المخصّص - ج ١٣

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٣

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٤

* أبو عبيد* السُّدْفةُ ـ اخْتِلاطُ الضَّوْءِ والظُّلْمةِ مَعًا كوقت ما بين صلاة الفجر الى الاسْفار وقال طَلَعْتُ على القوم أَطْلُع طُلُوعا ـ اذا غبْتَ عنهم حتى لا يَرَوْك وطَلَعْتُ عليهم ـ اذا أقبلتَ اليهم حتى يَرَوْك ويقال لَمَقْتُ الشىءَ ألْمُقُه لَمْقًا ـ كَتَبْتُه عُقَيْلِيةٌ ولَمَقْتُه ـ مَحَوْتُه قَيْسية وقال اجْلَعَبَّ الرجلُ ـ اضْطَجَعَ ساقطا واجْلَعَبَّتِ الابلُ ـ مَضتْ جادَّةً وبِعْتُ الشىءَ ـ اذا بِعْتَه من غيرك وبِعْتُه ـ اشتريتُه وشَرَيْتُ ـ بِعْتُ واشتريتُ وأنشد

وباعَ بَنِيه بعْضُهم بخُشارَةٍ

وبِعْتَ لِذِبْيانَ العَلاءَ بمالِكا (٢)

أى اشتريت وكان جَرير بنُ الخَطَفَى يُنْشِد لطرفة بن العبد

ويأتيك بالانْباءِ مَنْ لم تَبِعْ له

بَتاتًا ولم تَضْرِبْ له وَقْتَ مَوْعِدِ

يريد من لم تَشْتَر له قال أبو على والبَتاتُ الزَّادُ* أبو عبيد* شَعَبْتُ الشىءَ ـ أصلحته وشَعَبْتُه شَقَقْتُه وشَعُوبُ منه وهى المَنِيةُ لانها تُفَرِّقُ وأنشد

واذا رأيتَ المَرْءَ يَشْعَبُ أَمْرَهُ

شَعْبَ العَصا ويَلِجُّ في العِصْيانٍ

فاعْمِدْ لما تَعْلُو فما لَكَ بالَّذِى

لا تستطيعُ من الامورِ يَدانِ

قوله يَشْعَبُ أمره ـ يُفَرِّقه ويُشَتِّته وقوله لما تعلو يقول تَكَلَّفْ من الامور ما تَقْهَرُه وتُطِيقُه* ابن دريد* دُحْتُ الشىءَ دَوْحًا ـ جمعتُه وفَرَّقْتُه* أبو عبيد* والجَوْنُ ـ الاسودُ والأبيضُ قال وأُتِىَ الحجاجُ بدِرْع وكانت صافيةً بيضاءَ فجعل لا يَرَى صَفاءً فقال له فلان (١) وكان فصيحا انَّ الشمسَ لَجَوْنةٌ ـ يعنى شديدَ البَرِيقِ والصَّفاء فقد غلب صَفاؤُها بَياضَ الدِّرْع وأنشد

* يُبادِرُ الجَوْنَة أَنْ تَغِيبا*

وأنشد أيضا

* طُولُ اللَّيالِى واختلافُ الجَوْن*

وقال الفرزدق يصف قَصْرا أبيض

وجَوْنٍ عليه الجِصُّ فيه مَرِيضةٌ

تَطَلَّعُ منه النَّفْسُ والموتُ حاضِرُهْ

الجَوْنُ ههنا الابيضُ والتِّلَاعُ ـ مَجارى الماءِ من أعالى الوادِى والتِّلَاعُ ـ ما انْهَبَط من الارض وقال أَفَدْتُ المالَ ـ أعطيتُه واسْتَفدته وأنشد

__________________

(٢) قلت لقد حرف على بن سيده في انشاده بيت أبى مليكة جرول أربع تحريفات أولاها قوله بنيه وثانيتها قوله بخشارة وثالثتها جعله كلمة واحدة كلمتين وهى قوله بمالكا ورابعتها نصبه الروىّ وهو مخفوض والصواب في روايته

وباغ بنیهم بعضهم بخشارئ

وبعت لبیان العلاط بمالک

والدليل على صحة قولى العلم بسبب انشاء البيت وبسابقه ولاحقه سبب انشاء البيت وهو سادس ستة أبيات قالها أبو مليكة الحطيئة يمدح بها عيينة بن حصن الفزارى رضى الله عنه وقد قتلت بنو عامر ابنه مالكا فى الجاهلية فغزاهم فأدرك بثأره وغنم هو وأصحابه فقال الحطيئة يمدح بها عیینه بن حصن الفزاری رضی الله عنه وقد قتلت بنو عامر ابنه مالكا في الجاهلية فغزاهم ـ

٢٦١

بَكْرَتُه تَعْثُر في النِّقَالِ

مُهْلِكُ مالٍ ومُفِيدُ مالِ

أى مُسْتفيد وقال فادَ المالُ نفسُه يَفِيدُ ـ ثَبَتَ لصاحبه والاسم الفائدة ويقال أودَعْتُه مالا ـ اذا دَفَعْتَه اليه ليكون وديعةً عنده وأَوْدَعْتُه ـ اذا سألك أن تَقْبلَ وَديعتَه فقَبِلْتَها وقال ليلة غاضِيةٌ ـ شديدةُ الظلمة ونارٌ غاضِيةٌ ـ عظيمة والمُشِيحُ ـ الجادُّ والحَذِرُ وقد شايَحْتُ والجَلَلُ ـ الصغير والعظيم والصَّارِخُ ـ المستغيثُ والصارخ ـ المُغِيث ويقال انه المُصْرِخُ وهو أَجْوَدُ لقول الله تعالى (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) وقال أَخْلَفْتُ الرجلَ في مَوْعِدِه وأخلفتُه وافَقْتُ منه خُلْفًا وأنشد

أَثْوَى وقَصَّرَ ليلةً لِيُزَوَّدا

فَمضَى وأخْلفَ من قُتَيْلةَ مَوْعِدا

وقال الحَىُّ خُلُوفٌ ـ غُيَّبٌ وحُضُورٌ ومنه قوله تعالى (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ) أى النساء وأنشد في الغُيْبِ

أَصْبَح البَيْتُ بيتُ آلِ بَنَانٍ (١)

مُقْشَعِرًّا والحىُّ حَىٌّ خُلُوف

أى لم يبق منهم أحد والْمَاثِلُ ـ القائم واللَّاطئ بالارض* ابن دريد* مَثَلَ ومَثُلَ والهاجِدُ ـ المُصَلِّى بالليل والنائمُ وأنشد

فَحَيَّاكِ وُدٌّ ما هَداكِ لفِتْيةٍ

وخُوصٍ باعْلَى ذِى طُوالَة هُجَّدِ

والصَّرِيم ـ الصُّبْح والليلُ فمن الصَّباح قوله

فباتَ يَقُولُ أَصْبِحْ لَيْلُ حَتَّى

تَجَلَّى عن صَرِيمِته الظَّلامُ

ومن الليل قولهُ تعالى (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) أى احترقت فصارت سوداء مثل الليل وقال أعطيتُه عَطاءً بَثْرًا ـ أى كثيرا وقليلا والظَّنُّ يقينٌ وشَكٌّ فمن اليقين قوله

ظَنِّى بهم كعَسَى وهُمْ بَتنُوفةٍ

يَتَنازَعُونَ جَوائزَ الامْثالِ

وجَوَائبَ أيضا يقول اليقينُ منهم كَعَسى وعَسَى شَكٌّ* قال أبو على* فى قوله عزوجل «ولَقَدْ صَدَقَ (عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) ـ و (صَدَّقَ)» معنى التخفيف أنه صَدَقَ ظَنَّهُ الذى ظَنَّه بهم من متابعتهم اياه اذ أغواهم وذلك نحو قوله (فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) فهذا ظَنُّه الذى صَدَقُوه لانه لم يَقُلْ ذلك على تَيَقُّنٍ فظَنَّه

__________________

ـ فأدرك بثاره وغنم هووأصحابه فقال الحطيئية يمدحه فدى لابن حصن ما أريح فانه ثمال اليتامى عصمو في المهالك سمالعكاظ من بعيد وأهلها بألفين حتى دستهم بالسنابك فباع بنيهم البيت وقوم لحالحو العصى فاصبحوا مراسيل بعد الوفر ببض المبارك وبكرفلاها عن نعيم غريرة مصاحبه على الكراهين فارك يقلن لها لا تجزعي أن تبدلي ببعلك والخطوب كذلك وكتبه محمد محمود لطف الله به آمین

(١) قوله بيت آل بنان قال ابن برى صواب انشاده أصبح البيت بيت آل إياس لان أبا زبيد رثى في هذه القصيدة فروة ابن إياس بن قبيصة وكان منزله بالحيرة نقله فى اللسان كتبه مصححه

٢٦٢

على هذا ينتصب انتصاب المفعول به ويجوز أن ينتصب انتصابَ الظرف أى صَدَقَ عليهم ابليسُ في ظنه ولا يكون صدق متعديا الى مفعول وقد يقال أَصابَ الظَّنُّ وأخطأ الظَّنُّ ويدل على ذلك قوله

الأَلْمَعِىُّ الذى يَظُنُّ بك الظ

نَّ كانْ قَدْ رَأَى وقد سَمِعا

فهذا يدل على إصابة الظنِّ ووَجْهُ من قال صدَّق على التشديد أنه نُصِبَ الظنُّ على أنه مفعول به وعُدِّى صَدَّقَ اليه وأنشد

