المخصّص - ج ١٣

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٣

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٤

دون الافراد قال ألا تراهم قالوا ذُو يَزَنٍ مُنْصَرفا فلم يغيروه يعنى لم يغيروا ذو عن لفظه بسبب الاضافة وجعلوه كابو زيد لانهم أمِنُوا التنوين وصار المضاف اليه منتهى الاسم قال واحتملتِ الاضافةُ ذا كما احتملتْ أبا زيد وليس مفردٌ آخرُه هكذا فاحتملتْه كما احتملت الهاء عَرْقوة يعنى ان الاضافة قد تُغَيِّر لفظَ المضاف حتى لا يكون لفظه في الافراد كلفظه في الاضافة ألا ترى أن قولنا أبو زيد وأبا زيد وأبى زيد لو أفردنا الاب لم تدخله الالف والواو والياء وكذلك أيضا اذا أضفنا ذو لم يكن على حرفين الثانى منهما من حروف المد واللين واذا أفردنا احتاج الى ثلاثة ثم مَثَّلَ المضافَ اليه بهاء التأنيث في قولنا عَرْقُوة لان عُرْقُوةً بالواو فاذا أفردنا وحذفنا الهاء قلنا عَرْقٍ لانه لا يكون اسم آخره واو قبلها حرف مضموم وقالوا في الاملاك الذَّوُونَ وذلك اذا أرادوا جماعةً كلُّ واحد منهم يُدْعَى ذو كذا كقولهم ذُو يَزَنٍ وذُو رُعَيْنٍ وذُو فائِشٍ قال الكميت

فلا أَعْنِى بذلِكَ أَسْفَلِيكُمْ

ولكنى أُرِيدُ به الذَّوِينَا

وأُنْثَى ذُو ذاتٌ تقول هذه ذاتُ مالٍ ووزنها فَعَلة ألا ترى أنك تقول في التثنية ذَواتا مالٍ وفي المثل «لو ذاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْنِى» والجمعُ ذَواتٌ فاما ذُو التى بمعنى الذى فسيأتى ذكرها وليس هذا موضعَها انما قَصْدُنا في هذا الباب ذو التى بمعنى صاحب* ابن السكيت* يقال ضَرَبه حتى أَلْقَى ذَا بَطْنِه ـ أى حتى سَلَح ويقال للمرأة وضعتْ ذا بَطْنِها ـ أى وضعت حملَها ويقال ما فلانٌ بذِى طَعْمٍ ـ اذا لم تكن له نَفْس ومَثَلٌ «الذِّئْبُ مَغْبُوطٌ بذِى بَطْنِه» أى بما في بطنه يُضْرب للذى يُغْبَطُ بما ليس عنده وقد تأتى ذو حَشْوًا في الكلام قال الشاعر

تَمَنَّى شَبِيبٌ مُنْيَةً سَفَلَتْ بهِ

وذُو قَطَرِىٍّ مَسَّهُ مِنْك وابِلٌ

أراد وقَطَرِىٌّ مَسَّه منك وابلُ وقال الآخر

اذا ما كنتُ مثلَ ذَوِى عُوَيْفٍ

ودِينارٍ فقامَ علىَّ ناعِ

أراد اذا كنتُ مثلَ عُوَيْفٍ ودينارٍ* وقال الفارسى* افْعَلْهُ أَوَّلَ ذِى أَثِيرٍ أى أَوَّلَ وَهْلة وقال ذُو أَثِير ـ أولُ تَباشِيرِ الصُّبْح ويقال لَقِيتُه ذا غَبُوقٍ وذا صَبُوحٍ وذا صَبَاح ـ أى في وقتٍ على ذلك وقد يستعمل ذُو صَباح غَيْر ظَرفٍ أنشد سيبويه

عَزَمْتُ على إِقامةِ ذِى صَبَاحٍ

لَامْرٍ ما يُسَوَّدُ مَنْ يَسُودُ

٢٢١

ويقال لقيتُه أَوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ ـ أى لقيتُه أَوَّل شَئْ قال ويقال افْعَلْ ذَلِكَ أَوَّل ذاتِ يَدَيْنِ ـ أى افْعَلْه قبلَ كل شئ ويقال لقيتُه ذاتَ العُوَيْم ـ أى أَوَّلَ من عامِ أَوَّلَ وربما كانتْ أربعَ سنين أو خمسا ولقيتُه ذاتَ الزَمَيْنِ ـ أى قبلَ ذاكَ ويقال لقيتُه ذاتَ صُبْحةٍ ـ أى بُكْرةً ولا يقال ذاتَ غَبْقةٍ ويقال انِّى لَالْقَى فلانا ذاتَ مَرَّةٍ وذاتَ مِرَارٍ ـ أى أحْيانا المَرَّةَ بعد المَرَّة قال ويقال لقيتُه ذاتَ العِشاءِ ـ أى مع غَيْبُوبة الشمس وقال ثعلبة بن أوس وهو أحد بنى كعب بن عبد الله

أَرِقْتُ ولم يَأْرَقْ من الناسِ لَيْلةً

لِبَرْقٍ كبَطْنِ الحَيَّةِ المُتَقَلِّبِ

قَعَدْتُ له ذاتَ العِشاءِ ودُونَهُ

شَمارِيخُ من ذاتِ الدَّخُولِ ومَنْكِبِ

قوله ذات الدَّخُول ـ هى هَضْبة في بلاد بنى سُلَيم وقال الراعى

لَمَّا رأتْ قَلَقِى وطُولَ تَقَلُّبِى

ذاتَ العِشاءِ ولَيْلِىَ المَوْصُولَا

ولقيتُه ذاتَ الغداةِ وذاتَ يَوْم وذاتَ ليلةٍ وقالوا اللهم أصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهم ـ أى الكلمهَ المُفَرِّقةَ لآرائهم وان كانت مُجْمِعةً لهم قيل لها ذاتُ بَيْنِهم أيضا وذاتُ العَراقِى ـ الداهيةُ وذاتُ الجَنْبِ ـ داء يأخُذُ في الجَنْب* وقال أبو صاعد* ذاتُ أَوْعالٍ جَبَلٌ بين العَلَمَيْنِ عَلَمَىْ بَنِى سَلُولٍ وهى اليومَ لعمرو بن كِلاب بحَاقِّ سُرَّه نَجْدٍ وهى من أوطانِ الضِّباعِ وقد تدخل فيها الارْوَى وكذلك ذو أوْعالٍ وذات الرَّداةِ ـ هَضْبةٌ حمراء في بلاد بنى بَصْرٍ وذاتُ المَدَاقِ ـ صحراء في بلاد بنى أسد حِذَاءَ الاجْفُرِ بها حجارة مدحرجة وذاتُ المَزاهِرِ ـ هِضابٌ حُمْر ببلاد بنى أبى بكر وذاتُ آرامٍ ـ أكَمَةٌ ببطنِ خَنْثَلٍ دون الحَوْأبِ لبنى أبى بكر وذاتُ فِرْقَيْنِ بالهَضْبِ هَضْبِ القَلِيب هى لبنى بكر اليوم وكانت لبنى سُلَيم وذاتُ العَراقِيبِ ـ ضَفِرَةٌ في بلاد عمرو بن تَمِيم بحِذاءِ قارةِ بَوْلانَ القَصِيمِ والعَراقِيبُ ـ جبالٌ تَنْسابُ منها فَتَشْتَبِكُ بينها وبين الضَّفِرةِ الاخْرَى وربما تَبَتَّرَتْ وذاتُ الشَّمِيطِ ـ رملةٌ النَّقا والأرْطَى والغَضَافيها بموضع واحد وهى في بلادِ بنى تميم وذاتُ أَرْحاءٍ ـ قارةٌ تُقْطَعُ منها الارْحاءُ بين السُّلَيْمَيْنِ وهما قَرْيتانِ لبنى حُرَيْثٍ من بنى حَنْظلة ولبنى مخزوم فيها نَخْل يقال لها سُلَيْم وسَلَامان وكَلَّمته فما رَدَّ علىَّ ذاتَ شَفَةِ ـ أى كلمةً وذو مُعَاهِرٍ قَيْلٌ من أقيالِ حِمْيَر وذو الكَلَاعِ مَلِك منهم مُشْتَقٌّ من التَّكَلُّعِ وهو التجمُّع والتَّحالُفُ

(تم كتاب الْمَبْنَّياتِ بحمد الله وعونه وصلى الله على محمد وآله)

٢٢٢

كتابُ المُثْنَّياتِ

باب ما جاء مُثَنًّى من أسماء

الاجناس وصفاتِها

* ابن السكيت* المَلَوانِ ـ الليلُ والنهار وأنشد

ألَا يا دِيازَ الحَىِّ بالسَّبُعانِ

أَمَلَّ عليها بالبِلَى المَلَوانِ

وهما الفَتَيانِ والرِّدْفانِ والاجَدَّانِ* أبو عبيد* الجَدِيدانِ ـ الليلُ والنهار وهما ابْنا سُبَاتٍ وأنشد

