محمّد الري شهري
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧
البابُ الرّابِعُ
الاستنكاف عن الدّعاء والتّواني فيه
٤ / ١
التَّحذيرُ مِن تَركِ الدُّعاءِ
الكتاب
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). ١
(قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ). ٢
الحديث
١٣٠. الإمام عليّ عليهالسلام : أربَعٌ لِلمَرءِ لا عَلَيهِ : الإِيمانُ وَالشُّكرُ ... وَالاِستِغفارُ ... وَالدُّعاءُ ؛ فَإِنَّهُ قالَ تَعالى] : (قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ). ٣
١٣١. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ لِوَداعِ شَهرِ رَمَضانَ ـ : اللّهُمَّ ... وأنتَ الَّذي دَلَلتَهُم ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. غافر : ٦٠.
٢. الفرقان : ٧٧.
٣. الأمالي للطوسي : ص ٤٩٣ ح ١٠٨١ عن عمر بن صبح عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩١ ح ١٣.
وقُلتَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) فَسَمَّيتَ دُعاءَكَ عِبادَةً وتَركَهُ استِكبارا ، وتَوَعَّدتَ عَلى تَركِهِ دُخولَ جَهَنَّمَ داخِرينَ. ١
١٣٢. الإمام الصادق عليهالسلام : اُدعُ ولا تَقُل : قَد فُرِغَ مِنَ الأَمرِ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ هُوَ العِبادَةُ ؛ إنَّ اللّه َ عزّ وجل يَقولُ : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ، وقالَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ). ٢
١٣٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : تَركُ الدُّعاءِ مَعصِيَةٌ. ٣
١٣٤. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن لَم يَدعُ اللّه َ غَضِبَ اللّه ُ عَلَيهِ. ٤
١٣٥. عنه صلىاللهعليهوآله : قالَ اللّه ُ تَعالى : مَن لا يَدعوني أغضَبُ عَلَيهِ. ٥
١٣٦. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه َ عزّ وجل يُمسِكُ عَن عَبدِهِ الخَيرَ الكَثيرَ ، ويَقولُ : لا اُعطي عَبدي حَتّى يَسأَلَني. ٦
١٣٧. عنه صلىاللهعليهوآله : يَخرُجُ مِنَ النّارِ رَجُلٌ فَيَقولُ لَهُ رَبُّهُ تَعالى : ما تُعطيني إن أخرَجتُكَ؟ فَيَقولُ : يا رَبِّ! اُعطيكَ ما تَسأَ لُني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الصحيفة السجّاديّة : ص ١٧٣ الدعاء ٤٥ ، بحار الأنوار : ج ٧٣ ص ١٩٠.
٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٧ ح ٥ عن حمّاد بن عيسى وح ٧ ، عدّة الداعي : ص ٣٣ كلاهما نحوه.
٣. تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٢٠ ؛ المعجم الصغير : ج ١ ص ٢٥١ عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج ٦ ص ٤٧٣ ح ١٦٦١٠.
٤. مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٤٤٨ ح ٩٧٢٥ وص ٥١٨ ح ١٠١٨٢ ، الأدب المفرد : ص ١٩٨ ح ٦٥٨ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٤٥٦ ح ٣٣٧٣ ، مسند أبي يعلى : ج ٦ ص ١٢٧ ح ٦٦٢٥ وفيها «يسأل» بدل «يدع» ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٦٧ ح ١٨٠٦ وص ٦٦٨ ح ١٨٠٧ كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٣ ح ٣١٢٦.
٥. كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٣ ح ٣١٢٧ نقلاً عن العسكري في المواعظ عن أبي هريرة.
٦. الفردوس : ج ١ ص ١٦٩ ح ٦٣٢ عن أبي سعيد الخدري؛ مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ١٧٥ ح ٥٦٠٣ نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب.
فَيَقولُ لَهُ : كَذَبتَ ، وعِزَّتي! قَد سَأَلتُكَ ما هُوَ أهوَنُ مِن ذلِكَ فَلَم تُعطِني ؛ سَأَلتُكَ أن تَسأَلَني فَاُعطِيَكَ ، وتَدعُوَني فَأَستَجيبَ لَكَ ، وتَستَغفِرَني فَأَغفِرَ لَكَ. ١
١٣٨. الإمام عليّ عليهالسلام ـ في بَيانِ مُحاوَرَةِ اللّه ِ تَعالَى الأَغنِياء : ثُمَّ يُدعى بِالكافِرِ الفَقيرِ فَيَقولُ : يَابنَ آدَمَ ، ما فَعَلتَ فيما أمَرتُكَ؟
فَيَقولُ : اِبتَلَيتَني بِبَلاءِ الدُّنيا حَتّى أنسَيتَني ذِكرَكَ وشَغَلتَني عَمّا خَلَقتَني لَهُ.
فَيَقولُ لَهُ : فَهَلاّ دَعَوتَني فَأَرزُقَكَ ، وسَأَلتَني فاُعطِيَكَ؟ فَإِن قالَ : يا رَبِّ نَسيتُ ، هَلَكَ ، وإن قالَ : لَم أدرِ ما أنتَ ، هَلَكَ. فَيَقولُ لَهُ : لَو تَعلَمُ ما لَكَ عِندي لَبَكَيتَ كَثيرا. ٢
١٣٩. الإمام الصادق عليهالسلام : مَن لَم يَسأَلِ اللّه َ عزّ وجل مِن فَضلِهِ فَقَدِ افتَقَرَ. ٣
٤ / ٢
ذَمُّ المَلالِ مِنَ الدُّعاءِ
١٤٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا تَمَلّوا مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّكُم لا تَدرونَ مَتى يُستَجابُ لَكُم. ٤
١٤١. عدّة الداعي : وَرَدَ فِي الوَحيِ القَديمِ : ولا تَمَلَّ مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنّي لا أمَلُّ مِنَ الإِجابَةِ. ٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الفردوس : ج ٥ ص ٥١٢ ح ٨٩٢٤ ، الدرّ المنثور : ج ٨ ص ٣٣٧ نقلاً عن ابن مردويه نحوه وكلاهما عن أنس ، كنز العمّال : ج ١٤ ص ٥٤٢ ح ٣٩٥٥٧.
