نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

فَقُلتُ : سُبحانَ اللّه يا رَسولَ اللّه! لِمَ لا تَعلَمُ لي فيهِ خَيرا؟

قالَ : لِأَنَّ أفضَلَ الدُّعاءِ ما خَرَجَ مِنَ القَلبِ بِجِدٍّ وَاجتِهادٍ ، فَذاكَ الَّذي يُسمَعُ ويُستَجابُ وإن قَلَّ. ١

٧٣٩. الإمام الصادق عليه‌السلام : قالَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ : لا يَقبَلُ اللّه عز وجل دُعاءَ قَلبٍ لاهٍ.

وكانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام يَقولُ : إذا دَعا أحَدُكُم لِلمَيِّتِ فَلا يَدعو لَهُ وقَلبُهُ لاهٍ عَنهُ ، ولكِن لِيَجتَهِد لَهُ فِي الدُّعاءِ. ٢

٧٤٠. عنه عليه‌السلام : إنَّ اللّه عز وجل لا يَستَجيبُ دُعاءً بِظَهرِ قَلبٍ ساهٍ ، فَإِذا دَعَوتَ فَأَقبِل بِقَلبِكَ ، ثُمَّ استَيقِن بِالإِجابَةِ. ٣

٧٤١. عنه عليه‌السلام : إنَّ اللّه عز وجل لا يَستَجيبُ دُعاءً بِظَهرِ قَلبٍ قاسٍ. ٤

٢ / ٦

الاِنقِطاعُ

الكتاب

(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَ ـ هٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ). ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. نوادر الاُصول : ج ٢ ص ٢٠١ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٧ ح ٣٢١١.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٣ ح ٢ عن ابن القدّاح ، عدّة الداعي : ص ١٦٧ وليس فيه من «وكان عليّ عليه‌السلام يقول : إذا دعا ...» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٤ ح ١٩.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٣ ح ١ ، عدّة الداعي : ص ١٢٦ كلاهما عن سليمان بن عمرو ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١١ ح ٢٠٠٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٥ ح ١.

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٤ ح ٤ ، عدّة الداعي : ص ١٢٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٦٤ ح ١٨.

٥. النمل : ٦٢.

٢٤١

الحديث

٧٤٢. مصباح الشريعة ـ فيما نَسبَهُ إلَى الإِمامِ الصادِقِ عليه‌السلام : سُئِلَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عَنِ اسمِ اللّه الأَعظَمِ ، قالَ :

كُلُّ اسمٍ مِن أسماءِ اللّه ، فَفَرِّغ قَلبَكَ عَن كُلِّ ما سِواهُ ، وَادعُهُ بِأَيِّ اسمٍ شِئتَ ؛ فَلَيسَ فِي الحَقيقَةِ للّه اسمٌ دونَ اسمٍ ، بَل هُوَ الواحِدُ القَهّارُ. ١

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مصباح الشريعة : ص ١٢٩ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٢ ح ٣٦.

٢٤٢

كلام حول الشّروط الأصليّة لإجابة الدّعاء

أشرنا سابقا إلى أنّ المقدّمات الأصليّة لإجابة الدعاء هي الانقطاع وتفريغ القلب من رجاء غير اللّه تعالى. وكلّما تعزّزت هذه الحال في نفس الداعي كان دعاؤه إلى الإجابة أقرب.

بكلمة اُخرى ، لإجابة الدعاء شرط واحد لا أكثر ، وهو تحقيق الداعي حقيقة الدعاء ، ولكن لا تتحقّق حقيقة الدعاء ما لم يتهيّأ للإنسان حال الانقطاع. من هنا ، عندما يضطرّ الإنسان في حاجة من حاجاته ولا يرى ملاذا له إلاّ اللّه جلّ شأنه ، فإنّ دعاءه يُستجاب إن شاء اللّه.

قال العلاّمة الطباطبائيّ ـ رضوان اللّه تعالى عليه ـ في تفسير الآية الثانية والستّين من سورة النمل : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ...) : المراد بإجابة المضطرّ إذا دعاه استجابة دعاء الداعين وقضاء حوائجهم. وإنّما أخذ وصف الاضطرار ليتحقّق بذلك من الداعي حقيقة الدعاء والمسألة ؛ إذ ما لم يقع الإنسان في مضيقة الاضطرار وكان في مندوحة من المطلوب لم يتمحّض منه الطلب وهو ظاهر. ثم قيَّده بقوله : «إِذَا دَعَاهُ» للدلالة على أنّ المدعوّ يجب أن يكون هو اللّه سبحانه وإنّما يكون ذلك عند ما ينقطع الداعي عن عامّة الأسباب الظاهرية ويتعلّق قلبه بربّه وحده. وأمّا من تعلّق قلبه بالأسباب الظاهرية فقط أو بالمجموع من ربّه ومنها فليس يدعو ربّه وإنّما يدعو غيره.

فإذا صدق في الدعاء وكان مدعوّه ربّه وحده فإنّه تعالى يجيبه ويكشف السوء

٢٤٣

الذي اضطرّه إلى المسألة ، كما قال تعالى : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ١ ، فلم يشترط للاستجابة إلاّ أن يكون هناك دعاء حقيقة وأن يكون ذلك الدعاء متعلّقا به وحده. ٢ وقال أيضا في تفسير قوله سبحانه : (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ) ٣ : الّذي يعطيه السياق أن يكون المراد بالخلافة الخلافة الأرضيّة التي جعلها اللّه للإنسان يتصرّف بها في الأرض وما فيها من الخليقة كيف يشاء كما قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً). ٤

وذلك أنّ تصرّفاته التي يتصرّف بها في الأرض وما فيها بخلافته اُمور مرتبطة بحياته متعلّقة بمعاشه ، فالسوء الذي يوقعه موقع الاضطرار ويسأل اللّه كشفه لا محالة شيء من الأشياء التي تمنعه التصرّف أو بعض التصرّف فيها وتغلق عليه باب الحياة والبقاء وما يتعلّق بذلك أو بعض أبوابها ففي كشف السوء عنه تتميم لخلافته. ويتّضح هذا المعنى مزيد اتّضاح لو حمل الدعاء والمسألة في قوله : (إِذَا دَعَاهُ) على الأعمّ من الدعاء اللساني كما هو الظاهر من قوله تعالى : (وَءَاتَـاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا) ٥ ، وقوله : (يَسْئلُهُ مَن فِى السَّمَـوَتِ وَالْأَرْضِ) ٦ ؛ إذ يكون على هذا جميع ما اُوتي الإنسانُ ورُزِقَه من التصرّفات من مصاديق كشف السوء عن المضطرّ المحتاج إثر دعائه ، فجعله خليفة يتبع إجابة دعائه وكشف السوء الذي اضطرّه عنه. ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المؤمن : ٦٠.

