسِه لان دلالته ليس على أحد ذلك دون الآخر فاذا استوى فِعْلٌ وغيره في أنه يجمع على أفعال لم يجز أن يجعل لاحد هذه الابنية دون الآخر الا أن يغلب أفعال على بناء من هذه الابنية فيكون بابه أن يجمع عليه فليس أفعال بدليل على أن ابنا أصله فِعْلٌ لما أعلمتك فقد ثبت أن الفاء مفتوحة لقولهم بَنُون فاما العين فالدليل على أنها مفتوحة أيضا قولهم في جمعه أفعال وأفعال بابه أن يكون لِفَعَلٍ نحو جَبَل وأجبال وليس يَجِبُ أن يُعْدَلَ بالشئ عن بابه وأصله حتى يقوم دليلٌ يُسَوِّغُ ذلك ولم نعلم شيأ دَلَّ على أن العين ساكنة من ابن وعلمنا أنه ينبغى أن تكون متحركة .... (١) ولان أفعالا بابه فَعَلٌ كما أن فَعْلاً المعتل العين بابُه أفعال مثل حَوْضٍ وأَحْواض وسَوْطٍ وأسواط ولذلك قلنا في فَمٍ ان أصل بنائه فَعْلٌ وكما أن فَعْلاً نحوُ فَرْخ حكمه أفْعُلٌ وهذا الذى ذهبنا اليه في ذلك مذهبُ سيبويه

__________________

(١) كذا بياض بالأصل

١٩٣

وقياسُ قوله ومذهبُ أبى العباس وما لا يجوز غيره فان قال قائل فاجِزْ في ابْنٍ أن يكون وزنه فِعْلاً وفُعْلاً لجمعك له على أَفْعالٍ كما أَجَزْتَ في اسم أن يكون فُعْلاً وفِعْلاً لجمعك له على أفعال لان أفعالا بناءٌ تَجْمَعُ به الصِّنْفين فالجواب أنا لم نقل في اسم انه يحتمل أن يكون فِعْلاً وفُعْلاً لقولهم أسماء ولكن لما سمعناهم يقولون سِمُهُ وسُمُه حملنا الكلمة على الوزنين جميعا ولو حَمَّلْنا الفاء حركةً ثالثةً لكان خطأ أو مخالفة للفظ العرب فيه كما أن مِن حَمَّل الفاءَ من ابْنٍ حركةً غير الفتحة كان مخالفا للفظ العرب بذلك ولا يجوز اذا سمع الفاء من حَبْلٍ وغَيْلٍ وما أشبهه مفتوحا أن يجوز فيه غير الفتح المسموع فانما أجزنا في اسم أن يكون فِعْلاً وفُعُلاً لما ذكرت لك فأما قوله وبِنْتٌ يدل على أنه يستقيم أن يكون ابن فِعْلاً فلا دلالة في قولهم بِنْتٌ على أن ابْنًا وزنه فِعْلٌ لان بِنْتًا من ابْنٍ ليس كصَعْبةٍ من صَعْبٍ فيحكم بأن الفاء من ابن مكسورة كما أنها فى بنت مكسورة لان هذا البناء صِيغَ للتأنيث على غير بناء التذكير فهو كحمراء من أحمر وليس كصَعْبةٍ من صَعْب وغُيِّر البناءُ عما كان يجب أن يكون عليه في أصل التذكير وأبدل من الواو تاء فأُلْحِقَ الاسمُ به بِشِكْسٍ ونِكْسٍ وما أشبه ذلك فلا دلالة في بنت إذًا على أن ابنا أصلُ وزنه فِعْلٌ وهو أنا وجدناهم يقولون أخْتٌ فلو كان ابْنٌ فِعْلاً لقولهم بِنْتٌ لكان أَخٌ فُعْلاً لقولهم أُخْتٌ فكما لا يجوز أن يكون أَخُ فُعْلاً وان جاء أُخْتٌ كذلك لا يجوز أن يكون ابْنٌ فِعْلاً وان قيل بِنْتٌ وكما لا يجوز لقائل أن يقول انَّ أخًا فُعْلٌ لفتحة الفاء منها كذلك لا يجوز أن يقال في ابن انه فِعْلٌ لفتحة الفاء منها في قولهم بَنُونَ وكما دل قولهم آخاءٌ فيما أنْشَدَناهُ أبو بكر عن أبى العباس عن أبى عمر

