المخصّص - ج ١٣

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]

المخصّص - ج ١٣

المؤلف:

أبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي [ ابن سيده ]


الموضوع : اللغة والبلاغة
المطبعة: المطبعة الاميرية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٤

التغيير لها كان الحذف لها ألزم فيما يستثقل منها وان ساواها في الاستثقال غيرها مما لا يلزم فيه تغيير كتغييرها وجعل سيبويه فَعُولة في التغيير بمنزلة فَعِيلة فأسقط الواو كما أسقط الياء وفتح عَيْنَ الفعل المضمومةَ وذهب في ذلك الى أن العرب قالت في النسبة الى شَنُوءَةَ شَنَئِىٌّ وتقديره شَنُوعة وشَنَعِى وكان أبو العباس المبرد يَرُدُّ القياس على هذا ويقول شَنَئىٌّ من شاذ النسبة الذى لا يقاس عليه واحتج في ذلك بأشياء يفرق بها بين الواو والياء فمن ذلك أنه لا خلاف بينهم أنك تَنْسُب الى عَدِىّ عَدَوِىّ والى عَدُوٍّ عَدُوِّىٌّ ففصلوا بين الياء والواو ولم يغيروا في الواو ومن ذلك أنهم يقولون في النسبة الى سَمُرةٍ وسَمُرٍ سَمُرِىّ والى نَمِرٍ نَمَرِىٌّ فغيروا في نمر من أجل الكسرة ولم يغيروا في سَمُرٍ لانهم انما استثقلوا اجتماعَ الياآت والكسرات فلما خالفت الضمة الكسرة في نَمِرٍ وسَمُر والياءُ الواو في عَدِىٍّ وعَدُوٍّ وجب أن يُخَالِفَ الياءُ في فَعيلة الواوَ في فَعُولة وقد شذ من هذا الباب ما جاء على الأصل ذكر سيبويه أنهم قالوا في سَلِيمة سَلِيمِىٌّ وفي عَمِيرةِ كَلْبٍ عَمِيرِىّ وفي خُرَيْبةَ خُرَيْبِىٌّ وقالوا سَلِيقِىّ للرجل يكون من أهل السَّليقةِ وهو الذى يتكلم باصل طَبْعه ولغته ويقرأ القرآن كذلك وأظُنُّه من الاعْراب الذين لا يقرؤن على سُنَّة ما يقرؤه القُرَّاء وعلى طَبْعِ القُرَّاء ويقرأ على طبع لغته وقد جاء أيضا رِماحٌ رُدَيْنِيَّة واذا كان أيضا فَعِيلة أو فَعيل أو فُعَيْل عينُ الفعل فيه ولامُه من جنس واحد وكان عينُ الفعل واوا لم يحذفوا كقولك في النسب الى شَدِيدةٍ أو جَلِيلةٍ شَدِيدِىٌّ وجَلِيلِىٌّ والى بَنِى طَوِيلة طَوِيلِىٌّ لانك لو حذفتَ الياء وجب أن تقول شَدَدِىٌّ فيجتمع حرفان من جنس واحد وذلك يستثقل ولو قلتَ طَوَلِىُّ لصارت الواو على لفظ ما يُوجِب قلبَها ألفالان فعَل اذا كان عين الفعل منه واوا وجب قلبها ألفا فكان يلزم أن يقال طالِىٌّ وقد قالت العرب في بنى حُوَيْزةَ حُوَيْزِىٌّ وهم من تَيْمِ الرَّبابِ قبيلةٍ مشهورة* وليست قوانينُ النَّسَب مما نَعْتَرِضُه في كتابنا هذا غير أنى أَذْكُرُ منه ما شَذّ كنحو ما قَدَّمْتُ وآخُذُ بعد ذلك فيما شابه اللغةَ منه على حسب الاحتياج اليه فأذكر النسبَ الى الاسمين اللذين يجعلان اسما واحدا والنسبَ الى المضاف والى الحكاية والى الجماعة* فمما شذ مما لم يذكره سيبويه قولهم في النسب الى الرَّىِّ رازىّ والى مَرْوَ مَرْوَزِىّ والى درَا بِجِرْدَ دَرا وَرْدِىّ والى العظيمِ الفَخِذِ فُحاذِىّ والى عظيم الرأس رُؤَاسِىٌّ والى الجُمَّةُ جُمَّانِى والى الرَّقَبةِ رَقَبانِىّ

٢٤١

والى الانْفِ أُنافِى والى اللّحْية لِحْيانىِّ والى العَضُدِ عُضَادِىّ وعَضَادِىّ والى الايْدِى أَيادِىّ وقد حكى بعض اللغويين أن الاضافةَ الى عِظَمِ كل عضو على هذا مُطَّرد أعنى فُعَاليّا وقالوا فى النسب الى البَلْغَمِ بَلْغَمانِىّ وحكى أبو عبيد الى لَحْىٍ لَحَوِىّ والى الغَزْوِ غزَوِىٌّ قال وقال اليَزِيدِىُّ سألنى والكسائى المَهْدىُّ عن النسبة الى البَحْرَيْنِ والى حِصْنَينِ لم قالوا حِصْنِىّ وبَحْرَانِىٌّ فقال الكسائى كرهوا أن يقولوا حِصْنانِىّ لاجتماع النونين وقلت أنا كرهوا أن يقولوا بَحْرِىّ لئلا يُشْبِهَ النسبةَ الى البَحْر قال ونَسُبوا القصيدةَ التِى قَوافيها على الياء ياوِيَّة وعلى التاء تاوِيَّة والى ماءٍ قلتَ ماوِىٌّ وينسب الى ذِرْوة ذَرَوِىٌّ والى بنى لِحْيَةِ لَحوىّ وأدخلَ هو في هذا الباب النسبَ الى أَعْمى وأَعْشَى أَعْمَوِىّ وأَعْشَوِىّ وقال في كِسْرَى كِسْرِىٌّ وكِسْرَوِىّ وفي مُعَلًّى مُعَلَّوِىّ* قال أبو على* رجل مَنْظَرانِىّ ومَخْبَرانِىّ وكَوْكبٌ دِرِّىٌّ بالكسر ودَرِّىٌّ بالفتح يجوز أن يكون منسوبا الى الدُّرِّ فيكون من شاذ النسب* صاحب العين* الانسانُ قِبْطِىٌّ والثوبُ قُبْطىٌ

باب الاضافة الى الاسمين اللذين ضم أحدهما

الى الآخر فجعلا اسما واحدا

نحو مَعْدِيكَرِبَ وخَمْسَةَ عَشَر وبَعْلَبَكَّ وما أشبهه كان الخليلُ يقول ينسب الى الاول منهما لانه جعل الثانى كالهاء فيقول في حَضْرَمَوْتَ حَضْرِىّ وفي خَمْسةَ عَشَر خَمْسِىّ وفي معديكرب مَعْدِىّ ولم يكن اجتماعُ الاسمين موجبا أنهما قد صُيِّرا اسما واحدا فى التحقيق كما صُيِّر عَنْتَرِيسٌ وعَيْطَمُوسٌ وما أشبه ذلك مع الزيادة اسما واحدا فيه زيادة كما لم يكن المضاف اليه زيادة في المضاف كما يزاد في الاسم بعضُ الحروف ألا ترى أنه قد قيل أَيادِى سَبَا وليس في الاسماء اسم على ثمانية أحرف وقالوا شَغَرَ بَغَرَ وليس في الاسماء اسم سُداسىٌّ توالتْ فيه ست حركات وكذلك المضاف نحو صاحِب جعفرٍ وقَدَمِ عُمَر وربما ركَّبُوا من حروف الاسمين اسما ينسبون اليه قالوا حَضْرَمِىّ كما ركبوا فى المضاف فقالوا في عَبْد الدارِ وعَبْدِ القَيْس عَبْدَرِىّ وعَبْقَسِىّ وقد جاءت النسبة اليهما جميعا منفردين قال الشاعر