٢. الميزان في تفسير القرآن : ج ١٥ ص ٣٨١.

٣. النمل : ٦٢.

٤. البقرة : ٣٠.

٥. إبراهيم : ٣٤.

٦. الرحمن : ٢٩.

٧. الميزان في تفسير القرآن : ج ١٥ ص ٣٨٣.

٢٤٤

٢ / ٧

تِلكَ الخِصالُ

٧٤٣. الإمام عليّ عليه‌السلام : لِلدُّعاءِ شُروطٌ أربَعَةٌ : الأَوَّلُ : إحضارُ النِّيَّةِ ، وَالثّاني : إخلاصُ السَّريرَةِ ، وَالثّالِثُ : مَعرِفَةُ المَسؤولِ ، وَالرّابِعُ : الإِنصافُ فِي المَسأَلَةِ. ١

٧٤٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : جاءَ رَجُلٌ إلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه‌السلام فَقالَ : إنّي دَعَوتُ اللّه فَلَم أرَ الإِجابَةَ!

فَقالَ : لَقَد وَصَفتَ اللّه بِغَيرِ صِفاتِهِ ، وإنَّ لِلدُّعاءِ أربَعَ خِصالٍ : إخلاصَ السَّريرَةِ ، وإحضارَ النِّيَّةِ ، ومَعرِفَةَ الوَسيلَةِ ، وَالإِنصافَ فِي المَسأَلَةِ ؛ فَهَل دَعَوتَ وأنتَ عارِفٌ بِهذِهِ الأَربَعَةِ؟ قالَ : لا. قالَ : فَاعرِفهُنَّ. ٢

راجع : ص ٣٢١ (من تستجاب دعوته / من دعا كدعاء الغريق).

بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦١ (كلام ابن سينا في بيان إجابة الدعاء).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. إرشاد القلوب : ص ١٤٩ ، المواعظ العدديّة : ص ٢١٥.

٢. تنبيه الخواطر : ج ١ ص ٣٠٢.

٢٤٥
٢٤٦

البابُ الثّالِثُ :

موانع الإجابة

٣ / ١

المَعصِيَةُ

٧٤٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : سَيَأتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ تَخبُثُ فيهِ سَرائِرُهُم ، وتَحسُنُ فيهِ عَلانِيَتُهُم طَمَعا فِي الدُّنيا ، لا يُريدونَ بِهِ ما عِندَ رَبِّهِم ، يَكونُ دينُهُم رِياءً لا يُخالِطُهُم خَوفٌ ، يَعُمُّهُمُ اللّه بِعِقابٍ فَيَدعونَهُ دُعاءَ الغَريقِ فَلا يَستَجيبُ لَهُم. ١

٧٤٦. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يَأتي عَلى اُمَّتي زَمانٌ يَكونُ اُمَراؤُهُم عَلَى الجَورِ ، وعُلَماؤُهُم عَلَى الطَّمَعِ وقِلَّةِ الوَرَعِ ، وعُبّادُهُم عَلَى الرِّياءِ ، وتُجّارُهُم عَلى أكلِ الرِّبا وكِتمانِ العَيبِ فِي البَيعِ وَالشِّراءِ ، ونِساؤُهُم عَلى زينَةِ الدُّنيا ، فَعِندَ ذلِكَ يُسَلَّطُّ عَلَيهِم أشرارُهُم ، فَيَدعو خِيارُهُم فَلا يُستَجابُ لَهُم. ٢

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٢٩٦ ح ١٤ وج ٨ ص ٣٠٦ ح ٤٧٦ ، ثواب الأعمال : ص ٣٠١ ح ٣ وفيه «أمرهم رياء لا يخالطه» بدل «دينهم رياء لا يخالطهم» وكلّها عن السكوني عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، عدّة الداعي : ص ١٧٨ وفيه «عملهم رياء» بدل «دينهم رياء» ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٤٦ ح ٦ وج ٧٤ ص ٤٠٠ ح ٤٣.

٢. أعلام الدين : ص ٢٨٥ ، بحار الأنوار : ج ١٠٣ ص ٨٢ ح ١٠.

٢٤٧

٧٤٧. الإمام عليّ عليه‌السلام : المَعصِيَةُ تَمنَعُ الإِجابَةَ. ١

٧٤٨. عنه عليه‌السلام : لا تَستَبطِئ إجابَةَ دُعائِكَ ، وقد سَدَدتَ طَريقَهُ بِالذُّنوبِ. ٢

٧٤٩. عنه عليه‌السلام : العَجَبُ مِمَّن يَدعو ويَستَبطِئُ الإِجابَةَ ، وقد سَدَّ طَريقَها بِالمَعاصي. ٣

٧٥٠. عنه عليه‌السلام : اللّهُمَّ اغفِر لِيَ الذُّنوبَ الَّتي تَحبِسُ الدُّعاءَ. ٤

٧٥١. عنه عليه‌السلام : اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائي ، وأفرَطَ بي سوءُ حالي ، وقَصُرَت بي أعمالي ، وقَعَدَت بي أغلالي ، وحَبَسَني عَن نَفعي بُعدُ أمَلي ، وخَدَعَتنِي الدُّنيا بِغُرورِها ، ونَفسي بِجِنايَتِها ومِطالي ٥ ، يا سَيِّدي ، فَأَسأَ لُكَ بِعِزَّتِكَ أن لا يَحجُبَ عَنكَ دُعائي سوءُ عَمَلي وفِعالي. ٦

٧٥٢. عنه عليه‌السلام : أعوذُ بِكَ مِن ذَنبٍ يَمنَعُ الدُّعاءَ. ٧

٧٥٣. الإمام زين العابدين عليه‌السلام ـ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ ـ : فَإِن كانَ ذُنوبي حالَت بَينَ دُعائي وإجابَتِكَ ، فَلَم يَحُل كَرَمُكَ بَيني وبَينَ مَغفِرَتِكَ. ٨

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. غرر الحكم : ح ٧٩٢ و ٩٢٨ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٢٣ ح ١٨٨.

٢. غرر الحكم : ح ١٠٣٢٩ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٥٢٤ ح ٩٥٣٧ ، نثر الدرّ : ج ١ ص ٢٨٥ وفيه «أتستبطئ الدعاء بالإجابة ...».

٣. تذكرة الخواصّ : ص ١٣٧؛ بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٧٢ ح ٣٧.

