نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

١٠. اُمُّ مَعبَدٍ ١

١٢١٦. الثقات عن ابن حبّان ـ في ذِكرِ هِجرَةِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثُمَّ ساروا إلى خَيمَتَي اُمِّ مَعبَدٍ الخُزاعِيَّةِ ، وكانَتِ امرَأَةً بَرزَةً ٢ جَلدَةً تَحتَبي وتَجلِسُ بِفِناءِ الخَيمَةِ ، ثُمَّ تُسقي وتُطعِمُ ، فَيُناوِلونَها تَمرا ويَشتَرونَ ٣ ، فَلَم يُصيبوا عِندَها شَيئا مِن ذلِكَ ، فَإِذَا القَومُ مُرمِلونَ ٤ مُسنِتونَ. ٥

فَنَظَرَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى شاةٍ في كِسرِ خَيمَتِها ، فَقالَ : ما هذِهِ الشّاةُ يا اُمَّ مَعبَدٍ؟

قالَت : خَلَّفَهَا الجَهدُ عَنِ الغَنَمِ ، فَقالَ : هَل بِها مِن لَبَنٍ؟ قالَت : هِيَ أجهَدُ مِن ذلِكَ.

قالَ : أتَأذَنينَ لي أن أحلِبَها؟ قالَت : نَعَم بِأَبي واُمّي ، إن رَأَيتَ بِها حَلبا فَاحلِبها.

فَدَعا رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بِالشّاةِ فَمَسَحَ ضَرعَها وذَكَرَ اسمَ اللّه عَلَيهِ ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَها في شاتِها. فَتَفاجَّت ٦ ودَرَّت وَاجتَرَّت ٧ ، فَدَعا بِإِناءٍ لَها يُربِضُ ٨ الرَّهطَ ، فَحَلَبَ فيهِ ثَجّا ٩ حَتّى عَلاهُ البَهاءُ ١٠ ، فَسَقاها فَشَرِبَت حَتّى رَوِيَت ، وسَقى أصحابَهُ فَشَرِبوا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحوه ، المعجم الكبير : ج ٢٥ ص ١٨٢ ح ٤٤٦ ، تهذيب الكمال : ج ٣٥ ص ٣٨٠.

١. اسمها عاتِكَة بنت خالد بن مُنقِذ بن ربيعة ، كُنّيت بابنها معبد ، وهي التي نزل عندها رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا هاجر إلى المدينة ، وهذا المنزل يُعرف اليوم بخيمة اُمّ معبد (راجع : أُسد الغابة : ج ٧ ص ١٨٠ الرقم ٧٠٨٦ وص ٣٨٦ الرقم ٧٦٠٥ ، الإصابة : ج ٨ ص ٤٧٥ الرقم ١٢٢٦٣ ؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٢٥ و ١٤٥ و ١٤٧ ، كشف الغمة : ج ١ ص ٢٣ ـ ٢٥؛ المناقب لابن شهرآشوب : ج ١ ص ٨٧ و ١٢١).

٢. يقال : امرأة برزة : إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشوابّ ، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدّثهم ، من البروز؛ وهو الظهور والخروج (النهاية : ج ١ ص ١١٧ «برز»).

٣. في المستدرك على الصحيحين وبعض المصادر الاُخرى : «فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها».

٤. مُرمِلون : أي نفد زادهم ، وأصله من الرَّمل ، كأنّهم لصقوا بالرمل (النهاية : ج ٢ ص ٢٦٥ «رمل»).

٥. مُسنِتون : أي مجدبون أصابَتهم السَّنة؛ وهي القحط والجدب (النهاية : ج ٢ ص ٤٠٧ «سنت»).

٦. التَّفاجّ : المبالغة في تفريج ما بين الرجلين (النهاية : ج ٣ ص ٤١٢ «فجج»).

٧. الجِرّة : ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثمّ يبلعه (النهاية : ج ١ ص ٢٥٩ «جرر»).

٨. أي يُرويهم ويُثقلهم حتّى يناموا ويمتدّوا على الأرض (النهاية : ج ٢ ص ١٨٤ «ربض»).

٩. ثجّا : أي لبنا سائلاً كثيرا (النهاية : ج ١ ص ٢٠٧ «ثجج»).

١٠. أراد بَهاء اللبن؛ وهو وبِيص أي بريق ولمعان. رغوته (النهاية : ج ١ ص ١٦٩ «بها»).

٤٤١

حَتّى رَووا ، وشَرِبَ صلى‌الله‌عليه‌وآله آخِرَهُم ، وقالَ : ساقِي القَومِ آخِرُهُم شُربا. فَشَرِبوا جَميعا عَلَلاً بَعدَ نَهَلٍ ١ حَتّى أراضوا ٢ ثُمَّ حَلَبَ فيهِ ثانِيَةً. ٣

١١. أنَسُ بنُ مالِكٍ ٤

١٢١٧. صحيح البخاري عن أنس : قالَت اُمّي : يا رَسولَ اللّه ، خادِمُكَ أنَسٌ ادعُ اللّه لَهُ. قالَ : اللّهُمَّ أكثِر مالَهُ ووَلَدَهُ ، وبارِك لَهُ فيما أعطَيتَهُ. ٥

١٢. التَّلِبُ بنُ زيدٍ ٦

١٢١٨. المعجم الكبير عن ملقام بن التّلب : إنَّ التَّلِبَ حَدَّثَهُ أنَّهُ أتَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. النَّهَل : الشُّربُ الأوّلُ. وقد نَهِلَ بالكسر وأنهلتُهُ أنا ، ؛ لأنّ الإبلَ تُسقى في أوّل الوِرْدِ ، فتُرَدَّ إلى العَطَن ، ثمّ تسقى الثانية فَتُردَّ إلى العلل (الصحاح : ج ٥ ص ١٨٣٧ «نهل»).

٢. أي رَووا ، مأخوذ من الروضة؛ وهو الموضع الذي يستنقع فيه الماء. وقيل : معنى أراضوا : صَبُّوا اللبنَ على اللبن (النهاية : ج ٢ ص ٢٧٧ «روض»).

٣. الثقات : ج ١ ص ١٢٣ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ١٠ ح ٤٢٧٤ عن هشام بن حبيش ، المعجم الكبير : ج ٤ ص ٤٨ ح ٣٦٠٥ عن حبيش بن خالد ، الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٢٣٠ ، أُسد الغابة : ج ٦ ص ٢٨٦ ، تاريخ دمشق : ج ٣ ص ٣١٦ والثلاثة الأخيرة عن أبي معبد الخزاعي وص ٣٣١ عن هشام بن حبيش ، بلاغات النساء : ص ٦٥ عن معبد الخزاعي وكلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ١٦ ص ٦٦٩ ح ٤٦٣٠٠ ؛ كشف الغمّة : ج ١ ص ٢٤ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٧٦ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٤٣ ح ٣٠.

٤. كان خادما لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، خدم النبيّ عشر سنين ، وقيل : خدمه ثمانيا ، وقيل : سبعا ، وهو من المكثرين في الرواية عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مات سنة ٩٢ ه وقيل ٩٣ ه. (اُنظر : رجال الطوسي : ص ٢١ الرقم ٥؛ أُسدالغابة : ج ١ ص ٢٩٤ الرقم ٢٥٨ ، الاستيعاب : ج ١ ص ١٩٨ الرقم ٨٤ ، تقريب التهذيب : ج ١ ص ١١١ ؛ موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ٢ ص ٣٣٠ و ٣٣١ و ٣٣٤ وج ٨ ص ٣٠٦ وج ١١ ص ٧٢ و ٣٢١).

٥. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٣٣٦ ح ٥٩٨٤ وص ٢٣٤٥ ح ٦٠١٧ و ٦٠١٨ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٢٨ ح ١٤١ وج ١ ص ٤٥٨ ح ٢٦٨ نحوه ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٨٢ ح ٣٨٢٩ ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٢٨٧ ح ٣٦٨٣٤ نقلاً عن أبي نعيم مع زيادة؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥٠ ح ٧٣ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٠ ح ٢٢.

٦. كان من أصحاب رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وله أحاديث ، استغفر له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا (رجال الطوسي : ص ٢٩ الرقم ١٠٨ ؛ الإصابة : ج ١ ص ٤٨٦).

٤٤٢

استَغفِر لي. فَقالَ : إذا اُذِنَ لَكَ ـ أو حَتّى يُؤذَنَ لَكَ ـ.

