نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

بِالإِجابَةِ ، وتَهنِئكُمُ العافِيَةُ. ١

٣ / ١٤

التَّثليثُ

٣٢٣. صحيح مسلم عن ابن مسعود : كانَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دَعا دَعا ثَلاثا ، وإذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلاثا. ٢

٣٢٤. سنن أبي داوود عن ابن مسعود : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ يُعجِبُهُ أن يَدعُوَ ثَلاثا ، ويَستَغفِرَ ثَلاثا. ٣

٣٢٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن سَأَلَ اللّهَ الجَنَّةَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، قالَتِ الجَنَّةُ : اللّهُمَّ أدخِلهُ الجَنَّةَ ، ومَنِ استَجارَ مِنَ النّارِ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، قالَتِ النّارُ : اللّهُمَّ أجِرهُ مِنَ النّارِ. ٤

٣ / ١٥

السُّجودُ

٣٢٦. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سَجَدتُم فَاجتَهِدوا فِي الدُّعاءِ ، فَإِنَّهُ قَمِنٌ ٥ أن يُستَجابَ لَكُم. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. عدّة الداعي : ص ١٨٩ ، أعلام الدين : ص ٣٢٨ ، إرشاد القلوب : ص ٦١ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧٥ ح ١٦.

٢. صحيح مسلم : ج ٣ ص ١٤١٨ ح ١٠٧؛ المواعظ العدديّة : ص ٣٩٤ ، مكارم الأخلاق : ج ١ ص ٦٢ ح ٥٥ وليس فيه ذيله ، بحار الأنوار : ج ١٦ ص ٢٣٧ ح ٣٥.

٣. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٨٦ ح ١٥٢٤ ، عمل اليوم والليلة للنسائي : ص ٣٣١ ح ٤٥٧ ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٤٨ ح ٣٧٤٤ وص ٥٣ ح ٣٧٦٩ ، صحيح ابن حبّان : ج ٣ ص ٢٠٣ ح ٩٢٣ ، الدعاء للطبراني : ص ٣٦ ح ٥١ ، كنز العمّال : ج ٧ ص ٨٠ ح ١٨٠٥٠.

٤. سنن الترمذي : ج ٤ ص ٧٠٠ ح ٢٥٧٢ ، سنن النسائي : ج ٨ ص ٢٧٩ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٤٥٣ ح ٤٣٤٠ ، مسند ابن حنبل : ج ٤ ص ٣١٢ ح ١٢٥٨٦ وص ٥٢١ ح ١٣٧٥٧ كلاهما نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧١٧ ح ١٩٦٠ نحوه وفيه «تعوّذ» و «أعذه» بدل «استجار» و «أجره» ، تاريخ بغداد : ج ١١ ص ٣٧٨ ح ٦٢٤١ كلّها عن أنس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٨ ح ٣٢١٩.

٥. قَمَنٌ وقَمِن وقمين : أي خليق وجدير (النهاية : ج ٤ ص ١١١ «قمن»).

٦. سنن النسائي : ج ٢ ص ٢١٨ ، صحيح مسلم : ج ١ ص ٣٤٨ ح ٢٠٧ ، سنن أبي داوود : ج ١ ص ٢٣٢ ح ١٧٦ ،

١٢١

٣٢٧. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقرَبُ ما يَكونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ وهُوَ ساجِدٌ ؛ فَأَكثِرُوا الدُّعاءَ. ١

٣٢٨. الاُصول الستّة عشر عن سعيد بن يسار : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام : أدعو وأنَا راكِعٌ أو ساجِدٌ؟ فَقالَ : نَعَم ، اُدعُ وأنتَ ساجِدٌ ؛ فَإِنَّ أقرَبَ ما يَكونُ العَبدُ إلَى اللّهِ وهُوَ ساجِدٌ ، ادعُ اللّهَ عز وجل لِدُنياكَ وآخِرَتِكَ. ٢

٣٢٩. الكافي عن عبد اللّه بن هلال : شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام تَفَرُّقَ أموالِنا ، وما دَخَلَ عَلَينا ، فَقالَ : عَلَيكَ بِالدُّعاءِ وأنتَ ساجِدٌ ؛ فَإِنَّ أقرَبَ ما يَكونُ العَبدُ إلَى اللّهِ وهُوَ ساجِدٌ. ٣

٣٣٠. الكافي عن عبد الرحمن بن سيابة : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام : أدعو وأنَا ساجِدٌ؟ فَقالَ : نَعَم ؛ فَادعُ لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ ؛ فَإِنَّهُ رَبُّ الدُّنيا وَالآخِرَةِ. ٤

٣٣١. الكافي عن جميل بن درّاج عن الإمام الصادق عليه‌السلام أقرَبُ ما يَكونُ العَبدُ مِن رَبِّهِ ، إذا دَعا رَبَّهُ وهُوَ ساجِدٌ ، فَأَيَّ شَيءٍ تَقولُ إذا سَجَدتَ؟ قُلتُ : عَلِّمني جُعِلتُ فِداكَ ما أقولُ.

قالَ : قُل : يا رَبَّ الأَربابِ ، ويا مَلِكَ المُلوكِ ، ويا سَيِّدَ السّاداتِ ، ويا جَبّارَ الجَبابِرَةِ ، ويا إلهَ الآلِهَةِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بي كَذا وكَذا. ثُمَّ قُل : فَإِنّي عَبدُكَ ، ناصِيَتي في قَبضَتِكَ. ثُمَّ ادعُ بِما شِئتَ ، وَاسأَلهُ فَإِنَّهُ جَوادٌ ولا يَتَعاظَمُهُ شَيءٌ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سنن الدارمي : ج ١ ص ٣٢٤ ح ١٣٠٠ كلّها عن ابن عبّاس وفيها «أمّا السجود» بدل «إذا سجدتم» ، الدعاء للطبراني : ص ١٩٦ ح ٦١٠ عن النعمان بن سعد عن الإمام عليّ عليه‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٣٧٧ ح ٤١٤٦٠؛ معاني الأخبار : ص ٢٧٩.

١. صحيح مسلم : ج ١ ص ٣٥٠ ح ٢١٥ ، سنن أبي داوود : ج ١ ص ٢٣١ ح ٨٧٥ ، سنن النسائي : ج ٢ ص ٢٢٦ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٤٠٣ ح ٩٤٥٢ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ١٥٩ ح ٢٦٨٦ ، الدعاء للطبراني : ص ١٩٦ ح ٦١٢ كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٠٠ ح ٣٣٢٨؛ بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٢١٦ ح ٣١ نقلاً عن جامع البزنطي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه‌السلام وفيه «فادع اللّه واسأله الرزق».

