نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

البابُ الثّالِثَ عَشَرَ

من دعا له الإمام الهادي

١٣ / ١

دُعاؤُهُ لِأَبي هاشِمٍ الجَعفَرِيِّ ١

١٣٥٧. الخرائج والجرائح : رُوِيَ أنَّ أبا هاشِمٍ الجَعفَرِيَّ كانَ مُنقَطِعا إلى أبِي الحَسَنِ بَعدَ أبيهِ أبي جَعفَرٍ وجَدِّهِ الرِّضا عليهم‌السلام ، فَشَكى إلى أبِي الحَسَنِ عليه‌السلام ما يَلقى مِنَ الشَّوقِ إلَيهِ إذَا انحَدَرَ مِن عِندِهِ إلى بَغدادَ.

ثُمَّ قالَ لَهُ : يا سَيِّدي ، اُدعُ اللّه لي ، فَرُبَّما لَم أستَطِع رُكوبَ الماءِ خَوفَ الإِصعادِ ٢ وَالبُط ءِ عَنكَ ، فَسِرتُ إلَيكَ عَلَى الظَّهرِ ، وما لي مَركوبٌ سِوى بِرذَوني ٣ هذِهِ عَلى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو داوود بن القاسم بن إسحاق ، أبوهاشم الجعفريّ من أصحاب الرضا والجواد والهادى والعسكريّ عليهم‌السلام ، كان عظيم المنزلة عند الأئمّة عليهم‌السلام ، شريف القدر ، ثقة ، له موضع جليل على ما يستدلّ بما روى عنهم في نفسه وروايته. مات سنة ٢٦١ ه (رجال البرقي : ص ٥٦ و ٥٧ و ٦٠ ، رجال الطوسي : ص ٣٥٧ الرقم ٥٢٩٠ وص ٣٧٥ الرقم ٥٥٥٣ وص ٣٨٦ الرقم ٥٦٨٩ وص ٣٩٩ الرقم ٥٨٤٧ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٤١ الرقم ١٠٨٠ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ٣٦٢ الرقم ٤٠٩ ، قاموس الرجال : ج ٤ ص ٢٥٧).

٢. أصعَدَ في الأرض : ذَهَبَ مُستَقبِلَ أرضٍ أرفَعَ منَ الاُخرى (تاج العروس : ج ٥ ص ٥٩ «صعد»). والظاهر أنّ المراد هنا هو المسير عكس اتّجاه تيّار ماء النهر.

٣. البِرْذَون : هو من الخيل ما كان أبواه أعجميّان (مجمع البحرين : ج ١ ص ١٣٧ «برذن») ، وقال الفيّومي : يقع على الذكر والاُنثى ، وهو خلاف العِراب (المصباح المنير : ص ٤١ «برذن»).

٥٢١

ضَعفِها ، فَادعُ اللّه لي أن يُقَوِّيَني عَلى زِيارَتِكَ.

فَقالَ : قَوّاكَ اللّه يا أبا هاشِمٍ ، وقَوّى بِرذَونَكَ. ١.

١٣ / ٢

دُعاؤُهُ لِحُمرانَ ٢

١٣٥٨. مكارم الأخلاق عن حمران : كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عليه‌السلام : جُعِلتُ فِداكَ ، قِبَلي رَجُلٌ مِن مَواليكَ بِهِ حَصرُ البَولِ ، وهُوَ يَسأَلُكَ الدُّعاءَ أن يُلبِسَهُ اللّه عز وجل العافِيَةَ ، وَاسمُهُ نَفيسٌ الخادِمُ.

فَأَجابَ : كَشَفَ اللّه ضُرَّكَ ، ودَفَعَ عَنكَ مَكارِهَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَأَلِحَّ عَلَيهِ بِالقُرآنِ فَإِنَّهُ يُشفى إن شاءَ اللّه تَعالى. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٦٧٢ ح ١ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٤٠٩ ، الثاقب في المناقب : ص ٥٤٤ ح ٤٨٦ ، إعلام الورى : ج ٢ ص ١١٩ كلّها عن عبد اللّه بن عبدالرحمن الصالحي نحوه ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ١٣٧ ح ٢١.

٢. الظاهر أنَّ حمران مصحّف عمران ، وهو عمران بن محمّد الأشعريّ المعنون في كتب الرجال ، وهو من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وروى عن الجواد عليه‌السلام. وتدلّ عليه اُمور : أحدها : إنّه لم نقف على عنوان حمران في هذه الطبقة. ثانيها : يؤيّد وقوع التصحيف أنّ نفيس الخادم المذكور في الرواية هو من أعوان المعتمد العبّاسيّ المتوفّى سنة ٢٧٥ ه كما صرّح به ابن خلدون في تاريخه (ج ٤ ص ٢٩٩). ثالثها : يؤيّد وقوع التصحيف أيضا أنَّ عمران بن محمّد روى معجزة عن الجواد عليه‌السلام (إثباة الهداة : ج ٤ ص ٣٠). رابعها : تصحيف عمران ب «حمران» ، أمر شائع للشبه الموجود في رسم الخطّ بينهما. وعلى هذا فهو عمران بن محمّد الأشعريّ وثّقه الشيخ الطوسيّ (رجال الطوسي : ص ٣٦٠ الرقم ٥٣٣٥ ، الفهرست : ص ١١٩ الرقم ٥٢٦ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ١٤١ الرقم ٧٨٧).

٣. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢١٥ ح ٢٥٣٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٠٦ ح ٢.

٥٢٢

١٣ / ٣

جَمعٌ مِن أصحابِهِ ١

١٣٥٩. رجال الكشّي عن محمّد بن الفرج : كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ عليه‌السلام أسأَ لُهُ عَن أبي عَلِيِّ بنِ راشِدٍ ، وعَن عيسَى بنِ جَعفَرِ بنِ عاصِمٍ وَابنِ بَندٍ.

فَكَتَبَ إلَيَّ : ذَكَرتَ ابنَ راشِدٍ رَحِمَهُ اللّه ، فَإِنَّهُ عاشَ سَعيدا وماتَ شَهيدا. ودَعا لاِبنِ بَندٍ وَالعاصِمِيِّ ، وَابنُ بَندٍ ضُرِبَ بِالعَمودِ حَتّى قُتِلَ ، وأبو جَعفَرٍ ضُرِبَ ثَلاثَمِئَةِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. أ. أبو عليّ بن راشد

هوالحسن بن راشد. يُكنّى أبا علي ، مشهور بكنيته ، من أصحاب الجواد والهاديّ عليهما‌السلام ، ثقة ، وعدّه الشيخ المفيد من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، الذي لا يُطعن عليهم بشيء ولا طريق لذمِّ واحد منهم. عنونه الشيخ الطوسيّ في الممدوحين من وكلاء الأئمّة والمتولّين لأُمورهم عليهم‌السلام ، روى الكشّيّ في مدحه وجلالته روايات منها : أنَّه كان من الوكلاء في بغداد ، وكان يلي خزانة أبي محمّد العسكري عليه‌السلام (رجال البرقي : ص ٥٦ ـ ٥٧ ، رجال الطوسي : ص ٣٧٥ الرقم ٥٥٤٥ وص ٣٨٥ الرقم ٥٦٧٣ ، مجموعة المصنّفات للشيخ المفيد : ج ٩ ص ٢٥ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٩٩ الرقمان ٩٩١ و ٩٩٢ وص ٨٤٢ الرقم ١٠٨٦ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٥٠).

