نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

زالَتِ الشَّمسُ ، ويَلبَسُ ثَوبَينِ إمّا جَديدَينِ وإمّا غَسيلَينِ حَيثُ لا يَراهُ أحَدٌ ، فَيُصَلّي ويَكشِفُ عَن رُكبَتَيهِ ، ويَتَمَطّى بِراحَتَيهِ الأَرضَ وجَنبَيهِ ، ويَقرَأُ في صَلاتِهِ «فاتِحَةَ الكِتابِ» عَشرَ مَرّاتٍ و «قُل هُوَ اللّه أحَدٌ» عَشرَ مَرّاتٍ ، فَإِذا رَكَعَ قَرَأَ خَمسَ عَشرَةَ مَرَّةً «قُل هُوَ اللّه أحَدٌ» ، فَإِذا سَجَدَ قَرَأَها عَشرا ، فَإِذا رَفَعَ رَأسَهُ قَبلَ أن يَسجُدَ قَرَأَها عِشرينَ مَرَّةً ، يُصَلّي أربَعَ رَكَعاتٍ عَلى مِثلِ هذا ، فَإِذا فَرَغَ مِنَ التَّشَهُّدِ قالَ :

يا مَعروفا بِالمَعروفِ ، يا أوَّلَ الأَوَّلينَ ، يا آخِرَ الآخِرينَ ، يا ذَا القُوَّةِ المَتينِ ، يا رازِقَ المَساكينِ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، إنِّي اشتَرَيتُ نَفسي مِنكَ بِثُلُثِ ما أملِكُ ، فَاصرِف عَنّي شَرَّ مَا ابتُليتُ بِهِ ؛ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. ١

١٠٧٦. تهذيب الأحكام عن صفوان بن يحيى ومحمّد بن سهيل عن إذا حَضَرَت لَكَ حاجَةٌ مُهِمَّةٌ إلَى اللّه عز وجل ، فَصُم ثَلاثَةَ أيّامٍ مُتَوالِيَةٍ : الأَربِعاءَ وَالخَميسَ وَالجُمُعَةَ ، فَإِذا كانَ يَومُ الجُمُعَةِ ـ إن شاءَ اللّه ـ فَاغتَسِل وَالبَس ثَوبا جَديدا ، ثُمَّ اصعَد إلى أعلى بَيتٍ في دارِكَ وصَلِّ فيهِ رَكعَتَينِ ، وَارفَع يَدَيكَ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ قُل :

اللّهُمَّ إنّي حَلَلتُ بِساحَتِكَ ؛ لِمَعرِفَتي بِوَحدانِيَّتِكَ وصَمَدانِيَّتِكَ ، وأنَّهُ لا قادِرَ عَلى قَضاءِ حاجَتي غَيرُكَ ، وقَد عَلِمتُ ـ يا رَبِّ ـ أنَّهُ كُلَّما تَظاهَرَت نِعَمُكَ عَلَيَّ اشتَدَّت فاقَتي إلَيكَ ، وقَد طَرَقَني هَمُّ كَذا ، وأنتَ بِكَشفِهِ عالِمٌ غَيرُ مُعَلَّمٍ ، واسِعٌ غَيرُ مُتَكَلِّفٍ ، فَأَسأَ لُكَ بِاسمِكَ الَّذي وَضَعتَهُ عَلَى الجِبالِ فَنُسِفَت ، ووَضَعتَهُ عَلَى السَّماءِ فَانشَقَّت ، وعَلَى النُّجومِ فَانتَشَرَت ، وعَلَى الأَرضِ فَسُطِحَت ، وأسأَ لُكَ بِالحَقِّ الَّذي جَعَلتَهُ عِندَ مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ ـ وتُسَمّيهِم إلى آخِرِهِم ـ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأن تَقضِيَ حاجَتي ، وأن تُيَسِّرَ لي عُسرَها ، وتَكفِيَني مُهِمَّها ، فَإِن فَعَلتَ فَلَكَ الحَمدُ ، وإن لَم تَفعَل فَلَكَ الحَمدُ ، غَيرَ جائِرٍ في حُكمِكَ ، ولا مُتَّهَمٍ في قَضائِكَ ، ولا حائِفٍ في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٧ ح ٤.

٣٦١

عَدلِكَ.

وتُلصِقُ خَدَّكَ بِالأَرضِ وتَقولُ :

اللّهُمَّ إنَّ يونُسَ بنَ مَتّى عَبدَكَ دَعاكَ في بَطنِ الحوتِ ، وهُوَ عَبدُكَ فَاستَجَبتَ لَهُ ، وأنَا عَبدُكَ أدعوكَ فَاستَجِب لي.

ثُمَّ قالَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : إذا كانَت لِيَ الحاجَةُ فَأَدعو بِهذَا الدُّعاءِ ، فَأَرجِعُ وقَد قُضِيَت. ١

١٠٧٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَا استَخلَفَ عَبدٌ عَلى أهلِهِ بِخِلافَةٍ أفضَلَ مِن رَكعَتَينِ يَركَعُهُما إذا أرادَ سَفَرا ، يَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أستَودِعُكَ نَفسي وأهلي ومالي وديني ودُنيايَ وآخِرَتي وأمانَتي وخَواتيمَ عَمَلي» ، إلاّ أعطاهُ اللّه ما سَأَلَ. ٢

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ١٨٣ ح ٤١٦ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٥٥٦ ح ١٥٤٣ وفيه «سهل» بدل «سهيل» ، المقنعة : ص ٢٢٠ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١١٠ ح ٢٣١٠ ، مصباح المتهجّد : ص ٣٢٤ عن عاصم ابن حميد وليس فيه «ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه‌السلام ...» ، جمال الاُسبوع : ص ٢٠٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٠ ص ٣٣ ح ٣.

٢. الكافي : ج ٣ ص ٤٨٠ ح ١ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٣١٠ ح ٩٥٩ كلاهما عن السكوني عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٢٧١ ح ٢٤١٣ ، المحاسن : ج ٢ ص ٨٧ ح ١٢٣١ عن النوفلي وفيهما «وذرّيّتي» بدل «وديني» ، بحار الأنوار : ج ٧٦ ص ٢٤٤ ح ٢٧.

٣٦٢

البابُ الثاني عَشَرَ

قصص في إجابة الدّعوات

١٢ / ١

اِستِجابَةُ دُعاءِ الشّابِّ المَشلولِ

١٠٧٨. مُهَج الدعوات عن الإمام الحسين عليه‌السلام : كُنتُ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‌السلام فِي الطَّوافِ في لَيلَةٍ دَيجوجِيَّةٍ ١ قَليلَةِ النّور ، وقَد خَلا الطَّوافُ ، ونامَ الزُّوّارُ ، وهَدَأَتِ العُيونُ ، إذ سَمِعَ مُستَغيثا مُستَجيرا مُتَرَحِّما ٢ ، بِصَوتٍ حَزينٍ مَحزونٍ مِن قَلبٍ موجَعٍ ، وهُوَ يَقولُ :

يا مَن يُجيبُ دُعَا المُضَطَرِّ فِي الظُّلَمِ

يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى مَعَ السَّقَمِ

قَد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ وَانتَبَهوا

يَدعو وعَينُكَ يا قَيّومُ لَم تَنَمِ

هَب لي بِجودِكَ فَضلَ العَفوِ عَن جُرُمي

يا مَن أشارَ إلَيهِ الخَلقُ فِي الحَرَمِ

إن كانَ عَفوُكَ لا يَلقاهُ ذو سَرَفٍ

فَمَن يَجودُ عَلَى العاصينَ بِالنِّعَمِ

قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه‌السلام : فَقالَ لي : يا أبا عَبدِ اللّه ، أسَمِعتَ المُنادِيَ ذَنبَهُ ، المُستَغيثَ رَبَّهُ؟ فَقُلتُ : نَعَم ، قَد سَمِعتُهُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. ليلٌ دَجيّ : أي مظلم (مجمع البحرين : ج ١ ص ٥٧٨ «دجى»).

٢. في بحار الأنوار : «مُستَرحِما» بدل «مترحّما» وهو الأصحّ.