٢. الاُصول الستّة عشر : ص ٤١ ، بحار الأنوار : ج ٨٥ ص ١٣١ ح ٦.

٣. الكافي : ج ٣ ص ٣٢٤ ح ١١ ، وراجع مستطرفات السرائر : ص ٩٨ ح ٢٠.

٤. الكافي : ج ٣ ص ٣٢٣ ح ٦ ، تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٢٩٩ ح ١٢٠٧.

٥. الكافي : ج ٣ ص ٣٢٣ ح ٧ ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٢٣٣ ح ٥٨.

١٢٢

٣٣٢. الإمام الصادق عليه‌السلام : إذا نَزَلَت بِرَجُلٍ نازِلَةٌ أو شَديدَةٌ ، أو كَرَبَهُ أمرٌ ، فَليَكشِف عَن رُكبَتَيهِ وذِراعَيهِ وَليُلصِقهُما بِالأَرضِ ، وَليُلزِق جُؤجُؤَهُ ١ بِالأَرضِ. ثُمَّ ليَدعُ بِحاجَتِهِ وهُوَ ساجِدٌ. ٢

٣٣٣. عنه عليه‌السلام : إذا أصابَكَ أمرٌ فَبَلَغَ مِنكَ مَجهودَكَ ، فَاسجُد عَلَى الأَرضِ ، وقُل : يا مُذِلَّ كُلِّ جَبّارٍ ، يا مُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ ، قَد وحَقِّكَ بَلَغَ بي مَجهودي ، فَصَلِّ ٣ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وفَرِّج عَنّي. ٤

٣٣٤. عنه عليه‌السلام : إذا قالَ العَبدُ وهُوَ ساجِدٌ : يا اَللّهٌ ، يا رَبّاه ، يا سَيِّداه ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ أجابَهُ تَبارَكَ وتَعالى : لَبَّيكَ عَبدي ، سَل حاجَتَكَ. ٥

٣٣٥. عنه عليه‌السلام : إنَّ العَبدَ إذا سَجَدَ فَقالَ : يا رَبِّ يا رَبِّ ، حَتّى يَنقَطِعَ نَفَسُهُ ، قالَ لَهُ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى : لَبَّيكَ ، ما حاجَتُكَ؟ ٦

٣٣٦. الكافي عن جعفر بن عليّ : رَأَيتُ أبَا الحَسَنِ عليه‌السلام وقد سَجَدَ بَعدَ الصَّلاةِ ، فَبَسَطَ ذِراعَيهِ عَلَى الأَرضِ ، وألصَقَ جُؤجُؤَهُ بِالأَرضِ ، في دُعائِهِ. ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. جُؤجؤ الطائر والسَّفينة : صدرُهما ، والجمع الجآجئ (الصحاح : ج ١ ص ٣٩ «جأجأ»).

٢. الكافي : ج ٢ ص ٥٥٦ ح ٣ ، عدّة الداعي : ص ٢٦٠ كلاهما عن هشام بن سالم ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٤٦ ح ٢٣٦٠ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٢١٨ ح ٣٥.

٣. في المصدر : «وصَلِّ» ، والصواب ما أثبتناه كما في بحار الأنوار.

٤. الدعوات : ص ٥١ ح ١٢٨ ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٢١٨ ح ٣٤.

٥. الأمالي للصدوق : ص ٤٩٦ ح ٦٧٧ عن أبي بصير ، روضة الواعظين : ص ٣٥٩ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٤٠ ح ٢٠٨٩ ، عدّة الداعي : ص ٥٢ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٢٢٧ ح ٤٧.

٦. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٣٣٣ ح ٩٧٦ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٣٨ ح ٢٠٨٥ ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٢٣٩ ح ٦٢.

٧. الكافي : ج ٣ ص ٣٢٤ ح ١٤ ، تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٨٥ ح ٣١١ وفيه «في ثيابه» بدل «في دعائه».

١٢٣

٣ / ١٦

حُسنُ الظَّنِّ بِالإِجابَةِ

٣٣٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يَقولُ اللّهُ عز وجل : عَبدي عِندَ ظَنِّهِ بي ، وأنَا مَعَهُ إذا دَعاني. ١

٣٣٨. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اُدعُوا اللّهَ وأنتُم موقِنونَ بِالإِجابَةِ ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ لا يَستَجيبُ دُعاءً مِن قَلبٍ غافِلٍ لاهٍ. ٢

٣٣٩. الإمام الصادق عليه‌السلام : إذا دَعَوتَ فَأَقبِل بِقَلبِكَ ، وظُنَّ حاجَتَكَ بِالبابِ. ٣

٣٤٠. عنه عليه‌السلام : إنَّ اللّهَ عز وجل لا يَستَجيبُ دُعاءً بِظَهرِ قَلبٍ ساهٍ ؛ فَإِذا دَعَوتَ فَأَقبِل بِقَلبِكَ ، ثُمَّ استَيقِن بِالإِجابَةِ. ٤

٣٤١. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : اللّهُمَّ إنَّهُ يَحجُبُني عَن مَسأَلَتِكَ خِلالٌ ثَلاثٌ ، وتَحدوني عَلَيها خَلَّةٌ واحِدَةٌ ، يَحجُبُني أمرٌ أمَرتَ بِهِ فَأَبطَأتُ عَنهُ ، ونَهيٌ نَهَيتَني عَنهُ فَأَسرَعتُ إلَيهِ ، ونِعمَةٌ أنعَمتَ بِها عَلَيَّ فَقَصَّرتُ في شُكرِها. ويَحدوني عَلى مَسأَلَتِكَ تَفَضُّلُكَ عَلى مَن أقبَلَ بِوَجهِهِ إلَيكَ ، ووَفَدَ بِحُسنِ ظَنِّهِ إِلَيكَ ، إذ جَميعُ إحسانِكَ تَفَضُّلٌ ، وإذ كُلُّ نِعَمِكَ ابتِداءٌ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٥٢٥ ح ١٠٢٢٨ وص ٦٤٦ ح ١٠٩٦١ ، حلية الأولياء : ج ٤ ص ٩٨ كلّها عن أبي هريرة ، الدعاء للطبراني : ص ٢٧ ح ١٧ ، مسند أبي يعلى : ج ٣ ص ٣١٤ ح ٣٢٢٠ كلاهما عن أنس.