٢. تفسير القمّي : ج ٢ ص ٢٨٨ عن الحارث ، بحار الأنوار : ج ٧ ص ١٧٤ ح ٤.
٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٧ ح ٤ ، عدّة الداعي : ص ٢٣ كلاهما عن عمرو بن جميع ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٧ ح ١٩٧٧ ، الاختصاص : ص ٢٢٣ ، الدعوات : ص ١١٧ ح ٢٦٨ عنه عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٢٩٦ ح ١١.
٤. عوالي اللآلي : ج ١ ص ٤٤٢ ح ١٦١.
٥. عدّة الداعي : ص ١٤١ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧٣ ح ١٦.
٤ / ٣
ذَمُّ العَجزِ عَنِ الدُّعاءِ
١٤٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ أعجَزَ النّاسِ مَن عَجَزَ عَنِ الدُّعاءِ. ١
١٤٣. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَعجِزوا فِي الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَهلِكُ مَعَ الدُّعاءِ أحَدٌ. ٢
١٤٤. الإمام عليّ عليهالسلام : قالَ رَسولُ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله : لا تَعجِزوا عَنِ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ اللّه َ أنزَلَ عَلَيَّ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
فَقالَ رَجُلٌ : يا رَسولَ اللّه ِ ، رَبُّنا يَسمَعُ الدُّعاءَ؟ أم كَيفَ ذلِكَ؟ فَأَنزَلَ اللّه ُ : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ). ٣
٤ / ٤
ذَمُّ مَن لا يَدعو إلاّ عِندَ نُزولِ البَلاءِ
الكتاب
(قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَدِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ). ٤
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الأمالي للمفيد : ص ٣١٧ ح ٢ ، الأمالي للطوسي : ص ٨٩ ح ١٣٦ كلاهما عن أبي هريرة ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٨ ح ١٩٨٢ ، عدّة الداعي : ص ٣٤ ، مشكاة الأنوار : ص ٣٥٠ ح ١١٣٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩١ ح ١١.
٢. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٧١ ح ١٨١٨ ، الفردوس : ج ٥ ص ٢٨ ح ٧٣٥٣ كلاهما عن أنس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٦ ح ٣١٤٧؛ الدعوات : ص ١٩ ح ١٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.
٣. كنز العمّال : ج ٢ ص ٦١٢ ح ٤٨٨٣ نقلاً عن الحاكم في المستدرك على الصحيحين ، الدرّ المنثور : ج ١ ص ٤٦٩ نقلاً عن ابن عساكر في تاريخه.
٤. الأنعام : ٤٠ و ٤١.
(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّـكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ). ١
(وَإِذَا مَسَّ الاْءِنسَـنَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَ لِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ). ٢
(هُوَ الَّذِى يُسَيِّرُكُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِى الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّـكِرِينَ * فَلَمَّا أَنجَـاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِى الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ). ٣
(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ). ٤
(وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِى الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّـاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الاْءِنسَـنُ كَفُورًا). ٥
(فَإِذَا رَكِبُواْ فِى الْفُلْكِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّـاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ بِمَا ءَاتَيْنَـهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ). ٦
(وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُواْ بِمَا ءَاتَيْنَـهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ). ٧
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الأنعام : ٦٣ و ٦٤.
٢. يونس : ١٢.
٣. يونس : ٢٢ و ٢٣.
٤. النحل : ٥٣ و ٥٤.
٥. الإسراء : ٦٧.
٦. العنكبوت : ٦٥ و ٦٦.
٧. الروم : ٣٣ و ٣٤.
(وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّـلَلِ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّـاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِـايَـتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ). ١
(وَإِذَا مَسَّ الاْءِنسَـنَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُواْ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَـبِ النَّارِ). ٢
(فَإِذَا مَسَّ الاْءِنسَـنَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَـهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمِ بَلْ هِىَ فِتْنَةٌ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ). ٣
(لاَّ يَسْئمُ الاْءِنسَـنُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئوسٌ قَنُوطٌ ... وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الاْءِنسَـنِ أَعْرَضَ وَنَئا بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ). ٤
الحديث
١٤٥. الإمام عليّ عليهالسلام ـ لِرَجُلٍ سَأَلَهُ أن يَعِظَهُ ـ : لا تَكُن مِمَّن ... يُعجَبُ بِنَفسِهِ إذا عُوفِيَ ، ويَقنَطُ إذَا ابتُلِيَ ، إن أصابَهُ بَلاءٌ دَعا مُضطَرّا ، وإن نالَهُ رَخاءٌ أعرَضَ مُغتَرّا. ٥
١٤٦. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ في مُناجاتِهِ ـ : إلهي ... لا تَجعَلني مِمَّن يُبطِرُهُ الرَّخاءُ ، ويَصرَعُهُ البَلاءُ ؛ فَلا يَدعوكَ إلاّ عِندَ حُلولِ نازِلَةٍ ، ولا يَذكُرُكَ إلاّ عِندَ وُقوعِ جائِحَةٍ ٦ ، فَيُصرَعُ لَكَ خَدُّهُ ، وتُرفَعُ بِالمَسأَلَةِ إلَيكَ يَدُهُ. ٧
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. لقمان : ٣٢.
٢. الزمر : ٨.
٣. الزمر : ٤٩.
٤. فصّلت : ٤٩ و ٥١. ذو دعاء عريض أي كثير. استعار العَرض لكثرة الدعاء ودوامه ، كما استعار الغليظ لشدّة العذاب (مجمع البحرين : ج ٢ ص ١١٩٣ «عرض»).
٥. نهج البلاغة : الحكمة ١٥٠ ، بحار الأنوار : ج ٧٢ ص ٢٠٠ ح ٣٠ ؛ تذكرة الخواصّ : ص ١٣٤.
٦. الجائحة : هي الآفة التي تهلك الثِّمار والأموال وتستأصلها ، وكلُّ مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة : جائحة (النهاية : ج ١ ص ٣١١ ـ ٣١٢ «جوح»).
