نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

توضيح حول تفضيل كثرة الدّعاء على كثرة قراءة القرآن والصّلاة

لوحظ أنّ الحديث الأوّل والثاني في هذا الباب يدلاّن على أنّ كثرة الدعاء في الصلاة ترجح كثرة قراءة القرآن ، وأنّ الحديث الثالث يدلّ على أنّ كثرة الدعاء تفضل كثرة الصلوات المستحبّة ، وأنّ الحديث الرابع يفيد أنّ مطلق الدعاء مقدّم على مطلق قراءة القرآن.

وفي مقابل هذه الأحاديث حديث رابع اُثِرَ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويرشد ظاهره إلى أرجحية القراءة على الدعاء ، وهذا نصّه :

أفضَلُ عِبادَةِ اُمَّتي بَعدَ قِراءَةِ القُرآنِ الدُّعاءُ ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) ألا تَرى أنَّ الدُّعاءَ هُوَ العِبادَةُ؟ ١

كما أنّ هناك طائفة اُخرى من الأحاديث تحمل دلالة مطلقة على أنّ الصلاة أفضل ما وضع فى الدين واُوصي به. إذا فكلّ فردٍ يستقي منها من الفائدة على قدر مستطاعه وعلى مدى علو همّته. ٢

ولكن يتّضح من خلال التأمّل أنّه ليس هناك من تعارض بين هذه الأحاديث ، إذ ليس المراد من الأفضلية هنا الأفضلية المطلقة ، بيد أنّ الفهم الدقيق لهذه الأفضلية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الدعوات : ص ١٩ ح ١٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.

راجع : الصلاة في الكتاب والسنّة : ص ٣٣ (خصائص الصلاة / خير موضوع). ٢

٤١

يتطلّب ملاحظة أمرين ، وهما :

١. القرآن منهاج للحياة وإرشاد إلى كلّ العبادات ومنها الدعاء. وبالإضافة إلى ذلك من الواجب قراءة شيء من القرآن في الصلاة.

٢. الأحاديث الدالّة على أفضلية الدعاء على الصلاة أو على القرآن ، صادرة عن النبي والأئمّة الذين انتهجوا منهجاً والتزموا توجّهاً اُرسيت قواعده على الاعتدال ، وأسّسوا في حياتهم العملية مكانة خاصّة لكلّ من الدعاء والقرآن والصلاة الواجبة والمستحبّة ، هذا من جهة ومن جهة اُخرى كانوا على مرتبة ذات ميزة سامقة وهي أنّهم لم يكونوا قطّ بين أمرين أحدهما حسن والآخر أحسن إلاّ اختاروا أحسنهما.

وبناءً على ذلك وفي ضوء ما تفيده قرينة شخصية قائل هذه الأحاديث ، فمن المتيقّن أنّ الروايات التي ترجّح الدعاء على قراءة القرآن لا تريد القول بأنّ من الأفضل لاتّباع القرآن أن يتخلّوا كلّياً عن قراءة هذا الكتاب السماوي ، أو أن لا يهتمّوا به اهتماماً بالغاً ، ويتمسّكوا عوضاً عنه بالدعاء لما له من فضيلة أعظم. وإنّما المراد هو أنّ أيّاً من هذه المكوّنات العبادية الثلاثة إذا اُتي بها بما يلزم من الوجوب والاستحباب ، ثم سنحت فرصة يدور فيها الأمر بين أحد هذه الثلاثة ، فالدعاء مقدّم ؛ وذلك لأنّ الدعاء ـ الذي يُعتبر روح العبادة والمحفّز على الترفّع عن خصلة الاستكبار والداعي الحثيث إلى الخضوع أمام الحقّ ـ أشدّ وطأةً على النفس من قراءة القرآن ، وفضيلته أعظم.

وبعبارة اُخرى ؛ إنَّ الحديث الأوّل والثاني والرابع في هذا الباب ، والحديث الذي هو موضع بحثنا حالياً ، توحي كلّها بشيء واحد ، وهو أنّه إذا تمّ أداء القدر المفروض من الصلاة وقراءة القرآن ، وبعد إيجاد نوع من التوازن في الاهتمام بكلّ واحد من هذه الجوانب الثلاثة ، يُقدَّم عند ذاك الدعاء على ما هو مستحبّ من قراءة

٤٢

القرآن والصلاة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع هذه الأحاديث ـ عدا الحديث الذي يحمل رقم (٥٥) غير صحيحة السند.

وقد طرح البعض ـ في محاولة للجمع والتوفيق بين الأحاديث المذكورة ، مع تأكيد نسبية تفضيل كلّ واحد من الدعاء والصلاة والقرآن على البعض الآخر ـ احتمال أن يكون مخاطبو هذه الأحاديث متفاوتين ؛ حيث كان المعصومون يلجأون إلى التوصيات وإلى مزيد من التأكيد واستخدام ما يمكن أن يُصطلح عليه بمطرقة الموازنة والتعديل بالنسبة إلى كلّ من لا يضع كلاًّ من الدعاء أو الصلاة أو القرآن في الموضع المناسب ، ولا يهتم به على قدر ما ينبغي من الاهتمام.

ومن جملة القرائن الدالّة على القول السالف ذكره هو أنّ الدعاء ـ الذي يُعتبر روح العبادة ومدعاة لانصياع المرء أمامَ الحقّ واجتناب نزعة الاستكبار ـ أكثر صعوبة ويستلزم حالاً أشدّ إقبالاً من حال قراءة القرآن والصلاة. وهذا ما جعل الاهتمام به أقلّ إلاّ عند الخواصّ من المؤمنين.

كانت قراءة القرآن والصلاة موضع اهتمام أكثر لدى عموم المسلمين ؛ وذلك انطلاقاً من توصيات رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليهم‌السلام من جهة ، وفي ضوء تأكيدات بعض الحكّام والخلفاء الذين كان دافعهم إقحام شعار «حسبنا كتاب اللّه» وتمشيتهِ ومساع اُخرى من هذا القبيل من جهة اُخرى ، ممّا أدّى إلى أن يغدو الاهتمام بالقرآن والصلاة أكثر من الاهتمام بالدعاء.