قالَ : فَغَبَرَ ١ ما شاءَ اللّه ، ثُمَّ دَعاهُ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلى وَجهِهِ ، وقالَ : «اللّهُمَّ اغفِر لِلتَّلِبِ وَارحَمهُ» ثَلاثا. ٢

١٣. جَريرُ بنُ عَبدِ اللّه ٣

١٢١٩. المعجم الكبير عن جرير : كُنتُ لا أثبُتُ عَلَى الخَيلِ ، فَذَكَرتُ ذلِكَ لِرَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَضَرَبَ يَدَهُ عَلى صَدري حَتّى رَأَيتُ أثَرَ يَدِهِ في صَدري ، فَقالَ : اللّهُمَّ ثَبِّتهُ وَاجعَلهُ هادِيا مَهدِيّا. فَما سَقَطتُ عَن فَرَسٍ بَعدُ ٤.

١٤. جُعَيلُ بنُ زِيادٍ ٥

١٢٢٠. المعجم الكبير عن جعيل الأشجعي : غَزَوتُ مَعَ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في بَعضِ غَزَواتِهِ وأنَا عَلى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. غَبَرَ : مكث وذهبَ ، ضِدٌّ (القاموس المحيط : ج ٢ ص ٩٩ «غبر») والظاهر أنّ المراد هنا هو المعنى الأوّل.

٢. المعجم الكبير : ج ٢ ص ٦٣ ح ١٢٩٨ ، الطبقات الكبرى : ج ٧ ص ٤٢ وفيه «هلقام» بدل «ملقام» ، التاريخ الكبير : ج ٢ ص ١٥٨ نحوه ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٣٠٨ ح ٣٦٨٧٩ نقلاً عن أبي نعيم.

٣. هو جرير بن عبد اللّه بن جابر ، أبو عمرو ، وقيل : أبو عبد اللّه البجلي ، كان من أصحاب رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سكن الكوفة ، وقدم الشام برسالة أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلى معاوية ، أسلم قبل وفاة النبيّ بأربعين يوما. كان حسن الصورة ولذا لقّبوه بيوسف هذه الأُمّة ، وكان سيّد قومه. وقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا دخل عليه جرير فأكرمه : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (رجال الطوسي : ص ٣٣ الرقم ١٤٨؛ أُسد الغابة : ج ١ ص ٣٣٣؛ موسوعة الإمام عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام : ج ٥ ص ٣٧٦ ـ ٣٨٠ وج ٦ ص ٤٤ و ٧٢). وجدير بالانتباه إلى أنّ مسجد جرير اعتُبر في الكافي والتهذيب والخصال من المساجد الملعونة ، وورد بأنّ جرير التحق بمعاوية على عهد الإمام عليّ عليه‌السلام وإنّ الإمام ذمّه بشدّة وهدم بيته.

٤. المعجم الكبير : ج ٢ ص ٣٠٠ ح ٢٢٥٤ ، صحيح البخاري : ج ٣ ص ١١٠٠ ح ٢٨٥٧ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٢٥ ح ١٣٥ ، مسند ابن حنبل : ج ٧ ص ٦٥ ح ١٩٢٢٥ ، السنن الكبرى : ج ٩ ص ٢٩٣ ح ١٨٥٨٤ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٣٢٩ ح ٣٦٩٣٠.

٥. كان صحابيّا ، غزا مع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سكن الكوفة (رجال الطوسي : ص ٣٤ الرقم ١٧٠؛ أُسد الغابة : ج ١ ص ٥٤٦ الرقم ٧٦٤ ، الإصابة : ج ١ ص ٥٩٥ الرقم ١١٧٤).

٤٤٣

فَرَسٍ لي عَجفاءَ ١ ضَعيفَةٍ ، فَكُنتُ في آخِرِ النّاسِ فَلَحِقَني فَقالَ : سِر يا صاحِبَ الفَرَسِ! فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، عَجفاءُ ضَعيفَةٌ! فَرَفَعَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله مِخفَقَةً كانَت مَعَهُ فَضَرَبَها بِها ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَهُ فيها. قالَ : فَلَقَد رَأَيتُني اُمسِكُ رَأسَها أن تَقَدَّمَ النّاسَ. قالَ : ولَقَد بِعتُ مِن بَطنِها بِاثنَي عَشَرَ ألفا. ٢

١٥. حارِثَةُ بنُ مالِكٍ ٣

١٢٢١. الإمام الصادق عليه‌السلام : اِستَقبَلَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله حارِثَةَ بنَ مالِكِ بنِ النُّعمانِ الأَنصارِيَّ ، فَقالَ لَهُ :

كَيفَ أنتَ يا حارِثَةَ بنَ مالِكٍ؟

فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، مُؤمِنٌ حَقّا.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لِكُلِّ شَيءٍ حَقيقَةٌ فَما حَقيقَةُ قَولِكَ؟ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، عَزَفَت نَفسي عَنِ الدُّنيا ، فَأَسهَرتُ لَيلي وأظمَأتُ هَواجِري ، وكَأَنّي أنظُرُ إلى عَرشِ رَبّي وقَد وُضِعَ لِلحِسابِ ، وكَأَنّي أنظُرُ إلى أهلِ الجَنَّةِ يَتَزاوَرونَ فِي الجَنَّةِ ، وكَأَنّي أسمَعُ عُواءَ أهلِ النّارِ فِي النّارِ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : عَبدٌ نَوَّرَ اللّه قَلبَهُ ، أبصَرتَ فَاثبُت.

فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، ادعُ اللّه لي أن يَرزُقَنِي الشَّهادَةَ مَعَكَ.

فَقالَ : اللّهُمَّ ارزُق حارِثَةَ الشَّهادَةَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. العجفاء : المهزولة (النهاية : ج ٣ ص ١٨٦ «عجف»).

٢. المعجم الكبير : ج ٢ ص ٢٨٠ ح ٢١٧٢ ، دلائل النبوّة : ج ٦ ص ١٥٣ ، أُسد الغابة : ج ١ ص ٥٤٦ ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٣٦٩ ح ٣٥٣٨٤؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٨٣ عن مرّة بن جعيل الأشجعي ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥٤ ح ٨٥ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٢ ح ٣٠.

٣. هو حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاريّ ، استشهد بدعاء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (الإصابة : ج ١ ص ٦٨٩ الرقم ١٤٨٣).

٤٤٤

فَلَم يَلبَث إلاّ أيّاما حَتّى بَعَثَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله سَرِيَّةً فَبَعَثَهُ فيها ، فَقاتَلَ فَقَتَلَ تِسعَةً أو ثَمانِيَةً ، ثُمَّ قُتِلَ. ١

١٦. حُذَيفَةُ بنُ اليَمانِ ٢

١٢٢٢. تاريخ دمشق عن حذيفة : أتَيتُ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهُوَ يُصَلّي بَينَ المَغرِبِ وَالعِشاءِ ، فَلَم يَزَل يُصَلّي حَتّى صَلَّى العِشاءَ ، فَلَمَّا انصَرَفَ تَبِعتُهُ.

فَقالَ : مَن هذا؟ قُلتُ : حُذَيفَةُ. قالَ : اللّهُمَّ اغفِر لِحُذَيفَةَ ولاُِمِّهِ. ٣

١٧. حَسّانُ بنُ شَدّادٍ ٤

١٢٢٣. أُسد الغابة عن نهشل بن حسّان بن شدّاد عن أبيه : وَفَدَت اُمّي عَلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ، إنّي وَفَدتُ إلَيكَ لِتَدعُوَ لِبُنَيَّ هذا أن يَجعَلَ اللّه فيهِ البَرَكَةَ ، وأن يَجعَلَهُ كَبيرا طَيِّبا مُبارَكا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٥٤ ح ٣ ، المحاسن : ج ١ ص ٣٨٤ ح ٨٤٩ كلاهما عن أبي بصير ، الجعفريّات : ص ٧٧ ، النوادر للراوندي : ص ١٣٨ ح ١٨٥ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم‌السلام ، مشكاة الأنوار : ص ٤٦ ح ٣١ عن إسحاق بن عمّار والثلاثة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ١٧٤ ح ٢٩.