٧. بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ١٣٠ ح ١٩ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي.
١٤٧. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ جَدّي يَقولُ : تَقَدَّموا فِي الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ العَبدَ إذا كانَ دَعّاءً فَنَزَلَ بِهِ البَلاءُ فَدَعا ، قيلَ : صَوتٌ مَعروفٌ ، وإذا لَم يَكُن دَعّاءً فَنَزَلَ بِهِ بَلاءٌ فَدَعا ، قيلَ : أينَ كُنتَ قَبلَ اليَومِ؟! ١
١٤٨. عنه عليهالسلام : مَن تَقَدَّمَ فِي الدُّعاءِ استُجيبَ لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ ، وقالَتِ المَلائِكَةُ : صَوتٌ مَعروفٌ ولَم يُحجَب عَنِ السَّماءِ. ومَن لَم يَتَقَدَّم فِي الدُّعاءِ لَم يُستَجَب لَهُ إذا نَزَلَ بِهِ البَلاءُ ، وقالَتِ المَلائِكَةُ : إنَّ ذَا الصَّوتَ لا نَعرِفُهُ. ٢
١٤٩. عنه عليهالسلام : إذا دَعَا العَبدُ فِي البَلاءِ ولَم يَدعُ فِي الرَّخاءِ حَجَبَتِ المَلائِكَةُ صَوتَهُ ، وقالوا : هذا صَوتٌ غَريبٌ ، أينَ كُنتَ قَبلَ اليَومِ؟! ٣
١٥٠. الإمام الكاظم عليهالسلام : كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام يَقولُ : الدُّعاءُ بَعدَما يَنزِلُ البَلاءُ لا يُنتَفَعُ بِهِ. ٤
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٢ ح ٥ ، الاختصاص : ص ٢٢٣ ، عدّة الداعي : ص ١٢١ كلّها عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨١ ح ٤.
٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٢ ح ١ ، عدّة الداعي : ص ١٢٧ كلاهما عن هشام بن سالم ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠٠٩ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٦ ح ٢٣.
٣. فلاح السائل : ص ١٠٨ ح ٤٦ عن سلام النخّاس ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨٢ ح ١٠.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٢ ح ٦ ، عدّة الداعي : ص ١٦٩ ، عوالي اللآلي : ج ٤ ص ٢٠ ح ٥٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٤ ح ١٩.
الفَصلُ الثّاني
آداب الدّعاء
البابُ الأَوَّلُ
ما ينبغي قبل الدّعاء
أحاديث هذا الباب تفضّل للداعي أن يتوضّأ قبل الدعاء ، ويتوجّه إلى القبلة ويصلّي ركعتين ثمّ يطلب من اللّه تعالى حاجته. وكذلك عملُ الصالحات قبل الدعاء مؤثّر في إجابته. وكأنّ درجة هذه الأعمال الصالحة قبل الدعاء أوطأ من الوفاء بالعهد الإلهيّ ، إذ قال سبحانه : (وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) ١. وحريّ بالقول أنّ الأحاديث وإن لم تنصّ على استقبال القبلة أدبا قبل الدعاء لكنّ الإشارة إلى ذلك وردت في سياق أحاديث كثيرة. ٢
١ / ١
التَّوَضُّؤُ
١٥١. الإمام الحسن عليهالسلام ـ أنَّهُ كانَ يَقولُ ـ : يَابنَ آدَمَ! مَن مِثلُكَ وقد خَلّى رَبُّكَ بَينَهُ وبَينَكَ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. البقرة : ٤٠.
٢. راجع : الكافي : ج ٢ ص ٤٨٠ ح ٣ وص ٤٨١ ح ٥ وج ٤ ص ٧٠ ح ١ ، مصباح المتهجّد : ص ٣٢٩ ؛ مسند ابن حنبل : ج ٩ ص ٤٥٧ ح ٢٥٠٧٠ ، صحيح البخاري : ج ٢ ص ٦٢٢٣ ح ١٦٦٥ و....
مَتى شِئتَ أن تَدخُلَ إلَيهِ تَوَضَّأتَ وقُمتَ بَينَ يَدَيهِ ، ولَم يَجعَل بَينَكَ وبَينَهُ حِجابا ولا بَوّابا ، تَشكو إلَيهِ هُمومَكَ وفاقَتَكَ ، وتَطلُبُ مِنهُ حَوائِجَكَ ، وتَستَعينُهُ عَلى اُمورِكَ. ١
راجع : ص ١٦٨ ح ٤٧٣.
١ / ٢
اِستِقبالُ القِبلَةِ
١٥٢. سنن النسائي عن اُمّ عبد الرحمن بن طارق بن علقمة : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله كانَ إذا جاءَ مَكانا في دارِ يَعلَى ٢ استَقبَلَ القِبلَةَ ودَعا. ٣
١٥٣. المعجم الأوسط عن يزيد بن عامر : إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلىاللهعليهوآله أقبَلَ ومَعَهُ نَفَرٌ حَتّى وَقَفَ عَلَى القَرنِ ٤ دونَ المُرَيطاءِ ، رافِعا يَدَيهِ مُستَقبِلَ القِبلَةِ يَدعو. ٥
١ / ٣
رَكعَتانِ مِنَ الصَّلاةِ
١٥٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن تَوَضَّأَ فَأَحسَنَ الوُضوءَ ثُمَّ صَلّى رَكعَتَينِ ، فَدَعا رَبَّهُ كانَت دَعوَتُهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. إرشاد القلوب : ص ٧٧.
٢. قوله : «مَكانا في دارِ يَعلَى الخ» أشار في الترجمة إلى أنّ وجهه أنّ البيت كان يُرى من ذلك المكان (حاشية السندي على سنن النسائي : ج ٥ ص ٢١٣). لعلّه الموضع المعلوم بموضع استجابة الدعاء (عون المعبود : ج ٥ ص ٣٤٠).