فكُنَّا وهمْ كابْنَىْ سُبَاتٍ تَفَرَّقا

سِوًا ثُمَّ كانا مُنْجِدًا وتَهامِيَا

وقال ما رأيتُه مُذْ أَجْرَدانِ وجَرِيدَانِ وأَبْيَضانِ ـ يريد يومين أو شهرين* ابن السكيت* العَصْرانِ ـ الليلُ والنهار* أبو عبيد* هما الغَداةُ والعَشِىُّ* ابن السكيت* الصَّرْعانِ ـ الغداةُ والعَشِىُّ وأنشد

كانَّنِى نازِعٌ يَثْنِيه عن وَطَنٍ

صَرْعانِ رَائِحةً عَقْلٌ وتَقْيِيدُ

وهما الكَرَّتانِ والقَرَّتانِ وأنشد

* يَعْدُو عليها القَرَّتَيْنِ غُلَامُ*

وهما البَرْدانِ والابْردانِ* قال غيره* دَعا أعرابى فقال أَذاقَك اللهُ البَرْدَيْنِ وجَنَّبَكَ الامَرَّيْنِ وكَفَاكَ شَرَّ الاجْوَفَيْن ـ البَرْدانِ بَرْدُ الغِنَى وبَرْدُ العافية والامَرَّ ان الفَقْرُ والعُرْىُ والاجْوفانِ البَطْنُ والفَرْجُ* ابن السكيت* القَمَرانِ ـ الشمسُ والقمر وهما الازْهرانِ* أبو عبيد* الاسْودانِ ـ التمر والماء* ابن السكيت* ضَافَ قومٌ مُزَبِّدًا المَدَنِىَّ فقال لهم ما لكم عندى الا الاسْودانِ قالوا ان فى ذلك لمَقْنَعًا التَّمْرُ والماءُ قال ماذاكُمْ عَنَيْتُ انما أردتُ الحَرَّة والليل* أبو عبيد* الابْيضانِ ـ الخُبْز والماء وقيل الشَّحم والشَّبابُ* ابن السكيت* هما اللَّبَنُ والماء وأنشد

٢٢٣

ولكِنَّه يَأتِى لِىَ الحَوْلُ كامِلاً

ومالِىَ الَّا الأبْيَضَيْنِ شَرابُ

* أبو عبيد* الاصْفَرانِ ـ الذَّهَبُ والزَّعْفرانُ وقيل الوَرْسُ والزعفرانُ والاحْمَرانِ ـ الخَمْرُ واللحم* ابن السكيت* فاذا قُلْتَ الأحامَرة ففيها الخَلُوقُ وأنشد

انَّ الاحامِرةَ الثلاثةَ أَهْلَكَتْ

مالِى وكنتُ بها قَدِيما مُولَعا

الخَمْرَ واللحمَ السمينَ وأَطَّلِى

بالزعفرانِ فلا أزالُ مُوَلَّعا

* أبو عبيد* الاطْيَبانِ ـ الفَمُ والفَرْج وقيل الطَّعامُ والنكاح وقيل النوم والنكاح* ابن السكيت* تركتُه في الاهْيَغَيْنِ ـ أى الطعام والشَّراب وقد تقدّم والحَجرانِ ـ الذهبُ والفضة والاصْمَعَانِ ـ القَلبُ الذكِىُّ والرأى العازِمُ وقولهم انما المَرْءُ باصْغَرَيْهِ ـ يعنى بقلبه ولسانه وقولُهم ما يَدْرِى أَىُّ طَرَفَيْهِ أطولُ ـ يعنى نَسَبَه من قِبَل أبيه ونَسَبَه من قِبَلِ أمه ويقال لا يملك طَرَفَيْه ـ يعنى فمَه واسْتَه اذا شَرِبَ الدواءَ وسَكِرَ والغَارانِ ـ البَطْنُ والفَرْج ويقال للرجل انما هو عَبْدُ غارَيْهِ وأنشد

ألم تَر أنَّ الدَّهْرَ يومٌ وليلةٌ

وأن الفَتَى يَسْعَى لِغارَيْهِ دائبا

وهما الاجْوفانِ والاصْرَمانِ ـ الذِّئْبُ وانغُراب لانهما انْصَرَما من الناس وأنشد

عَلَى صَرْماءَ فيها أَصْرَماها

وخِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ

والايْهَمَان عند أهل البادية ـ البَّيْلُ والجملُ الهائج يتعوّذ منهما وهما الاعْمَيانِ وعند أهل الامصار السَّيْل والحَريق والفَرْجانِ ـ سِجِسْتانُ وخُرَاسانُ وقيل السِّنْد وخُراسانُ وأنشد

* على أَحَدِ الفَرْجَيْنِ كانَ مُؤَمِّرِى*

والأَقْهَبانِ ـ الفِيلُ والجامُوس وأنشد

* والاقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا*

والمَسْجِدانِ ـ مسجد مكة ومسجد المدينة وأنشد

لكم مَسْجِدَا اللهِ المَزُورانِ والحَصا

لكم قِبْصُه من بَيْنِ أَثْرَى وأقْتَرا

أراد من بين من أَثْرَى ومن أَقْتَر والحَرَمانِ ـ مكة والمدينة والخافقانِ ـ المَغْرِبُ

٢٢٤

والمَشْرِق لان الليل والنهار يَخْفِقانِ فيهما* أبو عبيد* الحِيرَتانِ ـ الحِيرة والكُوفة وأنشد

نحنُ سَبَيْنا أُمَّكُم مُقْرِضًا

يومَ صَبَحْنا الحيرَتَيْنِ المَنون

أراد الحِيرةَ والكوفة والبَصْرتانِ ـ البَصْرةُ والكُوفة وأنشد

فقُرَى العِرَاقِ مقِيلُ يَوْمٍ واحدٍ

والبَصْرَتانِ واسِطٌ تَكْمِيلُهُ

تَكميلُه الهاء لليوم كَانَّ ذلك يُسَارُ كُله في يوم واحد* ابن السكيت* المصْرانِ ـ الكُوفة والبَصْرة وهما العِراقانِ وقوله تعالى (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) يعنى مكة والطائفَ والرَّافِدانِ ـ دِجْلة والفُرات وأنشد

بَعَثْتَ على العِراقِ ورَافِدِيه

فَزارِيًّا أَحَذَّ يَدِ القَمِيصِ

والنَّسْرانِ ـ النَّسْرُ الطائر والنسر الواقع والسِّمَا كانِ ـ السِّمَاكُ الاعْزَلُ والسماك الرامح وسمى رامحالان قُدَّامَه كوكبا وسمى أَعْزلَ لانه ليس قُدَّامَه شئ والخَرَاتانِ ـ نجمانِ والشِّعْرَيَانِ ـ الشِّعْرَى العَبُورُ والشِّعْرَى الغُمَيْصاءُ والذِّراعانِ ـ نجمانِ والهِجْرتانِ ـ هجرة الى الحبشة وهجرة الى المدينة ـ والمِحُلَّتانِ ـ القِدْرُ والرَّحَى فاذا قيل المُحِلَّاتُ فهو القِدْرُ والرَّحَى والدَّلْو والشَّفْرةُ والفأسُ أى من كان عنده هذا حَلَّ حيث شاء والا فلا بد له من أن يُجاوِرَ الناسَ ليستعير منهم بعضَ هذه الاشياء وأنشد

لا يَعْدِلَنْ أَتاوِيُّونَّ تَضْرِبُهُمْ

نَكْباءُ صِرٌّ باصحابِ المُحِلَّاتِ

الاتاوِيُّونَ ـ الغُرباءُ أى لا يَعْدِلَنَّ أتاويُّونَ أحدا بأصحاب المُحِلَّاتِ قال أبو على الفارسى هذا على حذف المفعول كما قال تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) * غيره* ومن المُحِلَّاتِ القِرْبةُ والجَفْنةُ والزَّنْدُ* ابن السكيت* الابْتَرانِ ـ العَيْرُ والعبد سُميا أبْتَريْنِ لِقِلَّةِ خَيْرِهما* غيره* وهما الاحَصَّانِ لانهما يُماشِيَانِ سِنَّهما حتى يَهْرَما فيَنْقُصَ أثمانَهما* وقال* اشْوِلنا من بَرِيمَيْها ـ من الكَبِدِ والسَّنامِ* قال أبو على* سميا بَرِيمين لانهم كانوا يَأْخُذون الكَبِدَ فيَشُقُّونها ويَضْفِرُونَ بها شحمَ السَّنامِ والكَبِدُ سَوْداءُ وشحمُ السنام أبيضُ فسميا بَرِيمَينِ لاختلاف ألوانهما لان البَرِيمَ الحَبْلُ المَفْتُولُ يكونُ فيه لونانِ* ابن السكيت* الحاشيتانِ ـ ابنُ المَخاضِ وابن

٢٢٥

اللَّبُون وقال أرسلَ بنو فلان رائدًا فانتهى الى أرض قد شَبِعَتْ حاشِيَتاها والصُّرَدانِ ـ عِرْقانِ مُكْتَنِفا اللسانِ وأنشد

وأَىُّ الناسِ أَغْدَرُ من شآمٍ

له صُرَدانِ مُنْطَلِقُ اللِّسانِ

والصَّدْمَتانِ ـ جانب الجَبِينِ والنَّاظِرانِ ـ عِرْقانِ في مَجْرَى الدَّمْع على الانف من جانبيه وأنشد

قليلةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزِينُها

شَبَابٌ ومَخْفُوضٌ من العَيْشِ بارِدُ

والشَّأْنانِ ـ عِرْقانِ يَنْحدران من الرأس الى الحَاجبين ثم العينين والقَيْنان ـ موضع القَيْدِ من وَظِيفَىِ البعير وأنشد

دَانى له القَيْدُ في دَيْمُومةٍ قُذُفٍ

قَيْنَيْهِ وانْحَسَرَتْ عنه الانَاعِيمُ

وقال جاء يَنْفُضُ مِذْرَوَيْهٍ ـ اذا جاء يَتَوَعَّدُ وجاء يَضْرِبُ أَزْدَرَيْهِ ـ اذا جاء فارغا والنَّاهِقَانِ ـ عظمانِ يَنْدُرانِ من ذِى الحافِر في مَجْرَى الدَّمْع ويقال لهما أيضا النَّواهِقُ وأنشد

بِعَارِى النَّواهِقِ صَلْتِ الجَبِي

نِ يَسْتَنُّ كالتَّيْسِ ذِى الحُلَّب

والجَبَلانِ ـ جَبَلا طَيِّئٍ سَلْمَى وأَجَأُو يُنسَب اليهما الاجَئِيُّونَ ويقال انها لَحَسَنَةُ .... (١) وهما الوجه والقَدَم وقال ابْتَعْتُ الغَنَم اليَدَيْنِ بثَمَنينِ بَعْضُها بثمنٍ وبَعْضُها بثَمَنٍ آخر قال بعض العرب اذا حَسُنَ من المرأة خَفِيَّاها حَسُنَ سائِرُها ـ يعنى صَوْتَها وأَثَر وَطْئِها لانها اذا كانت رَخِيمةَ الصوتِ دلَّ على خَفَرِها واذا كانت مُقارِبةَ الخُطَا وتَمَكَّنَ أَثَرُ وَطْئِها دَلَّ ذلك على أن لها أردافا وأوْراكا قال وسُئل ابنُ لِسَانِ الحُمْرةِ عن الضأن فقال مالُ صِدْقٍ قُرَيَّةٌ لا حُمَّى بها اذا أَفْلَتَتْ من حَزَّتَيْها ـ يعنى من المَجَرِ في الدَّهْرِ الشديد ومن النَّشَرِ وهو أن تَنْتَشِرَ بالليل فتأتى عليها السِّباعُ والمُتَمَنِّعانِ ـ البَكْرةُ والعَناقُ يَتَمَنَّعانِ على السَّنَةِ بفَتائهما وأنهما يَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّة وهما المُقاتِلَتانِ عن أنفُسهما وقال رِعْىُ بنى فُلان المُرَّتانِ ـ يعنى الأَلاءَ والشِّيح ويقال مالهُم الفَرِيضَتانِ والفُرْضَتانِ وهما الجَذَعةُ من الغَنم والحِقَّةُ من الابل* ابن السكيت* هُمْ حَوْله وحَوْلَيْهِ وحَوالَيْه ولا تَقُلْ حَوَالِيهِ وقد أفرده سيبويه وأنشد

أَهَدَمُوا بيتَك لا أبالَكا

وأنا أَمْشِى الدَّألَى حَوَالَكا

__________________

(١) كذا بياض بأصله

٢٢٦

باب الاسمين يضم أحدهما الى صاحبه

فيسميان جميعا به

* أبو عبيد* اذا كان أخَوانِ أو صاحبانِ فكان أحدُهما أَشْهَر من الآخر سُمِّيا جميعا باسم الأشهر وأنشد

ألا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَنِّى

مُغَلْغَلةً وخُصَّ بها أُبَيَّا

واسم أحدِهما حُرٌّ والآخَرِ ابَىٌّ وقال الحُرَّيْنِ وهما أخوان ومن ذلك قول قيس بن زهير

جَزَانِى الزَّهْدَمانِ جَزاءَ سَوْءٍ

وكُنْتُ المَرْءَ يُجْزَى بالكَرامهْ

فاحدُهما زَهْدَمٌ والآخر قَيْسٌ ابنا جَزْءِ بنِ سَعْدِ العَشِيرة (١) وقيل هما زَهْدَم وكَرْدَم قال ومن هذا قولُهم سِيرةُ العُمَرَيْنِ انهما أبو بكر وعمر رضى الله عنهما* قال* وقال معاذٌ الهَرَّاءُ لقد قيل سِيرةُ العُمَرَيْنِ قَبْلَ خلافة عُمر بنِ عبد العزيز رحمه‌الله قال سيبويه أما قولُهم أُعْطِيكم سُنَّةَ العُمرين فانما أدخلوا الألف واللام عليهما وهما نكرة وكانهما جُعِلا من أُمَّةٍ كُلُّ واحد منها عُمَر واختصا كما اختص النجمُ بهذا الاسم فصار بمنزلة النَّسْرَيْنِ اذا كنتَ تعنى النجمين وبمنزلة الغَرِيَّيْن المشهورَيْنِ بالكوفة قال أبو على وهما بناآنِ حَسنَانِ وكُلُّ حَسَنٍ غَرِىٌّ فغُلِّبَ كما غُلِّبَ النجمُ والدَّبَرانُ* ابن السكيت* العَمْرانِ ـ عَمْرُو بنُ جابِر بنِ هلالِ بنِ عُقَيْلِ بنِ سُمَىِّ بْنِ مازِن بْنِ فَزارةَ وبَدْر بْنُ عَمْرِو بنِ جؤَيَّةَ بنِ لَوْذانَ بْنِ ثَعْلبة ابْنِ عَدِىِّ بْنِ فَزَارةَ وهما رَوْقَا فَزارةَ قال قُرادُ بنُ حَنَشٍ الصَّارِدىُّ من بَنِى الصارِد بنِ مُرَّة

اذا اجْتمَع العَمْرانِ عَمْرُو بْنُ جابرٍ

وبَدْرُ بْنُ عَمْرٍو خِلْتَ ذُبْيانَ تُبَّعا

وأَلْقَوْا مَقاليدَ الامُورٍ اليهمُ

جَميعًا قِمَاءً كارِهينَ وطُوعَّا

والاحْوَصانِ ـ الاحْوَصُ بْنُ جعفرِ بْنِ كِلَابٍ واسمه ربيعةُ وكان صغير العينين وعَمْرو ابنُ الاحوصِ وقد رَأَسَ وقول الاعشى

أَتانِى وَعِيدُ الحُوصِ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ

فيا عَبْدَ عمرٍ ولو نَهَيْتَ الاحَاوِصَا

يعنى عَبْدَ عَمْرِو بْن شُرَيْح بنِ الاحْوصِ وعنى بالاحاوِصِ مَنْ وَلَده الاحوصُ منهم عَوْفُ بن الاحوص وشُرَيْحُ بنُ الاحوِص وقد رَأَس وهو الذى قَتَلَ لَقيطَ بْنَ زُرارةَ يوم جَبَلَة

__________________

(١) قلت قوله في نسب الزهدمين ابنا جزء بن سعد العشيرة غلط لان سعد العشيرة من مذحج لا من قحطان والزهدمان عبسيان غطفانيان من قيس عيلان من عدنان بالاتفاق والصواب فى رفع نسبهما جزء وقيل حزن بن وهب ابن عوير بن رواحة ابن ربيعة بن مازن ابن الحارث بن قُطَيعة ابن عَبْس بن بَغِيض ابن رَيْث بن غطفان ابن سعد بن قيس عيلان بن مضر وفيه يجتمع نسب الزهدمين مع نسبه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبه يعلم صحة ما قلته وبطلان ما قاله على ابن سيده وكتبه محمد محمود لطف الله به

٢٢٧

وربيعةُ بْنُ الاحوِصِ وكانَ علقمةُ بْنُ عُلاثَةَ بن عَوْفِ بْنِ الاحوصِ نافَرَ عامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ ابْنِ مالكِ بْنِ جَعفرٍ فهجا الاعْشَى علقمةَ ومدح عامرا ومدح الحُطَيئةُ علقمةَ* قال أبو على* أما قوله الحُوصُ فقد يكون على أنه جَعَل كلَّ واحد منهم حُوصِيًّا وقد يجوز أن يكون جمع الاحْوص على التسمية في لغة من قال الحارث والعباس وكذلك الاحاوِص وقد يكون على النَّسَبِ كالمَهالبةِ وان لم تلحقه الهاءُ ويكون جمع أحوصَ على التسمية فيمن قال حارث وعباس واجتماعُ اللغتين في هذا البيت دليلٌ على صحةِ تأويلِ الخليلِ في هذا الفصل* ابن السكيت* الابَوانِ الابُ ـ والامُّ* قال أبو على* ولا تقول أأبت ويا أبتَ في النداء معروفُ التعليل* ابن السكيت* الحَنْتَفانِ ـ الحَنْتَفُ وأخُوه سَيْفٌ ابنا أَوْسِ بْنِ حِمْيِرىِّ بْنِ رِياحِ بْنِ يَرْبوعٍ والمُصْعَبانِ ـ عبدُ اللهِ بن الزبير وأخوه مُصْعَبُ بن الزُّبير* غيره* هما مُصْعب وابنه والخُبَيْبانِ ـ عبد اللهِ ابن الزبير وأخوه وكان يقال لعبد الله بن الزبير أبو خُبَيْبٍ وأنشد