وانْ لم أُصَدِّقْ ظَنَّكم بتَيَقُّنٍ

فلا سَقَت الأَوْصالَ منى الرَّوَاعِدُ

والرَّهْوةُ ـ الارتفاعُ والانْحِدَارُ قال وقال النميرى

* دَلَّيْتُ رِجْلَىَّ في رَهْوةٍ*

فهذا انْحِدارٌ وقال عمرو بن كُلْثُوم

نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوةَ ذَاتَ حَدٍّ

مُحافظَةً وكنا السَّابِقِينا

فهذا ارتفاعٌ ووَرَاء ـ يكون خَلْفَ وقُدَّام وكذلك دُون وقال فَرَّعَ الرجلُ في الجبل ـ صَعَّد وانْحَدَرَ وأنشد

فسَارُوا فأما حَىُّ جُمْلٍ فَفَرَّعُوا

جميعًا وأما حَىُّ دَعْد فَصَعَّدُوا

ويروى فأَفْرَعُوا وأفْرَعَ في الحالين جميعا وقال أَشْكَيْتُ الرجلَ ـ أتيتُ اليه ما يَشْكُونِى فيه وأَشْكَيْتُه ـ رَجَعْتُ له من شِكايتِه وأَعْتَبْتُه وأنشد

تَمُدُّ بالاعْناقِ أو تَثْنِيها

وتَشْتَكِى لو أننا نُشْكِيها

وقال الفارسى في قوله تعالى (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) أى اذْهِبَ الفَزَعُ عنها أوسِيقَ اليها الفَزَعُ وعادلَ بها أشْكَيْتُ وقال سَواءُ الشىءِ ـ غيرُه وهو نَفْسُه ووَسَطُه ومنه قوله تعالى (فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) أى في وَسَطِه قال أبو على ومنه قول عيسى ابن عمر ما زلتُ أَكْتُبُ حتى انْقَطَعَ سَوَائِى ـ أى وَسَطِى* ابن دريد* العَكَوَّكُ ـ المكانُ الصُّلْبُ والسَّهْلُ* أبو حنيفة* الزَّاهِقُ ـ المُتناهِى السِّمَنِ* صاحب العين* هو الشديدُ الهُزالِ* أبو عبيد* أَطْلَبْتُ الرجلَ ـ أعطيتُه ما طَلَب وألْجأْتُه الى أن يَطْلُب وأنشد

أَضَلَّه رَاعِيَا كَلْبِيَّةٍ صَدَرَا

عن مُطْلِبٍ قَارِبٍ وُرَّادُه عُصَبُ

٢٦٣

يقول بَعُدَ الماءُ منهم حتى ألْجأهُمْ الى طَلَبه وقال أَسْرَرْتُ الشىءَ ـ أخْفَيْتُه وأعْلَنْتُه قال تعالى (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) أى أَظْهَرُوها والله أعلم والخَشِيبُ ـ السَّيْفُ الذى لم يُحْكَم عَملُه وهو أيضا الصَّقِيلُ وقد خَشَبْتُه أَخْشِبُه* ابن السكيت* الخَشْبُ مصدر خَشَبْتُ الشِّعْرَ أَخْشِبُه ـ اذا قلتَه كما يجىء ولم تَتَعَمَّلْ له* أبو عبيد* تَهَيَّبْتُ الشنىءَ وتَهَيَّبَنِى سَوَاءٌ وأنشد

وانْ أَنْتَ لَاقَيْتَ في نَجْدةٍ

فلَا تَتَهيَّبْكَ أنْ تُقْدِما

أى لا تَتهيبها والاهْمادُ ـ السُّرْعة في السير والاقامةُ وأنشد في السُّرْعة

* ما كان الَّا طَلَقُ الاهْمَاد*

وأنشد في الاقامة

لما رَأَتْنِى راضِيًا بالاهْمادْ

كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بين الاوْتادْ

والاقْراءُ ـ الحِيَضُ والاطْهارُ وقد أقْرَأَتْ وأصلُه من دُنُوِّ وَقْتِ الشئ والخَنَاذِيذُ الخِصْيَانُ والفُحُولةُ وأنشد

* وخَنَاذِيذَ خِصْيةً وفُحولا*

وقال خَفَيْت الشىءَ ـ أظْهَرْتُه وكَتَمْتُه وأَخْفَيْتُه ـ كتمتُه ويقال للرَّكِيَّةِ خَفِيَّةٌ لانها اسْتُخْرِجَتْ وقال شِمْتُ السيفَ ـ أَغْمَدْتُه وسَلَلْتُه ورَتَوْتُ الشىءَ ـ شَدَدْتُه وأَرْخَيْتُه وغَبِيتُ الكَلامَ وغَبِىَ عَنِّى* ابن السكيت* أكْرَى الشىءُ ـ نَقَصَ وزادَ وأنشد

نُقَسِّمُ ما فيها فانْ هِىَ قَسَّمَتْ

فذاكَ وإنْ أَكْرَتْ فعَنْ أهلِها تُكْرِى

أى وان هى نَقَصَتْ فعن أهلها تَنْقُصُ وقال أَكْرَيْنَا الحديثَ ـ أَطَلْنَاه وأَكْرَيْنا الشىءَ أَخَّرْناه وأنشد

وأَكْرَيْتَ العَشاءَ الى سُهَيْلٍ

أو الشِّعْرَى فطالَ بِىَ الاناءُ

* ابن دريد* خَفَقَ النَّجْمُ يَخْفِقُ خُفُوقًا ـ أَضاءَ وتَلَألأ وخَفَقَ النجمُ والقمر انْحَطَّا في المغرب* ابن السكيت* عَسْعَسَ الليلُ ـ أقبلتْ ظَلْماؤُه وعَسْعَسَ وَلَّى وأنشد

حَتَّى اذا الصُّبْحُ لها تَنَفَّسَا

وانْجابَ عنها ليلُها وعَسْعَسا

٢٦٤

والمُقْوِى ـ الذى لا زادَ معه ولا مال له والمُقْوِى ـ المُكْثِرُ يقال أَكْثِرْ من فلان فانه مُقْوٍ والمُقْوِى ـ الذى ظَهْرُه قَوِىٌّ وقال عَفَا الشىءُ يَعْفُو عَفَاء ـ دَرَسَ وعَفَا يَعْفُو عُفُوًّا ـ كَثُر قال تعالى (حَتَّى عَفَوْا) أى كَثُرُوا والمَسْجُورُ ـ المَمْلُوءُ والفارغُ قال الله تعالى (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) أى فُرِّغَ بعضُها في بعض وقال تعالى (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) أى المَلْآنِ والضَّرَاءُ ـ الخَمَرُ يقال هو يَمْشِى الضَّرَاءَ ـ أى الخَمَرَ وهو يمشى الضَّرَاء أى البَرَازَ وقال قَسَطَ ـ جارَ وعَدَلَ وأَقْسَطَ ـ عَدَلَ والحَزَوَّرُ ـ الغُلامُ اليافِعُ الذى قد قاربَ الاحتلامَ وهو أيضا الذى قد انتهى شبابُه ويقال غَفَرَ الرجلُ ـ برَأَ ونُكِسَ وقال رَجَوْتُ فلانا ـ خِفْتُه وأَمَّلْتُه وفَزِعْتُ ـ ارْتَعْتُ وأَغَثْتُ والقَنِيصُ ـ الصائدُ والصَّيْدُ ـ والغَرِيمُ المطلوبُ بالدَّيْن والغَرِيم ـ الطالبُ دَيْنَه والكَرِىُّ ـ المُسْتَأْجِرُ والمُسْتَأْجَرُ وفرس شَوْهاءُ ـ حَسَنة ولا يقال للذَّكَر ويقالُ لا تُشَوِّهْ ـ أى لا تَقُلْ ما أَحْسَنه فتُصِيبَنى بالعين وأما في القُبْح فيقال قد شَوَّه اللهُ خَلْقَه ورجل أَشْوَهُ وامرأة شَوْهاء قال وسَمَّوُا القَفْرةَ مَفازةً من فازَ يَفُوز ـ اذا نَجا وهى مَهْلَكة وكذلك قولُهم للملدوغ سَليم وانما السَّليم المُعَافَى ويقال للبعير اذا لم يُغِدَّ بعير قُرْحانٌ وامرأة قُرْحانٌ (١) والشِّفُّ ـ الفَضْلُ والنُّقْصان والمُنَّةُ ـ القُوَّة والضَّعْفُ والمَنُونُ ـ الدَّهْرُ لانه يُبْلِى ويُضْعِفُ وكذلك المَنِيَّة تسمى مَنُونًا والذَّفَرُ ـ كُلُّ رِيح ذَكِيَّةٍ من طِيبٍ أو نَتْنٍ والخَلُّ ـ السَّمِينُ والمهزولُ والساجِدُ ـ المُنْحَنِى وفي لغة طيئ المُنْتَصِبُ والعَيَّنُ ـ القِرْبةُ التى قد تهيأت منها مواضعُ للتَّثَقُّب من الاخْلاق والعَيَّنُ في لغة طيئ الجَدِيدُ والمُقْوَرُّ ـ السَّمين والمهزولُ والقَشِيبُ ـ الجديدُ والخَلَقُ وقال وَثَبَ الرجلُ ـ اسْتَوَى قائما أو قَفَز وفي لغة حمير جَلَسَ ونُؤْتُ بِالحِمْلِ ـ نَهَضْتُ به مُثْقَلاً وناء بَى الحملُ ـ أثقلنى وغلبنى وناقة ثِنْىٌ ـ اذا ولدتْ بَطْنَيْن واذا ولدتْ واحدا والمَوْلَى ـ المُعْتِقُ والمُعْتَقُ والمَوْلَى في الدِّينِ ـ الوَلِىُّ ومنه قوله تعالى (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) والقانِعُ والقَنِع ـ الراضى بما قُسِم له ومصدرُه القَناعةُ والقانِعُ ـ السائل ومصدره القُنُوع والامِينُ ـ المُؤْتَمَنُ والمُؤْتَمِنُ والنَّبَلُ من الابل ـ القليلةُ (٢) وقيل الخِيارُ وقوله عزوجل (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) أى تَنَدَّمُونَ و (تَفَكَّهُونَ) أيضا ـ