٣. سنن النسائي : ج ٥ ص ٢١٣ ، مسند ابن حنبل : ج ٥ ص ٥٧٥ ح ١٦٥٨٧ وج ٩ ص ٥٨ ح ٢٣٢٣٦ ، سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٢٠٩ ح ٢٠٠٧ وفيهما «... يعلى نسيه عبد اللّه أو عبيد اللّه استقبل البيت فدعا».
٤. القَرْن : جبل مطلّ بعرفات ، وأصله الجبل الصغير المستطيل المنقطع عن الجبل الكبير (معجم البلدان : ج ٤ ص ٣٣٢).
٥. المعجم الأوسط : ج ٨ ص ٣٧٦ ح ٨٩٢٣ ، مجمع الزوائد : ج ١٠ ص ٢٦٥ ح ١٧٣٣٩.
مُستَجابَةً ؛ مُعَجَّلَةً أو مُؤَخَّرَةً. ١
١٥٥. عنه صلىاللهعليهوآله : يَقولُ اللّهٌ تَعالى : مَن أحدَثَ ولَم يَتَوَضَّأ فَقَد جَفاني ، ومَن أحدَثَ وتَوَضَّأَ ولَم يُصَلِّ رَكعَتَينِ ولَم يَدعُني فَقَد جَفاني ، ومَن أحدَثَ وتَوَضَّأَ وصَلّى رَكعَتَينِ ودَعاني فَلَم اُجِبهُ فيما يَسأَلُ عَن أمرِ دينِهِ ودُنياهُ فَقَد جَفَوتُهُ ، ولَستُ بِرَبٍّ جافٍ. ٢
١٥٦. الإمام الصادق عليهالسلام ـ لِمِسمَعٍ ـ : يا مِسمَعُ ، ما يَمنَعُ أحَدَكُم إذا دَخَلَ عَلَيهِ غَمٌّ مِن غُمومِ الدُّنيا أن يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَدخُلَ مَسجِدَهُ ويَركَعَ رَكعَتَينِ فَيَدعُوَ اللّهَ فيهِما؟ أما سَمِعتَ اللّهَ يَقولُ : (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَوةِ) ٣؟ ٤
١٥٧. عنه عليهالسلام : مَن تَوَضَّأَ فَأَحسَنَ الوُضوءَ وصَلّى رَكعَتَينِ فَأَتَمَّ رُكوعَهُما وسُجودَهُما ، ثُمَّ جَلَسَ فَأَثنى عَلَى اللّهِ عز وجل وصَلّى عَلى رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ سَأَلَ اللّهَ حاجَتَهُ فَقَد طَلَبَ الخَيرَ في مَظانِّهِ ، ومَن طَلَبَ الخَيرَ في مَظانِّهِ لَم يَخِب. ٥
١٥٨. عنه عليهالسلام : إذا كانَت لَكَ حاجَةٌ فَتَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ احمَدِ اللّهَ وأثنِ عَلَيهِ وَاذكُر مِن آلائِهِ ٦ ، ثُمَّ ادعُ تُجَب. ٧
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. مجمع الزوائد : ج ٢ ص ٢٣٣ ح ٢٤٣١ نقلاً عن الطبراني في المعجم الكبير ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٠٩ ح ٣٣٧٧ نقلاً عن مسند ابن حنبل وابن النجّار ، مسند ابن حنبل : ج ١٠ ص ٤١٩ ح ٢٧٥٦٧ وفيه «يتمّهما أعطاه اللّه ما سأل» بدل «فدعا ربّه كانت دعوته مستجابة» وكلّها عن أبي الدرداء.
٢. إرشاد القلوب : ص ٦٠ وص ٩٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٨٠ ص ٣٠٨ ح ١٨؛ كشف الخفاء : ج ٢ ص ٢٢٤ ح ٢٣٦٠ نحوه.
٣. البقرة : ٤٥.
٤. تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٤٣ ح ٣٩ عن مسمع ، مجمع البيان : ج ١ ص ٢١٧ ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ٣٤١.
٥. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٨ ح ٥ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٣١٣ ح ٩٦٩ ، المحاسن : ج ١ ص ١٢٤ ح ١٣٨ كلّها عن الحسن بن صالح ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٠ ح ١٩٩٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٤ ح ٢٠.
٦. في المصدر : «من الآية» والتصويب من وسائل الشيعة : ج ٨ ص ١٣٢ ح ٩ ، والوافي : ج ٩ ص ١٤٢٥ ح ٨٤٧٦.
٧. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٩ ح ٩ عن الحارث بن المغيرة.
١٥٩. عنه عليهالسلام ـ فِي الرَّجُلِ يَحزُنُهُ الأَمرُ أو يُريدُ الحاج : يُصَلّي رَكعَتَينِ يَقرَأُ في إحداهُما (قُل هُوَ اللّهٌ أحَدٌ) ألفَ مَرَّةٍ ، وفِي الاُخرى مَرَّةً ، ثُمَّ يَسأَلُ حاجَتَهُ. ١
١٦٠. عنه عليهالسلام : مَن جاعَ فَليَتَوَضَّأ وَليُصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ يَقولُ : يا رَبِّ إنّي جائِعٌ فَأَطعِمني ، فَإِنَّهُ يُطعَمُ مِن ساعَتِهِ. ٢
١ / ٤
تَقديمُ صَلاةٍ أو صَدَقَةٍ أو خَيرٍ أو ذِكرٍ
١٦١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إذا أرَدتَ أن تَدعُوَ اللّهَ ٣ فَقَدِّم صَلاةً أو صَدَقَةً ، أو خَيرا أو ذِكرا. ٤
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٧ ح ٢ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٥٦٢ ح ١٥٤٩.
٢. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٥ ح ٦ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٣١٣ ح ٩٦٨ وفيه «ركعتين ويتمّ ركوعهما وسجودهما» وكلاهما عن الحسن بن عروة ـ ابن اُخت شعيب العقرقوفي ـ عن خاله شعيب وج ٢ ص ٢٣٧ ح ٩٣٩ عن عروة عن خاله شعيب.
٣. في المصدر : «للّهِ» بدل «اللّه» ، والتصويب من مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ١٩٩ ح ٢ نقلاً عن المصدر.
٤. عوالي اللآلي : ج ١ ص ١١٠ ح ١٦ عن ابن عمر.