٢٤٢

تَزَوّجْتُها رامِيَّةً هُرْمُزِيَّةً

بفَضْلِ الَّذِى أَعْطَى الامِيرُ من الرِّزقِ

نَسَبها الى رامَ هُرْمُز وكان الجَرْمِىُّ يُجيز النسبةَ الى أَيِّهما شئتَ فيقول في بَعْلَبَكَّ بَعْلِىٌّ وان شئتَ بَكِىٌّ وفي حَضْرَمَوْتَ ان شئتَ حَضْرِىّ وان شئتَ مَوْتِىٌّ* قال سيبويه* وسألته يعنى الخليلَ عن الاضافة الى رجل اسمه اثنا عشر فقال ثَنَوِىٌّ في قول من قال بَنَوِىٌّ في ابْنٍ وان شئتَ قلتَ اثْنِىٌّ في اثْنَيْن كما قلتَ ابْنِىٌّ فتشبه عشر بالنون كما شبهت عشر في خمسة عشر بالهاء يريد أن قولنا اثنا عشر قد وقعتْ عشر موقع النون من اثنانِ واثنان اذا نسب اليهما وجب حذفُ الألف والنون كما يُحْذَف في النسب الى رَجُلَانِ فلذلك قلتَ اثْنِىٌّ وثَنَوِىٌّ وأما اثنا عشر التى للعدد فلا تضافُ ولا يضاف اليها فأما اضافتها فلأنك لو أضفتها وجب أن تحذف عشر لان محل عشر محل نون الاثنين واذا أضفنا الاثنين الى شئ حذفناه كقولك غلاماك وثَوْباك ولو أضفنا وجب أن يقال اثْناكَ كما يقال ثوباك ولو فعلنا ذلك لم يُعْرف أنك أضفت اليه اثنين أو اثنى عشر وأما الاضافة اليها وهو يعنى النسبة فَلانك لو نسبتَ اليها وجب أن تقول اثْنِىٌّ أو ثَنَوِىٌّ فكان لا يُعْرَفُ هل نسبتَ الى اثنين أو اثْنَىْ عَشر فان قال قائل فقد أَجَزْتُم النسبةَ الى رجل اسمه اثنا عشر فقلتم ثَنَوِىّ أو اثْنِىٌّ ويجوز أن يلتبس بالنسبة الى رجل اسمه اثنان فالفرق بينهما أنّ الاسماء الاعلامَ ليست تقع لمعان في المُسَمَّيْنَ فيكون التباسهما يوقع فصلا بين معنيين وقد يقع في المنسوب اليه تغيير لا يُحْفَل به لعِلْم المخاطبِ بما ينسب اليه كقولنا في رَبِيعة رَبَعِىٌّ وفي حنيفة حَنَفِىّ وان كنا نجيز أن يكون في الاسماء حَنَفٌ ورَبَعٌ لِعِلْم المخاطب بما ينسب اليه ولان اللبس يَبْعُد في ذلك واثنا عَشَرَ واثنانِ كثيرانِ في العدد فالنسبة الى أحدهما بلفظ الآخر يُوقِع اللَّبْسَ وقد أجاز أبو حاتم السِّجِسْتانى في مثل هذا النسبةَ اليهما متفردين لئلا يقع لبس فقال ثوب أَحَدِىٌّ عَشْرِىُّ وإحْدَوِىٌّ عَشْرِىٌّ اذا نسبتَ الى ثوب طوله احدى عشرة ذراعا وعلى لغة من يقول احدى عَشِرة يقول إحْدَوِىٌّ عَشَرِىٌّ كما تقول في نَمِرٍ نَمَرِىٌّ وقال في النسبة الى اثْنَىْ عَشَرَ كذلك اثْنِىٌّ عَشَرِىٌّ أو ثَنَوِىٌّ عَشَرِىٌّ وكذلك القياس الى سائر ذلك

باب الاضافة الى المضاف من الاسماء

اعلم أن القياس في هذا الباب أن يضاف الى الاسم الاول منهما لان الاسم الثانى بمنزلة تمام

٢٤٣

الاول وواقعا موقع التنوين منه ولا تجوز النسبة اليهما جميعا فتُلحِقُ علامةَ النسبة الاسم الثانى والاولُ مضافٌ اليه لانه اذا فُعِلَ ذلك بَقَّيْنا الاضافةَ على حالها وأعربنا الاسم الاول بما يستحقه من الاعراب وخفضنا الثانى على كل حال باضافة الاول اليه فكان يلزمنا اذا نسبنا الى رجل يقال له غلام زيد هذا غلامُ زَيْدِىٍّ ورأيتُ غلامَ زَيْدِىٍّ ومررتُ بغُلامِ زَيْدِىّ فيصير كانا نسبنا الى زيد وحده ثم أضفنا غلام اليه كما نضيف غلام الى بِصْرِىٍّ فتقول هذا غلامُ بِصْرِىّ ورأيت غلام بصرى وليس ذلك القصدَ في النسبة الى المضافِ لان هذا نسبة الى المضاف اليه وانما قصدنا النسبة الى المضاف والمضافُ اليه بعضُه وأيضا فلو نسبنا الى الثانى وأدخلنا الاعراب عليه لَدَخَلَ في الاسم اعرابان اذا قلنا هذا غلامُ زيدىّ لان الغلام في حال الاضافة عامل فيما بعده ويعمل فيه ما قبله فيستحيل أيضا ذلك لان اضافته الى ما بعده توجب اعرابَه بالعوامل التى تدخل عليه وتوجب خفضَ ما بعده باضافته اليه فكان الذى يستحق الخفض منهما بالاضافة يعرب بالرفع والنصب ولو نسبنا الى الاول ثم أضفناه لَتَعَلَّلَ المعنى لانا لو قلنا غُلَامِىُّ زَيْدٍ ونحن نريد الاضافة الى غلام زيد فقلنا غُلَامِىٌّ فقد نسبنا الى الغلام وأضفنا المنسوبَ الى زيد والمنسوب الى الغلام غير الغلام فأضفنا غير الغلام الى زيد وليس ذلك معنى الكلام فوجب اضافته الى الاول على كل حال فيما أوجبه القياس الا أن يَعْرِضَ لَبْسٌ يوجب الاضافة الى الثانى لطلب البيان فمما أضيف الى الاول قولُهم في عَبْد القَيْسِ عَبْدِىٌّ وفي امرئِ القيس مَرَئىٌّ ومما أضيف الى الثانى من أجل اللبس ما كان يعرف من الاسماء بابن فلان وبابى فلان فاما ابن فلان فقولك في النسب الى ابنِ كُرَاعَ كُرَاعِىٌّ والى ابن مسلم مُسْلِمىّ وقالوا في النَّسَبِ الى أبى بَكْر بْنِ كِلَابٍ بَكْرِىّ وقالوا في ابن دَعْلَج دَعْلَجِىٌّ وانما صار كذلك في ابن فلان وأبى فلان لان الكُنَى كُلَّها مشتقة متشابهة في الاسم المضاف ومختلفة في المضاف اليه وباختلاف المضاف اليه يتميز بعض من بعض كقولنا أبو زيد وأبو جعفر وأبو مسلم وما جرى مجراه فلو أضفنا الى الاول لصارت النسبة فيه كله أَبَوِىٌّ ولم يُعْرف بعضٌ من بعض وكذلك في الابن لو نسبنا الى الاول فقلنا ابْنِىٌّ وقع اللبس فعدلوا الى الثانى من أجل ذلك وكان المبرد يقول ان ما كان من المضاف يعرف أوّل الاسمين منه بالثانى وكان الثانى معروفا فالقياس اضافته الى الثانى نحو ابن الزبير وابن كُراع وما كان الثانى منه غير معروف فالقياس الاضافة الى الاول مثل عبد القيس

٢٤٤

وامرئ القيس لان القَيْسَ ليس بشئ معروف معين يُضاف عَبْدٌ وامْرُؤٌ اليه* قال أبو سعيد* يلزمه في الكُنَى أن يضيف الى الاوّل لان الثانى غير معروف بعين كابِى مُسْلمٍ وأبى بكر وأبى جعفر وليست الاسماءُ المضافُ اليها أبو باسماء معروفة مقصود لها ولا كُنَى الناسِ موضوعةً على ذلك لان الانسان قد يُكَنَّى ولا ولد له ولو أضافوا الى الاول لوقع اللبس على ما ذكرتُ لك فالاصل أن يضاف الى الاوّل فيه كلِّه وما أضيف الى الثانى منه فلِلَّبْسِ الواقع وربما ركبوا من حروف المضافِ والمضافِ اليه مما يَنْسُبُون اليه كقولهم عَبْشَمِىّ وعَبْدَرِىّ وهذا ليس بالقياس كما أن عُلْوِىّ وزَبَانِىٌّ ليس بقياس واحتج سيبويه للاضافة الى الثانى بعد أن قدم أن القياس الاضافة الى الاول فقال وأماما يحذف منه الاول فنحو ابن كُراع وابن الزبير تقول كُراعِىٌّ وزُبَيْرِىّ تجعل ياءى الاضافة فى الاسم الذى صار به الاول معرفة فهو أبين وأشهر ولا يخرج الاول من أن يكون المُضَافُونَ أُضِيفُوا اليه وأما قولهم في النسبة الى عبد مناف مَنَافِىّ فهو على مذهب ابن فلان وأبى فلان لما كثر عبد مضافا الى ما بعده كعبد القيس وعبد مناف وعبد الدار وغير ذلك أضافوا الى الثانى مخافة اللبس

هذا باب الاضافة الى الحكاية

وذلك قولك في تأبّطَ شَرًّا تأبَّطِى قال وسمعنا من العرب من يقولِ كُونِىٌّ حيث أضافوا الى كنتُ وقال أبو عمر الجَرْمى يقول قومٌ كُنْتِىٌّ في الاضافة الى كنتُ قال ان قال قائل لم أضافوا الى الجملة والجملة لا يدخلها تثنية ولا جمع ولا اضافة ولا اعراب ولا تُضافُ الى المتكلم ولا الى غيره ولا تصغر ولا تجمع فكيف خُصَّت النسبةُ بذلك قيل له انما خصت النسبة بذلك لان المنسوب غير المنسوب اليه ألا ترى أن البصرى غير البصرة والكوفىّ غير الكوفة والتثنية والجمع والاضافة الى الاسم المجرور والتصغير ليس يخرج الاسم عن حاله فلما كان كذلك وكان المنسوب قد ينسب الى بعض حروف المنسوب اليه نسبوا الى بعض حروف الجملة وأما قولهم في كنتُ كُونِىٌّ فلانه حذف التاء التى هى الفاعل ونسب الى كُنْ وكانت الواو سقطت لاجتماع الساكنين النون والواو فلما احتاج الى كسر النون لدخول ياء النسبة