٢. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥١٧ ح ٣٤٧٩ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٧١ ح ١٨١٧ كلاهما عن أبي هريرة ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٥٩٢ ح ٦٦٦٧ عن عبد اللّه بن عمر ، الزهد لابن المبارك (الملحقات) : ص ٢١ ح ٨٥ عن صفوان بن سليم وكلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٢ ح ٣١٧٦؛ فلاح السائل : ص ٩٩ ح ٣٦ ، الدعوات : ص ٣٠ ح ٦١ وليس فيه «غافل» ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ٢٣٧ نحوه ، عدّة الداعي : ص ١٣٢ وفيه صدره إلى «بالإجابة» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢١ ح ٣١.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٣ ح ٣ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠١١ ، عدّة الداعي : ص ١٣٢ ، الدعوات : ص ١٨ ح ٣ وليس فيه «فأقبل بقلبك» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٥ ح ١.

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٣ ح ١ ، عدّة الداعي : ص ١٢٦ كلاهما عن سليمان بن عمرو ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١١ ح ٢٠٠٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٥ ح ١.

٥. الصحيفة السجّاديّة : ص ٥٣ الدعاء ١٢.

١٢٤

البابُ الرّابِعُ :

ما يختتم به الدّعاءُ

٤ / ١

آمينَ

٣٤٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دَعا أحَدُكُم فَليُؤَمِّن عَلى دُعائِهِ. ١

٣٤٣. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : «آمينَ» خاتَمُ رَبِّ العالَمينَ عَلى عِبادِهِ المُؤمِنينَ. ٢

٣٤٤. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دَعا أحَدُكُم فَليَختِم بِآمينَ ؛ فَإِنَّ آمينَ فِي الدُّعاءِ ، مِثلُ الطّابَعِ عَلَى الصَّحيفَةِ. ٣

٣٤٥. تفسير القرطبي عن ابن عبّاس : سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ما مَعنى آمينَ؟ قالَ : رَبِّ افعَل. ٤

٣٤٦. سنن أبي داوود عن أبي مصبح المقرائي : كُنّا نَجلِسُ إلى أبي زُهَيرٍ النُّمَيرِيِّ ـ وكانَ مِنَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الفردوس : ج ١ ص ٣١٦ ح ١٢٥٠ عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٢ ح ٣١٨٠.

٢. الدعاء للطبراني : ص ٨٩ ح ٢١٩ ، تفسير ابن كثير : ج ١ ص ٤٩ كلاهما عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ١ ص ٥٥٩ ح ٢٥١٢ وفيه «على لسان عباده المؤمنين».

٣. أُسد الغابة : ج ٦ ص ١٢٠ الرقم ٥٩١٩ عن أبي زهير الأنماري.

٤. تفسير القرطبي : ج ١ ص ١٢٨ ، الدرّ المنثور : ج ١ ص ٤٥ ؛ معاني الأخبار : ص ٣٤٩ ح ١ عن الحسين بن قارن رفعه إلى الإمام الصادق عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٩٣ ح ٢.

١٢٥

الصَّحابَةِ ـ فَيَتَحَدَّثُ أحسَنَ الحَديثِ ، فَإِذا دَعَا الرَّجُلُ مِنّا بِدُعاءٍ قالَ : اِختِمهُ بِآمينَ ؛ فَإِنَّ آمينَ مِثلُ الطّابَعِ عَلَى الصَّحيفَةِ.

قالَ أبو زُهَيرٍ : اُخبِرُكُم عَن ذلِكَ؟ خَرَجنا مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذاتَ لَيلَةٍ فَأَتَينا عَلى رَجُلٍ قَد ألَحَّ فِي المَسأَلَةِ ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يَستَمِعُ مِنهُ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أوجَبَ إن خَتَمَ». فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ : بِأَيِّ شَيءٍ يَختِمُ؟ قالَ : «بِآمينَ ، فَإِنَّهُ إن خَتَمَ بِآمينَ فَقَد أوجَبَ».

فَانصَرَفَ الرَّجُلُ الَّذي سَأَلَ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَأَتَى الرَّجُلَ فَقالَ : اِختِم يا فُلانُ بِآمينَ ، وأبشِر. ١

٣٤٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدّاعي وَالمُؤَمِّنُ فِي الأَجرِ شَريكانِ. ٢

٣٤٨. الدرّ المنثور عن عطاء : لَمّا نَزَلَت هذِهِ الآياتُ : (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) ٣ فَكُلَّما قالَها جِبريلُ لِلنَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : آمينَ رَبَّ العالَمينَ. ٤

٣٤٩. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سَلمانُ ، إنَّ المُبتَلى مُستَجابُ الدَّعوَةِ ؛ فَادعُ وتَخَيَّر مِنَ الدُّعاءِ ، وَادعُ أنتَ واُؤَمِّنُ أنَا. ٥

٣٥٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : دَعا موسى وأمَّنَ هارونُ عليهما‌السلام وأمَّنَتِ المَلائِكَةُ ، فَقالَ اللّهٌ تَبارَكَ وتَعالى : (قَدْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنن أبي داوود : ج ١ ص ٢٤٧ ح ٩٣٨ ، الدعاء للطبراني : ص ٨٩ ح ٢١٨ ، الإصابة : ج ٧ ص ١٣١ الرقم ٩٩٤٧ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٠ ح ٣٢٣٣ ؛ بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٩٤ ح ٥ نقلاً من خطّ الشهيد عن أبي زهير.

٢. الجعفريّات : ص ٣١ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ، الكافي : ج ٢ ص ٤٨٧ ح ٤ عن السكوني ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٨ ح ٢٠٣٤ كلاهما عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٦ ح ٢١؛ الفردوس : ج ٢ ص ٢٢٥ ح ٣٠٩٣ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٥ ح ٣١٩٧.

٣. البقرة : ٢٨٦.

٤. الدرّ المنثور : ج ٢ ص ٢٨٦ نقلاً عن عبد بن حميد.

٥. الفردوس : ج ٥ ص ٣٨٧ ح ٨٥١٠ عن سلمان ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٠٧ ح ٣٣٦٨.

١٢٦

أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا) ١. ٢

٣٥١. صحيح ابن خزيمة عن أنس : كُنّا عِندَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله جُلوسا ، فَقالَ : إنَّ اللّهَ أعطاني خِصالاً ثَلاثَةً. فَقالَ رَجُلٌ مِن جُلَسائِهِ : وما هذِهِ الخِصالُ يا رَسولَ اللّهِ؟

قالَ : أعطاني صَلاةً فِي الصُّفوفِ ، وأعطانِي التَّحِيَّةَ ؛ إنَّها لَتَحِيَّةُ أهلِ الجَنَّةِ ، وأعطانِي التَّأمينَ ، ولَم يُعطِهِ أحَدا مِنَ النَّبِيّينَ قَبلُ ، إلاّ أن يَكونَ اللّهُ أعطى هارونَ ؛ يَدعو موسى ويُؤَمِّنُ هارونُ. ٣

٣٥٢. مسائل عليّ بن جعفر : سَأَلتُهُ أيِ الإِمامَ الكاظِمَ عليه‌السلام عَنِ الرَّجُلِ يَدعو وحَولَهُ إخوانُهُ ، أيَجِبُ عَلَيهِم أن يُؤَمِّنوا؟ قالَ : إن شاؤوا فَعَلوا ، وإن شاؤوا سَكَتوا ، فَإِن دَعا بِحَقٍّ وقالَ لَهُم : أمِّنوا ، وَجَبَ عَلَيهِم أن يَفعَلوا. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. يونس : ٨٩.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٥١٠ ح ٨ عن السكوني عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، الجعفريّات : ص ٧٦ ، النوادر للراوندي : ص ١٣٧ ح ١٨١ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ١٥ ح ٣٥.