البابُ الثّاني :
ما يستفتح به الدّعاء
٢ / ١
البَسمَلَةُ
١٦٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لا يُرَدُّ دُعاءٌ أوَّلُهُ : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ). ١
١٦٣. عنه صلىاللهعليهوآله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وهُوَ مُخلِصٌ للّهِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لَم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ : إمّا بُلوغِ حاجَتِهِ فِي الدُّنيا ، وإمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وأبقى لِلمُؤمِنينَ. ٢
٢ / ٢
الحَمدُ وَالثَّناءُ
١٦٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : مَن قالَ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ) ـ أربَعَ مَرّاتٍ ، قالَ اللّهٌ عز وجل : سَل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. تنبيه الخواطر : ج ١ ص ٣٢ ، الدعوات : ص ٥٢ ح ١٣١ عن الإمام الصادق عليهالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٣ ح ١٧.
٢. التوحيد : ص ٢٣٢ عن الإمام زين العابدين عن أبيه الإمام الحسين عن أخيه الإمام الحسن عن أبيه الإمام عليّ عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٢٣٣ ح ١٤.
تُعطَهُ. ١
١٦٥. مكارم الأخلاق عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ كُلَّ دُعاءٍ لا يَكونُ قَبلَهُ تَمجيدٌ فَهُوَ أبتَرُ ، إنَّمَا التَّمجيدُ ثُمَّ الدُّعاءُ.
قُلتُ ٢ : ما أدنى ما يُجزِئُ مِنَ التَّمجيدِ؟
قالَ صلىاللهعليهوآله : قُل : اللّهُمَّ أنتَ الأَوَّلُ فَلَيسَ قَبلَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعدَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الظّاهِرُ فَلَيسَ فَوقَكَ شَيءٌ ، وأنتَ الباطِنُ فَلَيسَ دونَكَ شَيءٌ ، وأنتَ العَزيزُ الحَكيمُ. ٣
١٦٦. تنبيه الغافلين عن ميمونة بنت سعد خادمة رسول اللّه مَرَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بِسَلمانَ وهُوَ يَدعو في دُبُرِ الصَّلاةِ.
فَقالَ : يا سَلمانُ ألَكَ حاجَةٌ إلى رَبِّكَ؟ قالَ : نَعَم يا رَسولَ اللّهِ.
قالَ : فَقَدِّم بَينَ يَدَي دُعائِكَ ثَناءً عَلى رَبِّكَ ، وصِفهُ كَما وَصَفَ نَفسَهُ ، وسَبِّحهُ تَسبيحا وتَحميدا وتَهليلاً. فَقالَ سَلمانُ : وكَيفَ اُقَدِّمُ ثَناءً يا رَسولَ اللّهِ؟
قالَ : تَقرَأُ فاتِحَةَ الكِتابِ ثَلاثا ، فَإِنَّها ثَناءُ اللّهِ تَعالى. قالَ : فَكَيفَ أصِفُهُ؟
قالَ : تَقرَأُ سورَةَ الصَّمَدِ ثَلاثا فَإِنَّها صِفَةُ اللّهِ ، وَصَفَ بِها نَفسَهُ. قالَ : فَكَيفَ اُسَبِّحُ؟
قالَ : قُل : «سُبحانَ اللّهِ وَالحَمدُ للّهِ ولا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَاللّهُ أكبَرُ» ثُمَّ تَسأَلُ حاجَتَكَ. ٤
١٦٧. الإمام عليّ عليهالسلام : السُّؤالُ بَعدَ المَدحِ ، فَامدَحُوا اللّهَ عز وجل ثُمَّ اسأَ لُوا الحَوائِجَ. أثنوا عَلَى اللّهِ عز وجل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الدعاء للطبراني : ص ٤٩١ ح ١٧٢٦ عن أبي اُمامة.
٢. كذا في المصدر ، من دون ذكرٍ للقائل.
٣. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٨٠ ح ٢٢٠٦ ، الكافي : ج ٢ ص ٥٠٤ ح ٦ عن الإمام الصادق عليهالسلام وفيه «تحميد» بدل «تمجيد» في جميع المواضع ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٧ ح ٢١.
٤. تنبيه الغافلين : ص ٥٤٤ ح ٨٧٦.
وَامدَحوهُ قَبلَ طَلَبِ الحَوائِجِ. ١
١٦٨. عنه عليهالسلام : لا قِراءَةَ في رُكوعٍ ولا سُجودٍ ، إنَّما فيهِمَا المِدحَةُ للّهِ عز وجل ثُمَّ المَسأَلَةُ ، فَابتَدِئوا قَبلَ المَسأَلَةِ بِالمِدحَةِ للّهِ عز وجل ثُمَّ اسأَلوا بَعدُ. ٢
١٦٩. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ في كِتابِ عَلِيٍّ عليهالسلام : إنَّ الثَّناءَ عَلَى اللّهِ وَالصَّلاةَ عَلى رَسولِهِ قَبلَ المَسأَلَةِ ، وإنَّ أحَدَكُم لَيَأتِي الرَّجُلَ يَطلُبُ الحاجَةَ فَيُحِبُّ أن يَقولَ لَهُ خَيرا قَبلَ أن يَسأَلَهُ حاجَتَهُ. ٣
١٧٠. الكافي عن محمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليهالسلام إنَّ في كِتابِ أميرِ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ : «إنَّ المِدحَةَ قَبلَ المَسأَلَةِ ، فَإِذا دَعَوتَ اللّهَ عز وجل فَمَجِّدهُ». قُلتُ : كَيفَ اُمَجِّدُهُ؟ قالَ : تَقولُ : يا مَن هُوَ أقرَبُ إلَيَّ مِن حَبلِ الوَريدِ ، يا فَعّالاً لِما يُريدُ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ ، يا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن هُوَ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ. ٤
١٧١. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا أرَدتَ أن تَدعُوَ فَمَجِّدِ اللّهَ عز وجل ، وَاحمَدهُ ، وَسَبِّحهُ ، وهَلِّلهُ ، وأثنِ عَلَيهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ ، ثُمَّ سَل تُعطَ. ٥
١٧٢. عنه عليهالسلام : إيّاكُم إذا أرادَ أحَدُكُم أن يَسأَلَ مِن رَبِّهِ شَيئا مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ حَتّى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الخصال : ص ٦٣٥ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٨ ح ٧ وراجع عدّة الداعي : ص ١٤٧.