ب. عيسى بن جعفر بن عاصم

هو عيسى بن جعفر بن محمّد بن عاصم ، وقيل : اسمه أحمد بن محمّد بن عاصم. روى الكشّيّ أنّ أبا الحسن عليه‌السلام دعا له فعدّه ابن داوود ممدوحا لذلك ، وأمّا العلاّمة الحلّي فقال : هذه الرواية لاتوجب تعديلاً لكنّها عندي من المرجّحات. وفي كتب التاريخ في حوادث سنة ٢٤١ ه : أمر الخليفة المتوكّل بضرب رجل من أعيان أهل بغداد ، يقال له عيسى بن جعفر بن محمّد بن عاصم ، فضُرب شديدا مبرحا ، يقال : إنّه ضُرب ألف سوط حتى مات ؛ وذلك أنّه شهد عليه سبعة عشر رجلاً عند قاضي الشرقية أبي حسان الزياديّ أنّه يشتم أبابكر وعمر وعائشة وحفصة ، فرُفع أمره إلى الخليفة فجاء كتاب الخليفة إلى محمّد بن عبد اللّه بن طاهر نائب بغداد يأمره أن يضربه بين الناس حدّ السبّ ، ثمَّ يُضرب بالسياط حتى يموت ويُلقى في دجلة ولايُصلَّ عليه (راجع : البداية والنهاية : ج ١٠ ص ٣٥٧ ، تاريخ بغداد : ج ٧ ص ٣٦٩ ، تاريخ دمشق : ج ١٣ ص ١٣٥ ، تاريخ الطبري : ج ٧ ص ٣٧٥).

ج. ابن بند

لم يذكر اسمه إلاّ في هذا الدعاء.

٥٢٣

سَوطٍ ورُمِيَ بِهِ فِي دِجلَةَ. ١

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٦٣ الرقم ١١٢٢ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٥١ ح ٣١٠ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٢٢٠ ح ٧. وراجع : الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٣٩٢ ح ١ وص ٣٩٥ ح ٥.

٥٢٤

البابُ الرّابِعَ عَشَرَ

من دعا له الإمام العسكريّ

١٤ / ١

إبراهيمُ بنُ إسماعيلَ ١

١٣٦٠. الخرائج والجرائح عن جعفر بن الشريف الجرجاني : حَجَجتُ سَنَةً فَدخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام بِسُرَّ مَن رَأى ... فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنَّ إبراهيمَ بنَ إسماعيلَ الجُرجانِيَ ـ وهُوَ مِن شيعَتِكَ ـ كَثيرُ المَعروفِ إلى أولِيائِكَ ، يُخرِجُ إلَيهِم فِي السَّنَةِ مِن مالِهِ أكثَرَ مِن مِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ ، وهُوَ أحَدُ المُتَقَلِّبينَ في نِعَمِ اللّه بِجُرجانَ.

فَقالَ : شَكَرَ اللّه لِأَبي إسحاقَ إبراهيمَ بنِ إسماعيلَ صَنيعَتَهُ إلى شِيعَتِنا ، وغَفَرَ لَهُ ذُنوبَهُ ، ورَزَقَهُ ذَكَرا سَوِيّا قائِلاً بِالحَقِّ ، فَقُل لَهُ : يَقولُ لَكَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ : سَمِّ ابنَكَ أحمَدَ. ٢

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو إبراهيم بن إسماعيل الخلنجيّ. قال الوحيد البهبهانيّ : يظهر من رواية كشف الغمّة مدحه ، فيكون شيعيا ممدوحا ، فيكون من قسم الحسان (تنقيح المقال : ج ٣ ص ٣٠٩ ، قاموس الرجال : ج ١ ص ١٦٢).

٢. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٤٢٤ ح ٤ ، الثاقب في المناقب : ص ٢١٤ ح ١٨٩ وفيه «إنّ إبراهيم بن إسماعيل الخلنجي» ، كشف الغمّة : ج ٣ ص ٢١٧ وفيه «إنّ إبراهيم بن إسماعيل الجلختي» ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٢٦٢ ح ٢٢.

٥٢٥

١٤ / ٢

إبراهيمُ بنُ عَبدَةَ ١

١٣٦١. الإمام العسكريّ عليه‌السلام ـ مِن كِتابِهِ إلى إسحاقَ بنِ إسماعيلَ ـ : عَلى إبراهيمَ بنِ عَبدَةَ سَلامُ اللّه ورَحمَتُهُ ، وعَلَيكَ يا إسحاقُ وعَلى جَميعِ مَوالِيَّ السَّلامُ كَثيرا ، سَدَّدَكُمُ اللّه جَميعا بِتَوفيقِهِ. ٢

١٣٦٢. عنه عليه‌السلام ـ مِن كِتابِهِ إلى إبراهيمَ بنِ عَبدَةَ ـ : وكِتابِي الَّذي وَرَدَ عَلى إبراهيمَ بنِ عَبدَةَ بِتَوكيلي إيّاهُ لِقَبضِ حُقوقي مِن مَوالينا هُناكَ. نَعَم هُوَ كِتابي بِخَطّي إلَيهِ ـ أعني إبراهيمَ بنَ عَبدَةَ ـ لَهُم بِبَلَدِهِم حَقّا غَيرَ باطِلٍ ، فَليَتَّقُوا اللّه حَقَّ تُقاتِهِ ، وَليُخرِجوا مِن حُقوقي وَليَدفَعوها إلَيهِ ، فَقَد جَوَّزتُ لَهُ ما يَعمَلُ بِهِ فيها ، وَفَّقَهُ اللّه ومَنَّ عَلَيهِ بِالسَّلامَةِ مِنَ التَّقصيرِ بِرَحمَتِهِ. ٣

١٣٦٣. عنه عليه‌السلام ـ مِن كِتابِهِ إلى عَبدِ اللّه بنِ حَمدَوَيهِ ا : وبَعدُ ، فَقَد نَصَبتُ لَكُم إبراهيمَ بنَ عَبدَةَ لِيَدفَعَ النّواحي وأهلُ ناحِيَتِكَ حُقوقِيَ الواجِبَةَ عَلَيكُم إلَيهِ ، وجَعَلتُهُ ثِقَتي وأميني عِندَ مَوالِيَّ هُناكَ ، فَليَتَّقُوا اللّه وَليُراقِبوا وَليُؤَدُّوا الحُقوقَ ، فَلَيسَ لَهُم عُذرٌ في تَركِ ذلِكَ ولا تَأخيرِهِ ، ولا أشقاهُمُ اللّه بِعِصيانِ أولِيائِهِ ، ورَحِمَهُمُ اللّه وإيّاكَ مَعَهُم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو إبراهيم بن عبدة النيسابوريّ ، من أصحاب الهاديّ والعسكريّ عليهما‌السلام ، ذكر الكشّيّ توقيعا فيه طول ، يتضمّن العتب على إسحاق بن إسماعيل وذمّ سيرته وإقامة إبراهيم بن عبدة والدعاء له وأمره أن يحمل ما يحمل إليه من حقوقه إلى الرازيّ. وكّله أبو محمّد عليه‌السلام وأمر بطاعته وذكره الكلينيّ فيمن رأى الحجّة وحدّثه بأشياء. ثقة جليل (رجال الطوسي : ص ٣٨٤ الرقم ٥٦٤٦ وص ٣٩٧ الرقم ٥٨٢٣ ، الكافي : ج ١ ص ٣٣١ ح ٦ ، خلاصة الأقوال : ص ٥٢ الرقم ٢٤ ، مستدركات علم الرجال : ج ١ ص ١٧٣).