٣. صحيح ابن خزيمة : ج ٣ ص ٣٩ ح ١٥٨٦ ، كنز العمّال : ج ٧ ص ٦٢٥ ح ٢٠٥٨٥ نقلاً عن الحارث وابن مردويه وج ١١ ص ٤١٤ ح ٣١٩٤٥ نقلاً عن شُعَب الإيمان وكلاهما نحوه.

٤. مسائل عليّ بن جعفر : ص ١٥٥ ح ٢١٨ ، قرب الإسناد : ص ٢٩٨ ح ١١٧٣ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٩٣ ح ١.

١٢٧

توضيح حول قول «آمين» في نهاية الدّعاء

كلمة «آمين» تعني على ما نُقِل في حديث نبويّ شريف «ربّ استجبْ». من هنا أوصت الأحاديث بذكرها في نهاية دعاء الشخص نفسه ودعاء الآخرين.

ومن الخليق ذكره أنّ أئمّة الدين كانوا يكرّرون الكلمة المذكورة بعد دعائهم أو دعاء غيرهم ، وكانوا يفعلون ذلك ثلاث مرّات أحيانا. كما اُثر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله في دعائه بعد صلاة الظهر :

اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ موجِباتِ رَحمَتِكَ ... اللّهُمَّ لا تَدَع لي ذَنبا إلاّ غَفَرتَهُ ... ولا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضا ولِيَ فيها صَلاحٌ إلاّ قَضَيتَها ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ. ١

وكذلك جاء في «الصحيفة السجّاديّة» عند دعائه عليه‌السلام لجيرانه وأوليائه :

... وزِدهُم بَصيرَةً في حَقّي ومَعرِفَةً بِفَضلي ، حَتّى يَسعَدوا بي وأسعَدَ بِهِم آمينَ رَبَّ العالَمينَ. ٢

وورد عن الإمام الصادق عليه‌السلام أيضا في وداع شهر رمضان :

... وَاجعَلني مِمَّن كَتَبتَهُ في هذَا الشَّهرِ مِن حُجّاجِ بَيتِكَ الحَرامِ ، المَبرورِ حَجُّهُمُ ، المَغفورِ لَهُم ذَنبُهُم ، المُتَقَبَّلِ عَمَلُهُم ، آمينَ آمينَ آمينَ ، رَبَّ العالَمينَ. ٣

لا بدّ من التنبيه طبعا إلى أنّ حكم حالة الصلاة يختلف عن حكم سائر الحالات ، حيث لا يجوز في فقه الإماميّة التلفّظ بكلمة آمين بعد فاتحة الكتاب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. فلاح السائل : ص ٣١٠ ح ٢١٠ ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٦٣ ح ٢.

٢. الصحيفة السجّادية : الدعاء ٢٦.

٣. تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ١٢٤ ح ٢٦٨ ، الإقبال : ج ١ ص ٤٣٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٨ ص ١٨٠ ح ٢.

١٢٨

٤ / ٢

ما شاءَ اللّه لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه

٣٥٣. الإمام الصادق عليه‌السلام : إذا دَعَا الرَّجُلُ ، فَقالَ بَعدَما دَعا : ما شاءَ اللّه ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه ، قالَ اللّه عز وجل : اِستَبسَلَ ١ عَبدي وَاستَسلَمَ لِأَمرِي ، اقضوا حاجَتَهُ. ٢

٣٥٤. عنه عليه‌السلام : ما مِن رَجُلٍ دَعا فَخَتَمَ بِقَولِ : ما شاءَ اللّه ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه ، إلاّ اُجيبَت حاجَتُهُ. ٣

٣٥٥. عنه عليه‌السلام : إذا قالَ العَبدُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه ، قالَ اللّه عز وجل لِلمَلائِكَةِ : اِستَسلَمَ عَبدِي ، اقضوا حاجَتَهُ. ٤

٤ / ٣

مَسحُ الوَجهِ بِاليَدَينِ

٣٥٦. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سَأَلتُمُ اللّه ، فَاسأَلوهُ بِبُطونِ أكُفِّكُم ، ثُمَّ لا تَرُدّوها حَتّى تَمسَحوا بِها وُجوهَكُم ؛ فَإِنَّ اللّه جاعِلٌ فيها بَرَكَةً. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. في القاموس : استبسل : طرح نفسه للحرب يريد أن يقتُل أو يُقتل. وبالجملة هو كناية عن غاية التسليم والانقياد وإظهار العجز في كلّ ما أراد بدون تقدير ربّ العباد (مرآة العقول : ج ١٢ ص ٢١٤).

٢. الكافي : ج ٢ ص ٥٢١ ح ١ عن هشام بن سالم ، عدّة الداعي : ص ١٩٧ وفيه «استبتل» بدل «استبسل».

٣. ثواب الأعمال : ص ٢٤ ح ١ ، الأمالي للصدوق : ص ٢٦٦ ح ٢٨٧ وفيه «اُجيب صاحبه» بدل «اُجيبت حاجته» وكلاهما عن عمران الزعفراني ، روضة الواعظين : ص ٣٥٧ وليس فيهما «لا حول» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٨ ح ٦.

٤. المحاسن : ج ١ ص ١١٣ ح ١٠٩ عن هشام بن سالم ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ١٨٩ ح ٢٣.

٥. كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٤ ح ٣٢٥٤ نقلاً عن ابن نصر عن الوليد بن عبد اللّه ، وراجع الدعاء للطبراني : ص ٨٧ ح ٢١٢.

