المخصّص - ج ١٣

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٣

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٤

النقصان

* أبو عبيد* نَقَصَ الشىءُ ونَقَصْتُه أَنْقُصُه* صاحب العين* النُّقْصانُ يكون مصدرًا ويكون اسمًا للمِقْدار الناقصِ* غيره* تَنَقَّصْتُه وانْتَقَصْتُه واسْتَنْقَصْتُه واسمُ المصدر النقيصةُ والمنقوصُ على مثال مفعول وقد نَقَصَ الشىءُ نَقْصًا ونُقْصَانا ونَقِيصةً وأَنْقَصْتُه* الفارسى* الصحيح نَقَصَ ونَقَصْتُه وجاؤا بضِدِّه على بنائه فقالو زادَ وزِدْتُه* النضر* لا أَغُضُّكَ منه دِرْهمًا ـ أى لا أنْقُصُكَ وليس عليك فى هذا الامْرِ غَضاضَةٌ ـ أى نَقْصٌ* صاحب العين* النَّهْكُ ـ التَّنَقُّصُ* ابن السكيت* الضَّرَرُ ـ النُّقْصانُ يدخل في الشئ وكذلك الضَّرَارةُ* صاحب العين* وَتَرْتُه مالَه ـ نَقَصْتُه إياه وفي التنزيل (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) * أبو عبيد* الخَسْفُ ـ النُّقْصانُ* ابن السكيت* وكذلك الشَّفُّ وقيل هو الرِّبْحُ وقيل هو ضِدٌّ قال والغَرْضُ ـ النُّقْصانُ وأنشد

لقد فَدَى أعناقَهُنَّ المَحْضُ

والدَّأْظُ حتَّى ما لَهُنَّ غَرْضُ

والحَوْرُ ـ النُّقْصانُ ويقال في مَثَلٍ «حَوْرٌ في مَحارةٍ» أى نقصانٌ في نُقْصان وأنشد

واسْتَعْجَلُوا عن خَفيفِ المَضْغِ فازْدَرَدُوا

والذَّمُّ يَبْقَى وزادُ القومِ في حُورٍ

وقد حار حَوْرًا رَجَع يقال نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْرِ ـ أى من النُّقْصانِ بعد الزيادة* أبو زيد* أَصْغَيْتُ الاناءَ ـ نَقَصْتُه وأنشد

انّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغًى اناؤُه

اذا لم يُزَاحِمْ خَالَهُ بأَبٍ جَلْدِ

* غيره* آلَ الشىءُ ـ نَقَصَ* أبو عبيد* حَرَى الشىءُ حَرْيًا ـ نقَصَ وأَحْراهُ الزمانُ ويقال للَافْعَى التى قد كَبِرَتْ ونَقَصَ جِسْمُها حارِيَةٌ وهى أَخْبَثُ ما تكون* ابن دريد* الوَلْتُ ـ النُّقْصانُ وَلَتَهُ حَقَّه ولاتَه لَيْتًا* ابن السكيت* يَلُوتُه لَوْتًا وألاتَهُ* أبو زيد* الضَّيْزُ ـ النُّقصانُ ضازَنِى ـ حَقِّى بَخَسَنى إياه ومنه قِسْمةٌ ضِيزَى ومن العرب من يقول ضئْزَى وقيل الضَّيْزُ ـ الاعْوِجاجُ وقد أَزَى مالُهُ وأنشد

وان أَزَى مالُه لم يَأْزِ نائِلُهُ

وان أصابَ غِنًى لم يُلْفَ غَضْبَانا

١٦١

* أبو عبيد* التَّخَوُّفُ ـ التَّنَقُّصُ من قوله (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ) * الأصمعى* وهو التَّخْوِيفُ والتَّخَوُّلُ والتَّخَوُّنُ ـ التَّنَقُّصُ وقد تَخَوَّنَهُ وأنشد أبو عبيدة بيتَ طرفة

* وجامِلٍ خَوَّفَ مِنْ نِيبِه*

أى نَقَصَ ورواه غيره خَوّعَ ومعناه أيضا نَقَصَ* أبو عبيد* الاسْتِجْراحُ ـ النُّقْصانُ وفي خطبة عبد الملك وعَظْتُكُم فلم تَزْدادُوا على الموعظةِ الا اسْتِجْراحًا

انقضاء الشئ وتمامه

* ابن دريد* ذهبتْ هَيْفٌ لَادْيانَها يقال ذلك للشئ اذا انقضَى* أبو عبيد* نجِز الشىءُ ـ فَنِىَ وأنشد

* فمُلْكُ أَبِى قابُوسَ أَضْحَى وقد نَجِزْ*

* ابن السكيت* نَجِزَ ونَجَزَ وكأنَّ نَجِزَ فَنِىَ وكأَنَّ نَجَزَ قَضَى حاجَتَه* أبو عبيد* أَنْتَ على نَجَزِ حاجَتك ونَجْزِها ـ أى على قضائها* صاحب العين* نَفِدَ الشىءُ نَفادًا ـ ذَهَبَ وأنْفَدْتُه أنا واسْتَنْفدْتُه وأَنْفَدَ القومُ ـ نَفِدَ زادُهم* ابن السكيت* فَرَغْتُ من حاجَتِى فُرُوغًا وفَرَاغًا* صاحب العين* نَكَشْتُ الشىءَ أَنْكُشُه نَكْشًا ـ أَتَيْتُ عليه وفَرَغْتُ منه ونَحْرٌ لا يُنْكَشُ ـ أى لا يَفْرُغُ منه وكذلك البئر* صاحب العين* خَلَا الشىءُ خُلُوًّا ـ مَضَى ومنه القُرُونُ الخالية* ابن دريد* خَتَمْتُ الشىءَ أَخْتِمُه خَتْمًا ـ بَلَغْتُ آخِرَه* صاحب العين* خَاتِمُ كُلِّ شئ وخاتِمَتُه ـ آخِرُه ومنه خِتامُ كُلِّ مَشْرُوبٍ لآخِره وانْقِضاءُ الشىءِ وتَقَضِّيهِ ـ فَنَاؤُه وأَدْرَكَ الشىءُ فَنِىَ وأَدْرَكَ أيضا ـ بَلَغَ وانْتَهى ضِدٌّ وروى عن الحسن أنه فَسَّر قولَه عزوجل (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) بانه لا عِلْمَ عندهم فى أمر الآخرة وأنهم جَهِلوا والدَّرَكُ والدَّرْكُ ـ أقْصَى قَعْرِ الشئ ومنه الدَّرْكُ الاسْفُل في جهنم والجمع أدْراكٌ* وقال* مَضَى الشىءُ مُضِيًّا ـ خَلَا وأَمْضَيْتُه أنا

١٦٢

اتْمامُ الشئ واحْكامُه

* صاحب العين* تَمَّ الشىءُ يَتِمُّ تَمامًا وتِمَامًا وتَمَامُ الشئ وتَتِمَّتُه ـ ما تَمَّ به* أبو على* تَمامُ الشىءِ ما تَمَّ به بالفتح لا غير يَحْكِيه عن أبى زيد وقد أَتْمَمْتُ الشىءَ وتَمَّمْتُه ـ جَعَلْتُه تامًّا* صاحب العين* تَمَمْتُ على الشئ ـ أَكْمَلْتُه واسْتَتْمَمْتُ الحاجةَ ـ سأَلْتُ اتمامَها وجعلتُه له تَمًّا ـ أى تَمامًا* أبو عبيد* المُصَتَّمُ والصَّتْم ـ الشىءُ المُحْكَمُ وقال رَصَنْتُ الشىءَ ـ أَكْمَلْتُه وأَرْصَنْتُه ـ أَكْمَلْتُه وكذلك أَتْرَصْتُه* ابن دريد* تَرُصَ هو تَراصةً فهو تَرِيصٌ وتَلَصْتُه كذلك وأَتْقَنْتُه مثلُه ورَجُلٌ تَقِنٌ وتِقْنٌ ـ مُتْقِنٌ للاشياء* أبو عبيد* أَحْتَرْتُ الشىءَ ـ أَحْكَمْتُه* أبو زيد* جادَما أَحْوَدَ قَصيدَتُه ـ أى أحكمها* ابن دريد* هَذَبْتُ الشىءَ أَهْذِبُه هَذْبًا وهَذَّبْتُه ـ نَقَّيْتُه وخَلَّصْتُه ومنه المُهَذَّبُ من الرجال ـ المُخَلَّصُ من العيوب وقوله عزوجل (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ) أى أَحْكَمْناه وفَصَّلْناه* صاحب العين* الوَثِيقَةُ ـ إحْكامُ الشىءِ وقد أَوْثَقْتُه ووَثَّقْتُه ووَثُقَ هو وثَاقةً فهو وَثِيقٌ والانثى وَثِيقَةٌ فان لم تُحْكمه قلتَ أَنْهأْتُه وأَخْلَلْتُ به وأَمْرٌ مُخْتَلٌّ واهِنٌ ضعيف والاسم الخَلَلُ* ابن دريد* كَمَلَ الشىءُ وكَمُلَ* أبو عبيد* كَمَلَ يَكْمُلُ وكَمُلَ كَمالاً وكُمُولاً وأَكْمَلْتُه* سيبويه* شئٌ كَمِيلٌ ـ كامِلٌ وقد كَمَّلْته واسْتَكْمَلْتُه ـ أَكْمَلْتُه أو أَصَبْتُه كامِلاً* صاحب العين* أَعْطَيْتُه المالَ كَمَلاً ـ أى كامِلاً لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ* غيره* أَسْنَفْتُ الامْرَ ـ أحْكَمْتُه* أبو حاتم* تَأنَّقْتُ في الشىءِ ـ تَجَوَّدْتُ وتَنَوَّقْتُ لغةٌ وهى النِّيقَةُ ولم يَعْرِفْها الاصمعى وقال تابَعَ عَمَلَهُ متابعَةً والاهُ وأَتْقَنه ورجل مُتَتابِعُ العَمَلِ مُحْكَمُه يُشْبه بعضُه بعضا وكذلك مُتَتابعُ الكَلامِ وقد تقدم* ابن جنى* أَبْرَمْتُ الشىءَ وبَرَمْتُه ـ أَحْكَمْتُه

