نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

٦ / ٣

الاِستِعجالُ

. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يُستَجابُ لِأَحَدِكُم ما لَم يَعجَل ؛ يَقولُ : دَعَوتُ فَلَم يُستَجَب لي.

. سنن الترمذي عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما مِن عَبدٍ يَرفَعُ يَدَيهِ حَتّى يَبدُوَ إبطُهُ ، يَسأَلُ اللّهَ مَسأَلَةً ، إلاّ آتاها إيّاهُ ما لَم يَعجَل.

قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، وكَيفَ عَجَلَتُهُ؟

قالَ : يَقولُ : قَد سَأَلتُ وسَأَلتُ ولَم اُعطَ شَيئا.

. مسند ابن حنبل عن أنس عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَزالُ العَبدُ بِخَيرٍ ما لَم يَستَعجِل ، قالوا : يا رَسولَ اللّهِ كَيفَ يَستَعجِلُ؟

قالَ : يَقولُ : دَعَوتُ رَبّي فَلَم يُستَجَب لي.

. صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَزالُ يُستَجابُ لِلعَبدِ ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ أو قَطيعَةِ رَحِمٍ ما لَم يَستَعجِل.

قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَا الاِستِعجالُ؟

قالَ : يَقولُ : قَد دَعَوتُ ، وقد دَعَوتُ ، فَلَم أرَ يَستَجيبُ لي ، فَيَستَحسِرُ عِندَ ذلِكَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. صحيح البخاري : ج ص ح ، صحيح مسلم : ج ص ح ، سنن أبي داوود : ج ص ح ، سنن الترمذي : ج ص ح ، الموطّأ : ج ص ح كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ص ح ؛ مكارم الأخلاق : ج ص ح ، بحار الأنوار : ج ص ح .

٢. سنن الترمذي (طبعة دار الفكر) : ج ص ح ، كنز العمّال : ج ص ح .

٣. مسند ابن حنبل : ج ص ح وص ح ، المعجم الأوسط : ج ص ح وج ص ح ، مسند أبي يعلى : ج ص ح ، حلية الأولياء : ج ص كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ص ح ؛ تنبيه الخواطر : ج ص ، إرشاد القلوب : ص كلاهما نحوه.

٤. أي يملّ؛ وهو استفعال في حسر إذا أعيا وتعب (النهاية : ج ص «حسر»).

١٤١

ويَدَعُ الدُّعاءَ.

. مسند إسحاق بن راهويه عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما مِن أحَدٍ يَدعُو اللّهَ بِشَيءٍ إلاَّ استَجابَ لَهُ ؛ إمّا أن يُعَجِّلَهُ وإمّا أن يُكَفِّرَ عَنهُ مِن خَطاياهُ بِمِثلِ ما دَعا ، ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ أو قَطيعَةِ رَحِمٍ ، أو يَستَعجِل.

قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ! وكَيفَ يَستَعجِلُ؟

قالَ : يَقولُ : دَعَوتُ رَبّي فَلَم يَستَجِب لي ، أو ما اُغنيتُ شَيئا.

. الأدب المفرد عن أبي هريرة عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما مِن مُؤمِنٍ يَنصِبُ وَجهَهُ إلَى اللّهِ يَسأَلُ مَسأَلَةً ، إلاّ أعطاهُ إيّاها ، إمّا عَجَّلَها لَهُ فِي الدُّنيا ، وإمّا ذَخَرَها لَهُ فِي الآخِرَةِ ، ما لَم يَعجَل.

قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، وما عَجَلَتُهُ؟

قالَ : يَقولُ : دَعَوتُ ودَعَوتُ ، ولا أراهُ يُستَجابُ لي.

. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَقولُ أحَدُكُم : قَد دَعَوتُ فَلَم يُستَجَب لي.

. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ العَبدَ إذا دَعا ، لَم يَزَلِ اللّهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ في حاجَتِهِ ما لَم يَستَعجِل.

. الكافي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه‌السلام : لا يَزالُ المُؤمِنُ بِخَيرٍ ورَجاءٍ رَحمَةً مِنَ اللّهِ عز وجل ما لَم يَستَعجِل ، فَيَقنَطَ ويَترُكَ الدُّعاءَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. صحيح مسلم : ج ص ح ، السنن الكبرى : ج ص ح ، الأدب المفرد : ص ح ، حلية الأولياء : ج ص كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ص ح .

٢. مسند إسحاق بن راهويه : ج ص ح .

٣. الأدب المفرد : ص ح ، شُعَب الإيمان : ج ص ح نحوه ، كنز العمّال : ج ص ح .

٤. حلية الأولياء : ج ص عن أنس.

٥. الكافي : ج ص ح ، عدّة الداعي : ص كلاهما عن عبدالعزيز الطويل ، بحار الأنوار : ج ص ح .

١٤٢

قُلتُ لَهُ : كَيفَ يَستَعجِلُ؟

قالَ : يَقولُ : قَد دَعَوتُ مُنذُ كَذا وكَذا ، وما أرَى الإِجابَةَ.

. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ العَبدَ إذا عَجَّلَ فَقامَ لِحاجَتِهِ ، يَقولُ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : أما يَعلَمُ عَبدي أنّي أنَا اللّهُ الَّذي أقضِي الحَوائِجَ.

٦ / ٤

التَّكَلُّفُ فِي السَّجعِ

. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إيّاكُم وَالسَّجعَ فِي الدُّعاءِ ، حَسبُ أحَدِكُم أن يَقولَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ وعَمَلٍ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ. .

. صحيح البخاري عن ابن عبّاس : فَانظُرِ السَّجعَ مِنَ الدُّعاءِ فَاجتَنِبهُ ؛ فَإِنّي عَهِدتُ رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابَهُ لا يَفعَلونَ إلاّ ذلِكَ .

. مسند ابن حنبل عن عائشة ـ لاِبنِ السّائِبِ قاصِّ أهلِ مَكَّةَ ـ : اِجتَنِبِ السَّجعَ مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابَهُ كانوا لا يَفعَلونَ ذلِكَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ص ح ، عدّة الداعي : ص ، مشكاة الأنوار : ص ح عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ص ح .

٢. الكافي : ج ص ح عن هشام بن سالم وحفص بن البختري وغيرهما ، عدّة الداعي : ص ، الأمالي للطوسي : ص ح ، تنبيه الخواطر : ج ص كلاهما عن هشام وليس فيهما «اللّه الذي» ، بحار الأنوار : ج ص ح .

٣. سقط ما بين المعقوفين من المصدر وأثبتناه من شرح نهج البلاغة.

٤. ربيع الأبرار : ج ص ، شرح نهج البلاغة : ج ص ، وراجع إحياء علوم الدين : ج ص .

٥. قال البخاري بعد نقل الخبر : «يعني : لا يفعلون إلاّ ذلك الاجتناب».

٦. صحيح البخاري : ج ص ح .

٧. مسند ابن حنبل : ج ص ح ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ص ح ، مسند أبي يعلى : ج ص ح نحوه ، مسند إسحاق بن راهويه : ج ص ح ، كنز العمّال : ج ص ح.

١٤٣

كلام حول استعمال فنّ الأدب في الدّعاء

إنَّ الدّراسة للأدعية المأثورة عن النبيّ وأهل البيت عليهم‌السلام ١ تدلّ على أنّها لم تزخر بأسمى المفاهيم المعرفيّة في محتواها فحسب ، بل إنّ كثيرا منها يعدّ من الروائع الأدبيّة لعصر صدر الإسلام في جمالها وجاذبيّة ألفاظها أيضا.

وإنّ استخدام الفنون الأدبيّة في صياغة ألفاظ الدعاء في الأساس يزيد من جاذبيّتها ، ويعزّز ارتباط الداعي باللّه تعالى أكثر فأكثر.