وما أتَيْتُ أبا خُبَيْبٍ وَافِدًا

يوما أُرِيدُ لبَيْعَتِى تَبْدِيلا

والاقْرعانِ ـ الاقْرَعُ بن حابِسٍ وأخُوه مَرْثَدٌ والطُّلَيْحتَانِ ـ طُلَيْحةُ بْنُ خُوَيلِدٍ الاسَدِىُّ وأخوه والحَزِيمتانِ والزَّبِينَتانِ من باهلةَ بْنِ عمرو بْنِ ثَعْلبة (١) وهما حَزِيمةُ وزَبِينَةُ وقال أبو مَعْدانَ الباهلىُ

جاءَ الحَزائمُ والزَّبائِنُ دُلْدُلاً

لا سابقينَ ولا معَ القُطَّانِ

قوله دُلْدُلاً ـ أى يَتَدَلْدَلُونَ بين الناسِ لا الى هؤلاءٍ ولا الى هؤلاءٍ

ومما يَجْرى هذا المَجْرَى من أسماء المواضع

* أبو عبيد* البَصْرتانِ ـ الكوفةُ والبصرةُ وأنشد

فَقُرَى العِراقِ مَقِيلُ يَوْمٍ واحدٍ

والبَصْرتانِ وواسطٌ تَكْمِيلُه

والدُّحْرُضانِ ـ موضعانِ أحدُهما وَشيعٌ والآخرُ دُحْرُضُ قال عنترة

شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فاصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنفِرُ عن حِيَاضِ الدَّيْلَمِ

__________________

(١) قلت قوله باهلة بن عمرو بن ثعلبة غلط واضح سبقه به أئمة وقلده فيه أساتذة فقال بعضهم ان باهلة بن مالك بن أعصر فجعله علم رجل وقال بعضهم انها امرأة همدانية قلت هذه مزلة أقدام والتحقيق أن باهلة اسم امرأة لا رجل وهى بنت صعب بن سعد العشيرة من مذجح لا من همدان وكانت زوج مالك بن أعصر ابن سعد بن قيس عيلان فمات عنها وخلف عليها ابنه معن بن مالك فولدت له أولادا وولد هو أولادا من نساء غيرها فحضنتهم جميعا باهلة فنسبوا كلهم اليها فصارت باهلة علما لابناء مالك ابن أعصر ولابناء معن بن مالك ونظير ذلك خندف ومزينة وقيلة وطُفاوة أعلام نساء صرن أعلاما لأبناء أزواجهن هذا هو الحق وكتبه محمد محمود لطف تعالى به

٢٢٨

باب ما جاء مُثَنًّى من الناس لاتفاق الاسمين

* ابن السكيت* الثَّعْلَبتَانِ ـ ثعلبةُ بْنُ جَدْعاء بنِ ذُهْلِ بْنِ رُومانَ بْنِ جُنْدَبِ ابْنِ خارجةَ بنِ سَعْدِ بْنِ فُتْرَةَ بْنِ طَيِّئٍ وثَعلبةُ بْنُ رُومانَ بْنِ جُنْدَبٍ وأُمُّ جُنْدَبٍ جَدِيلةُ بنتُ سُبَيْعٍ بن عمرٍو من حِمْيَر اليها ينسبون والقَيْسانِ ـ من طَيئ قَيْسُ بنُ عَنَّابِ بْنِ أبى حارثةَ بْنِ حُدَىِّ بْنِ تَدُولَ بْنِ بُحْتُرِ بْنِ عِتْوَدٍ وقَيْس بنُ هَذَمةَ بنِ عَنَّابِ بْنِ أبى حارثة والكَعْبانِ ـ كَعْبُ بنُ كِلَابٍ وكعبُ بن ربيعةَ بنِ عُقَيْل بنِ كعبِ بن ربيعة ابن عامر والخالدانِ ـ خالدُ بنُ نَضْلَة بْنِ الاشْتَر بنِ حَجْوانَ بنِ فَقْعَس وخالدُ بن قَيْسِ بن المُضَلَّلِ بنِ مالك بنِ الاصْغَرِ بنِ مُنْقِذِ بنِ طَرِيفِ بنِ عمرو بنِ قُعَيْنٍ وأنشد

وقَبْلِىَ ماتَ الخالدانِ كلاهُما

عَمِيدُ بَنِى حَجْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ

والذُّهْلانِ ـ ذُهْلُ بنُ ثَعْلبة وذُهْلُ بنُ شَيْبانَ والحارثانِ ـ الحارثُ بنُ ظَالِم بنِ جَذِيمةَ بنِ يَرْبُوعٍ بن غَيْظِ بنِ مُرَّة والحارثُ بنُ عَوْفِ بنِ أبى حارثةَ بن مُرَّة بنِ نُشْبةَ بنِ غَيْظِ ابنِ مُرَّة صاحبُ الحَمَالة والعامِرانِ ـ عامِرُ بنُ مالكِ بنِ جَعْفَرِ (١) وهو مُلَاعِبُ الاسِنَّة وهو أبو بَرَاءٍ وعامر بنُ الطُّفَيْلِ بنِ مالكِ بن جعفر والحارثانِ في باهلةَ ـ الحارثُ بنُ قُتيبة والحارثُ بنُ سَهْمِ بنِ عَمْرو بنِ ثَعْلبة بنِ غَنْمِ بن قُتَيبة وفي بنى قُشَير سَلَمتانِ ـ سَلَمة بنُ قُشَير وهو سلمة الشَّرِّ وأمُّه لُبَيْنَى بنتُ كعبِ بن كِلابٍ وسَلَمة بنُ قُشَير وهو سَلَمة الخَيْرِ وهو ابن القُشَيْريَّة وفيهم العَبْدانِ عبد الله بن قُشَير وهو الاعْور وهو ابن لُبَيْنَى وعبد الله بن سلمة بن قُشَير وهو سلمة الخير وفي عُقَيْلٍ رَبيعتانِ ـ رَبيعةُ بن عُقَيل وهو أبو الخُلَعاء وربيعة بنُ عامر بنِ عُقَيْلٍ وهو أبو الأبرِص وقُحافةَ وعَرْعَرةَ وقُرَّةَ وهما يُنْسَبانِ الى الرَّبيعتين والعَوْفانِ في سَعْدٍ ـ عوفُ بن سعدٍ وعوفُ بن كَعْبِ بن سعد ـ والمالِكانِ مالكُ بن زيد ومالك بن حَنْظلة والعُبَيْدتانِ ـ عُبَيدة ابنُ مُعاوية بنِ قُشَيْر وعُبَيدةُ بنُ عمرو بن مُعاويةَ* غيره* القَلْعَانِ من بنى نُمَيْر ـ صَلَاءةُ وشُرَيْح ابْنا عَمْرو بنِ خُوَيِلْفةَ

__________________

(١) زاد في اللسان ابن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة وهو أبو براء ملاعب الاسنة كتبه مصححه

٢٢٩

ومما جاء مثنى مما هو صفةٌ لَقَبٌ ليس باسم

الحَلِيفانِ ـ أَسَدٌ وغَطَفانُ* ابن السكيت* الحُرَقَتانِ ـ تَيْمٌ وسَعْدٌ ابنا قَيْسِ ابنِ ثَعْلبة* وقال ابن الكلبى* الكُرْدُوسانِ من بنى مالك بن زيدِ مَناةَ بن تَمِيم ـ قَيْسٌ ومُعاويةُ ابنا مالكِ بنِ حَنْظلة بنِ مالكِ بنِ زَيْدِ مَناةَ وهما في بنى فُقَيْم بن جَرِير مِنْ دارمٍ والمَزُوعانِ (١) من بنى كَعْب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ـ كَعْبُ بنُ سعد ومالك بن كعْبِ بنِ سعد ويقال لبنى عَبْس وذُبْيانَ الاجْرَبان وأنشد

وفي عُضَادَتِهِ اليُمْنَى بَنُو أَسَدٍ

والاجْرَبانِ بنو عَبْسٍ وذُبْيانِ

والانْكدانِ ـ مازِنُ بنُ مالك بن عمرو بن تميم ويَرْبُوعُ بن حَنْظلة وأنشد

والانْكَدان مازِنٌ ويَرْبُوعْ

ها إنَّ ذا اليومَ لَشَرٌّ مَجْموعْ

والكَرِشَانِ ـ الازْدُ وعبدُ القَيْس والجُفَّانِ بَكْر وتَميم ـ والقَلْعانِ من بنى نُمير صَلَاءةُ وشُرَيح ابنا عمرو بن خُوَيْلفة بن عبد الله بن الحارث بن نُمير وأنشد

رَغِبْنا عن دِماءِ بنى قُرَيْع

الى القَلْعَيْنِ انهما اللُّبابُ

وقُلنا للدَّليلِ أقِمْ اليهم

فلا تَلْغَى لغيرهمُ كِلَابُ

ومن أسماء المواضع التى جاءت مُثَنَّاة

الشَّيِّطانِ ـ واديانِ في أرض بنى تميم في دار بنى دارِم في احداهما طُوَيْلِعُ والشَّيِّفَانِ ـ ابَيْرِقانِ من أسفل وادى خَنْثَلٍ وعصانان ـ أَمْعزانِ مُتَقابلانِ أبيضانِ يمرُّ بينهما طريقُ أهل اليمامة الى مكة وقَنَوانِ ـ جَبَلان بين فَزارة وطَيِّئ قال الراجز