وَجَدْتُمْ بَنِيكم دوننا اذ نُسِبْتُمُ

وأَىُّ بَنِى الآخاءِ تَنْبُو مَناسِبُه

على أنَّ أَخًا فَعَلٌ كذلك يدل أبْنَاء على أن ابنا أصل وزنه فَعَل لما ذكرنا من أن باب أفعال فَعَل كما أن أَيْدٍ حُكِمَ من أجْله أن يَدًا فَعْلٌ للحمل على الاكثر كذلك يُحْكم لا بناء أن واحدَه فَعَلٌ لان أَفْعُلاً بابه فَعْلٌ كما أن أفعالا بابه فَعَلٌ فأما قولهم بناتٌ في جمع بِنْتٍ فهو مما يدل على ما قلنا من أن أصل الفاء من ابْنٍ الفَتْح ورُدَّ في الجمع الى أصل بناء المذكر كما رد أخت الى أصل بناء المذكر فقيل بَناتٌ كما قيل أخَوات لان أصل بناء المذكر من كل واحدٍ منهما فَعَلٌ لما قَدَّمنا وهذا الضرب من الجمع أعنى الجمع بالالف والتاء قد يُرَدُّ فيه الشىءُ الى أصله كثيرا كرَدِّهم اللاماتِ الساقِطة في الواحد له كقولهم في عِضَةٍ عِضَوات وأُخْتٍ أَخَوات وكما ردُّوا

١٩٤

الحرفَ الاصلى فيه كذلك رُدَّتِ الحركةُ التى كانت في الاصل في بناء المذكر فقد تبين مما ذكرنا أن ابْنًا أصل بنائه فَعَلٌ أما الدلالة على حركة الفاء بالفتحة فقولهم بنُونَ وأما الدلالة على حركة العين بالفتح فأفعال فتبين أن تجويزه في ابن أنه فِعْلٌ خَطَأٌ وكذلك تبين أن استدلاله بقولهم بِنْتٌ على أن أصلَ وَزْنِ ابن يجوز أن يكون فِعْلاً خطأٌ فأما قوله في اللام المحذوفة انه يحتمل أن يكون عنده واوا أو ياء وأنهما عنده متساويان في الحذف فليس الامر عندى كما قال والمحذوف الواو دون الياء لما أذكره الدليل على أن المحذوف من ابن واو أن هذه الاشياء المحذوفة اذا أريد علم المحذوف منه أهو واو أو ياء أو غير ذلك وجب أن ينظر في تثنيته أو جمعه بالتاء أو فِعْلٍ مأخوذ منه أو جمعه المكسر فان وجد في أحد ذلك ياء أو واو أو غير ذلك حكم أن المحذوف في الواحد هو ما يظهر من أحد هذه الاشياء كما حكمت باخْوة على أن المحذوف واو وبغَدَوْتُ وبدَمَيانِ أن المحذوف من دَمٍ ياء ومن غَدٍ واو وبِعضَوات أن المحذوف من عِضَةٍ واوٌ وليس في ابن واو أو ياء فيستدلّ منه على أن المحذوف منه الواو أو الياء فاذا لم يكن شئ من هذا كان أولى الاشياء أن يحمل على نظيره فيجعل المحذوف كالمحذوف في نظيره ونظيره أخْتٌ لانه صفة قد أُلْحِقَتْ في التأنيث بقُفْل كما ألحقت بِنتٌ بعِدْل فالمحذوف من اخْتٍ الواوُ لقولهم إخْوة وكذلك ينبغى أن يكون المحذوف من بنت واوا وشئ آخر يدل على أن المحذوف منه الواو دون الياء وهو قولهم بِنْتٌ وابدالهم التاء من لامه وهذه التاء لا تخلو أن تكون بدلا من لام الفعل أو علامة للتأنيث فلو كانت علامة للتأنيث لا نفتح ما قبلها كما ينفتح ما قبلها في غير هذا الموضع فلما لم ينفتح علمنا أنها بدل وأنه ليس على حَدِّ طَلْحة وثُبةٍ واذا كان بدلا فلا يخلو أن يكون من ياء أو واو ولا يجوز أن يكون من الياء لانا لم نجدهم أبدلوا التاء من الياء الا في افتعل من اليسار ونحوه وفي حرف واحد قولهم أسنتوا وأما أصل ابدال التاء من الواو دون الياء فذلك كثير جدا فعلمنا بذلك أن التاء في بنت بدل من واو كما كانت في أخت كذلك وكما كانت في هنة كذلك والدليل على أن التاء في هَنَةٍ بدلُ من الواو قوله