من هنا فإنّ القصد من النهي عن السجع في الدعاء الذي جاء في الأحاديث الملحوظة تكلّف الإنسان في سبك الألفاظ الجميلة واستعمال المحسِّنات اللفظيّة والمعنويّة ، ولا سيّما عند قراءة الدعاء ، فلا تُبقي للداعي خشوعا ، كما انّها تغاير روح الدعاء. وفي هذا الشأن يقول المحدّث الكبير والفقيه الربّانيّ الفيض الكاشانيّ :

«اعلم أنّ المراد من السجع هو المتكلَّف من الكلام؛ فإنّ ذلك لا يلائم الضراعة والذلّة ، وإلاّ ففي الأدعية المأثورة عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كلمات متوازنة ، لكنّها غير متكلّفة ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أسأَ لُكَ الأَمنَ يَومَ الوَعيدِ ، وَالجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ مَعَ المُقَرَّبينَ الشُّهودِ ، وَالرُّكَّعِ السُّجودِ ، وَالموفينَ بِالعُهودِ ، إنَّكَ رَحيمٌ وَدودٌ ، وأنتَ تَفعَلُ ما تُريدُ» ، وأمثال ذلك ، فليقتصر على المأثور من الدعوات ، أو ليلتمس بلسان التضرّع من غير سجع ولا تكلّف ، فالتضرّع هو المحبوب عند اللّه». ٢

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنتعرّض لهذا الموضوع قريبا في نهج الدعاء إن شاء اللّه تعالى.

٢. المحجّة البيضاء : ج ٢ ص ٢٩٣.

١٤٤

٦ / ٥

اِستِكثارُ المَطلوبِ

٣٩٢. الإمام الباقر عليه‌السلام : لا تَستَكثِروا شَيئا مِمّا تَطلُبونَ ؛ فَما عِندَ اللّه أكثَرُ مِمّا تُقَدِّرونَ. ١

٣٩٣. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يَقولُ اللّه تَعالى : يا عِبادي كُلُّكُم ضالٌّ إلاّ مَن هَدَيتُهُ ؛ فَسَلونِي الهُدى أهدِكُم ، وكُلُّكُم فَقيرٌ إلاّ مَن أغنَيتُ ؛ فَسَلوني أرزُقكُم ، وكُلُّكُم مُذنِبٌ إلاّ مَن عافَيتُ ؛ فَمَن عَلِمَ مِنكُم أنّي ذو قُدرَةٍ عَلَى المَغفِرَةِ فَاستَغفَرَني غَفَرتُ لَهُ ولا اُبالي.

ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا عَلى أتقى قَلبِ عَبدٍ مِن عِبادي ، ما زادَ ذلِكَ في مُلكي جَناحَ بَعوضَةٍ!

ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا عَلى أشقَى قَلبِ عَبدٍ مِن عِبادي ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي جَناحَ بَعوضَةٍ!

ولَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وحَيَّكُم ومَيِّتَكُم ، ورَطبَكُم ويابِسَكُمُ ، اجتَمَعوا في صَعيدٍ واحِدٍ ، فَسَأَلَ كُلُّ إنسانٍ مِنكُم ما بَلَغَت اُمنِيَّتُهُ ، فَأَعطَيتُ كُلَّ سائِلٍ مِنكُم ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي إلاّ كَما لَو أنَّ أحَدَكُم مَرَّ بِالبَحرِ فَغَمَسَ فيهِ إبرَةً ثُمَّ رَفَعَها إلَيهِ ؛ ذلِكَ بِأَنّي جَوادٌ ماجِدٌ ، أفعَلُ ما اُريدُ ، عَطائي كَلامٌ ، وعَذابي كَلامٌ ، إنَّما أمري لِشَيءٍ إذا أرَدتُهُ أن أقولَ لَهُ : كُن ، فَيَكونُ. ٢

٣٩٤. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللّه يَقولُ : ... ولَو أنَّ قُلوبَ عِبادِي اجتَمَعَت عَلى قَلبِ أسعَدِ عَبدٍ لي ، ما زادَ ذلِكَ في سُلطاني جَناحَ بَعوضَةٍ ، ولَو أنّي أعطَيتُ كُلَّ عَبدٍ ما سَأَلَني ما كانَ ذلِكَ ٣ إلاّ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩٧ ح ٢٢٧٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٦ ح ٩.

٢. سنن الترمذي : ج ٤ ص ٦٥٦ ح ٢٤٩٥ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٤٢٢ ح ٤٢٥٧ ، مسند ابن حنبل : ج ٨ ص ٨٥ ح ٢١٤٢٥ كلّها عن أبي ذرّ ، المعجم الأوسط : ج ٧ ص ١٦٥ ح ٧١٦٩ عن أبي موسى الأشعري وكلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٩٢٥ ح ٤٣٥٩١؛ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه‌السلام : ص ٤٢ ح ١٩ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٣ ح ٢٠.

٣. ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار ، والظاهر أنّه سقط من طبعة الأمالي المعتمدة لدينا.

١٤٥

مِثلَ إبرَةٍ جاءَ بِها عَبدٌ مِن عِبادي فَغَمَسَها فِي بَحرٍ ، وذلِكَ أنَّ عَطائي كَلامٌ ، وعِدَتي كَلامٌ ، وإنَّما أقولُ لِلشَّيءِ : كُن فَيَكونُ. ١

٣٩٥. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوحَى اللّه إلى بَعضِ أنبِيائِهِ : ... لَو أنَّ أهلَ سَبَعِ سَماواتٍ وأرَضينَ سَأَلوني جَميعا فَأَعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَسأَلَتَهُ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي مِثلَ جَناحِ بَعوضَةٍ ، وكَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أنَا قَيِّمُهُ؟! ٢

٣٩٦. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : قالَ اللّه تَبارَكَ وتَعالى : يا عِبادي ، كُلُّكُم جائِعٌ إلاّ مَن أطعَمتُهُ ، فَاستَطعِموني اُطعِمكُم. يا عِبادي ، كُلُّكُم عارٍ إلاّ مَن كَسَوتُهُ ، فَاستَكسوني أكسُكُم. يا عِبادي ، إنَّكُم تُخطِئونَ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ وأنَا أغفِرُ الذُّنوبَ جَميعا ، فَاستَغفِروني أغفِر لَكُم. يا عِبادي ، إنَّكُم لَن تَبلُغوا ضَرّي فَتَضُرّوني ، ولَن تَبلُغوا نَفعي فَتَنفَعوني. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم كانوا عَلى أتقى قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنكُم ، ما زادَ ذلِكَ في مُلكي شَيئا. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم ، كانوا عَلى أفجَرِ قَلبِ رَجُلٍ واحِدٍ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي شَيئا. يا عِبادي ، لَو أنَّ أوَّلَكُم وآخِرَكُم ، وإنسَكُم وجِنَّكُم قاموا في صَعيدٍ واحِدٍ ، فَسَأَلوني فَأَعطَيتُ كُلَّ إنسانٍ مَسأَلَتَهُ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِمّا عِندي إلاّ كَما يَنقُصُ المِخيَطُ إذا اُدخِلَ البَحرَ. يا عِبادي ، إنَّما هِي أعمالُكُم اُحصيها لَكُم ثُمَّ اُوَفّيكُم إيّاها ، فَمَن وَجَدَ خَيرا فَليَحمَدِ اللّه ، ومَن وَجَدَ غَيرَ ذلِكَ فَلا يَلومَنَّ إلاّ نَفسَهُ. ٣

راجع : ص ١٠٩ (علوّ الهمّة وعِظَم المسألة).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأمالي للطوسي : ص ٦٧٥ ح ١٤٢٤ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ٨٢ كلاهما عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ١٣٦ ح ٤٨.

٢. الأمالي للطوسي : ص ٥٨٤ ح ١٢٠٨ ، عدّة الداعي : ص ١٢٤ كلاهما عن محمّد بن عبد اللّه بن عليّ بن الحسين عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٣ ح ٣٩؛ كنز العمّال : ج ٦ ص ٦٢٩ ح ١٧١٤٥ نقلاً عن ابن النجّار نحوه.