٣٦٣

فَقالَ : اِعتَبِرهُ عَسى أن ١ تَراهُ.

فَما زِلتُ أخبِطُ في طَخياءِ الظَّلامِ ، وأتَخَلَّلُ بَينَ النِّيامِ. فَلَمّا صِرتُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، بَدا لي شَخصٌ مُنتَصِبٌ ، فَتَأَمَّلتُهُ فَإِذا هُوَ قائِمٌ ، فَقُلتُ :

السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ المُقِرُّ المُستَقيلُ المُستَغفِرُ المُستَجيرُ أجِب بِاللّه ابنَ عَمِّ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فَأَسرَعَ في سُجودِهِ وقُعودِهِ وسَلَّمَ ، فَلَم يَتَكَلَّم حَتّى أشارَ بِيَدِهِ بِأَن تَقَدَّمني ، فَتَقَدَّمتُهُ فَأَتَيتُ بِهِ أميرَ المُؤمِنينَ عليه‌السلام فَقُلتُ : دونَكَ ها هُوَ!

فَنَظَرَ إلَيهِ ، فَإِذا هُوَ شابٌّ حَسَنُ الوَجهِ ، نَقِيُّ الثِّيابِ ، فَقالَ لَهُ : مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ فَقالَ لَهُ : مِن بَعضِ العَرَبِ.

فَقالَ لَهُ : ما حالُكَ؟ ومِمَّ بُكاؤُكَ وَاستِغاثَتُكَ؟

فَقالَ : حالُ مَن اُوخِذَ بِالعُقوقِ فَهُوَ في ضيقٍ ارتَهَنَهُ المُصابُ ، وغَمَرَهُ الاِكتِيابُ ، فَارتابَ ٢ ، فَدُعاؤُهُ لا يُستَجابُ.

فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه‌السلام : ولِمَ ذلِكَ؟

فَقالَ : لِأَنّي كُنتُ مُلتَهِيا فِي العَرَبِ بِاللَّعبِ وَالطَّرَبِ ، اُديمُ العِصيانَ في رَجَبٍ وشَعبانَ ، وما اُراقِبُ الرَّحمنَ ، وكانَ لي والِدٌ شَفيقٌ ، يُحَذِّرُني مَصارِعَ الحَدَثانِ ٣ ، ويُخَوِّفُنِي العِقابَ بِالنّيرانِ ، ويَقولُ : كَم ضَجَّ مِنكَ النَّهارُ وَالظَّلامُ ، وَاللَّيالي وَالأَيّامُ ، وَالشُّهورُ وَالأَعوامُ ، وَالمَلائِكَةُ الكِرامُ ، وكانَ إذا ألَحَّ عَلَيَّ بِالوَعظِ زَجَرتُهُ وَانتَهَرتُهُ ، ووَثَبتُ عَلَيهِ وضَرَبتُهُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الزيادة من بحار الأنوار.

٢. في بحار الأنوار : ج ١ ص ٢٢٥ : «فإن تابَ» بدل «فارتاب».

٣. حَدَثانُ الدهر وحوادثه : نُوَبُهُ ، وما يحدث منه (لسان العرب : ج ٢ ص ١٣٢ «حدث»).

٣٦٤

فَعَمَدتُ يَوما إلى شَيءٍ مِنَ الوَرِقِ ١ فَكانَت فِي الخِباءِ ، فَذَهَبتُ لاِخُذَها وأصرِفَها فيما كُنتُ عَلَيهِ ، فَمانَعَني عَن أخذِها ، فَأَوجَعتُهُ ضَربا ولَوَيتُ يَدَهُ ، وأخَذتُها ومَضَيتُ.

فَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى رُكبَتَيهِ يَرومُ النُّهوضَ مِن مَكانِهِ ذلِكَ ، فَلَم يُطِق يُحَرِّكُها مِن شِدَّةِ الوَجَعِ وَالأَ لَمِ فَأَنشَأَ يَقولُ :

جَرَت رَحِمٌ بَيني وبَينَ مُنازِلٍ

سَواءً كَما يَستَنزِلُ القَطرَ طالِبُه

ورَبَّيتُ حَتّى صارَ جَلدا شَمَردَلاً ٢

إذا قامَ ساوى غارِبَ ٣ الفَحلِ غارِبُه

وقَد كُنتُ اُوتيهِ مِنَ الزّادِ فِي الصِّبا

إذا جاعَ مِنهُ صَفوُهُ وأطايِبُه

فَلَمَّا استَوى في عُنفُوانِ شَبابِهِ

وأصبَحَ كَالرُّمحِ الرُّدَينِيِّ خاطِبُه

تَهَضَّمَني مالي كَذا ولَوى يَدي

لَوى يَدَهُ اللّه الَّذي هُوَ غالِبُه

ثُمَّ حَلَفَ بِاللّه لَيَقدَمَنَّ إلى بَيتِ اللّه الحَرامِ ، فَيَستَعدِي اللّه عَلَيَّ.

قالَ : فَصامَ أسابيعَ ، وصَلّى رَكَعاتٍ ، ودَعا ، وخَرَجَ مُتَوَجِّها عَلى عَيرانَةٍ ٤ ، يَقطَعُ بِالسَّيرِ عَرضَ الفَلاةِ ، ويَطوِي الأَودِيَةَ ويَعلُو الجِبالَ ، حَتّى قَدِمَ مَكَّةَ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ ، فَنَزَلَ عَن راحِلَتِهِ ، وأقبَلَ إلى بَيتِ اللّه الحَرامِ ، فَسَعى وطافَ بِهِ ، وتَعَلَّقَ بِأَستارِهِ وَابتَهَلَ ، وأنشَأَ يَقولُ :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الورق : الدّراهم المضروبة ، وفي الورق ثلاث لغات : وَرِق ، ووِرْق ، ووَرَق (الصحاح : ج ٤ ص ١٥٦٤ «ورق»).

٢. الشَّمَردَلُ : السريع من الإبل وغيره (الصحاح : ج ٥ ص ١٧٤١ «شمردل»).

٣. الغارِب : ما بين العُنُق والسَّنام ، وهو الذي يُلقى عليه خِطام البعير إذا اُرسِل (المصباح المنير : ص ٤٤٤ «غرب»).

٤. العَيرانة : ناقة تشبّه بالعَيْر أي الحمار الوحشي. في سرعتها ونشاطها (الصحاح : ج ٢ ص ٧٦٤ «عير»).

٣٦٥

يا مَن إلَيهِ أتَى الحُجّاجُ بِالجَهدِ

فَوقَ المَهاوي ١ مِنَ اقصى غايَةِ البُعدِ

إنّي أتَيتُكَ يا مَن لا يُخَيِّبُ مَن

يَدعوهُ مُبتَهِلاً بِالواحِدِ الصَّمَدِ

هذا مُنازِلُ يَرتاعُ مِن عَقَقي

فَخُذ بِحَقّي يا جَبّارُ مِن وَلَدي

حَتّى تُشِلَّ بِعَونٍ مِنكَ جانِبَهُ

يا مَن تَقَدَّسَ لَم يولَد ولَم يَلِدِ

قالَ : فَوَ الَّذي سَمَكَ السَّماءَ ، وأنبَعَ الماءَ ، مَا استَتَمَّ دُعاءَهُ حَتّى نَزَلَ بي ما تَرى ـ ثُمَّ كَشَفَ عَن يَمينِهِ ، فَإِذا بِجانِبِهِ قَد شَلَّ ـ فَأَنَا مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ أطلُبُ إلَيهِ أن يَدعُوَ لي ٢ فِي المَوضِعِ الَّذي دَعا بِهِ عَلَيَّ ، فَلَم يُجِبني ، حَتّى إذا كانَ العامُ ، أنعَمَ عَلَيَّ فَخَرَجتُ بِهِ عَلى ناقَةٍ عُشَراءَ ٣ اُجِدُّ السَّيرَ حَثيثا رَجاءَ العافِيَةِ ، حَتّى إذا كُنّا عَلَى الأَراكِ ٤ وحَطمَةِ وادِي السِّياكِ ٥ نَفَرَ طائِرٌ فِي اللَّيلِ ، فَنَفَرَت مِنهُ النّاقَةُ الَّتي كانَ عَلَيها ، فَأَلقَتهُ إلى قَرارِ الوادي ، وَارفَضَّ بَينَ الحَجَرَينِ ، فَقَبَرتُهُ هُناكَ ، وأعظَمُ مِن ذلِكَ أنّي لا اُعرَفُ إلاَّ «المَأخوذَ بِدَعوَةِ أبيهِ».

فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام : أتاكَ الغَوثُ ، ألا اُعَلِّمُكَ دُعاءً عَلَّمَنيهِ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفيهِ اسمُ اللّه الأَكبَرُ الأَعظَمُ العَزيزُ الأَكرَمُ ، الَّذي يُجيبُ بِهِ مَن دَعاهُ ، ويُعطي بِهِ مَن سَأَلَهُ ، ويُفَرِّجُ بِهِ الهَمَّ ، ويَكشِفُ بِهِ الكَربَ ، ويُذهِبُ بِهِ الغَمَّ ، ويُبرِئُ بِهِ السُّقمَ ، ويَجبُرُ بِهِ الكَسيرَ ، ويُغني بِهِ الفَقيرَ ، ويَقضي بِهِ الدَّينَ ، ويَرُدُّ بِهِ العَينَ ، ويَغفِرُ بِهِ الذُّنوبَ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المَهواة : موضع في الهواء مشرف ما دونه من جبل وغيره (لسان العرب : ج ١٥ ص ٣٧٠ «هوا»). وفي بحار الأنوار : «المهاد».

٢. في المصدر : «يدعوني» ، والتصويب من بحار الأنوار.

٣. العُشَراءُ من النوق : التي مضى لحملها عشرة أشهر بعد طروق الفعل (تاج العروس : ج ٧ ص ٢٢٥ «عشر»).

٤. هو وادي الأراك قرب مكّة (معجم البلدان : ج ١ ص ١٣٥).

٥. في المصدر : «وحطته وادي السجال» ، والتصويب من بحار الأنوار.

٣٦٦

ويَستُرُ بِهِ العُيوبَ ، ويُؤمِنُ بِهِ كُلَّ خائِفٍ مِن شَيطانٍ مَريدٍ ، وجَبّارٍ عَنيدٍ. ولَو دَعا بِهِ طائِعٌ للّه عَلى جَبَلٍ لَزالَ مِن مَكانِهِ ، أو عَلى مَيِّتٍ لَأَحياهُ اللّه بَعدَ مَوتِهِ ، ولَو دَعا بِهِ عَلَى الماءِ لَمَشى عَلَيهِ بَعدَ أن لا يَدخُلَهُ العُجبُ.

فَاتَّقِ اللّه أيُّهَا الرَّجُلُ ، فَقَد أدرَكَتنِي الرَّحمَةُ لَكَ ، وَليَعلَمِ اللّه مِنكَ صِدقَ النِّيَّةِ أنَّكَ لا تَدعو بِهِ في مَعصِيَتِهِ ولا تُفيدُهُ إلاَّ الثِّقَةَ في دينِكَ! فَإِن أخلَصتَ النِّيَّةَ استَجابَ اللّه لَكَ ، ورَأَيتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله في مَنامِكَ ، يُبَشِّرُكَ بِالجَنَّةِ وَالإِجابَةِ.

قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام : فَكانَ سُروري بِفائِدَةِ الدُّعاءِ أشَدَّ مِن سُرورِ الرَّجُلِ بِعافِيَتِهِ وما نَزَلَ بِهِ ؛ لِأَنَّني لَم أكُن سَمِعتُهُ مِنهُ ، ولا عَرَفتُ هذَا الدُّعاءَ قَبلَ ذلِكَ.

ثُمَّ قالَ : اِيتِني بِدَواةٍ وبَياضٍ ، وَاكتُب ما اُمليهِ عَلَيكَ. فَفَعَلتُ وهُوَ :

«بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِاسمِكَ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا حَيُّ يا قَيّومُ ، يا حَيُّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ، يا مَن لا يَعلَمُ ما هُوَ ولا أينَ هُوَ ولا حَيثُ هُوَ ولا كَيفَ هُوَ إلاّ هُوَ ، يا ذَا المُلكِ وَالمَلَكوتِ ، يا ذَا العِزَّةِ وَالجَبَروتِ ، يا مَلِكُ يا قُدّوسُ ، يا سَلامُ يا مُؤمِنُ يا مُهَيمِنُ ، يا عَزيزُ يا جَبّارُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا مُفيدُ يا وَدودُ ، يا مَحمودُ يا مَعبودُ ، يا بَعيدُ يا قَريبُ يا مُجيبُ ، يا رَقيبُ يا حَسيبُ ، يا بَديعُ يا رَفيعُ يا مَنيعُ ، يا سَميعُ يا عَليمُ ، يا حَكيمُ يا كَريمُ يا قَديمُ.

يا عَلِيُّ يا عَظيمُ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا دَيّانُ يا مُستَعانُ ، يا جَليلُ يا جَميلُ ، يا وَكيلُ يا كَفيلُ ، يا مُقيلُ يا مُنيلُ ، يا نَبيلُ يا دَليلُ ، يا هادي يا بادي ، يا أوَّلُ يا آخِرُ ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا حاكِمُ يا قاضي ، يا عادِلُ يا فاضِلُ ، يا واصِلُ يا طاهِرُ يا مُطَهِّرُ ، يا قادِرُ يا مُقتَدِرُ ، يا كَبيرُ يا مُتَكَبِّرُ.

يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، ولَم يَكُن لَهُ صاحِبَةٌ ولا كانَ مَعَهُ وَزيرٌ ، ولاَ اتَّخَذَ مَعَهُ مُشيرا ، ولاَ احتاجَ إلى ظَهيرٍ ، ولا كانَ مَعَهُ إلهٌ ، لا إلهَ إلاّ أنتَ فَتَعالَيتَ عَمّا يَقولُ الجاحِدونَ (الظّالِمونَ) عُلُوّا كَبيرا.

٣٦٧

يا عالِمُ يا شامِخُ يا باذِخُ ، يا فَتّاحُ يا مُفَرِّجُ ، يا ناصِرُ يا مُنتَصِرُ يا مُهلِكُ (مُدرِكُ) يا مُنتَقِمُ ، يا باعِثُ يا وارِثُ ، يا أوَّلُ يا طالِبُ يا غالِبُ ، يا مَن لا يَفوتُهُ هارِبٌ ، يا تَوّابُ يا أوّابُ يا وَهّابُ ، يا مُسَبِّبَ الأَسبابِ ، يا مُفَتِّحَ الأَبوابِ ، يا مَن حَيثُ ما دُعِيَ أجابَ ، يا طَهورُ يا شَكورُ ، يا عَفُوُّ يا غَفورُ ، يا نورَ النّورِ ، يا مُدَبِّرَ الاُمورِ ، يا لَطيفُ يا خَبيرُ ، يا مُتَجَبِّرُ يا مُنيرُ ، يا بَصيرُ يا ظَهيرُ ، يا كَبيرُ يا وَترُ ، يا فَردُ يا صَمَدُ ، يا سَنَدُ يا كافي ، يا مُحسِنُ يا مُجمِلُ ، يا شافي يا وافي يا مُعافي ، يا مُنعِمُ يا مُتَفَضِّلُ ، يا مُتَكَرِّمُ يا مُتَفَرِّدُ.

يا مَن عَلا فَقَهَرَ ، يا مَن مَلَكَ فَقَدَرَ ، يا مَن بَطَنَ فَخَبَرَ ، يا مَن عُبِدَ فَشَكَرَ ، يا مَن عُصِيَ فَغَفَرَ وسَتَرَ ، يا مَن لا تَحويهِ الفِكَرُ ، ولا يُدرِكُهُ بَصَرٌ ، ولا يَخفى عَلَيهِ أثَرٌ ، يا رازِقَ البَشَرِ ، ويا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ.