* على هَنَواتٍ شأنُها مُتَتابِع*

فالتاء بدل من الواو وذلك فيه وفي أخت بين لَاخَواتٍ وهَنَواتٍ وكذلك في بنت تقول في بنت انها بدل من الواو قياسا على هذا الكثير وكذلك في كِلْتَا تقول انها بدل من الواو وان الالف

١٩٥

فى كلا منقلبة عن واو لابدالكَ التاءَ منها في كِلْتَا ولذلك مَثَّلَهُ سيبويه بشَرْوَى فان قال قائل اذا كانت التاء في أُخْتٍ وما أشبهه للالحاق كما ذكرتَ دون التأنيث فهلا أثبتت في الجمع بالتاء نحو أخواتٍ وبنَاتٍ ولم تحذف كما لا يحذف سائر الحروف الملحقة بما فيها في الجمع ولا في الاضافة فالجواب أن هذه التاء للالحاق كما قلنا والدليل عليه ما قدمنا وانما حذف للاضافة وهذا الضرب من الجمع لان هذا البناء الذى وقع الالحاق فيه انما وقع في بناء المؤنث دون المذكر فصار البناء لما اختص به المؤنث بمنزلة ما فيه علامة التأنيث فحذفت التاء في الموضعين لذلك لا لانه للتأنيث وغُيِّر البناءُ في هذين الموضعين ورُدَّ الى التذكير من حيث حُذِفَتْ علامات التأنيث في هذين الموضعين لان الصيغة قامت مقام العلامة فكما غُيِّر ما فيه علامة لحذفها كذلك غُيِّرت هذه الصيغة بردها الى المذكر اذ كانت الصيغة قد قامت مقام المذكر فمن حيث وجب أن يقال طَلَحاتُ وطَلْحِىٌّ وجب أن يقال أخَوات وأَخَوِىٌّ وأما قول يونس في الاضافة الى أُخْتٍ أُخْتِىٌّ فلا يجوز كما لا يجوز في الاضافة الى طلحة الا الحذف لمعاقبة الياءين تاء التأنيث في مثل قولهم زِنْجِىٌّ وزِنْجٌ ورُومىٍّ ورُوم فصار بمنزلة تَمْر لان حذفها يدل على التكثير واثباتها يدل على التوحيد فلهذا لم تثبت التاء مع ياء الاضافة وحذفت علامتا التأنيث الاخْرَ بان فُأزِيلَتا في الاضافة كما حذفت هى فاما حَذْفُ هذه العلامات فى الجمع بالالف والتاء فلئلا تجتمع علامتانِ للتأنيث فان قال قائل فقد قالوا ثنتان وقد أنشد سيبويه