٣. صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٩٤ ح ٥٥ ، الأدب المفرد : ص ١٤٩ ح ٤٩٠ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ٢٦٩ ح ٧٦٠٦ ، السنن الكبرى : ج ٦ ص ١٥٤ ح ١١٥٠٣ ، حلية الأولياء : ج ٥ ص ١٢٥ ، تاريخ دمشق : ج ٢٦ ص ١٣٨ ح ٥٥١١ كلّها عن أبي ذرّ نحوه ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٩٢٤ ح ٤٣٥٩٠.

١٤٦

٦ / ٦

اِستِصغارُ الحاجَةِ

٣٩٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لِيَسأَل أحَدُكُم رَبَّهُ حاجَتَهُ كُلَّها ، حَتّى يَسأَلَ شِسعَ نَعلِهِ إذَا انقَطَعَ. ١

٣٩٨. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لِيَسأَل أحَدُكُم رَبَّهُ حاجَتَهُ ، حَتّى يَسأَلَهُ المِلحَ ، وحَتّى يَسأَلَهُ شِسعَ نَعلِهِ إذَا انقَطَعَ. ٢

٣٩٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : سَلُوا اللّه عز وجل ما بَدا لَكُم مِن حَوائِجِكُم ، حَتّى شِسعِ نَعلِ أحَدِكُم ؛ فَإِنَّهُ إن لَم يُيَسِّرهُ لَم يَتَيَسَّر. ٣

٤٠٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أحَبَّ شَيئا لِنَفسِهِ وأبغَضَهُ لِخَلقِهِ ؛ أبغَضَ لِخَلقِهِ المَسأَلَةَ ، وأحَبَّ لِنَفسِهِ أن يُسأَلَ. ولَيسَ شَيءٌ أحَبَّ إلَى اللّه عز وجل مِن أن يُسأَلَ ، فَلا يَستَحيي أحَدُكُم أن يَسأَلَ اللّه ولَو بِشِسعِ نَعلٍ. ٤

٤٠١. عدّة الداعي : فِي الحَديثِ القُدسِيِّ : يا موسى ، سَلني كُلَّ ما تَحتاجُ إلَيهِ ، حَتّى عَلَفَ شاتِكَ ، ومِلحَ عَجينِكَ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنن الترمذي (طبعة دار الفكر) : ج ٥ ص ٣٤٩ ح ٣٦٢٣ ، صحيح ابن حبّان : ج ٣ ص ١٧٧ ح ٨٩٤ و ٨٩٥ ، مسند أبي يعلى : ج ٣ ص ٣٧١ ح ٣٣٩٠ ، عمل اليوم والليلة لابن السني : ص ١٢٨ ح ٣٥٤ كلّها عن أنس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٥ ح ٣١٣٩؛ مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٠ ح ١٩٩٧ ، إرشاد القلوب : ص ١٤٨ وزاد في صدره «إنّ اللّه سبحانه وتعالى يغضب إذا ترك سؤاله» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٥ ح ٢٣.

٢. سنن الترمذي (طبعة دار الفكر) : ج ٥ ص ٣٤٩ ح ٣٦٢٤ عن ثابت البناني ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٥ ح ٣١٤٠.

٣. الفردوس : ج ٢ ص ٣٠٥ ح ٣٣٧٨ عن ابن عبّاس ، مسند أبي يعلى : ج ٤ ص ٣١٢ ح ٤٥٤٢ عن عائشة من دون إسنادٍ إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٦ ح ٣١٤٢؛ مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٠ ح ١٩٩٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٥ ح ٢٣.

٤. الكافي : ج ٤ ص ٢٠ ح ٤ عن إبراهيم بن عثمان عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٧٠ ح ١٧٥٥.

٥. عدّة الداعي : ص ١٢٣ ، المجتنى : ص ٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٣ ح ٣٩.

١٤٧

٤٠٢. الإمام عليّ عليه‌السلام : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ أخفى أربَعَةً في أربَعَةٍ : أخفى رِضاهُ في طاعَتِهِ ؛ فَلا تَستَصغِرَنَّ شَيئا مِن طاعَتِهِ ؛ فَرُبَّما وافَقَ رِضاهُ وأنتَ لا تَعلَمُ ، وأخفى سَخَطَهُ في مَعصِيَتِهِ ؛ فَلا تَستَصغِرَنَّ شَيئا مِن مَعصِيَتِهِ ؛ فَرُبَّما وافَقَ سَخَطَهُ مَعصِيَتُهُ وأنتَ لا تَعلَمُ ، وأخفى إجابَتَهُ في دَعوَتِهِ ؛ فَلا تَستَصغِرَنَّ شَيئا مِن دُعائِهِ ؛ فَرُبَّما وافَقَ إجابَتَهُ وأنتَ لا تَعلَمُ ، وأخفى وَلِيَّهُ في عِبادِهِ ؛ فَلا تَستَصغِرَنَّ عَبدا مِن عَبيدِ اللّه ؛ فَرُبَّما يَكونُ وَلِيَّهُ وأنتَ لا تَعلَمُ. ١

٤٠٣. الإمام الباقر عليه‌السلام : لا تُحَقِّروا صَغيرا مِن حَوائِجِكُم ؛ فَإِنَّ أحَبَّ المُؤمِنينَ إلَى اللّه تَعالى أسأَ لُهُم. ٢

٤٠٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : عَلَيكُم بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّكُم لا تَقَرَّبونَ بِمِثلِهِ ، ولا تَترُكوا صَغيرَةً لِصِغَرِها أن تَدعوا بِها ، إنَّ صاحِبَ الصِّغارِ هُوَ صاحِبُ الكِبارِ. ٣

٦ / ٧

تَعليمُ اللّه مَصلَحَتَهُ!

٤٠٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : قالَ اللّه تَبارَكَ وتَعالى : يَا بنَ آدَمَ ، أطِعني فيما أمَرتُكَ ، ولا تُعَلِّمني ما يُصلِحُكَ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الخصال : ص ٢٠٩ ح ٣١ ، كمال الدين : ص ٢٩٦ ح ٤ ، معاني الأخبار : ص ١١٢ ح ١ كلّها عن محمّد بن مسلم عن الإمام الباقر عن أبيه عن جدّه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦٣ ح ٤.

٢. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩٧ ح ٢٢٧٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٦ ح ٩.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٧ ح ٦ ، الأمالي للمفيد : ص ٢٠ ح ٩ وفيه «تسلوها» بدل «تدعو بها» وكلاهما عن سيف التمّار ، عدّة الداعي : ص ١٢٣ وفيه «إلى اللّه بمثله» بدل «بمثله» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٣ ح ٣٩.

٤. الخصال : ص ٤ ح ٨ ، الأمالي للصدوق : ص ٣٩٨ ح ٥١٣ عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٨٥ ص ٣١٩ ح ٣؛ ربيع الأبرار : ج ٤ ص ٣٧٣ من دون إسنادٍ إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه «في التوراة : يا بن آدم ...». وراجع : قرب الإسناد : ص ١١٨ ح ٤١٣.