احصاء الشئ والاحاطة به

أَحْصَيْتُ الشىءَ ـ أَحَطْتُ به والاسمُ الحَصاةُ وقد تقدم أن الحصاةَ التى هى العَقْلُ مشتق من ذلك

١٦٣

افساد الشئ ونقضه

عَثى في الارض عَثَيَانًا وعُثِيًّا وعَاثَ عَيْثًا وعَيَّثَ وعَثَا عَثْوًا وعُثُوًّا ـ أَفْسَدَ* ابن دريد* الطَّهْشُ ـ اختلاطُ الرجُلِ فيما أَخَذَ فيه من عَمَلٍ بيده فَيُفْسِدُه ومنه اشتقاقُ طَهْوَش وقال فَسَخْتُ الشىءَ أفْسَخُه فَسْخًا فانْفَسَخَ ـ أى نَقَضْتُه وانْفَسَخَتِ الاقاوِيلُ ـ تَناقَضَتْ* صاحب العين* فى أَمْرِه دَغَلٌ ـ أى فَسادٌ ومنه قول الحَسَنِ اتَّخَذُوا كتابَ الله دَغَلاً وأدغلتُ في الامر ـ أَدْخَلْتُ فيه ما يُفْسِدُه

باب الترك

* صاحب العين* التَّرْكُ ـ وَدْعُكَ الشىءَ تَرَكْتُه أَتْركُهُ تُرْكا واتَّركْتُه وتتارَكَ الامْرُ بينهم ويقال تَراكِ ـ أى اتْرُكْ سيبويه يَطْرُده وأبو العباس يَقِفُه وتَرِكَةُ الرجل ما يتركه من التُّراثِ والتَّرِيكَةُ ـ الرَّوْضةُ التى يُغْفِلُها الناسُ فلا يَرْعَوْنَها وقالوا وَدَعَهُ ـ أى تَرَكَهُ* سيبويه* هو يَدَعُه ويَذَرُه ولا ماضِىَ لهما اسْتَغْنَوْا عنهما بتَرَكَ* أبو زيد* رَفَضْتُه أَرْفُضُه رَفْضًا ـ تَرَكْتُه* أبو عبيد* رجلٌ قُبَضَةٌ رُفَضَةٌ ـ يَتَمَسَّكُ بالشئ ثم لا يَلْبَثُ أن يَدَعَهُ* صاحب العين* أَضْرَبْتُ عن الشئ ـ كَفَفْتُ وأعْرَضْتُ

الحاجز بين الشيئين

* أبو عبيد* حَجَزْتُ بين الشيئين ـ أَحْجُزُ حَجْزًا وهو الحِجَازُ* أبو زيد* حَجَزْتُ بينهما أَحْجِزُ حِجَازةً وبه سمى الحِجَازُ لانه فَصَل بين الغَوْرِ والشام وقيل لانه حَجَزَ بين نجْدٍ والسَّرَاة وقيل لانه احْتَجَزَ بالحِرَارِ الخَمْسِ وقد تقدم وحَجَازَيْكَ كحَنانَيْكَ ـ أى احْجُزْ بينهم* أبو عبيد* فَصَلْتُ بين الشيئين أَفْصِلُ فَصْلاً والاسم كالمَصْدرِ* ابن السكيت* المِصْرُ ـ الحاجِزُ بين الشيئين قال أُمَيَّة بنُ أبى الصَّلْت

وجَعَلَ الشَّمْسَ مِصْرًا لا خَفَاءَ بهِ

بينَ النَّهارِ وبَيْنَ الليلِ قد فَصَلَا

* أبو عبيد* البَرْزَخُ ـ ما بين كُلِّ شَيْئَيْنِ* صاحب العين* البَرْزَخُ ـ

١٦٤

ما بين الدنيا والآخرة قبل الحَشْرِ وبَرازِخُ الايمانِ ـ ما بين الشك واليقين وقوله تعالى (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) يعنى حاجِزًا من قُدْرةِ الله* صاحب العين* كُلُّ ما حالَ بين شيئين فهو حِظَارٌ والمَوْبِقُ ـ الحائلُ بين الشيئين* ابن دريد* فَصَيْتُ الشئ من الشئ فَصْيًا ـ فَصَلْتُه وتَفَصَّى هو منه ـ انْفَصل وتَخَلَّصَ والفارُوقُ كُلُّ شئ فَرَقَ بين شَيْئَين وبه سُمِّى عُمَر رضى الله عنه فارُوقًا* صاحب العين* الحَدُّ ـ الفَصْلُ بين الشيئين وجمعُه حُدُودٌ وقد حَدَدْتُه أَحُدُّه حَدًّا ـ فَصَلْتُه من غيره وحَدُّ كُلِّ شئ ـ مُنْتَهاه وحُدُودُ اللهِ جَلَّ وعَزَّ منه وهى الاحكامُ التى نَهَى أن تُتَعَدَّى .... (١) السنة على الجانى منه حَدَدْتُه أَحُدُّه حَدًّا وحُدُودُ الدُّورِ والارَضِينَ منه وقد تَحادَّتِ الدَّارانٍ ودَارِى حَدِيدَةُ دارِكَ ـ أى تُحَادُّها

المسافة

* صاحب العين* بينهما بَطْحَةٌ ـ أى مسافةٌ

ما يقال فيه فعلته لكذا

* ابن السكيت* فَعَلْتُ ذلك من أَجْلِكَ وإِجْلِكَ ومن إجْلَالِك وحكى الفارسى فعلتُ ذلك إجْلَكَ وأَجْلَكَ وزاد من جَلَالِك* أبو زيد* من جَلَلِكَ وتَجِلَّتِكَ* أبو عبيد* فعلتُ ذاك من جَرَّاكَ ومن جَرِيرَتِك ـ يعنى من أَجْلِك* أبو على* من جَرَّائِكَ كذلك* ابن دريد* فعلتُ ذاك من جَفَرِ كذا ـ أى من أجْلِهِ وفعلتُ كذا وكذا رَجَاتَك ـ أى رَجَاءَك

ضروب الاشياء

* ابن السكيت وأبو زيد* هذا جِنْسٌ من كذا والجمعُ أَجْنَاسٌ وجُنُوسٌ وكان الاصمعى يَدْفَعُ قولَ العامة هذا مُجانِسٌ لهذا أى مِنْ شَكْلِه ويقول ليس بعربى وضَرْبٌ وشَكْلٌ وزَوْجٌ ونَوْعٌ ولَوْنٌ والجمعُ أَلْوانٌ وصِنْفٌ وصَنْفٌ والجمعُ أَصْنَافٌ وصُنُوفٌ وصَنَّفْتُ الشىءَ ـ جعلتُه أَصْنَافًا* صاحب العين* الفَنُّ ـ الضَّرْبُ والجمعُ

__________________

(١) كذا بياض بالأصل ولعل محله وما حدته السنة كتبه مصححه

١٦٥

أَفْنانٌ وفُنُونٌ وهو الافْنُونُ وقد افْتَنَنْتُ ـ أَخَذْتُ في فُنُونِ القَوْلِ* أبو عبيد* الصِّرْعُ ـ الضَّرْبُ والجمعُ أَصْرُعٌ وصُرُوعٌ وقد تقدم أن الصِّرْعَ المِثْلُ* ابن دريد* الاخْيَافُ ـ الضُّرُوبُ المُخْتلفة في الاخْلاق والاشْكال* السيرافى* الفِلْجُ ـ الصِّنْفُ* صاحب العين* كُلُّ صِنْفٍ من الخَلْقِ على حِدَةٍ جُنْدٌ وفي الحديث «الارْواحُ جُنُودٌ مُجَنَّدةٌ» والنَّمَطُ من العِلْم والمَتاعِ وكُلِّ شئٍ نوعٌ منه

باب الوصف

النَّعْتُ ـ الوَصْفُ والجمعُ نُعوتٌ نَعَتَهُ وتَنَعَّتَهُ ـ اذا وَصَفَهُ واسْتَنْعَتَه ـ اسْتَوْصَفَهُ وكلُّ جَيِّدٍ بالِغٍ نَعْتٌ ونَعِتٌ ونَعِيتٌ والانثى نَعِتَةٌ ونَعْتَةٌ ونَعِيتٌ بغير هاء وقد نَعُتَ نَعاتةً ولِلنَّعْتِ تَحْدِيدٌ لا يليق بغَرِضنا في هذا الكتاب

أسماءُ الناس وكُنَاهم

* أبو عبيد* مِغْوَلٌ ـ اسمُ رجل وكذلك مِخْنَفٌ ومِسْطَحٌ ومِرْبَعٌ فأما مَزْيَدٌ ومَوْهَبٌ فبالفتح* قال الفارسى* قالوا مَوْهَبٌ ومَوْرَقٌ من حيث قالوا مَزْيَدٌ ومَكْوَزَةُ ومَرْيَمُ وكان حُكْمُه مَوْهِبًا ومَوْرِقًا على باب مَوْعِدٍ ولكنهم مما يَخُصُّون الاسماءَ الاعلامَ بالشذوذ عن القياس كثيرا* أبو عبيد* مُكْنِفٌ بضم الميم وكسر النون وسَكَنٌ بفتح الكاف وجزمها ونِصَاحٌ بكسر النون وأصله الخَيْطُ لانه يُنْصَحُ به الثوبُ أى يُخاطُ وقالوا شِجْنَة بالكسر وجَزْءٌ بالفتح مثال كَمْءٍ وجَرِّىٌّ مشدّد الراء كانه منسوب الى الحَرِّ وذِبْيانُ وذُبْيانُ وظَبْيانُ وعَلْوانُ بالفتح والشِّخِّيرُ بالكسر* قال* وليس في كلام العرب فَعِّيل ولا فُعِّيلٌ* قال سيبويه* قد جاء فُعِّيلٌ قالوا مُرِّيقٌ حكاه عن أبى الخطاب* قال أبو على* هو اسم رجل وأصلُه العُصْفُرُ الذى يُصْطَبَغُ به وقالوا (كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) وقد تقدم* ابن السكيت* هو أبو الاسْوَدِ الدُّؤَلِىُّ مهموزة مفتوحة وهو منسوب الى الدُّئِلِ من كِنانة والدُّولُ في حنيفة ينسب اليهم الدُّولِّى والدِّيلُ في عبد القيس ينسب اليهم الدِّيلِىُّ وهو أبو مِجْلَزٍ مشتق من جَلْز السِّنَانِ وهو أَغْلَظُه ومن جَلْزِ السَّوْطِ وهو مَقْبِضُه وهِلُال بنُ إسَافٍ مكسورة وهو دِحْيَةُ الكَلْبىُ