* ظَرْفُ عَجُوزٍ فيه ثِنْتا حَنْظَلِ*

فأبدلوا التاء من الياء التى هى لام لانها من ثَنَيْتُ فهلا جاز عندك على هذا أن تكون التاء في بنت بدلا من الياء كما أنها في أسْنَتُوا بدل منها فالجواب أنه لا يلزم أن تكون التاء في بنت بدلا منها وان أجازه مجيز لهذا كان غير مُصِيب لتركه الاكثر الى الاقل والشائعَ الى النادر ألا ترى أن ابدال التاء من الواو قد كثر فحملُ بِنْتٍ على الاكثر أولى من حمله على الاقل ألا يرى أن القياس يجب أن يكون على الاكثر حتى يَمْنَع منه شئ ولم يمنع شئ في بنت من حمل لامه على أنه واو بل قوّاه قولُهم أُخْتٌ وهَنْتٌ وكِلْتَا وكثرةُ ابدال التاء من الواو في غير هذا الموضع فاما أسنتوا فالتاء مبدلة من ياء منقلبة من واو فليس ابدال التاء من الياء بكثير فيسوغ أن يحمل عليه هذا الحذف فان قال فقد قالوا كان من الامر كَيَّه وكَيَّه وذَيَّه وذَيَّه

١٩٦

ثم خففوا فقالوا كَيْتَ وكَيْتَ فأبدلوا التاء من الياء فهلا أجزته في بنت على هذا فالجواب أن ذلك لا يجوز من أجله في بنت ابدال التاء من الياء لان هذه أسماء ليست متمكنة فحملُ المتمكن على المتمكن أولى من حمله على غير المتمكن لانه أقرب اليه وأشبه به فاما حكاية أبى اسحق عن الاخفش من أنه يختار أن يكون المحذوف من ابن الواو فما أعلم الاخفش نص على هذه المسئلة أن الاختيار عنده أن يكون الواو وأنه يجيز أن المحذوف الياء لكنه قال في جملة المحذوفات ان الاختيار أن يحمل على أنه الواو لانها أثقل وحذفها أولى ولا أعلمه أجاز في نفس هذه المسئلة الامرين جميعا فان أجازه فانما قاسه على هذا الذى قلنا ان القياس لا ينبغى أن يكون عليه فأما قوله الياء تحذف أيضا لانها تثقل فغير مدفوع فاما ما استدل به على ذلك من قوله لانهم قد أجمعوا أن المحذوف من يد الياء وأن لهم مع الاجماع دليلا قاطعا وهو يديت اليه يدا فالاجماع منهم لم يسبق هذا الدليل وانما الاجماع عنه وقع ولو لا هذه الدلالة ما وقع هذا الاجماع فلا وجه لتقديم الاجماع على السبب الذى عنه وَقَع وما لو خالف معه مخالف لم يَسُغْ له الخلافُ من أجله* فاذْ قد شرحت وزن الابن والبنت وبالغت في تعليل ذلك فَلْآخُذْ في ذكر الابناء كما فعلتُ في الآباء والامهات* قال علىّ بن حمزة قال الاحول* ابنُ السَّبيل ـ المُنْقَطع به وقال قتادة في قوله تعالى (وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ابن السبيل الضيف وقال الوَهْبِىُّ ابن السبيل الغريب الذى أتاك به الطريقُ وأنشد