٤٣

٢ / ٤

سِلاحُ المُؤمِنِ

٥٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ سِلاحَ المُؤمِنِ الدُّعاءُ. ١

٥٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدُّعاءُ سِلاحُ المُؤمِنِ ، وعَمودُ الدّينِ ، ونورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ. ٢

٦٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدُّعاءُ سِلاحُ المُؤمِنِ ، وعَمودُ الدّينِ ، وزَينُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ. ٣

٦١. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : قاتِلُوا العَدُوَّ بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ أسرَعُ فيهِم مِنَ السِّلاحِ. ٤

٦٢. الإمام الصادق عليه‌السلام : قالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا أدُلُّكُم عَلى سِلاحٍ يُنجيكُم مِن أعدائِكُم ، ويُدِرُّ أرزاقَكُم؟ قالوا : بَلى. قالَ : تَدعونَ رَبَّكُم بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ؛ فَإِنَّ سِلاحَ المُؤمِنِ الدُّعاءُ. ٥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. ثواب الأعمال : ص ٤٥ ح ١ عن عليّ بن جعفر عن الإمام الكاظم عن الإمام الصادق عليهماالسلام ، الدعوات : ص ١٨ ح ٤ ، إرشاد القلوب : ص ١٤٨ ، جامع الأخبار : ص ٣٦٣ ح ١٠٠٨ ، مسند زيد : ص ١٥٧ عن الإمام زين العابدين عن الإمام الحسين عن الإمام عليّ عليهم‌السلام وفيهما «الدعاء سلاح المؤمن» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٨ ح ١ عن السكوني عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٣٧ ح ٩٥ عن أحمد بن عامر الطائي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٨ ح ١٩٧٩ ، فلاح السائل : ص ٧٣ ح ٧ عن السكوني عن الإمام الصادق عن الإمام الباقر عليهماالسلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٧ ح ٢٦ ؛ المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٦٩ ح ١٨١٢ عن الحسن بن الزبير الهمداني ، مسند أبي يعلى : ج ١ ص ٢٣٥ ح ٤٣٥ عن الحسن بن أبي يزيد الهمداني وكلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٢ ح ٣١١٧.

٣. الجعفريّات : ص ٢٢٢ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ، جامع الأحاديث للقمّي : ص ٧٨.

٤. جامع الأحاديث للقمّي : ص ١٠٧.

٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٨ ح ٣ عن السكوني ، فلاح السائل : ص ٧٢ ح ٥ عن السكوني عن الإمام الصادق عن أبيه عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثواب الأعمال : ص ٤٥ ح ١ عن عليّ بن جعفر عن الإمام الكاظم عن أبيه عليهم االسلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مكارم

٤٤

٦٣. الإمام عليّ عليه‌السلام : الدُّعاءُ تُرسُ المُؤمِنِ ، ومَتى تُكثِر قَرعَ البابِ يُفتَح لَكَ. ١

٦٤. عنه عليه‌السلام : نِعمَ السِّلاحُ الدُّعاءُ. ٢

٦٥. الإمام الصادق عليه‌السلام : الدُّعاءُ أنفَذُ مِنَ السِّنانِ الحَديدِ ٣. ٤

٢ / ٥

سِلاحُ الأَنبِياءِ وَالأَولِياءِ

٦٦. الإمام عليّ عليه‌السلام : الدُّعاءُ سِلاحُ الأَولِياءِ. ٥

٦٧. الكافي : عَنِ ابنِ فَضّالٍ عَن بَعضِ أصحابِنا عَنِ الرِّضا عليه‌السلام أنَّهُ كانَ يَقولُ لِأَصحابِهِ : عَلَيكُم بِسِلاحِ الأَنبِياءِ. فَقيلَ : وما سِلاحُ الأَنبِياءِ؟ قالَ : الدُّعاءُ. ٦

٦٨. الإرشاد عن حارثة بن مضرب : سَمِعتُ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه‌السلام يَقولُ : لَقَد حَضَرنا بَدرا وما فينا فارِسٌ غَيرُ المِقدادِ بنِ الأَسوَدِ ، ولَقَد رَأَيتُنا لَيلَةَ بَدرٍ وما فينا إلاّ مَن نامَ غَيرُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأخلاق : ج ٢ ص ٨ ح ١٩٨٠ ، الجعفريّات : ص ٢٢٢ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه «يحصنكم اللّه» بدل «ينجيكم» ، عدّة الداعي : ص ١٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٧ ح ٢٥؛ مسند أبي يعلى : ج ٢ ص ٣٢٩ ح ١٨٠٦ عن جابر بن عبد اللّه.

١. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٨ ح ٤ عن ابن القدّاح عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، عدّة الداعي : ص ١٢ ؛ كنز العمّال : ج ٢ ص ٦١٢ ح ٤٨٨٥ نقلاً عن الخلعي في الخلعيّات.

٢. غرر الحكم : ح ٩٩٣٨ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٤٩٤ ح ٩١١٥.

٣. الحديد : أي الحادّ النافذ. قال الجوهري : وقد حدّ السيفُ يحِدّ حِدّة : أي صار حادّا وحديدا (مرآة العقول : ج ١٢ ص ١٢).

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٧ عن عبد اللّه بن سنان وح ٦ عن أبي سعيد البجلي وليس فيه «الحديد» ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠٠٥ ، عدّة الداعي : ص ١٢ ، فلاح السائل : ص ٧٣ ح ٦ وفيه «السلاح» بدل «السنان» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٧ ح ٢٥.

٥. غرر الحكم : ح ٧٧٨ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٢٤ ح ٢١٧.

٦ ـ الكافي : ج ٢ ص ٤٦٨ ح ٥ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١١ ح ٢٠٠٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٥ ح ٢٣.

٤٥

رَسولِ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فَإِنَّهُ كانَ مُنتَصِبا في أصلِ شَجَرَةٍ يُصَلّي ويَدعو حَتَّى الصَّباحِ. ١

٦٩. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ إذا بَعَثَ بِسَرِيَّةٍ دَعا لَها. ٢

٢ / ٦

مِنَ القَدَرِ

٧٠. الإمام الباقر عليه‌السلام : قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وقيلَ لَهُ ٣ : يا رَسولَ اللّه ِ ، رُقىً يُستَشفى بِها هَل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللّه ِ؟ فَقالَ : إنَّها مِن قَدَرِ اللّه ِ. ٤

٧١. سنن الترمذي عن أبي خزامة عن أبيه : سَأَلتُ رَسولَ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ِ ، أرَأَيتَ رُقىً نَستَرقيها ودَواءً نَتَداوى بِهِ وتُقاةً نَتَّقيها ، هَل تَرُدُّ مِن قَدَرِ اللّه ِ شَيئا؟ قالَ : هِيَ مِن قَدَرِ اللّه ِ. ٥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإرشاد : ج ١ ص ٧٣ ، كشف الغمّة : ج ١ ص ١٨٥ ، بحار الأنوار : ج ١٩ ص ٢٧٩ ح ١٧.

٢. الكافي : ج ٥ ص ٢٩ ح ٧ عن السكوني ، بحار الأنوار : ج ١٩ ص ١٧٨ ح ٢٦.

٣. في بحار الأنوار : «قيل لرسول اللّه» بدل «قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل له» وهو الأنسب.

٤. قرب الإسناد : ص ٩٥ ح ٣٢٠ عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، التوحيد : ص ٣٨٢ ح ٢٩ عن عليّ بن سالم عن الإمام الصادق عليه‌السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ٥ ص ٨٧ ح ١.