٢٤٥

ردّ الواو والذى قال كُنْتِىٌّ شبهه باسم واحد لما اختلط الفاعلُ بالفعل وربما قالوا كُنْتُنِىٌّ كانه زاد النون ليَسْلَم لفظُ كنتُ أنشد ثعلب

وما أنا كُنْتِىٌّ وما أنا عاجِنٌ

وشَرُّ الرجالِ الكُنْتنِىُّ وعاجِنُ

هذا باب الاضافة الى الجميع

اعلم أنك اذا أضفت الى جميع فانك توقع الاضافة على واحده الذى كسِّر عليه ليُفْرَقَ بين ما كان اسما لشئ واحد وبينه اذا لم تُرِدْ به الا الجمع وذلك قولك في رجل من القبائل قَبَلِىّ وللمرأة قَبَلِيَّة لانك رَدَدْتَها الى واحد القبائل وهو قبيلة وكذلك اذا نسبت الى الفرائض تقول فَرَضِىٌّ تَرُدُّها الى الفريضة والى المساجدِ مَسْجِدِىّ والى الجُمَع جُمْعِىّ وقالوا في أبناء فارِسَ بَنَوِىّ وفي الرِّبَابِ رُبِّىّ لان الرِّبابَ جِماعٌ واحدتُه رُبَّةٌ والرُّبَّةُ الفِرْقَةُ من الناسِ وانما الرِبَابُ اسم لقبائلَ وكلُّ قبيلةٍ منهم رُبَّةٌ وربما أضيف الى الرِّبابِ تجعلُ هذه القبائل باجْتِماعِهم كشئ واحدٍ وان أَضَفْتَ الى عُرَفاء قلت عَرِيفِىٌّ لان الواحد عَرِيفٌ وانما اختاروا النسب الى الواحد لان المنسوب مُلَابِسٌ لواحد واحد من الجماعة ولفظ الواحد أخف فنسبوه الى الواحد وزعم الخليل أن نحو ذلك قولهم في المَسامِعةِ مِسْمَعىّ والمَهالبةِ مُهَلَّبىِّ لان المَسامعة والمَهالبة جمع فتردّه الى الواحد والواحد مِسْمَعىّ ومُهَلَّبىّ فاذا نسبتَ الى الواحد حذفت ياء النسبة ثم أحدثْتَ ياء للنسبة وان شئت قلت واحدُ المَهالبة والمَسامعة مُهَلَّب ومِسْمَع فاضفتَ اليه* وقال أبو عبيدة* قد قالوا في الاضافةِ الى العَبَلاتِ وهم حَىٌّ من قُرَيْشٍ عَبْلِىٌّ قال أبو على العَبَلاتُ من بنى عبد شمس وهم أُمَيَّةُ الاصغر وعَبْدُ أُمَيَّة ونَوْفَلٌ وأُمُّهم عَبْلة بنتُ عُبَيْدٍ من بنى تميم من البَراجِم فنسب الى الواحدِ وهو أُمُّهم عَبْلة وانما قيل لهم عَبَلاتٌ لان كل واحد منهم سُمى باسم أمه ثم جُمِعُوا واذا كان الجمع الذى ينسب اليه لا واحد له من لفظه مستعمل نسب الى الجمع تقول في النسبة الى نَفَرٍ نَفَرِىّ والى رَهْط رَهْطِىٌّ لانه اسم للجمع ولا واحد له من لفظه ولو قال قائل انْسُبْ الى رجل لان واحد الرهط والنفر رجل لقيل ان جاز أن تقول رَجُلِىٌّ لانه واحدُ النَّفَر وان لم يكن من لفظه لجاز أن تقولَ في النسبة الى الجمع

٢٤٦

واحِدِىٌّ وليس يقول هذا أحدٌ وتقول في الاضافة الى أُناسٍ أُناسِىٌّ ومنهم من يقول إنْسانِىّ أما من يقول انسانِىّ فانه يجعل أُناسًا جمعَ انْسانٍ كما قالوا في تَوْأَمٍ تُؤَامٌ وفي ظِئْر ظُؤَارٌ وفي فَرِيرٍ فُرارٌ وسأذكر هذا في موضعه من الجمع وأما من قال أُناسِىٌّ فانه جعله اسما للجميع ولم يجعله مُكَسَّرا له إنسانٌ فصار بمنزلة نَفَرٍ وهذا هو الاجود عندهم* وقال أبو زيد* النسب الى مَحاسِنَ مَحاسِنِىٌّ وعلى قياس قوله النسبُ الى مَشَابِهَ مَشَابِهِىّ والى مَلَامِحَ مَلَامِحِىّ والى مَذَاكِيرَ مَذَاكِيرىّ وكذلك كل جمع لم يستعمل واحدُه على اللفظ الذى يقتضيه الجمعُ لان هذه الجموع في أوّلها ميماتٌ وليس في واحدها ميم ولا يقال مَحْسَنٌ ولا مَشْبَهٌ ولا مَلْمَحةٌ ولا مِذْكارٌ وتقول في الاضافة الى نِسَاءٍ نِسْوِىٌّ لانّ نِساءً جمع مكسر لِنسْوة ونِسْوة جمع غير مُكَسَّر لامرأة وانما هى اسم للجمع وكذلك لو أضفتَ الى أنْفارٍ لقلتَ نَفَرِىٌّ لان أنفارا جمع لنَفَر مُكَسَّر كما قلت في الانْباطِ نَبَطِىٌّ وان أضفتَ الى عَبادِيدَ قلتَ عَبادِيدِىٌّ لانه ليس له واحد يلفظ به وواحدُه في القياس يكون على فُعْلُولٍ أو فِعْلِيلٍ أو فِعْلال أو نحو ذلك فاذا لم يكن له واحد يلفظ به لم يُجَاوَزْ لفظُه حتى يُعْلم ذلك الواحدُ بعينه فيُنْسبَ اليه قال سيبويه وتكون النسبة اليه على لفظه أقوى من أن أُحْدِثَ شيئا لم تَكَلَّم به العرب* قال سيبويه* وتقول في الاعْراب أَعرابىٌّ لانه ليس له واحد على هذا المعنى ألا ترى أنك تقول العَرَبُ فلا يكون على ذلك المعنى فهذا يُقَوِّيه يعنى أن العَرَب من كان من هذا القبيل من الحاضرِة والباديةِ والاعْرابُ انما هم يسكنون البَدْوَ من قبائل العرب فلم يكن معنى الأعراب معنى العَرَب فيكون جمعا للعَرَب فلذلك نُسب الى الجمع* قال الفارسى* لو قلتَ في النسب الى أعرابٍ عَرَبِىٌّ زدتَ الاسم عموما واذا جاء لفظ الجمع المكسر اسما لواحد نسب الى لفظه ولم يغير قالوا في أَنْمارٍ أَنْمَارِىٌّ لانه اسم رجل وقالوا في كِلَاب كِلَابىٌّ لانه رجل بعينه ولو سميتَ رجلا ضَرَباتٍ لقلتَ ضَربِىٌّ لا تغير المتحرك لانك لا تريد أن توقع الاضافة على الواحد يريد أن الرجل الذى اسمه ضَرَبات لا يُرَدُّ الى الواحد لانه جمع سمى به واحد فلا يراعى واحدُ ذلك الجمع بل يضاف الى لفظه واذا أضفنا الى لفظه حذفنا الالف والتاء والراء مفتوحة فنسبنا اليه وأما قولنا في العَبَلاتِ عَبْلِىّ فهم جماعة واحدهم عَبْلة على ما ذكرته ومثلُ ذلك قولهم مَدَائِنىٌّ لانه اسم بلد بعينه وقالوا في الضِّبابِ ضِبَابِىٌّ لانه

٢٤٧

رجل بعينه وقالوا في مَعافِرَ مَعافِرِىّ وهو فيما يزعمون مَعَافِرُ بنُ مُرٍّ أخو تَميم بن مُرّ وقالوا في الانصار أنصارىّ لان هذا اللفظ وقع لجماعتهم ولا يستعمل منه واحد يكون هذا تكسيره وقالوا في قبائل من بنى سَعْدِ بن زيد مناة بن تميم أَبْناءٌ والنسبة اليهم أَبْناوِىٌّ كانهم جعلوه اسم الحَىِّ والحَىُّ كالبلد وهو واحد يقع على الجميع قال أبو سعيد والابناءُ من بنى سَعْدٍ على ما أخبرنا أبو محمد السُّكَّرى عن على بن عبد العزيز عن أبى عبيد أن الابْناءَ هم وَلَدُ سَعْدٍ الا كَعْبًا وعمرا وقال على بن عبد العزيز عن أبى اسحق العباسى وكان أمير مكة وعالما بانساب العرب ان الابناء هم خمسة من بنى سَعْد عَبْشَمْس ومالك وعَوْفٌ وعُوَافةُ وجُشَم وسائرُ ولدِ سعْد لا يقال لهم الابناءُ ووَلَدُ سعد نحو العشرة