__________________

(١) قوله وامرأة قرحان يعنى أنه يستوى فيه المؤنث والمذكر وكذلك الاثنان والجميع انظر اللسان كتبه مصححه

(٢) عبارة القاموس وغيره والنبل محركة عظام الحجارة والمدر والابل والناس وصغارهما ضد ثم قال وانتبل مات وقتل ضد كتبه مصححه

٢٦٥

تَلَذَّذُون والرَّبِيبُ ـ المُرَبَّى والمُرَبِّى والبَيْنُ ـ الفِراقُ والبَيْن ـ الوَصْلُ والمُتَظَلِّم ـ الظالم وهو أيضا الذى يَشْكُو ظُلَامَته واذا قيل للشاعر مُغَلَّبٌ فمعناه مغلوب ورجل مُغَلَّبٌ ـ لا يزال يُغْلَبُ وأنشد

* ولم يَغْلِبْك مِثْلُ مُغَلَّبِ* (١)

قال أبو على المُغَلَّبُ ـ الذى غَلَّبَهُ حَكَمُه على خَصْمه باطلا* ابن السكيت* فَرَى الادِيمَ فَرْيًا ـ قَطَعه وفَرَى المَزادةَ فَرْيًا خَرَزَها والزُّبْيةُ ـ الحُفْرةُ للَاسد والزُّبْيةُ ـ مكانٌ مرتفع والقَدُوعُ ـ الذى يَقْدَعُ ويَكُفُّ وهو أيضا المَقْدُوع والفجُوعُ ـ الفاجِعُ والمَفْجُوع والذَّعُورُ ـ الذاعِرُ والمَذْعُور والرَّكُوبُ ـ الذى يَرْكَبُ والرَّكُوبُ ـ ما يُرْكَبُ* ابن دريد* تَظَاهَرَ القومُ ـ تَعاوَنُوا وتَدابَرُوا* قال أبو سعيد السيرافى* الايراقُ من الاضْدَادِ يقال أَوْرَقَ القومُ ـ طَلَبُوا حاجةً فلم يَقْدِرُوا عليها هذا المعروفُ وقد يقال أَوْرَقُوا ـ اذا ظَفِرُوا وغَنِمُوا فمن الاول قول الشاعر

اذا أَوْرَقَ العَبْسِىُّ جاعَ عِيالُه

ولم يَجِدُوا الَّا الصَّعَارِيرَ مَطْعَما

ومن الآخر قولُ أُمِّ بَيْهَسٍ الملقب بنعامة حين قُتِل اخوته وأَفْلَتَ هو فاسْتَفْهَمَتْه عن حالهم فقالت أَمُورِقينَ أم مُخْفِقِينَ فالاخْفاقُ ـ الخَيْبةُ باجْماع فَحَصل من هذا أن الايراقَ ههنا الظَّفَرُ* أبو عبيد* نَصَلَ السهمُ ـ ثَبَتَ فلم يخرج ونَصَلَ ـ خَرَج* ثعلب* الطَّخَاءُ ـ السحاب الذى ليس بِكَثيف وهو الكَثِيفُ أيضا ويقال ناقةٌ مُذَائِرٌ ـ وهى التى تَرْأَمُ والتى لا تَرْأَم* الاصمعى* الْحَامَّةُ ـ العامَّةُ والخاصَّةُ* أبو زيد* أَمْعَنَ بحَقِّه ـ أقرَّبه وجَحَده* ابن السكيت* الحَرِجُ ـ الجَبانُ واللازِمُ للقِتالِ لا يفارقُه وقال نَحَضَ الرجلُ ونَحُضَ نَحاضةً ـ قَلَّ لَحْمُه واذا كثَرُ وقيل نَحضَ كثر لحمه ونُحِضَ ـ قَلَّ لَحْمهُ* صاحب العين* حَصْباءُ الحَصَى ـ صِغارُها وكِبَارُها

ومما هو في طريق الضد

سَنَحَ عليه الشىءُ يَسْنَحُ سُنُوحًا ـ سَهُلَ وسَنَحْتُ بالرجل ـ أحْرَجْتُه* ابن السكيت* مادُونَه إجاحٌ وأُجَاحٌ ووِجَاحٌ ووُجاحٌ ـ أى سِتْرٌ* صاحب العين* وضَحَ الطريقُ

__________________

(١) ولم يغلبك الخ صدره كما في اللسان وانک لم یفخر علیک کفاخر ضعیف الخ اه

٢٦٦

ـ ظَهَر وأَوْضَحَتِ النارُ ـ تَلَأْلَأَتْ واتَّضَحَت وكذلك غُرَّةُ الفَرَس* أبو زيد* الحُورِىُّ ـ الذى لا يُخالِطُ الناس* صاحب العين* المُحاوَرَة ـ المُخالَطةُ

باب البدل

حَدُّ البدلِ ـ وضعُ الشئ مكانَ غيره وحَدُّ القَلْبِ ـ تصييره على نقيض ما كان عليه وحَدُّ الزيادةِ ـ إلحاقُ الشئ ما ليس منه وهذه حدود عامة لما يجرى في النحو وغيره وحَدُّ النُّقصانِ ـ اسقاطُ الشئ عما كان فيه وذلك أنك لو أسقطته عما كان فيه كان نقصانا والفرقُ بين البدل والقلب في الحروف أن القلب يجرى على التقدير في حروف العلة ومناسبة بعضها لبعض وشِدَّةِ تَقارُبها فكانَّ الحرفَ نفسَه انقلب من صورة الى صورة اذا قلت قام والاصلُ قَوَمَ فكانه لم يُؤْتَ بغيره بدلا منه ولم يخرج عنه لان شدة المقاربة للنفس بمنزلة النفس فهذا في حروف العلة فاما غيرها فيجرى على البدل لتباعد ما بين الحرفين فلم يجب أن يجرى مجرى ما يتقارب التقاربَ الشديدَ بل وجب فيما تقارب أن يُقَدَّر أنه لم يخرج من التغيير عنه فلذلك أجرى على طريقة القلب فاما ما تبَاعَدَ فيقتضى الخروجَ عنه في التغيير وهذه الفُروقُ الدقيقةُ بين هذه المعانى لا تَكاد تَجِد من يَقِفُ عليها ويُذاكِرُك بها فلا يُوحِشْك ذلك منها فان من جهل شيئا عاداه

حروف الابدال ثلاثة عشر

ثمانية من حروف الزيادة التى يجمعها قولك أليومَ تَنْساه تسقط السين واللام من الحروف العشرة وخمسة من غيرهن وهى الطاء والدال والجيم والصاد والزاى ونحن نبين عِلَلَ هذه الحروف في الابدال ولم كانت أحقَّ به من غيرها من حروف المعجم فنقول ان حروفَ العلة أحَقُّ بالابدال من كل ما عداها من الحروف لاجتماع ثلاثة أسباب طَلَبِ الخِفَّة والكثرة والمناسبة بين بعضها وبعض من جهة أنه يُتَمكن بها أو ببعضها من اخراج الحروف ومن جهة ما فيها من المدّ واللين ومن جهة ما تمكن بها في الشعر من التلحين ومن جهة اتساع مَخْرجِها على اشتراكها في ذلك أجْمَعَ وكل واحد من المعانى الثلاثة يُطالِبُ بجواز الابدال أما طلبُ الخِفَّة فانه اذا كان قلب الواو الى الياء في مِيقات أَخَفَّ من الاصل الذى هو مِوْقات