٢. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٤٧ الرقم ١٠٨٨ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٣٢٢ ح ١٦.

٣. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٤٨ الرقم ١٠٨٩.

٥٢٦

بِرَحمَتي لَهُم ، إنَّ اللّه واسِعٌ كَريمٌ. ١

١٤ / ٣

إسحاقُ بنُ إسماعيلَ ٢

١٣٦٤. رجال الكشّي : حَكى بَعضُ الثِّقاتِ بِنَيسابورَ أنَّهُ خَرَجَ لاِءِسحاقِ بنِ إسماعيلَ مِن أبي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام تَوقيعٌ : يا إسحاقَ بنَ إسماعيلَ ، سَتَرَنَا اللّه وإيّاكَ بِسَترِهِ ، وتَوَلاّكَ في جَميعِ اُمورِكَ بِصُنعِهِ ، قَد فَهِمتُ كِتابَكَ يَرحَمُكَ اللّه ، ونَحنُ بِحَمدِ اللّه ونِعمَتِهِ أهلُ بَيتٍ نَرِقُّ عَلى مَوالينا ، ونَسُرُّ بِتَتابُعِ إحسانِ اللّه إلَيهِم وفَضلِهِ لَدَيهِم ، ونَعتَدُّ بِكُلِّ نِعمَةٍ يُنعِمُهَا اللّه عز وجل عَلَيهِم.

فَأَتَمَّ اللّه عَلَيكُم بِالحَقِّ ومَن كانَ مِثلَكَ ـ مِمَّن قَد رَحِمَهُ اللّه وبَصَّرَهُ بَصيرَتَكَ ، ونَزَعَ عَنِ الباطِلَ ولَم يَعمَ في طُغيانِهِ ـ نِعَمَهُ ؛ فَإِنَّ تَمامَ النِّعمَةِ دُخولُكَ الجَنَّةَ ، ولَيسَ مِن نِعمَةٍ وإن جَلَّ أمرُها وعَظُمَ خَطَرُها إلاّ وَالحَمدُ للّه ـ تَقَدَّسَت أسماؤُهُ ـ عَلَيها مُؤَدّى شُكرِها. ٣

وأنَا أقولُ : الحَمدُ للّه مِثلَ ما حَمِدَ اللّه بِهِ حامِدٌ إلى أبَدِ الأَبَدِ ، بِما مَنَّ عَلَيكَ مِن نِعمَةٍ ، ونَجّاكَ مِنَ الهَلَكَةِ ، وسَهَّلَ سَبيلَكَ عَلَى العَقَبَةِ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٤٨ الرقم ١٠٨٩.

٢. هو إسحاق بن إسماعيل النيسابوريّ ، من أصحاب العسكريّ عليه‌السلام ، ثقة (رجال البرقي : ص ٦١ ، رجال الطوسي : ص ٣٩٧ الرقم ٥٨٢٢).

٣. يريد عليه‌السلام : أنّ حمد اللّه سبحانه على نعمه هو تمام الشكر له عليها.

٤. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٤٤ الرقم ١٠٨٨ ، تحف العقول : ص ٤٨٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٣١٩ ح ١٦ وج ٧٨ ص ٣٧٤ ح ٢.

٥٢٧

١ / ٤

عيسَى بنُ صَبيحٍ ١

١٣٦٥. الخرائج والجرائح عن عيسى بن صبيح : دَخَلَ الحَسَنُ العَسكَرِيُّ عليه‌السلام عَلَينَا الحَبسَ ، وكُنتُ بِهِ عارِفا.

فَقالَ لي : لَكَ خَمسٌ وسِتّونَ سَنَةً وشَهرٌ ويَومانِ. وكانَ مَعي كِتابُ دُعاءٍ عَلَيهِ تاريخُ مَولِدي ، وإنّي نَظَرتُ فيهِ فَكانَ كَما قالَ.

وقالَ : هَل رُزِقتَ وَلَدا؟ قُلتُ : لا.

فَقالَ : اللّهُمَّ ارزُقهُ وَلَدا يَكونُ لَهُ عَضُدا ، فَنِعمَ العَضُدُ الوَلَدُ. ثُمَّ تَمَثَّلَ عليه‌السلام :

مَن كانَ ذا عَضُدٍ يُدرِك ظُلامَتَهُ

إنَّ الذَّليلَ الَّذي لَيسَت لَهُ عَضُدُ ٢

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. لم يذكر هذا الاسم في أصحاب العسكريّ عليه‌السلام ، بل هو من أصحاب الصادق عليه‌السلام. واختلفت نسخ الكتب في اسم أبيه : ففي هامش كتاب الخرائج والجرائح (ج ٢ ص ٤٧٨ ح ١٩) «سيح» وفي كشف الغمّة (ج ٢ ص ٥٠٣) «شج» وفي نورالأبصار (ص ١٨٤) «الفتح». وعلى أيّ حال وقع التصحيف في اسم أبيه. لعلّ الصحيح في اسم أبيه «الشيخ» للتصريح باسمه في كتب التاريخ للعامة ، وهو عيسى بن الشيخ بن السليل ، أبو موسى الشيبانيّ الهذليّ ، المتغلّب على امرة دمشق في أيّام المهتديّ باللّه وأوّل أيّام المعتمد إلى أن وجَّه المعتمد. أماجور التركيّ أميرا على دمشق فانهزم عيسى إلى بلاد أرمينية. وقال أبو جعفر الطبريّ : وكان لمّا بويع المعتمد بالخلافة لم يبايع له عيسى بن الشيخ ، وترك لبسه السواد تهويلاً بذلك ، فلطف حسن الخادم بأن دفع إليه عهده على أرمينية حتى أقام الدعوه للمعتمد. مات سنة ٢٦٩ ه. والتصحيف في تلك الأسامي للشبه الموجود في رسم الخط يقع كثيرا ولهذا استظهره بعضهم (تاريخ دمشق : ج ٤٧ ص ٣٠٩ ـ ٣١٢ ، تاريخ الطبري : ج ٨ ص ١١٤ ، تاريخ ابن خلدون : ج ٣ ص ٣٤٤ وج ٤ ص ٢٩٩ ، مستدركات علم الرجال : ج ٦ ص ١٦١ الرقم ١١٣٥٧).

٢. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٤٧٨ ح ١٩ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٢٧٥ ح ٤٨؛ نور الأبصار : ص ١٨٤ ، الفصول المهمّة : ص ٢٨٤ كلاهما عن عيسى بن الفتح نحوه.