٢. قرب الإسناد : ص ١٤٢ ح ٥١٢ عن أبي البختري عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج ٨٥ ص ١٠٤ ح ٩.
٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٦ ح ٧ عن أبي كهمس.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٤ ح ٢ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٦ ح ٢٠٢٩ ، فلاح السائل : ص ٩٠ ح ٢٢ وليس فيه «يا فعّالاً لما يريد» وكلّها عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٥ ح ٢٠.
٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٥ ح ٥ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٦ ح ٢٠٣٠ كلاهما عن الحارث بن المغيرة ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٥ ح ٢١.
يَبدَأَ بِالثَّناءِ عَلَى اللّهِ عز وجل وَالمَدحِ لَهُ ، وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ يَسأَلَ اللّهَ حَوائِجَهُ. ١
١٧٣. الدعاء المأثور وآدابه : إنَّ رَجُلاً قالَ لِجَعفَرٍ الصّادِقِ عليهالسلام : عَلِّمني دُعاءً أرجو إجابَتَهُ. قالَ : أكثِر مِن حَمدِ اللّهِ سُبحانَهُ ، وَادعُهُ بِما شِئتَ.
فَقالَ الرَّجُلُ : ومَا الحَمدُ مِنَ الدُّعاءِ؟
فَقالَ : إنَّ جَميعَ مَن فِي الأَرضِ مِنَ المُسلِمينَ يَدعونَ لَيلَهُم ونَهارَهُم أن يَستَجيبَ لِلحامِدينَ ، فَما ظَنُّكَ بِمَن يَشفَعُ لَهُ عِندَ اللّهِ جَميعُ المُسلِمينَ؟
قالَ : وكَيفَ ذلِكَ؟
قال : ألَيسَ يَقولونَ في كُلِّ رَكعَةٍ يَركَعونَها : سَمِعَ اللّهٌ لِمَن حَمِدَهُ؟ فَعَلَيكَ بِحَمدِ اللّهِ عز وجل يَستَجِبِ اللّهٌ دُعاءَكَ. ٢
٢ / ٣
الإِقرارُ بِالذَّنبِ
١٧٤. الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّما هِيَ المِدحَةُ ، ثُمَّ الثَّناءُ ، ثُمَّ الإِقرارُ بِالذَّنبِ ، ثُمَّ المَسأَلَةُ ؛ إنَّهُ وَاللّهِ ـ ما خَرَجَ عَبدٌ مِن ذَنبٍ إلاّ بِالإِقرارِ. ٣
١٧٥. الكافي عن عثمان بن عيسى عمّن حدّثه عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : قُلتُ : آيَتانِ في كِتابِ اللّهِ عز وجل أطلُبُهُما فَلا أجِدُهُما. قالَ : وما هُما؟ قُلتُ : قَولُ اللّهِ عز وجل : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) فَنَدعوهُ ولا نَرى إجابَةً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٤ ح ١ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٦ ح ٢٠٢٨ ، عدّة الداعي : ص ١٤٧ وليس فيه «والآخرة» وكلّها عن الحارث بن المغيرة ، الدعوات : ص ٢٣ ح ٢٧ وفيه «ثمّ الاعتراف بالذنب ثمّ المسألة» بدل «ثمّ يسأل اللّه حوائجه» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٤ ح ١٩.
٢. الدعاء المأثور وآدابه : ص ٤٨.
٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٤ ح ٣ ، عدّة الداعي : ص ١٤٨ ، فلاح السائل : ص ٩٠ ح ٢٣ كلّها عن معاوية بن عمّار ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٨ ح ٢٣.
قالَ : أفَتَرَى اللّهَ عز وجل أخلَفَ وَعدَهُ؟ قُلتُ : لا. قالَ : فَمِمَّ ذلِكَ؟ قُلتُ : لا أدري.
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ ، مَن أطاعَ اللّهَ عز وجل فيما أمَرَهُ ثُمَّ دَعاهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ أجابَهُ. قُلتُ : وما جِهَةُ الدُّعاءِ؟
قالَ : تَبدَأُ فَتَحمَدُ اللّهَ ، وتَذكُرُ نِعَمَهُ عِندَكَ ، ثُمَّ تَشكُرُهُ ، ثُمَّ تُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ تَذكُرُ ذُنوبَكَ فَتُقِرُّ بِها ، ثُمَّ تَستَعيذُ مِنها ، فَهذا جِهَةُ الدُّعاءِ. ١
١٧٦. فلاح السائل عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابنا عن الامام الصادق قُلتُ لَهُ : آيَتانِ في كِتابِ اللّهِ لا أدري ما تَأويلُهُما.
فَقالَ : وما هُما؟
قالَ : قُلتُ : قَولُهُ تَعالى : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ثُمَّ أدعو فَلا أرَى الإِجابَةَ!
قالَ : فَقالَ لي : أفَتَرَى اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أخلَفَ وَعدَهُ؟ قالَ : قُلتُ : لا.
فَقالَ : الآيَةُ الاُخرى؟
قالَ : قَولُهُ تَعالى : (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَىْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّ زِقِينَ) فَاُنفِقُ فَلا أرى خَلَفا!
قالَ : أفَتَرَى اللّهَ أخلَفَ وَعدَهُ؟ قالَ : قُلتُ : لا. قالَ : فَمَه؟ قُلتُ : لا أدري.
قالَ : لكِنّي اُخبِرُكَ إن شاءَ اللّهٌ تَعالى ، أما إنَّكُم لَو أطَعتُموهُ فيما أمَرَكُم بِهِ ثُمَّ دَعَوتُموهُ لأَجابَكُم ، ولكِن تُخالِفونَهُ وتَعصونَهُ فَلا يُجيبُكُم.