٢٦٧

فهو أولى منه فالخِفَّة تطالِبُ به وأما الكثرة فان ما كَثُر في الكلام أحقُّ بالتخفيف ولها كثرة ليست لغيرها من الحروف لانه لا تخلو كلمة منهن أو من بعضهن اذ لو أشْبَعْتَ الضمةَ لصارت واوا ولو أشبعتَ الفتحة لصارت ألفا ولو أشبعت الكسرة لصارت ياء فالكثرة تطلب التخفيف على ما بينا وأما المناسبة فتَطْلُب جوازَ قلب بعض الى بعض من غير اخلال بالكلمة من قِبَل أن المُقارِبَ للحرف يقوم مقام نفس الحرف فكانه قد ذُكِرَ بذكره نفس الحرف وليس كذلك المُتَباعِدُ منه فلهذه العلة من اجتماع الاسباب الثلاثة كانت أحَقَّ بالابدال من غيرها ثم الهمزةُ فهى أحق بالزيادة مما لا يزاد من حروف المعجم لشبهها بحروف العلة من جهاتِ الحذفِ وجَعْلِها بَيْنَ بَيْنَ وقلبِها على حركة ما قبلها ومن أجل أنها من أقصى الحلق فاذا أُبْدِلَتْ أوّلا جَرَى اللسانُ الى جهة القُدّام فهذا يَطَّرِدُ عليه الابدالُ فلاجتماع الشيئين من مناسبة حروف العلة وأنها من أقصى الحلق يستمرُّ بها اللسانُ لاخراج الحرف جاز أن تبدل من غيرها فهذه الاربعةُ الأحرِف لها في الابدال ما ذكرنا فالتاء تبدل من الواو لشبهها بها في المقاربة لاتساع المخرج فلذلك جاء تُرَاثٌ وتُخَمةٌ وتَقِيَّةٌ وما أشبه ذلك ثم النون لانه أشْبَهَ حروف العلة في الترنم بها كالتلحين لحروف العلة وما فيها من الغُنَّة كما في حروف العلة من المَدّ ثم الميم لانها مُؤِاخية للهمزة (١) لانها من مخرجها وهذه الحروف من حروف الزيادة قد بانت مراتبها ثم الطاء تبدل من التاء في افتعل من الصبر فتقول اصْطَبَر لانها حرفٌ وَسَطٌ بين الحرفين اذ كانت تُواخِى التاءِ بالمخرج والصادَ بالاستعلاء والاطباقِ ثم الدال تبدل مع الزاى في افتعل من الزينة فتقول ازْدانَ لانها تُواخِى الزاىَ بالجهر والتاءَ بالمخرج ثم الجيم تبدل من الياء في تَمِيمىٍّ ونحوه تَميمجّ لانها تُواخى الياءَ بالمخرج مع الطلب لحرف أَجْلَدَ من الياء في الوقف اذا كانت الياء تخفَى في الوقف لاتساع مخرجها فأبدل منها الجيم لانها والياءَ والشينَ من مخرج واحد وهو وَسَطُ اللسان ثم الصاد تبدل من السين مع الطاء في الصراط لانها مع الطاء أعدلُ من السين فهى تُواخِى الطاءَ بالاطباق والاستعلاء وتواخى السين بالمخرج ثم الزاى تبدل من السين في الزراط أيضا لانها تواخى الطاء بالجهر وهى من مخرج السين أيضا فقد بينتُ لك حروفَ البدل وعلةَ الابدال ومراتبَ هذه الحروف في القوّة والضعف ليُجْرَى كلُّ شئ من ذلك على حقه ان شاء الله تعالى وأنا آخُذُ فى ذلك كله ومؤثر للايجاز والاختصار في شرحه ان شاء الله تعالى

__________________

(١) قوله ثم الميم لانها مؤاخية الخ هنا سقط ويظهر أن الاصل هكذا ثم الميم لانها مؤاخية للواو في المخرج ثم الهاء لانها الخ كتبه مصححه

٢٦٨

هذا باب حروف البدل من غير أن تدغم حرفا في حرف

ويرفع لسانك من موضع واحد

وهى ثمانية أحرف من الحروف الاول كما بينتُ وثلاثة من غيرها فالهمزة تبدل من الياء والواو اذا كانتا لامين في قَضَاءٍ وشَقَاءٍ ونحوهما واذا كانت الواو عينا في أَدْؤُر وأَنْؤُر والنَّؤُور ونحو ذلك واذا كانت فاء نحو أُجُوه وإسادَة وأَعَدَ والالف تكون بدلا من الياء والواو اذا كانتا لامين في رَمَى وَعَدَا ونحوهما واذا كانتا عينين في قالَ وباعَ والْعَابِ والمال ونحوهن واذا كانت الواو فاء في يَاجَل ونحوه والتنوين في النصب تكون بدلا منه في الوقف والنون الخفيفة اذا كان ما قبلها مفتوحا نحو رأيت زيدَا واضربا وأما الهاء فتكون بدلا من التاء التى يؤنث بها الاسم في الوقف كقولك هذه طلحهْ وقد أبدلتْ من الهمزة في هَرَقْتُ وهَمَرْتُ وهَرَحْتُ الفرسَ تريد أَرَحْتُ وأبدلت من الياء في هذه وأبدلت من الالف وذلك في كلامهم قليل انما جاء في أنا وحَيَّهَلا فاما الياء فتبدل مكانَ الواو فاء أو عينا نحوِ قيلَ ومِيزانٍ ومكانَ الواو والالف في النصب والجر في مُسْلِمَيْنِ ومُسْلِمِينَ ومن الواو والالف اذا حَقَّرْتَ أو جَمَعْتَ في بَهاليلَ وقَراطِيسَ وبُهَيْليل وقريطيس ونحوهما في الكلام وتبدل اذا كانت الواو عينا نحولَيَّةٍ وتبدل في الوقف من الالف في لغة من يقول أَفْعَىْ وحُبْلَىْ وتبدل من الهمزة ومن الواو وهى عين في سَيِّدٍ ونحوه وقد تبدل من مكان الحرف المدغم نحوِ قيراطٍ ألا تراهم قالوا قُرَيْرِيطٌ ودِينارٍ ألا تراهم قالوا دُنَيْنِيرٍ وتبدل من الواو اذا كانت فاء في يَيْجَل ونحوه وتبدل من الواو لا ما في قُصْيَا ودُنْيا ونحوهما وتبدل مكان الواو في غاز ونحوه وتبدل مكانها في شَقِيتُ وغَبِيتُ ونحوهما وأما التاء فتبدل مكان الواو فاء في اتَّعَدَ واتَّهَمَ واتَّلَجَ وتُراثٍ وتُجَاهٍ ونحو ذلك ومن الياء في افتعلتُ من يَئِسْتُ ونحوها وقد أبدلت من الدال والسين في سِتٍّ ومن الياء اذا كانت لا ما في أَسْنَتُوا وذلك قليل وأما الدال فتبدل من التاء في افْتَعَلَ اذا كانت بعد الزاى في ازْدَجَرَ ونحوها والطاء منها في افتعل اذا كانت

٢٦٩

بعد الضاد في افتعل نحو اضْطَهَد وكذلك اذا كانت بعد الصاد في مثل اصْطَبر وبعد الظاء في هذا وقد أبدلتِ الطاءُ من التاء في فعلتُ اذا كانت بعد هذه الحروف وهى لغة تميم قالوا فَحَصْطَ بِرِجْلِكَ وحِصْطَ يريدون خِصْتَ وفَحَصْتَ والطاء كالصاد فيما ذكرنا وقالوا فُزْدُ يريدون فُزْتُ كما قالوا فَحصْطُ والذال اذا كانت بعدها التاء في هذا الباب بمنزلة الزاى والميم تكون بدلا من النون في عَنْبَرِ وشَنْبَاء ونحوهما اذا سكنت وبعد ها باء وقد أبدلت من الواو فى فَمٍ وذلك قليل كما أن بدل الهمزة من الهاء بعد الالف في ماء ونحوه قليل أبدلوا الميم منها اذ كانت من حروف الزيادة كما أبدلوا التاء من الواو وأبدلوا الهمزة منها لانها تشبه الياء وأبدلوا الجيم من الياء المشددة في الوقف نحو عَلِجْ وعَوْفجْ يريدونَ عَلِىّ وعَوْفِىّ والنون تكون بدلا من الهمزة في فَعْلانِ فَعْلَى كما أن الهمزة بدل من ألف حمرا وقد أبدلوا اللام من النون وذلك قليل جِدًّا قالوا أُصَيْلَالٌ وانما هو أصيلان وأما الواو فتبدل مكان الياء اذا كانت فاءً في مُوقِنٍ ومُوِسرٍ ونحوهما وتبدل مكان الياء في عَمًى اذا أُضِيفَ نحو عَمَوِىٍّ وفي رَحًى رَحَوِىٍّ وتبدل مكان الهمزة في جُونَةٍ وسُوتُ وتبدل مكان الياء اذا كانت لا ما في شَرْوَى وتَقْوَى ونحوهما واذا كانت عينا في كُوسَى وطُوبَى ونحوهما وتبدل مكان الالف في الوقف وذلك قول بعضهم أَفْعَوْ وحُبْلَوْ كما جعل بعضهم مكانها الياء وبعض العرب يجعل الياء والواو ثابتتين في الوصل والوقف وتكون بدلا من الالف في ضُورِبَ وتُضُورِبَ ونحوهما ومن الالف الثانية الزائدة اذا قلت ضُوَيْرِبٌ ودُوَيْنِقٌ في ضارِبٍ ودانِقٍ وضَوارِب ودوانِقَ اذا جمعتَ ضاربةً ودانِقًا وتكون بدلا من ألف التأنيث الممدودة اذا أضفتَ أو ثَنَّيْتَ وذلك قولك حَمْروانِ وحَمْرَاوِىٌّ وتبدل مكان الياء في فُتُوٍّ وفِتْوَة تريد جمعَ الفَتَى وذلك قليل كما أبدلوا الياء مكان الواو في عُتِىٍّ وعُصِىٍّ ونحوهما وتبدل مكان الهمزة المبدلةِ من الياء والواو في التثنية والاضافة وقد بين ذلك في التثنية وهما كِساوَانِ وعَطَاوِىٌّ وزعم الخليل أن الفتحة والكسرة والضمة زوائد وهن يلحقن الحرف ليُوصَلَ الى التكلم به والبناء هو الساكن الذى لا زيادة فيه فالفتحة من الالف والكسرة من الياء والضمة من الواو فكل واحدة شئ مما ذكرت لك