١٦٦

* الاصمعى* دَحْيَةُ بالفتح* أبو عمرو* هو الرئيسُ في قومه وفُرافِصةُ ـ اسم رجل وكُلُّ ما في العرب فُرافِصة بضم الفاء الا فَرافِصةَ أبا نائِلةَ امْرأةِ عثمان وكُلُّ ما في العرب مِلْكان بكسر الميم الا مَلْكانَ في جَرْم بن زَبَّانَ فانه بفتحها وكُلُّ ما في العَرَب أَسْلَم بفتح الهمزة واللام الا أَسْلُمَ بن إلْحَافٍ من قُضَاعةَ* غيره* مما سَمَّوْا به الرجالَ صَعْصَعَةُ وعَسْعَس وعَبْعَبٌ ومِهْجَعٌ وهُزَيْعٌ ومِهْزَعٌ وهَوْهَعُ والعَلْهَانُ (١) وعَيْهَمَان ومَخْضَع وقَزَعَةُ وقُزَبْع ومَقْزُوعٌ ومُعَقِّرٌ وعَقَّارٌ وعُقْرَانُ ومَقْرُوعٌ والرُّقَيْعُ اسم رجل من بنى تميم وعِقَالٌ وعُقَيْلٌ وعَقِيلٌ وعِلْقَةُ والعَنْقاءُ ـ مَلِكٌ وعِفَاق وعَفَّاق ومِعْفَاقٌ ومِعْفَقٌ وعُكَاشَة وعَكْشٌ وعُكَيْشٌ ـ كُلُّه من العَكْشِ وعُكَيْزٌ وعاكِزٌ وعُكَيْرٌ ومِعْكَرٌ وعَكَّارٌ وعِرَاكٌ ومُعَارِكٌ ومِعْرَكٌ ومِعْرَاكٌ وكَوْعَرٌ وكَنْعَانُ بنُ سَامِ بنِ نُوح واليه يُنْسَبُ الكَنْعَانِيُّون وكانوا أمَّةً يتكلمون بلغة تُضارِعُ العربية وعُكَيْفٌ ـ اسمٌ وعِكَبٌّ وعُكَابَةُ وبَعْكَكٌ وكَيْعُومٌ ومَشْجَعَة ومُجَاشِعٌ وعَنْجَدٌ وجُدَيْعٌ وأَجْدَعُ وعُجْرةُ وعُجَيْرٌ وأَعْجَرُ وعاجِرٌ ورَجْعٌ ومَرْجَعَة وجُعَيْلٌ وجَعْوَنَةُ وجامِعٌ وجَمَّاعٌ ومُجَمِّعٌ ومَجَّاعٌ وعُرْشان وعُنَيْشٌ ـ مشتق من عَنَشْتُ أى عَطَفْتُ وشُعَيْثٌ وشَفِيعٌ وشَافِعٌ وشُعَيْبٌ وعارِضٌ وعَرِيضٌ ومُعْرِضٌ ومُعْتَرِضٌ وعَوْرِضَة وأَصْعَرُ وصُعَيْرٌ وصَعْرَانُ وصَيْعَرٌ وعاصِمٌ وعُصَيْم وعُصَيْمة ومَعْصُومٌ وعِصَامٌ وعَدَّاسٌ وعُدَيْسٌ وسَعْدٌ وسَعِيدٌ وسُعَيْدٌ ومَسْعُودٌ ومَسْعَدةُ وسِعْرٌ وسُعَيْر ومِسْعَرٌ وسَعْرانُ وعَلَسٌ (٢) وعُلَيْسٌ وسُعْنةُ وسَاعِفَةُ وسَافِع وسُفَيْعٌ ومُسَافِعٌ وعَبَّاسٌ وعابِسٌ وعَبْسٌ وسَبِيعٌ وسُبَيْعٌ وسِبَاعٌ وسُبَيْعةُ ابنُ غَزَال ـ رجلٌ من العرب له حديث وعُسَامةُ وعُمَيْسٌ ومِسْمَعٌ وهو أبو قبيلة يقال لهم المَسَامِعةُ وسُمَيْعٌ وسَمَاعةُ وسِمْعَانُ وعَيْزارَةُ (٣) وعَيْزارٌ وعَزْرةُ وعَيْزَرةُ وعَازِرٌ وعَزْرانُ وزَعْوَرٌ وزُرْعةُ وزُرَيْعٌ وزَرْعانُ وعُزَيْلٌ وزَعْلٌ وزُعَيْلٌ وعَنْزٌ وعِنَازٌ وعَرِيبٌ وعُرَيْبٌ

__________________

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا في ذكره العلهان فيما سموا به الرجال كخطا صاحب القاموس في تحريكه لامه بقوله ومحرّكا فرس أبى مليل الخ والصواب أن العلهان بوزن سكران اسم فرس أبى مليل عبد الله بن الحرث اليربوعى الجاهلى لا اسم رجل بدليل قول جرير يهجو الفرزدق ومحمد بن عمير بن عطارد وبنى مجاشع ويفخر عليهم بفرسان قومه بنى يربوع

لما انهزمت كفى الثغور مشيع

مناغداة جبنت غير جبان

شبت فحرت به عليك ومعقل

وبمالك وبفارس العلهان

وقوله أيضا في نونيته المقيدة الروى

عدوا الفعال وزنوا بالميزان

جيئوا بمثل قعنب والعلهان

أى وبمثل فارس العلهان والاخذ بظاهر لفظ هدا المصراع هو سبب الخطا

(٢) قلت قد أخطأ على بن سيده هنا في عده علس في أسماء الرجال والصواب أن علس اسم امرأة وكانت سوداء وهى أم زهير بن مالك بن عمرو الضبعى المشهور بالمسيب بن علس في أسماء الرجال والصواب أن علس اسم امرأة وكانت سوداء وهي أم زهير بن مالك عمر والضبعي المشهور بالمسبب بن علس

(٣) قلت لقد أخطاء ابن سيد هنا في عده عيزارة في أسماء

١٦٧

وفِزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ وزُعَيْبٌ وزِنْبَاعٌ ـ وهو مشتق من زَوْبَعةِ الرِّياح وهى التى تدور في الارض لا تقصِدُ وَجْهًا واحدا وزاعِمٌ وزُعَيمٌ وماعِزٌ وزُمَيْعٌ وزَمَّاعٌ وزَمْعةُ وعُطَيْرٌ وعَطْرَانُ وعَطَالَةُ وعُلْبَةُ ولَعْوَطٌ وعَطَّافُ وعُطَيْفٌ وطُعْمَةُ وطُعَيْمَةُ ومُطْعِم وماعِطٌ ومُعَيْطٌ وعُدْثَانُ وعُدَارٌ والادْرَعُ وعَدْنانُ ـ أبو مَعدٍّ ودَافِعٌ ودَفَّاعُ ومُدَافِعٌ وعَبَّودٌ ـ اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل «نامَ نَوْمةَ عَبُّودٍ» وكان رَجُلاً تَماوَتَ على أهلِه وقال انْدُبِينِى لِأَعْلَم كيف تندبينى اذا مت فندبْته فمات على تلك الحال وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعَبَّادٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدَانُ وعَبْدَةُ وعَبَدَةُ ـ كُلُّها مشتق من التذلل الا عُبَادةَ فانه من الانفَةِ ودِعَامَةُ ودِعَامٌ ومَعَدِّىٌّ ومَعْدِىٌّ ومَعْدَانُ ومِعْتَرٌ وعُتَيْرٌ وعَتَّابٌ وعِتْبَانُ ومُعَتِّبٌ وعُتْبةُ وعُتَيْبةُ ومانِعٌ ـ اسم وذو الاذَعْارِ ـ جدُّ تُبَّعٍ وكان سَبَا سَبْيًا من التُّرْكُ فَذُعِرَ الناسُ منهم وعَرَّامٌ وعَوْثَبان والبَعِيثُ وباعِثٌ وعُثْمانُ وعَثَّامٌ وعَثَّامةُ وعَثْمةُ ومَعْرُونٌ وعُرَّانُ وعُفَيْرٌ وعَفَارٌ ويَعْفُورٌ ويَعْفُر ورافِعٌ وفَارِعٌ وفُرَيْعٌ وعَرِيبٌ وعَرَابةُ والبَعَّارُ ـ لَقَبُ رجلٍ معروف ورَبِيعةُ بنُ مالك ـ وهو رَبِيعَةُ الجُوعِ وربيعةُ بنُ حَنْظَلَة ورَبِيعٌ ورُبَيْعٌ ومِرْباعٌ ومِرْبَعٌ وعارِمٌ وعُرَامٌ وعَرْمانُ ـ أبو قبيلة وعَمِيرَةُ ـ أبو بَطْنٍ من العرب والنسب اليه عَمِيرِىٌّ شَادٌّ ويَعْمَرُ وعَمْرَويْهِ وعُمَر وعَمَّارٌ ومَعْمَرٌ وعُمارةُ وعُمَيْرٌ وعُوَيْمِرٌ ورَعْمانُ ورُعَيْمٌ وعُلَيْمِ ـ أبو بطن منهم عُلَيْمُ بنُ جَنَاب الكَلْبىُّ وعَلَّامٌ وأَعْلَمُ وعَبْدُ الاعْلَمِ* قال ابن دريد* ولا أَدْرِى الى أى شئ نُسِبَ ونُفَيْعٌ ونافِعٌ ونَفَّاعٌ وناعِمٌ ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعَمُ ونُعْمِىٌّ ونُعْمانُ ونُعَيْمانٌ وأبو نَعامَةَ قَطَرِىٌّ ومانِعٌ ومَنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأَمْنَعُ وعايِشٌ من تَيْمِ اللَّاتِ وعَيَّاش ومُعَيِّشٌ ومَعِيصٌ وعِيصُو بن اسحق أبو الروم والعَيْرُ اسم رجل (١) كان له وادٍ مُخْصِبٌ وقيل بل كان موضعا خَصيبًا غَيَّره الدهرُ فأَقْفَره فكانت العربُ تَسْتَوْحشُه قال

* ووادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ*

__________________

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا فى قوله والعير اسم رجل والصواب أن اسم الرجل حمار وقد اختلف في نسبه واسم أبيه قال ابن الكلبى انه من بقايا عاد واسم أبيه مُوَيْلِع وقال الشرقى هو حمار بن مالك بن نصر الازدى كان مسلما وكان له واد طوله مسيرة يوم فى عرض أربعة فراسخ لم يكن ببلاد العرب أخصب منه فيه من كل الثمار فخرج بنوه يتصيدون فأصابتهم صاعقة فهلكوا فكفر وقال لا أعبد من فعل هذا ببنى ودعا قومه الى الكفر فمن عصاه قتله فأهلكه الله وأخرب واديه فضربت به العرب المثل في الكفر وفي خلاء الوادى وخرابه وواديه اسمه الجوف فقالت أكفر من ـ

١٦٨

وعَيْلَانُ وقد تقدم أنه اسم لفَرس وعُيَيْنَةُ وعُوقٌ والأَكْوَعُ وعِياضٌ وأبو العَسَى مقصورٌ ووادِعٌ ومَوْدُوع ووَدْعانُ ووَداعٌ ووَدِيعةُ ووادِعَةُ أبو بَطْنٍ من هَمْدانَ وعُوَيْرٌ* وعُورانُ العرب خمسةٌ (١) تميم بن أبُىَّ بن مُقْبِل والرَّاعِى والشَّمَّاخُ بنُ ضِرَارٍ وابنُ أَحْمر وحُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلالِىُّ ومُوَرِّعٌ ووَرِيعةُ اسمانِ ويَعْلَى وعَلِىٌّ وعُلْوانُ ومُعَلَّى والنسب اليه مُعَلَّوِىّ والعَوّالُ وعَوْنٌ وعُوَيْنٌ وعَوانَةُ وعَوْفٌ وعُوَيْفٌ والعَوَّامُ وعَزْهَلٌ وعِزْهالٌ وعَبْهَلٌ والهُلَابِعُ ومَخْضَعٌ وبَخْثَعٌ وجَعْثَقٌ ودَعْشَقٌ وعُشَارِقٌ وعَنْشَقٌ وعَبْشَقٌ والقَشْعَمُ ـ اسم ربيعة بن نزارٍ وقَعْضَبٌ رجل كان يعمل الأسِنَّةَ وقَعْطَلٌ وقَرْعَثةُ ـ من التَّقَرْعُثِ وهو التَّجَمُّع وقَرْثَعٌ وعُرْقُوبٌ وقَعْبَلٌ

كتاب المُكَنَّياتِ والمبنَّيات والمثنيات

باب الآباء

اعلم أن أبا اسم محذوف ذهبت لامه لانه لا يكون اسم على حرفين الا وقد ذهب منه حرف وأنت تقف على ذلك من كلام سيبويه في الابنية الدليل على أن أبا فَعَلٌ قولُهم في الجمع آباءٌ وأفعالٌ جمعُ فَعَلٍ بالاغلب ولام هذه الكلمة واو حكى ابن السكيت وغيره أنه يقال أَبَوْتُ الرجلَ ـ اذا كنتَ له أبا ومالَه أبٌ يَأْبُوه ويقال أَبٌ بَيِّنُ الابُوَّة* أبو عبيد* ما كنتَ أبًا ولقد تَأَبَّيْتَ أُبُوَّةً حكى ابن الاعرابى اسْتَئْبِ أبًا واسْتَئِبْ أبًا وهذا شاذ ويقال أيضا تَأَبَّى الرجُلُ أَبًا وقد اختلفوا في الواو من قولهم أَبُوك ونحوه من الاسماء التى يُرَدُّ ما ذهب منها في الاضافة الى المُظْهَر والمضْمَر كقولهم أبو زيد وأبوك وأخُو عَمْرٍو وأخوك فقيل انها دليل الاعراب وقيل انها حرفُ الاعراب المحذوفُ ردَّ في الاضافة وكُرِهَتْ فيه الضمةُ فأسكن وهذا هو الصحيح* قال الفارسى* الدليل على أن الواو في أبيك ونحوه حرفُ الاعراب الذى هو لام الفعل وليس بعلامة الاعراب ولا دِلالَتِه قولُهم امْرُؤُ وابْنُم فأتْبَعُوا ما قبلَ حرفِ الاعراب فكما أن الهمزة في امرؤ والميم فى ابْنُم حرفا اعراب ليسا بدلالتى اعراب كذلك حرفُ اللِّينِ في أخيك ونحوه حرفُ اعراب

__________________

ـ حمار وأخلى من جوف حمار والدليل على ذلك قول الشاعر

ألم تر أن حارثة بن بدر

يصلى وهو أكفر من حمار

وقوله أيضا

وبشؤم البغى والغشم قديما

ما خلا جوف ولم يبق حمار

وقال امرؤ القيس وقد اضطره الورن الى أن جعل العير مكان الحمار

وواد كعوف العسير قفر مضلة

قطعت بسام ساهم الوجه حسان

وبهذا يعلم صحة قولى وبطلان غيره اه

(١) قلت لقد أخطأ على بن سيده هنا حيث قال وعوران العرب خمسة والصواب المروى عن الثقات وعوران قيس خمسة رجال شعراء كلهم من قيس عيلان ثلاثة منهم من بنى عامر بن صعصعة حميد بن ثور وهو صحابى هلالى وتميم بن أبىّ بن مقبل العجلانى وعبيد بن حصين الراعى النميرى وعمرو بن أحمر بن العمرّد الباهلى ومعقل بن ضرار الشماخ الذبيانى الصحابى هذا هو الحق وأما عوران العرب فلن يحصى عددهم الا الله تعالى وكتبه محمد محمود لطف الله به امين

١٦٩

فان قال ان الهمزة ثابتة في كل أحوال الاسم التى هى الاعراب ولا تنقلب الى حرف آخر وليس الحرفُ في أبيك ونحوه كذلك لانها تنقلب ولا يلزم على هذا أن تكون الهمزة مثلَ حرف اللين قيل له اللين في هذا الضرب مثل الهمزة في أنه حرف اعراب وانما يقلب الحرف في أبيك ونحوه وتثبت الهمزة على حالة واحدة والميم في ابنم لوجوب سكون الحرف فى أخيك وبابه بالقياس المطرد وذلك أنه وجب أن تكون متحركة بالحركة التى تستحقها بالاعراب وما قبلها أيضا متحرك وحرف اللين اذا كان كذلك انقلب ولم يثبت وسكن ولم يتحرك فاذا سُكِّن لما ذكرنا مما أَوْجَبَ له السكونَ وَجَبَ أن يتبع ما قبله من الحركة كاتباع سائر حروف العلة المسكنة لما قبلها من الحركات نحوِ ميزانٍ وضِيفَانٍ فالحرف فى أخيك لامٌ مثل الذى في ابْنُمٌ انقلب لما ذكرنا وليس لمن دَفَعَ أن يكونَ ذلك حرفَ علةِ اعرابٍ حُجَّةٌ تَثْبُتُ اذ قد وَجَدْنا امرءًا وابْنَمًا فيهما حرفا اعرابٍ ثابتانِ ولم يَجُزِ الثَّبَاتُ في أخيك ونحوه وغيرُ الانقلاب بالقياس المُطَّرد فقد صَحَّ وجودُ حرفِ اعرابٍ منقلبٍ غير التثنية والجمع ويَدُلُّ أيضا على أن ذلك حرفُ الاعراب وليس بعلامةٍ للاعراب قولُهم فُوك وذُو مالٍ ألا ترى أن قولنا ذُو لا يخلو من أن يكون الحرفُ فيه كما قالوا للاعراب أو حَرْفَ اعراب كما يذهب اليه من يقول بقول سيبويه فلا يجوز أن تكون علامةَ الاعراب دون أن تكونَ حَرْفَه لانه يلزم من ذلك أن يكون الحرفُ يَبْقَى على حرفٍ واحدٍ وذلك غيرُ موجودٍ في شئ من كلامِهم وان قال وليس في شئ من كلامهم اسمٌ على حرفين أحدُهما حرفُ لِينٍ فليس أحدٌ من الفريقين أَسْعَدَ بهذه الحجةِ من الآخر قيل له العلة التى لها لم يجز أن يكون الاسمُ على حرفين أحدُهما حرفُ لين منفية ههنا وهو بقاء الاسم على حرف واحد لسقوط حرف اللين من أجل انقلابه وسكونه ولحاق التنوين ألا ترى أن ذلك مأمون ههنا من أجل الاضافةِ فاذا أفردوا قالوا فَمٌ فأبدلوا الميم من الواو ومن كان عنده أن حرف اللين في أخيك للاعراب وليس بحرف الاعراب يلزمه أن يكون الحرفُ في ذُو أيضا للاعراب دون أن يكون حرفَ الاعراب فاذا كان كذلك فقد حصل الاسم على حرف واحد وذلك فاسد عند الجميع لانه اذا لم يجز أن يكون اسم على حرفين أحدهما حرف لين فأن لا يجوزَ أن يكون على حرف أولى اذ العلة التى لها لم يجز أن يكون على حرفين أحدُهما حرفُ لين مَصِيرُه الى حرف واحد وقد أجمع الجميعُ على أنه اذا رُخّمَ شِيَةٌ على من قال يا حارُ رَدَّ الفاء فقد ثبت بذلك أن

١٧٠

الحرف في فُوكَ وذُو مالٍ حرفُ اعراب واذا كان حرفَ اعراب كان في أخيك أيضا مثلَه واذا سميتَ رجلا قلتَ في جمعه أَبُونَ هذا مذهب سيبويه وأنشد