أبواب النفى

النفىُ ضِدُّ الايجاب نَفَيْتُه نَفْيًا وأهل المنطق يسمونه سَلْبا* صاحب العين* الجُحُودُ نقيضُ الاقرار جَحَدَه يَجْعَده جَحْدًا وحروفُ السَّلْب لا وما وليس ولات في معناها عند سيبويه قال وعملها في الاخبار خاصة ولها اسمان عنده مرفوعٌ مضمر لا يظهر وخبر منصوب وهو لفظ الحين الذى يخصها والكوفيون يطردونها في العمل اطِّرادَ ليس فيُعملونها في جميع ما يُعملون فيه ليس والعملُ على هذا القول في المضمر والمظهر الا أنها لا تظهر فيها تثنية ولا جمع وسنبين حقيقة وضعها في أصل التذكير والتأنيث من هذا الكتاب

النفى في المواضع

* أبو عبيد* ما بالدارِ عَرِيبٌ الذكر والانثى في ذلك سواء* غيره* ما بها مُعْرِبٌ كذلك* أبو عبيد* ما بها دِبِّيجٌ قال أبو على هو من الدَّبْج وهو أرَقُّ ما يكون من النَّقْش وقد صحف من رواء بالحاء* أبو عبيد* ما بها طُورِىٌّ* غيره* ما بها هَلْبَسِيسٌ ـ أى أحد يُسْتَأْنَسُ به* ابن دريد* ولا طُورانِىّ* أبو عبيد* ولا دُورِىٌّ ولا دَبَّارٌ* ابن السكيت* ولا دَيُّور* اللحيانى* ما بها دارِىٌّ وحقيقةُ الدَّارِىِّ الذى لا يبرح منزله ولا يطلب مَعاشا فهو منسوب الى الدار* أبو عبيد* ولا وابِرٌ ولا نَافِخُ ضَرَمةٍ ولا صافِرٌ ولا أَرِيمٌ ولا أَرمٌ مثالُ فَعِلٍ* ابن السكيت* ما بها آرِمٌ

٢٤٨

مثال فاعِل وأَيْرَمِىٌّ وإرَمِىّ* أبو عبيد* مابها شَفْرٌ* ابن السكيت* شَفْرٌ وشُفْرٌ لغتان فاما شُفْر العين والفرج فبالضم لا غير* أبو عبيد* ما بها تَأْمُورٌ مهموز مثلُه ويقال أيضا ما في الرَّكِيَّة تأْمُورٌ يعنى الماءَ وهو قياس على الاول* ابن السكيت* ما بها تُؤْمُرِىّ وقال ما رأيتُ تُؤْمُرِيًّا أحسنَ منها للمرأة الجميلة أى لم أرَخَلْقا* اللحيانى* ما بها عائنٌ وما بها عائِنَةٌ* أبو عبيد* ما بها عائِنٌ ولا عَيْنٌ* ابن السكيت* ما بها عَيَنٌ والعَيَنُ ـ أهلُ الدارِ وأنشد

* تَشْرَبُ ما في وَطْبها قَبْلَ العَيَنْ*

غيره ما بها عَيَنٌ وعائنة* اللحيانى* ما بها عائِرةُ عيْنٍ وان له من المال عائرةَ عَيْنَيْن* أبو عبيد* ما بها دُعْوِىٌّ ولا دُبِىٌّ من الدُّعاء والدَّبِيبِ* ابن السكيت* ما بها طُوئِىٌّ ولا لاعِى قَرْوٍ وما بها طُؤَوِىٌّ وطَوَوِىٌّ* اللحيانى* ما بها طَاوِىٌّ غير مهموز* ابن السكيت* ما بها كَرَّابٌ ولا كَتِيعٌ ولا طَارِفٌ ولا انِيسٌ ـ أى ما بها أحد وما بها صَوَّاتٌ ولا داعٍ ولا مُجِيبٌ ولا مُعْرِبٌ ولا ناخِرٌ ولا نابِحٌ ولا ثَاغٍ ولا رَاغٍ* ابن دريد* ما بها نُمِّىٌّ قال سيبويه أما أَحَدٌ وكَرَّابٌ وأَرِمٌ وكِتيعٌ وعَرِيبٌ وما أشبه ذلك فلا يقَعْنَ واجباتٍ ولا حالا ولا استثناء ولا يستخرج بها نوع من الانواع فيَعْمَلُ ما قبله فيه عَمَلَ العشرين في الدرهم اذا قلت عشرون درهما ولكنهن يقعن في النقى مبنيا عليهن ومبنيةً على غيرهن فمن ثم تقول ما في الناسِ مِثْلُه أَحَدٌ حملت أحدا على ما حملت عليه مِثْلاً وكذلك ما مررت بمثلِك أحدٍ

النفى في الطعام

* أبو عبيد* ما ذُقْتُ أَكَالاً ـ ولا لَمَاجًا* ابن السكيت* ما تلَمَّجْنا بلَمَاج ولَمُوجٍ ولُمْجَةٍ وما تَلَمَّك عندنا بلَماكِ* أبو عبيد* ما ذُقْتُ شَمَاجًا ولا ذَوَاقًا ولا لَماقًا قال واللَّمَاقُ يصلح في الأكل والشُّرْب وأنشد

كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه

ولا يَشْفِى الحَوائمَ مِنْ لَماقِ

وقال ما عندنا عَضاضٌ ولا مَضَاغٌ ولا لَماظٌ ولا قَضَامٌ ـ أى ما يُعَضُّ عليه ويُمْضَغ ويُتَلَمَّظ

٢٤٩

ويُقْضَمُ* أبو زيد* ما لِلْحَىِّ قَضِيم ولا قُضْمَةٌ ـ اذا لم يكن لهم طعام* أبو عبيد* ما ذُقْتُ عَلُوسًا* ابن السكيت* ما عَلَسْنا عَلُوسًا ولا عَلَّسُوا ضيفَهم بشئ* صاحب العين* العَلُوسُ ـ الذَّوَاقُ* وقال* ما عَلَسْتُ عنده عَلْسًا* أبو عبيد* ما ذُقْتُ أَلُوسًا* ابن السكيت* ما لُسْنا عنده لَؤُوسًا ولا لَواسًا* أبو عبيد* ما ذُقْتُ عَدُوفًا ولا عُدَافًا ولا عَدُوفةً ولا عُذَافًا* ابن السكيت* ما زلتُ عاذِفًا وعادِبًا ـ اذا لم يأكل شيئا والعَذُوبُ ـ الذى لا يأكل ولا يشرب* أبو عبيد* ما ذقتُ عنده أَوْجَسَ ـ يعنى الطعامَ* ابن السكيت* ما ذُقْتُ لَوَاكًا ولا عَلَاكًا ولا عَلَاقًا ولا لَواقًا* ابن دريد* ما ذُقْتُ لَبَكَةً ولا حَبَكَةً وقالوا عَبَكَةً فاللَّبَكَةُ اللُّقْمةُ من الثريد والحَبَكَةُ ـ ما سَفِفْتَه من السَّوِيق وشِبْههِ والعَبَكَة ـ من العَبْكِ أى الخَلْطِ وقال ما ذُقْتُ عنده لحُسْنةً ولا لُعْقَةً ولا ذِفَافًا ـ أى شيئا* أبو عبيد* ما في رحله حُذَافةٌ ـ يعنى من الطعام وما في النِّحْىِ عَبَقَة ـ أى الرُّبُّ* ابن السكيت* ما في الوعاء خَرْبَصِيصةٌ ولا قُذَعْمِلَةٌ وما في الاناء زُبَالَة وكذلك في السِّقاء والبئر* ابن دريد* ما أصبتُ من فلان زُبالاً ولا زِبالاً ـ أى لم أُصِبْ منه طائلا وقال قومٌ من قَيْس يقولون اذا قيل له هل بقى عندك من طعامك شئ فيقول هَمْهَامِ ـ معناه لم يبقَ شئ* ابن السكيت* ما ثَملْتُ شرابى بشئ ـ معناه ما أكلت قبل أن أشرب طعاما وذلك يسمى الثَّمِيلة* غيره* ما في النِّحْى طَحَرةٌ ـ أى شئ

النفى في اللباس والحلى

* أبو عبيد* ما عليهِ فِرَاصٌ ولا جِدَّة ـ أى ثَوْب وما عليه طَحْرَبَةٌ وطُحْرُبَة وطَحْرِيةٌ بكسر الراء (١) يعنى من اللباس* ابن السكيت* ما عليه قِرْطَعْبَةٌ ـ أى قِطْعَةُ خِرْقةٍ* أبو عبيد* ما عليه قُرُطْعُبَةٌ ـ أى شئ* ابن دريد* قِرْطَعْبة وقُرَطْعَبَةٌ* ابن السكيت* ما عليه نِصَاحٌ ـ أى خَيْط وما عليه طَحَرة ـ اذا كان عاريا وكذلك ما بقى على الابل طَحَرةٌ ـ اذا سقطتْ أوبارُها