٢. حذيفة بن اليمان بن جابر ، أبو عبد اللّه العبسيّ ، من وجهاء الصحابة وأعيانهم ، لم يشهد بدرا ، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد ، كان صاحب سرّ رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنافقين. كان أحد الثابتين في عقيدتهم ، ووقفوا إلى جانب عليّ عليه‌السلام بخطىً ثابتة. كان حذيفة ممّن شهد جنازة السيّدة فاطمة الزهراء عليها‌السلاموصلّى على جثمانها الطاهر. ولي المدائن في عهد عمر وعثمان. كان مريضا في بداية خلافة أمير المؤمنين ومع ذلك لم يطق السكوت عن مناقبه وفضائله صلوات اللّه عليه ، فصعد المنبر بجسمه العليل وأثنى عليه أبلغ الثناء وأخذ له البيعة ، وتوفّي بعد سبعة أيّام ، وقيل : توفّي بعد أربعين يوما (رجال الطوسي : ص ٣٥ الرقم ١٧٨ وص ٦٠ الرقم ٥١١ ، أُسد الغابة : ج ١ ص ٧٠٦ الرقم ١١١٣ ، موسوعة الإمام عليّبن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٩٥).

٣. تاريخ دمشق : ج ١٢ ص ٢٦٨ ح ٢٩٤٠ ، التهجّد وقيام الليل : ص ١٤٢ ح ٣١٧ نحوه.

٤. له ولأُمّه صحبة (أُسد الغابة : ج ٢ ص ١١ الرقم ١١٥٨ ، الإصابة : ج ٢ ص ٥٨ الرقم ١٧١٣).

٤٤٥

فَمَسَحَ وَجهَهُ ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَهُما فيهِ ، وَاجعَلهُ كَبيرا طَيِّبا. ١

١٨. حُصَينُ بنُ أوسٍ ٢

١٢٢٤. السنن الكبرى عن زياد بن الحصين عن أبيه : أنَّهُ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بِالمَدينَةِ.

فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اُدنُ مِنّي فَدَنا مِنهُ ، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلى ذُؤابَتِهِ ، ثُمَّ أجرى يَدَهُ وسَمَّتَ عَلَيهِ ودَعا لَهُ. ٣

١٢٢٥. المعجم الكبير عن حصين بن أوس : أتَينَا المَدينَةَ وَالنَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بِها ، ومَعي إبِلٌ لي ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، مُر أهلَ الغائِطِ ٤ أن يُحسِنوا مُخالَطَتي وأن يُعينوني.

قالَ : فَقاموا مَعي ، فَلَمّا بِعتُ إبِلي أتَيتُ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ لي : «اُدنُه» ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلى ناصِيَتي ، ودَعا لي ثَلاثَ مَرّاتٍ. ٥

١٩. حُلَيسُ بنُ زَيدٍ ٦

١٢٢٦. أُسد الغابة ـ في ذِكرِ حُلَيسِ بنِ زَيدٍ ـ : إنَّهُ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بَعدَ وِفادَةِ أخيهِ الحارِثِ بنِ زَيدِ بنِ صَفوانَ ، فَمَسَحَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَجهَ الحُلَيسِ ودَعا لَهُ بِالبَرَكَةِ. ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. أُسد الغابة : ج ٢ ص ١١ ، المعجم الكبير : ج ٤ ص ٤٤ ح ٣٥٩٤ نحوه ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٣٤٩ ح ٣٦٩٨٠.

٢. عدّه ابن حجر متّحدا مع حصين بن قيس النهشليّ ، وكان صحابيّا. ذكره ابن حبّان في الثقات (تقريب التهذيب : ج ١ ص ٢٢١ ؛ الثقات : ج ٣ ص ٨٨).

٣. السنن الكبرى للنسائي : ج ٥ ص ٤١٣ ح ٩٣٣١ ، سنن النسائي : ج ٨ ص ١٣٤ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ٣١ كلاهما نحوه ، الإصابة : ج ٢ ص ٧٢.

٤. أراد أهل الوادي الذي كان ينزله (النهاية : ج ٣ ص ٣٩٦ «غوط»).

٥. المعجم الكبير : ج ٤ ص ٣١ ح ٣٥٦٠ ، المعجم الأوسط : ج ٨ ص ٦١ ح ٧٩٦٥ ، الإصابة : ج ٢ ص ٧٣ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ٣١ نحوه.

٦. لم نقف على ترجمته زائداً على ما ورد في المتن.

٧. أُسد الغابة : ج ٢ ص ٦٣ ، الإصابة : ج ٢ ص ١٠١ وفيه «وفاة» بدل «وفادة».

٤٤٦

٢٠. حَنظَلَةُ بنُ حِذيَمٍ ١

١٢٢٧. مسند ابن حنبل عن ذيّال بن عتبة بن حنظلة عن جدّه حنظلة بن حذيم ٢ بن حنيفة : دَنا بي جَدّي. إلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقالَ : إنَّ لي بَنينَ ذَوي لِحىً ودونَ ذلِكَ ، وإنَّ ذا أصغَرُهُم فَادعُ اللّه لَهُ.

فَمَسَحَ رَأسَهُ وقالَ : بارَكَ اللّه فيكَ ـ أو بورِكَ فيهِ ـ.

قالَ ذَيّالٌ : فَلَقَد رَأَيتُ حَنظَلَةَ يُؤتى بِالإِنسانِ الوارِمِ وَجهُهُ أوِ البَهيمَةِ الوارِمَةِ الضَّرعِ فَيَتفِلُ عَلى يَدَيهِ ويَقولُ : بِسمِ اللّه ، ويَضَعُ يَدَهُ عَلى رَأسِهِ ويَقولُ ٣ عَلى مَوضِعِ كَفِّ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَيَمسَحُهُ عَلَيهِ ـ وقالَ ذَيّالٌ : ـ فَيَذهَبُ الوَرَمُ. ٤

٢١. خالِدُ بنُ عَبدِ العُزّى ٥

١٢٢٨. الثقات : خالِدُ بنُ عَبدِ العُزَّى بنِ سَلامَةَ أبو خَنّاسٍ لَهُ صُحبَةٌ ، أكَلَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في دارِهِ ، وقالَ : اللّهُمَّ بارِك لَهُ ولاِبنِهِ خَنّاسٍ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو حنظلة بن حذيم بن حنيفة المالكيّ ، أبو عبيد. وفد مع أبيه وجدّه وهو صغير على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (الجرح والتعديل : ج ٢ ص ٢٣٩ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ٦٣ ، تقريب التهذيب : ج ١ ص ٢٤٩).

٢. في المصدر : «جذيم» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى.

٣. العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال ، وتطلقه على غير الكلام واللسان ، فتقول : قال بيده : أي أخذ ... (النهاية : ج ٤ ص ١٢٤ «قول»).

٤. مسند ابن حنبل : ج ٧ ص ٣٦٧ ح ٢٠٦٩٠ ، التاريخ الكبير : ج ٣ ص ٣٧ ، المعجم الكبير : ج ٤ ص ٦ ح ٣٤٧٧ وص ١٤ ح ٣٥٠١ ، تهذيب الكمال : ج ٧ ص ٤٣٤ ، الإصابة : ج ٢ ص ١١٦ كلّها نحوه.

٥. أبو خناش كما في أُسد الغابة : ج ٢ ص ١٠٢ ، وأبو خناس كما في الإصابة : ج ٢ ص ٢٠٧. وكنّاه النسائي أبا محرش ، وهو قوي ؛ فإنّ أبا خناس كنية ابنه مسعود (الإصابة : ج ٢ ص ٢٠٧).

٦. الثقات : ج ٣ ص ١٠٤ ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٤٢٧ ح ٣٥٤٨٧ نقلاً عن الحسن بن سفيان.

٤٤٧

٢٢. السائِبُ بنُ يَزيدَ ١

١٢٢٩. دلائل النبوّة عن عطاء مولى السائب : كانَ رَأسُ السّائِبِ أسوَدَ مِن هذَا المَكانِ ، ووَصَفَ بِيَدِهِ أنَّهُ كانَ أسوَدَ الهامَةِ إلى مُقَدَّمِ رَأسِهِ ؛ وكانَ سائِرُهُ ـ مُؤَخَّرُهُ ولِحيَتُهُ وعارِضاهُ ـ أبيَضَ.

فَقُلتُ : يا مَولايَ ، ما رَأَيتُ أحَدا أعجَبَ شَعرا مِنكَ!