٥٢٨

١٤ / ٥

الفَضلُ بنُ شاذانَ ١

١٣٦٦. رجال الكشّي عن محمّد بن إبراهيم السمرقندي عن بورق خَرَجتُ إلى سُرَّ مَن رَأى ومَعي كِتابُ يَومٍ ولَيلَةٍ ، فَدَخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ... فَقُلتُ لَهُ : الفَضلُ بنُ شاذانَ شَديدُ العِلَّةِ ، ويَقولونَ : إنَّها مِن دَعوَتِكَ بِمَوجِدَتِكَ ٢ عَلَيهِ لِما ذَكَروا عَنهُ أنَّهُ قالَ : إنَّ وَصِيَّ إبراهيمَ خَيرٌ مِن وَصِيِّ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يَقُل ـ جُعِلتُ فِداكَ ـ هكَذا ، كَذَبوا عَلَيهِ. فَقالَ : نَعَم ، رَحِمَ اللّه الفَضلَ.

قال بورَقٌ : فَرَجَعتُ فَوَجَدتُ الفَضلَ قَد تُوُفِّيَ فِي الأَيّامِ الَّتي قالَ أبو مُحَمَّدٍ عليه‌السلام : رَحِمَ اللّه الفَضلَ. ٣

١٤ / ٦

مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ ٤

١٣٦٧. الكافي عن محمّد بن الحسن بن شمّون : ٥ كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام أسأَ لُهُ أن يَدعُوَ اللّه لي مِن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الفضل بن شاذان بن الخليل الأزديّ النيشابوريّ ، أبو محمّد ، من أصحاب الهاديّ والعسكريّ عليهما‌السلام ، كان أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلّمين ، وله جلالة في هذه الطائفة ، وهو في قدره أشهر من أن نصفه ، وهو صنّف مئة وثمانين كتابا (رجال الطوسي : ص ٣٩٠ الرقم ٥٧٤٠ وص ٤٠١ الرقم ٥٨٨١ ، الفهرست : ص ١٢٤ الرقم ٥٥٢ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ١٦٨ الرقم ٨٣٨).

٢. الموجِدة : الغضب. وَجَد عليه يَجِد موجِدَة : إذا غضب (القاموس المحيط : ج ١ ص ٣٤٣ «وجد»).

٣. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨١٨ الرقم ١٠٢٣ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٣٠٠ ح ٧٤.

٤. هو محمّد بن الحسن بن شمّون ، أبو جعفر ، من أصحاب الجواد والهاديّ والعسكريّ عليهم‌السلام ، كان واقفا ثمّ غلا ، وكان ضعيفا فاسد المذهب. وقيل إنّ آل الرضا عليهم‌السلام ؛ مولانا أبا جعفر وأبالحسن وأبا محمّد عليهم‌السلاميعلّلونه ويعولون أربعين نفس كلّهم عياله. له مكاتبة مع الإمام العسكريّ عليه‌السلام ، شكى فيها عن الفقر (رجال

٥٢٩

وَجَعِ عَيني ، وكانَت إحدى عَينَيَّ ذاهِبَةً ، وَالاُخرى عَلى شَرَفِ ذَهابٍ ، فَكَتَبَ إلَيَّ : حَبَسَ اللّه عَلَيكَ عَينَكَ فَأَفاقَتِ الصَّحيحَةُ.

ووَقَّعَ في آخِرِ الكِتابِ : أعَزَّكَ اللّه ، آجَرَكَ اللّه وأحسَنَ ثَوابَكَ. فَاغتَمَمتُ لِذلِكَ ولَم أعرِف في أهلي أحَدا ماتَ ، فَلَمّا كانَ بَعدَ أيّامٍ جاءَتني وَفاةُ ابني طَيِّبٍ ، فَعَلِمتُ أنَّ التَّعزِيَةَ لَهُ. ١

١٤ / ٧

مُحَمَّدُ بنُ دَريابَ ٢

١٣٦٨. كشف الغمّة عن محمّد بن درياب الرقّاشي : كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام أسأَ لُهُ عَنِ المِشكاةِ ٣ ، وأن يَدعُوَ اللّه لاِمرَأَتي ـ وكانَت حامِلاً عَلى رَأسِ وَلَدِها ـ أن يَرزُقَنِي اللّه وَلَدا ذَكَرا ، وسَأَلتُهُ أن يُسَمِّيَهُ.

فَرَجَعَ الجَوابُ : المِشكاةُ قَلبُ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ وآلِهِ السَّلامُ ، ولَم يُجِبني عَنِ امرَأَتي بِشَيءٍ ، وكَتَبَ في آخِرِ الكِتابِ :

عَظَّمَ اللّه أجرَكَ وأخلَفَ عَلَيكَ. فَوَلَدَت وَلَدا مَيِّتا ، وحَمَلَت بَعدَهُ فَوَلَدَت غُلاما. ٤.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ الطوسي : ص ٣٧٩ و ٣٩١ و ٤٠٢ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٢٢٢ الرقم ٩٠٠ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨١٤ الرقم ١٠١٨).

١. الكافي : ج ١ ص ٥١٠ ح ١٧ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٤٣٢ وفيه «عن أشجع بن أقرع» ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٢٨٥ ح ٦٠.

٢. الظاهر أنّه محمّد بن عيسى بن درياب الرقاشيّ. عدّه الشيخ الطوسيّ من أصحاب الهاديّ عليه‌السلام ، وهو ممّن روى النصّ على إمامة أبي محمّد العسكريّ عليه‌السلام (رجال الطوسي : ص ٣٩٢ الرقم ٥٧٧٦ ، الكافي : ج ١ ص ٣٢٧ ح ٩).

٣. يشير بذلك إلى قوله تعالى : (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَوةٍ) النور : ٣٥.

٤. كشف الغمّة : ج ٣ ص ٢١٢ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٢٨٩ ح ٦٣.

٥٣٠

١٤ / ٨

مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ إبراهيمَ ١

١٣٦٩. كشف الغمّة عن محمّد بن عليّ بن إبراهيم الهمداني : كَتَبتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام أسأَ لُهُ أن يَدعُوَ اللّه أن اُرزَقَ وَلَدا ذَكَرا مِنِ ابنَةِ عَمّي.

فَوَقَّعَ : رَزَقَكَ اللّه ذُكرانا. فَوُلِدَ لي أربَعَةٌ. ٢

راجع : ص ٤١٣ ح ١١٦٠.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ ، كان وكيل الناحية. ذكره الشيخ الطوسيّ فيمن لم يرو عن الأئمّة عليهم‌السلام ، وذكره العلاّمة الحلّي في أصحاب العسكريّ عليه‌السلام وضعّفاه (رجال الطوسي : ص ٤٣٨ الرقم ٦٢٦٤ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٢٣٦ الرقم ٩٢٩ ، الرواشح السماويّة : ص ٩١).

٢. كشف الغمّة : ج ٣ ص ٢١٨ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٤٣٩ ح ١٩ ، بحار الأنوار : ج ٥٠ ص ٢٦٩ ح ٣٣.