٤. مصباح المتهجّد : ص ٨٤٤ ح ٩١٠ عن كميل ، الكافي : ج ٤ ص ٧٢ ح ٣ عن عليّ بن رئاب ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ١٠٢ ح ١٨٤٨ كلاهما عن الإمام الكاظم عليه‌السلام وفيهما «تردّ» بدل «تحبس» ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٩٦ ح ٢٥٧ عن سعد بن سعد عن الإمام الرضا عليه‌السلام وفيه «أعوذ بك من» بدل «اللّهمّ اغفر لي» ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٤٣٥ ح ٤٣.

٥. المَطْل : التسويفُ بالعِدَةِ والدَّيْنِ ، كالامتطالِ والمُماطلةِ والمِطالِ (القاموس المحيط : ج ٤ ص ٥١ «مطل»).

٦. مصباح المتهجّد : ص ٨٤٥ ح ٩١٠ ، الإقبال : ج ٣ ص ٣٣٣ كلاهما عن كميل.

٧. الدعوات : ص ٦١ ح ١٥٠ ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ٣٨٢ ح ٨.

٨. بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ١٦٩ ح ٢٢ نقلاً عن كتاب أنيس العابدين.

٢٤٨

٧٥٤. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ العَبدَ يَسأَلُ اللّه الحاجَةَ ، فَيَكونُ مِن شَأنِهِ قَضاؤُها إلى أجَلٍ قَريبٍ أو إلى وَقتٍ بَطيءٍ ، فَيُذنِبُ العَبدُ ذَنبا ، فَيَقولُ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لِلمَلَكِ : لا تَقضِ حاجَتَهُ وَاحرِمهُ إيّاها ؛ فَإِنَّهُ تَعَرَّضَ لِسَخَطي ، وَاستَوجَبَ الحِرمانَ مِنّي. ١

٧٥٥. الإمام الصادق عليه‌السلام ـ جَوابا لِمَن قالَ : إنّا نَدعُو اللّه فَلا يَ : إنَّكُم تَدعونَ مَن لا تَهابونَهُ وتَعصونَهُ ، وكَيفَ يَستَجيبُ لَكُم؟! ٢

٧٥٦. الإمام الكاظم عليه‌السلام : اللّهُمَّ اغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ يَحبِسُ رِزقي ويَحجُبُ مَسأَلَتي ، أو يَقصُرُ بي عَن بُلوغِ مَسأَلَتي ، أو يَصُدُّ بِوَجهِكَ الكَريمِ عَنّي. ٣

٧٥٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَرَّ موسى عليه‌السلام بِرَجُلٍ مِن أصحابِهِ وهُوَ ساجِدٌ ، وَانصَرَفَ مِن حاجَتِهِ وهُوَ ساجِدٌ ، فَقالَ عليه‌السلام : لَو كانَت حاجَتُكَ بِيَدي لَقَضَيتُها لَكَ.

فَأَوحَى اللّه عز وجل إلَيهِ : يا موسى ، لَو سَجَدَ حَتّى يَنقَطِعَ عُنُقُهُ ما قَبِلتُهُ ، أو يَتَحَوَّلَ عَمّا أكرَهُ إلى ما اُحِبُّ. ٤

٧٥٨. الأمالي للصدوق عن وهب بن منبّه : وَجَدتُ في بَعضِ كُتُبِ اللّه عز وجل : أنَّ يوسُفَ عليه‌السلام مَرَّ في مَوكِبِهِ عَلَى امرَأَةِ العَزيزِ وهِيَ جالِسَةٌ عَلى مَزبَلَةٍ.

فَقالَت : الحَمدُ للّه الَّذي جَعَلَ المُلوكَ بِمَعصِيَتِهِم عَبيدا ، وجَعَلَ العَبيدَ بِطاعَتِهِم مُلوكا ، أصابَتنا فاقَةٌ فَتَصَدَّق عَلَينا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٢٧١ ح ١٤ ، فلاح السائل : ص ٩٥ ح ٣٣ كلاهما عن محمّد بن مسلم ، عدّة الداعي : ص ١٩٨ ، الاختصاص : ص ٣١ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧٧ ح ١٩.

٢. إرشاد القلوب : ص ١٥٢.

٣. مصباح المتهجّد : ص ٥٠٢ ح ٥٨٣ ، البلد الأمين : ص ٨٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٠ ص ١٣٥ ح ٣.

٤. عدّة الداعي : ص ١٦٤ ، الكافي : ج ٨ ص ١٢٩ ح ٩٨ عن حفص بن غياث عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٣٨ عن الإمام عليّ عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤١ ح ١١.

٢٤٩

فَقالَ يوسُفُ عليه‌السلام : غُموطُ ١ النِّعَمِ سُقمُ دَوامِها ، فَراجِعي ما يُمَحِّصُ عَنكِ دَنَسَ الخَطيئَةِ ؛ فَإِنَّ مَحَلَّ الاِستِجابَةِ قُدسُ القُلوبِ وطَهارَةُ الأَعمالِ. ٢

٧٥٩. إرشاد القلوب : قالَ تَعالى : إنَّ العَبدَ يَدعوني لِلحاجَةِ فَآمُرُ بِقَضائِها فَيُذنِبُ ، فَأَقولُ لِلمَلَكِ : إنَّ عَبدي قَد تَعَرَّضَ لِسَخَطي بِالمَعصِيَةِ فَاستَحَقَّ الحِرمانَ ، وإنَّهُ لا يُنالُ ما عِندي إلاّ بِطاعَتي. ٣

٣ / ٢

الظُّلمُ ومَعونَةُ الظّالِمِ

٧٦٠. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : حَتمٌ عَلَى اللّه أن لا يَستَجيبَ دَعوَةَ مَظلومٍ ولِأَحَدٍ قِبَلَهُ مِثلُ مَظلِمَتِهِ. ٤

٧٦١. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تَظلِموا فَتَدعوا فَلا يُستَجابَ لَكُم ، وتَستَسقوا فَلا تُسقَوا ، وتَستَنصِروا فَلا تُنصَروا. ٥

٧٦٢. الإمام عليّ عليه‌السلام : إنَّ اللّه عز وجل أوحى إلى عيسَى بنِ مَريَمَ عليه‌السلام : قُل لِلمَلَأِ مِن بَني إسرائيلَ : لا يَدخُلوا بَيتا مِن بُيوتي إلاّ بِقُلوبٍ طاهِرَةٍ ، وأبصارٍ خاشِعَةٍ ، وأكُفٍّ نَقِيَّةٍ ، وقُل لَهُم : اِعلَموا أنّي غَيرُ مُستَجيبٍ لِأَحَدٍ مِنكُم دَعوَةً ولِأَحَدٍ مِن خَلقي قِبَلَهُ مَظلِمَةٌ. ٦

٧٦٣. عنه عليه‌السلام ـ في كِتابِهِ إلى اُمَراءِ الأَجنادِ ـ : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي أبرَأُ إلَيكُم وإلى أهلِ الذِّمَّةِ مِن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الغمْطُ : كفران النّعمة وسَتْرها ، والغمْطُ : الاستهانة والاستحقار (النهاية : ج ٣ ص ٣٨٧ ـ ٣٨٨ «غمط»).