١٤٨

٤٠٦. الإمام عليّ عليه‌السلام : قالَ اللّه عز وجل مِن فَوقِ عَرشِهِ : يا عِبادي ، أطيعوني فيما أمَرتُكُم بِهِ ، ولا تُعَلِّموني بِما يُصلِحُكُم ؛ فَإِنّي أعلَمُ بِهِ ، ولا أبخَلُ عَلَيكُم بِمَصالِحِكُم. ١

٤٠٧. الإمام الصادق عليه‌السلام : قَضاءُ الحَوائِجِ إلَى اللّه ، وأسبابُها ـ بَعدَ اللّه ـ العِبادُ تَجري عَلى أيديهِم ؛ فَما قَضَى اللّه مِن ذلِكَ فَاقبَلوا مِنَ اللّه بِالشُّكرِ ، وما زَوى عَنكُم مِنها فَاقبَلوهُ عَنِ اللّه بِالرِّضا وَالتَّسليمِ وَالصَّبرِ ، فَعَسى أن يَكونَ ذلِكَ خَيرا لَكُم ؛ فَإِنَّ اللّه أعلَمُ بِما يُصلِحُكُم وأنتُم لا تَعلَمونَ. ٢

٦ / ٨

طَلَبُ المَوتِ

٤٠٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، فَإِن كانَ لابُدَّ مُتَمَنِّيا لِلمَوتِ فَليَقُل : اللّهُمَّ أحيِني ما كانَتِ الحَياةُ خَيرا لي ، وتَوَفَّني إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيرا لي. ٣

٤٠٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ ؛ إمّا مُحسِنا فَلَعَلَّهُ أن يَزدادَ خَيرا ، وإمّا مُسيئا فَلَعَلَّهُ أن يَستَعتِبَ ٤. ٥

٤١٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تَمَنَّوُا المَوتَ ؛ فَإِنَّهُ يَقطَعُ العَمَلَ ، ولا يُرَدُّ الرَّجُلُ فَيَستَعتِبَ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. عدّة الداعي : ص ٣١ ، إرشاد القلوب : ص ١٥٢ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٠٨ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه‌السلام : ص ٣٢٧ ح ١٧٦ وفيهما «اعبدوني» بدل «أطيعوني» ، بحار الأنوار : ج ٧١ ص ١٨٤ ح ٤٤.

٢. تحف العقول : ص ٣٦٥ ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٢٤٨ ح ٨٢.

٣. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٣٣٧ ح ٥٩٩٠ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ٢٠٦٤ ح ١٠ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٤٢٥ ح ٤٢٦٥ ، سنن النسائي : ج ٤ ص ٣ ، السنن الكبرى : ج ٣ ص ٥٢٩ ح ٦٥٦٥ نحوه وكلّها عن أنس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٣ ح ٣٢٩٦؛ بحار الأنوار : ج ٨٢ ص ١٧٦ ح ١٦ نقلاً عن منتهى المطلب.

٤. أي يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا. واستعتبَ : طلب أن يَرضى عنه (النهاية : ج ٣ ص ١٧٥ «عتب»).

٥. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢١٤٧ ح ٥٣٤٩ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٨٣ ح ٧٥٨١ ، سنن النسائي : ج ٤ ص ٢ كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٥٥٣ ح ٤٢١٤٦.

٦. المعجم الكبير : ج ١٨ ص ٣٤ ح ٥٧ عن عابس الغفاري ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٥٥٣ ح ٤٢١٤٧.

١٤٩

٤١١. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَتَمَنّى أحَدُكُمُ المَوتَ ، ولا يَدعو بِهِ مِن قَبلِ أن يَأتِيَهُ ؛ إنَّهُ إذا ماتَ أحَدُكُمُ انقَطَعَ عَمَلُهُ عَنهُ ، وإنَّهُ لا يَزيدُ المُؤمِنَ عُمُرُهُ إلاّ خَيرا. ١

٤١٢. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تَمَنَّوُا المَوتَ ؛ فَإِنَّ هَولَ المُطَّلَعِ شَديدٌ ، وإنَّ مِنَ السَّعادَةِ أن يَطولَ عُمُرُ العَبدِ ، ويَرزُقَهُ اللّه الإِنابَةَ. ٢

٤١٣. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَتَمَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ ؛ فَإِنَّهُ لا يَدري ما قَدَّمَ لِنَفسِهِ. ٣

٤١٤. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تَمَنَّ المَوتَ ؛ فَإِن كُنتَ مِن أهلِ الجَنَّةِ فَالبَقاءُ خَيرٌ لَكَ ، وإن كُنتَ مِن أهلِ النّارِ فَما يُعجِلُكَ إلَيها. ٤

٤١٥. صحيح البخاري عن قيس : أتَيتُ خَبّابا ـ وقد اكتَوى سَبعا في بَطنِهِ ـ فَسَمِعتُهُ يَقولُ : لَولا أنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، نَهانا أن نَدعُوَ بِالمَوتِ لَدَعَوتُ بِهِ. ٥

٤١٦. مسند ابن حنبل عن اُمّ الفضل : إنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله دَخَلَ عَلَى العَبّاسِ وهُوَ يَشتَكي ، فَتَمَنَّى المَوتَ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عبّاسُ ، يا عَمَّ رَسولِ اللّه ، لا تَتَمَنَّ المَوتَ ، إن كُنتَ مُحسِنا تَزدادُ إحسانا إلى إحسانِكَ خَيرٌ لَكَ ، وإن كُنتَ مُسيئا فَأَن تُؤَخَّرَ تَستَعتِبُ خَيرٌ لَكَ ، فَلا تَتَمَنَّ المَوتَ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. السنن الكبرى : ج ٣ ص ٥٢٩ ح ٦٥٦٤ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ٢٠٦٥ ح ٢٦٨٢ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٢٦٣ ح ٨٦١٥ كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٣ ح ٣٢٩٤.

٢. مسند ابن حنبل : ج ٥ ص ٨٧ ح ١٤٥٧٠ ، الزهد لابن حنبل : ص ٢٩ ، شُعب الإيمان : ج ٧ ص ٣٦٢ ح ١٠٥٨٩ كلّها عن جابر بن عبد اللّه ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٥٥٤ ح ٤٢١٤٩ ؛ الدعوات : ص ١٢٢ ح ٢٩٧ وزاد في آخره «إلى دار الخلود» ، تنبيه الخواطر : ج ١ ص ٧ ، بحار الأنوار : ج ٦ ص ١٣٨ ح ٤٥.

٣. تاريخ بغداد : ج ٦ ص ١٢٥ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٥٥٥ ح ٤٢١٥٤.

٤. كنز العمّال : ج ١٥ ص ٥٥٣ ح ٤٢١٤٨ نقلاً عن المروزي في الجنائز عن القاسم مولى معاوية.

٥. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٣٣٧ ح ٥٩٨٩ وص ٢٣٦٢ ح ٦٠٦٦ وج ٦ ص ٢٦٤٣ ح ٦٨٠٧ ، صحيح مسلم ج ٤ ص ٢٠٦٤ ح ١٢ وفيه «سبع كيّات» ، مسند ابن حنبل : ج ٧ ص ٤٥١ ح ٢١١١٦ وص ٤٥٦ ح ٢١١٣٦ وج ١٠ ص ٣٤٧ ح ٢٧٢٨٥ ، السنن الكبرى : ج ٣ ص ٥٢٨ ح ٦٥٦٢ نحوه.

٦. مسند ابن حنبل : ج ١٠ ص ٢٥٦ ح ٢٦٩٣٨ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٤٨٩ ح ١٢٥٤ ، مسند أبي

١٥٠

٤١٧. مسند ابن حنبل عن أبي اُمامة : جَلَسنا إلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَذَكَّرَنا ورَقَّقَنا ، فَبَكى سَعدُ بنُ أبي وَقّاصٍ فَأَكثَرَ البُكاءَ ، فَقالَ : يا لَيتَني مِتُّ.

فَقالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سَعدُ ، أعِندي تَتَمَنَّى المَوتَ؟! فَرَدَّدَ ذلِكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ قالَ : يا سَعدُ ، إن كُنتَ خُلِقتَ لِلجَنَّةِ ، فَما طالَ عُمُرُكُ أو حَسُنَ مِن عَمَلِكَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ. ١

٤١٨. المستدرك عن الحسن : قالَ الحَكَمُ بنُ عَمرٍو الغِفارِيُّ : يا طاعونُ خُذني إلَيكَ! فَقالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : لِمَ تَقولُ هذا ، وقد سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ؟ قالَ : قَد سَمِعتُ ما سَمِعتُم ، ولكِنّي اُبادِرُ سِتّا : بَيعَ الحُكمِ ٢ ، وكَثرَةَ الشُّرَطِ ٣ ، وإمارَةَ الصِّبيانِ ، وسَفكَ الدِّماءِ ، وقَطيعَةَ الرَّحِمِ ، ونَشوا ٤ يَكونونَ في آخِرِ الزَّمانِ يَتَّخِذونَ القُرآنَ مَزاميرَ. ٥

٤١٩. الإمام الكاظم عليه‌السلام : جاءَ رَجُلٌ إلَى الصّادقِ عليه‌السلام فَقالَ : قَد سَئِمتُ الدُّنيا ، فَأَتَمَنّى عَلَى اللّه المَوتَ؟ فَقالَ : تَمَنَّ الحَياةَ لِتُطيعَ لا لِتَعصِيَ ، فَلَأَن تَعيشَ فَتُطيعَ خَيرٌ لَكَ مِن أن تَموتَ فَلا تَعصِيَ ولا تُطيعَ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعلى : ج ٦ ص ٣١٠ ح ٧٠٤٠ نحوه ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٥٥٥ ح ٤٢١٥٦؛ الأمالي للطوسي : ص ٣٨٥ ح ٨٣٧ ولم يذكر فيه اسم العبّاس عمّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحار الأنوار : ج ٦ ص ١٢٨ ح ١٦.

١. مسند ابن حنبل : ج ٨ ص ٣٠٤ ح ٢٢٣٥٦ ، المعجم الكبير : ج ٨ ص ٢١٧ ح ٧٨٧٠ ، تاريخ دمشق : ج ٢٠ ص ٣٣٧ ح ٤٦٩٠ ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٥٥٥ ح ٤٢١٥٥.

٢. قال المناوي : بَيعُ الحُكْمِ بأخذ الرشوة عليه ، فالمراد به هنا معناه اللغوي ، وهو مقابلة شيء بشيء (فيض القدير : ج ٣ ص ٢٥٣)

٣. جمع شرطي.

٤. جمع ناشئ كخادم وخَدَم. يريد جماعةً أحداثا (النهاية : ج ٥ ص ٥١ «نشأ»).

٥. المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ٥٠١ ح ٥٨٧١ ، كنز العمّال : ج ١١ ص ٢٣٤ ح ٣١٣٥٦ وراجع مسند ابن حنبل : ج ٩ ص ٢٥٢ ح ٢٤٠٢٥ والمعجم الكبير : ج ١٨ ص ٣٦ ح ٦٠ و ٦١.

٦. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٣ ح ٣ عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٦ ص ١٢٨ ح ١٥.

١٥١

٤٢٠. عنه عليه‌السلام : سَمِعَ موسى عليه‌السلام رَجُلاً يَتَمَنَّى المَوتَ ، فَقالَ : هَل بَينَكَ وبَينَ اللّه قَرابَةٌ يُحابيكَ ١ بِها؟ قالَ : لا. قالَ : فَهَل لَكَ حَسَناتٌ قَدَّمتَها تَزيدُ عَلى سَيِّئاتِكَ؟ قالَ : لا. قالَ : فَأَنتَ إذا تَتَمَنّى هَلاكَ الأَبَدِ. ٢

٦ / ٩

الدُّعاءُ لِما لا يَكونُ ولا يَحِلُّ

٤٢١. الإمام عليّ عليه‌السلام : يا صاحِبَ الدُّعاءِ ، لا تَسأَل عَمّا لا يَكونُ ولا يَحِلُّ. ٣

٤٢٢. الإمام الحسين عليه‌السلام : بَينا أميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام ذاتَ يَومٍ جالِسٌ مَعَ أصحابِهِ ... فَقالَ لَهُ زَيدُ بنُ صوحانَ العَبدِيُّ : ... أيُّ دَعوَةٍ أضَلُّ؟ قالَ : الدّاعي بِما لا يَكونُ. ٤

٦ / ١٠

الدُّعاءُ عَلَى النَّفسِ

٤٢٣. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تَدعوا عَلى أنفُسِكُم إلاّ بِخَيرٍ ؛ فَإِنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنونَ عَلى ما تَقولونَ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. حاباه محاباة : نصره واختصّه ومال إليه (القاموس المحيط : ج ٤ ص ٣١٥ «حبا»).

٢. نثر الدرّ : ج ١ ص ٣٦٠ ، كشف الغمّة : ج ٣ ص ٤٢ ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٣٢٧ ح ٥.

٣. الخصال : ص ٦٣٥ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، تحف العقول : ص ١٢٣ ، عدّة الداعي : ص ١٤٠ وفيهما «ما لا يكون» بدل «عمّا لا يكون» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٤ ح ١.

٤. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٣٨١ ح ٥٨٣٣ ، معاني الأخبار : ص ١٩٨ ح ٤ ، الأمالي للطوسي : ص ٤٣٥ ح ٩٧٤ ، الأمالي للصدوق : ص ٤٧٨ ح ٦٤٤ كلّها عن عبد اللّه بن بكر المرادي عن الإمام الكاظم عن أبيه عن جدّه عن الإمام زين العابدين عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٤ ح ٢ ؛ دستور معالم الحكم : ص ٨٤ من دون إسنادٍ إلى الإمام الحسين عليه‌السلام.

٥. صحيح مسلم : ج ٢ ص ٦٣٤ ح ٧ ، سنن أبي داوود : ج ٣ ص ١٩١ ح ٣١١٨ ، مسند ابن حنبل : ج ١٠ ص ١٨٥ ح ٢٦٦٠٥ كلّها عن اُمّ سلمة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٣ ح ٣٢٩١.

١٥٢

البابُ السّابِعُ :

أفضل الأوقات للدّعاء

٧ / ١

لَيلَةُ القَدرِ

٤٢٤. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يُفَتَّحُ أبوابُ السَّماواتِ في لَيلَةِ القَدرِ. ١

٤٢٥. الكافي عن الفضيل بن يسار : كانَ أبو جَعفَرٍ عليه‌السلام إذا كانَت لَيلَةُ إحدى وعِشرينَ ولَيلَةُ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِن شَهرِ رَمَضانَ ، أخَذَ فِي الدُّعاءِ حَتّى يَزولَ اللَّيلُ ، فَإِذا زالَ اللَّيلُ صَلّى. ٢

راجع : شهر اللّه في الكتاب والسنّة : ص ٤٥١ (آداب ليلة القدر المشتركة / الدعاء).

٧ / ٢

لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ

٤٢٦. الإمام الصادق عليه‌السلام : سُئِلَ الباقِرُ عليه‌السلام عَن فَضلِ لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فَقالَ : هِيَ أفضَلُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإقبال : ج ١ ص ٣٤٥.

٢. الكافي : ج ٤ ص ١٥٥ ح ٥ ، الخصال : ص ٥١٩ ح ٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٧ ص ١٦ ح ٢٩.

١٥٣

لَيلَةٍ بَعدَ لَيلَةِ القَدرِ ، فيها يَمنَحُ اللّه تَعالَى العِبادَ فَضلَهُ ، ويَغفِرُ لَهُم بِمَنِّهِ ، فَاجتَهِدوا فِي القُربَةِ إلَى اللّه تَعالى فيها ؛ فَإِنَّها لَيلَةٌ آ لَى اللّه عَلى نَفسِهِ أن لا يَرُدَّ سائِلاً لَهُ فيها ، ما لَم يَسأَل مَعصِيَةً ، وإنَّهَا اللَّيلَةُ الَّتي جَعَلَهَا اللّه لَنا أهلَ البَيتِ ، بِإِزاءِ ما جَعَلَ لَيلَةَ القَدرِ لِنَبِيِّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فَاجتَهِدوا فِي الدُّعاءِ وَالثَّناءِ عَلَى اللّه عز وجل ؛ فَإِنَّهُ مَن سَبَّحَ اللّه تَعالى فيها مِئَةَ مَرَّةٍ ، وحَمِدَهُ مِئَةَ مَرَّةٍ ، وكَبَّرَهُ مِئَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللّه تَعالى لَهُ ما سَلَفَ مِن مَعاصيهِ ، وقَضى لَهُ حَوائِجَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ مَا التَمَسَهُ مِنهُ ، وما عَلِمَ حاجَتَهُ إلَيهِ وإن لَم يَلتَمِسهُ مِنهُ ، كَرَما مِنهُ تَعالى وتَفَضُّلاً عَلى عِبادِهِ. ١

٤٢٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : كُنتُ نائِما لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فَأَتاني جَبرَئيلُ عليه‌السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، أتَنامُ في هذِهِ اللَّيلَةِ؟! فَقُلتُ : يا جَبرَئيلُ ، وما هذِهِ اللَّيلَةُ؟ قالَ : هِيَ لَيلَةُ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، قُم يا مُحَمَّدُ.