٥٣١
٥٣٢

البابُ الخامِسَ عَشَرَ :

من دعا له الإمام المهديّ

١٥ / ١

إبراهيمُ بنُ مَهزِيارَ ١

١٣٧٠. كمال الدين عن إبراهيم بن مهزيار ـ في خَبرِ تَشَرُّفِهِ بِلِقاءِ الإِمامِ المَهدِي : مَكَثتُ عِندَهُ حينا ... فَاستَأذَنتُهُ بِالقُفولِ ٢ ، وأعلَمتُهُ عَظيمَ ما أصدُرُ بِهِ عَنهُ مِنَ التَّوَحُّشِ لِفُرقَتِهِ ، وَالتَّجَزُّعِ ٣ لِلظَّعنِ ٤ عَن مَحالِّهِ ، فَأَذِنَ وأردَفَني مِن صالِحِ دُعائِهِ ما يَكونُ ذُخرا عِندَ اللّه ، ولِعَقِبي وقَرابَتي إن شاءَ اللّه.

فَلَمّا أزِفَ ٥ ارتِحالي ، وتَهَيَّأَ اعتِزامُ نَفسي ، غَدَوتُ عَلَيهِ مُوَدِّعا ومُجَدِّدا لِلعَهدِ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. إبراهيم بن مهزيار الأهوازيّ ، أبو إسحاق ، كان من أصحاب الجواد والهاديّ والعسكريّ عليهم‌السلام ، وهو أخو عليّ بن مهزيار. له كتاب البشارات. قال الشيخ الطوسيّ في وصفه : جليل القدر ، واسع الرواية ، ثقة. ورد مدحه في خبر تشرّفه بلقاء الإمام المهديّ (عج) في كمال الدين ولكن لم تثبت الرواية (رجال الطوسي : ص ٣٧٤ الرقم ٥٥٣٢ وص ٣٨٣ الرقم ٥٦٣٩؛ الفهرست : ص ٢٦٥ ، الرقم ٣٧٩ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨١٣ الرقم ١٠١٥ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ٨٩ الرقم ١٦ ، كمال الدين : ص ٤٥١ ح ١٩ ، معجم رجال الحديث : ج ١ ص ٢٨٠).

٢. قَفَلَ يقفِلُ : إذا عاد من سفره (النهاية : ج ٤ ص ٩٢ «قفل»).

٣. في المصدر : «التجرّع» ، وما أثبتناه أنسب للسياق كما في بحار الأنوار.

٤. ظَعَنَ ظَعْنا : ارتحلَ (المصباح المنير : ص ٣٨٥ «ظعن»).

٥. أزف : دَنا وقَرُبَ (النهاية : ج ١ ص ٤٥ «أزف»).

٥٣٣

وعَرَضتُ عَلَيهِ مالاً كانَ مَعي يَزيدُ عَلى خَمسينَ ألفَ دِرهَمٍ ، وسَأَلتُهُ أن يَتَفَضَّلَ بِالأَمرِ بِقَبولِهِ مِنّي.

فَابتَسَمَ وقالَ : يا أبا إسحاقَ ، استَعِن بِهِ عَلى مُنصَرَفِكَ ؛ فَإِنَّ الشُّقَّةَ قُذفَةٌ ١ وفَلَواتِ الأَرضِ أمامَكَ جَمَّةٌ ، ولا تَحزَن لاِءِعراضِنا عَنهُ ؛ فَإِنّا قَد أحدَثنا لَكَ شُكرَهُ ونَشرَهُ ، ورَبَّضناهُ ٢ عِندَنا بِالتَّذكِرَةِ وقَبولِ المِنَّةِ ، فبَارَكَ اللّه فيما خَوَّلَكَ ، وأدامَ لَكَ ما نَوَّلَكَ ٣ ، وكَتَبَ لَكَ أحسَنَ ثَوابِ المُحسِنينَ وأكرَمَ آثارِ الطّائِعينَ ؛ فَإِنَّ الفَضلَ لَهُ ومِنهُ.

وأسأَلُ اللّه أن يَرُدَّكَ إلى أصحابِكَ بِأَوفَرِ الحَظِّ مِن سَلامَةِ الأَوبَةِ ٤ وأكنافِ ٥ الغِبطَةِ بِلينِ المُنصَرَفِ ، ولا أوعَثَ ٦ اللّه لَكَ سَبيلاً ، ولا حَيَّرَ لَكَ دَليلاً ، وأستَودِعُهُ نَفسَكَ وَديعَةً لا تَضيعُ ولا تَزولُ بِمَنِّهِ ولُطفِهِ إن شاءَ اللّه. ٧

١٥ / ٢

أبو عَبدِ اللّه بنُ صالِحٍ ٨

١٣٧١. الكافي عن أبي عبد اللّه بن صالح : ٩ خَرَجتُ سَنَةً مِنَ السِّنينَ بِبَغدادَ فَاستَأذَنتُ فِي الخُروجِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الشُّقّة : السفر الطويل. وقُذُفاتُ الجبال وقُذَفُها : ما أشرف منها ، واحدتها قُذفَةٌ (لسان العرب : ج ١٠ ص ١٨٤ «شقق» وج ٩ ص ٢٧٨ «قذف»).

٢. ربّضته بالمكان : ثَبَّتُّه (تاج العروس : ج ١٠ ص ٥٧ «ربض»).

٣. ناله ينوله : إذا أعطاه (النهاية : ج ٥ ص ١٢٩ «نول»).

٤. الوبة : الرجوع (القاموس المحيط : ج ١ ص ٣٧ «أوب»).

٥. الأكناف : إمّا مصدر أكنفه ؛ أي صانه وحفظه وأعانه وأحاطه ، أو جمع الكنف ـ محرَّكة ـ وهو الحرز والستر والجانب والظلّ والناحية (بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٤٠ وانظر القاموس المحيط : ج ٣ ص ١٩٢ «كنف»).

٦. وَعِثَ الطريق : تعسّر سلوكه. والوَعثاء : المشقّة (القاموس المحيط : ج ١ ص ١٧٦ «وعث»).

٧. كمال الدين : ص ٤٥١ ح ١٩ ، بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٣٦ ح ٢٨.

٨. لم يذكر في كتب الرجال. روي في الكافي استيذانه من النّاحية المقدّسة في الخروج فلم يُؤذن له إلاّ بعد اثنين وعشرين يوما ، فخرج ووافى القافلة بعد يأس منه ، ودعا له بالسلامة فلم يلقَ سوءا (الكافي : ج ١ ص ٥١٩ ح ١٠ ، مستدركات علم رجال الحديث : ج ٨ ص ٤١٨ الرقم ١٧٠٩٥).

٥٣٤

فَلَم يُؤذَن لي ، فَأَقَمتُ اثنَينِ وعِشرينَ يَوما وقَد خَرَجَتِ القافِلَةُ إلَى النَّهرَوانِ ، فَاُذِنَ فِي الخُروجِ لي يَومَ الأَربِعاءِ ، وقيلَ لي : اُخرُج فيهِ.