__________________

(١) قوله بكسر الراء فى القاموس بفتح الطاء والراء وبضمهما وكسرهما اه زاد فى اللسان فتح الطاء مع كسر الراء ويقال بالخاء المعجمة بدل الحاء المهملة وبالميم بدل الباء الموحدة فى الكل كتبه مصححه

٢٥٠

وما على السماءِ طَحَرةٌ ـ أى شئ من غيم وقال ما عليه طُحْرُورٌ ولا نِفَاضٌ ولا قِزَاعٌ* أبو عبيد* ما عليها هَلْبَسِيسةٌ ولا خَرْبصِيصة ولا حَرْبَصِيصة ـ أى شئ من الحُلِىِّ وقد تقدم في الطعام

النفى في المال

* أبو عبيد* ماله سَعْنة ولا مَعْنة ـ أى ليس له شئ وقيل السَّعْنة المَشْئُومةُ والمَعْنة ـ الميمونة* غيره* ماله سَعْنٌ ولا مَعْنٌ السَّعْنُ ـ الوَدَكُ والمَعْنُ ـ المَعْروفُ* أبو عبيد* ما له سَبَدٌ ولا لَبَدٌ* ابن السكيت* السَّبَدُ من الشَّعَر واللَّبَدُ من الصوف وقال سَبَّدَ الفَرْخُ ـ ظَهَر ريشُه وسَبَّدَ رأسَه بعد الحَلْقِ* أبو عبيد* ما عنده قُذَعْمِلَةٌ* ابن السكيت* ما أعطاه قُذَعْمِلةً وما بقى عليه قُذَعْمِلة ـ يعنى المال والثياب* أبو عبيد* ماله هِلَّع ولا هِلَّعة ـ أى ماله جَدْىٌ ولا عَنَاق وما له شَامةٌ ولا زَهْراء ـ يعنى ناقة سوداء ولا بيضاء وأنشد

 فلم تَرْ

جِعْ لهم شامةٌ ولا زَهْراءُ (١)

* ابن السكيت* ماله صامِتٌ ولا ناطِقٌ ـ الصامتُ الذهب والفِضَّة والناطقُ الابلُ والغنم والخيل* أبو زيد* ماله صِرِّى ـ أى ماله درهم ولا دينار* ابن السكيت* ما له دارٌ ولا عَقَارٌ والعَقارُ من النخل ويقال أيضا في البيت عَقَارٌ حَسَنٌ ـ أى متاع وأداة وماله حانَّة ولا آنَّة ـ أى ناقة ولا شاة وماله ثَاغِيَة ولا راغِيَة وقال أتيتُه فما أثْغَى لِى ولا أَرْغَى ـ أى ما أعطانى إبلا ولا غنما وقال ما له دَقِيقة ولا جَلِيلة ـ أى ما له ناقة ولا شاةٌ قال وحكى ابن الاعرابى أتيت فلانا فما أَجَلَّنِى ولا أحْشَانِى ـ أى أعطانى جَليلة ولا حاشِيةً والحَواشِى ـ صِغارُ الابل وقد تقدم وقال ما له ضَرْع ولا زَرْع وما له هارِبٌ ولا قارِبٌ ـ أى صادِرٌ عن الماء ولا وارِدٌ وما له أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ ـ فالاقَذُّ السَّهم الذى لا قُذَذَ عليه والمَرِيش الذى عليه الرِّيش وقال ما له هُبَعٌ ولا رُبَعٌ وقد تقدّم تفسيره وقال ما له سارِحَةٌ ولا رائحة السارحةُ ـ المتوجهة الى المرعَى والرائحةُ ـ التى تروح بالعَشِىّ الى مُرَاحها وما له إمَّرٌ ولا إمَّرَةٌ الامَّرُ الصغيرُ

__________________

(١) قلت البيت من معلقة الحرث ابن حلزة اليشكرى وصدره وأتوهن يسترجعون كتبه محققه محمد محمود لطف الله تعالى به آمين

٢٥١

من ولد الضأن وما له عافِطة ولا نافِطَةُ العافِطَة ـ الضائنة والنَّافِطَةُ الماعِزة قال وقال أعرابى العافِطَة الماعزةُ اذا عَطَسَت* أبو عبيد* ما له عافطة ولا نافطة العافطة العَنْز لانها تَعْفِطُ تَضْرِطُ والنَّافِطة إتباع* صاحب العين* العافطَةُ ـ النعجةُ والنَّافِطةُ الماعزة أو الناقة وقيل العافطة ـ الامة لانها تَعْفِطُ في كلامها اذا تكلفت العربيةَ فلم تَفْهَمْها والنافطة ـ الشاة والعَفْطة مما تَفْعَلُ الرِّعاءُ اذا رَعَتِ الشاءَ ويقال للرجل اذا شُتِم يا ابن العافِطةِ ـ أى الراعية* غيره* ما عنده هَلْبَسِيسَة ـ أى شئ* ابن السكيت* ماله عاوٍ ولا نابِحٌ وماله قدٌّ ولا قِحْف القَدُّ ـ جِلْد السَّخلةِ والجمع القليل أَقُدٌّ والكثيرُ قِدادُ والقِحْفُ كِسْرة القَدَح وما له ناطِحٌ ولا خابِطٌ الناطح الكبش والتيس والعَنْزُ والخابِطُ ـ البعير وما له نازِلةٌ ـ أى ليس عنده شئ من مال يقال لا تَركَ اللهُ عنده نازلةً ويقال لم يُعْطِهم نازلةً ـ أى شيئا وما له حُمٌّ ولا رُمٌّ ـ أى قليل ولا كثير* أبو زيد* ما يملك حَذْرَفُوتًا ـ أى قُلامةَ ظُفْرٍ* ابن دريد* ما يملك حَذْرَفُوتًا ـ أى شيئا وقالوا هو قُلامة الظُّفر

باب النفى في القوة والحركة

* أبو عبيد* ليس به طِرْقٌ* ابن السكيت* ما بالبعير هُنَانةٌ* أبو زيد* مابه هانَّةٌ كذلك* غيره* يقال للبخيل ما به هانَّة ـ أى ليس عنده شئ من الخَيْر* ابن السكيت* وما به صُهَارة ـ أى ما به طِرْق وما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ـ وما به حَبَضٌ ولا نَبَضٌ ولا نَطِيشٌ ـ أى ما به حَرَاكٌ وما به نَوِيصٌ ـ أى قوّة* غيره* ما به عَوْكٌ ولا بَوْكٌ ـ أى حركة

النفى في الناس

* أبو عبيد* ما أَدْرِى أىُّ الطَّمْشِ هو وأىُّ الدَّهْدَإِ هو مقصور وأَىُّ تُرْخُمٍ وتَرْخُمٍ وتُرْخَمٍ هُوَ وأَىُّ البَرْ نَساءِ هو* ابن السكيت* ما أدرى أىُّ بَرْنَساءَ هو وبعضهم يقول أىُّ البَرْناساءِ هو* أبو عبيد* ما أدرى أىُّ الطَّبْنِ هو وأىُّ الاوْرَمِ هو ـ معناه

٢٥٢

أىُّ الناسِ هُوَ* وقال* ما أَدْرِى أَىُّ النُّخْطِ هو* ابن السكيت* ما أَدْرِى أىُّ الوَرَى هو وما أدْرِى أىُّ عادٍ هو وما أدرى أىُّ خالِفةٍ هو وأىُّ الخَوَالِفِ هو وما أَدْرِى أىُّ وَلَدِ الرجلِ هو ـ يعنى آدم عليه‌السلام وما أَدْرِى أَىُّ الهُونِ هو وأىّ الهُوزِ هو بالزاى والنون وما أدرى أىُّ من وَجَّنَ الجِلْدَ هو وما أدرى أىُّ من مَرَّنَ الجِلْدَ هو وما أَدْرِى أىُّ الطَّبْلِ هو وما أدرى أىُّ البَرْشاءِ هو وما أدرى أىُّ خابطِ الليلِ هو وما أدرى أىُّ الجَرَارِ هو وحكى أىُّ الجَرادِ عارَه ـ أى أَىُّ الناسِ أَخَذَه ولا يتكلمون فيه بيَفْعَلُ وقال مرة عن أبى شَنْبَلٍ يَعِيرُه ويَعُورُه وما أدْرِى أىُّ أَوْدَكَ هو* أبو حاتم* ما أَدْرِى أىُّ الوَمَى هو ـ أى أىُّ الناسِ هو وما ادرى أَىُّ من لَقَطَ الحَصَى هو وما أدرى أى .... (١) هو وأىُّ البَرَى هو وأىُّ الطَّهْمِ هو أى أىُّ الناس