٥. سنن الترمذي : ج ٤ ص ٣٩٩ ح ٢٠٦٥ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٨٦ ح ٨٧ وح ٨٨ كلاهما عن حكيم بن حزام ، المعجم الكبير : ج ٦ ص ٤٧ ح ٥٤٦٨ عن الحارث بن سعد عن أبيه ، كنز العمّال : ج ١٠ ص ١٠٤ ح ٢٨٥٢٩ نقلاً عن أبي نعيم عن حكيم بن حزام وليس فيها «وتقاة نتّقيها

٤٦

البابُ الثّالِثُ :

بركات الدّعاء

٣ / ١

نَجاحُ الحَوائِجِ

الكتاب

(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ). ١

الحديث

٧٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن نَزَلَت بِهِ فاقَةٌ فَأَنزَلَها بِالنّاسِ لَم تُسَدَّ فاقَتُهُ ، ومَن نَزَلَت بِهِ فاقَةٌ فَأَنزَلَها بِاللّه ِ فَيوشِكُ اللّه ُ لَهُ بِرِزقٍ عاجِلٍ أو آجِلٍ. ٢

٧٣. الإمام عليّ عليه‌السلام : الدُّعاءُ مَفاتيحُ النَّجاحِ ، ومَقاليدُ الفَلاحِ ، وخَيرُ الدُّعاءِ ما صَدَرَ عَن صَدرٍ نَقِيٍّ وقَلبٍ تَقِيٍّ ، وفِي المُناجاةِ سَبَبُ النَّجاةِ ، وبِالإِخلاصِ يَكونُ الخَلاصُ ،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. غافر : ٦٠.

٢. سنن الترمذي : ج ٤ ص ٥٦٣ ح ٢٣٢٦ ، سنن أبي داوود : ج ٢ ص ١٢٢ ح ١٦٤٥ ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٧٥ ح ٣٨٦٩ وص ١٤٨ ح ٤٢١٩ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٥٦٦ ح ١٤٨٢ ، السنن الكبرى : ج ٤ ص ٣٢٨ ح ٧٨٦٩ كلّها عن عبد اللّه بن مسعود نحوه ، كنز العمّال : ج ٦ ص ٥١٣ ح ١٦٧٨١

٤٧

فَإِذَا اشتَدَّ الفَزَعُ فَإِلَى اللّه ِ المَفزَعُ. ١

٧٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : عَلَيكُم بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ المُسلِمينَ لَم يُدرِكوا نَجاحَ الحَوائِجِ عِندَ رَبِّهِم بِأَفضَلَ مِنَ الدُّعاءِ وَالرَّغبَةِ إلَيهِ ، والتَّضَرُّعِ إلَى اللّه ِ وَالمَسأَلَةِ لَهُ ، فَارغَبوا فيما رَغَّبَكُمُ اللّه ُ فيهِ ، وأجيبُوا اللّه َ إلى ما دَعاكُم إلَيهِ ؛ لِتُفلِحوا وتَنجوا مِن عَذابِ اللّه ِ. ٢

٧٥. عنه عليه‌السلام : كانَ فيما وَعَظَ اللّه ُ تَبارَكَ وتَعالى بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه‌السلام أن قالَ لَهُ : يا عيسى ... إنَّكَ تَفنى وأنَا أبقى ، ومِنّي رِزقُكَ وعِندي ميقاتُ أجَلِكَ ، وإلَيَّ إيابُكَ وعَلَيَّ حِسابُكَ ، فَسَلني ولا تَسأَل غَيري ، فَيَحسُنُ مِنكَ الدُّعاءُ ومِنِّي الإِجابَةُ. ٣

٧٦. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن تَمَنّى شَيئا وهُوَ للّه ِ عزّ وجل رِضىً ، لَم يَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى يُعطاهُ. ٤

٣ / ٢

مِفتاحُ الرَّحمَةِ

الكتاب

(وَسْئلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْ ءٍ عَلِيمًا). ٥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٨ ح ٢ عن السكوني عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، عدّة الداعي : ص ١٦٤ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٥٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤١ ح ١١.

٢. الكافي : ج ٨ ص ٤ ح ١ عن إسماعيل بن جابر وإسماعيل بن مخلّد السرّاج ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٢١٢ ح ٩٣.

٣. الأمالي للصدوق : ص ٦٠٦ ـ ٦٠٨ ح ٨٤١ عن أبي بصير ، الكافي : ج ٨ ص ١٣١ ـ ١٣٣ ح ١٠٣ عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٢٩٠ ح ١٤.

٤. الخصال : ص ٤ ح ٧ ، ثواب الأعمال : ص ٢٢٠ ح ١ ، الأمالي للصدوق : ص ٦٧٤ ح ٩١٠ كلّها عن إسماعيل بن أبي زياد عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، الجعفريّات : ص ١٥٤ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلامعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه «لم يمت» بدل «لم يخرج» ، عدّة الداعي : ص ١٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦٥ ح ٩.

النساء : ٣٢. ٥

٤٨

(قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ). ١

(إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ). ٢

الحديث

٧٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدُّعاءُ مِفتاحُ الرَّحمَةِ. ٣

٧٨. الإمام عليّ عليه‌السلام : الدُّعاءُ مِفتاحُ الرَّحمَةِ ، ومِصباحُ الظُّلمَةِ. ٤

٧٩. عنه عليه‌السلام ـ مِن وَصِيَّتِهِ لاِبنِهِ الحَسَنِ عليه‌السلام ـ : اِعلَم أنَّ الَّذي بِيَدِهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرضِ قَد أذِنَ لَكَ فِي الدُّعاءِ ، وتَكَفَّلَ لَكَ بِالإِجابَةِ ، وأمَرَكَ أن تَسأَلَهُ لِيُعطِيَكَ وَتستَرحِمَهُ لِيَرحَمَكَ ، ولَم يَجعَل بَينَكَ وبَينَهُ مَن يَحجُبُكَ عَنهُ ، ولَم يُلجِئكَ إلى مَن يَشفَعُ لَكَ إلَيهِ ... وفَتَحَ لَكَ بابَ المَتابِ وبابَ الاِستِعتابِ ، فَإِذا نادَيتَهُ سَمِعَ نِداكَ ، وإذا ناجَيتَهُ عَلِمَ نَجواكَ ، فَأَفضَيتَ إلَيهِ بِحاجَتِكَ وأبثَثتَهُ ٥ ذاتَ نَفسِكَ ، وشَكَوتَ إلَيهِ هُمومَكَ وَاستَكشَفتَهُ كُروبَكَ ، وَاستَعَنتَهُ عَلى اُمورِكَ وسَأَلتَهُ مِن خَزائِنِ رَحمَتِهِ ما لا يَقدِرُ عَلى إعطائِهِ غَيرُهُ ؛ مِن زِيادَةِ الأَعمارِ ، وصِحَّةِ الأَبدانِ ، وسَعَةِ الأَرزاقِ ، ثُمَّ جَعَلَ في يَدَيكَ مَفاتيحَ خَزائِنِهِ ، بِما أذِنَ لَكَ فيهِ مِن مَسأَلَتِهِ ، فَمَتى شِئتَ استَفتَحتَ بِالدُّعاءِ أبوابَ نِعمَتِهِ ، وَاستَمطَرتَ شَآبيبَ ٦ رَحمَتِهِ. ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الفرقان : ٧٧.

٢. الطور : ٢٨.

٣. الفردوس : ج ٢ ص ٢٢٤ ح ٣٠٨٦ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٢ ح ٣١١٦.

٤. الدعوات : ص ٢٨٤ ح ٥ ، تحف العقول : ص ٨٦ وليس فيه «ومصباح الظلمة» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.

٥. يقال : أبثثت فلانا سِرّي : أي أطلعته عليه وأظهرته له (لسان العرب : ج ٢ ص ١١٤ «بثث»).