ومَنْسُوبٍ الى مَنْ لم يَلِدْهُ

كذاك اللهُ نَزَّلَ في الكتابِ

وقال أراد ابنَ السبيل والجمعُ أَبْناءُ السبيل وأنشد

حُبَّ .... (١)بِك يا جَرَادُ

أَرْضًا وانْ جاعتْ بك الاكْبادُ

وضَاقَتْ الامعاءُ والاوْرادُ

ولم يكنْ فيكِ لنا عَتَادُ

ولا لأبْناءِ السبيل زادُ

والقولُ في ابن السبيل قول الوهبى انه الغريب الذى أتى به الطريقُ لان الراعى يقول

عَلَى أكْوارِهِنَّ بَنُو سبيلٍ

قَلِيلٌ نَوْمُهمْ الا غِرَارا

وقال الآخر

سأَبْغِى الغِنَى إمَّا نَدِيمَ خَليفة

يَقُولُ سَواءً أو مُخِيفَ سبيلِ

__________________

(١) كذا بياض بأصله

١٩٧

وقالت جُمْل بنتُ أَسْوَدَ

تَظَلُّ لا بناءِ السبيلِ مُنَاخةً

على الماءِ يُعْطَى دَرُّها ورقابُها

ومن هو على الماء فليس بمنقَطع به والصدقةُ فليست للَاضْيافِ وقد قال الله تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) فقولُ الوَهْبِىِّ أشْبَهُ الاقوالِ بالصواب ويقال ما أنا في هذا الامْرِ بابن دَأْثاءَ وابنِ ثَأْداءَ ـ وهى الامةُ اذا لم تكن فيه عاجزا وكَلَّمَ بها أبو مسلم رُؤْبةَ فلم يَدْرِ ما قال له فسأل عنها في الحَىِّ فأُخْبِرَ بها* ابن السكيت* ابنُ ثَأْداءَ ـ أى ابْنُ أَمةٍ وابْنُ ثَأْطاءَ ـ أى أنه رِخْوٌ كالحَمْأةِ عن أبى عبيدة وكذلك قد يقال ثَأَطَاءَ ورواه بعضُ الرُّواة وكذلك ما هو بابن ثَأْطَانَ وثَأَطَانَ وهو مأخوذ من الثَّأْطةِ وهى الرَّدَغَة وهى الوَحَلُ ولسْتُ أَثِقُ بقول هذا الراوى في التحريك ولا في ايراد النون في ثأطان والله أعلم* وقال الاحول* اذا لَؤُمَ الرجلُ قيل هو ابْنُ تُرَّنَى وابن فَرْتَنَى وأنشد الاخفش

فانَّ ابْنَ تُرْنَى اذا جِئتُكم

أراهُ يُدافِعُ قَوْلاً عَنِيفا

أى قولا غير حسن* وقال أحمد بن يحيى* ابْنُ تُرْنَى وابنُ فَرْتَنَى ـ ابنُ أَمَةٍ وأنشد لابى ذؤيب

فانَّ ابْنَ تُرْنَى اذا جِئْتُكم

أراه يُدافعُ قَوْلاً بَرِيحَا

بَرِيح تَبْلغ منه المَشَقَّةُ وحكى الاحول أن فَرْتَنى عند مَعَدٍّ الامةُ وعند أهل اليمن الفاجرةُ وقال الاشهبُ بن رُمَيْلة

أَتانِىَ ما قالَ البَعِيثُ ابْنُ فَرْتَنَى

ألم تَخْشَ انْ واعَدْتَها أن تُكَذَّبا

وقال جرير

مَهْلاً بَعِيثُ فانَّ أُمَّكَ فَرْتَنَى

حَمْراءُ أَثْخَنَتِ العُلُوجَ رُدامَا

قال أبو عبيدة أراد الامةَ وكانت أُمُّ البَعِيثِ حمراءَ من سَبخىِ أَصْبِهانَ وكان القَعْقاعُ بْنُ مَعْبَدِ بنِ زُرارة وَهَبَها لابيه ولِجُمْرَتِها قال جرير

أُنْبِئْتُ أَنَّكَ يا ابْنَ وَرْدةَ آلِفٌ

لِبَنِى حُدَيَّةَ مَقْعَدًا ومَقَامًا

١٩٨

* وقال الاحول* وابن ضَوْطَرَى ـ سَبٌّ قال الاشهب بن رُمَيْلة

تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُمْ

بَنِى ضَوْطَرَى لو لا الكَمِىَّ المُقَنَّعَا (١)

يريد هَلَّا تَعُدَّونَ الكَمِىَّ المُقَنَّعَ فنَصَبَ ويقال لابن الامَة ابْنُ لَكَاعِ قال الشاعر