فَلَمَّا تَبَيَّنَّ أصْوَاتَنا

بَكَيْنَ وفَدَّيْنَنا بالأَبِينَا

وهذا نص قوله اذ قال اذا سميتَ بأبٍ قلتَ في التثنية أَبوَانِ وقلت في الجمع السالم أَبُونَ وفي المُكَسَّرِ آباءٌ وكذلك في أخ وأما أبو عُمر الجَرْمِىُّ فكان لا يُجِيز فيه الجمعَ السالم الا في الضرورة والبيت الذى أنشده سيبويه وفدَّيْنَنا بالابِينَا عنده ضرورة ومذهب سيبويه أن القياسَ هو الابُون وأن نقصانَ الحرف الذاهب من أبٍ ليس يُوجِبُ أن يجتنب في الجمع السالم ذلك الحرفُ لانا نقول في رجل اسمُه يَدٌ ودَمٌ يَدُونَ ودَمُونَ بل عنده أن قولهم أبوانِ وأخَوانِ اتِّباعٌ للعرب لا على القياسِ وهو معنى قوله الا أن تُحْدِثَ العربُ شيئا كما بَنَوْهُ على غير بناء الحرفين يعنى في التثنية وفي بعض النسخ كما ثَنَّوْهُ على غير بناء الحرفين ان شاء الله تعالى* قال* واذا نسبتَ الى أبٍ قلت أَبَوِىٌّ لقولك في التثنية أبوَانِ وذلك أنه عَقَد هذا البابَ بقوله اعلم أن كل ما كان على حرفين والساقطُ منه لامُ الفعلِ وكانت اللامُ الساقطةُ تَرْجِعُ فى التثنية أو في الجمع بالالف والتاء فان النسبة اليه بِرَدِّ الحرفِ الساقطِ لا يجوز غير ذلك فأما ما يرجع في التثنية فكقولك في أبٍ أبَوانِ وفي أخٍ أخَوانِ وأماما يرجع بالالف والتاء فكقولك في سَنَةٍ سَنَوَاتٍ فاذا نَسَبْتَ الى أخ أو أب أو سَنَةٍ قلتَ أَبوِىٌّ وأَخَوِىٌّ وسَنَوِىٌّ لا يجوز غير ذلك وانما يجوز رد الذاهب لاننا رأينا النسبة قد تَرُدُّ الذاهبَ الذى لا يعود في التثنية كقولك في يَدٍ يَدَوِىٌّ وفي دَمٍ دَمَوِىٌّ وأنت تريد يَدانِ ودَمانِ فلما قَوِيَتِ النسبةُ على رَدِّ ما لا ترده التثنيةُ صارت أقوى من التثنية في باب الرَّدِّ* غير واحد* هى الامُّ والجمع الامَّاتُ والامَّهاتُ ولذلك قال سيبويه اذا سميتَ امرأةً بأُمٍّ ثم جَمَعْتَ جاز أُمَّهاتٌ وأُمَّاتٌ لان العرب قد جَمَعَتْها على هذين الوجهين قال الشاعر (١)

كانَتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ

أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلَا

ولو سميتَ به رجلا لقلتَ امُّونَ وان كَسَّرْتَه فالقياس أن تقول إِمَامٌ* غيره* أُمَّهَةٌ وأُمَّةٌ وأنشد

تَقَبَّلْتَها (٢) من أُمَّةٍ لَك طَالَما

تُنُوزِعَ في الاسْواقِ عنها خِمَارُها

وأنشد

* أُمَّهَتِى خِنْدِفُ والْيَاسُ أَبِى*

__________________

(١) قوله قال الشاعر هو الراعى يصف ابلا ونجائب مرفوعة في الاصل والصحاح قال ابن برى صواب انشاده نجائب منذر بالنصب والتقدير كانت أمهاتهن نجائب منذر وكان طرقهن أى فحلهن فحيلا أى منجبا نقله فى اللسان اه مصححه

(٢) يروى تقيلتها بالياء المثناة اه

١٧١

* ابن دريد* الامُّ لغةٌ في الأُمِّ ويقال ما كُنْتِ أُمًّا ولقد أَمِمْتِ وأَمَمْتِ أُمُومَةً ومَالَهُ أُمٌّ تَؤُمُّه وتَئِمُّه وحكى اسْتَئِمَّ أُمًّا وتَأمَّمْ أُمًّا وحكى اسْتَأَمَّ الرجلُ ـ اتَّخَذَ أُمًّا ولم أسمع هذا في النَّسَبِ الا في شئ حكاه أبو عبيد قال اسْتَعَمَّ الرجلُ اذا اتَّخَذَ عَمًّا وتَعَمَّمْتُ الرجلَ دَعَوْتُه عَمًّا وأما وَيْلُ امِّهِ فقد قدَّمْتُ ذكره عند ذكر الوَيْلِمَّةِ في باب الشدّة والدهاء فأما قولهم فى النداء يا أُمَّةِ ويا أَبةِ فقال سيبويه سألت الخليل عن قولهم يا أُمَّةِ ويا أَبةِ لا تَفْعَل ويا أَبَتاهُ ويا أُمتاه فزعم الخليل أن هذه الهاء مثل الهاء في عمة وخالة وزعم الخليل أنه سمع من العرب من يقول يا أُمَّةُ لا تفعلى ويدلك على أن الهاء بمنزلة الهاء في عمة وخالة أنك تقول فى الوقف يا أُمّهْ ويا أبَهْ كما تقول يا عَمَّهْ ويا خالَهْ وتقول يا أُمَّتَاهُ كما تقولُ يا خالَتاه وانما يُلْزِمُون هذه الهاءَ في النداء اذا أَضَفْتَ الى نَفْسِك خاصة كانهم جعلوها عوضا من حذف الياء وأرادوا أن لا يُخِلُّوا بالاسْم حين اجتمع فيه حذف الياء وأنهم لا يكادون يقولون يا أباهْ ويا أُمَّاهْ وصار هذا محتملا عندهم لما يدخل النداء من التغيير والحذف فأرادوا أن يُعَوِّضُوا هذين الحرفين كما قالوا أَيْنُقٌ لما حذفوا العين جعلوا الياء عوضا فلما ألحقوا الهاء في أَبَهْ وأُمَّهْ صَيْرُوها بمنزلة الهاء التى تلزم الاسمَ في كل موضع نحو عَمَّهْ وحالهْ واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختص النداء بيا أيُّها الرجلُ ولا يكون هذا في غير النداء لانهم لما جعلوا ها فيها بمنزلة يا وأكَّدُوا بها التنبيه لم يَجُزْ لهم أن يسكتوا على أىّ ولزمه التفسير قال سيبويه قلت فلم دخلتِ الهاءُ في الأَبِ وهو مذكر قال قد يكون الشئ المذكر يوصف بالمؤنث ويكون الشئ المؤنث يوصف بالمذكر قال وقد يكون الشئ المؤنث له الاسم المذكر ويكون الشئ المذكر له الاسم المؤنث فمن ذلك رجل رَبْعةٌ وغُلَامٌ يَفَعَةٌ فهذه الصفات والاسماءُ قولُهم ثلاثُ أنفسٍ وثلاثةُ أنفسٍ وقولُهم ما رأيتُ عَيْنًا يعنى عَيْنَ القوم وكأنَّ أَبَهْ اسمٌ مؤنث يقع لمذكر لانهما والدان كما تقع العين للمذكر والمؤنث لانهما شخصان فكأنهم انما قالوا أبَوانِ لانهم جمعوا بين أبٍ وأَبةٍ الا أنه لا يكون مستعملا الا في النداء اذا عَيَّنْتَ المذكر واستغنوا بالامَّ في المؤنث عن أَبةٍ وكان ذلك عندهم في الاصل على هذا فمن ثم جاؤا عليه بالابَوَيْنِ وجعلوه في غير النداء أبًا بمنزلة والد وكأن مؤنثه أَبَةٌ كما أن مؤنث الوالد والدةٌ ومن ذلك قولُهم أيضا للمؤنث هذه امرأةٌ عَدْلٌ ومن الاسماء فرَسٌ وما أشبه ذلك وحدثنا يونس أن بعض العرب يقول يا أُمَّ لا تَفْعَلِى جَعَلوا هذه الهاء بمنزلة

١٧٢

هاء طلحةَ اذ قالوا يا طَلْحَ أَقْبِلْ لانهم رَأَوْها متحركةً بمنزلةِ هاء طلحةَ فحذفوها ولا يجوز ذلك في غير الأم من المضاف وانما جازت هذه الاشياءُ في الام والاب لكثرتهما في النداء كما قالو يا صاح في هذا الاسم وليس كلُّ شئ يَكْثُر في كلامهم يغير عن الاصل لأنه ليس بالقياس عندهم فكَرِهُوا تركَ الاصل* قال أبو القاسم على بن حمزة الكوفى* ان كان صح قول النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي «يا عَلِيُّ أنا وأنتَ أَبَوا هذه الامَّة» فمعناه أنا وأنت القائمان بأمر هذه الامة لان العرب تقول لكل من قامَ بشئ وتكفل به هو أبو كذا وكذا وربما قالوا أُمُّ كذا وربما قالوا ابْنُ كذا وسأُوسِعُك من قولهم ما يَدُلُّكَ على صحة قولنا ان شاء الله تعالى قال تميم بن مُقْبِل يرثى عثمانَ بنَ عَفَّان

وملْجَأ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بهِ الحَيَا

اذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الامُّ والابُ

المَهْرُوء ـ الذى قد أَنْضَجَهُ البَرْدُ هَرَأَه يَهْرَأُه هَرْءًا وليس هذا كقول الذى هجا باهلةَ فقال

قَوْمٌ قُتَيْبَةُ أُمُّهُمْ وأَبُوهُمُ

لو لا قُتَيْبةُ أَصْبَحُوا في مَجْهَلِ

وانما أراد لُؤْمَ أصلِ باهلةَ وخِسَّةَ فَرْعِها وأنها لا فَخْرَ لها سوى قُتَيبة وأنها متى سُئلت عن مَفْخَرٍ لم تأتِ الا بقُتَيْبة وقال الحُطيَئةُ لعمر بن الخطاب رضى الله عنه