وأمّا قَولُكَ : تُنفِقونَ فَلا تَرَونَ خَلَفا ، أما إنَّكُم لَو كَسَبتُمُ المالَ مِن حِلِّهِ ثُمَّ أنفَقتُموهُ في حَقِّهِ لَم يُنفِق رَجُلٌ دِرهَما إلاّ أخلَفَهُ اللّهٌ عَلَيهِ ، ولَو دَعَوتُموهُ مِن جِهَةِ الدُّعاءِ لأَجابَكُم وإن كُنتُم عاصينَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٦ ح ٨ ، عدّة الداعي : ص ١٦ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢١ ح ٢٠٥٣ وزاد فيه «وتمجّده» بعد «فتحمد اللّه» ، إرشاد القلوب : ص ١٥٢ وفيهما «ثمّ تستغفر منها» بدل «تستعيذ منها» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٧ ح ٢١.
قالَ : قُلتُ : وما جِهَةُ الدُّعاءِ؟
قالَ : إذا أدَّيتَ الفَريضَةَ ، مَجَّدتَ اللّهَ وعَظَّمتَهُ وتَمدَحُهُ بِكُلِّ ما تَقدِرُ عَلَيهِ ، وتُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله وتَجتَهِدُ فِي الصَّلاةِ عَلَيهِ ، وتَشهَدُ لَهُ بِتَبليغِ الرِّسالَةِ ، وتُصَلّي عَلى أئِمَّةِ الهُدى عليهمالسلام ، ثُمَّ تَذكُرُ بَعدَ التَّحميدِ للّهِ وَالثَّناءِ عَلَيهِ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ما أبلاكَ وأولاكَ ، وتَذكُرُ نِعَمَهُ عِندَكَ وعَلَيكَ وما صَنَعَ بِكَ ، فَتَحمَدُهُ وتَشكُرُهُ عَلى ذلِكَ ، ثُمَّ تَعتَرِفُ بِذُنوبِكَ ذَنبٍ ذَنبٍ ، وتُقِرُّ بِها أو بِما ذَكَرتَ مِنها ، وتُجمِلُ ما خَفِيَ عَلَيكَ مِنها فَتَتوبُ إلَى اللّهِ مِن جَميعِ مَعاصيكَ ، وأنتَ تَنوي أن لا تَعودَ ، وتَستَغفِرُ مِنها بِنَدامَةٍ وصِدقِ نِيَّةٍ وخَوفٍ ورَجاءٍ ، ويَكونُ مِن قَولِكَ :
اللّهُمَّ إنّي أعتَذِرُ إلَيكَ مِن ذُنوبي ، وأستَغفِرُكَ وأتوبُ إلَيكَ ، فَأَعِنّي عَلى طاعَتِكَ ، ووَفِّقني لِما أوجَبتَ عَلَيَّ مِن كُلِّ ما يُرضيكَ ، فَإِنّي لَم أرَ أحَدا بَلَغَ شَيئا مِن طاعَتِكَ إلاّ بِنِعمَتِكَ عَلَيهِ قَبلَ طاعَتِكَ ، فَأَنعِم عَلَيَّ بِنِعمَةٍ أنالُ بِها رِضوانَكَ وَالجَنَّةَ.
ثُمَّ تَسأَلُ بَعدَ ذلِكَ حاجَتَكَ ، فَإِنّي أرجو أن لا يُخَيِّبَكَ إن شاءَ اللّهٌ تَعالى. ١
١٧٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ كانَ فيما دَعا بِهِ في حَجَّةِ الوَداعِ ـ : أنَا البائِسُ الفَقيرُ ، المُستَغيثُ المُستَجيرُ ، الوَجِلُ المُشفِقُ ، المُقِرُّ المُعتَرِفُ بِذَنبِهِ ، أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ المُستَكينِ ، وأبتَهِلُ إلَيكَ ابتِهالَ المُذنِبِ الذَّليلِ ، وأدعوكَ دُعاءَ الخائِفِ الضَّريرِ. ٢
١٧٨. الإمام الصادق عليهالسلام ـ في زِيارَةِ البَيتِ يَومَ النَّحرِ ـ : أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ العَليلِ الذَّليلِ المُعتَرِفِ بِذَنبِهِ ، أن تَغفِرَ لي ذُنوبي. ٣
راجع : ميزان الحكمة : الذنب / ما ينبغي للمذنب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. فلاح السائل : ص ٩٦ ح ٣٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٩ ح ٢٨.
٢. المعجم الكبير : ج ١١ ص ١٤٠ ح ١١٤٠٥ ، المعجم الصغير : ج ١ ص ٢٤٧ كلاهما عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٧٥ ح ٣٦١٤؛ بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٢٢٥ ح ١ نقلاً عن كتاب الاختيار لابن الباقي عن فاطمة عليهاالسلام.
٣. الكافي : ج ٤ ص ٥١١ ح ٤ ، تهذيب الأحكام : ج ٥ ص ٢٥٢ ح ٨٥٣ كلاهما عن معاوية بن عمّار ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٥٥١ ، بحار الأنوار : ج ٩٩ ص ٣١٩ ح ٢٢.
٢ / ٤
الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ
١٧٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : ما مِن دُعاءٍ إلاّ بَينَهُ وبَينَ السَّماءِ حِجابٌ ، حَتّى يُصَلّى عَلَى النَّبِيِّ وعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، فَإِذا فُعِلَ ذلِكَ خُرِقَ ذلِكَ الحِجابُ ودَخَلَ الدُّعاءُ ، فَإِذا لَم يُفعَل ذلِكَ رَجَعَ الدُّعاءُ. ١
١٨٠. عنه صلىاللهعليهوآله : لا يَزالُ الدُّعاءُ مَحجوبا حَتّى يُصَلّى عَلَيَّ وعَلى أهلِ بَيتي. ٢
١٨١. الإمام الصادق عليهالسلام : لا يَزالُ الدُّعاءُ مَحجوبا حَتّى يُصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. ٣
١٨٢. عنه عليهالسلام : كُلُّ دُعاءٍ يُدعَى اللّهٌ عز وجل بِهِ مَحجوبٌ عَنِ السَّماءِ حَتّى يُصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. ٤
١٨٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : صَلاتُكُم عَلَيَّ مُجَوِّزَةٌ لِدُعائِكُم ، ومَرضاةٌ لِرَبِّكُم ، وزَكاةٌ لأَبدانِكُم. ٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. بشارة المصطفى : ص ٢٣٦ عن الحارث عن الإمام عليّ عليهالسلام ، جامع الأخبار : ص ١٥٦ ح ٣٦٧ وفيه «لم يرفع الدعاء» بدل «رجع الدعاء» ، بحار الأنوار : ج ٢٧ ص ٢٥٨ ح ٧؛ الفردوس : ج ٤ ص ٤٧ ح ٦١٤٨ عن الإمام عليّ عليهالسلام وليس فيه «وعلى آل محمّد» ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٨ ح ٣٢٧٠.