٦. الشآبيب : جمع شُؤبوب؛ وهو الدفعة من المطر وغيره (النهاية : ج ٢ ص ٤٣٦ «شأب»).

٧. نهج البلاغة : الكتاب ٣١ ، تحف العقول : ص ٧٥ نحوه ، كشف المحجّة : ص ٢٢٧ عن عمرو بن أبي المقدام عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠١ ح ٣٨ ؛ كنز العمّال : ج ١٦ ص ١٧٣ ح ٤٤٢١٥ نقلاً عن وكيع والعسكري في المواعظ.

٤٩

٨٠. عيسى عليه‌السلام ـ في مَواعِظِهِ لأَصحابِهِ ـ : بِحَقٍّ أقولُ لَكُم : إنَّ الشَّمسَ نورُ كُلِّ شَيءٍ ، وإنَّ الحِكمَةَ نورُ كُلِّ قَلبٍ ، وَالتَّقوى رَأسُ كُلِّ حِكمَةٍ ، وَالحَقَّ بابُ كُلِّ خَيرٍ ، ورَحمَةَ اللّه ِ بابُ كُلِّ حَقٍّ ، ومَفاتيحُ ذلِكَ الدُّعاءُ وَالتَّضَرُّعُ وَالعَمَلُ ، وكَيفَ يُفتَحُ بابٌ بِغَيرِ مِفتاحٍ؟! ١

٣ / ٣

السَّلامَةُ مِنَ الشَّيطانِ

٨١. الإمام عليّ عليه‌السلام : أكثِرِ الدُّعاءَ تَسلَم مِن سَورَةِ ٢ الشَّيطانِ. ٣

٨٢. الإمام الصادق عليه‌السلام : قالَ إبليسُ : خَمسَةٌ لَيسَ لي فيهِنَّ حيلَةٌ وسائِرُ النّاسِ في قَبضَتي : مَنِ اعتَصَمَ بِاللّه ِ عَن نِيَّةٍ صادِقَةٍ وَاتَّكَلَ عَلَيهِ في جَميعِ اُمورِهِ ، ومَن كَثُرَ تَسبيحُهُ في لَيلِهِ ونَهارِهِ ، ومَن رَضِيَ لأِخيهِ المُؤمِنِ بِما يَرضاهُ لِنَفسِهِ ، ومَن لَم يَجزَع عَلَى المُصيبَةِ حينَ تُصيبُهُ ، ومَن رَضِيَ بِما قَسَمَ اللّه ُ لَهُ ولَم يَهتَمَّ لِرِزقِهِ. ٤

٣ / ٤

حَياةُ القَلبِ

٨٣. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللّه َ عزّ وجل لَيُحيي قَلبَ المُؤمِنِ بِالدُّعاءِ. ٥

راجع : ميزان الحكمة : القلب / ما يحيي القلب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. تحف العقول : ص ٥١٢ ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٣١٦ ح ١٧ وفيه «النفس» بدل «الشمس».

٢. سَوْرَةُ السُّلطان : سطوته واعتداؤه (الصحاح : ج ٢ ص ٦٩٠ «سور»).

٣. مطالب السؤول : ص ٥٥؛ بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٩ ح ١٤.

٤. الخصال : ص ٢٨٥ ح ٣٧ ، مشكاة الأنوار : ص ١٥٥ ح ٣٨٦ ، روضة الواعظين : ص ٤٢٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ١٧٧ ح ٤.

٥ ـ الفردوس : ج ١ ص ١٦٨ ح ٦٢٥ عن أنس.

٥٠

٣ / ٥

اُنسٌ فِي الوَحشَةِ

٨٤. فلاح السائل عن جميل بن درّاج : دَخَلَ رَجُلٌ عَلى أبي عَبدِ اللّه ِ عليه‌السلام فَقالَ لَهُ : يا سَيِّدي ، عَلَت سِنّي وماتَ أقارِبي ، وأنَا خائِفٌ أن يُدرِكَنِيَ المَوتُ ولَيسَ لي مَن آنِسُ بِهِ وأرجِعُ إلَيهِ.

فَقالَ لَهُ : إنَّ مِن إخوانِكَ المُؤمِنينَ مَن هُوَ أقرَبُ نَسَبا أو سَبَبا ، واُنسُكَ بِهِ خَيرٌ مِن اُنسِكَ بِقَريبٍ ، ومَعَ هذا فَعَلَيكَ بِالدُّعاءِ. ١

٣ / ٦

التَّقَرُّبُ إلَى اللّه ِ

٨٥. الإمام عليّ عليه‌السلام : التَّقَرُّبُ إلَى اللّه ِ تَعالى بِمَسأَلَتِهِ ، وإلَى النّاسِ بِتَركِها. ٢

٨٦. عنه عليه‌السلام : الحُظوَةُ عِندَ الخالِقِ بِالرَّغبَةِ فيما لَدَيهِ. الحُظوَةُ عِندَ المَخلوقِ بِالرَّغبَةِ عَمّا في يَدَيهِ. ٣

٣ / ٧

رَدُّ القَضاءِ

٨٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لأِنَسِ بنِ مالِكٍ ـ : يا أنَسُ ، أكثِر مِنَ الدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ. ٤

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. فلاح السائل : ص ٣٠٣ ح ٢٠٥ ، بحار الأنوار : ج ٨٦ ص ٧ ح ٧.

٢. غرر الحكم : ح ١٨٠١ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٥٤ ح ١٣٩٤.

٣. غرر الحكم : ح ٢٠٥٥ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٦٣ ح ١٦١٩ و ١٦٢٠.

٤. الفردوس : ج ٥ ص ٣٦٤ ح ٨٤٤٨ ، تاريخ بغداد : ج ١٣ ص ٣٦ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٩ ح ٣١٦١ نقلاً

٥١

٨٨. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدُّعاءُ جُندٌ مِن أجنادِ اللّه ِ مُجَنَّدٌ ، يَرُدُّ القَضاءَ بَعدَ أن يُبرَمَ. ١

٨٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ البَلاءَ يَتَعَلَّقُ بَينَ السَّماءِ والأَرضِ مِثلَ القَناديلِ ، فَإِذا سَأَلَ العَبدُ رَبَّهُ العافِيَةَ صَرَفَ ٢ اللّهُ تَعالَى البَلاءَ عَنهُ وقَد اُبرِمَ لَهُ إبراما. ٣

٩٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَرُدُّ القَضاءَ إلاَّ الدُّعاءُ. ٤

٩١. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ الحَذَرَ لا يُنجي مِنَ القَدَرِ ، ولكِن يُنجي مِنَ القَدَرِ الدُّعاءُ ، فَتَقَدَّموا فِي الدُّعاءِ قَبلَ أن يَنزِلَ بِكُمُ البَلاءُ ، إنَّ اللّهَ يَدفَعُ بِالدُّعاءِ ما نَزَلَ مِنَ البَلاءِ وما لَم يَنزِل. ٥

٩٢. الدعاء عن عبادة بن الصامت : اُتِيَ رَسولُ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهُوَ قاعِدٌ فِي ظِلِّ الحَطي ٦ بِمَكَّةَ ، فَقيلَ : يا رَسولَ اللّه ِ ، اُتِيَ عَلى مالِ أبي فُلانٍ بِسَيفِ البَحرِ ٧ فَذَهَبَ. فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما تَلَفَ مالٌ في بَرٍّ ولا بَحرٍ إلاّ بِمَنعِ الزَّكاةِ ، فَحَرِّزوا أموالَكُم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن أبي الشيخ وح ٣١٦٢ نقلاً عن ابن عساكر والحافظ أبي محمّد عبد الصمد بن أحمد السليطي في الأحاديث السباعيّة والرافعي وفيهما «يا بنيّ» وكلّها عن أنس.