١٢٩

٣٥٧. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : سَلُوا اللّه بِبُطونِ أكُفِّكُم ولا تَسأَلوهُ بِظُهورِها ، فَإِذا فَرَغتُم فَامسَحوا بِها وُجوهَكُم. ١

٣٥٨. سنن الترمذي عن عمر بن الخطّاب : كانَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رَفَعَ يَدَيهِ فِي الدُّعاءِ ، لَم يَحُطَّهُما حَتّى يَمسَحَ بِهِما وَجهَهُ. ٢

٣٥٩. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ رَبَّكُم حَيِيٌّ كَريمٌ ، يَستَحيي أن يَرفَعَ العَبدُ يَدَيهِ فَيَرُدَّهُما صِفرا لا خَيرَ فيهِما ، فَإِذا رَفَعَ أحَدُكُم يَدَيهِ فَليَقُل : يا حَيُّ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ ثُمَّ إذا رَدَّ يَدَيهِ فَليُفرِغ ذلِكَ الخَيرَ إلى وَجهِهِ. ٣

٣٦٠. الإمام الصادق عليه‌السلام : ما أبرَزَ عَبدٌ يَدَهُ إلَى اللّه العَزيزِ الجَبّارِ ، إلاَّ استَحيَا اللّه عز وجل أن يَرُدَّها صِفرا حَتّى يَجعَلَ فيها مِن فَضلِ رَحمَتِهِ ما يَشاءُ ، فَإِذا دَعا أحَدُكُم فَلا يَرُدَّ يَدَهُ حَتّى يَمسَحَ عَلى وَجهِهِ ورَأسِهِ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٧٨ ح ١٤٨٥ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ٣٠١ ح ٣١٥١ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٧٢ ح ٣٨٦٦ نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٢٠ ح ١٩٦٨ ، المعجم الكبير : ج ١٠ ص ٣٢٠ ح ١٠٧٧٩ كلّها عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٠ ح ٣٢٣٠؛ عوالي اللآلي : ج ١ ص ١٨١ ح ٢٤١.

٢. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٤٦٤ ح ٣٣٨٦ ، مسند ابن حنبل : ج ٦ ص ٢٧٨ ح ١٧٩٦٥ عن السائب بن يزيد عن أبيه نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧١٩ ح ١٩٦٧ ، مسند البزّار : ج ١ ص ٢٤٣ ح ١٢٩ ، معجم السفر : ص ٢١٢ ح ٦٨٠ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦١٤ ح ٤٨٨٨.

٣. المعجم الكبير : ج ١٢ ص ٣٢٣ ح ١٣٥٥٧ ، الفردوس : ج ١ ص ٢٢١ ح ٨٤٧ كلاهما عن ابن عمر ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٧ ح ٣٢٦٨.

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٧١ ح ٢ ، فلاح السائل : ص ٧٨ ح ١٥ كلاهما عن ابن القدّاح ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٣٢٥ ح ٩٥٣ عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩ ح ١٩٨٨ ، عدّة الداعي : ص ١٩٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦٥ ح ١٢.

١٣٠

البابُ الخامِسُ :

ما ينبغي بعد الدّعاء

٥ / ١

التَّحميدُ بَعدَ الإِجابَةِ

الكتاب

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَ ـ عِيلَ وَإِسْحَـقَ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ). ١

الحديث

٣٦١. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سَأَلَ أحَدُكُم رَبَّهُ مَسأَلَةً فَتَعَرَّفَ الاِستِجابَةَ ، فَليَقُل : الحَمدُ للّه الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ. ومَن أبطَأَ عَنهُ مِن ذلِكَ شَيءٌ فَليَقُل : الحَمدُ للّه عَلى كُلِّ حالٍ. ٢

٣٦٢. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما يَمنَعُ أحَدَكُم إذا عَرَفَ الإِجابَةَ مِن نَفسِهِ ، فَشُفِيَ مِن مَرَضٍ أو قَدِمَ مِن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. إبراهيم : ٣٩.

٢. الأسماء والصفات : ج ١ ص ٣٤٢ ح ٢٧٤ ، الدعوات الكبير : ج ٢ ص ٨٦ ح ٣٢٤ وفيه «الإجابة» بدل «الاستجابة» وكلاهما عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٢ ح ٣١٨٢ ، وراجع مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٥٨ ح ٢٣٩٠.

١٣١

سَفَرٍ ، يَقولُ ١ : الحَمدُ للّه الَّذي بِعِزَّتِهِ وجَلالِهِ تَتِمُّ الصّالِحاتُ. ٢

٥ / ٢

دُعاءُ الإِمامِ زَينِ العابِدينَ عِندَ استِجابَةِ دُعائِهِ

٣٦٣. الدعوات : كانَ زَينُ العابِدينَ عليه‌السلام يَدعو عِندَ استِجابَةِ دُعائِهِ بِهذَا الدُّعاءِ : اللّهُمَّ قَد أكدَى ٣ الطَّلَبُ ، وأعيَتِ الحِيَلُ إلاّ عِندَكَ ، وضاقَتِ المَذاهِبُ ، وَامتَنَعَتِ المَطالِبُ ، وعَسِرَتِ الرَّغائِبُ ، وَانقَطَعَتِ الطُّرُقُ إلاّ إلَيكَ ، وتَصَرَّمَتِ الآمالُ ، وَانقَطَعَ الرَّجاءُ إلاّ مِنكَ ، وخابَتِ الثِّقَةُ ، وأخلَفَ الظَّنُّ إلاّ بِكَ ، اللّهُمَّ إنّي أجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إلَيكَ مُنهَجَةً ٤ ، ومَناهِلَ الرَّجاءِ إلَيكَ مُفَتَّحَةً ، وأعلَمُ أنَّكَ لِمَن دَعاكَ بِمَوضِعِ إجابَةٍ ، ولِلصّارِخِ إلَيكَ بِمَرصَدِ إِغاثَةٍ ، وأنَّ القاصِدَ إلَيكَ لَقَريبُ المَسافَةِ مِنكَ ، ومُناجاةَ العَبدِ إيّاكَ غَيرُ مَحجوبَةٍ عَنِ استِماعِكَ ، وأنَّ فِي اللَّهفِ إلى جودِكَ ، وَالرِّضا بِعِدَتِكَ ، وَالاِستِراحَةِ إلى ضَمانِكَ ، عِوَضا مِن مَنعِ الباخِلينَ ، ومَندوحَةً ٥ عَمّا قِبَلَ المُستَأثِرينَ ، ودَرَكا مِن خَيرِ الوارِثينَ ، فَاغفِر بِلا إلهَ إلاّ أنتَ ما مَضى مِن ذُنوبي ، وَاعصِمني فيما بَقِيَ مِن عُمُري ، وَافتَح لي أبوابَ رَحمَتِكَ وجودِكَ الَّتي لا تُغلِقُها عَن أحِبّائِكَ وأصفِيائِكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. في كنز العمّال : «أن يقول».

٢. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٣٠ ح ١٩٩٩ عن عائشة ، كنز العمّال : ج ٦ ص ٧١٩ ح ١٧٥٦٠.