* والليلُ بين قَنَوَيْنِ رابِضُ*

النَّابِغانِ ـ جُبَيْلَانِ صغيرانِ مقترنانِ في بلاد بنى جعفر بأسفل الحِمَى قال الشاعر

لا عَهْدَ لِى بَعْدَ أيامِ الحَمِى بِهمُ

والنَّابِغَيْنِ سَقَى اللهُ الحِمَى المَطَرا

والادْنَيانِ ـ واديان مُنْصَبَّانِ من حَزْمِ دَمْخٍ ودَمْخٌ جَيَل لعمرو بن كلاب ـ والبَكْرَتانِ هَضْبَتانِ حَمراوانِ لبنى جعفر وبهما ماء يقال له البَكْرةُ أيضا وأُرَيْكَتانِ ـ هَضْبتان حَمْراوانِ في بلادِ كَعْب بن عبد الله وماؤهما أُرَيْكة وقُرابَتانِ ـ أَبْرَقانِ مُتقابلانِ

__________________

(١) قوله والمزوعان الخ قال في اللسان وهذا مما وهم فيه ابن سيده وصوابه المزروعان اه وقد ذكره صاحب القاموس في مادة زرع وكذلك الجوهرى كتبه مصححه

٢٣٠

أُرَيكتانِ بينهما وبين بطن اللِّوَى لبنى الاقْفَدِ من بنى عبد الله بن أبى بكر والاقْعَسانِ ـ جَبَلانِ طويلانِ أحمرانِ أحدهما بالوَضَح وَضَحِ الشَّطُونِ وبه الحَفِيرةُ حَفِيرةُ خالدٍ مَوْلًى لبنى وَقَّاصٍ من بنى أبى بكر بن كلاب والآخر أقْعَسُ الهُجُولِ من وَراءِ الهَضْبِ هَضْبِ القَليبِ في بلاد بنى سُلَيْم والشَّطُونُ رَكايا كثيرة في جبل يقال له شِعْرَى والوَضَحُ أرضٌ سميت وَضَحًا من حُسْنها وطيب أرضِها والغَضَفانِ ـ بلدانِ في بلادِ بنى عامر من ناحية اليَمن فاذا رأيت هذه اللفظة مثناة فانما يعنى بها ذانِكَ البلدانِ واذا رأيتها مفردةً فقد يُعْنَى بها العَقِيقُ الذى هو واد بالحجاز ويعنى بها أحدُ هذين البلدين لان مثل هذا قد يفرد وأَبانانِ ـ جبلان معروفان وقد أُفْرِدَ على حدّ إفراد العَقِيقَيْن وان كانت التثنية في مثل هذا أكثر من الافراد أعنى بما تقع عليه التسمية من أسماء المواضع لتساويهما في البيان والخِصْبِ والقَحْط وأنه لا يشار الى أحدهما دون الآخر ولهذا ثبت فيه التعريف في حال تثنيته ولم يجعل كزيدين فقالوا هذانِ أبانانِ بَيّنَيْنِ ونظير هذا افرادهم لفظ عَرفات فأما ثباتُ الالف واللام في العَقِيقَينِ فعلى حَدِّ ثباتهما في العقيق والغَرِيَّانِ ـ بناآن حَسَنانِ بالكوفة ثبتت الالف واللام فيهما فى التثنية لانهما سميا بالصفة وكلُّ حَسَنٍ غَرِىٌّ وبهما مثل سيبويه العُمَرَيْنِ فقال كانهما جُعِلَا من أمةٍ كُلُّ واحد منهما عمر واختصا كما اختص النجم بهذا الاسم يعنى بالنجم الثريا قال فصار بمنزلة الغَرِيَّيْنِ المشهورين بالكوفة وكقولك النَّسْرَيْنِ اذا كنتَ تعنى النجمين

باب ما جاء مثنى من المصادر

وذلك قولك لَبَّيْك وسَعْدَيْكَ وحَنَانَيْكَ ودَوَالَيْكَ وهَذَاذَيْكَ وحَجَازَيْكَ وخَيَالَيْكَ* وأنا أذكر تعلَيلها ووَجْهَ نصبها وتثنيتها وما الذى يجوز فيها* الذى يجوز في المصدر المثنى المحمولِ على الفعل المتروكِ إظهارُه اذا كانت الحالُ حالَ تعظيم في خطابِ رئيسٍ وكان اللفظ يُنْبئ عن جنس الفعل حَمْلُ المصدر على الفعل المتروك إظهارُه للمبالغة في التعظيم الى أعلى منزلة على طريق المعنى النادر فاجْرِىَ اللفظُ على ما يقتضيه ذلك المعنى من ترك التصرف والتثنية لتضعيف فعل التعظيم حالا بعد حال كقولهم لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ففيه مبالغةُ تعظيمٍ مما عُومل

٢٣١

به مما يقتضى ذلك مع أن معناه من طريق حقيقته يقتضى التعظيم وتقديرُ نصبه كتقدير متابعةً لَامْرِكَ وإسعادًا لك الا انه جعل لبيك وسَعْدَيْك موضعَ تقدير المصدرين وعومل بما يقتضى المبالغة من التثنية وترك التصرف على طريق النادر لينبئ عن علو المنزلة ولا يجوز في مثل هذا أن يكثر في التقدير لانه ينافى المعنى الذى هو حقه من مجيئه نادرا في بابه ليدل على الخروج الى علو المنزلة والانفراد بجلال الحالة وإنما جازت التثنية للمبالغة ولم يجز الجمع لان التثنية أولى بالتفضيل شيأ بعد شئ من الجمع إذ كانت التثنية لا تكون الاعلى الواحد والجمعُ قد يكون على غير الواحد نحو نَفَر ورَهْطٍ فهذه المبالغة تقتضى تضعيفَ المعنى كما قال سيبويه في حَنَانَيْكَ كأنه قال تَحَنُّنا بعد تَحَنُّنٍ وحَنَانًا بعد حَنَانٍ والتثنيةُ أدلُّ على هذا التفضيل من الجمع لما بينا فكلما قَلَّ النظير في معنى التعظيم فهو أشدُّ مبالغة لانه اذا قل النظير قَلَّ مَنْ يُسْتَغْنَى بغيره عنه أى من يُحْتاج اليه ولا يُسْتَغْنَى بغيره عنه فهو أجل في التعظيم مما ليس فوق تعظيمه تعظيم وهذه الصفة لا تكون الا لله تعالى وهذا الذى شرحنا يكشف لك عن النادر في المعنى وأن لفظه ينبغى أن يُعامَلَ معاملة تُشْعِر بهذا المعنى فسبحانَ من طُبَعَ نفوسَ العقلاء على هذه الحِكَم والفِطَنِ ولا تجوز هذه المبالغة الا بالاضافة لأمرين أحدهما طلب الاعرف فى هذا المعنى النادر لانه يصير كالمَثَل والآخر أن الاضافَة الى المعظم أخصُّ بمعنى التعظيم من الانفصال فلهذا لم يجز حَنَانَيْكَ ولَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ وما جرى مجراها الا بالاضافة وعلة الاضافة فيه كعلة لزوم الاضافة في سبحان الله ومعاذ الله وقال طَرفة

أبا مُنْذِرٍ أَفْنَيْتَ فاسْتَبْقِ بَعْضَنا

حَنَانَيْكَ بَعْضُ الشَّرِّ أهْوَنُ من بَعْضِ

كانه قال تَحَنُّنًا بعد تَحَنُّنٍ ووضع حنانيك موضع تَحَنُّن وتقول سبحانَ اللهِ وحَنانَيْهِ كانك قلتَ ورَحْمَتَه على المبالغة في طلب الرحمة منه بعد الرحمة على ما تقتضيه التثنية وتقوله بالنصب والرفع ولا يجوز حَذَارَيْكَ لان التَّحْذِير ليس مما يحتاج فيه الى المبالغة وقال عبد بنى الحَسْحاسِ

اذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه

دَوالَيْكَ حَتَّى لَيْسَ للْبُرْدِ لابِسُ

وقال دَوَالَيْكَ لان المداولَة على معنى المداومة موضعُ مبالغة وتعظيم كانه قال مُدَاولَتَكَ وجعل دواليك في موضعه فاما قول النحويين سيبويه وغيره انه في موضع الحال فانهم

٢٣٢

يعنون أنه متعلق يشُقَّ بالبُرْدِ مُداولةً فالمعنى على هذا ووجهُ نصبه على ما فسرنا من الفعل المتروك إظهارُه وقال الشاعر