فَخَرَجتُ وأنَا آئِسٌ مِنَ القافِلَةِ أن ألحَقَها ، فَوافَيتُ النَّهرَوانَ وَالقافِلَةُ مُقيمَةٌ ، فَما كانَ إلاّ أن أعلَفتُ جِمالي شَيئا حتّى رَحَلَتِ القافِلَةُ ، فَرَحَلتُ وقَد دَعا لي بِالسَّلامَةِ ، فَلَم ألقَ سوءا ، وَالحَمدُ للّه. ١

١٥ / ٣

ابنُ بابَوَيهِ ٢

١٣٧٢. الغيبة للطوسي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الأسود : سَأَلَني عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ موسَى بنِ بابَوَيهِ بَعدَ مَوتِ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ العَمرِيِّ ، أن أسأَلَ أبَا القاسِمِ الرَّوحِيَّ ، أن يَسأَلَ مَولانا صاحِبَ الزَّمانِ عليه‌السلام أن يَدعُوَ اللّه أن يَرزُقَهُ وَلَدا ذَكَرا.

قالَ : فَسَأَلتُهُ فَأَنهى ٣ ذلِكَ ، ثُمَّ أخبَرَني بَعدَ ذلِكَ بِثَلاثَةِ أيّامٍ أنَّهُ قَد دَعا لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ فَإِنَّهُ سَيولَدُ لَهُ وَلَدٌ مُبارَكٌ يَنفَعُ اللّه بِهِ ، وبَعدَهُ أولادٌ.

قالَ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ الأَسوَدُ : وسَأَلتُهُ في أمرِ نَفسي أن يَدعُوَ لي أن اُرزَقَ وَلَدا ذَكَرا فَلَم يُجِبني إلَيهِ ، وقالَ لي : لَيسَ إلى هذا سَبيلٌ.

قالَ : فَوُلِدَ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ تِلكَ السَّنَةَ ابنُهُ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ وبَعدَهُ أولادٌ ، ولَم يولَد لي. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ١ ص ٥١٩ ح ١٠ ، الإرشاد : ج ٢ ص ٣٥٧ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٢٩٧ ح ١٣.

٢. هو عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي ، أبوالحسن. شيخ القمّيين في عصره ومتقدّمهم وفقيههم وثقتهم ، له كتب كثيرة. له مكاتبة مع صاحب الزمان (عج) في طلب الولد ـ كما في المتن ـ مات سنة ٣٢٣ ه سنة تناثر النجوم (رجال الطوسي : ص ٤٣٢ الرقم ٦١٩١ ، الفهرست : ص ٩٣ الرقم ٣٨٢ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٨٩ الرقم ٦٨٢).

٣. أنهى الشيءَ : أبلغه وأوصله (تاج العروس : ج ٢٠ ص ٢٧١ «نهى»).

٤. الغيبة للطوسي : ص ٣٢٠ ح ٢٦٦ ، كمال الدين : ص ٥٠٢ ح ٣١ ، الخرائج والجرائح : ج ٣ ص ١١٢٤ ح ٤٢ ، الثاقب في المناقب : ص ٦١٤ ح ٥٦٠ كلاهما نحوه ، إعلام الورى : ج ٢ ص ٤٢٢ ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٣٣٥ ح ٦١.

٥٣٥

١٣٧٣. رجال النجاشي : عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ موسَى بنِ بابَوَيهِ القُمِّيُّ أبو الحَسَنِ ، شَيخُ القُمِّيّينَ في عَصرِهِ ، ومُتَقَدِّمُهُم وفَقيهُهُم وثِقَتُهُم. كانَ قَدِمَ العِراقَ ، وَاجتَمَعَ مَعَ أبِي القاسِمِ الحُسَينِ بنِ رَوحٍ رحمه الله وسَأَلَهُ مَسائِلَ ، ثُمَّ كاتَبَهُ بَعدَ ذلِكَ عَلى يَدِ عَلِيِّ بنِ جَعفَرِ بنِ الأَسوَدِ ، يَسأَلُهُ أن يوصِلَ لَهُ رُقعَةً إلَى الصّاحِبِ عليه‌السلام ويَسأَلَهُ فيهَا الوَلَدَ.

فَكَتَبَ إلَيهِ : قَد دَعَونَا اللّه لَكَ بِذلِكَ ، وسَتُرزَقُ وَلَدَينِ ذَكَرَينِ خَيِّرَينِ. فَوُلِدَ لَهُ أبو جَعفَرٍ وأبو عَبدِ اللّه مِن اُمِّ وَلَدٍ. وكانَ أبو عَبدِ اللّه الحُسَينُ بنُ عُبَيدِ اللّه يَقولُ : سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ يَقولُ : أنَا وُلِدتُ بِدَعوَةِ صاحِبِ الأَمرِ عليه‌السلام ، ويَفتَخِرُ بِذلِكَ. ١

١٥ / ٤

القاسِمُ بنُ العَلاءِ ٢

١٣٧٤. الإرشاد عن القاسم بن العلاء : وُلِدَ لي عِدَّةُ بَنينَ ، فَكُنتُ أكتُبُ وأسأَلُ الدُّعاءَ لَهُم فلا يُكتَبُ إلَيَّ بِشَيءٍ مِن أمرِهِم ، فَماتوا كُلُّهُم ، فَلَمّا وُلِدَ لِيَ الحُسَينُ ابني ، كَتَبتُ أسأَلُ الدُّعاءَ لَهُ فَاُجِبتُ ، فَبَقِيَ وَالحَمدُ للّه. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال النجاشي : ج ٢ ص ٨٩ الرقم ٦٨٢ ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٣٠٦.

٢. القاسم بن العلاء ، كان من أهالي آذربيجان. لقى مولانا أبا الحسن وأبا محمّد العسكريين عليهما‌السلام ، ولا تنقطع عنه توقيعات مولانا صاحب الزمان (عج). كان عنده قميص خلعه مولانا الرضا عليه‌السلام ، جليل القدر ، من مشايخ الكلينيّ رحمه‌الله وترحّم عليه. روى الشيخ عن محمّد بن أحمد الصفوانيّ بسنده الصحيح ما يدلّ على جلالة القاسم واختصاصه بالإمام عليه‌السلام وكونه مورد عنايته ، وورد فيه رواية فيها دعاء صاحب الزمان (عج) لطلب الولد له ؛ وهي : ... فكتب عليه‌السلام : اللهم ارزقه ولدا ذكرا تُقرّ به عينيه». وكان له ابن يسمّى الحسن ... فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولانا عليه‌السلام وفي آخره دعا له بالصبر (رجال الطوسي : ص ٤٣٦ الرقم ٦٢٤٣ ، رجال الطوسي (تحقيق بحر العلوم) : ص ٤٩٠ الرقم ٤ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٠٨ و ٣١١ ، دلائل الإمامة : ص ٥٢٥ ح ٤٩٦ ، معجم رجال الحديث : ج ١٥ ص ٣٧ الرقم ٩٥٤٦).

٣. الإرشاد : ج ٢ ص ٣٥٦ ، الكافي : ج ١ ص ٥١٩ ح ٩ نحوه ، إعلام الورى : ج ٢ ص ٢٦٣ ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٣٠٩ ح ٢٧.

٥٣٦

١٣٧٥. دلائل الإمامة عن القاسم بن العلاء : كَتَبتُ إلى صاحِبِ الزَّمانِ عليه‌السلام ثَلاثَةَ كُتُبٍ في حَوائِجَ لي ، وأعلَمتُهُ أنَّني رَجُلٌ قَد كَبِرَ سِنّي وأنَّهُ لا وَلَدَ لي ، فَأَجابَني عَنِ الحَوائِجِ ولَم يُجِبني فِي الوَلَدِ بِشَيءٍ.