أُمٌّ بُعِثْتَ لنا وماتَتْ أُمُّنَا

من قَبْلِ عادٍ حين ماتَ التُّبَّعُ

وأنشد ابن الاعرابى

أبا نِزارٍ كَرْمَ ما أَتَيْتا

يا مَعْنُ قد شَفَيْتَ واشْتَقَيْتَا

رَفَعْتَ بَيْتًا ووَضَعْتَ بَيْتا

عَلَّمْتَ أَهْلَ حَضْرَمَوْتَ المَوْتَا

قال وانما مَدَحَ مَعْنًا بهذا الشعر وكان مَعْنٌ يُكْنَى أبا الوليد فأراد انك تَكْفِى نِزَارًا أَمْرَها فأنتَ لها كالاب وهذا قريب المعنى من قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نِعْمَتِ العَمَّةُ لكُم النَّخْلَةُ» وقال أبو عبيدة رُئِى فارسٌ يومَ الكُلَابِ من بنى الحارث يَشُدُّ على الناس فَيردُّهم ويقول أنا أبو شَدَّاد فاذا كَرُّوا عليه رَدَّهم وقال أنا أبو رَدَّادٍ وهذا كقول الراجز وذكر غَنَمًا

وجَفْرة تُدَارِكُ التَّحَوُّبَا

تَتَّخِذُ الرِّمْثةَ أُمًّا وأَبا

وهذا معنى قول المسيح عيسى بن مريم عليهما‌السلام وكان في يده اليمنى ماء وفي يده اليسرى

١٧٣

خُبْزٌ هذا أبى وهذا أمى فجعل الماء أبا وجعل الطعام أما لان الماء من الارض يقوم مقام النُّطْفةِ من المرأة هذه تُنْبِتُ عن هذا وهذه تَحْبَلُ عن هذا وقال نَهارُ بْنُ تَوْسِعةَ*

أَبِى الاسلامُ لا أبَ لىِ سِواهُ

اذا افْتَخَرُوا بقَيْسٍ أو تَمِيمِ

وتقول للمُضِيفِ لَكَ أبو مَثْوَاىَ ـ أى القائم بى والسائِسُ لِآمْرِى ونحوُ هذا كثير من العموم فأما من الخصوص فزعم أبو سعيد السيرافى أن أبا نُخَيْلَةُ ولِدَ عند أصلِ نَخْلةٍ فسمى أبا نُخَيْلَة وكنى أبا الجُنَيْدِ وقال الراجز

أُحِبُّ امَّ العَمْرِ حُبًّا صَادِقا

حُبَّ أَبِى جُوَالِقٍ جُوَالِقَا

يريد المَيَّارَ والجُوالِقُ الذى يُمْتَارُ فيه فَجَعله أباه وكَنَى الهُذَلِىُّ الثَّوْرَ أبا الْعِجْلِ فقال

أَواقِدُ لا آلُوكَ الَّا مُهَنَّدًا

وجِلْدَ أبِى العِجْلِ الشَّدِيدِ القَبائِلِ

ويروى * جِلْدَ أبِى عِجْلٍ شَدِيدِ القَبَائِل* يعنى تُرْسًا عُمِلَ من جِلْدِ ثَوْرٍ مُسِنٍّ شديدِ قَبائلِ الرأسِ وقال أبو النَّجْم

يُعثرْنَ أَسْرابَ القَطَا البُيَّاضِ

عن كُلٍّ أُدِّحِىٍّ أَبِى مَقَاضِ

أى فَرَّخَتْ فيه مِرَارا فهذا كقوله ذو مَقَاضٍ أى موضع قَيْضِ وعلى هذا المذهب دَعَوْا العباسَ بْنَ عَلِىٍّ أبا قِرْبةَ وسَمَّوْه السَّقَّاءَ لَاخْذِه القِرْبةَ حين عَطِشَ الحُسَيْنُ عليه‌السلام وتَوَجُّهِهِ الى الفُراتِ واتَّبَعَهُ اخْوَتُه لِامّهِ بنو علىٍّ عُثمانُ وجَعْفَرٌ وعبدُ الله فقُتِلَ إخْوَتُه قَبْلَه وجاء بالقِرْبةِ يَحْمِلُها الى الحُسَيْنِ فشَرِبَ منها ثم قُتِل العباسُ بعدُ وعَلى هذا المذهب دُعِىَ علىُّ بنُ أبى طالب صلواتُ اللهِ عليه بأبى تُرابٍ وذلك لان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم رآه راقِدًا في التراب فناداه يا أبا تُرابٍ وقد ذهب قومٌ الى أنه كُنِىَ أبا تُراب على المعنى الاول والله ورسوله أعلم وعلى هذا المذهب كَنَى رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أَنَسًا أبا حَمْزةَ والحَمْزةُ بَقْلَةٌ كان أَنَسٌ يُكْثِرُ جَنْيَها فكناه عليه‌السلام بها قال وعلى هذا كَنَوْا أبا الحَكَمِ بْنَ هِشَامٍ بأبى جَهْلٍ وقال تعالى (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) وهذا كقوله (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ) والله أعلم وكُنْيَةُ أَبى لَهَب أبو عُتْبةَ وقد جاء في شِعرِ أخيه أبى طالب أبو عُتْبةَ وأبو مُعَتِّبٍ وقال أبو اليَقْظانِ كان يقال لعبدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوانَ أبو الذُّبابِ لشدَّةِ بَخَرِه يُريدُونَ أن الذُّبابَ يَسْقُط اذا قارَبَ فاه وقال غيره هو أبو الذِّبَّانِ وأنشد لثابت ابن كَعْبٍ العَتَكىِ

١٧٤

لَعَلِّىَ إنْ مالَتْ بِىَ الرِّيحُ مَيْلةً

على ابْنِ أَبِى الذِّبَّانِ أنْ يَتَنَدَّما

أَمَسْلَمَ إن تَقْدِرْ عَلَيْكَ رِماحُنَا

نُذِقْكَ بها سَمَّ الاسَاوِدِ مَسْلَما

يعنى مَسْلَمةَ بنَ عبدِ المَلِكِ قال الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ وكان عَمْرُو بنُ الوليد بنِ عُقْبَة بن أبِى مُعَيْطٍ أَبَانَ يُعْرَفُ بابِى قَطِيفةَ لكثرة شَعرِه وقد تقدم من هذا الثانى ما فيه الكفاية ونأتى الآن بما أردنا ذكره من الآباء

باب الآباء

قال أبو رِياشٍ* أبو دِثَارٍ ـ الكِلَّةُ وأنشد

لَنِعْمَ البيتُ بيتُ أبى دِثَارٍ

اذا ما خافَ بعضُ القومِ بَعْضًا

يريد الكِلَّة والبعضُ الثانى من قَرْص البَعُوضِ يقال بُعِضْتُ بَعْضًا ـ اذا قَرَصَهُ البَعُوضُ فأراد لنعم البيتُ الكِلَّةُ اذا كان البَعُوضُ مَخُوفًا والبَعُوضُ البَقُّ الواحدةُ بَعُوضةٌ وقد قَدَّمتُ قولَهم أرضٌ مَبْعَضةٌ ومَبَقَّة للكثيرة البَعُوض والبَقِّ وأبو قُبَيْسٍ جبلٌ بمكة معروفٌ وقد جَعَلَ الكُمَيْتُ أبا قُبَيْسٍ أبا قابُوسٍ فقال

بسَفْحِ أبِى قابُوسَ يَنْدُبْنَ هالِكًا

يُخَفِّضُ ذاتَ الوُلْدِ منها رَقُوبُها

وقال ابن دريد قد احتاجوا في الشعر حتى قالوا أبو قُبَيْسٍ يُرِيدُونَ أبا قَابوسٍ وأنشد للنابغة يهجو يزيد بن عمرو بن خُوَيْلِد بنِ الصَّعِق

فانْ يَقْدِرْ عليكَ أَبُو قُبَيْسٍ

يَحُطُّ بكَ المَعِيشةَ في هَوانِ

ويروى يَمُطُّ فيحُطُّ يَحْطُطْ ويَمُطُّ يَمُدُّ ورواه الاصمعى يَمَطُّ بفتح الميم والطاء قال وأراد بابى قُبَيْس أبا قابوس وهو النعمان بن المنذر وأبو قُدامةَ ـ جَبَل يُشْرِفُ على المُعَرَّفِ وقال اليزيدىُّ يقال داهيةٌ خِنْثِرٌ وخَنَاثِيرُ وأبو خَنَاثِيرَ وقال غيره أبو خَنَاسِيرَ قال الشاعر

أنا لِمَنْ أَنْكَرَ أو تَأَمَّلَا

أبو خَنَاسِيرَ أقُودُ الجَمَلا

يقال ما اسْتَتَر من قَادَ جَمَلاً أى أنه بارزٌ مُصْحِرٌ كما قال أنا ابنُ جَلَا* ابن السكيت* الخَنَاسِيرُ الهَلَاكُ وأنشد