النفى في قولهم ما لك منه بُدٌّ

* أبو عبيد* مابى عن ذاك بُدٌّ ولا عُنْدَدٌ ولا مُعْلَنْدَدٌ* ابن دريد* ولا عَلَنْدَدٌ* أبو عبيد* ولا وَعْىٌ* غيره* لا وعىَ له عن ذاك مقصور ـ أى لا تَماسُكَ ولا حُنْتَأْلٌ* ابن السكيت* حُنْتَأْلٌ وحُنْتَأْنٌ* ابن دريد* ولا حِنْتألةٌ ولا حُنْتالٌ* قال سيبويه* ليس حُنْتأل وحُنْتَأْنٌ خُماسيا لانه ليس في الكلام مثل جُرْدَحْلٍ* صاحب العين* ما لى عنه حَدَدٌ ـ أى بُدٌّ* أبو عبيد* ما لى عنه مُحْتَدٌّ ولا مُلْتَدٌّ ـ أى ما لى منه بُدٌّ* ابن دريد* ويخففان* أبو عبيد* ما لى منه حُمٌّ ولا رُمٌّ ويقال حَمٌّ ورَمٌّ* ابن السكيت* ما لك عنه مَنْدُوحةٌ ولا وَعْلٌ ولا مُرَاغَمٌ ولا حَجْر ولا حَدَدٌ ـ أى لا دَفْعَ عنه ولا منعَ وأنشد

فانْ تَسْألُونِى بالبَيانِ فانه

أَبُو مَعْقِلٍ لا حَجْرَ عنه ولا حَدَدْ

وقال ما لى عنه مُنْتَفَذٌ ولا مُنْتَفَدٌ ـ أى مَصْرِف وما لى عنه مُتَّسَعٌ* ابن دريد* ما لى عنه غِنًى ولا مَغْنًى ولا غُنْيانٌ* صاحب العين* ما عن هذا الامر عَكُومٌ ـ أى لابُدَّ من مُواقعته* غيره* ما له عنه مَعْلٌ ـ أى بُدُّ* صاحب العين* لا جَرَمَ ـ أى لابُدَّ وقد تقدم أن معناه حَقًّا

__________________

(١) بياض بأصله

٢٥٣

ما لَبِثَ انْ فَعَلَ ذاك

* أبو عبيد* ما عَبَّدَ أنْ فَعَل ذاك وما كَذَّبَ وما عَتَّمَ ـ أى ما لَبِثَ والعاتِم ـ البَطِىءُ ومنه قيل العَتَمة* ابن دريد* العَتَمةُ ـ رجوعُ الابل من المرعَى بعد ما تُمْسِى وبه سميت صلاة العتَمَة

باب

* أبو عبيد* ما اكْتَحَلْتُ غِمَاضًا ـ يعنى النوم* ابن السكيت* ما جَعَلْتُ فى عينى غَمْضًا وما مَضْمَضْتُ عَيْنِى بنَوْم* أبو عبيد* ما اكتحلتُ حَثَانًا ولا حِثَانًا وما نَبَسَ بكلمة وما عليه مُزْعَةُ لَحْمٍ وما نَتَشْتُ منه شيئا ـ أى ما أخذتُ* ابن دريد* ما أخذتُ إلا نَتْشًا ـ أى قليلا* غيره* ما خَرَشْتُ منه شيئا ـ أى ما أخذتُ* ابن دريد* وما بَضَضْتُه بشئ ـ أى ما أعطيتُه شيئا* أبو عبيد* ما عَصَيْتُك وَشْمةً ـ أى طَرْفةَ عَيْن وقال أتانا في جَيْشٍ ما يُكَتُّ ـ أى ما يُعْلَمُ عددُهم ولا يُحْسَبُ وقد اسْتُعمل في الواجب* قال ابن دريد* كَتَتُّ القومَ أَكُتَّهم كَتًّا ـ عَدَدْتُهم فأَحْصيتُهم وفي المثل «لا تَكُتُّه أو تَكُتَّ النُّجومَ» وما بينهما دَناوَةٌ ـ أى قَرابة وما لَكَ به بَدَدٌ وما لك به بِدَّة ـ أى ما لَك به طاقة وقال ما أَدْرِى أين سَقَعَ وبَقَع وسَكَعَ* ابن دريد* وهَكَعَ* أبو عبيد* ما أصبتُ منه قِطْمِيرًا ولا فَتِيلاً وأنشد

* ثُمَّ لا يَرْزَأُ العَدُوَّ فَتيلَا*

يهجو به النُّعْمانَ* ابن السكيت* ما عصيته زَأْمةً ـ أى كَلمة* أبو عبيد* ما له سَمٌّ ولا حَمٌّ غَيْرُك وما له سُمٌّ ولا حُمٌّ ـ أى ما له هَمٌّ غيرك* ابن السكيت* ما له هَمٌّ ولا وَسَنٌ* أبو عبيد* ما لَكَ بهذا الامر بَدَدٌ كقولك ما لك به يَدَانِ* ابن السكيت* ما بالبعير كَدَمةٌ ـ اذا لم يكن به أُثْرةٌ ولا وَسْم والاثْرة أن يُسْحَى باطنُ الخُفِّ بحديدة ويقال ما بالارض عَلَاقٌ وما بها لَماقٌ ـ أى مَرْتَعٌ ويقال للرجل اذا بَرَأَ من مَرَضه ما به قَلَبةٌ وما به وَذْيَةٌ* غيره* ما به خَرَشَة ـ أى قَلَبةٌ* ابن السكيت* وتقول ما لفلانٍ مَضْرِبُ عَسَلةٍ ـ يعنى من النَّسَب وما أعرف

٢٥٤

له مَضْرِبَ عَسَلة ـ يعنى أعراقه* وقال* ما تَرْتَقِعُ مِنِّى بِرِقَاعٍ ـ أى لا تَقْبَلُ مما أَنْصَحُك به شيئا ولا تُطيعنى وقال ما أغْنَى عنه عَبَكةً ولا لَبَكةً وما أغنى عنه نُقْرةً ولا زِبَالاً ولا قِبَالاً ولا فَتِيلاً ولا فُوفًا ـ أى ما أغنى عنه شيئا وأنشد

* وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّى فُوفا*

وقال لا يَضُرُّك عليه رجلٌ ـ أى لا يزيدُك عليه ولا يَضُرُّكَ عليه جَمَلٌ وقال ما زِلْتُ وما فَتِئْتُ وما بَرِحْتُ وما فِصْتُ كما تقول ما بَرِحْتُ ولا يتكلم بهن إلا بالجَحْدِ وقال كلمتُه فما رَدَّ عَلَىَّ سوداءَ ولا بيضاء ـ أى كلمةً قبيحة ولا حَسَنَةً وما رَدَّ علىّ حَوْجاء ولا لَوْجاءَ وقال أكَل الذئبُ الشاةَ فما تَرك منها تَامُورًا ـ أى شيئا وأنشد

أُنْبِئْتُ أَنَّ بَنِى سُحَيْمٍ أَدْخَلُوا

أبياتَهم تَامُور نَفْسِ المُنْذِرِ

أىْ مُهْجَةَ نَفْسِه وكانوا قتلوه وقال ما فيه هَزْبَليلَة ـ اذا لم يكن فيه شئ وما رأيتُ له أَثَراً ولا عِثْبَرًا وقال أصابه جُرْحٌ فما تَمَقَّقَهُ ـ أى لم يَضُرَّه ولم يُبَالِه وقال عليه من المال مالا يُسْهَى ولا يُنْهَى ـ أى لا تُبْلَغُ غايتُه ويقال طلبتُ منه حاجةً فانصرفتُ وما أَدْرِى على أَىِّ صِرْعَىْ أَمْرِه هُوَ ـ أى لم يُبَيِّن لى أَمْره وأنشد

فَرُحْتُ وما وَدَّعْتُ ليلَى ومادَرتْ

على أَىِّ صِرْعَىْ أَمْرِها أَتَرَوَّحُ

وقال ما أدرى أين وَدَّسَ من بلادِ الله ـ أى ذَهَبَ وقال ذَهَبَ ثوبى فما أدرِى ما كانتْ وامِئَتُه ولا أدرِى من ألْمَأَبه مهموز وهذا قد يُتكلم به بغير جَحْد سمعتُ الطائِىَّ يقول كان بالارض مَرْعًى أو زَرْعٌ فهاجتْ به دوابُّ فألْمأَتْهُ ـ أى تَرَكْته صَعِيدا ليس فيه شئ وقال إنك لا تَدْرِى علامَ يُنْزَأُ هَرِمك ولا تدرى بِمَ يُولَعُ هَرِمُكَ* ابن دريد* ما جادَلَنا بِقِرْطِيطٍ ـ أى بشئ يسير وقال ما به عَوْكٌ ولا بَوْكٌ ـ أى حَرَكة وقال جاء فلان وما مَأنْتُ مَأْنَهُ ولا شَأَنْتُ شَأْنَه وما تَحَلَّسَ منه بشئ ـ أى ما أصاب منه شيئا وانه لَحلُوسٌ ـ أى حَرِيص وقال ما بَقِىَ في سَنَامِ بعيرِك أَهْزَعُ ـ أى بَقِيَّةُ شَحْم* وقال* ما يَظْهَرُ على فلان أحدٌ ـ أى ما يُسَلِّم وقال ليس عليك عَوْلٌ ـ أى مُعَوَّلٌ قال وسمعتُ عامِرِيًّا يقول نقولُ اذا قيل لنا أَبَقِىَ عندكم شئٌ حَمْعامِ ومَحْماحِ وبَحْبَاحِ ـ أى لم بَيْقَ شئ* ابن السكيت* ما لكَ في هذا رَوِيحةٌ ولا راحنةٌ* أبو عبيد* كَلَّمْتُه فما رَجَعَ إلىَ