يا عالِيَ المَكانِ ، يا شَديدَ الأَركانِ ، يا مُبَدِّلَ الزَّمانِ ، يا قابِلَ القُربانِ ، يا ذَا المَنِّ وَالإِحسانِ ، يا ذَا العِزِّ وَالسُّلطانِ ، يا رَحيمُ يا رَحمنُ ، يا عَظيمَ الشَّأنِ ، يا مَن هُوَ كُلَّ يَومٍ في شَأنٍ ، يا مَن لا يَشغَلُهُ شَأنٌ عَن شَأنٍ.

يا سامِعَ الأَصواتِ ، يا مُجيبَ الدَّعَواتِ ، يا مُنجِحَ الطَّلِباتِ ، يا قاضِيَ الحاجاتِ ، يا مُنزِلَ البَرَكاتِ ، يا راحِمَ العَبَراتِ ، يا مُقيلَ العَثَراتِ ، يا كاشِفَ الكُرُباتِ ، يا وَلِيَّ الحَسَناتِ ، يا رَفيعَ الدَّرَجاتِ ، يا مُعطِيَ المَسأَلاتِ ، يا مُحيِيَ الأَمواتِ ، يا مُطَّلِعُ عَلَى النِّيّاتِ ، يا رادَّ ما قَد فاتَ ، يا مَن لا تَشتَبِهُ عَلَيهِ الأَصواتُ ، يا مَن لا تُضجِرُهُ المَسأَلاتُ ، ولا تَغشاهُ الظُّلُماتُ ، يا نورَ الأَرضِ وَالسَّماواتِ.

يا سابِغَ النِّعَمِ ، يا دافِعَ النِّقَمِ ، يا بارِئَ النَّسَمِ ، يا جامِعَ الاُمَمِ ، يا شافِيَ السَّقَمِ ، يا خالِقَ النّورِ وَالظُّلَمِ ، يا ذَا الجودِ وَالكَرَمِ ، يا مَن لا يَطَأُ عَرشَهُ قَدَمٌ.

يا أجوَدَ الأَجوَدينَ ، يا أكرَمَ الأَكرَمينَ ، يا أسمَعَ السّامِعينَ ، يا أبصَرَ النّاظِرينَ ، يا جارَ المُستَجيرينَ ، يا أمانَ الخائِفينَ ، يا ظَهرَ اللاّجينَ ، يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ ، يا غِياثَ المُستَغيثينَ ، يا غايَةَ الطّالِبينَ.

٣٦٨

يا صاحِبَ كُلِّ غَريبٍ ، يا مونِسَ كُلِّ وَحيدٍ ، يا مَلجَأَ كُلِّ طَريدٍ ، يا مَأوى كُلِّ شَريدٍ ، يا حافِظَ كُلِّ ضالَّةٍ ، يا راحِمَ الشَّيخِ الكَبيرِ ، يا رازِقَ الطِّفلِ الصَّغيرِ ، يا جابِرَ العَظمِ الكَسيرِ ، يا فَاكَّ كُلِّ أسيرٍ ، يا مُغنِيَ البائِسِ الفَقيرِ ، يا عِصمَةَ الخائِفِ المُستَجيرِ ، يا مَن لَهُ التَّدبيرُ وَالتَّقديرُ ، يا مَنِ العَسيرُ عَلَيهِ سَهلٌ يَسيرٌ ، يا مَن لا يَحتاجُ إلى تَفسيرٍ ، يا مَن هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، يا مَن هُوَ بِكُلِّ شَيءٍ خَبيرٌ ، يا مَن هُوَ بِكُلِّ شَيءٍ بَصيرٌ.

يا مُرسِلَ الرِّياحِ ، يا فالِقَ الإِصباحِ ، يا باعِثَ الأَرواحِ ، يا ذَا الجودِ وَالسَّماحِ ، يا مَن بِيَدِهِ كُلُّ مِفتاحٍ ، يا سامِعَ كُلِّ صَوتٍ ، يا سابِقَ كُلِّ فَوتٍ ، يا مُحيِيَ كُلِّ نَفسٍ بَعدَ المَوتِ. يا عُدَّتي في شِدَّتي ، يا حافِظي في غُربَتي ، يا مونِسي في وَحدَتي ، يا وَلِيّي في نِعمَتي ، يا كَنَفي حينَ تُعيينِي المَذاهِبُ ، وتُسلِمُنِي الأَقارِبُ ، ويَخذُلُني كُلُّ صاحِبٍ.

يا عِمادَ مَن لا عِمادَ لَهُ ، يا سَنَدَ مَن لا سَنَدَ لَهُ ، يا ذُخرَ مَن لا ذُخرَ لَهُ ، يا كَهفَ مَن لا كَهفَ لَهُ ، يا رُكنَ مَن لا رُكنَ لَهُ ، يا غِياثَ مَن لا غِياثَ لَهُ ، يا جارَ مَن لا جارَ لَهُ.

يا جارِيَ اللَّصيقَ ، يا رُكنِيَ الوَثيقَ ، يا إلهي بِالتَّحقيقِ ، يا رَبَّ البَيتِ العَتيقِ ، يا شَفيقُ يا رَفيقُ ، فُكَّني مِن حَلَقِ المَضيقِ ، وَاصرِف عَنّي كُلَّ هَمٍّ وغَمٍّ وضيقٍ ، وَاكفِني شَرَّ ما لا اُطيقُ ، وأعِنّي عَلى ما اُطيقُ.

يا رادَّ يوسُفَ عَلى يَعقوبَ ، يا كاشِفَ ضُرِّ أيّوبَ ، يا غافِرَ ذَنبِ داوُودَ ، يا رافِعَ عيسَى بنِ مَريَمَ مِن أيدِي اليَهودِ ، يا مُجيبَ نِداءِ يونُسَ فِي الظُّلُماتِ ، يا مُصطَفِيَ موسى بِالكَلِماتِ ، يا مَن غَفَرَ لاِدَمَ خَطيئَتَهُ ، ورَفَعَ إدريسَ بِرَحمَتِهِ ، يا مَن نَجّى نوحا مِنَ الغَرَقِ ، يا مَن أهلَكَ عادا الاُولى وثَمودَ فَما أبقى ، وقَومَ نوحٍ مِن قَبلُ ، إنَّهُم كانوا هُم أظلَمَ وأطغى ، وَالمُؤتَفِكَةَ أهوى ، يا مَن دَمَّرَ عَلى قَومِ لوطٍ ، ودَمدَمَ عَلى قَومِ شُعَيبٍ.

يا مَنِ اتَّخَذَ إبراهيمَ خَليلاً ، يا مَنِ اتَّخَذَ موسى كَليما ، وَاتَّخَذَ مُحَمَّدا صَلَّى اللّه عَلَيهِم أجمَعينَ حَبيبا ، يا مُؤتِيَ لُقمانَ الحِكمَةَ ، وَالواهِبَ لِسُلَيمانَ مُلكا لا يَنبَغي

٣٦٩

لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ ، يا مَن نَصَرَ ذَا القَرنَينِ عَلَى المُلوكِ الجَبابِرَةِ ، يا مَن أعطَى الخِضرَ الحَياةَ ، ورَدَّ لِيوشَعَ بنِ نونٍ الشَّمسَ بَعدَ غُروبِها ، يا مَن رَبَطَ عَلى قَلبِ اُمِّ موسى ، وأحصَنَ فَرجَ مَريَمَ بِنتِ عِمرانَ ، يا مَن حَصَّنَ يَحيَى بنَ زَكَرِيّاءَ مِنَ الذَّنبِ ، وسَكَّنَ عَن موسَى الغَضَبَ ، يا مَن بَشَّرَ زَكَرِيّاءَ بِيَحيى ، يا مَن فَدى إسماعيلَ مِنَ الذَّبحِ ، يا مَن قَبِلَ قُربانَ هابيلَ ، وجَعَلَ اللَّعنَةَ عَلى قابيلَ ، يا هازِمَ الأَحزابِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وعَلى جَميعِ المُرسَلينَ ، ومَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ ، وأهلِ طاعَتِكَ.