تَبَغَّيْتُ الذُّنُوبَ عَلَىَّ عَمْدًا

جُنُونًا مّا جُنِنْتَ ابْنَ اللَّكَاع

ويقال للامِةَ لكاعِ ولَكِيعَةٌ قال ابْنُ الرُّقَيَّاتِ

لو لم يَخُونُوا عَهْدَهُ

أَهْلُ العراقِ بَنُو اللَّكِيعهْ

ويقال لُلمحَمَّقِ لَكَاعٌ ابنُ لَكَّاعٍ ولَكَّاعٌ ابْنُ لَكَّاع قال زِيَادٌ الاعْجَمُ

أَنْبَأْتَنِى أنَّ عبْدَ اللهِ مُنْتَزَعٌ

مِنِّى عَطاياهُ لَكَّاعَ ابْنَ لَكَّاع

ويقال للرجل اذا شُتِمَ وصَغَّرْتَه ابْنُ اسْتِها ومنه قول أبى الغَرِيبِ النَّصْرِى

ما غَرَّكُمْ بالاسَدِ الغَضَنْفَرِ

بَنِى اسْتِها والجُنْدُعِ الزَّبَنْتِرَ

وقال جُرْثُومةُ العَنَزِىّ

عليكم بتَلْقِيحِ النَّخِيلِ بَنِى اسْتِها

فلَسْتُمْ يَقِينًا من رِجال المَنابِرِ

وقال بعض الرواة يقال للمسبوب يا ابْنَ اسْتِها ويا ابن خَجْمعَخٍ ويا ابن حُقْرَى قال جرير بن عطية

دَنَوْتَ من المعَرَّة يا ابْنَ حُقْرَى

وقَنَّعَكَ الفَرَزْدَقُ ثَوْبَ زَانِ

وقال الاحول يقال لابنِ الامة ابْنُ مدِينةٍ وأنشد للاخطل

رَبَتْ ورَبَا في حَجْرِها ابنُ مَدِينةٍ

يَظَلُّ على مِسْحاتِهِ يَتَرَكَّلُ

وقال ابن الاعرابى ابْنُ مدينةٍ ـ ابْنُ أمةٍ قد دِينَتْ أى مُلِكَتْ وقال ابْنُ مَدِينةٍ رَجُلٌ من أهل القُرَى وأهلِ الامْصارِ وأعلَمُ من غيرهم* وقال الاحول* يقال للفَطِنِ هو ابْنُ مَدِينَتِها وابْنُ بَلْدَتِها وابن بَجْدَتِها وابن بَجْدَتِها وبُجْدَتِها وابنُ بُعْثُطِها وابْنُ سُرْسُورِها وابنُ سُوبانِها بمعنًى واحدٍ* وقال الكلابى* انه لَابْنُ أرضِها* ابن السكيت* انه لَابْنُ إحْداها ـ اذا كان قويا على الامر عالما به وقال الاحول لا يَقُومُ بهذا الامر الا ابْنُ أَجْداها بالجيم ـ يريد كريمَ الآباءِ والامهات وقولُ ابن السكيت أعرفُ ويقال للذليل ما هو الا ابنُ أرضٍ يُراد به أنه لازَمَ الارضَ ذُلًّا قال رؤبة بنِ العجاج

* مِنِّى وانْ كانَ ابنُ أَرْضٍ أَطْرقا*

وهذا كقول الآخر وهو جرير

__________________

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده مقلدا الأحول ان صحت روايته عنه فى قوله قال الاشهب ابن رميلة تعدّون عقر النيب الخ والصواب أنه لجرير لا لابن رميلة الاشهب وروايه البيت الصحيحة