* ضَرْبًا هَذَاذَيْكَ وطَعْنًا وَخْضا*

أى هَذًّا بَعْدَ هَذٍّ فبالغَ في الكثرة وهى موضع مبالغة وكذلك المداولة وليس كلُّ معنى تصلُح فيه المبالغةُ كمعنى القُعود والقيام ونحو ذلك فاما لَبَّيْك فزعم يونس فيما حكاه عنه سيبويه أنه اسم واحد بمنزلة عليك وهو خلاف قول الخليل الذى فسرناه قبلُ من معنى التثنية ووجهُ قول يونس أن المصادر تقل فيها التثنية والجمع وقد وجد له نظيرا من الواحد وهو عليك فحمله عليه وقول الخليل هو الصواب من ثلاثة أوجه أحدها افراد حَنَانٍ تارةً وتثنيتُه تارة في حَنانيك ولثانى الاضافة الى الظاهر مع وجود الياء خلاف قولهم على ذلك (١) وذلك على لبى زيد وسعدى زيد والوجه الثالث ما تقتضيه المبالغة من التثنية على ما بينا قبل ولا يجوز في حَوالَكَ وحَوَالَيْكَ الا الافرادُ والتثنيةُ للاشهار بانهما فيما يلزم فيه تثنيته لا على ما توهم يونس أنه واحد وكذلك افراد حَنانٍ من الاضافة انما هو للاشعار بأنها اضافة أصلها الانفصال لزمت لعلة قد بيناها قال الراجز

أَهَدَمُوا بَيْتَكَ لا أَبالَكَا

وأنا أَمْشِى الدَّأَلَى حَوَالَكَا

فهذا شاهد في حَوالَك أنه يجوز مع جواز حَوالَيْكَ وقال

دَعَوْتُ لِمَا نابنِى مِسْوَرًا

فَلبَىَّ فَلَبَّىْ يَدَىْ مِسْوَرِ

فهذا شاهد على أن التثنية مع الاضافة الى الظاهر وقد بينت به أيضا أن التثنية تكون للمبالغة فهو شاهد في تأويل قوله تعالى (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) وأنا أذكر من معنى لبيك وسعديك وأبين من معنى التثنية مثل ما ذكرت في حنانيك وأخواتها من المصادر المثناة وأُرِى وجهَ الضرورة في التثنية وأُعْلِمُ كيف تَكْتَسِى هذه الالفاظُ معنى التعظيم والاجلال والمبالغةِ وكيف يكون وقوعها على الله تعالى فَمَنْ دونه* أما لَبَّيْكَ فاصلها مأخوذٌ من الالْبابِ وهو لزومُ الشئ يقال أَلَبَّ بالمكان اذا لزمه فلم يفارقه ولَبِّ التى أجراها الخليل مُجْرَى أَمْسِ وغاقِ هى المفردة من لَبَّيْكَ وبهذا استدل الفارسى أن هذه الالفاظ الجارية مجرى الاصوات كَهَلُمَّ قد تُشْتَقُّ منها أفعالٌ وبهذا قال ان الآنَ من قوله تعالى (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) ومن حيثُ ما تَصَرَّفَتْ مأخوذةٌ من القُرْب

__________________

(١) قوله خلاف قولهم على ذلك وذلك على الخ كذا بالاصل وهو خلط من الناسخ ويستفاد من عبارة سيبويه في الكتاب أن الاصل مع وجود الياء في قولهم لبى زيد وسعدى زيد وذلك خلاف قولهم على زيد وعلى يديه والوجه الثالث الخ كتبه مصححه

٢٣٣

ولهذا استجاز قولَهم لا أُهَلِمُّ على أنه مأخوذ من هَلُمَّ وأما سَعْدَيْكَ فمأخوذ من الاسْعاد فالالْبابُ والاسْعادُ دُنُوٌّ ومتابَعةُ وكلاهما راجعان الى اللزوم فاذا قال الانسان في دعاء الله جل وعز لَبَّيك وسعدَيْك فمعناه متابَعةً لَامْرِك وإسعادًا لَاوْلِيائِك ولذلك قال سيبويه أى رَبِّ لا أَنْأَى عنك فيما تأمرنى به فاذا فعل ذلك فقد تقرّب الى الله تعالى بهواه واذا قال سَعْدَيْك فكانه قال أَىْ رَبِّ أنا مُتابِعٌ أَمْرَكَ وأولياءَك غير مخالف لهم فاذا فَعَل ذلك فقد تابَعَ وطاوَعَ وأَطَاعَ وإنما نَسَّرَ سيبويه معنى لَبَّيْك وسَعْدَيْك وهى لُغَةٌ فى باب من أبواب النحو لينكشف لك وجهُ نصبها ووجهُ اعرابها اذ كان لا يظهر الا بظهور معناه ولو لا ذلك لم يَصْلح تفسير الغريب في أبواب النحو* ابن دريد* حَجَازَيْكَ ـ من المُحاجزة وخَيَالَيْكَ ـ من الخَيال

باب ما جاء مجموعا وانما هو اثنان أو واحد في الاصل

قال الاصمعى يقال أَلْقاهُ في لَهَواتِ اللَّيْثِ وانما له لَهاةٌ واحدةٌ وكذلك وقع في لَهَواتِ اللَّيْثِ وقال العجاج

* عُودًا دُوَيْنَ اللهَواتِ مُولَجا*

وقال هو رجلٌ عظيم المَناكِب وانما له مَنْكِبانِ ويقال هو رجل عظيم الثَّنادِى والثُّنْدُوَةُ واحد ـ وهى مَغْرِزُ النَّدْىِ ويقال رجل ذو أَلَياتٍ ورجل غليظُ الحَواجب وشديدُ المَرافِقِ ويقال هو يمشى على كَراسِيعِه وهو رجل ضَخْم المَناخِر وعظيم الْبآدِل والبَأْدَلَةُ ـ أصلُ لحم الفخذ مهموزة قال أبو القاسم البصرى انما البأدلة لحمة فوق الثَّدْىِ ودون التَّرْقُوةِ فاما لحم أصول الفخذين فالذى من باطنهما لرَّبَلاتُ والذى من مؤخرهما الكَاذَتَانِ ولم يقل الذى قال أبو يوسف أحدٌ غيره وانه لغليظُ الوَجَناتِ وانما له وَجْنَتانِ ويقال امرأة ذاتُ أوْراكٍ وانها لَلَيِّنةُ الاجْياد قال الاسْوَدُ

فلقد أَرُوحُ الى التِّجارِ مُرَجَّلاً

مَذِلاً بمالِى لَيِّنًا أجْيادِى

وانما له جِيدٌ فعنَى جِيدَه وما حَوْله يقول لم أَكْبَرْ أنا شابٌّ ويقال هو مَذِلٌ بمالِه أى مُسْتَرْخٍ بماله لَيِّنٌ به وامرأة حَسَنةُ المَآكِم وقولُه

رُكِّبَ في ضَخْمِ الذَّفَارَى قَنْدَلِ

٢٣٤

وضف جملا وانما له ذِفْرَيانِ والقَنْدَلُ لعظيم الرأس وقال

* تَمُدُّ للمَشْىِ أَوْصالاً وأَصْلابا*

يعنى ناقةً وانما لها صُلْبٌ واحدٌ وقال العجاج

* عَلَى كَراسِيعِى ومِرْفَقَيَّهْ*

وانما له كُرْسُوعانِ وقال أيضا

* مِنْ باكِرِ الاشْراطِ أشْرَاطِىُّ*

وانما هما شَرَطَانِ وقال أبو ذؤيب

فالعينُ بَعْدَهُم كانَّ حَداقَها

سُمِلَتْ بشَوْكٍ فَهْىَ عُورٌ تَدْمَعُ

فقال العين ثم قال حِداقها وقال فهى عُورٌ* قال أبو على* هو كقوله تعالى (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) ويقال للارض العَرَمةِ سميت هى وما حولها العَرَمات والقُطَبِيَّة ـ بِئْر ويقال لها وما حولها القُطَبِيَّات ولذلك يقال لكاظمةَ وما حولها الكواظم وانما هى بئر وعِجْلِز ـ اسمُ كَثِيبٍ ويقال له وما حوله العَجالِزُ قال زهير

عَفَى من آلِ ليلَى بَطْنُ ساقٍ

فأَكْثِبةُ العَجالِزِ فالقَصِيمُ

والعِجْلِزةُ ـ الناقةُ والفرسُ الشديدتا اللحمِ قال مُحْرِزُ بنُ مُكَعْبَرٍ الضَّبِّىُ

ظَلَّتْ ضِبَاعُ مُجِيرَاتٍ يَلُذْنَ بهم

فأَلْحَمُوهُنَّ مِنْهم أَىَّ إلْحامِ

أراد موضعا يقال له مُجِيرَة فجمعه بما حوله وكذلك أذْرِعات انما هى أَذْرِعة قوله فألْحموهُنَّ أى أَطْعَمُوهن اللحم يقال فلان يُلْحِمُ عِيالَه أى يُطْعمهم اللحم وقال أبو كبير

ذَهَبَتْ بَشاشَتُه وأصْبَح واضِحًا

حَرِقَ المَفارِقِ كالبُراءِ الاعْفَرِ

أراد بالمفارق المَفْرِقَ وما حولَه والبُرَاءُ جمع بُرَايةٍ وهى ما نُحِتَ من القَوْس وقال العجاج

* وبالحُجُورِ وَثَنى الْوَلِىُّ*

الحُجُورُ موضع يقال له حُجْرُ بُجَيْرٍ والوَلِىُّ المطر أى ثَنَى مَرَّةً بعد مرة* الباهلى* الافَاكِلُ ـ جَبَلٌ وانما هو أَفْكَلٌ فجُمِع بما حوله وكذلك المَناصِعُ انما هو مَنْصَعةٌ ـ وهو ماءٌ لِبَلْحارثِ بن سَهْمِ بن باهلة والافاكلُ لبنِى حِصْنٍ ووادٍ اسْمُه المِيرادُ فيقال له ولمائهِ