٢٧٠

هذا بابُ الحرفِ الذى يُضارَع به حَرْفٌ

من موضعهِ والحرفِ الذى يُضارَعُ به ذلك الحرفُ

وليس من موضعه

فاما الذى يُضارَع به الحرفُ الذى من مخرجه فالصادُ الساكنة اذا كانت بعدها الدال وذلك نحو أصْدَرَ ومَصْدَر والتَّصْدِير لانهما قد صارتا في كلمة واحدة كما صارت مع التاء في افتعل فى كلمة واحدة فلم تدغم الصاد في التاء ولم تدغم الدال فيها ولم تبدل لانها ليست بمنزلة اصطبر وهى من نفس الحرف فلما كانتا من نفس الحرف أجريتا مجرى المضاعف الذى هو من نفس الحرف من باب مَدَدْتُ فجعلوا الاوّل تابعا للآخر فضارعوا به أشبهَ الحروف بالدال من موضعه وهى الزاى لانها مجهورة غير مُطْبَقَةٍ ولم يبدلوها زايا خالصة كراهة الاجحاف بها للاطباق كما كرهوا ذلك فيما ذكرت لك من قبل هذا* قال سيبويه* وسمعنا العرب الفصحاء يجعلونها زايا خالصة كما جعلوا الاطباق ذاهبا في الادغام وذلك قولك في التصدير التزدير وفي القَصْد القَزْد وفي أَصْدَرْتُ أَزْدَرْتُ وانما دعاهم الى أن يُقَرِّبوها ويبدلوها ارادة أن يكون عملهم من وجه واحد وليستعملوا ألسنتهم في ضرب واحد اذ لم يصلوا الى الادغام ولم يَجْسُروا على ابدال الدال صاد الانها ليست بزائدة كالتاء في افتعلَ والبيانُ عربىٌّ فان تحركت الصاد لم تبدل لانه قد وقع بينهما شئ فامْتُنِع من الابدال اذ كان يُتْركُ الابدالُ وهى ساكنة ولكنهم قد يُضارِعُون بها نحوَ صادِ صَدقْتَ والبيانُ فيها أحسن وربما ضارعُوا بها وهى بعيدة نحو مَصَادر والصراط لان الطاء كالدال والمضارعة هنا وان بَعُدَتِ الدالُ بمنزلة قولهم صَوِيقٌ ومَصالِيقُ فأبدلوا السين صادا كما أبدلوها حيث لم يكن بينهما شئ في صُقْتُ ونحوه ولم تكن المضارعةُ هنا الوجهَ لانك تُخِلُّ بالصاد لانها مُطْبَقَة وأنت في صُقْتُ تَضَع فى موضع السين حرفا أَفْشَى في الفم منها للاطباق فلما كان البيانُ هنا أحسنَ لم يجز البدل فان كانت السين في موضع الصاد وكانت ساكنة لم يجز الا الابدال اذا أردت التقريب وذلك قولك في التسْدِير التزدير وفي يَسْدُلُ ثوبَهُ يَزْدُلُ ثوبه لانها من موضع الزاى وليست بمطبقة

٢٧١

فيبقى لها الاطباق والبيان فيها أحسن لان المضارعة في الصاد أكثر وأعرف منها في السين والبيان فيها أكثر وأما الحرف الذى ليس من موضعه فالشين لانها استطالت حتى خالطتْ أعلَى الثنيتين وهى في الهمس والرَّخاوة كالصاد والسين واذا أجريتَ فيها الصوتَ وَجَدْتَ ذلك بين طَرَف لسانك وانفراج أعلى الثَّنِيَّتَيْن وذلك قولك أَشْدَقُ فتُضارَعُ بها الزاىُ والبيانُ فيها أعرف وأكثر وهذا عربى كثير والجيم أيضا قد قَرُبَتْ منها فُجعِلَتْ بمنزلة الشين من ذلك قولهم في الاجْدَرِ أَشْدَرُ وانما حملهم على ذلك أنها من موضع حرفٍ قد قَرُبَ من الزاى كما قلبوا النونَ ميما مع الباء اذ كانت الباء في موضع حرف تقلب معه النون ميما وذلك الحرف الميم يعنى اذا أدغمتَ النون في الميم وقد قَرَّبُوها منها في افْتَعَلُوا حين قالوا اجْدَمَعُوا أى اجْتَمعوا واجْدَرَؤُا أى اجْتَرَؤُا لما قَرَّ بها منها في الدال وكان حرفا مجهورا قَرَّبَها منها فى افتعل لتُبْدَلَ الدال مكان التاء وليكون العمل من وجه واحد ولا يجوز أن تجعلها زايا خالصة ولا الشين لانهما ليسا من مخرجها فاعلمه ان شاء الله تعالى

هذا باب ما تقلب فيه السين صادا في بعض اللغات

تقلبها القافُ اذا كانت بعدها في كلمة واحدة وذلك نحو صُقْتُ وصَبَقْتُ والصَّمْلَقُ وذلك أنها من أقصى اللسان فلم تنحدر انحدارَ الكاف الى الفم وتَصَعَّدَتْ الى ما فوقها من الحنك الاعلى والدليل على ذلك أنك لو جافَيْتَ بين حَنَكَيْكَ فبالغتَ ثم قلتَ قَقْ قَقْ لم تر ذلك مخلا بالقاف ولو فعلته بالكاف وما بعدها من حروف اللسان أَخَلَّ ذلك بهنّ فهذا يدلك على أن مُعْتَمدَها على الحنك الاعلى فلما كانت كذلك أبدلوا من وضع السين أشبهَ الحروف بالقاف ليكون العمل من وجه واحد وهى الصادلان الصاد تصعد الى الحنك الاعلى للاطباق فشبهوا هذا بابدالهم الطاء في مُصْطَبِر والدال في مُزْدَجِر ولم يبالوا ما بين السين والقاف من الحواجز وذلك لانها قلبتْها على بُعْدِ المخرجين فكما لم يبالوا بُعْدَ المخرجين لم يبالوا ما بينهما من الحروف اذ كانت تَقْوَى عليهما والمخرجان متفاوتان ومثلُ ذلك قولهم هذا حِلِبْلَابٌ فلم يبالوا ما بينهما وجعلوه بمنزلة عالم وانما فعلوا هذا لان الالف قد تمال في غير الكسر نحو صَارَ وطَارَ وغَزا وأشباه ذلك فكذلك القاف لما قَوِيَتْ على البُعْد لم يبالوا بحاجز والغين والخاء بمنزلة

٢٧٢

القاف وهما من حروف الحلق بمنزلة القاف من حروف الفم وقُرْبُهما من الفم كقرب القاف من الحلق وذلك قولهم صالِغ في سَالِغ وصَلَخَ في سلَخَ فاذا قلتَ زَقَا أو زَلَقَ لم تغيرها لانها حرف مجهور ولا تتَصَعَّدُ كما تَصَعَّدَتِ الصاد من السين وهى مهموسة مثلُها فلم يبلغوا هذا اذ كان الاعرفُ الاجودُ الاكثر في كلامهم تَرْكَ السين على حالها وانما يقولها من العرب بنو العَنْبَر وقد قالوا صَاطِعٌ في ساطع لانها في التصعد مثل القاف وهى أولى بذا من القاف لقُرْب المخرجين والاطباق ولا يكون هذا في التاء اذا قلتَ نَتَقَ ولا في الثاء اذا قلت ثَقَبَ فتخرجها الى الطاء لانها ليست كالطاء في الجَهْر والفُشُوّ في الفم والسينُ كالصاد في الهَمْس والصَّفِير والرَّخاوة فانما تخرج من الحرف الى مثله في كل شئ الا الاطباقَ فان قيل هل يجوز في ذَقَطَها أن تجعل الذال ظاء لانهما مَجْهورانِ ومِثْلانِ في الرخاوة فانه لا يكون لانها لا تَقْرُبُ من القاف وأخواتها قُرْبَ الصاد ولان القلب أيضا في السين ليس بالاكثر لان السين قد ضارعوا بها حرفا من مخرجها وهو غير مقارب لمخرجها ولا حَيِّزِها وانما بينها وبين القاف مخرج واحد فلذلك قربوا من هذا المخرج ما يَتَصَعَّدُ الى القاف وأما التاء والثاء فليس يكون فى موضعهما هذا ولا يكون فيهما مع هذا ما يكون في السين من البدل قبل الدال في التسدير اذا قلت التزدير ألا ترى أنك اذا قلت التثدير لم تجعل الثاء ذالا لان الظاء لا تقع هنا* قال قطرب* يعتمد من هذا كله على المحفوظ ولم يكن يرَى المضارعةَ اطِّرادًا وقال تدخل الزاى على السين وربما دخلتْ على الصاد أيضا اذا كان في الاسم طاء أو غين أو قاف أو خاء كقولهم الصراط والزراط والبُصاق والبُزاق والصندوق والزندوق والمِصْدغة والمِزْدغة وصَنِخَ الطعامُ وزَنِخَ* قال أبو حاتم* ليست الزاىُ الخالصةُ في مثل هذا بمعروفة ولذلك أنكر أبو بكر ما حكاه الاصمعى عن أبى عمرو من أنه قرأ الزِّراطَ بالزاى الخالصة ولم يكن الاصمعى نحويا وانما سمع أبا عمرو ويقرأ بالمضارعة ومما هو عند قطرب لغة وليست بمضارعة قولهم سَغْصَغت وصَغْسَغْتُ وسَغْبَلْتُ وصَغْبلت وسَوَّاغ وصَوَّاغ وأَسْغَى وأَصْغَى وأبو العباس أحمد بن يحيى يحمل ذلك كله على المضارعة والقلب ليكون العمل من وجه واحد* قال أبو على* المضارعةُ في جميع ما سكن فيه حرفُ الصفير من هذا الحيز الذى تقدم ذكره قياسٌ مطرد ولم يكن يَرَى قَوْلَ قُطْرب فى هذا النحو صوابا