تعدون عقر النيب أفضل مجدكم

وبنى ضوطري هلا الكمى المقنعا

وقبله

فلاقيت شرا من أبى الغيث غالب

ولالوم الادون لؤمك صعصا

وبعده

وتبكى على ما فات قبلك دارما

وان تبك لا تترك لعينيك مدمعا

والقصيدة في النقائض وختمها بقوله يذكر مساعى قومه ببنى يربوع

ربعا وأردفنا الملوك فظنللوا

وطاب الاحاليب الثمام المنزعا

فتلك مساع لم تنلها مجاشع

سبقت فلا تجزع من الحق مجزعا

وكتبه محمد محمود لطف الله به آمين

١٩٩

كيفَ الحديثُ إلى بَنِى دَاوِيَّةٍ

مُتَعَصِّبِينَ علَى خَوامِسَ هِيمِ

وابْنُ غَبْراءَ ـ ابْنُ الارضِ والغَبْراء اسم للارضِ عَلَمٌ كما أن الخَضْراء اسم للسماء* وقال المبرد* بَنُو غَبْراء ـ اللُّصوصُ ولا أعرف هذا القولَ عن غيره وقد قيل انه يقال لَاهْلِ البِيدِ بَنُو غَبْراء ولاهل الامْصارِ بَنُو مَدْراءَ وقد قيل في قول طرفة

رأيتُ بَنِى غَبْراءَ لا يُنْكِرُونَنِى

ولا أهلُ هَذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ

ان بنى غَبْراء الفقراءُ وأهلُ الطِّرافِ الاغنياءُ وقد قيل فيه انه أراد أنه مشهور لا ينكره أهلُ البَدْوِ ولا أَهْلُ الامصار ويقال للناس بنو التُّرابِ وهو الطِّينُ وبنو الانسانِ وبنو آدمَ وبنو الارضِ وبنو غَبْراءَ وبنو الدَّهْرِ وبنو الدُّنيا وسُئل بعضُ العرب عن نَسَبه فقال أنا ابنُ غَبْرَاءَ على سَفْراءَ بِيَدِى سَمْراءُ* ابن السكيت* كيف وَجَدْتَ ابْنَ أُنْسِكَ وإنْسِكَ ـ أى كيف وَجَدْتَ صاحبَك* وقال أبو عمرو بْنُ العَلاء* تقول العرب ابْنُ ابْنِكَ ابْنُكَ وابْنُ عَمِّك ابْنُكَ وابْنُك ابْنُ بُوحِك فاصْطَبِحْ من صَبُوحِكَ يقول هؤلاء ليسوا بابن نَفْسِك فأقْبِلْ على ابن نَفْسِك وَدَعْ هؤلاء فانه خالِصُك دون هؤلاء ورواه غيره ابْنُ بُوحِكَ يَشْرَبُ من صَبُوحِك ويقال للمجتمعين على الشراب بنو نَكْرا وبنو نُكْرٍ وأنشد

وبَنُو نُكْرٍ قُعُودٌ

يَتَعاطَوْنَ الصِّحافَا

وقال بعضُ الرواة بَنُو المَفاوِزِ ـ ذَوُو الهداية وذَوُ والسَّيْر فيها وأنشد

* مَفَاوِزٌ تَرْمِى بَنِيهَا بالنَّصَبْ*

قال وذلك معنى قول الشاعر

وكائِنْ قَطَعْنا دُونَكُمْ من مَفازة

حَمَاها ابْنُها أَنْ جَفَّ عنها ثَمِيلُها

أراد أنَّ ابْنَها العالمَ بها امتنعَ أن يَسْلُكَها لقِلَّة مائِها* وقال غيره* بَنُو الفَلاةِ ـ ذَوُو الدِّلالةِ والمعرفةِ بها وابْنُ الفَلاةِ الدليلُ وابْنُ الفَلاةِ الحِرْباءُ قال الطرماح

وانْتَمَى ابْنُ الفَلاةِ في طَرَفِ الجِذْ

لِ وأعْيَا عليه مُلْتَحَدُهْ

انْتَمى ـ ارتفع والمُلْتَحدُ ـ المَلْجأُ وقد سَمَّى أُمَيَّةُ بْنُ أبى عائذٍ الهُذَلِىُّ الصائدَ ابْنَ الدُّجَى فقال

فأسْلَكَها من صَدًى حافِظًا

به ابْن الدُّجَى لاطئًا كالطِّحالْ

والدُّجَى جمعُ دُجْيَةٍ وهى قُتْرةُ الصائدِ وقال الطرماح

٢٠٠