مَتَى ما نُتِجْنا أَرْبَعًا عَام كُفْأَةٍ

بَغَاها خَناسِيرًا فأهْلَكَ أَرْبَعَا

وقال في كتاب المَكْنِىِّ أبو عَمْرَةَ ـ الجُوعُ وأنشد

١٧٥

إنَّ أبا عَمْرَةَ شَرُّ جارِ

يَجُرُّنِى بالليلِ والنَّهارِ

جَرَّ الذِّئَابِ جِيفَةَ الحِمَارِ

حَرَّقَه اللهُ بِحَرِّ النَّارِ

وقد قيل أبو عَمْرة ـ الفَقْرُ وهو الصحيحُ لقول الشاعر

انَّ أبا عَمْرةَ قد زَارنِى

فَشَقَّ سِرْبالىِ وشَقَّ الرِّدَا

* وقال الاحْوَلُ* أبو مالِكٍ ـ السَّغَبُ وهو الهَقَمُ وشِدَّةُ الجُوع وقيل

أَبَا مالِكٍ إنَّ الغَوانِى هَجَرْنَنِى

أبا مالِكٍ انِّى أَظُنُّكَ دَائِبَا

وقد قيل هو الكِبَرُ وأنشد

بِئْسَ قَرِينَا اليَفَنِ الهَالِكِ

أُمُّ عُبَيْدٍ وأبو مالِكِ

وقال المُفَجَّعُ عن أحمد بن يحيى في هذا البيت ان أبا مالكٍ الجُوعُ وأنشد

* أبُو مالِكٍ يَنْتابُنَا بالظَّهَائِر*

وسَترى أُمَّ عُبَيْدٍ في باب الامَّهاتِ ان شاء الله وأبو جَابِرٍ ـ الخُبْزُ ويقال له أيضا جابِرُ ابن حَبَّةَ معرفةٌ لا ينصرف أعنى حَبَّةَ وأبو سَعْدٍ ـ الهَرَمُ ويقال «أَخَذَ رُمَيْحَ أبِى سَعْدٍ» وقيل أبو سَعْد ـ لُقْمانُ الحكيم وقيل هو أَحَدُ وَفْدِ عادٍ رُمَيْحُه هنا عَصَاهُ* قال أبو سعيد السيرافى* يقال للشيخ الكبير مَشَى على العصا أو لم يمش أَخَذَ رُمَيْحَ أبِى سَعْدٍ ورَقَعَ الشَّنَّ وهادِيهِ العَصَا وقد قادَ العَنْزَ وشَرْحُ ذلك كله قد تقدم في باب السِّنِّ والكِبَر قال الشاعر

* وأَنْتَ كَبِيرٌ تَرْقَعُ الشَّنَّ عُنْجُشُ*

قال السيرافى أما قولُهم رَقَعَ الشَّنَّ فمعناه أنه ضَعُفَ عن التَّصَرُّفِ ولَزِمَ البيتَ فهو يَرْقَعُ الشِّنَانَ ويُصْلِحُ ما أَمْكَنَهُ إصلاحُه من مَتاع البيتِ وقولُهم قادَ العَنْزَ ـ معناه أنه ضَعُفَ عن قَوْد الخيل وسَوْقِ الابِل فقادَ العَنْزَ وتَشاغَلَ بها وأبو جَعْدَةَ ـ الذِّئْبُ معرفةٌ وهو أبو عَسْلةَ وأَبُو مَذْقةَ وقال بعضهم انما سمى أبا عَسْلَة من العَسَلَانِ وهو الخَبَبُ* وقال ابن الاعرابى* انما قيل للذئب أبو مَدْقةَ لان لَوْنَهُ كَلَوْنِ المَذْقِ يقال أتانا بمَذّقةٍ كانها قُرُبُ الذّئْبِ واذا مُذِقَ اللَّبَنُ اخْضَرَّ فكانَ كاقْرابِ أبى مَذْقةَ يعنى الذئب قال الراجز

يُباشِرُ المِعْزَى اذا جاءتْ تَئِطُّ

يَمْسَحُ أُدْنَيْهِ وطَوْرًا يَمْتَخِطْ

فى لَبَنٍ خَثُرَ منها أَوْ أَقِطْ

حتى اذا كادَ الظَّلامُ يَخْتَلِطْ

١٧٦

* جَاؤُا بضَيْحٍ هَلْ رَأَيْتَ الذِّئْبَ قَطُّ*

الضَّيْحُ والضَّيَاحُ ـ اللَّبَنُ الكثيرُ الماء وأبو جَعَادَةَ أيضا الذِّئبُ قال الشاعر

فقلتُ له أبا جَعَادةَ انْ تَمُتْ

يَمُتْ سَيِّئُ الاخْلَاقِ لا يُتَقَبّلُ

وأبو جَعْدةَ أيضا ضَرْبٌ من الدَّبْرِ وكذلك أبو تُرابةَ وأبو ذُؤالةَ ـ الذِّئْبُ وذُؤَالةُ اسْمُه مأخوذٌ من الذَّأَلَانِ ـ وهو المشىُ الخفيفُ وقد ذَأَل يَذْأَلُ قال الشاعر

لِى كُلَّ يومٍ منْ ذُؤالَهْ

ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِبَالَهْ

وقد أبنت ذلك في كتاب الذئاب وأبو قَيْسٍ ـ كنيةُ القِرْدِ وذكر أن يزيدَ بن معاويةَ كانَ له قِرْد يَلْعَبُ به فلامه الناسُ على اتخاذه فأَمَر به فشُدَّ على أَتانٍ وَحْشِيَّةِ ثم أُطْلِقتْ وأَمَرَ أن تَطْلُبَه الخيلُ فركض الخيل وتَنادَتِ الفُرْسانُ في طَلَبه وقال يزيد

تَمَسَّكْ أبا قَيْسٍ عَلَى أَرْحَبِيَّةٍ

فليسَ عَلَيْنَا انْ هَلَكَتْ ضَمَانُ

فقلتُ مَنِ الشخصُ الذى سَبَقَتْ بِه

جِيَادَ أميرِ المؤمِنينَ أَتانُ

فَنَجَا ولم يُدْرَكْ وأهل اليمن يَدْعُونَ الدُّبْسِىَّ أبا قَيْسٍ والثعلب يكنى أبا الحُصَيْنِ وأبا الحِصْنِ وأبا الحِنْبِصِ وأبا الهِجْرِسِ وقد كَنَّوُا الرجلَ أبَا الهِجْرسِ وقد تقدم أن الهِجْرِسَ الثعلبُ قال الراجز

* فَهِجْرِسٌ مَسْكَنُه الفَذَافِدُ*

والضَّبُّ يُكَنَّى أبا الحِسْلِ وأبا الحُسَيْلِ والحِسْلُ ـ وَلَدُ الضَّبِّ وقد قَدَّمْتُ وَجْهَ الاختلاف فى أسنان أولاد الضِّبَابِ وأسمائِها والشَّرْخُ ـ نِتاجُ المالِ في العامِ مَرَّةً والفَحْلُ أبو شَرْخَيْنِ (١) اذا ضَرَبَ في النُّوقِ مَرَّتَيْنِ قال الشاعر

سِبَحْلاً أبا شَرْخَيْنِ أحْيَا بَناتِه

مَقالِيتُها فَهْىَ اللُّبابُ الحَبَائِسُ

* ابن السكيت* يقال للَابْيَضِ أبو الجَونِ وللَاسْوَدِ أبو البَيْضاء والجَوْنُ من الأَضْداد وسيأتى ذكرُه في صِنْفِ الاضَّداد من هذا الكتاب والنَّمِرُ يكنى أبا الجَوْنِ لما فيه من السَّواد قال الشاعر يذكر نَمِرًا أَلِفَهُ في سفره وكان يَرِدُ معه ويأْوِى حيثُ يَأْوِى فقال

ولِى صاحِبٌ في الْغَارِ هَدَّكَ صاحِبا

أبو الجَوْنِ الا أنه لا يُعَلَّلُ

وقال بعضُ أهل العربية يقال للرَّبِيلِ حَفْصٌ ولِوَلَدِ الاسَدِ حَفْصٌ والاسدُ يكنى أبا حَفْصٍ وأبو البَطِينِ ـ فَرَسٌ من خيل العرب دُعِىَ بذلك لانه كان بَطِينًا وليس بأبى البَطِينِ الفَرَسِ

__________________

(١) قلت لقد أخبر على بن سيده في تفسيره أبا شرخين بغير الحق الواقع في نفس الامر بقوله والفحل أبو شرخين اذا ضرب في النوق مرتين والصواب وهو الحق اليقين أن معنى أبى شرخين أبو نتاجين لان الشرخين نتاجان نتجافى عامين تباعا ولان الفحل قد يضرب في النوق مرارا ولا ينتج له وكتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

١٧٧

المعروف وأبو الحارثِ ـ الاسَدُ وأبو عُثْمانَ الثُّعْبانُ يقال لفرخِ الثُّعْبانِ وفَرْخِ الحُبَاوَى عثمانُ ولهذا سمى الرجل عثمان وقيل بل هو من العَثْمِ في الجَبْر والقولُ هو الاوّل ويقال للمُضَعَّفِ ـ أبو لَيْلَى يراد أنه أبو امرأة ولذلك قالوا لخالد بن يزيد بن معاوية أبو ليلى أرادوا أنه أحمق (١) * قال الاخفش* الذى صح عندى أنه معاوية بن يزيد كُنِىَ أبا ليلى* وقال المدائنى* ان القُرَشِىَّ اذا كان ضعيفا قيل له أبو لَيلَى وأبو دَغْفاءَ ـ المُحَمَّقُ وقد شرحتُ معناه وقد قيل أبو ليلى كنيةُ ذَكر الانسان وقد كَناه المُفَجَّعُ أبا لُبَيْنٍ وقال

فلما غابَ فيه رفعتُ رأسِى

أُنادِى يالِثَاراتِ الحُسَيْنِ

ونادَتْ غُلْمَتِى يا خَيْلَ رَبّى

أَمامَك وابْشِرِى بالجَنَّتَيْنِ

وأَفْزَعَهُ تَجاسُرُنا فأَقْعَى

وقَدْ أَثْفَرْتُه بِأَبِى لُبَينْ

وأبو عُمَيْرٍ ـ كنية العُجارِم* قال أبو زياد* فى بعض كتبة معبرا عن البَظْرِ ويَسْلُكُ أبو العُمَيْرِ تحتَ مَقْطَعِه حيثما قُطِعَ* صاحب العين* الحمار يُكْنَى أبا العُمَيْر وأبو أَدْراصٍ ـ المُحَمَّقُ والدِّرْصُ وَلَدُ الفأر فكأنهم قالوا له أبو فأر وقيل أبو أَدْراسٍ بالسين اسم للفَرْج وهو مأخوذ من الدَّرْسِ وهو الحيض قال الشاعر