فَأَقامَني ثُمَّ ذَهَبَ بي إلَى البَقيعِ ، ثُمَّ قالَ لي : اِرفَع رَأسَكَ ؛ فَإِنَّ هذِهِ لَيلَةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السَّماءِ ، فَيُفتَحُ فيها أبوابُ الرَّحمَةِ ، وبابُ الرِّضوانِ ، وبابُ المَغفِرَةِ ، وبابُ الفَضلِ ، وبابُ التَّوبَةِ ، وبابُ النِّعمَةِ ، وبابُ الجودِ ، وبابُ الإِحسانِ ، يُعتِقُ اللّه فيها بِعَدَدِ شُعورِ النَّعَمِ وأصوافِها ، ويُثبِتُ اللّه فيهَا الآجالَ ، ويَقسِمُ فيهَا الأَرزاقَ مِنَ السَّنَةِ إلَى السَّنَةِ ، ويُنزِلُ ما يَحدُثُ فِي السَّنَةِ كُلِّها.

يا مُحَمَّدُ ، مَن أحياها بِتَسبيحٍ وتَهليلٍ وتَكبيرٍ ودُعاءٍ وصَلاةٍ وقِراءَةٍ وتَطَوُّعٍ وَاستِغفارٍ كانَتِ الجَنَّةُ لَهُ مَنزِلاً ومَقيلاً ، وغَفَرَ اللّه لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. يا مُحَمَّدُ ، مَن صَلّى فيها مِئَةَ رَكعَةٍ ، يَقرَأُ في كُلِّ رَكعَةٍ فاتِحَةَ الكِتابِ مَرَّةً ، وقُل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأمالي للطوسي : ص ٢٩٧ ح ٥٨٣ ، مصباح المتهجّد : ص ٨٣١ ، الإقبال : ج ٣ ص ٣١٥ كلّها عن أبي يحيى ، بحار الأنوار : ج ٩٧ ص ٨٥ ح ٥.

١٥٤

هُوَ اللّه أحَدٌ عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِذا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ قَرَأَ آيَةَ الكُرسِيِّ عَشرَ مَرّاتٍ ، وفاتِحَةَ الكِتابِ عَشرا ، وسَبَّحَ اللّه مِئَةَ مَرَّةٍ ، غَفَرَ اللّه لَهُ مِئَةَ كَبيرَةٍ موبِقَةٍ موجِبَةٍ لِلنّارِ ، واُعطِيَ بِكُلِّ سورَةٍ وتَسبيحَةٍ قَصرا فِي الجَنَّةِ ، وشَفَّعَهُ اللّه في مِئَةٍ مِن أهلِ بَيتِهِ ، وشَرَّكَهُ في ثَوابِ الشُّهَداءِ ، وأعطاهُ اللّه ما يُعطي صائِمي هذَا الشَّهرِ ، وقائِمي هذِهِ اللَّيلَةِ ، مِن غَيرِ أن يَنقُصَ مِن اُجورِهِم شَيئا ، فَأَحيِها يا مُحَمَّدُ ، وَأْمُر اُمَّتَكَ بِإِحيائِها ، وَالتَّقَرُّبِ إلَى اللّه تَعالى بِالعَمَلِ فيها ؛ فَإِنَّها لَيلَةٌ شَريفَةٌ.

لَقَد أتَيتُكَ يا مُحَمَّدُ ، وما فِي السَّماءِ مَلَكٌ إلاّ وقد صَفَّ قَدَمَيهِ في هذِهِ اللَّيلَةِ بَينَ يَدَيِ اللّه تَعالى ـ قالَ : ـ فَهُم بَينَ راكِعٍ وقائِمٍ وساجِدٍ ، وداعٍ ومُكَبِّرٍ ومُستَغفِرٍ ومُسَبِّحٍ.

يا مُحَمَّدُ ، إنَّ اللّه يَطَّلِعُ في هذِهِ اللَّيلَةِ ، فَيَغفِرُ لِكُلِّ مُؤمِنٍ قائِمٍ يُصَلّي ، وقاعِدٍ يُسَبِّحُ ، وراكِعٍ وساجِدٍ وذاكِرٍ ، وهِيَ لَيلَةٌ لا يَدعو فيها داعٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ ، ولا سائِلٌ إلاّ اُعطِيَ ، ولا مُستَغفِرٌ إلاّ غُفِرَ لَهُ ، ولا تائِبٌ إلاّ يَتوبُ عَلَيهِ ، مَن حُرِمَ خَيرَها ـ يا مُحَمَّدُ ـ فَقَد حُرِمَ. ١

٤٢٨. تاريخ دمشق عن عائشة : كانَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَدعو وهُوَ ساجِدٌ لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، يَقولُ : أعوذُ بِعَفوِكَ مِن عِقابِكَ ، وأعوذُ بِرِضاكَ مِن سَخَطِكَ ، وأعوذُ بِكَ مِنكَ ، جَلَّ وَجهُكَ.

وقالَ : أمَرَني جِبريلُ أن اُرَدِّدَهُنَّ في سُجودي ، فَتَعَلَّمتُهُنَّ وعَلَّمتُهُنَّ. ٢

٤٢٩. مصباح المتهجّد عن زيد بن عليّ : كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‌السلام يَجمَعُنا جَميعا لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، ثُمَّ يُجَزِّئُ اللَّيلَ أجزاءً ثَلاثَةً ، فَيُصَلّي بِنا جُزءا ، ثُمَّ يَدعو

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإقبال : ج ٣ ص ٣٢٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٨ ص ٤١٣ ح ١.

٢. تاريخ دمشق : ج ٣٦ ص ١٩٥ ح ٧٢٩٧ وج ٥١ ص ٧٢ ح ١٠٧٥٦ عن اُبيّ بن كعب نحوه ، كنز العمّال : ج ١٤ ص ١٧٦ ح ٣٨٢٩٠ ، وراجع شُعَب الإيمان : ج ٣ ص ٣٨٤ ح ٣٨٣٧ ومصباح المتهجّد : ص ٨٤٠ ح ٩٠٣.

١٥٥

ونُؤَمِّنُ عَلى دُعائِهِ ، ثُمَّ يَستَغفِرُ اللّه ونَستَغفِرُهُ ونَسأَ لُهُ الجَنَّةَ حَتّى يَنفَجِرَ الصُّبحُ. ١

٤٣٠. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام عن الحسن بن عليّ بن سَأَلتُ عَلِيَّ بنَ موسَى الرِّضا عليه‌السلام ، عَن لَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، قالَ : هِيَ لَيلَةٌ يُعتِقُ اللّه فيهَا الرِّقابَ مِنَ النّارِ ، ويَغفِرُ فيهَا الذُّنوبَ الكِبارَ.

قُلتُ : فَهَل فيها صَلاةٌ زِيادَةً عَلى صَلاةِ سائِرِ اللَّيالي؟

فَقالَ : لَيسَ فيها شَيءٌ مُوَظَّفٌ ، ولكِن إن أحبَبتَ أن تَتَطَوَّعَ فيها بِشَيءٍ ، فَعَلَيكَ بِصَلاةِ جَعفَرِ بنِ أبي طالِبٍ عليه‌السلام ، وأكثِر فيها مِن ذِكرِ اللّه عز وجل ومِنَ الاِستِغفارِ وَالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ أبي عليه‌السلام كانَ يَقولُ : الدُّعاءُ فيها مُستَجابٌ.