٢. الأمالي للصدوق : ص ٥٢ ح ٧ ، بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢٥٤ ح ١٨.

٣. إرشاد القلوب : ص ١٤٩.

٤. كنز العمّال : ج ٣ ص ٥٠٣ ح ٧٦٢٦ نقلاً عن ابن عدي في الكامل عن ابن عبّاس.

٥. مجمع الزوائد : ج ٥ ص ٤٢٣ ح ٩١٩١ نقلاً عن الطبراني في المعجم الأوسط عن ابن مسعود.

٦. الخصال : ص ٣٣٧ ح ٤٠ ، فلاح السائل : ص ٩٣ ح ٢٨ ، إرشاد القلوب : ص ٢٠ كلّها عن نوف ، عدّة الداعي : ص ١٣٠ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٩ ح ٢٧؛ حلية الأولياء : ج ١ ص ٧٩ عن نوف البكالي نحوه.

٢٥٠

مَعَرَّةِ ١ الجَيشِ ... فَاعزِلُوا النّاسَ عَنِ الظُّلمِ وَالعُدوانِ ، وخُذوا عَلى أيدي سُفَهائِكُم ، وَاحتَرِسوا أن تَعمَلوا أعمالاً لا يَرضَى اللّه بِها عَنّا ، فَيَرُدَّ عَلَينا وعَلَيكُم دُعاءَنا ؛ فَإِنَّ اللّه تَعالى يَقولُ : (قُلْ مَا يَعْبَؤُاْ بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ ...) ٢ فَإِنَّ اللّه إذا مَقَتَ قَوما مِنَ السَّماءِ هَلَكوا فِي الأَرضِ ، فَلا تَألوا ٣ أنفُسَكُم خَيرا. ٤

٧٦٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : كانَ فيما وَعَظَ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه‌السلام أن قالَ لَهُ : يا عيسى ... قُل لِظَلَمَةِ بَني إسرائيلَ : لا تَدعوني وَالسُّحتُ تَحتَ أحضانِكُم ، وَالأَصنامُ في بُيوتِكُم ؛ فَإِنّي وَأَيتُ ٥ أن اُجيبَ مَن دَعاني ، وأن أجعَلَ إجابَتي إيّاهُم لَعنا عَلَيهِم حَتّى يَتَفَرَّقوا. ٦

٧٦٥. عنه عليه‌السلام : إنَّ اللّه عز وجل يَقولُ : وعِزَّتي وجَلالي لا اُجيبُ دَعوَةَ مَظلومٍ دَعاني في مَظلِمَةٍ ظُلِمَها ، ولِأَحَدٍ عِندَهُ مِثلُ تِلكَ المَظلِمَةِ. ٧

٧٦٦. عنه عليه‌السلام : مَن عَذَرَ ظالِما بِظُلمِهِ ، سَلَّطَ اللّه عَلَيهِ مَن يَظلِمُهُ ؛ فَإِن دَعا لَم يَستَجِب لَهُ ولَم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. معرّة الجيش : هو أن ينزلوا بقوم فيأكلوا من زروعهم بغير علم. وقيل : هو قتال الجيش دون إذن الأمير. والمعرّة : الأمر القبيح المكروه والأذى (النهاية : ج ٣ ص ٢٠٥ «عرر»).

٢. الفرقان : ٧٦.

٣. من ألوت : إذا قصّرت. يقال : ألي الرجل : إذا قصّر وترك الجهد (النهاية : ج ١ ص ٦٣ «ألى»).

٤. وقعة صفّين : ص ١٢٥ ، بحار الأنوار : ج ٧٥ ص ٣٥٥ ح ٧٠ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ٣ ص ١٩٤.

٥. الوأْي : الوعد الذي يوثِّقهُ الرَّجُلُ على نفسه ، ويعزم على الوفاء به (النهاية : ج ٥ ص ١٤٤ «وأى»).

٦. الأمالي للصدوق : ص ٦٠٨ ح ٨٤١ عن أبي بصير ، الكافي : ج ٨ ص ١٣٣ ح ١٠٣ عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم‌السلاموفيه «آليت» بدل “وأيت» ، عدّة الداعي : ص ١٢٩ وفيه «أقدامكم» بدل «أحضانكم» ، تحف العقول : ص ٤٩٧ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧٣ ح ١٦.

٧. ثواب الأعمال : ص ٣٢١ ح ٣ ، فلاح السائل : ص ٩٥ ح ٣٢ وليس فيه «دعاني» وكلاهما عن عليّ بن سالم ، الدعوات : ص ٢٥ ح ٣٩ وفيه «ولأحد من خلقي عنده مظلمة مثلها» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٠ ح ٣٠ ، وراجع كنز العمّال : ج ٣ ص ٥٠٣ ح ٧٦٢٦.

٢٥١

يَأجُرهُ اللّه عَلى ظُلامَتِهِ. ١

٧٦٧. عنه عليه‌السلام : إذا ظُلِمَ الرَّجُلُ فَظَلَّ يَدعو عَلى صاحِبِهِ ، قالَ اللّه جَلَّ جَلالُهُ : إنَّ هاهُنا آخَرَ يَدعو عَلَيكَ يَزعُمُ أنَّكَ ظَلَمتَهُ ، فَإِن شِئتَ أجَبتُكَ وأجَبتُ عَلَيكَ ، وإن شِئتَ أخَّرتُكُما فَيوسِعُكُما عَفوي. ٢

٧٦٨. عدّة الداعي : فيما أوحَى اللّه تَعالى إلى داوُودَ عليه‌السلام : مَنِ انقَطَعَ إلَيَّ كَفَيتُهُ ، ومَن سَأَلَني أعطَيتُهُ ، ومَن دَعاني أجَبتُهُ ، وإنَّما اُؤَخِّرُ دَعوَتَهُ وهِيَ مُعَلَّقَةٌ وقد استَجَبتُها لَهُ حَتّى يَتِمَّ قَضائي ، فَإِذا تَمَّ قَضائي أنفَذتُ ما سَأَلَ.