وأسأَ لُكَ بِكُلِّ مَسأَلَةٍ سَأَلَكَ بِها أحَدٌ مِمَّن رَضيتَ عَنهُ فَحَتَمتَ لَهُ عَلَى الإِجابَةِ ، يا اَللّه يا اَللّه يا اَللّه ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِهِ بِه بِهِ أسأَ لُكَ بِكُلِّ اسمٍ سَمَّيتَ بِهِ نَفسَكَ ، أو أنزَلتَهُ فِي شَيءٍ مِن كُتُبِكَ ، أوِ استَأثَرتَ بِهِ في عِلمِ الغَيبِ عِندَكَ ، وبِمَعاقِدِ العِزِّ مِن عَرشِكَ ، ومُنتَهَى الرَّحمَةِ مِن كِتابِكَ ، وبِما لَو أنَّ ما فِي الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أقلامٌ وَالبَحرُ يَمُدُّهُ مِن بَعدِهِ سَبعَةُ أبحُرٍ ما نَفِدَت كَلِماتُ اللّه ، إنَّ اللّه عَزيزٌ حَكيمٌ. وأسأَ لُكَ بِأَسمائِكَ الحُسنَى الَّتي بَيَّنتَها في كِتابِكَ فَقُلتَ : (وَلِلَّهِ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) ١ ، وقُلتَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ٢ ، وقُلتَ : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) ٣ ، وقُلتَ : (يَـعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ) ٤.

وأنَا أسأَ لُكَ يا إلهي ، وأطمَعُ في إجابَتي يا مَولايَ كَما وَعَدتَني ، وقَد دَعَوتُكَ كَما أمَرتَني ، فَافعَل بي كَذا وكَذا».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأعراف : ١٨٠.

٢. غافر : ٦٠.

٣. البقرة : ١٨٦.

٤. الزمر : ٥٣.

٣٧٠

وتَسأَلُ اللّه تَعالى ما أحبَبتَ ، وتُسَمّي حاجَتَكَ ، ولا تَدعُ بِهِ إلاّ وأنتَ طاهِرٌ.

ثُمَّ قالَ لِلفَتى : إذا كانَتِ اللَّيلَةُ فَادعُ بِهِ عَشرَ مَرّاتٍ ، وَائتِني مِن غَدٍ بِالخَبَرِ. ١

قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه‌السلام : وأخَذَ الفَتَى الكِتابَ ومَضى ، فَلَمّا كانَ مِن غَدٍ ما أصبَحنا حينا حَتّى أتَى الفَتى إلَينا سَليما مُعافىً ، وَالكِتابُ بِيَدِهِ ، وهُوَ يَقولُ : هذا وَاللّه الاِسمُ الأَعظَمُ ، استُجيبَ لي ورَبِّ الكَعبَةِ.

قالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه‌السلام : حَدِّثني. قالَ : لَمّا ٢ هَدَأَتِ العُيونُ بِالرُّقادِ ، وَاستَحلَكَ جِلبابُ اللَّيلِ ، رَفَعتُ يَدي بِالكِتابِ ، ودَعَوتُ اللّه بِحَقِّهِ مِرارا ، فَاُجِبتُ فِي الثّانِيَةِ : حَسبُكَ ، فَقَد دَعَوتَ اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ.

ثُمَّ اضطَجَعتُ ، فَرَأَيتُ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في مَنامي ، وقَد مَسَحَ يَدَهُ الشَّريفَةَ عَلَيَّ وهُوَ يَقولُ : اِحتَفِظ بِاسمِ اللّه الأَعظَمِ العَظيمِ ، فَإِنَّكَ عَلى خَيرٍ. فَانتَبَهتُ مُعافىً كَما تَرى ، فَجَزاكَ اللّه خَيرا. ٣

١٢ / ٢

اِستِجابَةُ دُعاءِ ثَلاثَةِ نَفَرٍ حُبِسوا فِي الغارِ

١٠٧٩. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : بَينَما ثَلاثَةُ نَفَرٍ يَتَماشَونَ أخَذَهُمُ المَطَرُ ، فَمالوا إلى غارٍ فِي الجَبَلِ ، فَانحَطَّت عَلى فَمِ غارِهِم صَخرَةٌ مِنَ الجَبَلِ فَأَطبَقَت عَلَيهِم ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : اُنظُروا أعمالاً عَمِلتُموها للّه صالِحَةً ، فَادعُوا اللّه بِها لَعَلَّهُ يَفرِجُها.

فَقالَ أحَدُهُم : اللّهُمَّ إنَّهُ كانَ لي والِدانِ شَيخانِ كَبيرانِ ، ولي صِبيَةٌ صِغارٌ ، كُنتُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. في المصدر : «بالخير» ، والتصويب من بحار الأنوار.

٢. الزيادة من بحار الأنوار.

٣. مُهج الدعوات : ص ١٩١ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٣٩٤ ح ٣٣.

٣٧١

أرعى عَلَيهِم ، فَإِذا رُحتُ عَلَيهِم فَحَلَبتُ بَدَأتُ بِوالِدَيَّ أسقيهِما قَبلَ وُلدي ، وإنَّهُ نَأى بِيَ الشَّجَرُ يَوما ، فَما أتَيتُ حَتّى أمسَيتُ فَوَجَدتُهُما قَد ناما ، فَحَلَبتُ كَما كُنتُ أحلِبُ ، فَجِئتُ بِالحِلابِ فَقُمتُ عِندَ رُؤوسِهِما ، أكرَهُ أن أوقِظَهُما مِن نَومِهِما ، وأكرَهُ أن أبدَأَ بِالصِّبيَةِ قَبلَهُما ، وَالصِّبيَةُ يَتَضاغَونَ ١ عِندَ قَدَمَيَّ ، فَلَم يَزَل ذلِكَ دَأبي ودَأبَهُم حَتّى طَلَعَ الفَجرُ ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنّي فَعَلتُ ذلِكَ ابتِغاءَ وَجهِكَ ، فَافرِج لَنا فُرجَةً نَرى مِنهَا السَّماءَ. فَفَرَجَ اللّه لَهُم فُرجَةً حَتّى يَرَونَ مِنهَا السَّماءَ.

وقالَ الثّاني : اللّهُمَّ إنَّهُ كانَت لِيَ ابنَةُ عَمٍّ اُحِبُّها كَأَشَدِّ ما يُحِبُّ الرِّجالُ النِّساءَ ، فَطَلَبتُ إلَيها نَفسَها ، فَأَبَت حَتّى آتِيَها بِمِئَةِ دينارٍ ، فَسَعَيتُ حَتّى جَمَعتُ مِئَةَ دينارٍ فَلَقيتُها بِها ، فَلَمّا قَعَدتُ بَينَ رِجلَيها ، قالَت : يا عَبدَ اللّه اتَّقِ اللّه ، ولا تَفتَحِ الخاتَمَ إلاّ بِحَقِّهِ. فَقُمتُ عَنها. اللّهُمَّ فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنّي قَد فَعَلتُ ذلِكَ ابتغاءَ وَجهِكَ فَافرِج لَنا مِنها. فَفَرَجَ لَهُم فُرجَةً.

وقالَ الآخَرُ : اللّهُمَّ إنّي كُنتُ استَأجَرتُ أجيرا بِفَرَقِ ٢ أرُزٍّ ، فَلَمّا قَضى عَمَلَهُ قالَ : أعطِني حَقّي ، فَعَرَضتُ عَلَيهِ حَقَّهُ فَتَرَكَهُ ورَغِبَ عَنهُ ، فَلَم أزَل أزرَعُهُ حَتّى جَمَعتُ مِنهُ بَقَرا وراعِيَها ، فَجاءَني فَقالَ : اِتَّقِ اللّه ولا تَظلِمني وأعطِني حَقّي ، فَقُلتُ : اِذهَب إلى تِلكَ البَقَرِ وراعيها ، فَقالَ : اِتَّقِ اللّه ولا تَهزَأ بي ، فَقُلتُ : إنّي لا أهزَأُ بِكَ ، فَخُذ تِلكَ البَقَرَ وراعِيَها ، فَأَخَذَهُ فَانطَلَقَ بِها ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ أنّي فَعَلتُ ذلِكَ ابتِغاءَ وَجهِكَ ، فَافرِج ما بَقِيَ. فَفَرَجَ اللّه عَنهُم. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الضَّغْو : الصياح والبكاء ، يقال : ضغا يضغو : إذا صاح وضجَّ (النهاية : ج ٣ ص ٩٢ «ضغا»).