٢٥٥

حُوَارًا وحِوَارًا ومَحُورةً وحَوِيرا* ابن السكيت* سمعت أحاديثَ فما احْتَكأَ في صَدْرِى منها شئٌ ـ أى ما تَخَالَجَ* غيره* ما به خَرَشة ـ أى قَلبةٌ* صاحب العين* ما راجعتُ فلانا كتْمةً ـ أى كلمة وما أَشَكْتُه شَوْكةً ولا شُكْتُه بها وهذا مثلُ معنَى لم أُوذِهِ* ابن السكيت* ما عَصَيْتُه وَشْصةً وقال ما وَجَدْنا لها العامَ مَصْدةً وتُبْدل الصادُ زايا فيقال مَزْدة ويقال ما أصابتْنا العامَ قطرةٌ وما أصابتْنا العامَ هانَّةٌ مشددةً بمعنى واحد وما سمعنا العامَ لها رَعْدًا يذهَب الى الصوت* وقال* ذَهب البعيرُ فما أدرى من مَطَرَبهِ وما أدرى من قَطَرَه وأُخِذَ ثوبى فما أدرِى مَنْ قَطَرَه ولا من مَطَرَ به ولا أدرى ما والِعَتُه وقال فَقَدْنا غلاما لنا ما أدرى ما وَلَعَه ـ أى ما حَبَسه* أبو عبيد* ما به وَذْيَةٌ مثلُ حَرَّةٍ ولا ظَبْظابٌ ـ أى شئ من الوجع وأنشد

* كانْ بِى سِلًّا وما بى ظَبْظَابْ*

وقال ما رَمَيْتُه بكُتّابٍ ـ أى بسَهْمٍ وهو الصغير من السهام ويقال ما دونه وُجَاحٌ ـ أى سِتْرٌ وأنشد

لم يَدَعِ الثَّلْجُ به وَجاحَا

أَلَا تَرى ما غَشِىَ الارْكاحَا

الارْكاحُ الافْنِيَة* ابن السكيت* ما يَعِيشُ بأَحْوَرَ ـ أى ما يَعِيشُ بعَقْلٍ* أبو عبيد* ليس به طِرْقٌ* ابن دريد* ما بالناقة طَلٌّ ـ أى ما بها طِرْقُ وما بالبعير هَانَّةٌ كذلك قال أبو على هو من الهُنَانةِ وهى الشَّحْمةُ* ابن دريد* ما يَسُرُّنى بذلك طِلَاعُ الارْضِ ذَهَبًا ـ أى مِلْؤُها وقال مالَكَ في هذا الامر نَفِيعةٌ ـ أى نَفْعٌ وقال ما اسْتَأْخَذْتُ بهذا الامْرِ ـ أى لم أَشْعُرْ به* أبو عبيد* ضَرَبُوه فما وَطَّشَ اليهم ـ أى لم يَدْفَعْ عن نفسه وقال فَعَلَ فلانٌ شيئا مار بأْتُ رَبْأَه ـ أى ما ظَنَنْتُه* ابن السكيت* ما تَرْتَقِعُ منى بِرَقَاعٍ ـ أى ما تُطِيعُنِى ولا تَقْبَلُ ما أَنْصَحُكَ به شيئا* غيره* ما ارْتَقَعْتُ به ـ أى ما باليتُ وأنشد

ناشَدْتُها بكتابِ اللهِ حُرْمَتَنا

ولم تَكُنْ بكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ

ومما غلب عليه النفى

ما عِجْت بكلامه عَيْجًا وعَيْجُوجةً ـ أى لم أَكْتِرثْ وشَرِبتُ دَواءً فما عِجْتُ به ـ أى

٢٥٦

ما انتفعتُ وربما قالوا الابلُ تَعِيجُ بالماء المالح أى تَرْوَى* أبو زيد* ما حَفَلْتُ به ـ وما حَفَلْتُه أَحْفِلُ حَفْلاً

باب ما الابَديَّة

* ابن السكيت* لا أفعله ما وَسَقَتْ عَيْنِى الماءَ ـ أى حَمَلَتْ وقال ناقة واسِقٌ ونُوقٌ مَواسِقُ ـ اذا حَملن وما ذَرَفَتْ عَيْنى الماءَ ولا أفعله ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائِل ـ أى حَنَّتْ فى إثْرِ وَلَدِها وهى الرَّزَمةُ وقد تقدم ذكر الحائل في أسنان الابل وقال لا أفعلُه ما أن فى السماء نَجْمًا ـ أى ما كان في السماءِ نجم وما عَنَّ في السماء نَجْم ـ أى ما عَرَضَ وما أن في الفُراتِ قَطْرةً ـ أى ما كانت في الفرات قطرة ولا أفعله حتى يَؤُبَ المُنَخَّلُ وحتى يَحِنَّ الضبُّ في أثر الابل الصادرة ولا أفعلُه ما دعا اللهَ داع وما حَجَّ لِلَّهِ راكبٌ ولا أفعله ما أنَّ السماءَ سماءٌ ولا أفعلُه ما دام للزَّيتِ عاصر ولا أفعلُه ما اخْتَلَفَت الدِّرَّة والجِرَّة واختلافُهما أن الدِّرَّة تَسْفُل والجِرَّة تَعْلُو ولا أفعلُه ما اختلفَ المَلَوانِ والفَتَيانِ والعَصْرانِ والجَدِيدانِ والاجَدَّانِ ـ يعنى الليل والنهار ولا أفعله ما سَمَرا بنا سَمِير ولا أفعله سَجِيسَ عُجَيْسٍ وسَجِيسَ الاوْجُسِ والاوْجَسِ وما غَبَا غُبَيْسٌ وأنشد

وفي بَنِى أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ

على الطَّعام ما غَبَا غُبَيْسُ

ولا أفعله ما حَنَّتِ النِّيبُ وما أَحَلَّتِ الابلُ وما غَرَّدَ راكبٌ وما غَرَّدَ الحَمام وما بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً ولا أفعلُه أُخْرَى الليالِى وأُخْرَى المَنُونِ ـ أى آخِرَ الدَّهْرِ ولا أفعلُه يَدَ الدهر وقَفا الدهر وحَيْرِىَّ دَهْرٍ* قال سيبويه* من العرب من يقول لا أفعل ذلك حِيْرِى دهر وقد زعموا أن بعضهم ينصب الياء ومنهم من يثقل الياء أيضا* قال أبو على* أما قولهم لا أُكلمك حِيرِى دَهْرِى فان شئتَ قلتَ ان الياء للاضافة فلما حذفتَ المدغم فيها بقيت الاولى على السكون كقولك أَيْهُما عَلَىَّ من الغَيْثِ وان شئت قلت انه لما حَذَف الثانية جَعَل الاولى كالتى في أيدى سبا ولم يجعله مثل رأيت ثمانيا وان شئت جعلته فِعْلِىَ وكان فى موضع نصب فان قلت انه قد قال فِعْلِى وهذا البناء لا يكون الا بالهاء فان شئت جعلته مثل انْقَحْلٍ وان شئت قلت ان الهاء حذفت للاضافة كما حذفت معها حيث لم تحذف

٢٥٧

مع غيرها وأن تجعلَها للنسب أوْلَى لانهم قد شَدَّدُوها وكما شُبهت الياءُ بالالف في هذا كذلك شبهت الالف بالياء في نحو ما أنشده أبو زيد

اذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ

ولا تَرَضَّاها ولا تَمَلَّقِ

* ابن السكيت* لا أفعلُه سَمِيرَ اللَّيالى وأنشد

هنا لِكَ لا أَرْجُو حياةً تَسُرُّنِى

سَمِيرَ الليالِى مُبْسَلاً بالجَرائِر

مُبْسَلاً من قولِ الله تعالى (أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) ولا أفعله مالَأْلَأَتِ الفُورُ وهى الظِّباءُ ولا واحدَ لها من لفظها ولَالاتْ ـ بَصْبَصَتْ بأذنابها ولا أفعله حتى تَبْيَضَّ جَوْنةُ الْقارِ ولا أفعله حتى يَرِدَ الضَّبُّ والضبُّ لا يشرب ماء ومن كلامهم الذى يَضَعونه على ألْسِنةِ البهائم قالوا قالت السَّمكةُ للضَبِّ وِرْدًا يا ضَبُّ فقال