قُل لِلمَظلومِ : إنَّما اُؤَخِّرُ دَعوَتَكَ وقد استَجَبتُها لَكَ عَلى مَن ظَلَمَكَ ، حَتّى يَتِمَّ قَضائي لَكَ عَلى مَن ظَلَمَكَ ؛ لِضُروبٍ كَثيرَةٍ غابَت عَنكَ وأنَا أحكَمُ الحاكِمينَ :

إمّا أن تَكونَ قَد ظَلَمتَ رَجُلاً فَدَعا عَلَيكَ فَتَكونَ هذِهِ بِهذِهِ لا لَكَ ولا عَلَيكَ ، وإمّا أن تَكونَ لَكَ دَرَجَةٌ فِي الجَنَّةِ لا تَبلُغُها عِندي إلاّ بِظُلمِهِ لَكَ ؛ لِأَنّي أختَبِرُ عِبادي في أموالِهِم وأنفُسِهِم. ٣

٧٦٩. إحياء علوم الدين عن سفيان الثوري : بَلَغَني أنَّ بَني إسرائيلَ قُحِطوا سَبعَ سِنينَ ... فَأَوحَى اللّه عز وجل إلى أنبِيائِهِم : لَو مَشَيتُم إلَيَّ بِأَقدامِكُم حَتّى تَحفى رُكَبُكُم ، وتَبلُغَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٣٣٤ ح ١٨ ، ثواب الأعمال : ص ٣٢٣ ح ١٤ ، فلاح السائل : ص ٩٣ ح ٢٩ كلّها عن عبد اللّه ابن سنان ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٩ ح ٢٦.

٢. الأمالي للصدوق : ص ٣٩٦ ح ٥٠٩ عن الحسن بن راشد ، روضة الواعظين : ص ٥١١ ، الدعوات : ص ٢٥ ح ٣٨ نحوه وفيه «وفي التوراة : يقول اللّه عز وجل للعبد» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٤ ح ٣؛ كنز العمّال : ج ٣ ص ٣٧٦ ح ٧٠١٧ نقلاً عن الحاكم في تاريخه عن أنس.

٣. عدّة الداعي : ص ٣١ ، إرشاد القلوب : ص ١٥٣ وفيه «لذنوب كثيرة غابت عنك وأنا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين» بدل «لضروب كثيرة ...» وليس فيه «حتّى يتمّ قضائي لك على من ظلمك» ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٤٢ ح ٣٤.

٢٥٢

أيديكُم أعنانَ السَّماءِ ، وتَكِلَّ ألسِنَتُكُم عَنِ الدُّعاءِ ، فَإِنّي لا اُجيبُ لَكُم داعِيا ولا أرحَمُ مِنكُم باكِيا ، حَتّى تَرُدُّوا المَظالِمَ إلى أهلِها ، فَفَعَلوا فَمُطِروا مِن يَومِهِم. ١

٧٧٠. إحياء علوم الدين عن مالك بن دينار : أصابَ النّاسَ في بَني إسرائيلَ قَحطٌ فَخَرَجوا مِرارا ، فَأَوحَى اللّه عز وجل إلى نَبِيِّهِم أن : أخبِرهُم أنَّكُم تَخرُجونَ إلَيَّ بِأَبدانٍ نَجِسَةٍ ، وتَرفَعونَ إلَيَّ أكُفّا قَد سَفَكتُم بِهَا الدِّماءَ ، ومَلَأتُم بُطونَكُم مِنَ الحَرامِ ، الآنَ قَدِ اشتَدَّ غَضَبي عَلَيكُم ، ولَن تَزدادوا مِنّي إلاّ بُعدا. ٢

٣ / ٣

عُقوقُ الوالِدَينِ

٧٧١. الإمام الصادق عليه‌السلام : الذُّنوبُ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ البَغيُ ، ... وَالَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ وتُظلِ ٣ الهَواءَ عُقوقُ الوالِدَينِ. ٤

٣ / ٤

قَطيعَةُ الرَّحِمِ

٧٧٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : قَطيعَةُ الرَّحِمِ تَحجُبُ الدُّعاءَ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. إحياء علوم الدين : ج ١ ص ٤٦١ ؛ المحجّة البيضاء : ج ٢ ص ٢٩٨.

٢. إحياء علوم الدين : ج ١ ص ٤٦٢ ؛ المحجّة البيضاء : ج ٢ ص ٢٩٨.

٣. م إظلام الهواء إمّا كناية عن التحيّر في الاُمور ، أو شدّة البليّة ، أو ظهور آثار غضب اللّه في الجوّ (مرآة العقول : ج ١١ ص ٣٤١).

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٤٧ ح ١ ، علل الشرائع : ص ٥٨٤ ح ٢٧ ، معاني الأخبار : ص ٢٧٠ ح ١ كلّها عن مجاهد عن أبيه ، الاختصاص : ص ٢٣٨ عن عبد اللّه بن سنان وفيه «تحبس» بدل «تردّ» ، بحار الأنوار : ج ٨٧ ص ٢٥٣.

٥. نزهة الناظر : ص ٣٧ ح ١١٥.

٢٥٣

٣ / ٥

الزِّنا

٧٧٣. الإمام الباقر عليه‌السلام : أوحَى اللّه إلى موسَى بنِ عِمرانَ : لا تَزنِ فَأَحجُبَ عَنكَ نورَ وَجهي ، وتُغلَقَ أبوابُ السَّماواتِ دونَ دُعائِكَ. ١

٣ / ٦

شُربُ الخَمرِ

٧٧٤. المعجم الكبير عن القاسم أبي عبدالرحمن : سَمِعتُ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ فِي الخَمرِ : مَن وَضَعَها عَلى كَفِّهِ لَم تُقبَل لَهُ دَعوَةٌ ، ومَن أدمَنَ عَلى شُربِها سُقِيَ مِنَ الخَبالِ ٢. ٣

راجع : ص ٢٥٦ ح ٧٨١.

٣ / ٧

تَركُ الأَمرِ بِالمَعروفِ وَالنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ

٧٧٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ اللّه عز وجل يَقولُ : مُروا بِالمَعروفِ ، وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ مِن قَبلِ أن تَدعوني فَلا اُجيبَكُم ، وتَسأَلوني فَلا اُعطِيَكُم ، وتَستَنصِروني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المحاسن : ج ١ ص ١٩٤ ح ٣٣١ عن أبي حمزة ، بحار الأنوار : ج ٧٩ ص ٢٧ ح ٣٣؛ شُعَب الإيمان : ج ٤ ص ٢٢٢ ح ٤٨٥٨ عن أبي حرزة نحوه.