فَكَتَبتُ إلَيهِ فِي الرّابِعَةِ كِتابا ، وسَأَلتُهُ أن يَدعُوَ اللّه لي أن يَرزُقَني وَلَدا ، فَأَجابَني وكَتَبَ بِحَوائِجي.

فَكَتَبَ : اللّهُمَّ ارزُقهُ وَلَدا ذَكَرا تُقِرُّ بِهِ عَينَيهِ ، وَاجعَل هذَا الحَملَ الَّذي لَهُ وارِثا.

فَوَرَدَ الكِتابُ وأنَا لا أعلَمُ أنَّ لي حَملاً ، فَدَخَلتُ إلى جارِيَتي فَسَأَلتُها عَن ذلِكَ ، فَأَخبَرَتني أنَّ عِلَّتَها قَدِ ارتَفَعَت ، فَوَلَدَت غُلاما. ١

١٥ / ٥

مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّه الحِميَرِيُّ ٢

١٣٧٦. الغيبة للطوسي عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحمي ـ في ذَيلِ كِتابِهِ إلَى الإِمامِ المَهدِيِّ عليه : ... وتَفَضَّل عَلَيَّ بِدُعاءٍ جامِعٍ لي ولاِءِخواني ، لِلدُّنيا وَالآخِرَةِ ، فَعَلتَ مُثابا إن شاءَ اللّه تَعالى.

التَّوقيعُ : جَمَعَ اللّه لَكَ ولاِءِخوانِكَ خَيرَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ. ٣

١٣٧٧. الاحتجاج : في كِتابٍ آخَرَ لِمُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه الحِميَرِيِّ إلى صاحِبِ الزَّمانِ عليه‌السلام ، مِن جَوابِ مَسائِلِهِ الَّتي سَأَلَ عَنها في سَنَةِ سَبعٍ وثَلاثِمِئَةٍ ... وسَأَلَهُ الدُّعاءَ لَهُ ، فَخَرَجَ الجَوابُ :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. دلائل الإمامة : ص ٥٢٥ ح ٤٩٦ ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٣٠٣.

٢. محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ ، أبو جعفر القمّي. كان ثقة وجها ، كاتب صاحب الأمر (عج). له كتب. دعا صاحب الزمان (عج) له ولإخوانه (رجال النجاشي : ج ٢ ص ٢٥٣ الرقم ٩٥٠ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٧٨ ح ٣٤٥ ، الاحتجاج : ج ٢ ص ٥٦٧ ح ٣٥٤ ، بحارالأنوار : ج ٥٣ ص ١٥٣ ح ١).

٣. الغيبة للطوسي : ص ٣٧٨ ح ٣٤٥ ، الاحتجاج : ج ٢ ص ٥٦٧ ح ٣٥٤ ، بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١٥٣ ح ١.

٥٣٧

جادَ اللّه عَلَيهِ بِما هُوَ ـ جَلَّ وتَعالى ـ أهلُهُ ؛ إيجابَنا لِحَقِّهِ ، ورِعايَتَنا لِأَبيهِ ـ رَحِمَهُ اللّه ـ وقُربَهُ مِنّا ... نَسأَلُ اللّه بِمَسأَلَتِهِ ما أمَّلَهُ مِن كُلِّ خَيرٍ عاجِلٍ وآجِلٍ ، وأن يُصلِحَ لَهُ مِن أمرِ دينِهِ ودُنياهُ ما يُحِبُّ صَلاحَهُ ، إنَّهُ وَلِيٌّ قَديرٌ. ١

١٥ / ٦

مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ العَمرِيُّ وأبوهُ ٢

١٣٧٨. كمال الدين عن عبد اللّه بن جعفر الحميري : خَرَجَ التَّوقيعُ إلَى الشَّيخِ أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ العَمرِيِّ فِي التَّعزِيَةِ بِأَبيهِ ـ رض‌الله‌عنهما ـ في فَصلٍ مِنَ الكِتابِ :

إنّا للّه وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، تَسليما لِأَمرِهِ ورِضاءً بِقَضائِهِ ، عاشَ أبوكَ سَعيدا ، وماتَ حَميدا ، فَرَحِمَهُ اللّه وألحَقَهُ بِأَولِيائِهِ ومَواليهِ عليهم‌السلام ، فَلَم يَزَل مُجتَهِدا في أمرِهِم ، ساعِيا فيما يُقَرِّبُهُ إلَى اللّه عز وجل وإلَيهِم ، نَضَّرَ اللّه وَجهَهُ ، وأقالَهُ عَثرَتَهُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الاحتجاج : ج ٢ ص ٥٧٨ ح ٣٥٦ ، بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١٦٢ ح ٣.

٢. عثمان بن سعيد العمريّ ، كان وكيلاً ، نصبه أوّلاً أبو الحسن عليّ بن محمد العسكريّ عليه‌السلام ثمّ ابنه أبو محمّد الحسن عليه‌السلام ، فتولّى القيام باُمورهما حال حياتهما ، ثمّ بعد ذلك قام بأمر صاحب الزمان (عج) وكانت التوقيعات وجواب المسائل تخرج على يده. جليل القدر ، ثقة مأمون. ورد التوقيع في شأنه : أنّه الطاهر الأمين العفيف القريب منّا وإلينا. يقال له : السمّان؛ لأنّه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر ، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمّد عليه‌السلام ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فجعله في جراب السمن وزقاقه ويحمله إلى أبي محمّد عليه‌السلام تقيةً وخوفا.

وابنه محمّد بن عثمان العمريّ أيضا وكيل في خدمة صاحب الزمان عليه‌السلام ، له منزلة جليلة عند الطائفة ، وتولّى هذا الأمر نحوا من خمسين سنة. خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمريّ ـ قدّس اللّه روحه ـ في التعزية بأبيه رض‌الله‌عنه وفيها : أجزل اللّه لك الثواب وأحسن لك العزاء ، رزئت ورزئنا. روى الكلينيّ بسندٍ صحيح عن أبي محمّد عليه‌السلام ، فقال في جواب سؤال : العمريّ وابنه ثقتان فما أدّيا إليك عنّي فعنّي يؤدّيان ، وما قالا لك فعنّي يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنَّهما الثقتان المأمونان (رجال الطوسي : ص ٤٠١ الرقم ٥٨٧٧ وص ٤٤٧ الرقم ٦٣٥١ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٥٤ و ٣٥٦ و ٣٦١ ، الاحتجاج : ج ٢ ص ٤٧٧ و ٤٨١ ، الكافي : ج ١ ص ٣٣٠ ح ١).