قُلتُ لَهُ : إنَّ النّاسَ يَقولونَ : إنَّها لَيلَةُ الصِّكاكِ؟ ٢

فَقالَ عليه‌السلام : تِلكَ لَيلَةُ القَدرِ في شَهرِ رَمَضانَ. ٣

٤٣١. الإمام عليّ عليه‌السلام : إنِ استَطَعتَ أن تُحافِظَ عَلى لَيلَةِ الفِطرِ ، ولَيلَةِ النَّحرِ ، وأوَّلِ لَيلَةٍ مِنَ المُحَرَّمِ ، ولَيلَةِ عاشوراءَ ، وأوَّلِ لَيلَةٍ مِن رَجَبٍ ، ولَيلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ فَافعَل ، وأكثِر فيهِنَّ مِنَ الدُّعاءِ وَالصَّلاةِ وتِلاوَةِ القُرآنِ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مصباح المتهجّد : ص ٨٥٣ ، بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ١١٥ ح ٣٢.

٢. الصكُّ ـ بتشديد الكاف ـ : كتاب كالسجلّ يكتب في المعاملات ، وجمع الصكِّ : صِكاكٌ (مجمع البحرين : ج ٢ ص ١٠٤٠ «صكك»).

٣. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ص ٢٩٣ ح ٤٥ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ص ٤٥ ح ٢٢ ، الأمالي للصدوق : ص ٧٩ ح ٤٦ ، مصباح المتهجّد : ص ٨٣٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٧ ص ٨٤ ح ٢.

٤. مصباح المتهجّد : ص ٨٥٢ عن الحارث بن عبد اللّه ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ١٢٣ ح ١٣.

١٥٦

٧ / ٣

لَيلَةُ الجُمُعَةِ

٤٣٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لِعَلِيٍّ عليه‌السلام ـ : يا أبَا الحَسَنِ ، أفَلا اُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ يَنفَعُكَ اللّه بِهِنَّ ، ويَنفَعُ بِهِنَّ مَن عَلَّمتَهُ ، ويُثَبِّتُ ما تَعَلَّمتَ في صَدرِكَ؟ ... إذا كانَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ ، فَإِنِ استَطَعتَ أن تَقومَ في ثُلُثِ اللَّيلِ الآخِرِ ؛ فَإِنَّها ساعَةٌ مَشهودَةٌ ، وَالدُّعاءُ فيها مُستَجابٌ ، وقد قالَ أخي يَعقوبُ لِبَنيهِ : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى) ١ يَقولُ : حَتّى تَأتِيَ لَيلَةُ الجُمُعَةِ .... ٢

٤٣٣. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ يُنَزِّلُ مَلَكا إلَى السَّماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلَةٍ فِي الثُّلُثِ الأَخيرِ ، ولَيلَةَ الجُمُعَةِ في أوَّلِ اللَّيلِ ، فَيَأمُرُهُ فَيُنادي : هَل مِن سائِلٍ فَاُعطِيَهُ؟ هَل مِن تائِبٍ فَأَتوبَ عَلَيهِ؟ هَل مِن مُستَغفِرٍ فَأَغفِرَ لَهُ؟ يا طالِبَ الخَيرِ أقبِل ، ويا طالِبَ الشَّرِّ أقصِر. فَلا يَزالُ يُنادي بِهذا حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ ، فَإِذا طَلَعَ الفَجرُ عادَ إلى مَحَلِّهِ مِن مَلَكوتِ السَّماءِ. ٣

٤٣٤. تهذيب الأحكام عن أبي بصير عن الإمام الباقر عليه‌السلام إنَّ اللّه تَعالى لَيُنادي كُلَّ لَيلَةِ جُمُعَةٍ مِن فَوقِ عَرشِهِ ، مِن أوَّلِ اللَّيلِ إلى آخِرِهِ : ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ يَدعوني لاِخِرَتِهِ ودُنياهُ قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ لاُِجيبَهُ؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ يَتوبُ إلَيَّ مِن ذُنوبِهِ قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ فَأَتوبَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. يوسف : ٩٨.

٢. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥٦٤ ح ٣٥٧٠ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٤٦١ ح ١١٩٠ كلاهما عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٥٩ ح ٣١١٢.

٣. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٤٢١ ح ١٢٤٠ ، التوحيد : ص ١٧٦ ح ٧ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ص ١٢٦ ح ٢١ ، الأمالي للصدوق : ص ٤٩٦ ح ٦٧٦ ، الاحتجاج : ج ٢ ص ٣٨٦ ح ٢٩٣ كلّها عن إبراهيم بن أبي محمود عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٨٧ ص ١٦٣ ح ١ ، وراجع دعائم الإسلام : ج ١ ص ١٨٠.

١٥٧

عَلَيهِ؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ قَد قَتَّرتُ عَلَيهِ رِزقَهُ فَيَسأَ لَنِي الزِّيادَةَ في رِزقِهِ قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ فَأَزيدَهُ واُوَسِّعَ عَلَيهِ؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ سَقيمٌ يَسأَ لُني أن أشفِيَهُ قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ فاُعافِيَهُ؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَحبوسٌ مَغمومٌ يَسأَ لُني أن اُطلِقَهُ مِن حَبسِهِ واُخَلِّيَ سَربَهُ ١؟ ألا عَبدٌ مُؤمِنٌ مَظلومٌ يَسأَ لُني أن آخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ فَأَنتَصِرَ لَهُ ، وآخُذَ لَهُ بِظُلامَتِهِ؟ قالَ عليه‌السلام : فَلا يَزالُ يُنادي بِهذا حَتّى يَطلُعَ الفَجرُ. ٢

٧ / ٤

يَومُ الجُمُعَةِ

٤٣٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ يَومَ الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيّامِ ، يُضاعِفُ اللّه فيهِ الحَسَناتِ ، ويَمحو فيهِ السَّيِّئاتِ ، ويَرفَعُ فيهِ الدَّرَجاتِ ، ويَستَجيبُ فيهِ الدَّعَواتِ ، ويَكشِفُ فيهِ الكُرُباتِ ، ويَقضي فيهِ الحَوائِجَ العِظامَ ، وهُوَ يَومُ المَزيدِ ، للّه فيهِ عُتَقاءُ وطُلَقاءُ مِنَ النّارِ ، ما دَعا بِهِ أحَدٌ مِنَ النّاسِ ـ وقد عَرَفَ حَقَّهُ وحُرمَتَهُ ـ إلاّ كانَ حَقّا عَلَى اللّه عز وجل أن يَجعَلَهُ مِن عُتَقائِهِ وطُلَقائِهِ مِنَ النّارِ. ٣

٤٣٦. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ مِن خُطبَتِهِ في يَومِ الجُمُعَةِ ـ : إنَّ هذَا اليَومَ يَومٌ جَعَلَهُ اللّه لَكُم عيدا ، وهُوَ سَيِّدُ أيّامِكُم ، وأفضَلُ أعيادِكُم ، وقد أمَرَكُمُ اللّه في كِتابِهِ بِالسَّعيِ فيهِ إلى ذِكرِهِ ، فَلتَعظُم رَغبَتُكُم فيهِ ، وَلتَخلُص نِيَّتُكُم فيهِ ، وأكثِروا فيهِ التَّضَرُّعَ وَالدُّعاءَ ومَسأَلَةَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. السَّرْبُ : المسلَكُ والطريق (النهاية : ج ٢ ص ٣٥٦ «سرب»).

٢. تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٥ ح ١١ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٤٢٠ ح ١٢٣٩ ، جامع الأحاديث للقميّ : ص ١٥٢ ، المقنعة : ص ١٥٤ ، عدّة الداعي : ص ٣٧ ، بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٢٨٢ ح ٢٧.