٢. الخَبالُ عُصارةُ أهل النّار ، والخَبالُ في الأصل الفساد ويكون في الأفعال والأبدانِ والعُقولِ (النهاية : ج ٢ ص ٨ «خبل»).

٣. المعجم الكبير : ج ١٩ ص ٣٧٤ ح ٨٧٩ ، كنز العمّال : ج ٥ ص ٣٥٠ ح ١٣١٨٨ ، وراجع روضة الواعظين : ص ٥٠٩.

٢٥٤

فَلا أنصُرَكُم. ١

٧٧٦. الإمام الباقر عليه‌السلام : وَجَدنا في كِتابِ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ... إذا لَم يَأمُروا بِالمَعروفِ ، ولَم يَنهَوا عَنِ المُنكَرِ ، ولَم يَتَّبِعُوا الأَخيارَ مِن أهلِ بَيتي ، سَلَّطَ اللّه عَلَيهِم شِرارَهُم ، فَيَدعو خِيارُهُم فَلا يُستَجابُ لَهُم. ٢

٧٧٧. الإمام عليّ عليه‌السلام : لا تَترُكُوا الأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ ، فَيُوَلِّيَ اللّه أمرَكُم شِرارَكُم ، ثُمَّ تَدعونَ فَلا يُستَجابُ لَكُم عَلَيهِم. ٣

٣ / ٨

التَّهاوُنُ بِالصَّلاةِ

٧٧٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لِفاطِمَةَ عليها‌السلام ـ : يا فاطِمَةُ ، مَن تَهاوَنَ بِصَلاتِهِ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ ابتَلاهُ اللّه بِخَمسَ عَشرَةَ خَصلَةً : سِتٌّ مِنها فِي دارِ الدُّنيا ... فَأَمَّا اللَّواتي تُصيبُهُ في دارِ الدُّنيا ... ولا يَرتَفِعُ دُعاؤُهُ إلَى السَّماءِ ، وَالسّادِسَةُ لَيسَ لَهُ حَظٌّ في دُعاءِ الصّالِحينَ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مسند ابن حنبل : ج ٩ ص ٥٠٤ ح ٢٥٣١٠ ، السنن الكبرى : ج ١٠ ص ١٦٠ ح ٢٠٢٠٠ ، كنز العمّال : ج ٣ ص ٧٣ ح ٥٥٥٤ نقلاً عن الديلمي وكلّها عن عائشة ، وراجع حلية الأولياء : ج ٨ ص ٢٨٧ ومسند أبي يعلى : ج ٤ ص ٤٤٠ ح ٤٨٩٣.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٣٧٤ ح ٢ ، ثواب الأعمال : ص ٣٠١ ح ١ ، علل الشرائع : ص ٥٨٤ ح ٢٦ وفيهما «وجدنا في كتاب أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ...» وكلّها عن أبي حمزة ، تحف العقول : ص ٥١ ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ٣٢٨ ح ١١.

٣. الكافي : ج ٧ ص ٥٢ ح ٧ عن عبدالرحمن بن الحجّاج عن الإمام الكاظم عليه‌السلام وج ٥ ص ٥٦ ح ٣ عن محمّد ابن عمر بن عرفة عن أبي الحسن عليه‌السلام ، تهذيب الأحكام : ج ٩ ص ١٧٨ ح ٧١٤ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ١٩١ ح ٥٤٣٣ كلاهما عن سُليم بن قيس ، نهج البلاغة : الكتاب ٤٧ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٧٧ ح ٣٠؛ البداية والنهاية : ج ٧ ص ٣٢٨ نحوه.

٤. فلاح السائل : ص ٦١ ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ٢١ ح ٣٩.

٢٥٥

٣ / ٩

النَّميمَةُ

٧٧٩. بحار الأنوار : رُوِيَ أنَّ موسَى عليه‌السلام استَسقى لِبَني إسرائيلَ حينَ أصابَهُم قَحطٌ. فَأَوحَى اللّه تَعالى إلَيهِ : إنّي لا أستَجيبُ لَكَ ولا لِمَن مَعَكَ وفيكُم نَمّامٌ قَد أصَرَّ عَلَى النَّميمَةِ. ١

٣ / ١٠

الغِناءُ

٧٨٠. الإمام الصادق عليه‌السلام : بَيتُ الغِناءِ لا تُؤمَنُ فيهِ الفَجيعَةُ ، ولا تُجابُ فيهِ الدَّعوَةُ ، ولا يَدخُلُهُ المَلَكُ. ٢

٧٨١. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تَدخُلُ المَلائِكَةُ بَيتا فيهِ خَمرٌ أو دُفٌّ أو طُنبورٌ أو نَردٌ ٣ ، ولا يُستَجابُ دُعاؤُهُم ويَرفَعُ اللّه عَنهُمُ البَرَكَةَ. ٤

٣ / ١١

عَدَمُ الوَفاءِ بِعَهدِ اللّه

الكتاب

(يَـبَنِى إِسْرَ ءِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِىَ الَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّـىَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. بحار الأنوار : ج ٧٥ ص ٢٦٨ ح ١٩.

٢. الكافي : ج ٦ ص ٤٣٣ ح ١٥ عن زيد الشحّام ، دعائم الإسلام : ج ٢ ص ٢٠٨ ح ٧٦٢ وفيه «الملائكة» بدل «الملك».

٣. الدُّفّ : آلة طرب يُنقَر عليها. والطُّنبور : آلة من آلات اللعب واللهو والطرب ذات عنق وأوتار. والنرد : لعبة ذات صندوق وحجارة وفصّين ، تعتمد على الحظّ وتُنقَل فيها الحجارة على حسب ما يأتي به الفَصّ (الزَّهَر) وتُعرف عند العامّة بالطاولة. (المعجم الوسيط : ص ٢٨٩ وص ٥٦٧ وص ٩١٢).

٤. إرشاد القلوب : ص ١٧٤ ، عوالي اللآلي : ج ١ ص ٢٦١ ح ٤٤ ، وسائل الشيعة : ج ١٧ ص ٣١٥ ح ١٣ نقلاً عن تنبيه الخواطر.

٢٥٦

فَارْهَبُونِ). ١

الحديث

٧٨٢. تفسير القمّي عن جميل عن الإمام الصادق عليه‌السلام قالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلتُ فِداكَ ، إنَّ اللّه يَقولُ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وإنّا نَدعو فَلا يُستَجابُ لَنا!