١. تاريخ دمشق : ج ٦٢ ص ٢٣٤ ح ١٢٧٩٨ عن نمير بن أوس الأشعري ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٣ ح ٣١١٩.

٢. في المصدر : «أصرف» ، والتّصويب من بحار الأنوار.

٣. الجعفريّات : ص ٢٢٠ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٠ ح ١٩٩٥ وليس فيه «وقد اُبرم له إبراما» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٥ ح ٢٣.

٤. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٧ ح ١٩٧٨ ، الدعوات : ص ٢١ ح ٢٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٤ ح ٢٣؛ سنن الترمذي : ج ٤ ص ٤٤٨ ح ٢١٣٩ عن سليمان ، مسند الشهاب : ج ٢ ص ٣٦ ح ٨٣٢ وص ٣٧ ح ٨٣٣ كلاهما عن سلمان ، حلية الأولياء : ج ٣ ص ١٨٨ عن أبي حمزة عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٦ ح ٣١٤٨.

٥. الدعوات : ص ٢٨٤ ح ٤ ، مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ١٨٢ ح ٥٦٣٠ نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب وفيه من «فتقدّموا في الدعاء ...» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.

٦. م الحطيم : هو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود وبين الباب ، وسمّي حطيما لأنّ الناس يزدحمون فيه على الدعاء ويحطم بعضهم بعضا (مجمع البحرين : ج ١ ص ٤٢٣ «حطم»).

٧. سيفُ البحر : ساحله (النهاية : ج ٢ ص ٤٣٤ «سيف»).

٥٢

بِالزَّكاةِ ، وداووا مَرضاكُم بِالصَّدَقَةِ ، وَادفَعوا عَنكُم طَوارِقَ البَلاءِ بِالدُّعاءِ ، فَإِنَّ الدُّعاءَ يَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم يَنزِل ؛ ما نَزَلَ يَكشِفُهُ وما لَم يَنزِل يَحبِسُهُ. ١

٩٣. الإمام عليّ عليه‌السلام : الدُّعاءُ يَرُدُّ القَضاءَ المُبرَمَ فَاتَّخِذوهُ عُدَّةً. ٢

٩٤. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : الدُّعاءُ يَدفَعُ البَلاءَ النّازِلَ وما لَم يَنزِل. ٣

٩٥. الكافي عن حمّاد بن عثمان : سَمِعتُهُ ٤ يَقولُ : إنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ ، يَنقُضُهُ ٥ كَما يُنقَضُ السِّلكُ وقَد اُبرِمَ إبراما. ٦

٩٦. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ وقد نَزَلَ مِنَ السَّماءِ وقَد اُبرِمَ إبراما. ٧

٩٧. الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، قا قالَ لي : ألا أدُلُّكَ عَلى شَيءٍ لَم يَستَثنِ ٨ فيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قُلتُ : بَلى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الدعاء للطبراني : ص ٣١ ح ٣٤ ، تاريخ دمشق : ج ٤٠ ص ١٦٤ ح ٨٠٨٨ ، كنز العمّال : ج ٦ ص ٥٢٥ ح ١٦٨٣٣ وراجع الفردوس : ج ٢ ص ٢٢٥ ح ٣٠٨٩.

٢. الخصال : ص ٦٢٠ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، تحف العقول : ص ١١٠ وفيه «فأعدّوه واستعملوه» بدل «فاتّخذوه عدّة» ، إرشاد القلوب : ص ١٤٩ وليس فيه «فاتّخذوه عدّة» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٨٩ ح ٥.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٥ عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن الإمام الكاظم عليه‌السلام ، عدّة الداعي : ص ١٣ وفيه «يردّ» بدل «يدفع».

٤. كذا ورد في المصدر مضمرا ، وحمّاد بن عيسى من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

٥. في المصباح : نقضتُ البناء : هدمته. ونقضت الحبل أيضا : حللت بَرْمَه. يقال : نقضت ما أبرمه : إذا أبطلته ... والسِّلك : الخيط (مرآة العقول : ج ١٢ ص ١٢).

٦. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٩ ح ١ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠٠٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٥ ح ٢٣.

٧. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٣ عن بسطام الزيّات ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢٣٧ ح ٢٥٧١ ، فلاح السائل : ص ٧٦ ح ١٢ عن عليّ بن عقبة ، الاختصاص : ص ٢٢٨ عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر والإمام زين العابدين عليهماالسلام وليس فيها «وقد نزل من السماء».

٨. لم يستثنِ : أي لم يقل : إن شاء اللّه (مرآة العقول : ج ١٢ ص ١٥).

٥٣

قالَ : الدُّعاءُ ، يَرُدُّ القَضاءَ وقد اُبرِمَ إبراما ـ وضَمَّ أصابِعَهُ ـ. ١

٩٨. دعائم الإسلام : رُوِّينا عَن جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أبيهِ عَن آبائِهِ عليهم‌السلام أنَّهُ سُئِلَ عَن قَولِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فِي الحَبَّةِ السَّوداءِ ، فَقالَ : قَد قالَ ذلِكَ. قيلَ : وما قالَ؟ قالَ : فيها شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ إلاَّ السّامَ ـ يَعنِي المَوتَ.

ثُمَّ قالَ عليه‌السلام لِلسّائِلِ : ألا أدُلُّكَ عَلى ما لَم يَستَثنِ فيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قالَ : بَلى.

قالَ : الدُّعاءُ ؛ فَإِنَّهُ يَرُدُّ القَضاءَ وقد اُبرِمَ إبراما ـ وضَمَّ أصابِعَهُ مِن كَفَّيهِ جَميعا وجَمَعَهُما جَميعا واحِدَةً إلَى الاُخرى ـ. ٢

٩٩. تفسير العيّاشي عن عمّار بن موسى عن الإمام الصادق قال سُئِلَ عَن قَولِ اللّه ِ : (يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَبِ) ٣ ، قالَ : إنَّ ذلِكَ الكِتابَ كِتابٌ يَمحُو اللّه ُ فيهِ ما يَشاءُ ويُثبِتُ ، فَمِن ذلِكَ الَّذي يَرُدُّ الدُّعاءُ القضاءَ ، وذلِكَ الدُّعاءُ مَكتوبٌ عَلَيهِ : الَّذي يُرَدُّ بِهِ القَضاءُ ، حَتّى إذا صارَ إلى اُمِّ الكِتابِ لَم يُغنِ الدُّعاءُ فيهِ شَيئا. ٤

١٠٠. الإمام الكاظم عليه‌السلام : عَلَيكُم بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ للّه ِ وَالطَّلَبَ إلَى اللّه ِ يَرُدُّ البَلاءَ وقد قُدِّرَ وقُضِيَ ولَم يَبقَ إلاّ إمضاؤُهُ ، فَإِذا دُعِيَ اللّه ُ عزّ وجل وسُئِلَ صَرفَ البَلاءِ صَرَفَهُ ٥. ٦

١٠١. الكافي عن عمر بن يزيد : سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ عليه‌السلام يَقولُ : إنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ ما قَد قُدِّرَ وما لَم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٠ ح ٦ ، عدّة الداعي : ص ١٣.