قالَ : وما تَدري يا بُنَيَّ لِمَ ذلِكَ؟ إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله مَرَّ بي وأنَا مَعَ الصِّبيانِ فَقالَ : مَن أنتَ؟ قُلتُ : السّائِبُ بنُ يَزيدَ أخُو النَّمِرِ ، فَمَسَحَ يَدَهُ عَلى رَأسي ، وقالَ : «بارَكَ اللّه فيكَ» ، فَهُوَ لا يَشيبُ أبَدا. ٢

١٢٣٠. صحيح البخاري عن السائب بن يزيد : ذَهَبَت بي خالَتي إلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ ابنَ اُختي وَجِعٌ ، فَمَسَحَ رَأسي ودَعا لي بِالبَرَكَةِ. ٣

٢٣. سَلمانُ ٤

١٢٣١. الإمام ٥ الباقر عليه‌السلام : إنَّ سَلمانَ الفارِسِيَّ كانَ لِناسٍ مِن بَنِي النَّضيرِ ، فَكاتَبوهُ عَلى أن يَغرِسَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة ، اختلف في نسبه ، فقيل : كنانيّ ، وقيل : كنديّ ، وقيل : ليثيّ ، وقيل : سلميّ ، وقيل : هذليّ ، وقيل : أزديّ ، ولد في السنة الثانية ، شارك مع أبيه في حجّة الوداع وهو ابن سبع سنوات. واختلف في وفاته ، فقيل : توفّي سنة ٨٠ ه وقيل : سنة ٨٦ ه ، وقيل : سنة ٩١ ه وهو ابن أربع وتسعين. له أحاديث قليلة (الاستيعاب : ج ٢ ص ١٤٤ الرقم ٩٠٧ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ٤٠١ الرقم ١٩٢٦ ، الإصابة : ج ٣ ص ٢٢).

٢. دلائل النبوّة للبيهقي : ج ٦ ص ٢٠٩؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥٣ ح ٨٢ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٢ ح ٢٨.

٣. صحيح البخاري : ج ١ ص ٨١ ح ١٨٧ وج ٥ ص ٢١٤٦ ح ٥٣٤٦ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٨٢٣ ح ١١١ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٠٢ ح ٤٦٤٣ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ٤ ص ٣٦١ ح ٧٥١٨ ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٤٣٤ ح ٣٧١٤٠.

٤. سلمان الفارسيّ ، أبو عبد اللّه ، وهو سلمان المحمّديّ ، زاهد ، ثاقب البصيرة ، نقيّ الفطرة من سلالة

٤٤٨

لَهُم كَذا وكَذا وَدِيَّةً ١ حَتّى يَبلُغَ عَشرَ سَعَفاتٍ.

فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ضَع عِندَ كُلِّ نَقيرٍ ٢ وَدِيَّةً ، ثُمَّ غَدَا النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَوَضَعَها بِيَدِهِ ودَعا لَهُ فيها ، فَكَأَنَّها كانَت عَلى ثَبَجِ البَحرِ ٣ ، فَأَعلَمَت ٤ مِنها وَدِيَّةٌ ، فَلَمّا أفاءَهَا اللّه عَلَيهِ ـ وهِيَ المَنبِتُ ـ جَعَلَهَا اللّه ٥ صَدَقَةً ، فَهِيَ صَدَقَةٌ بِالمَدينَةِ. ٦

٢٤. سَوادَةُ بنُ قَيسٍ ٧

١٢٣٢. الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس ـ في حَديثٍ طَويلٍ يَذكُرُ فيهِ وَفاةَ النَّبِيِّ : قالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ رَبّي عز وجل حَكَمَ وأقسَمَ أن لا يَجوزَهُ ظُلمُ ظالِمٍ ، فَناشَدتُكُم بِاللّه ، أيُّرَجُلٍ مِنكُم كانَت لَهُ قِبَلَ مُحَمَّدٍ مَظلِمَةٌ إلاّ قامَ فَليَقتَصَّ مِنهُ ، فَالقِصاصُ في دارِ الدُّنيا أحَبُّ إلَيَّ مِنَ القِصاصِ في دارِ الآخِرَةِ عَلى رُؤوسِ المَلائِكَةِ وَالأَنبِياءِ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ فارسيّة ، مولده رامهرمز ، وأصله من أصبهان ، صحابيّ جليل ، شهد الخندق وأعان المؤمنين بذكائه وخبرته بفنون القتال ، واقترح حفر الخندق فلقي اقتراحه ترحيبا ، كان يعيش في غاية الزهد ، وأعرض عن زخارف الحياة ، وقد رعى حرمة الحقّ بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يحد عن مسير الحقّ ، وكان من عُشّاق عليّ وآل البيت عليهم‌السلام ومن أصفياء أصحاب عليّ عليه‌السلام ، وكان من شرطة الخميس (رجال البرقي : ص ١ و ٣ و ٤) ولاّه عمر على المدائن فكانت حكومته فيها من المظاهر المشرّفة الباعثة على الفخر والاعتزاز ، كان من المعمِّرين ، وتوفّي سنة ٣٤ ه بالمدائن أيّام حكومة عمر ، أو عثمان (راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ١٤٣).

١. الوَدِيّة : واحد الودِيّ؛ وهو صغار النخل (النهاية : ج ٥ ص ١٧٠ «ودا»).

٢. في المصدر : «فقير» ، وما أثبتناه من كنز العمّال.

٣. ثَبَج البحر : وسطه ومعظمه (النهاية : ج ١ ص ٢٠٦ «ثبج»).

٤. أي انشقّت ، من علم شفته : شقّها (القاموس المحيط : ج ٤ ص ١٥٣ «علم»).

٥. في كنز العمّال : «جعلها صدقة» وهو الأظهر.

٦. المصنّف لعبد الرزّاق : ج ٨ ص ٤١٨ ح ١٥٧٦٦ عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٤٢٧ ح ٣٧١٣٠.

٧. لم نقف على ترجمته زائداً على ما ورد في المتن.

٤٤٩

فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أقصَى القَومِ ، يُقالُ لَهُ : سَوادَةُ بنُ قَيسٍ ، فَقالَ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي يا رَسولَ اللّه ، إِنَّكَ لَمّا أقبَلتَ مِنَ الطّائِفِ ، استَقبَلتُكَ وأنتَ عَلى ناقَتِكَ العَضباءِ وبِيَدِكَ القَضيبُ المَمشوقُ ، فَرَفَعتَ القَضيبَ وأنتَ تُريدُ الرّاحِلَةَ فَأَصابَ بَطني ، فَلا أدري عَمدا أو خَطَأً ، فَقالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَعاذَ اللّه أن أكونَ تَعَمَّدتُ!

ثُمَّ قالَ : يا بِلالُ ، قُم إلى مَنزِلِ فاطِمَةَ فَائتِني بِالقَضيبِ المَمشوقِ. فَخَرَجَ بِلالٌ وهُوَ يُنادي في سِكَكِ المَدينَةِ : مَعاشِرَ النّاسِ ، مَن ذَا الَّذي يُعطِي القِصاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ؟! فَهذا مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله يُعطِي القِصاصَ مِن نَفسِهِ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ ....

فَقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أينَ الشَّيخُ؟ فَقالَ الشَّيخُ : ها أنَا ذا يا رَسولَ اللّه ، بِأَبي أنتَ واُمّي! فَقالَ : تَعالَ ، فَاقتَصَّ مِنّي حَتّى تَرضى.

فَقالَ الشَّيخُ : فَاكشِف لي عَن بَطنِكَ يا رَسولَ اللّه. فَكَشَفَ صلى‌الله‌عليه‌وآله عَن بَطنِهِ ، فَقالَ الشَّيخُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّه! أتَأذَنُ لي أن أضَعَ فَمي عَلى بَطنِكَ؟ فَأَذِنَ لَهُ.

فَقالَ : أعوذُ بِمَوضِعِ القِصاصِ مِن بَطنِ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنَ النّارِ يَومَ النّارِ.

فَقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سَوادَةَ بنَ قَيسٍ ، أتَعفو أم تَقتَصُّ؟ فَقالَ : بَل أعفو يا رَسولَ اللّه.

فَقالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ اعفُ عَن سَوادَةَ بنِ قَيسٍ كَما عَفا عَن نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ. ١

٢٥. عَبدُ اللّه بنُ جَعفَرٍ ٢

١٢٣٣. المناقب : ٣ مَرَّ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بِعَبدِ اللّه بنِ جَعفَرٍ وهُوَ يَصنَعُ شَيئا مِن طينٍ مِن لُعَبِ الصِّبيانِ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأمالي للصدوق : ص ٧٣٣ ح ١٠٠٤ ، روضة الواعظين : ص ٨٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٢٣٥ ، بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٥٠٨ ح ٩ ، وراجع كنز العمّال : ج ١٥ ص ٩١ ح ٤٠٢٢٢ و ٤٠٢٢٣.

٢. من أصحاب رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ والحسن عليهما‌السلام ، قليل الرواية. (رجال البرقي : ص ٢ ، رجال الطوسي : ص ٤٢

٤٥٠

فَقالَ : ما تَصنَعُ بِهذا؟ قالَ : أبيعُهُ. قالَ : ما تَصنَعُ بِثَمَنِهِ؟ قالَ : أشتَري رُطَبا فَآكُلُهُ.

فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ بارِك لَهُ في صَفقَةِ يَمينِهِ. فَكانَ يُقالُ : مَا اشتَرى شَيئا قَطُّ إلاّ رَبِحَ فيهِ. ١

٢٦. عَبدُ اللّه بنُ عَبّاسٍ ٢

١٢٣٤. سنن الترمذي عن ابن عبّاس : دَعا لي رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يُؤتِيَنِي الحِكمَةَ مَرَّتَينِ. ٣

١٢٣٥. الإصابة عن ابن عمر : دَعَا النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لاِبنِ عَبّاسٍ ، فَقالَ : اللّهُمَّ بارِك فيهِ وَانشُر مِنهُ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ الرقم ٢٨٧ وص ٧٠ الرقم ٦٤٢ وص ٩٥ الرقم ٩٤٢) كان كريما جوادا ظريفا خليقا عفيفا سخيّا وسمّي بحر الجود. ويقال : إنّه لم يكن في الإسلام أسخى منه. توفّي سنة ٨٠ ه وهو ابن تسعين سنة (الاستيعاب : ج ٢ ص ١٩٤ الرقم ١٠١٩).

١. المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٨٤ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٧ ح ٤٥ ، وراجع مسند ابن حنبل : ج ١ ص ٤٣٨ ح ١٧٥٠.

٢. عبد اللّه بن عبّاس بن عبد المطّلب ، أبوالعبّاس القرشيّ الهاشميّ ، من المفسّرين والمحدّثين المشهورين في التاريخ الإسلامي ، ولد بمكّة في الشعب قبل الهجرة بثلات سنين ، وذهب إلى المدينة سنة ٨ ه عام الفتح ، كان عمر يستشيره في أيّام خلافته ولمّا آلت الخلافة إلى الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام كان صاحبه ونصيره ومستشاره وأحد ولاته وأُمرائه العسكريّين ، كان واليا على البصرة عند استشهاد الإمام عليّ عليه‌السلام. بايع الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام وتوجَّه إلى البصرة من قبله ، ولم يشترك مع الإمام الحسين عليه‌السلام في كربلاء وعلّل البعض ذلك بعماه. كان عالما له منزلة رفيعة في التفسير والحديث والفقه ، وكان تلميذ الإمام عليّ عليه‌السلام في العلم ، توفّي في منفاه بالطائف سنة ٦٨ ه وهو ابن إحدى وسبعين ، وهو يكثر من قوله : «اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بمحمّد وآله ، اللّهمّ إني أتقرّب إليك بولاية الشيخ علي بن أبي طالب عليه‌السلام» (رجال البرقي : ص ٢ ، رجال الطوسي : ص ٤٢ الرقم ٢٨٤ وص ٧٠ الرقم ٦٤١ ، خلاصة الأقوال : ص ١٩٠ الرقم ٥٨٦ ، أُسد الغابة : ج ٣ ص ٢٩١ ، الاستيعاب : ج ٣ ص ٩٣٤ ، الإصابة : ج ٤ ص ١٢٢ ، موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ١٨٥).

٣. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٦٧٩ ح ٣٨٢٣ ، المعجم الكبير : ج ١٠ ص ٢٦٤ ح ١٠٦١٥ ، سير أعلام النبلاء : ج ٣ ص ٣٣٩ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٣٦٥ ، تهذيب الكمال : ج ١٥ ص ١٥٥ ، الإصابة : ج ٤ ص ١٢٤ ، الاستيعاب : ج ٣ ص ٦٧ كلاهما نحوه.

٤. الإصابة : ج ٤ ص ١٢٥ ، الاستيعاب : ج ٣ ص ٦٧ ، ذخائر العقبى : ص ٣٧٦ عن الطائي ، البداية والنهاية : ج ٨ ص ٢٩٦ ، كنز العمّال : ج ١١ ص ٧٣١ ح ٣٣٥٨٥.

٤٥١

١٢٣٦. المعجم الأوسط عن ابن عبّاس : أجلَسَني رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في حِجرِهِ فَمَسَحَ رَأسي ، وقالَ : اللّهُمَّ عَلِّمهُ الحِكمَةَ. ١

٢٧. عَبدُ اللّه بنُ مَسعودٍ ٢

١٢٣٧. المعجم الكبير عن عبد اللّه بن مسعود : مَرَّ بِيَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنَا في غَنَمٍ لِعُقبَةَ ، فَمَسَحَ رَأسي وقالَ : يَرحَمُكَ اللّه ، إنَّكَ غُلَيمٌ مُعَلَّمٌ. ٣

١٢٣٨. مسند ابن حنبل عن ابن مسعود : كُنتُ أرعى غَنَما لِعُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، فَمَرَّ بي رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو بَكرٍ ، فَقالَ : يا غُلامُ ، هَل مِن لَبَنٍ؟ قالَ : قُلتُ : نَعَم ، ولكِنّي مُؤتَمَنٌ. قالَ : فَهَل مِن شاةٍ لَم يَنزُ عَلَيهَا الفَحلُ؟ فَأَتَيتُهُ بِشاةٍ ، فَمَسَحَ ضَرعَها فَنَزَلَ لَبَنٌ فَحَلَبَهُ في إناءٍ ، فَشَرِبَ وسَقى أبا بَكرٍ ، ثُمَّ قالَ لِلضَّرعِ : اِقلِص ، فَقَلَصَ.

قالَ : ثُمَّ أتَيتُهُ بَعدَ هذا فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، عَلِّمني مِن هذَا القَولِ.

قالَ : فَمَسَحَ رَأسي وقالَ : يَرحَمُكَ اللّه ، فَإِنَّكَ عُلَيِّمٌ مُعَلَّمٌ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المعجم الأوسط : ج ٧ ص ٣٥١ ح ٧٧٠٢ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٣٦٥ ، سير أعلام النبلاء : ج ٣ ص ٣٣٤ ، الإصابة : ج ٤ ص ١٢٤ ، البداية والنهاية : ج ٨ ص ٢٩٧ كلّها نحوه.

٢. كان صحابيّا ، أسلم قديما في أوّل الإسلام ، هاجر الهجرتين ، وشهد بدرا والمشاهد بعدها ، وكان صاحب نعليه ، وحدّث عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكثير (الإصابة : ج ٤ ص ١٩٩ الرقم ٤٩٧٠؛ رجال الطوسي : ص ٤٢ الرقم ٢٨٦ ، الخصال : ص ٤٦٢ ح ٤). كان مستقلاًّ في أمره ، ولم يتبع أميرالمؤمنين ولم يشايعه (معجم رجال الحديث : ج ١١ ص ٣٤٦). سيّره عمر إلى الكوفة ليعلّمهم أُمور دينهم ، وبعث عمّارا أميرا وقال : إنّهما من النّجباء من أصحاب محمّد فاقتدوا بهما. ثمّ أمّره عثمان على الكوفة ، ثمّ عزله فأمره بالرجوع إلى المدينة ، ومات فيها سنة ٣٢ ه (الاستيعاب : ج ٣ ص ١١٠ ، أُسد الغابة : ج ٣ ص ٣٨١ الرقم ٣١٨٢ ، الإصابة : ج ٤ ص ٢٠١).

٣. المعجم الكبير : ج ٩ ص ٧٩ ح ٨٤٥٧ ، المعجم الأوسط : ج ٧ ص ٣٢٢ ح ٨٦٢١ ، تاريخ دمشق : ج ٣٣ ص ٦٩ ح ٦٧٢٧ وفيه «متعلّم» بدل «مُعلّم».

٤. مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ١٦ ح ٣٥٩٨ ، صحيح ابن حبّان : ج ١٤ ص ٤٣٢ ح ٦٥٠٤ ، المعجم الكبير :

٤٥٢

٢٨. عَبدُ اللّه ذُو البِجادَينِ ١

١٢٣٩. أُسد الغابة عن زيد بن أسلم عن رجل حدّثه : مَرَرتُ بِرَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وهُوَ جالِسٌ عَلى قَبرٍ وهُوَ يُدفَنُ ، فَسَمِعتُهُ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي قَد رَضيتُ عَنهُ فَارضَ عَنهُ.

فَسَأَلتُ : مَن هُوَ؟ فَقيلَ : عَبدُ اللّه ذُو البِجادَينِ.