٢٣٥

الذى يَصُبُّ فيه المواريدُ بأرضِ باهلةَ وحَمَاطُ ـ جبل فيقال له وما حوله أُحَيْمِطةُ وأُحَيْمِطاتٌ قال الشاعر

تَذَكُّر مَرْتَعٍ باحَيْمِطَاتٍ

وشِرْبٍ لم يكنْ وَشَلاً مَعِينا

وزَلَفةُ ـ ماء لبنى عُصَيْم بن باهلة فيقال لها ولَاحْساءٍ تَقْرُب منها الزَّلَفُ* قال سيبويه* وقالوا للبعيرِ ذُو عَثانِينَ وعلى هذا وُجِّه قولُهم باناتُ الشمسِ وعُشَيَّانات وسيأتى ذكره في نوادر التحقير

الاسمان يكون أحدُهما مع صاحبه فيسمى

باسم صاحبه ويترك اسمه

* أبو زيد* الظَّعائنُ ـ الهَوادج وانما سميت النساءُ ظَعائنَ لانهنَّ يكنَّ في الهوادج والرَّاوِية ـ البعير الذى يستقى عليه الماء والرجل المستقى يقال رَوَيْتُ على أهلِى رَيَّةً والوِعاءُ الذى فيه الماء انما هو المَزادة فسميت راوية لمكان البعير الذى يحملها والحَفَضُ ـ متاعُ البيت اذا هُيِّئَ ليُحْمَلَ فسمى البعير الذى يحمله حَفَضًا به وأنشد

ونحنُ اذا عِمادُ الحَىِّ خَرَّتْ

على الاحْفاضِ نَمْنَعُ ما يَلينا

فهى ههنا الابل وانما هو ما عليها من الاحمال وقد حَفَضْتُ الشىءَ وحَفَّضْتُه ـ ألقيتُه ومنه قول رؤبة

* إما تَرَىْ دَهْرِى حَنَانِى حَفْضَا*

أى ألقانى والعَذِرةُ ـ فِناءُ الدار وأنشد

لَعَمْرِى لَقَدْ جَرَّبْتُكُمْ فوَجَدْتُكُمْ

قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئ العَذِراتِ

وانما سميت العَذِرة لانها كانت تُلْقَى في الافنية والغائطُ ـ الارضُ المطمئنة وانما قيل للخَلاء غائطٌ لانهم كانوا يأتون الى الغائِط فسمى بذلك

أبواب النسب

النَّسَبُ على ضربين منه ما يجىء على غير قياس ومنه ما يُعْدَلُ وهو القياس الجارى في كلامهم

٢٣٦

* قال سيبويه* قال الخليل كل شئ من ذلك عَدَلَتْه العربُ تَرَكْتَه على ما عَدَلَتْه عليه وما جاء تا ما لم تُحْدثِ العرب فيه شيئا فهو على القياس فاما المعدول الذى يجىء على القياس فليس من غرض هذا الكتاب وأما المعدول الذى يجىء على غير قياس فانا نذكر منه شيئا ههنا ليكون الكتاب مكتفيا بنفسه* قال سيبويه* مر المعدول الذى هو على غير قياس قولهم في هُذَيْلٍ هُذَلِىُّ وفي فُقَيْمِ كِنانة فُقَمِىٌّ وفي ملَيْح خُزاعةَ مُلَحِىٌّ وفي ثَقِيفٍ ثَقَفِىٌّ وفي زَبِينَةَ زَبَانِىٌّ وفي طَيِّئٍ طائِىّ وفي العاليةِ عُلْوِىٌّ والباديهِ بَدَوِىّ وفي البَصْرة بِصْرِىُّ وفي السَّهْلِ سُهْلِىٌّ وفي الدَّهْرِ دُهْرِىّ وفي حَىّ من بنى عَدِىٍّ يقال لهم بنو عَبِيدةَ عُبَدىٌّ فضموا العين وفتحوا الباء قال وحدثنا من نثوبه أن بعضهم يقول في بنى جَذِيمةَ جُذَمِّى فيضم الجيم ويُجْريه مُجْرى عُبَدِىّ وقالوا في بنى الحُبْلَى من الانصار حُبَلِىٌّ وقالوا في صَنْعاء صَنْعانِىّ وقالوا في شِتَاءٍ شَتَوِىٌّ وفي بَهراء قبيلة من قُضاعة بَهْرانِىّ وفي دَسْتَواءَ دَسْتَوانِىّ مثل بَحْرانِىّ وزعم الخليل رحمه‌الله أنهم كأنهم بَنُوا البَحْر على فَعْلان وانما كان القياس أن يقولوا تحرّى وقالوا في الافُق أَفَقىّ ومن العرب من يقول أُفُقىّ فهو على القياس وقالوا في حَرُورَاءَ وهو موضع حَرُورِىّ وفي جَلُولاءَ جَلُولِىّ كما قالوا في خُرَاسَانَ خُرْسِىّ وخُراسَانِىّ أكثر وخُرَاسِىّ لغة وقال بعضهم إبِلٌ حَمَضِيَّةٌ اذا أكلتِ الحَمْضَ وحَمْضِيَّة أجود وأقيس وأكثر في كلامهم وقد يقال بعير حامِضٌ وعاضِهٌ اذا أكل العِضاهَ وهو ضَرْب من الشجر وقال بعضهم خَرْفِىّ أضافَ الى الخَرِيفِ وحَذَفَ الياء والخَرْفِىُّ في كلامهم أكثر من الخَرِيفِىّ إما أضافه الى الخَرْفِ واما بنَى الخَرِيفَ على فَعْلٍ وقالوا إبِلٌ طُلَاحِيَّة ـ اذا أَكَلَتِ الطَّلْح وقالوا في عِضَاهىّ في قول من جَعَل الواحدةَ عِضَاهةً مثلُ قَتادةٍ وقَتَاد والعِضاهةُ بكسر العين على القياس فأما من جعل جميعَ العِضةِ عِضَوَاتٍ وجعل الذى ذَهَبَ الواوَ فانه يقول عِضَوِىّ وأما من جعلة بمنزلة المياه وجعل الواحدة عِضاهَةً قال عِضاهىّ قال وسمعنا من العرب أَمَوِىّ فهذه الفتحة كالضمة في السَّهْل اذا قالوا سُهْلِىٌّ وقالوا رَوْحانِىٌّ في الرَّوْحاءِ ومنهم من يقول رَوحاوىّ كما قال بعضهم بَهْراوى حدثنا بذلك يونس ورَوْحاوِىَ أكثر من بَهْراوِىّ وقالوا في القُفِّ قفِىٌّ* قال الفارسى* هكذا وقع فى بعض النسخ والذى قرأته على أبى بكر بن السَّرِىِّ في هذا الباب من كتاب سيبويه في القِفَافِ قُفِىٌّ فقِفافٌ على هذا اسم للواحد فاما أن يكون أضاف الى رجل يسمى كذلك

٢٣٧

ولا يجوز أن يكون عَنَى بالقِفَافِ جمعَ قُفٍّ لان هذا انما يضاف اليه قُفِّىّ اذ هو جمع والجمع اذا أضيف اليه وقعت الاضافةُ الى واحده فان كان قُفِّىّ مضافا الى القِفَافِ وهو جمع فليس من المعدول الذى يجىء على غير قياس وقد أدخله هو في هذا القسم أعنى المعدولَ الذى يجىء على غير قياس فثبتَ أن القِفَافَ واحد فكان حكمه اذا نسب اليه أن يقال قِفَافِىّ كقولنا في الاضافة الى مِثَالٍ وكتاب مِثَالِىّ وكتابِىّ ولكنه شَذّ فهو على هذا من القسم الذى أومأ اليه سيبويه* قال سيبويه* وقالوا في الاضافة الى طُهيَّة طُهْوِىٌّ وقال بعضهم طُهَوِىّ على القياس كما قال الشاعر