٣. أكدى الرَّجُلُ إذا قلّ خيرُهُ ، وقوله تعالى : (وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى) (النجم : ٣٤) أي قطع القليل ، وأكدى الحافر إذا بلغ الكُدْيَةَ فلا يمكنه أن يحفر (الصحاح : ج ٦ ص ٢٤٧١ ـ ٢٤٧٢ «كدى»).

٤. نَهَجَ الأمرُ وأنهَجَ ، إذا وَضَح (النهاية : ج ٥ ص ١٣٤ «نهج»).

٥. مندوحة : لي عن هذا الأمر مندوحة ومُنتدح ، أي سعَة (الصحاح : ج ١ ص ٤٠٩ «ندح»).

٦. الدعوات ص ٧٢ ح ١٧١ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٤٥٠ ح ٣.

١٣٢

البابُ السّادِسُ :

ما لا ينبغي للدّاعي

٦ / ١

طَلَبُ ما لا يَعلَمُ أنَّهُ خَيرٌ لَهُ

الكتاب

(وَيَدْعُ الاْءِنسَنُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الاْءِنسَـنُ عَجُولاً). ١

(قَالَ يَنُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَلِحٍ فَلاَ تَسْئلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّى أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَهِلِينَ). ٢

(وعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ). ٣

الحديث

٣٦٤. تنبيه الخواطر : فِي الوَحيِ القَديمِ : مِسكينٌ عَبدي ، يَسُرُّهُ ما يَضُرُّهُ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإسراء : ١١.

٢. هود : ٤٦.

٣. البقرة : ٢١٦.

٤. تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١١٢ وص ١١٥ وفيه «ابن آدم» بدل «عبدي» ، غرر الحكم : ح ١٠٦٨٧ نحوه.

١٣٣

٣٦٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تَسخَطوا نِعَمَ اللّه ، ولا تَقتَرِحوا عَلَى اللّه ، وإذَا ابتُلِيَ أحَدُكُم في رِزقِهِ ومَعيشَتِهِ فَلا يُحدِثَنَّ شَيئا يَسأَ لُهُ ، لَعَلَّ في ذلِكَ حَتفَهُ وهَلاكَهُ ، ولكِن لِيَقُل : اللّهُمَّ بِجاهِ مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبينَ إن كانَ ما كَرِهتُهُ مِن أمري هذا خَيرا لي وأفضَلَ في ديني فَصَبِّرني عَلَيهِ ، وقَوِّني عَلَى احتِمالِهِ ، ونَشِّطني بِثِقلِهِ ، وإن كانَ خِلافُ ذلِكَ خَيرا لي فَجُد عَلَيَّ بِهِ ، ورَضِّني بِقَضائِكَ عَلى كُلِّ حالٍ ، فَلَكَ الحَمدُ. ١

٣٦٦. مسند ابن حنبل عن أبي هريرة : جاءَتِ امرَأَةٌ إلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بِها لَمَمٌ ٢. فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ادعُ اللّه أن يَشفِيَني.

قالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن شِئتِ دَعَوتُ اللّه أن يَشفِيَكِ ، وإن شِئتِ فَاصبِري ولا حِسابَ عَلَيكِ. قالَت : بَل أصبِرُ ولا حِسابَ عَلَيَّ. ٣

٣٦٧. صحيح البخاري عن عطاء بن أبي رباح : قالَ لِي ابنُ عَبّاسٍ : ألا اُريكَ امرَأَةً مِن أهلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ : بَلى.

قالَ : هذِهِ المَرأَةُ السَّوداءُ ، أتَتِ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَت : إنّي اُصرَعُ وإنّي أتَكَشَّفُ فَادعُ اللّه لي.

قالَ : إن شِئتِ صَبَرتِ ولَكِ الجَنَّةُ ، وإن شِئتِ دَعَوتُ اللّه أن يُعافِيَكِ.

فَقالَت : أصبِرُ. فَقالَت : إنّي أتَكَشَّفُ فَادعُ اللّه أن لا أتَكَشَّفَ ، فَدَعا لَها. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. عدّة الداعي : ص ٣٠ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٠٢ نحوه وزاد في آخره «فإنّك إذا قلت ذلك قدّر اللّه لك ذلك ويسّر لك ما هو خير» ، بحار الأنوار : ج ٧١ ص ١٤٩ ح ٤٦.

٢. اللَّمَم : طرفٌ من الجنون يُلِمُّ بالإنسان : أي يقرب منه ويعتريه (النهاية : ج ٤ ص ٢٧٢ «لمم»).

٣. مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٤٤٤ ح ٩٦٩٥ ، صحيح ابن حبّان : ج ٧ ص ١٧٠ ح ٢٩٠٩ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ٢٤٣ ح ٧٥١١ نحوه ، كنز العمّال : ج ٣ ص ٣١٣ ح ٦٧١٦.

٤. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢١٤٠ ح ٥٣٢٨ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٩٤ ح ٥٤ ، الأدب المفرد : ص ١٥٤ ح ٥٠٥ ، مسند ابن حنبل : ج ١ ص ٧٤٢ ح ٣٢٤٠.

١٣٤

٣٦٨. بصائر الدرجات عن أبي عوف عن الإمام الصادق عليه‌السلام دَخَلتُ عَلَيهِ فَأَلطَفَني ، وقالَ : إنَّ رَجُلاً مَكفوفَ البَصَرِ أتَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ :

يا رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ادعُ اللّه أن يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَري ، وقالَ : فَدَعَا اللّه لَهُ فَرَدَّ عَلَيهِ بَصَرَهُ. ثُمَّ أتاهُ آخَرُ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ادعُ اللّه لي أن يَرُدَّ عَلَيَّ بَصَري.

قالَ : فَقالَ : الجَنَّةُ أحَبُّ إلَيكَ أن ١ يُرَدَّ عَلَيكَ بَصَرُكَ. قالَ : يا رَسولَ اللّه ، وإنَّ ثَوابَهَا الجَنَّةُ؟

فَقالَ : إنَّ اللّه أكرَمُ مِن أن يَبتَلِيَ عَبدَهُ المُؤمِنَ بِذَهابِ بَصَرِهِ ثُمَّ لا يُثيبَهُ الجَنَّةَ. ٢

٣٦٩. الإمام عليّ عليه‌السلام : رُبَّ أمرٍ حَرَصَ الإِنسانُ عَلَيهِ ، فَلَمّا أدرَكَهُ وَدَّ أن لَم يَكُن أدرَكَهُ. ٣

٣٧٠. الإمام الصادق عليه‌السلام : كَم مِن نِعمَةٍ للّه عَلى عَبدِهِ في غَيرِ أمَلِهِ ، وكَم مِن مُؤَمِّلٍ أمَلاً الخِيارُ في غَيرِهِ ، وكَم مِن ساعٍ إلى حَتفِهِ وهُوَ مُبطِئٌ عَن حَظِّهِ. ٤

٣٧١. عنه عليه‌السلام : إنَّ قوما فيما مَضى قالوا لِنَبِيٍّ لَهُم : اُدعُ لَنا رَبَّكَ يَرفَع عَنَّا المَوتَ. فَدَعا لَهُم فَرَفَعَ اللّه عَنهُمُ المَوتَ ، فَكَثُروا حَتّى ضاقَت عَلَيهِمُ المَنازِلُ وكَثُرَ النَّسلُ ، ويُصبِحُ الرَّجُلُ يُطعِمُ أباهُ وجَدَّهُ واُمَّهُ وجَدَّ جَدِّهِ ويُوَضّيهِم ويَتَعاهَدُهُم ، فَشَغَلوا عَن طَلَبِ المَعاشِ.