اللَّاتِ كالبَيْضِ لَمَّا تَعْدُ أن دَرَسَتْ

صُفْرُ الانامِلِ من قَرْعِ القَوارِير

وتَيْسُ بَنِى حِمَّانَ يُكْنَى أبا مَرْزوق وأبو قيس ـ مِكْيالٌ صغير وقيل هو الذَّكَر وقد رُدَّ على ابن دريد وقيل هو تصحيف والقول قول ابن دريد لان القَيْسَ الشِّدَّةُ وقد تقدم أن أبا قَيْسٍ القِرْدُ وأبو عاطفٍ ـ مِكْيال لهم يكون نِصْفَ وَيْبةٍ وقد قيل أبو قَيْسٍ ـ المِرْداسُ الذى يُرْدَس به في البئر ليُعْلَمَ أفيها ماءٌ أم لا حكاها الشَّيْبانِىُّ وأبو زَنَّةَ ـ ضَرْبٌ من القِرَدةِ وهى مولدة أَظُنُّ وأبو جُخَادِباءَ وأبو حُباحِبٍ وأبو ضَوْطَرَةَ ـ سَبٌّ يُسَبُّ به الرجلُ وقد تقدم أبو جُخادِباءَ وأبو الحُباحِبٍ من الاحْناش وأبو صَبْرةَ وأبو صُبَيْرةَ ـ طائر أحمرُ البطنِ أسودُ لرأسِ والجَناحَيْنِ والذَّنَبِ وسائرُه أَحْمَرُ بلونِ الصَّبِر وأبو دُخْنَةَ ـ طائرٌ يشبه لونُه لونَ القُنْبُرة وأبو حَذَرٍ ـ الحِرْباءُ وأبو ذَرَحْرَحٍ وأبو رِياحٍ ـ طائرٌ قد قدمت تَحْليتَه وأبو ذُرَحْرِحَةَ معرفةُ لا ينصرف ـ طائر أيضا وأبو خَدْرةَ ـ طائِرٌ وأبو بَراقِشَ ـ طائرٌ يكونُ في العِضاهِ أَبْرَقُ لونُه سَوادٌ وبَيَاضٌ وقد حَلَّيْتُه أيضا في كاب الطير

__________________

(١) قلت لقد أخبر علىّ بن سيده بغير الحق الواقع في نفس الامر في قوله قالوا لخالد بن يزيد ابن معوية أبو ليلى أرادوا أنه أحمق والصواب الذى صح عند الأخفش وغيره أن معوية بن يزيد هو أبو ليلى بدليل قول مروان ابن الحكم

انى أرى فتنة تغلى مراجلها

والملك بعد أبى ليلى لمن غلبا

لان معوية بن يزيد هو الذى ولى الخلافة والملك ثم تركهما وخالد لم يلهما ساعة واحدة ويكفى خالد بن يزيد من الثناء الجميل قول عمر بن عبد العزيز فيه ما ولد أمية بن عبد شمس مثل خالد ابن يزيد ولا أستثنى عثمان وكتبه محققه محمد محمود لطف الله به آمين

١٧٨

بأكثر من هذا وأبو عوْفٍ ـ الطُّحَنُ حكاها الشَّيْبانى وقال أبو حاتم أبو عُوَيْفٍ ـ ضَرْبٌ من الجِعْلانِ وأبو سَلْمانَ أعظمُ الجِعْلانِ وقيل هو الوَزَغَةُ* وقال الكراع* يقال للجُعَلِ أبو جَعْران بفتح الجيم ويقال للجُعَلِ أبو وَجْرةَ بلغة طَيِّئٍ* ابن الاعرابى* أبو الحِدَّةِ ـ كنية الجَهْل وأبو كَيْسانَ ـ كنية الغَدْر وأبو سَرِيعٍ ـ كنيةُ العَرْفَجِ لسُرْعة الْتِهابهِ وكنيةُ الشيطان ـ أبو لُبَيْنَى وقيل هى كنية شيطانِ الفَرَزْدقِ فقط والمُخَنَّثُ يكنى أبا المُثنَّى وكَنَى الفرزدقُ ابنَ هُبَيْرة أبا المثنى لانه كان به تَكَسُّر فقال

تَبَنَّكَ بالعِراقِ أبو المُثَنَّى

وعَلَّم قَوْمَهُ أَكْلَ الخَبِيصِ

وما أشدَّ مطابقةَ هذه الكنية للمخنث لان الانخناث هو التثنى والتكسر ولذلك قال أبو عبيد في مصنفه أطْراقُ القِرْبةِ أثْناؤُها اذا انْخَنَثَتْ وتَكَسَّرَتْ واحدها طَرَقٌ والانْخِناثُ ـ التَّكَسُّر وقال بعضهم أبو السِّبِّ ـ المأبونُ وقد قيل في قوله

وأَشْهَدَ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً كثيرةً

يَحُبُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقانِ المُزَعْفَرا

أنه عَنَى اسْتَهُ كان يُزَعْفِرُها وزَعَمُوا أنه كانَ مَأبُونا وهكذا حكى قُطْربٌ في كتاب الاشتقاق وأَبُو الخامُوشِ ـ الدَّهْرُ المُسْكِتُ وقيل هو الفقر وقيل هو الجُوعُ وقال رؤبة

* أَقْحَمَنِى جَارُ أَبِى الخَامُوشِ*

وأبو المُعَافَى ـ الخِنْزِير بلغة عَرَب الجزيرة وجَبَلٌ أيضا يُكَنَّى أبا المُعَافَى وأبو خُنَيْسٍ الجِرِّىُّ وأبو حُدَيْجٍ ـ اللَّقْلَقُ وأبو عَرَّام ـ كَثِيبُ رَمْلٍ بالجِفَارِ وأبو رِيَاحٍ ـ صَنَمُ نُحاسٍ على قُبَّة قِبْلةِ جامِعِ حِمْص وأبو رِيَاحٍ أيضا ـ ضَرْبٌ من هيئةِ النكاح وقيل هو أن يجلسَ الرجل ويُقْعِدَ المرأةَ على هَنِنه ويَرُدَّ ظهْرَها اليه وأبو قُشُورٍ ـ التِّمْساحُ وأبو عُرُوقٍ ـ موضعٌ وقد كُنِىَ الأَعْشَى أبا بَصِيرِ على القَلْبِ وقيل تَفاؤُلاً كما كَنَوْا مَلَكَ الموتِ أبا يَحْيَى وقالوا للغُرابِ أَعْوَرُ كقولهم للاعْشَى أبو بَصِيرٍ وان كان المُرَادانِ مختلفين وتقول بَأْبَأ فلانٌ فُلانًا اذا قال له بأَبِى أنتَ قال الراجز

* وأن يُبَأْبَأْنَ وأَنْ يُفَدَّيْن*

ومن شاذِّ هذا الباب أبو خالدٍ ـ الكَلْبُ وأبو مَرْيَمَ ـ صَيَّادُ السَّمك ويكنى أبا الحُسَيْنِ وأبا عَبايَةَ وأبا اسحقَ وأبا مَوْدُودٍ وأبا البَلَايا ويُدْعَى الخُراسانِىُّ أبا ذُلَيْعٍ لان الذَّلَعَ يَعْتَرِى

١٧٩

كثيرا منهم والذَّلَعُ في الناس مثلُ الهَدَلِ في الابل وهو اسْتِرْخاءٌ في الشَّفةَ وأبو صوفة ـ ضَرْبٌ من خَشَاشِ الارضِ على شَكْل الخُنْفُساءِ قد وَصَفْتُها في كتاب الهَوامِّ وضَرْبٌ من العِقِّيرِ يستعمل للباءَةِ يكنى أبا زَيْدانَ والسُّلَحْفاةُ تكنَى أبا فَكْرُون وأبو مَيْمُون ـ عِقِيرٌ يستعمل للشَّحم يقال عِقِّير وعَقَّار وأبو مَرِينَا وأبو مَرِينٍ ـ ضَرْبٌ من دوابِّ البحر قال بعضُ حكماء العِرَاق أخبرنى جماعةٌ من أهل صَقَلّيَّةَ أنَّ حِذَاءَه يُشْبِهُ السِّبْتَ وأنه باقٍ بَقاءً طويلا وأنهم يستعملونه بجزيرتهم ويكثر صيدُه ببحرهم وأن لحمه من شاء أَكَلَه ومن شاء عابه وبَصقَلِّيَّةَ جَبَلٌ يُدْعَى أبا ناجِيَةَ* غيره* يُكْنَى الثَّوْرُ المُنْكَرُ القَرْنَيْنِ والفِيلُ أَبَوَىْ مُزَاحِمٍ

باب الامهات

* ابن السكيت والأحول* أُمُّ الكتابِ ـ الحمدُ وهى فاتحةُ الكتاب لانه يبدأ بها في المصاحف قبل سائر القرآن ويبدأ بقراءتها قبل كل سورة وهى السبعُ المَثانى* وقال غيرهما* أُمُّ الكتاب ـ عِلْم الكتاب قال الله تبارك وتعالى (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) وحكى عن أبى عبيدة أنه قال أُمُّ الكتابِ الكتابُ كُلُّه وذلك معنى قوله والله أعلم (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا) وقيل أُمُّ الكتابِ ـ المُحْكَمُ من آيِهِ واحتج بقوله عزوجل (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) وقد قيل في أم الكتاب انه اللوحُ المحفوظُ وهذا أشبه الاقوال والعرب تقول أصلُ كل شئ أُمُّه ولذلك قال سيبويه انْ أُمُّ الجَزاءِ والالِفُ أُمُّ الاستفهام وإلَّا أُمُّ الاستثناء والواو أُمُّ حروف العطف يريد أنها أصولُ هذه الابواب وكذلك كل حرف كان مشتملا على الباب الذى هو فيه وأُمُّ كل شئ ـ مُعْظَمُه ويقال لكل شئ اجتمع اليه شئ فَضَمَّه هو أُمٌّ له ومنه قول الله تعالى (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ) ومنه قول أُمَيَّة ابن أبى الصَّلْت

والارضُ مَعْقِلُنا وكانتْ أُمَّنا

فيها معايشُنا ومنها نُولَدُ

وقال أُمية يذكر دارَ عَبدِ الله بن جُدْعانَ فجعلها أُمَّ الاسْواق وخاطب ناقتَه

وتَنْزِلِى في ذَرَى دارٍ مُعَمَّدَةٍ

للعُرْفِ عُمْد تِجارٍ أُمِّ أَسْواقِ

١٨٠