وقَد رَوى يونُسُ عَنِ ابنِ إسحاقَ عَن مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ عَن عَبدِ اللّه بنِ مَسعودٍ ، وذَكَرَ مَوتَ ذِي البِجادَينِ وقالَ في آخِرِهِ : وقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ إنّي أمسَيتُ عَنهُ راضِيا فَارضَ عَنهُ.

وقالَ ابنُ مَسعودٍ : فَلَيتَني كُنتُ صاحِبَ الحُفرَةِ. ٢

٢٩. عُبَيدٌ أبو عامِرٍ ٣

١٢٤٠. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ اغفِر لِعُبَيدٍ أبي عامِرٍ ... اللّهُمَّ اجعَلهُ يَومَ القِيامَةِ فَوقَ كَثيرٍ مِن خَلقِكَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ ج ٩ ص ٧٩ ح ٨٤٥٦ كلاهما نحوه ، تاريخ دمشق : ج ٣٣ ص ٧٠ ح ٦٧٢٨؛ الثاقب في المناقب : ص ٨٤ ح ٦٧ ، المناقب للكوفي : ج ١ ص ٧٠ ح ٢٨ كلاهما نحوه.

١. قدم على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان اسمه عبدالعزّى ، فسمّاه رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عبد اللّه ولقَّبه «ذو البِجادين» لأنَّه لمّا أسلم عند قومه جرَّدوه من كلّ ما عليه وألبسوه بِجادا ـ وهو الكِساء الغليظ الجافيّ ـ فهرب منهم إلى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا كان قريبا منه شقّ بجاده باثنين فاتّزر بأحدهما وارتدى بالآخر ، فقيل له : ذو البجادين ، وقيل غير ذلك في وجه تكنيته. صحب رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأقام معه ، وكان أوّاها فاضلاً كثير التلاوة للقرآن العزيز ، وكان يرفع صوته بالقرآن والتسبيح والتكبير ، فقال عمر : يا رسول اللّه ، أمُراءٍ هو؟ قال : «دعهُ عنك فإنّه أحد الأوّاهين» ، توفّي في حياة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله (أُسد الغابة : ج ٣ ص ٢٢٨ الرقم ٢٩٣٠ ، الإصابة : ج ٤ ص ١٣٩ الرقم ٤٨٢٢).

٢. أُسد الغابة : ج ٦ ص ٤٠٩ ، المعجم الأوسط : ج ٩ ص ٥٢ ح ٩١١١ عن كثير بن عبد اللّه عن أبيه عن جدّه ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج ٤ ص ١٧ ، البداية والنهاية : ج ٥ ص ١٨ كلاهما عن عبد اللّه بن مسعود نحوه.

٣. هو أبو عامر الأشعري ، عمّ أبي موسى ، واسمه عبيد بن سُليم بن حَضّار. من كبار الصحابة ، وقتل يوم حنين (أُسد الغابة : ج ٣ ص ٥٣٥ الرقم ٣٥٠٠ وج ٦ ص ١٨٣ الرقم ٦٠٤٣).

٤٥٣

مِنَ النّاسِ .... ١.

٣٠. عُروَةُ البارِقِيُّ ٢

١٢٤١. سنن الترمذي عن أبي لبيد عن عروة البارقي ، قال : دَفَعَ إلَيَّ رَسولُ الّه صلى‌الله‌عليه‌وآله دينارا لِأَشتَرِيَ لَهُ شاةً ، فَاشتَرَيتُ لَهُ شاتَينِ ، فَبِعتُ إحداهُما بِدينارٍ ، وجِئتُ بِالشّاةِ والدّينارِ إلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فَذَكَرَ لَهُ ما كان مِن أمرِهِ ، فَقالَ لَهُ : بارَكَ اللّه لَكَ في صَفقَةِ يَمينِك.

فَكانَ يَخرُجُ بَعدَ ذلِكَ إلى كُناسَةِ الكوفَةِ فَيَربَحُ الرِّبحَ العَظيمَ ، فَكانَ مِن أكثَرِ أهلِ الكوفَةِ مالاً. ٣

٣١. عُكاشَةُ بنُ مِحصَنٍ ٤

١٢٤٢. التوكّل عن عمران بن حصين عن رسول اللّ صلى الله ع يَدخُلُ الجَنَّةَ مِن اُمَّتي سَبعونَ ألفا بِغَيرِ حِسابٍ ، لا يَكتَوونَ ولا يَستَرقونَ ٥ ولا يَتَطَيَّرونَ ، وعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ.

فَقامَ عُكاشَةُ بنُ مِحصَنٍ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، ادعُ اللّه أن يَجعَلَني مِنهُم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. صحيح البخاري : ج ٤ ص ١٥٧١ ح ٤٠٦٨ وج ٥ ص ٢٣٤٥ ح ٦٠٢٠ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٤٤ ح ١٦٥ كلّها عن أبي موسى ، كنز العمّال : ج ١١ ص ٧٣٦ ح ٣٣٦٠٢.

٢. عروة بن الجَعد وقيل : ابن أبي الجعد البارقيّ ، سكن الكوفة ، وهو ممّن سيّره عثمان إلى الشام من أهل الكوفة. وكان من أصحاب الصفّة (أُسد الغابة : ج ٤ ص ٢٨ الرقم ٣٦٥١ ، الإصابة : ج ٥ ص ٢٤٥).

٣. سنن الترمذي : ج ٣ ص ٥٥٩ ح ١٢٥٨ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ٨٠٣ ح ٢٤٠٢ ، مسند ابن حنبل : ج ٧ ص ٩٣ ح ١٩٣٨٠ ، سنن الدارقطني : ج ٣ ص ١٠ ح ٢٩ و ٣٠ كلّها نحوه.

٤. من سادات الصحابة وفضلائهم ، شهد بدرا وأُحدا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله (أُسد الغابة : ج ٤ ص ٦٤ الرقم ٣٧٣٨).

٥. الرُّقْيَة : العُوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة كالحُمّى والصرع وغير ذلك من الآفات (النهاية : ج ٢ ص ٢٥٤ «رقى»).

٤٥٤

فَقالَ : اللّهُمَّ اجعَلهُ مِنهُم.

فَقامَ آخَرُ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، ادعُ اللّه أن يَجعَلَني مِنهُم.

فَقالَ : قَد سَبَقَكَ بِها عُكاشَةُ. ١

٣٢. عَمرُو بنُ الحَمِقِ ٢

١٢٤٣. المصنّف عن يونس بن سلمان عن جدّه عن عمرو بن الحمق إنَّهُ سَقَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لَبَنا ، فَقالَ : «اللّهُمَّ أمتِعهُ بِشَبابِهِ» ، فَلَقَد أتَت عَلَيهِ ثَمانونَ سَنَةً لا يَرى شَعرَةً بَيضاءَ. ٣

راجع : ص ٤٨١ ح ١٣٠٠.

٣٣. عُمَيرَةُ بِنتُ سَهلِ بنِ رافِعٍ ٤

١٢٤٤. المعجم الكبير عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدّته : أنَّ اُمَّها عُمَيرَةَ بِنتَ سَهلٍ صاحِبَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. التوكّل على اللّه لابن أبي الدنيا : ص ٥٨ ح ٢٥ ، صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢١٨٩ ح ٥٤٧٤ وص ٢٣٩٦ ح ٦١٧٦ كلاهما عن أبي هريرة ، صحيح مسلم : ج ١ ص ١٩٨ ح ٣٧١ ، مسند ابن حنبل : ج ٧ ص ٢١٣ ح ١٩٩٣٤ ، صحيح ابن حبّان : ج ١٣ ص ٤٤٨ ح ٦٠٨٤ عن ابن مسعود ، المعجم الكبير : ج ١٨ ص ١٦٩ ح ٣٨٠ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ٣ ص ١٠٠ ح ٥٦٨١.

٢. عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي ، صحابيّ جليل ، من صحابة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والإمام الحسن عليهما‌السلام ، أسلم بعد الحديبيّة ، وتعلّم الأحاديث من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان من الصفوة الذين وقفوا بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى جانب أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، شهد حروب أميرالمؤمنين عليه‌السلام وساهم فيها بكلّ صلابة وثبات ، وكان ولاؤه للإمام عليّ عليه‌السلام عظيما حتى قال له : ليت أنّ في جندي مئة مثلك. وكان عمرو صاحبا لحجر بن عديّ ورفيق دربه وصيحاته المتعالية ضدّ ظلم الأُمويين ، وهو الذي دفع معاوية إلى الهمّ بقتله فقتله عبد الرحمن بن الحكم سنة ٥٠ ه وأُرسل برأسه إلى معاوية ، وهو أوّل رأس في الإسلام يُحمل من بلد إلى بلد ، وعبَّر عنه الإمام الحسين عليه‌السلام ب «العبد الصالح الذي أبلته العبادة» (موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٢٣٨).