٣. الكافي : ج ٣ ص ٤١٤ ح ٥ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٢ ح ٢ ، جمال الاُسبوع : ص ١٤٧ كلّها عن ابن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، مصباح المتهجّد : ص ٢٦١ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الإمام الرضا عليه‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، المقنعة : ص ١٥٣ كلاهما نحوه ، روضة الواعظين : ص ٣٦٤ ، بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٢٧٤ ح ٢٠.

١٥٨

الرَّحمَةِ وَالغُفرانِ ؛ فَإِنَّ اللّه عز وجل يَستَجيبُ لِكُلِّ مَن دَعاهُ ، ويورِدُ النّارَ مَن عَصاهُ ، وكُلَّ مُستَكبِرٍ عَن عِبادَتِهِ. قالَ اللّه عز وجل : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). ١ وفيهِ ساعَةٌ مُبارَكَةٌ لا يَسأَلُ اللّه عَبدٌ مُؤمِنٌ فيها شَيئا إلاّ أعطاهُ. ٢

٤٣٧. عنه عليه‌السلام ـ كانَ يَقولُ ـ : أكثِرُوا المَسأَلَةَ في يَومِ الجُمُعَةِ وَالدُّعاءَ ؛ فَإِنَّ فيهِ ساعاتٍ يُستَجابُ فيهَا الدُّعاءُ وَالمَسأَلَةُ ، ما لَم تَدعوا بِقَطيعَةٍ أو مَعصِيَةٍ أو عُقوقٍ ، وَاعلَموا أنَّ الخَيرَ وَالشَّرَّ يُضاعَفانِ يَومَ الجُمُعَةِ. ٣

٤٣٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ فِي الجُمُعَةِ ساعَةً ، لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه فيها شَيئا إلاّ أعطاهُ إيّاهُ. ٤

٤٣٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ فِي الجُمُعَةِ لَساعَةً ، ما دَعَا اللّه فيها عَبدٌ مُؤمِنٌ بِشَيءٍ إلاَّ استَجابَ اللّه لَهُ. ٥

٤٤٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ في الجُمُعَةِ لَساعَةً ، لا يُوافِقُها مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه فيها خَيرا إلاّ أعطاهُ إيّاهُ ... وهِيَ ساعَةٌ خَفيفَةٌ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. غافر : ٦٠.

٢. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٤٣١ ح ١٢٦٣ ، مصباح المتهجّد : ص ٣٨٢ ح ٥٠٨ عن زيد بن وهب نحوه ، الدعوات : ص ٣٦ ح ٨٥ ، بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٢٣٨ ح ٦٨.

٣. المحاسن : ج ١ ص ١٣١ ح ١٥٨ عن جابر ، بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٣٤٩ ح ٢٥.

٤. سنن النسائي : ج ٣ ص ١١٥ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ١٢٨ ح ٧٨٢٨ كلاهما عن أبي هريرة وج ٤ ص ٧٩ ح ١١٣٤٧ عن أبي سعيد الخدري وفيه «رجل مؤمن» بدل «عبد مسلم» ، السنن الكبرى : ج ٩ ص ٥ ح ١٧٧٠٦ ، المعجم الأوسط : ج ٨ ص ٧ ح ٧٧٨٨ ، حلية الأولياء : ج ٩ ص ٢٢١ كلّها عن أبي هريرة نحوه ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٧ ص ٢٧ ح ٩ عن هلال بن يساف ، كنز العمّال : ج ٧ ص ٧٦٦ ح ٢١٣١٥.

٥. مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٣٦٤ ح ٩٢١٧ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٢ ص ٥٧ ح ٣ وفيه «مسلم» بدل «مؤمن بشيء» وكلاهما عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٧ ص ٧٦٦ ح ٢١٣١٧ نقلاً عن الحاكم في الكنى.

٦. صحيح مسلم : ج ٢ ص ٥٨٤ ح ١٥ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٤٧٦ ح ٩٨٩٩ وج ٩ ص ٢٠٧ ح ٢٣٨٥٢ ،

١٥٩

٤٤١. صحيح البخاري عن أبي هريرة : إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ فَقالَ : فيهِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ وهُوَ قائِمٌ يُصَلّي ، يَسأَلُ اللّه تَعالى شَيئا ، إلاّ أعطاهُ إيّاهُ. ١

٤٤٢. الإمام الباقر عليه‌السلام عن رسول اللّه صلى الله إنَّ جَبرَئيلَ أتاني بِمِرآةٍ في وَسَطِها كَالنُّكتَةِ السَّوداءِ ، فَقُلتُ لَهُ : يا جَبرَئيلُ ما هذِهِ؟ قالَ : هذِهِ الجُمُعَةُ. قالَ : قُلتُ : ومَا الجُمُعَةُ؟ قالَ : لَكُم فيها خَيرٌ كَثيرٌ. قالَ : قُلتُ : ومَا الخَيرُ الكَثيرُ؟ فَقالَ : تَكونُ لَكَ عيدا ولاُِمَّتِكَ مِن بَعدِكَ إلى يَومِ القِيامَةِ. قُلتُ : وما لَنا فيها؟ قالَ : لَكُم فيها ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسأَلُ اللّه مَسأَلَةً فيها ـ وهِيَ لَهُ قِسمٌ فِي الدُّنيا ـ إلاّ أعطاها ، وإن لَم يَكُن لَهُ قِسمٌ فِي الدُّنيا ، ذُخِرَت لَهُ فِي الآخِرَةِ أفضَلُ مِنها. ٢

٤٤٣. الإمام الباقر عليه‌السلام : أوَّلُ وَقتِ الجُمُعَةِ ، ساعَةُ تَزولُ الشَّمسُ إلى أن تَمضِيَ ساعَةٌ. فَحافِظ عَلَيها ؛ فَإِنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : لا يَسأَلُ اللّه عز وجل عَبدٌ فيها خَيرا إلاّ أعطاهُ. ٣

٤٤٤. عنه عليه‌السلام : في يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ لا يَسأَلُ اللّه عَبدٌ مُؤمِنٌ فيها حاجَةً إلاّ أعطاهُ ، وهِيَ مِن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المعجم الأوسط : ج ٣ ص ١٠٤ ح ٢٦٢٧ كلّها عن أبي هريرة وج ٦ ص ٢٨٩ ح ٦٤٤٠ عن فاطمة عليها‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حلية الأولياء : ج ٦ ص ١٧٧ وليس فيها ذيله ، الدعاء للطبراني : ص ٦٥ ح ١٥٥ وفيه «هكذا بيده يصغرها» بدل «وهي ساعة خفيفة» وكلاهما عن أبي هريرة.

١. صحيح البخاري : ج ١ ص ٣١٦ ح ٨٩٣ وج ٥ ص ٢٠٢٩ ح ٤٩٨٨ ، صحيح مسلم : ج ٢ ص ٥٨٤ ح ١٤ ، سنن ابن ماجة : ج ١ ص ٣٦٠ ح ١١٣٧ وفيها «خيرا» بدل «شيئا» ، سنن الترمذي : ج ٢ ص ٣٦٢ ح ٤٩١ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ١١٦ ، الموطّأ : ج ١ ص ١٠٨ ح ١٥ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٦٨ ح ٧٤٩١ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٤١٤ ح ١٠٣١ وفيه «مؤمن» بدل «عبد مسلم» ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج ٣ ص ٢٦٧ ح ٥٥٨٧ ، الدعاء للطبراني : ص ٦٤ ح ١٤٩ كلاهما نحوه.

٢. جامع الأحاديث للقميّ : ص ١٤٦ عن جابر ، بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٢٨٠ ح ٢٧ ، وراجع المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٢ ص ٥٨ ح ١٠.

٣. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٤١٤ ح ١٢٢٥ ، مصباح المتهجّد : ص ٣٦٤ عن زرارة ، عدّة الداعي : ص ٣٨ ، بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٢٠٠ ح ٥٠.

١٦٠