قالَ : لِأَنَّكُم لا تَفونَ اللّه بِعَهدِهِ ، وإنَّ اللّه يَقولُ : (أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) ، وَاللّه لَو وَفَيتُم للّه لَوَفَى اللّه لَكُم. ٢

٧٨٣. الاختصاص عن هشام بن سالم : قُلتُ لِلصّادِقِ عليه‌السلام : يَابنَ رَسولِ اللّه ، ما بالُ المُؤمِنِ إذا دَعا رُبَّمَا استُجيبَ لَهُ ورُبَّما لَم يُستَجَب لَهُ ، وقد قالَ اللّه عز وجل : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ)؟!

فَقالَ عليه‌السلام : إنَّ العَبدَ إذا دَعَا اللّه ـ تَبَارَكَ وتَعالى ـ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وقَلبٍ مُخلِصٍ ، استُجيبَ لَهُ بَعدَ وَفائِهِ بِعَهدِ اللّه عز وجل ، وإذا دَعَا اللّه عز وجل لِغَيرِ نِيَّةٍ وإخلاصٍ ، لَم يُستَجَب لَهُ ؛ ألَيسَ اللّه تَعالى يَقولُ : (أَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ)؟ فَمَن وَفى اُوفِيَ لَهُ. ٣

٣ / ١٢

الاِعتِصامُ بِغَيرِ اللّه

٧٨٤. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يَقولُ اللّه عز وجل : ما مِن مَخلوقٍ يَعتَصِمُ بِمَخلوقٍ ٤ دوني ، إلاّ قَطَّعتُ أسبابَ السَّماواتِ وأسبابَ الأَرضِ مِن دونِهِ ؛ فَإِن سَأَلَني لَم اُعطِهِ ، وإن دَعاني لَم اُجِبهُ. وما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. البقرة : ٤٠.

٢. تفسير القمّي : ج ١ ص ٤٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦٨ ح ٣.

٣. الاختصاص : ص ٢٤٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧٩ ح ٢٣.

٤. ما بين المعقوفين سقط من المصدر وأثبتناه من بحار الأنوار والمصادر الاُخرى.

٢٥٧

مِن مَخلوقٍ يَعتَصِمُ بي دونَ خَلقي إلاّ ضَمَّنتُ السَّماواتِ وَالأَرضَ رِزقَهُ ؛ فَإِن دَعاني أجَبتُهُ ، وإن سَأَلَني أعطَيتُهُ ، وإنِ استَغفَرَني غَفَرتُ لَهُ. ١

٧٨٥. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أرادَ صاحِبُكُم أن لا يَسأَلَ رَبَّهُ إلاّ أعطاهُ ، فَليَيأَس مِنَ النّاسِ كُلِّهِم ، ولا يَكونَنَّ لَهُ رَجاءٌ عِندَ غَيرِ اللّه ؛ فَإِذا عَلِمَ اللّه ذلِكَ مِن قَلبِهِ لَم يَسأَلهُ شَيئا إلاّ أعطاهُ. ٢

٧٨٦. الكافي عن الحسين بن علوان : كُنّا في مَجلِسٍ نَطلُبُ فيهِ العِلمَ ، وقد نَفِدَت نَفَقَتي في بَعضِ الأَسفارِ ، فَقالَ لي بَعضُ أصحابِنا : مَن تُؤَمِّلُ لِما قَد نَزَلَ بِكَ؟ فَقُلتُ : فُلانا.

فَقالَ : إذا وَاللّه لا تُسعَفُ حاجَتُكَ ، ولا يَبلُغُكَ أمَلُكَ ، ولا تُنجِحُ طَلِبَتُكَ. قُلتُ : وما عِلمُكَ رَحِمَكَ اللّه؟

قالَ : إنَّ أبا عَبدِ اللّه عليه‌السلام حَدَّثَني أنَّهُ قَرَأَ في بَعضِ الكُتُبِ : أنَّ اللّه تَبارَكَ وتَعالى يَقولُ : وعِزَّتي وجَلالي ومَجدي وَارتِفاعي عَلى عَرشي ، لاَُقَطِّعَنَّ أمَلَ كُلِّ مُؤَمِّلٍ مِنَ النّاسِ غَيري بِاليَأسِ ، ولَأَكسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ عِندَ النّاسِ ، ولاَُنَحِّيَنَّهُ مِن قُربي ، ولاَُبَعِّدَنَّهُ مِن فَضلي ، أيُؤَمِّلُ غَيري فِي الشَّدائِدِ ، وَالشَّدائِدُ بِيَدي؟! ويَرجو غَيري ويَقرَعُ بِالفِكرِ بابَ غَيري وبِيَدي مَفاتيحُ الأَبوابِ وهِيَ مُغلَقَةٌ ، وبابي مَفتوحٌ لِمَن دَعاني؟! فَمَن ذَا الَّذي أمَّلَني لِنَوائِبِهِ فَقَطَعتُهُ دونَها؟!

ومَن ذَا الَّذي رَجاني لِعَظيمَةٍ فَقَطَعتُ رَجاءَهُ مِنّي؟! جَعَلتُ آمالَ عِبادي عِندي مَحفوظَةً ، فَلَم يَرضَوا بِحِفظي ، ومَلَأتُ سَماواتي مِمَّن لا يَمَلُّ مِن تَسبيحي ، وأمَرتُهُم أن لا يُغلِقُوا الأَبوابَ بَيني وبَينَ عِبادي ، فَلَم يَثِقوا بِقَولي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأمالي للطوسي : ص ٥٨٥ ح ١٢١٠ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ٧٤ كلاهما عن إسحاق بن جعفر عن أخيه الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ، صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : ص ٨٢ ح ٥ ، عدّة الداعي : ص ١٢٤ ، مشكاة الأنوار : ص ٥١ ح ٤٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٤ ح ٣٩؛ كنز العمّال : ج ٣ ص ٧٠٣ ح ٨٥١٢ نقلاً عن العسكري عن الإمام عليّ عليه‌السلام نحوه ، وراجع الفردوس : ج ١ ص ١٤٠ ح ٤٩٦.

٢. تيسير المطالب : ص ٢٣٥ عن الإمام عليّ عليه‌السلام.