٢. دعائم الإسلام : ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٧٧ ، طبّ الأئمّة لابني بسطام : ص ٦٨ عن زرارة بن أعين عن الإمام الباقر عليه‌السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ٦٢ ص ٢٣١ ح ١١.

٣. الرعد : ٣٩.

٤. تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ٢٢٠ ح ٧٤ ، بحار الأنوار : ج ٤ ص ١٢١ ح ٦٥.

٥ في المصدر : «صرفة» ، والتصويب من وسائل الشيعة : ج ٧ ص ٣٦ ح ٨٦٤٣. وفي بعض المصادر : «... سُئل صرف البلاء صرفا».

٦. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٠ ح ٨ ، فلاح السائل : ص ٧٤ ح ٩ كلاهما عن أبي ولاّد ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠٠٧ وص ٢٣٧ ح ٢٥٧٢ ، عدّة الداعي : ص ١٣ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٨ ح ٢٨.

٥٤

يُقَدَّر.

قُلتُ : ما قَد قُدِّرَ عَرَفتُهُ ، فَما لَم يُقَدَّر؟ قالَ : حَتّى لا يَكونَ. ١

راجع : العنوان الآتي (دفع البلاء).

٣ / ٨

دَفعُ البَلاءِ

١٠٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : الدُّعاءُ يَنفَعُ مِنَ البَلاءِ ، قالَ اللّه ُ عزّ وجل : (إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ) ٢ لَمّا دَعَوا. ٣

١٠٣. الإمام عليّ عليه‌السلام : إنَّ الحَذَرَ لا يَرُدُّ القَضاءَ ، ولكِنَّ الدُّعاءَ يَرُدُّ القَضاءَ ، قالَ اللّه ُ تَعالى : (إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْىِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَهُمْ إِلَى حِينٍ). ٤

١٠٤. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اِستَقبِلُوا البَلاءَ بِالدُّعاءِ. ٥

١٠٥. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اِدفَعُوا البَلاءَ بِالدُّعاءِ. ٦

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٢ ، عدّة الداعي : ص ١٢ ، الاختصاص : ص ٢١٩ عن عمر بن يزيد عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، الفقه المنسوب للإمام الرضا عليه‌السلام : ص ٣٤٥ وفيه «الدعاء يدفع من البلاء ما قدّر» ، فلاح السائل : ص ٧٤ ح ٨ وفيه «حتّى لا يقدّر» بدل «حتّى لا يكون» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٧ ح ٢٧.

٢. يونس : ٩٨.

٣. الفردوس : ج ٢ ص ٢٢٥ ح ٣٠٩٠ ، الدرّ المنثور : ج ٤ ص ٣٩٣ نقلاً عن ابن النجّار نحوه وكلاهما عن عائشة.

٤. كنز العمّال : ج ٢ ص ٦١٢ ح ٤٨٨٤ نقلاً عن ابن أبي حاتم واللالكائي.

٥. الاختصاص : ص ٣٣٥ ، دعائم الإسلام : ج ١ ص ٢٤٠ وفيه «استدفعوا» بدل «استقبلوا» ، بحار الأنوار : ج ٩٦ ص ٢٧ ح ٥٧؛ الفردوس : ج ٢ ص ١٢٩ ح ٢٦٥٨ عن أنس ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٨٣١ ح ٤٣٣٠٥ نقلاً عن العسكري عن الحسن.

٦. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٣٨١ ح ٥٨٢٥ وج ٢ ص ٦٦ ح ١٧٣٠ ، الكافي : ج ٤ ص ٣ ح ٥ ، تهذيب

٥٥

١٠٦. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اِدفَعوا أبوابَ البَلاءِ بِالدُّعاءِ. ١

١٠٧. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اِدفَعوا أمواجَ البَلاءِ بِالدُّعاءِ. ٢

١٠٨. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أعِدّوا لِلبَلاءِ الدُّعاءَ. ٣

١٠٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : رُدّوا نائِبَةَ البَلاءِ بِالدُّعاءِ. ٤

١١٠. جامع الأخبار : قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ظَهَرَت في اُمَّتي عَشرُ خِصالٍ عاقَبَهُمُ اللّه ُ بِعَشرِ خِصالٍ. قيلَ : وما هِيَ يا رَسولَ اللّه ِ؟ قالَ : إذا قَلَّلُوا الدُّعاءَ نَزَلَ البَلاءُ .... ٥

١١١. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا قَلَّ الدُّعاءُ نَزَلَ البَلاءُ. ٦

١١٢. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يُغني حَذَرٌ مِن قَدَرٍ ، وَالدُّعاءُ يَنفَعُ مِمّا نَزَلَ ومِمّا لَم يَنزِل ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنزِلُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأحكام : ج ٤ ص ١١٢ ح ٣٣١ كلاهما عن عبد اللّه بن سنان وكلّها عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، خصائص الأئمّة عليهم‌السلام : ص ١٠٥ عن الإمام عليّ عليه‌السلام ، مُهَج الدعوات : ص ٢٦٦ عن عبد اللّه بن زيد النهشلي عن الإمام الكاظم عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٣١٨ ح ١.

١. قرب الإسناد : ص ١١٧ ح ٤١٠ عن الحسين بن علوان عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٨٨ ح ٣.

٢. نثر الدرّ : ج ١ ص ١٨٣ ، نهج البلاغة : الحكمة ١٤٦ ، الدعوات : ص ٢١ ح ٢٣ ، تحف العقول : ص ١١١ وفيه «أنواع» بدل «أمواج» وكلّها عن الإمام عليّ عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٨٩ ح ٥؛ شُعَب الإيمان : ج ٣ ص ٢٨٢ ح ٣٥٥٧ عن أبي اُمامة وفيه «استقبلوا» بدل «ادفعوا» ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٨٤٤ ح ٤٣٣٥٣.

٣. السنن الكبرى : ج ٣ ص ٥٣٦ ح ٦٥٩٣ ، المعجم الكبير : ج ١٠ ص ١٢٨ ح ١٠١٩٦ ، المعجم الأوسط : ج ٢ ص ٢٧٤ ح ١٩٦٣ ، تاريخ بغداد : ج ٦ ص ٣٣٤ وج ١٣ ص ٢١ ، حلية الأولياء : ج ٢ ص ١٠٤ كلّها عن عبد اللّه بن مسعود ، كنز العمّال : ج ٦ ص ٢٩٣ ح ١٥٧٥٩؛ الدعوات : ص ٢١ ح ٢٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.