٢. كفاية الأثر : ص ٣٩ عن أبي ذرّ ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٦٦ ح ٥٣.
٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٩١ ح ١ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٨ ح ٢٠٣٥ ، الأمالي للطوسي : ص ٦٦٢ ح ١٣٧٩ كلّها عن هشام بن سالم ، الدعوات : ص ٣١ ح ٦٧ وزاد فيهما «عن السماء» بعد «محجوبا» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٢ ح ١٦.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٩٣ ح ١٠ عن صفوان الجمّال ، المقنع : ص ٢٩٧ ، ثواب الأعمال : ص ١٨٦ ح ٣ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٨٨ ح ٢٢٣٨ كلاهما عن الحارث الأعور ، روضة الواعظين : ص ٣٦٠ والثلاثة الأخيرة عن الإمام عليّ عليهالسلام وليس فيها «يدعى اللّه عز وجل به» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١١ ح ١١؛ المعجم الأوسط : ج ١ ص ٢٢٠ ح ٧٢١ عن الحارث وعاصم بن ضمرة عن الإمام عليّ عليهالسلام وفيه «كلّ دعاء محجوب حتّى ...» ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٢٦٩ ح ٣٩٨٨.
٥. الجعفريّات : ص ٢١٥ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهمالسلام ، الأمالي للطوسي : ص ٢١٥ ح ٣٧٦ عن محمّد بن
١٨٤. عنه صلىاللهعليهوآله : لا تَجعَلوني كَقَدَحِ الرّاكِبِ ١ ؛ فَإِنَّ الرّاكِبَ يَملأُ قَدَحَهُ فَيَشرَبُهُ إذا شاءَ ، اجعَلوني في أوَّلِ الدُّعاءِ ، وفي آخِرِهِ ، وفي وَسَطِهِ. ٢
١٨٥. الكافي عن مرازم عن الإمام الصادق عليهالسلام : إنَّ رَجُلاً أتى رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي جَعَلتُ ثُلُثَ صَلَواتي لَكَ. فَقالَ لَهُ خَيرا. فَقالَ لَهُ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنّي جَعَلتُ نِصفَ صَلَواتي لَكَ. فَقالَ لَهُ : ذاكَ أفضَلُ. فَقالَ : إنّي جَعَلتُ كُلَّ صَلَواتي لَكَ.
فَقالَ : إذا يَكفِيَكَ اللّهٌ عز وجل ما أهَمَّكَ مِن أمرِ دُنياكَ وآخِرَتِكَ.
فَقالَ لَهُ رَجُلٌ : أصلَحَكَ اللّهٌ ، كَيفَ يَجعَلُ صَلاتَهُ لَهُ؟
فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليهالسلام : لا يَسأَلُ اللّهَ عز وجل شَيئا إلاّ بَدَأَ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ. ٣
١٨٦. الكافي عن أبي بصير : سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليهالسلام : ما مَعنى أجعَلُ صَلَواتي كُلَّها لَكَ؟
فَقالَ : يُقَدِّمُهُ بَينَ يَدَي كُلِّ حاجَةٍ ، فَلا يَسأَلُ اللّهَ عز وجل شَيئا حَتّى يَبدَأَ بِالنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَيُصَلِّيَ عَلَيهِ ثُمَّ يَسأَلُ اللّهَ حَوائِجَهُ. ٤
١٨٧. الإمام عليّ عليهالسلام : مَن صَلّى عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله سَمِعَهُ النَّبِيُّ ، ورُفِعَت دَعوَتُهُ. ٥
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مروان عن الإمام الصادق عليهالسلام عنه صلىاللهعليهوآله وفيه «صلاتكم عليَّ إجابة لدعائكم وزكاة لأعمالكم» ، جمال الاُسبوع : ص ١٥٩ عن السكوني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام عنه صلىاللهعليهوآله وفيه «لأعمالكم» بدل «لأبدانكم» ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٦٨ ح ٥٦.
١. أي اجعلوا لذكري منزلة خاصّة ، لا أن تذكروني متى ما شئتم ظنّا بعدم أهمّية ذكري. تجدر الإشارة إلى أنّ ابن الأثير شرح هذا الحديث كما يلي : أي لا تؤخّروني في الذكر ؛ لأنّ الراكب يعلّق قَدَحه في آخر رحْله عند فراغه من ترحاله ، ويجعله خلفه (النهاية : ج ٤ ص ١٩ «قدح»).
٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٩٢ ح ٥ عن ابن القدّاح ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٩ ح ٢٠٣٩ كلاهما عن الإمام الصادق عليهالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٦ ح ٢١ ؛ المصنّف لعبد الرزّاق : ج ٢ ص ٢١٦ ح ٣١١٧ ، شُعَب الإيمان : ج ٢ ص ٢١٦ ح ١٥٧٨ كلاهما عن جابر نحوه ، كنز العمّال : ج ١ ص ٥٠٩ ح ٢٢٥٣.
٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٩٣ ح ١٢ ، ثواب الأعمال : ص ١٨٨ ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٦٠ ح ٤٢.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٩٢ ح ٤ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٨ ح ٢٠٣٨.
٥. الخصال : ص ٦٣٠ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، عدّة الداعي : ص ١٥٢ وليس فيه «سمعه النبيّ» ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٥٠ ح ١٤.