بكُلِّ قُرَيْشِىٍّ اذا ما لَقِيتهُ

سَرِيعٍ الى دَاعِى النَّدَى والتَّكَرُّم

ومما جاء محدودا عن بنائه محذوفةً منه احدى الياءين ياءَىِ الاضافةِ قَولُك في الشأْم شآمٍ وفي تِهَامةَ تَهامٍ ومن كسر التاء قال تِهَامِىّ وفي اليَمَن يَمانٍ وزعم الخليل رحمه‌الله أنهم أَلْحقُوا هذه الالفاتِ عِوَضًا من ذهابِ احدى الياءين وكأنّ الذين حَذَفُوا الياء من ثَقِيف وأشباهه جعلوا الياءين عوضا منها* قال سيبويه* فقلتُ أَرأيتَ تِهامةَ أليس فيها الالفُ فقال انهم كَسَّرُوا الاسم على أنهم جعلوه فعَلِيّا أو فَعْلِيًّا فلما كان من شأنهم أن يحذفوا احدى الياءين ردوا الالف كانهم بنوه تَهَمىٌّ أو تَهْمىُّ فكانّ الذين قالوا تَهامٍ هذا البناءُ كان عندهم في الاصل وفَتْحُهم التاءَ في تِهامة حيث قالوا تَهامٍ يدلك على أنهم لم يَدَعُوا الاسمَ على بنائه ومنهم من يقول تَهامِىّ ويَمَانىّ وشَآمِىّ فهذا كبَحْرانىّ وأشباهه مما غُيِّر بناؤه في الاضافة وان شئتَ قلتَ يَمَنِىٌّ وزعم أبو الخَطَّاب أنه سمع من يقول فى الاضافة الى الملائكة والجن جميعا رُوحَانِىٌّ أضيف الى الرُّوح وللجميع رأيتُ رُوحانِيِّينَ وزعم أبو الخطاب أن العرب تقوله لكل شئ فيه الرُّوح من الناس والدواب والجن وزعم أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقول شَأمِى وجميع هذا اذا صار اسما في غير هذا الموضع فاضيف اليه جرى على القياس كما يجرى تحقير ليلة وإنسان ونحوهما اذا حوّلتهما فجعلتهما اسما علما واذا سميت رجلا زَبِينَةَ لم تقل زَبَانِىٌّ أو دَهْرًا لم تقل دُهْرِىٌّ ولكن تقول فى الاضافة اليه زَبَنِىٌّ ودَهْرِىّ* وأنا أشرح هذا العَقْد كُلَّه أما ما ذكر من النسبة الى هُذَيْلٍ هُذَلِىّ فهذا الباب لكثرته كالخارج عن الشذوذ وذلك خاصة في العرب الذين بتهامة وما يَقْرُب منها لانهم قد قالوا قُرَشِىّ وهُذَلِىّ وفي فُقَيْمِ كنانةَ فُقَمِىّ وفي مُلَيْح

٢٣٨

خُزاعةَ مُلَحِىّ وفي خُثَيْمٍ وقُرَيْم وجُرَيْب وهم من هُذَيْل قُرَمِىّ وخُثَمِىّ وجُرَبِىّ وهؤلاء كلهم متجاورون بتهامة وما يدانيها والعلة في حذف الياء أنه يجتمع ثلاث ياآت وكسرة اذا قالوا قُرَيْشِىٌّ فَعَدَلُوا الى الحذف لذلك وكذلك الكلام في ثَقَفِىّ وانما قال في فُقَيْمِ كنانةَ لان في بنى تميم فُقيْمَ بْنَ جَرِيرِ بنِ دارِم والنسبة اليه فُقَيْمِىّ وقال في مُلَيْح خُزاعةَ لان فى العرب مُلَيْح بنَ الهُونِ بنِ خُزَيْمة وفي السَّكونِ مُلَيْحَ بن عمرو بن رَبيعة وينبغى أن تكون النسبة اليهما مُلَيْحِىّ وهذا الشذوذ يجىء على ضروب منها العدُول عن خفيف الى ما هو أخف منه ومنها الفرق بين نسبتين الى لفظ واحد ومنها التشبيه بشئ في معناه فاما قولهم زَبَانِىٌّ في زَبينةَ فكان القياس فيه زَبَنىّ بحذف الياء غير أنهم كرهوا حذفها لتوفية الكلمة حروفَها وكرهوا الاستثقال أيضا فأبدلوا من الياء ألفا وأما النسبة الى طَيِّئٍ فكان القياس فيه طَيْئِىٌّ كما ينسب الى ميْتٍ مَيْتِىّ والى هَيْنٍ هَيْنِىٌّ فكرهوا اجتماع ثلاث ياآت بينها همزة والهمزة من مخرج الالف وهى تناسب الياء وهى مع ذلك مكسورة فقلبوا الياء ألفا ويجوز أن يكون نسبوا الى ما اشتق منه ذكر بعض النحويين أن طَيِئًا مشتق من الطَّاءة والطَّاءةُ بُعْدُ الذهاب في الارض وفي المَرْعَى ويروى أن الحَجَّاج قال لصاحب خيله أَبْغِنى فرسا بَعِيدَ الطاءة وفي بعض الاخبار «فكيف بكم اذا انْطاءَتِ الاسْعار» أى اذا عَلَتْ وبَعُدَتْ عن المشترين وأما قولهم في العالية عُلْوِىٌّ فانما نسبوا الى العُلْوِ لانه في معنى العالية والعالية بقرب المدينة مواضع مرتفعة على غيرها والعُلْوُ المكان العالى ويجوز أن يكون أرادوا الفرق بين النسبة اليها والنسبة الى امرأة تسمى بالعالية واذا نسب الى العالية على القياس قيل عالِىٌّ أو عالَوِى وأما قولهم في البادية بَدَوِىّ فنسبوا الى بَدًا وهو مصدر والفعل منه بدا يَبْدُو اذا أتى البادية وفيها ما يقال له بَدا قال الشاعر

وأنتِ الَّتِى حَبَّبْتِ شَغْبًا الى بَدًا

إلَىَّ وأوْطانِى بلادٌ سِواهما

والنسبة اليها على القياس بادِىّ أو بادَوِىّ وقالوا في البَصْرة بِصْرِىّ والقياس بَصْرِىّ وانما كسروا الباء فمن الناس من يقول نسبوه الى بِصْرِ وهى حجارة بيض تكون في الموضع الذى سمى بالبَصْرة فانما نسبوه الى ما فيها قال الشاعر

٢٣٩

انْ تَكُ جُلمُودَ بِصْرٍ لا أُؤيسُه

أُوقِدْ عليه فأُحْمِيهِ فيَنْصَدِعُ

وبعض النحويين قال كسروا الباء اتباعا لكسرة الراء لان الحاجز بينهما ساكن وهو غير حصين كما قالوا مِنْتِنٌ ومِنْخِرٌ والاصل مَنْخِرٌ فكسروا الميم لكسرة الخاء وقولُهم في السَّهْل سُهْلِىّ وفي الدَّهر دُهْرِىّ قال فيه بعض النحويين غُيْرِ للفرق وذلك أن الدَّهْرىّ هو الذى يقول بالدَّهْر من أهل الالحاد والدُّهْرِىُّ هو الرجل المُسِنُّ الذى أتت عليه الدُّهُورُ والسُّهْلِىّ هو الرجل المنسوب الى السَّهْل الذى هو خلاف الجَبل والسَّهْلِىّ هو الرجل المنسوب الى سَهْلٍ اسم رجل وحَىٌّ من بنى عَدِىّ يقال لهم بنو عَبِيدة ينسب اليهم عُبَدِىّ كانهم أرادوا الفرق بينهم وبين عَبِيدةَ من قوم أُخَر وكذلك بنو الحُبْلَى من الانصار ومن ولده عبدُ الله بنُ أُبَىِّ بْنِ سَلُول رأس المنافقين يقال في النسبة اليه حُبَلىّ للفرق بينه وبين آخَرَ وانما قيل له الحُبْلَى لعظم بطنه وليس اسمُه بالحُبْلَى وقالوا في جَذِيمةَ جُذَمِىّ لان في العرب جماعة اسمهم جَذِيمةُ ففى قريش جَذيمةُ بن مالك بن حِسْلٍ بن عامر بن لُؤَىّ وفي خُزَاعة جَذِيمةُ وهو المُصْطَلِق وفي الازْدِ جَذِيمةُ بنُ زُهْران بنِ الحُجْر بنِ عِمْران وأما قولُهم في صَنْعاء صَنْعانِىّ وفي بَهْراء بَهْرَانِىّ وفي دَسْتَواءَ دَسْتَوانِىّ فان الالف والنون تجرى مجرى ألفى التأنيث وقالوا في شِتَاءٍ شَتْوِىٌّ كانهم نسبوء الى شَتْوَةٍ* قال أبو سعيد* قال بعض أصحابنا انه ليس بشاذلان شِتَاءً جمعُ شَتْوة كقولنا صَحْفة وصِحاف واذا نسب الى جمع فحقه أن ينسب الى واحدة فنسب الى شَنْوة لذلك وهو قياس مطرد وأما النسبة الى البَحْر بَحْرَانِىّ فالقياس أن تحذف علامة التأنيث في النسبة كما تحذف هاء التأنيث غير أنهم كرهوا اللَّبْسَ ففرقوا بين النسبة الى البحر والبَحْرَيْنِ وبَنُوا البَحْرَيْن لما سَمَّوْا به على مثال سَعْدانَ وسَكْرانَ ونَسَبُوا اليه على ذلك وقولهم في النسبة الى الافُقِ أَفَقِىٌّ فلانٌ فُعْلاً وفَعَلاً يجتمعان كثيرا وأما قولهم في ثَقِيفٍ ثَقَفِىٌّ وفي سُلَيْمٍ سُلَمِىٌّ فتَغْييرُه لما يلزم آخره الكسرة وهو الفاء من ثَقيف والميم من سُليم فاذا فعلنا ذلك اجتمع ياء النسبة والكسرة التى قبلها اللازمة وياء فَعِيلٍ وفُعَيْلٍ وكل ذلك جنس واحد فحذفوا الياء التى في فَعِيلٍ وفُعَيْل استثقالا وان كان القياسُ عند سيبويه اثباتَها فيقال قُرَيْشِىّ وسُلَيْمِىّ فاذا كان في آخره هاء التأنيث وجب حذفها ثم لزم الكسرة للحرف الذى قبل ياء النسبة فصار ما فيه يلزمه تغيير حركة وحذف حرف فكان ذلك داعيا الى لزوم حذف الياء لان الكلمة كلما ازداد

٢٤٠