٤. نثر الدرّ : ج ١ ص ١٦٧ ، الجعفريّات : ص ٥٣ وص ٢٢١ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ؛ شُعَب الإيمان : ج ٣ ص ٢٨٣ ح ٣٥٥٨ عن سمرة بن جندب ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٨٤٤ ح ٤٣٣٥٤.

٥. جامع الأخبار : ص ٥٠٩ ح ١٤٢٠.

٦. الدعوات : ص ٢٠ ح ١٩ ، مستدرك الوسائل : ج ٨ ص ٣٦٠ ح ٧ نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب وفيه «وفي الإنجيل : إذا قلّ الدعاء ...» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٧.

٥٦

فَيَتَلَقّاهُ الدُّعاءُ فَيَعتَلِجانِ ١ إلى يَومِ القِيامَةِ. ٢

١١٣. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ البَلاءَ لَيَتَسَبَّبُ إلَى العَبدِ ، فَيَسأَلُ رَبَّهُ العافِيَةَ ويَذكُرُهُ ، فَيُبقِي ٣ العافِيَةَ ، وَالدُّعاءُ وَالبَلاءُ يَتَوافَقانِ إلى يَومِ القِيامَةِ. ٤

١١٤. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : إنَّ الدُّعاءَ وَالبَلاءَ لَيَتَرافَقانِ ٥ إلى يَومِ القِيامَةِ ، إنَّ الدُّعاءَ لَيَرُدُّ البَلاءَ وقد اُبرِمَ إبراما ٦. ٧

١١٥. الإمام الكاظم عليه‌السلام : إنَّ الدُّعاءَ يَستَقبِلُ البَلاءَ ، فَيَتَوافَقانِ إلى يَومِ القِيامَةِ. ٨

١١٦. الإمام عليّ عليه‌السلام : اِدفَعوا أمواجَ البَلاءِ عَنكُم بِالدُّعاءِ قَبلَ وُرودِ البَلاءِ ، فَوَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ٩ لَلبَلاءُ أسرَعُ إلَى المُؤمِنِ مِنِ انحِدارِ السَّيلِ مِن أعلَى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. يعتلجان : أي يتصارعان (النهاية : ج ٣ ص ٢٨٦ «علج»).

٢. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٦٩ ح ١٨١٣ ، المعجم الأوسط : ج ٣ ص ٦٦ ح ٢٤٩٨ ، تاريخ بغداد : ج ٨ ص ٤٥٣ ، مسند الشهاب : ج ٢ ص ٤٩ ح ٨٥٩ وح ٨٦١ نحوه وكلّها عن عائشة ، كنز العمّال : ج ١ ص ١٣٣ ح ٦٢٧ ؛ تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١١٨ وفيه «الدعاء ينفع ممّا نزل وممّا لم ينزل» فقط.

٣. في المصدر : «سقى العافية ... فيتوافقان» والتصويب من مستدرك الوسائل.

٤. الجعفريّات : ص ٢٢١ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ، مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ١٧٩ ح ٥٦١٦.

٥. كذا في أكثر النسخ؛ أي هما متلازمان قرّرهما اللّه معا ليكون البلاء داعيا إلى الدعاء ، والدعاء صارفا للبلاء؛ فكأنّهما رفيقان. وفي بعض النسخ : «ليتواقفان» وهو أظهر؛ أي يتدافعان ويتخاصمان ويتقاتلان. وفي عدّة الداعي : «فيتوافقان» وهو قريب من الأوّل (مرآة العقول : ج ١٢ ص ١٤).

٦. أبرمتُ الشَّيء ، أي أحكمتُهُ. والمُبرَم : الحبل الذي جمع بين مفتولين ففتلا حبلاً واحدا (الصحاح : ج ١ ص ١٨٧٠ «برم»).

٧. الكافي : ج ٢ ص ٤٦٩ ح ٤ عن إسماعيل بن همّام عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، عدّة الداعي : ص ١٣ وفيه «ليتوافقان» بدل «ليترافقان».

٨. فلاح السائل : ص ٧٨ ح ١٤ عن الحسن ابن بنت إلياس عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٠ ح ٣٥.

٩. برأ النَّسَمة : أي خلق ذات الروح ، وكثيرا ما كان يقولها إذا اجتهد في يمينه (النهاية : ج ٥ ص ٤٩ «نسم»).

٥٧

التَّلعَةِ ١ إلى أسفَلِها ، ومِن رَكضِ البَراذينِ ٢. ٣

١١٧. عنه عليه‌السلام : إنَّ للّه ِ سُبحانَهُ سَطَواتٍ ونَقِماتٍ ، فَإِذا نَزَلَت بِكُم فَادفَعوها بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَدفَعُ البَلاءَ إلاَّ الدُّعاءُ. ٤

١١٨. عنه عليه‌السلام : مَن سَرَّهُ أن يُكشَفَ عَنهُ البَلاءُ ، فَليُكثِر مِنَ الدُّعاءِ. ٥

١١٩. عنه عليه‌السلام : ما زالَت نِعمَةٌ ولا نَضارَةُ عَيشٍ إلاّ بِذُنوبٍ اجتَرَحوا ٦ ، إنَّ اللّه َ لَيسَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ ، ولَو أنَّهُمُ استَقبَلوا ذلِكَ بِالدُّعاءِ وَالإِنابَةِ لَم تَزُل ، ولَو أنَّهُم إذا نَزَلَت بِهِمُ النِّقَمُ وزالَت عَنهُمُ النِّعَمُ فَزِعوا إلَى اللّه ِ عزّ وجل بِصِدقٍ مِن نِيّاتِهِم ، ولَم يَهِنوا ولَم يُسرِفوا ، لَأَصلَحَ اللّه ُ لَهُم كُلَّ فاسِدٍ ، ولَرَدَّ عَلَيهِم كُلَّ صالِحٍ. ٧

١٢٠. عنه عليه‌السلام : بِالدُّعاءِ تُصرَفُ البَلِيَّةُ. ٨

١٢١. عنه عليه‌السلام : بِالدُّعاءِ يُستَدفَعُ البَلاءُ. ٩

١٢٢. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ اللّه َ عزّ وجل لَيَدفَعُ بِالدُّعاءِ الأَمرَ الَّذي عَلِمَهُ أن يُدعى لَهُ فَيَستَجيبُ ،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. التَّلْعة : أرضٌ مرتفعةٌ غليظةٌ ، يتردّد فيها السيل ثمّ يدفع منها إلى تلعة أسفل منها (العين : ص ١٠٩ «تلع»).

٢. البِرذَون : الدابّة ، الجمع بَراذين (القاموس المحيط : ج ٤ ص ٢٠١ «برذن»).

٣. الخصال : ص ٦٢١ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٨٩ ح ٥.

٤. غرر الحكم : ح ٣٥١٢ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ١٤١ ح ٣١٦٠ وفيه «ونفحات ونفخات» بدل «ونقمات» و «فارفعوها» بدل «فادفعوها».

٥. إرشاد القلوب : ص ١٤٩.

٦. الاجتراح : الاكتساب (مجمع البحرين : ج ١ ص ٢٨٢ «جرح»).

٧. الخصال : ص ٦٢٤ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، تحف العقول : ص ١١٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٨٩ ح ٥.