٥٣٨

وفي فَصلٍ آخَرَ :

أجزَلَ اللّه لَكَ الثَّوابَ وأحسَنَ لَكَ العَزاءَ ، رُزِئتَ ورُزِئنا وأوحَشَكَ فِراقُهُ وأوحَشَنا ، فَسَرَّهُ اللّه في مُنقَلَبِهِ ، وكانَ مِن كَمالِ سَعادَتِهِ أن رَزَقَهُ اللّه عز وجل وَلَدا مِثلَكَ يَخلُفُهُ مِن بَعدِهِ ، ويَقومُ مَقامَهُ بِأَمرِهِ ويَتَرَحَّمُ عَلَيهِ ، وأقولُ : الحَمدُ للّه ؛ فَإِنَّ الأَنفُسَ طَيِّبَةٌ بِمَكانِكَ وما جَعَلَهُ اللّه عز وجل فيكَ وعِندَكَ ، أعانَكَ اللّه وقَوّاكَ وعَضَدَكَ ووَفَّقَكَ ، وكانَ اللّه لَكَ وَلِيّا وحافِظا وراعِيا وكافِيا ومُعينا. ١

١٥ / ٧

الشَّيخُ المُفيدُ ٢

١٣٧٩. الاحتجاج : ذِكرُ كِتابٍ وَرَدَ مِنَ النّاحِيَةِ المُقَدَّسَةِ ـ حَرَسَهَا اللّه ورَعاها ـ في أيّامٍ بَقِيَت مِن صَفَرٍ سَنَةَ عَشرٍ وأربَعِمِئَةٍ ، عَلَى الشَّيخِ المُفيدِ أبي عَبدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ النُّعمانِ ـ قَدَّسَ اللّه روحَهُ ونَوَّرَ ضَريحَهُ ـ ذَكَرَ موصِلُهُ أنَّهُ يَحمِلُهُ مِن ناحِيَةٍ مُتَّصِلَةٍ بِالحِجازِ ، نُسخَتُهُ :

لِلأَخِ السَّديدِ ، وَالوَلِيِّ الرَّشيدِ ، الشَّيخِ المُفيدِ ...

أدامَ اللّه تَوفيقَكَ لِنُصرَةِ الحَقِّ ، وأجزَلَ مَثوبَتَكَ عَلى نُطقِكَ عَنّا بِالصِّدقِ ، إنَّهُ قَد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. كمال الدين : ص ٥١٠ ح ٤١ ، الغيبة للطوسي : ص ٣٦١ ح ٣٢٣ ، الاحتجاج : ج ٢ ص ٥٦٢ ح ٣٥٣ ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٣٤٩ ح ١.

٢. هو محمّد بن محمّد بن النّعمان المشهور بالشيخ المفيد ، يُكنّى أبا عبد اللّه ، المعروف بابن المعلّم ، مولده ١١ ذي القعدة سنة ٣٣٦ ه ، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم ، جليل ، ثقة ، فقيه الطائفة ، شيخ متكلّمي الإماميّة وفقهائها ، انتهت رئاستهم إليه في وقته ، فهو أعلم فقيه ، حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، حاله أعظم من الثناء عليه ، تَروي كافّة الشيعة عنه وتلقاه بالقبول ، إنّ صاحب الأمر ـ صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى آبائه ـ كتب إليه ثلاثة كتب في كلّ سنة كتابا ، وهذا أوفى مدح وتزكية ، وأزكى ثناء ونظرية ، له قريب من مئتي مصنّف ، مات سنة ٤١٣ ه (رجال الطوسي : ص ٤٤٩ الرقم ٦٣٧٥ ، الفهرست : ص ١٥٧ الرقم ٦٩٦ ، رجال النجاشي : ج ٢ ص ٣٢٧ الرقم ١٠٦٨ ، لؤلؤة البحرين : ص ٣٦٧).

٥٣٩

اُذِنَ لَنا في تَشريفِكَ بِالمُكاتَبَةِ ، وتَكليفِكَ فيها بِما تُؤَدّيهِ عَنّا إلى مَوالينا قِبَلَكَ ، أعَزَّهُمُ اللّه بِطاعَتِهِ ، وكَفاهُمُ المُهِمَّ بِرِعايَتِهِ لَهُم وحِراسَتِهِ. ١

١٣٨٠. الاحتجاج ـ في ذِكرِ كِتابِ الإِمامِ المَهدِيِّ عليه‌السلام : وَرَدَ عَلَيهِ كِتابٌ آخَرُ مِن قِبَلِهِ عليه‌السلام ، يَومَ الخَميسِ الثّالِثَ وَالعِشرينَ مِن ذِي الحِجَّةِ سَنَةَ اثنَتَي عَشرَةَ وأربَعِمِئَةٍ ، نُسخَتُهُ :

بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، سَلامُ اللّه عَلَيكَ أيُّهَا النّاصِرُ لِلحَقِّ ، الدّاعي إلَيهِ بِكَلِمَةِ الصِّدقِ ...

وبَعدُ : فَقَد كُنّا نَظَرنا مُناجاتَكَ عَصَمَكَ اللّه بِالسَّبَبِ الَّذي وَهَبَهُ اللّه لَكَ مِن أولِيائِهِ ، وحَرَسَكَ بِهِ مِن كَيدِ أعدائِهِ ... حَرَسَكَ اللّه بِعَينِهِ الَّتي لا تَنامُ ... أيَّدَكَ اللّه بِنَصرِهِ الَّذي أيَّدَ بِهِ السَّلَفَ مِن أولِيائِنَا الصّالِحينَ. ٢

١٥ / ٨

مُحَمَّدُ بنُ يوسُفَ ٣

١٣٨١. الكافي عن محمّد بن يوسف الشاشي : خَرَجَ بي ناصورٌ عَلى مَقعَدَتي ، فَأَرَيتُهُ الأَطِبّاءَ وأنفَقتُ عَلَيهِ مالاً ، فَقالوا : لا نَعرِفُ لَهُ دَواءً ، فَكَتَبتُ رُقعَةً أسأَلُ الدُّعاءَ ، فَوَقَّعَ عليه‌السلام إلَيَّ : ألبَسَكَ اللّه العافِيَةَ ، وجَعَلَكَ مَعَنا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ.

قالَ : فَما أتَت عَلَيَّ جُمعَةٌ حَتّى عوفيتُ وصارَ مِثلَ راحَتي ، فَدَعَوتُ طَبيبا مِن أصحابِنا وأرَيتُهُ إيّاهُ ، فَقالَ : ما عَرَفنا لِهذا دَواءً ٤.!! ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الاحتجاج : ج ٢ ص ٥٩٦ ح ٣٥٩ ، بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١٧٤ ح ٧.

٢. الاحتجاج : ج ٢ ص ٦٠٠ ح ٣٦٠ ، بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ١٧٦.

٣. هو محمّد بن يوسف الشاشيّ. ورد في توقيع من صاحب الأمر (عج) دعاه فيه ، ولم يرد فيه في كتب الرجال والحديث إلاّ هذه الرواية.

٤. زاد هنا في الإرشاد : «وما جاءَتكَ العافِيَةُ إلاّ مِن قِبَلِ اللّه بِغَيرِ احتِسابٍ».

٥. الكافي : ج ١ ص ٥١٩ ح ١١ ، الإرشاد : ج ٢ ص ٣٥٧ ، الخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٦٩٥ ح ٩ ، كشف الغمّة : ج ٣ ص ٢٤١ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ٢٩٧ ح ١٤.

٥٤٠