٢٧٣

باب الابدال

باب ما يجىء مقولا بحرفين وليس بدلا

أما ما كان جاريا على مقاييس الابدال التى أَبَنْتُ فهو الذى يسمى بدلا وذلك كابدال العين من الهمزة والهمزة من العين والهاء من الحاء والحاء من الهاء والقاف من الكاف والكاف من القاف والفاء من الثاء والثاء من الفاء والباء من الميم والميم من الباء فأما ما لم يتقارب مخرجاه البتةَ فقيل على حرفين غير متقاربين فلا يسمى بدلا وذلك كابدال حرف من حروف الفم من حرف من حروف الحلق* الاصمعى* آدَيْتُه على كذا وأَعْدَيْتُه ـ قَوَّيْتُه وأَعَنْتُه وقد استَأْدَيْتُ الاميرَ على فلان ـ أى اسْتَعْدَيْتُ ويقال كَثَّأَ اللَّبَنُ وكَثَّعَ وهى الكَثْأَة والكَثْعةُ ـ وذلك اذا عَلا دَسَمُه وخُثُورَتُه رَأْسَه ويقال موتٌ زُؤَافٌ وزُعافٌ وذُؤَافٌ وذُعافٌ ـ اذا كان يُعْجِلُ القَتْلَ ويقال أَرَدْتَ أن تَفْعل كذا وكذا وبعض العرب يقول أردتَ عَنْ تفعل* وقال ابن السكيت* لَأَلَّنِى يريد لَعَلَّنِى ويقال الْتُمِئ لونُه والْتُمِعَ وهو السَّأَفُ والسَّعَفُ* أبو عمرو* الاسْنُ ـ قَدِيمُ الشَّحْم وبعضهم يقول العُسْنُ ويقال طارُوا عَبادِيدَ وأَبادِيدَ والخَبْعُ لغةٌ في الخَبْءِ* أبو عبيد* تَرَيَّعَ السَّرابُ وتَرَيَّه ـ اذا جا ذَهَبَ وهاثَ فيه وعاثَ* قال الاصمعى* يقال للصَّبَا إِيرٌ وأَيِّرٌ وهِيرٌ وهَيِّرٌ ويقال للقشور التى في أصل الشعر إبْرِيَةٌ وهِبْرِيةٌ ويقال أيا فلان وهَيَا فلانُ ويقال أَرَقْتُ الماءَ وهَرَقْتُه ويقال إيَّاكَ أن تفعل وهِيَّاكَ ويقال اتْمَهَلَّ السَّنامُ واتْمَأَلَّ ـ اذا انْتَصَبَ ويقال للرجل اذا كان حَسَنَ القامة انهَ لَمُتْمَهِلٌّ ويقال أَرَحْتُ دابَّتِى وهَرَحْتُها وأَنَرْتُ له وهَنَرْتُ وقال الفارسى هو ذُو تُدْرَئِهِم وتُدْرَهِهِم وقد دَرَأَه ودَرَهَهُ والمِدْرَهُ الذى هو لسانُ القَوْمِ ورأسُهم والمتكلم عنهم الهاء فيه مبدلة من الهمزة* الاصمعى* يقال اطْرَخَمَّ واطْرَهَمَّ ـ اذا كان مُشْرِفا طويلا وأنشد لابن أحمر

أُرَجِّى شَبابا مُطْرِهمًّا وصِحَّةً

وكيفَ رجاءُ الشيخِ ما لَيْسَ لاقيا

وروى أبو عبيد عن أبى زيد الكلابى المُطْرِخمُّ ـ الشَّبابُ المعتدلُ التامُّ ويقال بَخٍ بَخٍ وبَهٍ

٢٧٤

بهٍ ـ اذا تَعَجَّبَ من شئ ويقال صَخَدَتْهُ الشمسُ وصَهَدَتْه ـ اذا اشْتَدَّ وَقْعُها عليه ويقال هاجِرَةٌ صَيْخُود ـ أى شديدة الحر وصَخْرة صَيْخُود ـ أى صُلْبة وصيهود فيهما* الاصمعى* انه لَعِفْضاجٌ وحِفْضاجٌ ـ اذا تَفَتَّقَ وكَثُرَ لحمه ويقال رجل عُفَاضِجٌ ويقال ان فُلانا لمَعْصُوبٌ ما حُفْضِجَ ويقال بَحْثَرُوا متاعَهم وبَعْثَرُوه أى فَرَّقُوه ويقال للمرأة اذا كانت تَبْذُؤُ وتَجىءُ بالكلام القبيح والفُحْش هى تُعَنْظِى وتُحَنْظِى وتُحَنْذِى وقد عَنْظَى الرجلُ وحَنْظَى ويقال نَزَل حَراه وعَرَاه ـ أى قريبا منه والْوَحَى والوَعَى ـ الصَّوتُ* أبو عبيدة* يقال ضَبَحَتِ الخيلُ وضَبَعَتْ سواء وقال بعضهم ضَبَحَتْ بمنزلة نَحَمَتْ كذا حَكَى عنه يعقوبُ ويقال رجل دَعْداعٌ ودَحْداحٌ ودَحْداحٌ قَصير* الفراء* سمعتُ وَعاهُم ووَغاهُم ـ وهى الضَّجَّةُ وماله عن ذاك وَعْلٌ ووَغْل ـ فى معنى مَلْجأ* اللحيانى* ارْمَعَلَّ دَمْعُه وارْمَغَلَّ ـ اذا قَطَرَ وتَتابَع* الشيبانى* نُشِعْتُ به ونُشِغْتُ به ـ أى أُولِعْتُ وانه لمَنْشُوعٌ بأكل اللحم ونَشَعْتُه ونَشَغْتُه ـ اذا سَعَطْتَه والنَّشُوع والنَّشُوغُ السَّعُوطُ* الاصمعى* غَلَثَ طعامَه وعَلَثَه وقد اعْتَلَثَ واغْتَلَثَ والعُلاثة ـ أَقِطٌ وسَمْن يُخْلَط أو رُبٌّ وأَقِطٌ وفلان يأكل الغَلِيثَ ـ اذا أكل خُبْزا من شعير وحنطة* قال* وفي لَعَلَّ لغات بعض العرب يقول لَعَلِّى وبعضهم لَعَلَّنِى وبعضهم عَلِّى وبعضهم عَلَّنِى وبعضهم لَعَنِّى وبعضهم لَغَنِّى وأنشد للفرزدق

هَلَ انْتُم عائجون بنا لَعَنَّا

نَرى العَرَصاتِ أو أَثَر الخِيامِ

وقال أبو النجم

* أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهانِ نُرْسِلُهْ*

يريد لَعَلَّنَا وبعضهم يقول لَانَّنِى وبعضهم لَأَنِّى وبعضهم لَوِنِّى وقال رجل من يَدْعُو الَىَّ المرأة الضَّالَّةَ فقال أعرابى لَوَنَّ عليها خِمَارًا أَسْودَ يريد لَعَلَّ عليها ويقال اغْبِنْ من ثَوْبِكَ واخْبِنْ ـ أى كُفَّ وقيل اكْبِنْ ويقال كَدَحَهُ وكَدَهَه ووَقَعَ من السَّطْح فتَكَدَّجَ وتَكَدَّه وأنشد لرؤبة

* يَخافُ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّه*

الصَّقْعُ كُلُّ ضَرْبٍ على يابس كُدَّهٍ أى كُسِّر والمقارعةُ ـ كُلُّ هَنةٍ شديدةِ القَرْع ويقال

٢٧٥

هَبَش له وحَبَش ـ أى جَمَع وهو يَهْتَبِشُ ويَحْتَبِشُ والاحْبُوشُ ـ الجماعاتُ ويقال قَهَلَ جِلْدُه وقَحَلَ والمُتَقَهِّلُ ـ اليابس الجلد ويقال للرجل اذا كان يَتيَبَّسُ فى القراءة مُتَقَهِّل ومُتَقحِّلٌ ويقال جَلِهَ وجَلِحَ وهو الجَلَهُ والجَلَحُ وهو انحسارُ الشعر من مُقَدَّم الرأس فوقَ الصُّدْغَيْنِ ويقال نَحَمَ يَنْحِم ونَهَمَ يَنْهِم ونَأَمَ يَنْئِم وأَنَح يَأْنِحُ وأَنَهَ يَأْنِهُ قال رؤبة

* رَعَّابةٌ يُخْشِى نُفوسَ الانَّهِ*

يصف فحلا يقول يَرْعَبُ نفوسَ الذين يَأْنِهُونَ وقال غير الاصمعى في صوته صَحَلٌ وصَهَلٌ أى بُحوحةٌ ويقال هو يَتَفَيْهَقُ في كلامه ويَتَفَيْحَقُ ـ اذا تَوَسَّع في الكلام وتَنَطَّعَ وأصله من الفَهَقِ وهو الامتِلاءُ ويقال الحَقْحقَةُ والهَقْهَقَةُ ـ السير المُتْعِب قال وقال رؤبة