فَقالوا : سَل لَنا رَبَّكَ أن يَرُدَّنا إلى حالِنَا الَّتي كُنّا عَلَيها. فَسَأَلَ نَبِيُّهُم رَبَّهُ فَرَدَّهُم إلى حالِهِم. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. في بحار الأنوار : «أو».

٢. بصائر الدرجات : ص ٢٧٢ ح ٨ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٥ ح ٤. /

٣. عدّة الداعي : ص ١٧.

٤. الأمالي للطوسي : ص ١٣٢ ح ٢١٠ ، قرب الإسناد : ص ٤٠ ح ١٢٨ كلاهما عن بكر بن محمّد ، تحف العقول : ص ٣٦١ ، التمحيص : ص ٥٨ ح ١١٧ ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٢٤٣ ح ٤٥.

٥. الكافي : ج ٣ ص ٢٦٠ ح ٣٦ ، التوحيد : ص ٤٠١ ح ٤ ، الأمالي للصدوق : ص ٦٠٠ ح ٨٣١ وفيه

١٣٥

٣٧٢. عنه عليه‌السلام : إنَّ بَني إسرائيلَ أتَوا موسى عليه‌السلام فَسَأَلوهُ أن يَسأَلَ اللّه عز وجل أن يُمطِرَ السَّماءَ عَلَيهِم إذا أرادوا ويَحبِسَها إذا أرادوا ، فَسَأَلَ اللّه عز وجل ذلِكَ لَهُم ، فَقالَ اللّه عز وجل : ذلِكَ لَهُم يا موسى ، فَأَخبَرَهُم موسى ، فَحَرَثوا ولَم يَترُكوا شَيئا إلاّ زَرَعوهُ ، ثُمَّ استَنزَلُوا المَطَرَ عَلى إرادَتِهِم وحَبَسوهُ عَلى إرادَتِهِم ، فَصارَت زُروعُهُم كَأَنَّهَا الجِبالُ وَالآجامُ ١ ، ثُمَّ حَصَدوا وداسوا وذَرّوا فَلَم يَجِدوا شَيئا ، فَضَجّوا إلى موسى عليه‌السلام وقالوا : إنَّما سَأَلناكَ أن تَسأَلَ اللّه أن يُمطِرَ السَّماءَ عَلَينا إذا أرَدنا فَأَجابَنا ، ثُمَّ صَيَّرَها عَلَينا ضَرَرا.

فَقالَ : يا رَبِّ ، إنَّ بَني إسرائيلَ ضَجّوا مِمّا صَنَعتَ بِهِم ، فَقالَ : ومِمَّ ذاكَ يا موسى؟ قالَ : سَأَلوني أن أسأَلَكَ أن تُمطِرَ السَّماءَ إذا أرادوا ، وتَحبِسَها إذا أرادوا فَأَجَبتَهُم ، ثُمَّ صَيَّرتَها عَلَيهِم ضَرَرا.

فَقالَ : يا موسى ، أنَا كُنتُ المُقَدِّرَ لِبَني إسرائيلَ فَلَم يَرضَوا بِتَقديري ، فَأَجَبتُهُم إلى إرادَتِهِم فَكانَ ما رَأَيتَ. ٢

٣٧٣. الدعوات : رُوِيَ أنَّ اللّه تَعالى أوحى إلى نَبِيٍّ مِنَ الأَنبِياءِ فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ ، أنَّ لِرَجُلٍ مِن اُمَّتِهِ ثَلاثَ دَعَواتٍ مُستَجاباتٍ ، فَأَخبَرَ ذلِكَ الرَّجُلَ بِهِ ، فَانصَرَفَ مِن عِندِهِ إلى بَيتِهِ ، وأخبَرَ زَوجَتَهُ بِذلِكَ ، فَأَلَحَّت عَلَيهِ أن يَجعَلَ دَعوَةً لَها فَرَضِيَ ، فَقالَت : سَلِ اللّه أن يَجعَلَني أجمَلَ نِساءِ ذاكَ الزَّمانِ ، فَدَعَا الرَّجُلُ فَصارَت كَذلِكَ.

ثُمَّ إنَّها لَمّا رَأَت رَغبَةَ المُلوكِ وَالشُّبّانِ المُتَنَعِّمينَ فيها مُتَوَفِّرَةً ، زَهِدَت في زَوجِهَا الشَّيخِ الفَقيرِ ، وجَعَلَت تُغالِظُهُ وتُخاشِنُهُ وهُوَ يُداريها ، ولا يَكادُ يُطيقُ نُشوزَها ، فَدَعَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«ويرضيهم» بدل «ويوضّيهم» وكلّها عن هشام بن سالم ، روضة الواعظين : ص ٥٣٦ وفيها «آجالنا» بدل «حالنا» ، بحار الأنوار : ج ٦ ص ١١٦ ح ١.

١. الآجام : جمع الاُجُم؛ الحصن (لسان العرب : ج ١٢ ص ٨ «أجم»).

٢. الكافي : ج ٥ ص ٢٦٢ ح ٢ عن سدير ، بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٣٤٠ ح ١٧. وراجع : قصص الأنبياء : ص ١٨١ ح ٢١٦.

١٣٦

اللّه أن يَجعَلَها كَلبَةً ، فَصارَت كَذلِكَ.