٨. كشف الغمّة : ج ٣ ص ١٣٦ عن الإمام الجواد عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٧٩ ح ٥٦.

٩. غرر الحكم : ح ٤٢٤٠ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ١٨٧ ح ٣٨٤٣.

٥٨

ولَولا ما وُفِّقَ العَبدُ مِن ذلِكَ الدُّعاءِ لَأَصابَهُ مِنهُ ما يَجُثُّهُ ١ مِن جَديدِ الأَرضِ. ٢

١٢٣. عنه عليه‌السلام : ما رَدَّ اللّه ُ العَذابَ إلاّ عَن قَومِ يونُسَ ... فَلَمّا كانَ في ذلِكَ اليَومِ نَزَلَ العَذابُ. فَقالَ العالِمُ لَهُم : يا قَومِ افزَعوا إلَى اللّه ِ فَلَعَلَّهُ يَرحَمُكُم ويَرُدُّ العَذابَ عَنكُم.

فَقالوا : كَيفَ نَصنَعُ؟ قالَ : اِجتَمِعوا وَاخرُجوا إلَى المَفازَةِ ٣ وفَرِّقوا بَينَ النِّساءِ وَالأَولادِ ، وبَينَ الإِبِلِ وأولادِها ، وبَينَ البَقَرِ وأولادِها ، وبَينَ الغَنَمِ وأولادِها ، ثُمَّ ابكوا وَادعوا ، فَذَهَبوا وفَعَلوا ذلِكَ وضَجّوا وبَكَوا ، فَرَحِمَهُمُ اللّه ُ وصَرَفَ عَنهُمُ العَذابَ وفَرَّقَ العَذابَ عَلَى الجِبالِ. ٤

١٢٤. تفسير العيّاشي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه‌السلام لَمّا أظَلَّ قَومَ يونُسَ العَذابُ ، دَعَوُا اللّه َ فَصَرَفَهُ عَنهُم.

قُلتُ : كَيفَ ذلِكَ؟ قالَ : كانَ فِي العِلمِ أنَّهُ يَصرِفُهُ عَنهُم. ٥

١٢٥. الكافي عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه‌السلام هَل تَعرِفونَ طولَ البَلاءِ مِن قِصَرِهِ؟ قُلنا : لا. قالَ : إذا اُلهِمَ أحَدُكُمُ الدُّعاءَ عِندَ البَلاءِ فَاعلَموا أنَّ البَلاءَ قَصيرٌ. ٦

١٢٦. الإمام الكاظم عليه‌السلام : ما مِن بَلاءٍ يَنزِلُ عَلى عَبدٍ مُؤمِنٍ فَيُلهِمُهُ اللّه ُ عزّ وجل الدُّعاءَ ، إلاّ كانَ كَشفُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. في القاموس : الجثّ القطع وانتزاع الشيء من أصله. وقال الجوهري : الجديد : وجه الأرض. وحاصله : أنّه سبحانه يدفع البلاء الذي استحقّ العبد نزوله إذا علم أنّ العبد يدعو اللّه لكشفه بعد ذلك ، فلا ينزله لما سيقع منه من الدعاء فيؤثّر الدعاء قبل وقوعه في دفع البلاء (مرآة العقول : ج ١٢ ص ١٦).

٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٠ ح ٩ عن إسحاق بن عمّار.

٣. المَفازة : البَرِّيّة القفر ، سمّيت بذلك لأنّها مهلكة ، من فوَّز : إذا مات. وقيل : سمّيت تفاؤلاً من الفوز : النجاة (النهاية : ج ٣ ص ٤٧٨ «فوز»).

٤. تفسير القمّي : ج ١ ص ٣١٧ عن جميل ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٣٨٠ ح ٢.

٥. تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٥.

٦. الكافي : ج ٢ ص ٤٧١ ح ١ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩ ح ١٩٨٩ ، فلاح السائل : ص ١٠٧ ح ٤٤ نحوه ، عدّة الداعي : ص ٣٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨١ ح ٧.

٥٩

ذلِكَ البَلاءِ وَشيكا ١ ، وما مِن بَلاءٍ يَنزِلُ عَلى عَبدٍ مُؤمِنٍ فَيُمسِكُ عَنِ الدُّعاءِ إلاّ كانَ ذلِكَ البَلاءُ طَويلاً ؛ فَإذا نَزَلَ البَلاءُ فَعَلَيكُم بِالدُّعاءِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللّه ِ عزّ وجل. ٢

١٢٧. داوود عليه‌السلام : إنَّ للّه ِ سَطَواتٍ ونَقِماتٍ ، فَإِذا رَأَيتُموها فَداووا قُروحَكُم بِالدُّعاءِ ، فَإِنَّ اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : لَولا رِجالٌ خُشَّعٌ ، وصِبيانٌ رُضَّعٌ ، وبَهائِمُ رُتَّعٌ ٣ ؛ لَصَبَبتُ عَلَيكُمُ العَذابَ صَبّا. ٤

راجع : ص ٥١ (ردّ القضاء).

٣ / ٩

الشِّفاءُ مِن كُلِّ داءٍ

١٢٨. الكافي عن علاء بن كامل : قالَ لي أبو عَبدِ اللّه ِ عليه‌السلام : عَلَيكَ بِالدُّعاءِ ؛ فَإِنَّهُ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ. ٥

١٢٩. فلاح السائل عن محمّد بن مسلم : قُلتُ لأِبي جَعفَرٍ عليه‌السلام : قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى‌الله‌عليه‌وآله في هذِهِ الحَبَّةِ السَّوداءِ : «فيها شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ إلاَّ السّامَ»؟ فَقالَ : نَعَم. ثُمَّ قالَ : ألا اُخبِرُكَ بِما فيهِ شِفاءٌ مِن كُلِّ داءٍ وسامٍ؟ قُلتُ : بَلى. قالَ : الدُّعاءُ. ٦

راجع : موسوعة الأحاديث الطبيّة : واجبات المريض / الدعاء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الوشيك : السريع والقريب (النهاية : ج ٥ ص ١٨٩ «وشك»).

٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٧١ ح ٢ ، عدّة الداعي : ص ٣٤ ، فلاح السائل : ص ٧٥ ح ٩ وليس فيه «والتضرّع إلى اللّه» وكلّها عن أبي ولاّد ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٨ ح ٢٨.

٣. رُتّع : جمع راتع. رتع رتوعا : أكل ما شاء في خصب وسعة ، أو هو الأكل والشرب رغدا في الرِّيف ، أو بِشَرَهٍ (القاموس المحيط : ج ٣ ص ٢٧ «رتع»).

٤. البيان والتبيين : ج ٣ ص ١٥٣ عن الحسن.

٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٠ ح ١ وج ٦ ص ٤١٣ ح ٣ ، تهذيب الأحكام : ج ٩ ص ١١٣ ح ٤٨٩ كلاهما عن عليّ بن أسباط عن أبيه ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢ ح ٢٠٠٨ ، الدعوات : ص ١٨ ح ٣ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٢ ح ١٧.

٦. فلاح السائل : ص ٧٦ ح ١١ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٩ ح ٣٢. وانظر ح ٨٨.

٦٠