أَصْبَح قَلْبِى صَرِدَا

لا يَشْتَهِى أَنْ يَرِدَا

إلَّا عَرَادًا عَرِدا

وصِلِّيانًا بَرِدَا

وعَنْكَثًا مُلْتَبِدا

ابن دريد لا آتيك جَدَا الدَّهْرِ وأَلْوَةَ بْنَ هُبَيْرةَ وهُبَيْرةَ بْنَ سَعْدٍ وأبو هُبَيرة هو سَعْد بن زيدِ مناةَ ابنِ تميم ولا آتيك القارِظَ العَنَزِىَّ فاخْرَجُوها مَخارِجَ الصفاتِ والافعال وهى أسماء لا يجوز ذلك في غيرها لانها مشهورات وقال لا أفعله أَبَدَ الابَدِيَّةِ وأَبَدَ الابِيدِ وأَبَدَ الآبِدِينَ والابَدِينَ كالارَضِينَ

كتاب الاضداد

وأُقَدِّمُ فصلا دقيقا نافعا في هذا الباب على ما ذكره سيبويه في أوّل كتابه حين قال اعلم أن من كلامهم اختلافَ اللفظين لاختلاف المعنيين واختلافَ اللفظين والمعنى واحد واتفاقَ اللفظين واختلافَ المعنيين وأنا أشرح ذلك كله فصلا فصلا ان شاء الله تعالى وأتَحَرَّى فيه أَشْفَى ما سَقَط الىَّ من تعليل أبى على الفارسى اعلم أن اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو وجه القياس الذى يجب أن يكون عليه الالفاظ لان كل معنى يختص فيه بلفظ لا يَشْرَكُه فيه لفظ آخر فتنفصل المعانى بالفاظها ولا تلتبس واختلافُ اللفظين والمعانى بعدُ واحدةٌ للحاجة الى التوسُّع بالالفاظ وبَيِّنٌ أن هذا القسم لو لم يوجد لم يوجد من الاتساع ما يوجد بوجوده ألا ترى أنه اذا سَجَعَ في خُطبة أو قَفَّى في شِعْر فرَكَّبَ السين قال فجاء

٢٥٨

به مع ما يشاكله ولو لم يقل في هذا المعنى الا بعد ضاق المذهب فيه ومن هنا جاءت الزيادات فيه لغير المعانى في كلامهم نحو حَبابٍ وعَجُوز وقَضِيب فيما حكى لنا عن محمد بن يزيد وأيضا فادا أراد التأكيد قال قَعَدَ وجَلَسَ فتكون المخالفة بين الالفاظ أسهلَ من اعادتها أنفسها وتكريرها ألا ترى أن في التنزيل (وَغَرابِيبُ سُودٌ) والغرابيبُ هى السُّود عند أهل اللغة فحَسُن التكرير لاختلاف اللفظين ولو كان غرابيب لم يكن سهلا وأما القسم الثالث وهو اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فينبغى أن لا يكون قصدا في الوضع ولا أصلا ولكنه من لُغاتٍ تَداخلت أو تكون كل لفظة تستعمل بمعنًى ثم تستعار لشئ فتكثر وتغلب فتصير بمنزلة الاصل قال وقد كان أحد شيوخنا ينكر الاضداد التى حكاها أهل اللغة وأن تكون لفظةٌ واحدةٌ لشئ وضِدِّه والقول في هذا أنه لا يخلو في انكار ذلك ودفعه اياه من حجة من جهة السماع أو القياس ولا يجوزِ أن تقوم له حجةٌ تُثْبِتُ له دلالةً من جهة السماع بل الحجة من هذه الجهة عليه لان أهل اللغة كابى زيد وغيره وأبى عبيدة والاصمعى ومن بعدهم قد حكوا ذلك وصُنِّفَتْ فيه الكتبُ وذكروه في كتبهم مجتمعا ومفترقا فالحجة من هذه الجهة عليه لا له فان قال الحجةُ تقوم من الجهة الاخرى وهى أن الضدّ بخلاف ضده فاذا استعملت لفظة واحدة لهما جميعا ولم يكسب كل واحد من الضدين لفظا يتميز من هذه ويتخلص به من خلافه أَشْكَل وأَلْبَسَ فعُلِمَ الضدُّ شكلا والشكلُ ضدّا والخلافُ وِفَاقا وهذا نهايةُ الالباس وغايةُ الفساد قيل له هل يجوز عندك أن تجىء لفظتان في اللغة متفقتان لمعنيين مختلفين فلا يخلو في ذلك أن يجوّزه أو يمنعه فان منعه وردّه صار الى رَدِّ ما يعلم وجودُه وقبولُ العلماء له ومنع ما ثبت جوازه وشُبِّهتْ عليه الالفاظُ فانها أكثر من أن تُحْصَى وتُحْصَر نحو وَجَدْتُ الذى يراد به العلم والوِجْدانُ والغَضَبُ وجَلَسْتُ الذى هو خلافُ قمتُ وجَلَسْتُ الذى هو بمعنى أتيتُ نَجْدًا ونَجْدٌ يقال لها جَلْسٌ فاذا لم يكن سبيل الى المنع من هذا ثبت جوازُ اللفظة الواحدة للشئ وخلافه واذا جاز وقوعُ اللفظة الواحدة للشئ وخلافِه جاز وقوعُها للشئ وضدّه اذا الضِّدُّ ضَرْبٌ من الخلاف وان لم يكن كل خلاف ضِدًّا وأما كون اللفظين المختلفين لمعنى واحد فقد كان محمدُ بنُ السَّرِىِّ حكى عن أحمد بن يحيى أن ذلك لا يجوز عنده ودَفْعُ ذلك أيضا لا يخلو من أحد المعنيين اللذين قَدَّمْنا فان كان من جهة السمع فقد حكى أهل اللغة في ذلك ما لا يكاد يُحْصَى كثرةً وصنفوا في ذلك كالاصمعى في تصنيفه كتاب الالفاظ الذى هو خلاف

٢٥٩

كتابه المترجم بالابواب وذلك في كتبهم أشهر وأظهر من أن يحتاج الى تنبيه عليه فان قال ان في كل لفظة من ذلك معنى ليس في اللفظة الأخرى ففى قول مَضَى معنى ليس في قولِ ذَهَبَ وكذلك جميع هذه الالفاظ قيل له نحن نوجدك من اللفظين المختلفين ما لا تَجِدُ بُدًّا من أن تقول انه لا زيادة معنى في واحدة منهما دون الاخرى بل كل واحد يُفْهِمُ ما يُفْهِمُ صاحبُه وذلك نحو الكنايات ألا ترى أن قولك ضربتُك وما ضربت الا إياك وجئتنى وما جاءنى الا أنت وجاآنى وما جاءنى الا هما وقمنا وما قام الا نحن وما أشبه ذلك يفهم من كل لفظة ما يفهم من الاخرى من الخطاب والغيبة والاضمار والموضع من الاعراب لا زيادة في ذلك ولا مَذْهَبَ عنه فاذا جاز ذلك في شئ وشيئين وثلاثة جاز فيما زاد على هذه العِدَّة وجاوزها في الكثرة فثبت بصحة ذلك صحة الاقسام التى ذكرها سيبويه وذهب اليها ويدل على جواز وقوع اللفظة لمعنيين مختلفين قولهم ظَنَنْتُ والظَّنُّ بمعنى الحِسْبانِ وخلافُ العِلْم واستعمل أيضا لمعنى اليقين وذلك فى قوله (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) فان قال ان معنى الظن ههنا وفيما حكاه الله تعالى عن المؤمنين في قوله (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) الحِسْبانُ فهو عظيم لان الشك في لِقاءِ الحِسَابِ كُفْرٌ لا يجوز أن يَمْدَحَ اللهُ به فاذا لم يَجُزْ ذلك ثَبَتَ أنه عِلْم ويقين فهذا مستعمل في الكلام وخِلافِه لا يَشُكُّ في ذلك مُسْلم ومما يدل على فساد قول من دَفَع أن اللفظ يقع لمعنيين قولُه تعالى في وصف أهل الجنة (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) وطَمَعُهم هذا لا يخلو من أنْ يكون على معنى اليقين أو الطمع الذى يجوز معه كونُ المَطْمُوع فيه وخلافُه فلا يجوز أن يكون هذا الطمع لانه ليس في الآخرة شك في شئ من أمور الجنة والنار والعلمُ بذلك كله اضْطِرارٌ ويدل على أن الطمعَ بمعنى اليقين ما أخبر الله تعالى به عن ابراهيم عليه‌السلام في قوله (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) فهذا الطمع لا يكون شكا ولا يتوجه على غير اليقين لان ابراهيم عليه‌السلام لا يكون شاكا في الله عزوجل بل كان عالما بان الله سيغفر له ذلك* أبو عبيد* النَّاهِلُ في كلام العرب ـ العطشانُ والناهلُ ـ الذى قد شرب حتى رَوِىَ قال الراجز

* يَنْهَلُ منه الاسَلُ النَّاهِلُ*

والانْثَى ناهلة ـ أى يَرْوَى العطشانُ يَنْهَلُ يَشْرَبُ منه الاسَلُ الشاربُ قال والناهِلُ ههنا الشارِبُ وان شئتَ كان العطشانَ* غيره* النَّهْلَى ـ العَطْشَى والرَّيَّا

٢٦٠