٢. الفَرَق : مكيال يسع سِتّة عشر رِطلاً ، وهي اثنا عشر مدّا (النهاية : ج ٣ ص ٤٣٧ «فرق»).

٣. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٢٢٨ ح ٥٦٢٩ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ٢٠٩٩ ح ١٠٠ ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٤٥٧ ح ٥٩٨٠ نحوه ، السنن الكبرى : ج ٦ ص ١٩٤ ح ١١٦٤٠ كلّها عن عبد اللّه بن عمر ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ١٥٥ ح ٤٠٤٦٤؛ الخصال : ص ١٨٤ ح ٢٥٥ نحوه ، الأمالي للطوسي : ص ٣٩٥ ح ٨٧٨ كلاهما عن عبد اللّه بن عمر ، بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ٣٧٩ ح ٢٩.

٣٧٢

١٠٨٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ ثَلاثَةَ نَفَرٍ انطَلَقوا إلى حاجَةٍ لَهُم فَأَوَوا إلى غارٍ في جَبَلٍ فَسَقَطَت صَخرَةٌ عَلى بابِ الغارِ فَسَدَّت عَلَيهِم ، فَقالوا : يا هؤُلاءِ ، تَذكُرونَ أحسَنَ أعمالِكُم ، فَادعُوا اللّه عز وجل بِها ؛ لَعَلَّ اللّه تَعالى يَفرِجُ عَنكُم بِها.

فَقالَ أحَدُهُم : اللّهُمَّ إنَّهُ كانَ لِيَ امرَأَةٌ صَديقَةٌ اُطيلُ الاِختِلافَ إلَيها حَتّى أدرَكتُ مِنها حاجَتي ، فَقالَت : اُذَكِّرُكَ اللّه تَعالى أن تَركَبَ مِنّي ما حَرَّمَ اللّه عَلَيكَ! قُلتُ : فَأَنَا أحَقُّ أن أخافَ رَبّي عز وجل فَتَرَكتُها مِن مَخافَتِكَ وَابتِغاءِ مَرضاتِكَ ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ ذلِكَ فَافرِج عَنّا. فَانصَدَعَ الجَبَلُ عَنهُم حَتّى طَمِعوا فِي الخُروجِ ولَم يَستَطيعُوا الخُروجَ.

وقالَ الثّاني : اللّهُمَّ كانَ لي اُجَراءُ يَعمَلونَ عَمَلاً واحِدا ويَأخُذونَ أجرا واحِدا ، وإنَّ أحَدَهُم تَرَكَ أجرَهُ وزَعَمَ أنَّهُ أكثَرُ أجرا مِن أصحابِهِ ، فَعَزَلتُ أجرَهُ مِن مالي فَتَلَوَّمَني ١ بِهِ حَتّى كانَ مالاً وأشياءَ ، فَأَتاني بَعدَمَا افتَقَرَ وكَبِرَ ، فَقالَ : اُذَكِّرُكَ اللّه تَعالى في أجري ؛ فَإِنّي أحوَجُ ما كُنتُ ، فَطَلَعتُ بِهِ فَوقَ بَيتٍ لي ، فَأَرَيتُهُ ما أنمَى اللّه تَعالى لَهُ مِن أجرِهِ مِنَ المالِ وَالماشِيَةِ في الغائِطِ ـ يَعنِي الصَّحارى ـ فَقُلتُ لَهُ : هذا لَكَ وهذا لَكَ وهذا لَكَ ، فَقالَ : أتَسخَرُ بي أصلَحَكَ اللّه؟! كُنتُ اُريدُكَ عَلى أقَلَّ مِن هذا مُثابا عَلَيَّ. قُلتُ : أجَل كُنتَ تُريدُني عَلى أقَلَّ مِن هذا ، فَبَلانِيَ اللّه تَعالى بِهِ حَتّى بَلَغَ ما تَرى ، فَدَفَعتُهُ إلَيهِ ـ يا رَبِّ ـ مِن مَخافَتِكَ وَابتِغاءِ مَرضاتِكَ ، فَإِن كُنتَ تَعلَمُ ذلِكَ فَافرِج عَنّا. فَانفَرَجَ الجَبَلُ عَنهُم حَتّى طَمِعوا فِي الخُروجِ ولَم يَستَطيعوا أن يَخرُجوا.

وقالَ الثّالِثُ : اللّهُمَّ يا رَبِّ ، كانَ لي أبَوانِ ضَعيفانِ فَقيرانِ ، لَيسَ لَهُما خادِمٌ ولا راعٍ ولا وَلِيٌّ غَيري ، فَكُنتُ أرعى لَهُما بِالنَّهارِ وآوي إلَيهِما بِاللَّيلِ ، وإنَّ الكَلَأَ نَأى عَنّي فَتَباعَدتُ بِالماشِيَةِ فَأَتَيتُهُما بَعدَما ذَهَبَ اللَّيلُ وناما ، فَحَلَبتُ لَهُما ثُمَّ جَلَستُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. تلوّم : انتظر (النهاية : ج ٤ ص ٢٧٨ «لوم»).

٣٧٣

عِندَ رُؤوسِهِما بِإِنائي كَراهِيَةَ أن اُورِقَهُما ١ واُوذِيَهُما ، حَتَّى استَيقَظا مِن قِبَلِ أنفُسِهِما فَسَقَيتُهُما كَما كُنتُ أفعَلُ. اللّهُمَّ إن كُنتَ تَعلَمُ أنّي فَعَلتُ ذلِكَ مِن مَخافَتِكَ فَافرِج عَنّا. فَانصَدَعَ الجَبَلُ عَنهُم فَخَرجوا يَتَزَلزَلونَ ٢. ٣

١٢ / ٣

اِستِجابَةُ دُعاءِ الشّابِّ القاطِعِ الطَريقَ

١٠٨١. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : إنَّ رَجُلاً رَكِبَ البَحرَ بِأَهلِهِ فَكُسِرَ بِهِم ، فَلَم يَنجُ مِمَّن كانَ في السَّفينَةِ إلاَّ امرَأَةُ الرَّجُلِ ؛ فَإِنَّها نَجَت عَلى لَوحٍ مِن ألواحِ السَّفينَةِ ، حَتّى اُلجِأَت عَلى جَزيرَةٍ مِن جَزائِرِ البَحرِ ، وكانَ في تِلكَ الجَزيرَةِ رَجُلٌ يَقطَعُ الطَّريقَ ، ولَم يَدَع للّه حُرمَةً إلاَّ انتَهَكَها ، فَلَم يَعلَم إلاّ وَالمَرأَةُ قائِمَةٌ عَلى رَأسِهِ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ إلَيها فَقالَ : إنسِيَّةٌ أم جِنِيَّةٌ؟ فَقالَت : إنسِيَّةٌ ، فَلَم يُكَلِّمها كَلِمَةً حَتّى جَلَسَ مِنها مَجلِسَ الرَّجُلِ مِن أهلِهِ ، فَلَمّا أن هَمَّ بِهَا اضطَرَبَت ، فَقالَ لَها : ما لَكِ تَضطَرِبينَ؟ فَقالَت : أفرَقُ ٤ مِن هذا ـ وأومَأَت بِيَدِها إلَى السَّماءِ ـ قالَ : فَصَنَعتِ مِن هذا شَيئا؟ قالَت : لا وَعِزَّتِهِ. قالَ : فَأَنتِ تَفرَقينَ مِنهُ هذَا الفَرَقَ ولَم تَصنَعي مِن هذا شَيئا ، وإنَّما أستَكرِهُكِ استِكراها! فَأَنَا وَاللّه أولى بِهذَا الفَرَقِ وَالخَوفِ وأحَقُّ مِنكِ.