٣. المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٧ ص ٤٣٧ ح ١٢١ ، تاريخ دمشق : ج ٤٥ ص ٤٩٧ ح ٩٩٥٣ نحوه ، عمل اليوم والليلة لابن السنّي : ص ١٧١ ح ٤٧٦ ، الأذكار للنووي : ص ٢١٢ ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٤٩٥ ح ٣٧٢٨٨.

٤. لم نقف على ترجمته زائداً على ما ورد في المتن.

٤٥٥

الصّاعَينِ ـ الَّذي لَمَزَهُ المُنافِقونَ ـ حَدَّثَتها أنَّهُ خَرَجَ بِزَكاتِهِ بِصاعٍ مِن تَمرٍ ، وبِابنَتِهِ عُمَيرَةَ حَتّى أتَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَصَبَّ ، ثُمَّ قالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً. قالَ : وما هِيَ؟ قالَ : تَدعُو اللّه لي ولَها بِالبَرَكَةِ وتَمسَحُ رَأسَها ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ لي وَلَدٌ غَيرُها. قالَت : فَوَضَعَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَدَهُ عَلَيَّ ، فَاُقسِمُ بِاللّه لَكَأَنَّ بَردَ يَدِ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى كَبِدي. ١

٣٤. فاطِمَةُ بِنتُ أسَدٍ ٢

١٢٤٥. الخرائج والجرائح : إنَّ عَلِيّا عليه‌السلام بَكى يَوما ، وقالَ : ماتَت اُمّي ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقالَ :

هِيَ وَاللّه اُمّي حَقّا ، ما رَأَيتُ مِن عَمّي شَيئا إلاّ وقَد رَأَيتُ مِنها أكثَرَ مِنهُ.

ثُمَّ صاحَ : يا اُمَّ سَلَمَةَ! هذِهِ بُردَتي فَأَزِّريها فيها ، وهذِهِ قَميصي فَدَرِّعيها فيها ، وهذا رِدائي فَأدرِجيها فيهِ ، فَإِذا فَرَغتِ مِن غُسلِها فَأَعلِميني.

فَأَعلَمَتهُ اُمُّ سَلَمَةَ ، فَحَمَلَها عَلى سَريرِها ثُمَّ صَلّى عَلَيها ، ثُمَّ نَزَلَ لَحدَها فَلَبِثَ ما شاءَ اللّه لا يُسمَعُ لَهُ إلاّ هَمهَمَةٌ.

ثُمَّ صاحَ : يا فاطِمَةُ!

قالَت : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّه.

قالَ : هَل رَأَيتِ ما ضَمِنتُ لَكِ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المعجم الكبير : ج ٦ ص ١٠٧ ح ٥٦٥٠ وج ٢٤ ص ٣٤٠ ح ٨٤٩ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ٥٧٤ نحوه ، الإصابة : ج ٨ ص ٢٥٠.

٢. كانت امرأة لبيبة ، صلبة العقيدة ، فتيّة القلب ، احتضنت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في طفولته ، فكان يحبّها حبّاً شديدا حتى قال فيها : «كانت أُمّي بعد أُمّي التي ولدتني» ، وكان يُثني على حنانها وشفقتها عليه قائلاً : «لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها».

كانت أوّل امرأة بايعت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهاجرت إلى المدينة مع عليّ وفاطمة عليهما‌السلام مشيا على الأقدام ، ولمّا توفّيت كفّنها رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بقميصه ، وشارك في تشييعها ، وصلّى عليها ، ثمّ وضعها في قبرها بعد ما اضطجع فيه (راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١ ص ٦٧).

٤٥٦

قالَت : نَعَم ، فَجَزاكَ اللّه عَنّي فِي المَحيا وَالمَماتِ أفضَلَ الجَزاءِ.

فَلَمّا سَوّى عَلَيها وخَرَجَ ، سُئِلَ عَنها ، فَقالَ : قَرَأتُ عَلَيها يَوما : «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَ دَى كَمَا خَلَقْنَ ـ كُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» ١ فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ، وما فُرادى؟ قُلتُ : عُراةً. قالَت : وا سَوأَتاه! فَسَأَلتُ اللّه ألاّ يُبدِيَ ٢ عَورَتَها.

ثُمَّ سَأَلَتني عَن مُنكَرٍ ونَكيرٍ ، فَأَخبَرتُها بِحالِهِما ، بِأَنَّهُما كَيفَ يَجيئانِ. قالَت : وا غَوثاه بِاللّه مِنهُما! فَسَأَلتُ اللّه أن لا يُرِيَهُما إيّاها ، وأن يَفسَحَ لَها في قَبرِها ، وأن يَحشُرَها في أكفانِها. ٣

٣٥. قَتادَةُ بنُ عَيّاشٍ ٤

١٢٤٦. التاريخ الكبير عن قتادة : لَمّا عَقَدَ لي رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أخَذتُ بِيَدِهِ فَوَدَّعتُهُ ، فَقالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله :

«جَعَلَ اللّه التَّقوى زادَكَ ، وغَفَرَ ذَنبَكَ ، ووَجَّهَكَ إلَى الخَيرِ حَيثُما تَكونُ». ٥

٣٦. قَتادَةُ بنُ النُّعمانِ ٦

١٢٤٧. المعجم الكبير عن عمر عن أبيه قتادة بن النعمان ، ق اُهدِيَ إلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قَوسٌ فَدَفَعَها إلَيَّ يَومَ اُحُدٍ ، فَرَمَيتُ بِها بَينَ يَدَي رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله حَتَّى اندَقَّت عَن سِيَتِها ٧ ، ولَم أزُل عَن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأنعام : ٩٤.

٢. في المصدر : «تُبدِيَ» ، والصواب ما أثبتناه كما في تفسير نور الثقلين : ج ١ ص ٧٤٧ ح ١٨٨.

٣. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٩٠ ح ١٥٠.

٤. لم نقف على ترجمته.

٥. التاريخ الكبير : ج ٧ ص ١٨٥ ، المعجم الكبير : ج ١٩ ص ١٥ ح ٢٢ ، أُسد الغابة : ج ٤ ص ٣٦٩ وج ٥ ص ٣٧٩ ، الإصابة : ج ٥ ص ٣١٩ ، كنز العمّال : ج ٦ ص ٧٠٣ ح ١٧٤٧٨.

٦. قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاريّ ، يُكنّى أبا عمرو. كان من فضلاء الصحابة ، وكانت معه راية بني ظَفَر يوم الفتح. شهد العقبة وبدرا وأُحدا والمشاهد كلّها مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأُصيبت عينه يوم بدر ، وقيل : يوم الخندق. توفّي سنة ثلاث وعشرين وهو ابن خمس وستّين سنة (أُسد الغابة : ج ٤ ص ٣٧٠ الرقم ٤٢٧٧).

٧. في المصدر : «سنتها» ، وما أثبتناه من المصادر الاُخرى. قال الفيّومي : سية القوس : طَرَفُها المنحني

٤٥٧

مَقامي نُصبَ وَجهِ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ألقَى السِّهامَ بِوَجهي ، كُلَّما مالَ سَهمٌ مِنها إلى وَجهِ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله مَيَّلتُ رَأسي لِأَقِيَ وَجهَ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بِلا رَميٍ أرميهِ ، فَكانَ آخِرُها سَهما بَدَرَت مِنهُ حَدَقَتي ١ عَلى خَدّي ، وتَفَرَّقَ الجَمعُ فَأَخَذتُ حَدَقَتي بِكَفّي فَسَعَيتُ بِها في كَفّي إلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَلَمّا رَآها رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في كَفّي دَمَعَت عَيناهُ فَقالَ : «اللّهُمَّ إنَّ قَتادَةَ فَدى وَجهَ ٢ نَبِيِّكَ بِوَجهِهِ ، فَاجعَلها أحسَنَ عَينَيهِ وأحَدَّهُما نَظَرا».