ثُمَّ اجتَمَعَ أولادُهُما يَقولونَ : يا أبَتِ ، إنَّ النّاسَ يُعَيِّرونَ بِنا أنَّ اُمَّنا كَلبَةٌ نابِحَةٌ ، وجَعَلوا يَبكونَ ويَسأَلونَهُ أن يَدعُوَ اللّه أن يَجعَلَها كَما كانَت ، فَدَعَا اللّه تَعالى فَصَيَّرَها مِثلَ الَّذي كانَت فِي الحالَةِ الاُولى ، فَذَهَبَتِ الدَّعَواتُ الثَّلاثُ ضَياعا. ١

٦ / ٢

الاِعتِداءُ

الكتاب

(ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). ٢

الحديث

٣٧٤. الإمام عليّ عليه‌السلام : إيّاكُم وَالدُّعاءَ بِاللَّعنِ وَالخِزيِ ؛ فَإِنَّ اللّه عز وجل قَد أحكَمَ في كِتابِهِ ، فَقالَ عز وجل : (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ؛ فَمَن تَعَدّى بِدُعائِهِ بِلَعنٍ أو خِزيٍ فَهُوَ مِنَ المُعتَدينَ. ٣

٣٧٥. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ العَبدَ لَيَكونُ مَظلوما ، فَما يَزالُ يَدعو حَتّى يَكونُ ظالِما ٤. ٥

٣٧٦. سنن أبي داوود عن عطاء عن عائشة ، قالت : سُرِقَت مِلحَفَةٌ لَها ، فَجَعَلَت تَدعو عَلى مَن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الدعوات : ص ٣٨ ح ٩٣ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٦ ح ١٠. وراجع الدرّ المنثور : ج ٣ ص ٦٠٨.

٢. الأعراف : ٥٥.

٣. الجعفريّات : ص ٢٢٦ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام.

٤. ذكر العلاّمة المجلسي قدس‌سره ستّة أوجه في معنى هذا الحديث : منها أنّ العبد يفرط في الدعاء على من ظلمه بظلم يسير فيدعو عليه بالموت وغيره ، ومنها أنّه يدعو على العدوّ المؤمن بالابتلاء ، وهذا ممّا لا يرضى به اللّه عز وجل (راجع مرآة العقول : ج ١٢ ص ٣٠٥ و ٣٠٦).

٥. الكافي : ج ٢ ص ٣٣٣ ح ١٧ ، ثواب الأعمال : ص ٣٢٣ ح ١٣ كلاهما عن هشام بن سالم ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢١ ح ٢٣٢٧ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٥ ح ٤.

١٣٧

سَرَقَها ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : لا تُسَبِّخي ١ عَنهُ. ٢

٣٧٧. مسند ابن حنبل عن مولى لسعد : إنَّ سَعدا سَمِعَ ابنا لَهُ يَدعو وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الجَنَّةَ ونَعيمَها وإستَبرَقَها ، ونَحوا مِن هذا ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ وسَلاسِلِها وأغلالِها.

فَقالَ : لَقَد سَأَلتَ اللّهَ خَيرا كَثيرا ، وتَعَوَّذتَ بِاللّه ِ مِن شَرٍّ كَثيرٍ! وإنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : إنَّهُ سَيَكونُ قَومٌ يَعتَدونَ فِي الدُّعاءِ ، وقَرَأَ هذِهِ الآيَةَ : (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ، وإنَّ حَسبَكَ أن تَقولَ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ الجَنَّةَ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النّارِ وما قَرَّبَ إلَيها مِن قَولٍ أو عَمَلٍ. ٣

٣٧٨. مسند ابن حنبل عن أبي نعامة : إنَّ عَبدَ اللّه ِ بنَ مُغَفَّلٍ قالَ لاِبنِهِ : ... يا بُنَيَّ سَلِ اللّهَ الجَنَّةَ وتَعَوَّذهُ مِنَ النّارِ ؛ فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : سَيَكونُ بَعدي قَومٌ مِن هذِهِ الاُمَّةِ يَعتَدونَ فِي الدُّعاءِ وَالطَّهورِ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. أي لا تُخفّفي عنه الإثم الذي استحقّه بالسَّرقة (النهاية : ج ٢ ص ٣٣٢ «سبخ»).

٢. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٨٠ ح ١٤٩٧ وج ٤ ص ٢٧٨ ح ٤٩٠٩ ، مسند ابن حنبل : ج ٩ ص ٢٩٧ ح ٢٤٢٣٨ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٧ ص ٩٣ ح ٢ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٥ ح ٣٣٠٢.

٣. مسند ابن حنبل : ج ١ ص ٣٦٥ ح ١٤٨٣ ، وراجع سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٧٧ ح ١٤٨٠.

٤. مسند ابن حنبل : ج ٥ ص ٦٢٩ ح ١٦٨٠١ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٧١ ح ٣٨٦٤ وليس فيه «والطهور» ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٢٤ ح ٩٧٩ كلاهما نحوه.

١٣٨

توضيح حول الاعتداء في الدّعاء

من الاُمور التي لايحسُن للداعي فعلُها الاعتداء ، أي : تجاوز الحدّ في الدعاء. قال تعالى :

(ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). ١

فهذه الآية توصي المؤمنين أن يدعوا ربّهم (علانيةً و) سرّا ويطلبوا منه حاجاتهم ، ولكن ليس لهم أن يتجاوزوا الحدّ في دعائهم وطلبهم من اللّه تعالى.

ويُثار هنا سؤال ، وهو : ما حدّ الدعاء الذي يُذَمُّ تجاوزُه ولا يُحبُّ اللّه متجاوزَه؟

حدّ الدعاء هو الاكتفاء بالطلبات المنطقيّة المشروعة ، ورعاية الأدب في بيانها وعرضها على اللّه سبحانه. ومن هنا ، فطرح الطلبات غير المعقولة والمشروعة الخالية من الأدب في القول وفي كلّ عمل يُذمّ عليه الداعي يُعدّ تجاوزا عن حدّ الدعاء.

في ضوء ذلك ، من طلب من اللّه تعالى شيئا رافعا صوته بوقاحةٍ وصلافةٍ ، أو مَن دعا على أحد لا يستحقّ الدعاء عليه أو أكثر ممّا يستحقّ ، أو طلب من اللّه حاجة غير مشروعة كقطع الرحم ، أو طلب شيئا بعيدا عن المنطق كأن يدعو بهلاك نفسه أو بفناء السماوات والأرض ، فهؤلاء تجاوزوا حدود الدعاء حقّا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأعراف : ٥٥.

١٣٩

لكنّنا ينبغي أن نلتفت إلى أنّ تجاوز حدّ الدعاء لا يعني نفي الهمّة العالية في الدعاء والطلبات الكبيرة المعقولة ، فالهمّة العالية غير مذمومة في الدعاء ، بل هي على العكس ممدوحة مطلوبة. ١

من هنا ، لا يصحّ تفسير سعد وعبد اللّه بن مغفّل للاعتداء الوارد في الحديث ٣٧٧ والحديث ٣٧٨ بطلب «الخير الكثير» والتعوّذ من «الشرّ الكثير».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. راجع : ص ١٠٩ ـ ١١٢ (علوّ الهمّة وعظم المسألة).

١٤٠