* يُصْبِحْنَ بعدَ القَرَبِ المُقَهْقِه*

انما أصله من الحَقْحقَةِ فقلبوا الحاء هاء لانها أختها وقلبوا الهَقْهَقةَ الى القَهْقَهة ومن أمثالهم شَرُّ السَّيْرِ الحَقْحقةُ وقال مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّير لابنه يا عبدَ اللهِ عليكَ بالقَصْدِ وإياك وسَيْرَ الحَقْحَقةِ ـ يريد الاتْعابَ والحَفِيفُ والهَفِيفُ ـ الصوت وقد قيل الافِيفُ* أبو عبيد* أَهَمَّنِى الامْرُ وأَحَمَّنِى وقال قَمَح البعيرُ يَقْمَحُ قُمُوحًا وقَمَهَ يَقْمَهُ قُمُوهًا ـ اذا رَفَع رأسَه ولم يَشْرب الماء* ابن دريد* طَحَرَهُ وطَهَرَه ـ أبْعَدَه ومَدَهَ ـ بمعنى مَدَحَ وذكروا أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعَمَّارٍ «وَيْهكَ يا ابنَ سُمَيَّةَ» بمعنى وَيْحَكَ* أبو عبيد* فاما قولُهم مَهَمٌّ ومَحَمٌّ فابْدالٌ قياسى لا حاجة بنا الى ذكره هنا* الاصمعى* الحَشِىُّ والخَشِىُّ ـ اليابسُ وأنشد للعجاج

* والهَدَبُ الناعمُ والحَشِىُّ*

والخَشِىُّ ـ الناعمُ الرَّطْبُ وأنشد (١)

وانَّ عِنْدِى لَوْ رَكِبْتُ مِسْحَلِى

سَمَّ ذَراريحَ رِطَابٍ وخَشِى

وقال حَبَجَ وخَبَجَ ـ اذا خرجتْ منه ريح وقال سمعت أعرابيا يقول حَبَجَ بها ورَبِّ الكعبة ويقال فاحتْ منه ريح طيبةٌ وفاخَتْ* أبو زيد* خَمَصَ الجُرْحُ يَخْمُصُ خُموصًا وحَمَصَ يَحْمُصُ حُمُوصًا وانْحَمَصَ وانْخَمَصَ ـ اذا ذَهَب وَرَمُه* أبو عبيد* المَخْسُولُ والمَحْسُولُ ـ المَرْذُول وقد خَسَلْتُه وحَسَلْتُه* الشيبانى* الخُجَادِىّ والحُجادِىّ

__________________

(١) قوله والخشى الناعم الرطب وأنشد الخ الذى فى البيت بمعنى اليابس فلا شاهد فيه على الناعم الرطب وحرره كتبه مصححه

٢٧٦

الضَّخْمُ ويقال طُخْرُور وطُحْرور للسحاب وقال الاصمعى الطَّخاريرِ قِطَعٌ من السحاب مُسْتدقة رِقاقٌ الواحدة طُخْرُورة والرجل طُخْرُور ـ اذا لم يكن جَلْدا ولا كثيفا ولم يعرفه بالحاء* اللحيانى* يقال شَرِبَ حتى اطْمَحَرَّ واطْمَخَرَّ ـ أى حتى امْتلأ ويقال دَرْبَخَ ودَرْبَحَ ـ اذا كان حَنَى ظَهْرَه ويقال هو يَتَخَوَّفُ مالى ويَتَحَوَّفُه ـ أى يَتَنَقَّصه قال الله تعالى (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) أى تَنَقُّصٍ قال الشاعر

تَخَوَّفَ السَّيْرُ منها تامِكًا قَرِدًا

كما تَخَوَّفَ عُودَ النَّبْعةِ السَّفَنُ

السَّفنُ ـ المِبْرد* غيره* (سَبْحاً) فَرَاغًا وسَبْخًا نَوْما (١) ويقال قد سَبَحَ الجرادُ وسَبَخَ اذا حارَ وانْكَسَر ويقال اللهم سَبِّخْ عنه الحُمَّى ـ أى خَفِّفْها وقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعائشة رضى الله عنها حينَ دَعَتْ على سارقٍ سَرَقَها «لا تُسَبِخِّى عنه بدُعائِكِ» أى لا تُخَفِّفِى عنه اثْمَه ويقال لمَا سَقَطَ مِنْ رِيش الطائر سَبِيخٌ* غيره* الخَبِيبُ في الحَبيبِ والرَّخْمةُ في الرَّحْمةِ ويقال إناء قَرْبانُ وكَرْبانُ ـ اذا دَنا أن يمتلئ ويقال عَسِقَ به وَعسِك به ـ اذا لَزِمَه والأقْهَبُ والأكْهَبُ ـ لَوْنٌ الى الغُبْرة ويقال دَقَمه ودَكَمَه ـ اذا دَفَع في صدْره ويقال للصبى والسَّخْلةِ قد امْتَكَّ ما في ضَرْعِ أُمِّه وامْتَقَّ ـ اذا شَرِبَهُ كُلَّه ويقال قانَعَه اللهُ وكانَعه اللهُ في معنى قاتلَه الله* الشيبانى* عَرَبِىُّ كُحٌّ وعَرَبية كُحَّة وقال أبو زيد أعرابى قُحٌّ وأعْرابٌ أَقْحاحٌ ـ أى مَحْضٌ خالص وكذلك عبد قُحٌّ ـ أى مَحْض خالص* الاصمعى* القُحُّ ـ الخالص من كل شئ ويقال للذى يُتَبَخَّرُ به قُسْطٌ وكُسْطٌ* أبو عبيدة* كافُورٌ وقافُور غيره يقال كَشَطْتُ عنه جِلْدَه وقَشَطْتُ قال وقُرَيْشٌ تقول كَشَطْتُ وقيس وتميم وأسد تقول قَشَطْتُ وفي مصحف عبد الله بن مسعود قُشِطَتْ قال ويقال قَحَطَ القِطَارُ وكَحَطَ وقَهَرْتُ الرجلَ أَقْهَرُه وكَهَرْته أكْهَرُه وسمعتُ بعضَ غَنْمِ بن دُودانَ يقول فلا تَكْهَرْ* أبو عبيد* حَزَكْتُه بالحبل أَحْزِكُه وحَزَقْتُه* الاصمعى* مَرَّ يَرْتَكُّ ويَرْتَجُّ ـ اذا تَرَجْرَجَ ويقال أصابه سَكٌّ وسَجٌّ اذا لآنَ عليه بَطْنُه ويقال الزِّمِجَّى والزِّمِكَّى لزِمِكَّى الطائرِ ويقال ريح سَيْهَكٌ وسَيْهَجٌ وسَيْهُوكٌ وسَيْهُوجٌ ـ وهى الشديدةُ والسَّهْكُ والسَّهْجُ ـ السَّحْقُ يقال سَحَقَه وسَهَكَه وسَهَجَهُ* الشيبانى* السَّهْكُ والسَّهْجُ ـ مَرُّ الرِّيح* الاصمعى*

__________________

(١) قوله سَبْحاً فراغا الخ أى من قوله تعالى إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً قرئ بالحاء والخاء ف سَبْحاً بالمهملة فراغا وسبخا بالمعجمة نوما وقال الزجاج السبح والسبخ قريبان من السواء وانظر اللسان كتبه مصححه

٢٧٧

جاحَشْتُه وجَاحَسْتُه ـ وجَاحَفْتُه ـ اذا زاحَمْتَه وبعض العرب يقولُ للجِعاشِ في القتالِ الجِحاسُ* أبو زيد* مَضَى جَرْسٌ من الليل وجَرْشٌ* أبو عمرو* سَئِفَتْ رِجْلُه وشَئِفَتْ وهو تَشَقُّقٌ يكون في أُصول الاظفار ويقال الشَّوْذَقُ والسَّوْذَقُ للصَّقْرِ* اللحيانى* حَمِسَ الشَّرُّ وحَمِشَ واحْتَمشَ الدِّيكان واحْتَمسا ـ اذا اقتتلا ويقال تَنَسَّمْتُ منه عِلْما وتَنَشَّمْتُ والغَبَسُ والغَبَشُ ـ السواد وقد غَبَسَ الليلُ وأَغْبَسَ وغَبَشَ وأَغْبَشَ ويقال عَطَسَ فلانٌ فَشَمَّتُّه وسَمَّتُّه* الفراء* أتانا بسُدْفةٍ وسَدْفةٍ وشَدْفَةٍ وشُدْفةٍ وهو السَّدَفُ والسَّدَفُ* ابن السكيت* يقال جُعْسُوسٌ وجُعْشُوشٌ وكلُّ ذلك الى قَمَاءةٍ وصِغَرٍ وقِلَّةٍ ويقال هو من جَعاسِيسِ الناسِ ولا يقال هذا في الشين* أبو عبيد* الجُعْشُوشُ ـ الطويلُ الرقيقُ والجُعْسُوسُ ـ اللئيم وقيل الجُعْسُوسُ ـ القَبِيحُ اللئيم الخَلُقِ* أبو زيد* يقال هِدْمٌ مُلَدَّمٌ ومُرَدَّمٌ ـ أى مُرقَّعٌ وقد رَدَّمَ ثوبَه ـ أى رَقَّعَهُ ويقال اعْرَنْكَسَ واعْلَنْكَسَ الشىءُ ـ اذا تَراكَم وكَثُر وهَدَلَ الحَمامُ يَهْدِلُ هَدِيلاً وهَدَرَ يَهْدِرُ هَدِيرًا وطِلْمِساءُ وطِرْمِسَاءِ للظُّلْمةِ ويقال للدِّرْع نَثْلة ونَثْرة ـ اذا كانت واسعة ويقال امرأةٌ جِلِبَّانة وجِرِبَّانةٌ وهى الصَّخَّابةُ السَّيِّئة الخُلُق وقال حميد بن نور