٢٥٨

ألَم يَعلَم أنَّ مَن طَرَقَتهُ نائِبَةٌ مِن نَوائِبي ، أنَّهُ لا يَملِكُ كَشفَها أحَدٌ غَيري إلاّ مِن بَعدِ إذني؟! فَما لي أراهُ لاهِيا عَنّي؟! أعطَيتُهُ بِجودي ما لَم يَسأَلني ، ثُمَّ انتَزَعتُهُ عَنهُ فَلَم يَسأَلني رَدَّهُ ، وسَأَلَ غَيري ، أفَيَراني أبدَأُ بِالعَطاءِ قَبلَ المَسأَلَةِ ، ثُمَّ اُسأَلُ فَلا اُجيبُ سائِلي؟! أبَخيلٌ أنَا فَيُبَخِّلُني عَبدي؟! أوَلَيسَ الجودُ وَالكَرَمُ لي؟! أوَلَيسَ العَفوُ وَالرَّحمَةُ بِيَدي؟! أوَلَيسَ أنَا مَحَلَّ الآمالِ فَمَن يَقطَعُها دوني؟! أفَلا يَخشَى المُؤَمِّلونَ أن يُؤَمِّلوا غَيري؟! فَلَو أنَّ أهلَ سَماواتي وأهلَ أرضي أمَّلوا جَميعا ، ثُمَّ أعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مِثلَ ما أمَّلَ الجَميعُ مَا انتَقَصَ مِن مُلكي مِثلُ عُضوِ ذَرَّةٍ ، وكَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أنَا قَيِّمُهُ؟ فَيا بُؤسا لِلقانِطينَ مِن رَحمَتي ، ويا بُؤسا لِمَن عَصاني ولَم يُراقِبني! ١

٧٨٧. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لِنَوفٍ البِكالِيِّ ـ : اِنقَطِعْ إلَى اللّه سُبحانَهُ ؛ فَإِنَّهُ يَقولُ : وعِزَّتي وجَلالي ، لاَُقَطِّعَنَّ أمَلَ كُلِّ مَن يُؤَمِّلُ غَيري بِاليَأسِ ، ولَأَكسُوَنَّهُ ثَوبَ المَذَلَّةِ فِي النّاسِ ، ولاَُبَعِّدَنَّهُ مِن قُربي ، ولاَُقَطِّعَنَّهُ عَن وَصلي ، ولاَُخمِلَنَّ ذِكرَهُ حينَ يَرعى غَيري. أيُؤَمِّلُ ـ وَيلَهُ ـ لِشَدائِدِهِ غَيري ، وكَشفُ الشَّدائِدِ بِيَدي؟! ويَرجو سِوايَ ، وأنَا الحَيُّ الباقي؟! ويَطرُقُ أبوابَ عِبادي وهِيَ مُغلَقَةٌ؟! ويَترُكُ بابي وهُوَ مَفتوحٌ؟! فَمَن ذَا الَّذي رَجاني لِكَثيرِ جُرمِهِ فَخَيَّبتُ رَجاءَهُ؟!

جَعَلتُ آمالَ عِبادي مُتَّصِلَةً بي ، وجَعَلتُ رَجاءَهُم مَذخورا لَهُم عِندي ، ومَلَأتُ سَماواتي مِمَّن لا يَمَلُّ تَسبيحي ، وأمَرتُ مَلائِكَتي أن لا يُغلِقُوا الأَبوابَ بَيني وبَينَ عِبادي ، ألَم يَعلَم مَن فَدَحَتهُ نائِبَةٌ مِن نَوائِبي أن لا يَملِكَ أحَدٌ كَشفَها إلاّ بِإِذني؟! فَلِمَ يُعرِضُ العَبدُ بِأَمَلِهِ عَنّي ، وقد أعطَيتُهُ ما لَم يَسأَلني ، فَلَم يَسأَلني وسَأَلَ غَيري؟ أفَتَراني أبتَدِئُ خَلقي مِن غَيرِ مَسأَلَةٍ ، ثُمَّ اُسأَلُ فَلا اُجيبُ سائِلي؟! أبَخيلٌ أنَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٦٦ ح ٧ ، بحار الأنوار : ج ٧١ ص ١٣٠ ح ٧.

٢٥٩

فَيُبَخِّلُني عَبدي؟! أوَلَيسَ الدُّنيا وَالآخِرَةُ لي؟! أوَلَيسَ الكَرَمُ وَالجودُ صِفَتي؟! أوَلَيسَ الفَضلُ وَالرَّحمَةُ بِيَدي؟! أوَلَيسَ الآمالُ لا تَنتَهي إلاّ إلَيَّ ، فَمَن يَقطَعُها دوني؟ وما عَسى أن يُؤَمِّلَ المُؤَمِّلونَ مَن سِوايَ؟!

وعِزَّتي وجَلالي ، لَو جَمَعتُ آمالَ أهلِ الأَرضِ وَالسَّماءِ ، ثُمَّ أعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم ، ما نَقَصَ مِن مُلكي بَعضُ عُضوِ الذَّرَّةِ ، وكَيفَ يَنقُصُ نائِلٌ أنَا أفَضتُهُ؟ يا بُؤسا لِلقانِطينَ مِن رَحمَتي ، يا بُؤسا لِمَن عَصاني وتَوَثَّبَ عَلى مَحارِمي ولَم يُراقِبني وَاجتَرَأَ عَلَيَّ. ١

٣ / ١٣

الحِكمَةُ

٧٨٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ العَبدَ لَيُشرِفُ عَلى حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنيا ، فَيَذكُرُهُ اللّه مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ ، فَيَقولُ :

مَلائِكَتي إنَّ عَبدي هذا قَد أشرَفَ عَلى حاجَةٍ مِن حَوائِجِ الدُّنيا ؛ فَإِن فَتَحتُها لَهُ فَتَحتُ بابا إلَى النّارِ ، ولكِنِ ازووها عَنهُ.

فَيُصبِحُ العَبدُ عاضّا عَلى أنامِلِهِ ، يَقولُ : مَن سَبَقَني؟ مَن دَهاني؟ وما هِيَ إلاّ رَحمَةٌ رَحِمَهُ اللّه بِها. ٢

٧٨٩. الزهد عن يزيد بن ميسرة : قالَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنبِياءِ : يا رَبِّ ، دَعاكَ فُلانٌ النَّبِيُّ وفُلانٌ النَّبِيُّ فَأَجَبتَهُم ، ودَعَوتُكَ فَلَم تُجِبني!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٩٥ ح ١٢ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي عن نوف البكالي.

٢. حلية الأولياء : ج ٧ ص ٢٠٨ وج ٣ ص ٣٠٥ وفيه «ازودها» بدل «ازووها» و «سعى بي» بدل «سبقني» وكلاهما عن ابن عبّاس ، وراجع التمحيص : ص ٥٦ ح ١١٣ ومشكاة الأنوار : ص ٥١٤ ح ١٧٢٣ وبحار الأنوار : ج ٦٧ ص ٢٤٣ ح ٨١.

٢٦٠