فَكانَت أحسَنَ عَينَيهِ وأحَدَّهُما نَظَرا. ٣

٣٧. مَدلوكٌ الفَزارِيُّ ٤

١٢٤٨. الطبقات الكبرى عن مطر بن العلاء الفزاري الدمشقي : حَدَّثَتني عَمَّتي آمِنَةُ ـ أو اُمَيَّةُ ـ بِنتُ أبِي الشَّعثاءِ وقُطبَةُ مَولاةٌ لَنا ، قالَتا : سَمِعنا أبا سُفيانَ مَدلوكا يَقولُ : ذَهَبتُ مَعَ مَوالِيَّ إلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَأَسلَمتُ مَعَهُم ، فَدَعاني رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَمَسَحَ رَأسي بِيَدِهِ ، ودَعا فِيَّ بِالبَرَكَةِ.

قالَتا : فَكانَ مُقَدَّمُ رَأسِ أبي سُفيانَ أسوَدَ ما مَسَّتهُ يَدُ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسائِرُ ذلِكَ أبيَضُ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ (المصباح المنير : ص ٣٠٠ «سيه»).

١. الحَدَقة : العَين (النهاية : ج ١ ص ٣٥٤ «حدق»).

٢. في المصدر : «قد أوجه نبيّك» بدل «فدى وجه نبيّك» ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى.

٣. المعجم الكبير : ج ١٩ ص ٨ ح ١٢ ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ٤٨٤ ح ٤١٧ ، تاريخ دمشق : ج ٤٩ ص ٢٨١ ح ١٠٥٣٨ ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٣٧٧ ح ٣٥٣٩٦ ، وراجع مسند أبي يعلى : ج ٢ ص ٢١٦ ح ١٥٤٦.

٤. مَدلوكٌ أبو سفيان الفَزارِيُّ مولاهم ، أسلم مع مواليه حين قدموا على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومسح النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه (أُسد الغابة : ج ٥ ص ١٢٨ الرقم ٤٨١٦).

٥. الطبقات الكبرى : ج ٧ ص ٤٣٦ ، التاريخ الكبير : ج ٨ ص ٥٥ ، أُسد الغابة : ج ٥ ص ١٢٨ ، الإصابة : ج ٦ ص ٥١ ، تاريخ دمشق : ج ٥٧ ص ١٩١ ح ١١٩٧٠ ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٥٩٨ ح ٣٧٥٣٥.

٤٥٨

٣٨. النّابِغَةُ الجَعدِيُّ ١

١٢٤٩. الغيبة عن أبي حاتم السجستاني ـ في ذِكرِ النّابِغَةِ الجَعدِيِّ ـ : رُوِيَ أنَّهُ كانَ يَفتَخِرُ ويَقولُ : أتَيتُ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَأَنشَدتُهُ :

بَلَغنَا السَّماءَ مَجدُنا وجُدودُنا

وإنّا لَنَرجو فَوقَ ذلِكَ مَظهَرا

فَقالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أينَ المَظهَرُ يا أبا لَيلى؟ فَقُلتُ : الجَنَّةُ يا رَسولَ اللّه. فَقالَ : أجَل إن شاءَ اللّه تَعالى. ثُمَّ أنشَدتُهُ :

ولا خَيرَ في حِلمٍ إذا لَم يَكُن لَهُ

بَوادِرُ تَحمي صَفوَهُ أن يُكَدَّرا

ولا خَيرَ في جَهلٍ إذا لَم يَكُن لَهُ

حَليمٌ إذا ما أورَدَ الأَمرَ أصدَرا

فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَفضُضِ اللّه فاكَ.

وقيلَ : إنَّهُ عاشَ مِئَةً وعِشرينَ سَنَةً ، ولَم يَسقُط مِن فيهِ سِنٌّ ولا ضِرسٌ.

وقالَ بَعضُهُم : رَأَيتُهُ وقَد بَلَغَ الثَّمانينَ تَزُفُّ غُروبُهُ ٢ ، وكانَ كُلَّما سَقَطَت لَهُ ثَنِيَّةٌ تَنبُتُ لَهُ اُخرى مَكانَها ، وهُوَ مِن أحسَنِ النّاسِ ثَغرا. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. اختلف في اسمه ، فقيل : قيس بن عبد اللّه ، وقيل : عبد اللّه بن قيس ، وقيل : حيّان بن قيس بن عبد اللّه العامريّ الجعديّ. كان يذكر في الجاهلية دينَ إبراهيم والحنيفيّة ، ويصوم ويستغفر ، وله قصيدة أوّلها :

الحمد للّه لا شريك له

من لم يقلها فنفسه ظلما

وفد على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فأسلم ، وأنشد قصيدته الرائية ، وكان أوّل من أنشده ، وفيها :

أتيت رسول اللّه إذ جاءبالهُدى

ويتلو كتابا كالمجرَّة نيِّرا

ولم يزل يَرِدُ على الخلفاء بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان شاعرا محسنا إلاّ أنّه كان رديء الهجاء (أُسد الغابة : ج ٥ ص ٢٧٦ الرقم ٥١٦٢ ، الإصابة : ج ٦ ص ٣٠٨ ـ ٣١٣).

٢. أي تبرق أسنانه ، من زفّ البرق : لمع ، والغروب : الأسنان (تاج العروس : ج ١٢ ص ٢٥٢ «زفف» وج ٢ ص ٢٧٦ «غرب»).

٣. الغيبة للطوسي : ص ١١٩ ، الأمالي للسيّد المرتضى : ج ١ ص ١٩٢ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥١ ح ٧٧ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١١ ح ٢٥؛ دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ٤٥٩ ح ٣٨٥ عن النابغة بن الجعد.

٤٥٩

٣٩. هانِئٌ أبو مالِكٍ ١

١٢٥٠. الطبقات الكبرى عن خالد بن يزيد بن عبدالرحمن بن أبي مالك الهمداني عن أبيه عن جدّه هانئ : إنَّهُ قَدِمَ عَلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله مِنَ اليَمَنِ فَأَسلَمَ ، فَمَسَحَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى رَأسِهِ ودَعا لَهُ بِالبَرَكَةِ. ٢

٤٠. وائِلُ بنُ حُجرٍ ٣

١٢٥١. قصص الأنبياء عن وائل بن حجر : جاءَنا ظُهورُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنَا في مُلكٍ عَظيمٍ وطاعَةٍ مِن قَومي ، فَرَفَضتُ ذلِكَ وآثَرتُ اللّه ورَسولَهُ ، وقَدِمتُ عَلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَخبَرَني أصحابُهُ أنَّهُ بَشَّرَهُم قَبلَ قُدومي بِثَلاثٍ ؛ فَقالَ : هذا وائِلُ بنُ حُجرٍ قَد أتاكُم مِن أرضٍ بَعيدَةٍ مِن حَضرَمَوتَ ، راغِبا فِي الإِسلامِ ، طائِعا ، بَقِيَّةَ أبناءِ المُلوكِ.

فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، أتانا ظُهورُكَ وأنَا في مُلكٍ ، فَمَنَّ اللّه عَلَيَّ أن رَفَضتُ ذلِكَ وآثَرتُ اللّه ورَسولَهُ ودينَهُ راغِبا فيهِ.

فَقالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : صَدَقتَ ، اللّهُمَّ بارِك في وائِلٍ وفي وُلدِهِ ووُلدِ وُلدِهِ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هانِئٌ الهَمدانِيُّ ، أبو مالِكٍ ، جدّ خالد بن يزيد بن أبي مالك ، تنظّر البخاري في صحبته ، وقال أبو حاتم الرازيّ : إنّ له صحبة (أُسد الغابة : ج ٥ ص ٣٥٧ الرقم ٥٣٣٧ ، الإصابة : ج ٦ ص ٤٠٩).

٢. الطبقات الكبرى : ج ٧ ص ٤٣٧ ، التاريخ الكبير : ج ٨ ص ٢٢٨ ح ٢٨١٩ ، المعجم الكبير : ج ٢٢ ص ١٩٩ ح ٥٢٣ ، مسند الشاميّين : ج ٢ ص ٤٢٤ ح ١٦٢٠ ، الإصابة : ج ٦ ص ٤١٠.

٣. كان قيلاً من أقيال حضرموت ، وكان أبوه من ملوكهم. وفد على رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قد بشَّر أصحابه بقدومه قبل أن يصل بأيّام ، فلمّا دخل عليه رحّب به وأدناه من نفسه وبسط له رداءه. استعمله النبيّ على الأقيال من حضرموت. شهد مع عليّ عليه‌السلام صفّين ، وكان على راية حضرموت يومئذٍ (أُسد الغابة : ج ٥ ص ٤٠٥ الرقم ٥٤٤٣ ، الإصابة : ج ٦ ص ٤٦٦).

٤. قصص الأنبياء : ص ٢٩٥ ح ٣٦٧ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٦٠ ح ١٠٣ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٠٨ ح ٧.

٤٦٠