جِرِبَّانةٌ وَرْهاءُ تَخْصِى حِمارَها

بِفِى مَنْ بَغَى خَيْرًا اليها الجَلَامِدُ

ويقال عُودٌ مُتَقَطِّعٌ ومُتَقَطِّر ومُنْقَطِلٌ ومُنْقَطِر ـ أى مقطوع* أبو عبيدة* يقال سَهْم أَمْرَطُ وأَمْلَطُ ـ اذا لم يكن عليه ريش وقد تَمَلَّطَ ريشُه وتمَرَّطَ وجَلَمه وجَرَمَه ـ اذا قَطَعه يقال لكل واحدة من الحديدتين الجَلَمُ فاذا اجتمعا فهما جَلَمانِ وكذلك مِقْراضانِ كلُّ واحدٍ منهما مِقْراضٌ والتَّلاتِلُ والتَّراتِرُ ـ الهَزاهِزُ* أبو زيد* الشَّرْخُ والشَّلْخ ـ الاصلُ* الاصمعى* جاءتْنا زِمْزِمةٌ من بنى فُلانٍ وصِمْصمَة ـ أى جماعة وأنشد

* اذا تَدانَى زِمْزِمٌ لزِمْزِم*

قال ويروى صِمْصِم ويقال نَشَصَتِ المرأةُ على زوجها ونَشَزَتْ وهو النُّشُوصُ والنُّشُوزُ ومنه نَشَصَتْ ثَنِيَّتُه ـ اذا خرجتْ من موضعها قال الاعشى

٢٧٨

تَقَمَّرَها شَيْخٌ عِشاءً فأَصْبَحَتْ

قُضاعِيَّةً تَأْتِى الكَواهِنَ ناشِصَا

أى ناشِزًا* قال أبو العباس* يعنى تقمرها غفلةً وأخرجها من قومها فأصبحت في قُضَاعة غريبة تأتى الكواهن تسأل عن حالها هل يَرَيْنَ لها الرجوعَ الى أهلها أم لا والنَّشَاصُ الغيم المرتفع ويقال فَصَّ الجُرْحُ يَفِصُّ فَصِيصًا وفَزَّ يَفِزُّ فَزِيزًا ـ اذا سال* ابن السكيت* رَجَعَ الى ضِئْضِئِه وصِئْصئه ـ وهو الاصل* أبو عمرو* ما يَقْدِرُ أن يَنُوصَ لحاجة وأن يَنُوضَ ـ أى يتحرّك ومنه قوله تعالى (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) ومَنَاصٌ ومَناضٌ واحدٌ وقال انْقاضَ وانْقاصَ بمعنى واحد* قال الاصمعى* المُنْقَاضُ ـ المُنْقَعِرُ من أصله والمُنْقَاصُ ـ المُنْشَقُّ طُولا يقال انْقاضَت الرَّكِيَّةُ وانْقاصَتِ السِّنُّ ـ اذا انشققت طولا والقَيْصُ الشَّقُّ وأنشد

فِراقٌ كقَيْصِ السِّنِّ فالصَّبْرانه

لِكُلِّ أُناسٍ عَثْرةٌ وجُبُورُ

* الاصمعى* مَضْمَضَ اسانَه فيه ومَصْمَصَه ـ حَرَّكه وكذلك مَضْمَضَ اناءَه ومَصْمَصه ـ اذا غسله* اللحيانى* تَضَافُّوا على الماءِ وتَصَافُّوا وصَلَاصِلُ الماء وضَلاضِلُه ـ بقاياه وقَبَضْتُ قَبْضةً وقَبَصْتُ قَبْصةً وقيل ان القَبْصةَ أَقَلُّ من القَبْضة وقيل القَبْصُ باطراف الاصابع والقَبْض بالكف كلها* قال اللحيانى* سمعت أبا زيد يقول تَضَوَّكَ بِخُرْئِهِ وتَصَوَّكَ* أبو عبيدة* صَافَ السهمُ يَصِيفُ وضَافَ يَضِيفُ ـ عَدَلَ عن الهَدَف وتَضَيَّفَتِ الشمسُ للغُروبِ وتَصَيَّفَت ـ اذا مالت ومنه اشتقاقُ الصَّيْف* اللحيانى* انه لَصِلُّ أَصْلالٍ وضِلُّ أضْلالٍ* الاصمعى* يقال تَسَلَّع جِلْدُه وتَزَلَّعَ ـ أى تشقق ويقال خَسَقَ السهمُ وخَزَقَ ـ اذا قَرْطَسَ وسهم خَازِقٌ وخاسِق ويقال مكانٌ شَأْسٌ وشَأْزٌ ـ وهو الغليظ ويقال نَزَغه ونَسَغَه ونَدَغَه ـ اذا طَعَنه بيد أو رمح وقال غيره الشَّاسِبُ والشَّازِبُ ـ الضَّامِرُ* وقال أعرابى* ما قال الحطيئةُ أَيْنُقًا شُزُبا انما قال أَعْنُزًا شُسُبا قال ويروى بيت أبى ذؤيب

أَكَلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْه سَمْحَجٌ

مِثْلُ القَناةِ وأَزْعَلَتْهُ الامْرُعُ

والزَّعَلُ ـ النَّشاط ويروى أَسْعَلَتْه* وقال أبو عبيدة* يقال مَعْجِسُ القَوْسِ وعَجْسُ وعِجْسُ ومَعْجِزُ وعَجْزُ وعِجْزُ ـ للمَقْبِضِ* الاصمعى* يقال أتانا مَلَسَ الظَّلام

٢٧٩

ومَلَثَ الظلام ـ أى اخْتِلَاطَه وسَاخَتْ رجْلُه في الارض وثَاخَتْ ـ اذا دَخَلتْ قال أبو ذؤيب

قَصَرَ الصَّبُوحَ لها فَشَرَّجَ لَحْمَها

بالنِّىِّ فَهْىَ تَثُوخُ فيها الاصْبَعُ

* الاصمعى* الوَطْسُ والوَطْثُ ـ الضَّرْبُ الشديد بالخُفِّ ويقال فُوهُ يَجْرِى سَعَابِيبَ وثَعابِيبَ ـ وهو أن يَجْرِىَ منه ماءٌ صافٍ ويقال ناقةٌ فاسِجٌ وفاثِجٌ ـ وهى الفَتِيَّةُ الحاملُ وأنشد الاصمعى

* والبَكَراتِ اللُّقَّحَ الفَواثِجا*

* الاصمعى* يقال لتُرابِ البِئْرِ النَّبِيثَةُ والنَّبِيذَةُ ويقال قَرَبٌ حُذْحاذٌ وحَثْحَاثٌ ـ اذا كان سريعا وقَثَمَ له مِنْ مالِه وقَذَمَ وغَذَم له من ماله وغَثَمَ ـ اذا دفَعَ اليه دُفْعة وأَكْثَر ويقال قَرأَ فما تَلَعْثَمَ وما تلَعْذَم ويقال جَثَا يَجْثُو وجَذَا يَجْذُو ـ اذا قام على أطراف أصابعه وقال غير الاصمعى جَثْوَة وجُثْوة وجِثْوة وجَذْوَة وجُذْوة وجِذْوة* الشيبانى* يَلُوثُ ويَلُوذُ سواء* غيره* يقال خرجتْ غَثِيثةُ الجُرْحِ وغَذِيذَتُه ـ وهى مِدَّتُه وقد غَثَّ يَغِثُّ وغَذَّ يَغِذُّ* الاصمعى* هو السَّتَى والسَّدَى والاسْدِىُّ والاسْتِىُّ ـ لِسَدَى الثَوْبِ قال الحطيئة

مُسْتَهْلِك الْوِرْدِ كالاسْدِىِّ قد جَعَلَتْ

أَيْدِى المَطِىِّ بهِ عادِيَّةً رُكُبَا

ويروَى رُغُبًا رُكُبٌ جمعُ رَكُوب وهو الطريق الذى فيه آثار والرُّغُب الواسعة وأما السَّدَى من النَّدَى فبالدال لا غير يقال سَدِيَتِ الارضُ ـ اذا نَدِيَتْ من السماء كان النَّدَى أو من الارض* أبو عبيدة* السَّدَى ـ ما كان في أوّل الليل والنَّدَى ـ ما كان في آخره ويقال للبَلَح اذا وَقَع وقد استَرْخَتْ تَفاريقُه ونَدِىَ بَلَحٌ سَدٍ وقد أَسْدَى النخلُ ويقال أَعْتَدَه وأَعَدَّه قال الشاعر

* إثْمًا وغُرْمًا وعَذابا مُعْتَدا*

ويقال التَّوْلَجُ والدَّوْلَجُ للكِنّاسِ ويقال السَّبَنْتاةُ والسَّبَنْداةُ للجَرِيئة ويقال للنمر سَبَنْدَى وسَبَنْتَى وهَرَتَ القصارُ الثوبَ وهَرَدَه ـ اذا خَرَقَه وكذلك هَرَدَ عِرْضَه وهَرَتَه وحكى سيبويه اتَّغَرَ وادَّغَرَ ـ اذا نَبَتَتْ أسنانُه غيره مَتَّ ومَدَّ وحكى أبو عبيد مَطَّ وقد بَدِغَ بسَلْحِه وبَطِغ ـ اذا تَلَطَّخَ به وأنشد

٢٨٠