قالَ : فَقامَ ولَم يُحدِث شَيئا ، ورَجَعَ إلى أهلِهِ ولَيسَت لَهُ هِمَّةٌ إلاَّ التَّوبَةُ وَالمُراجَعَةُ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأرَقُ : وهو السهر ، رجلٌ أرق إذا سهر لِعلّة ، فإن كان السهر من عادته قيل : اُرُقٌ بضمُ الهمزة والراء (النهاية : ج ١ ص ٤٠ «أرق»).

٢. يتزلزلون : أي يعدون ؛ من زلّ : إذا عدا (اُنظر : معجم مقاييس اللغة : ج ٣ ص ٤ «زلل»).

٣. الدعاء للطبراني : ص ٧٤ ح ١٨٧ عن الحارث عن الإمام عليّ عليه‌السلام ، مجمع الزوائد : ج ٨ ص ٢٦٤ ح ١٣٤١٥ نقلاً عن البزّار عن الإمام عليّ عليه‌السلام ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ١٧٢ ح ٤٠٤٧٦.

٤. الفَرَق : الخوف والفزع (النهاية : ج ٣ ص ٤٣٨ «فرق).

٣٧٤

فَبَينا هُوَ يَمشي إذ صادَفَهُ راهِبٌ يَمشي فِي الطَّريقِ ، فَحَمِيَت عَلَيهِمَا الشَّمسُ ، فَقالَ الرّاهِبُ لِلشّابِّ : اُدعُ اللّه َ يُظِلَّنا بِغَمامَةٍ ؛ فَقَد حَمِيَت عَلَينَا الشَّمسُ. فَقالَ الشّابُّ : ما أعلَمُ أنَّ لي عِندَ رَبّي حَسَنَةً فَأَتَجاسَرَ عَلى أن أسأَلَهُ شَيئا! قالَ : فَأَدعو أنَا وتُؤَمِّنُ أنتَ؟ قالَ : نَعَم. فَأَقبَلَ الرّاهِبُ يَدعو وَالشّابُّ يُؤَمِّنُ ، فَما كانَ بِأَسرَعَ مِن أن أظَلَّتهُما غَمامَةٌ ، فَمَشَيا تَحتَها مَلِيّا مِنَ النَّهارِ ، ثُمَّ تَفَرَّقَتِ الجادَّةُ جادَّتَينِ ، فَأَخَذَ الشّابُّ في واحِدَةٍ وأخَذَ الرّاهِبُ في واحِدَةٍ ، فَإِذَا السَّحابَةُ مَعَ الشّابِّ.

فَقالَ الرّاهِبُ : أنتَ خَيرٌ مِنّي ، لَكَ استُجيبَ ولَم يُستَجَب لي ، فَأَخبِرني ما قِصَّتُكَ؟ فَأَخبَرَهُ بِخَبَرِ المَرأَةِ ، فَقالَ : غُفِرَ لَكَ ما مَضى حَيثُ دَخَلَكَ الخَوفُ ، فَانظُر كَيفَ تَكونُ فيما تَستَقبِلُ. ١

١٢ / ٤

اِستِجابَةُ دُعاءِ رَجُلٍ عابِدٍ

١٠٨٢. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ إبراهيمَ عليه‌السلام خَرَجَ ذاتَ يَومٍ يَسيرُ بِبَعيرٍ ، فَمَرَّ بِفَلاةٍ ٢ مِنَ الأَرضِ فَإِذا هُوَ بِرَجُلٍ قائِمٍ يُصَلّي قَد قَطَعَ الأَرضَ إلَى السَّماءِ طولُهُ ، ولِباسُهُ شَعرٌ ، قالَ : فَوَقَفَ عَلَيهِ إبراهيمُ عليه‌السلام وعَجِبَ مِنهُ وجَلَسَ يَنتَظِرُ فَراغَهُ ، فَلَمّا طالَ عَلَيهِ حَرَّكَهُ بِيَدِهِ فَقالَ لَهُ : إنَّ لي حاجَةً فَخَفِّف. قالَ : فَخَفَّفَ الرَّجُلُ وجَلَسَ إبراهيمُ عليه‌السلام.

فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليه‌السلام : لِمَن تُصَلّي؟ فَقالَ : لاِءِلهِ إبراهيمَ. فَقالَ لَهُ : ومَن إلهُ إبراهيمَ؟ فَقالَ : الَّذي خَلَقَكَ وخَلَقَني. فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليه‌السلام : قَد أعجَبَني نَحوُكَ ، وأنَا اُحِبُّ أن اُواخِيَكَ فِي اللّه ِ ، أينَ مَنزِلُكَ إذا أرَدتُ زِيارَتَكَ ولِقاءَكَ؟ فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : مَنزِلي خَلفَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٦٩ ح ٨ عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٥٠٧ ح ٣٢ وج ٧٠ ص ٣٦١ ح ٦.

٢. الفلاة : القفر من الأرض ، وقيل : هي التي لا ماء فيها. وقيل : هي الصحراء الواسعة (لسان العرب : ج ١٥ ص ١٦٤ «فلا»).

٣٧٥

هذِهِ النُّطفَةِ ١ ـ وأشارَ بِيَدِهِ إلَى البَحرِ ـ وأمّا مُصَلاّيَ فَهذَا المَوضِعُ ، تُصيبُني فيهِ إذا أرَدتَني إن شاءَ اللّه.

قالَ : ثُمَّ قالَ الرَّجُلُ لاِءِبراهيمَ عليه‌السلام : ألَكَ حاجَةٌ؟ فَقالَ إبراهيمُ : نَعَم. فَقالَ لَهُ : وما هِيَ؟ قالَ : تَدعُو اللّه واُؤَمِّنُ عَلى دُعائِكَ ، وأدعو أنَا فَتُؤَمِّنُ عَلى دُعائي.

فَقالَ الرَّجُلُ : فَبِمَ نَدعُو اللّه؟ فَقالَ إبراهيمُ عليه‌السلام : لِلمُذنِبينَ مِنَ المُؤمِنينَ. فَقالَ : الرَّجُلُ : لا. فَقالَ إبراهيمُ عليه‌السلام : ولِمَ؟ فَقالَ : لِأَنّي قَد دَعَوتُ اللّه عز وجل مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ بِدَعوَةٍ لَم أرَ إجابَتَها حَتَّى السّاعَةِ ، وأنَا أستَحيي مِنَ اللّه تَعالى أن أدعُوَهُ حَتّى أعلَمَ أنَّهُ قَد أجابَني.

فَقالَ إبراهيمُ عليه‌السلام : فَبِمَ دَعَوتَهُ؟ فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ : إنّي في مُصَلاّيَ هذا ذاتَ يَومٍ إذ مَرَّ بي غُلامٌ أروَعُ ٢ ، النّورُ يَطلُعُ مِن جَبهَتِهِ ، لَهُ ذُؤابَةٌ مِن خَلفِهِ ، ومَعَهُ بَقَرٌ يَسوقُها كَأَنَّما دُهِنَت دَهنا ، وغَنَمٌ يَسوقُها كَأَنَّما دُخِسَت ٣ دَخَسا ، فَأَعجَبَني ما رَأَيتُ مِنهُ ، فَقُلتُ لَهُ : يا غُلامُ لِمَن هذَا البَقَرُ وَالغَنَمُ؟ فَقالَ لي : لاِءِبراهيمَ عليه‌السلام. فَقُلتُ : ومَن أنتَ؟ فَقالَ : أنَا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ خَليلِ الرَّحمنِ ، فَدَعَوتُ اللّه عز وجل وسَأَلتُهُ أن يُرِيَني خَليلَهُ. فَقالَ لَهُ إبراهيمُ عليه‌السلام : فَأَنَا إبراهيمُ خَليلُ الرَّحمنِ ، وذلِكَ الغُلامُ ابني.

فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ عِندَ ذلِكَ : الحَمدُ للّه الَّذي أجابَ دَعوَتي. ثُمَّ قَبَّلَ الرَّجُلُ صَفحَتَي إبراهيمَ عليه‌السلام وعانَقَهُ ، ثُمَّ قالَ : أمَّا الآنَ فَقُم فَادعُ حَتّى اُؤَمِّنَ عَلى دُعائِكَ. فَدَعا إبراهيمُ عليه‌السلام لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وَالمُذنِبينَ مِن يَومِهِ ذلِكَ ، بِالمَغفِرَةِ وَالرِّضا عَنهُم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. قال الفيروز آبادي : النُّطْفة : الماء الصافي. قلّ أو كثر. وقال المطرزي : النطفة البحر (مرآة العقول : ج ٢٦ ص ٦٠٣).

٢. الأروَعُ مِنَ الرجال : الذي يُعجِبُكَ حُسْنه (لسان العرب : ج ٨ ص ١٣٦ «ورع»).

٣. في أكثر النسخ بالخاء المعجمة ، وفي بعضها بالمهملة. قال الجوهري : الدخيس : اللحم المكتنز ، وكلّ ذي سمن : دخيس. وقال الجزري : كلّ شيء ملأته فقد دخسته ، والدخاس الامتلاء والزحام (مرآة العقول : ج ٢٦ ص ٦٠٤).

٣٧٦

قالَ : وأمَّنَ الرَّجُلُ عَلى دُعائِهِ.

قالَ أبو جَعفَرٍ عليه‌السلام فَدَعوَةُ إبراهيمَ عليه‌السلام بالِغَةٌ لِلمُؤمِنينَ المُذنِبينَ مِن شيعَتِنا إلى يَومِ القِيامَةِ. ١

١٢ / ٥

اِستِجابَةُ دُعاءِ غُلامٍ أسوَدَ في نُزولِ المَطَرِ

١٠٨٣. إثبات الوصيّة عن سعيد بن المسيّب : قُحِطَ النّاسُ ٢ يَمينا وشِمالاً ، فَمَدَدتُ عَيني فَرَأَيتُ شَخصا أسوَدَ عَلى تَلٍّ قَدِ انفَرَدَ ، فَقَصَدتُ نَحوَهُ فَرَأَيتُهُ يُحَرِّكُ شَفَتَيهِ ، فَلَم يُتِمَّ دُعاءَهُ حَتّى أقبَلَت غَمامَةٌ ، فَلَمّا نَظَرَ إلَيها حَمِدَ اللّه وَانصَرَفَ ، وأدرَكَنَا المَطَرُ حَتّى ظَنَنّاهُ المُغرِقَ.

فَاتَّبَعتُهُ حَتّى دَخَلَ دارَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهما‌السلام ، فَدَخَلتُ إلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : يا سَيِّدي ، في دارِكَ غُلامٌ أسوَدُ تَفَضَّل عَلَيَّ بِبَيعِهِ ٣. فَقالَ : يا سَعيدُ ، ولِمَ لا يوهَبُ لَكَ؟ ثُمَّ أمَرَ القَيِّمَ عَلى غِلمانِهِ يَعرِضُ كُلَّ مَن فِي الدّارِ عَلَيهِ ، فَجُمِعوا فَلَم أرَ صاحِبي بَينَهُم ، فَقُلتُ : فَلَم أرَهُ. فَقالَ : إنَّهُ لَم يَبقَ إلاّ فُلانٌ السّائِسُ ، فَأَمَرَ بِهِ فَاُحضِرَ فَإِذا هُوَ صاحِبي ، فَقُلتُ لَهُ : هذا هُوَ. فَقالَ لَهُ : يا غُلامُ ، إنَّ سَعيدا قَد مَلَكَكَ فَامضِ مَعَهُ.

فَقالَ لِيَ الأَسوَدُ : ما حَمَلَكَ عَلى أن فَرَّقتَ بَيني وبَينَ مَولايَ؟ فَقُلتُ لَهُ : إنّي رَأَيتُ ما كانَ مِنكَ عَلَى التَّلِّ ، فَرَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ مُبتَهِلاً ثُمَّ قالَ : إن كانَت سَريرَةُ ما بَينَكَ وبَيني قَد أذَعتَها عَلَيَّ ، فَاقبِضني إلَيكَ. فَبَكى عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ، وبَكى مَن حَضَرَهُ ، وخَرَجتُ باكِيا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٨ ص ٣٩٢ ح ٥٩١ ، كمال الدين : ص ١٤٠ ح ٨ وفيه «قطع إلى السماء صوته» بدل «قطع الأرض إلى السماء طوله» وكلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٨٠ ح ١٠.

٢. في مستدرك الوسائل : «قَحَطَ المَدينَةُ فَخَرَجَ النّاسُ ...».

٣. في المصدر : «بيعه» ، والتصحيح من مستدرك الوسائل.

٣٧٧

فَلَمّا صِرتُ إلى مَنزِلي وافاني رَسولُهُ عليه‌السلام ، فَقالَ لي : إن أرَدتَ أن تَحضُرَ جِنازَةَ صاحِبِكَ فَافعَل. فَرَجَعتُ مَعَهُ ووَجَدتُ العَبدَ قَد ماتَ بِحَضرَتِهِ. ١

١٢ / ٦

اِستِجابَةُ دُعاءِ اُمِّ أيمَنَ

١٠٨٤. الخرائج والجرائح : إنَّ اُمَّ أيمَنَ لَمّا تُوُفِّيَت فاطِمَةُ عليها‌السلام ، حَلَفَت أن لا تَكونَ بِالمَدينَةِ ؛ إذ لا تُطيقُ النَّظَرَ إلى مَواضِعَ كانَت عليها‌السلام فيها ، فَخَرَجَت إلى مَكَّةَ ، فَلَمّا كانَت في بَعضِ الطَّريقِ عَطِشَت عَطَشا شَديدا ، فَرَفَعَت يَدَيها ، وقالَت : يا رَبِّ ، أنَا خادِمَةُ فاطِمَةَ ، تَقتُلُني عَطَشا؟!

فَأَنزَلَ اللّه عَلَيها دَلوا مِنَ السَّماءِ فَشَرِبَت ، فَلَم تَحتَج إلَى الطَّعامِ وَالشَّرابِ سَبعَ سِنينَ. وكانَ النّاسُ يَبعَثونَها فِي اليَومِ الشَّديدِ الحَرِّ ، فَما يُصيبُها عَطَشٌ. ٢

١٢ / ٧

اِستِجابَةُ دُعاءِ امرَأَةٍ ماتَ ابنُها

١٠٨٥. الكافي عن جميل : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام فَدَخَلَت عَلَيهِ امرَأَةٌ ، وذَكَرَت أنَّها تَرَكَتِ ابنَها ـ وقَد قالَت ٣ بِالمِلحَفَةِ عَلى وَجهِهِ ـ مَيِّتا.

فَقالَ لَها عليه‌السلام : لَعَلَّهُ لَم يَمُت ، فَقومي فَاذهَبي إلى بَيتِكِ ، فَاغتَسِلي وصَلّي رَكعَتَينِ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. إثبات الوصيّة : ص ١٨٥ ، مستدرك الوسائل : ج ١٤ ص ٧٤ ح ٣.

٢. الخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٥٣٠ ح ٥ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٣ ص ٣٣٨ عن عليّ بن معمر نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٣ ص ٢٨ ح ٣٢ وص ٤٦ ح ٤٥.

٣. العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال ، وتطلقه على غير الكلام واللسان ، فتقول : قال بِيده : أي أخذ ، وقال برجله : أي مشى ... وقال بثوبه : أي رفعه ، وكلّ ذلك على المجاز والاتّساع (النهاية : ج ٤ ص ١٢٤ «قول»).

٣٧٨

وَادعي وقولي : يا مَن وَهَبَهُ لي ولَم يَكُ شَيئا ، جَدِّد هِبَتَهُ لي. ثُمَّ حَرِّكيهِ ولا تُخبِري بِذلِكِ أحَدا.

قالَت : فَفَعَلتُ فَحَرَّكتُهُ ، فَإِذا هُوَ قَد بَكى. ١

١٢ / ٨

اِستِجابَةُ دُعاءِ اُمِّ سَلَمَةَ اُختِ الإِمامِ الصّادِقِ

١٠٨٦. الكافي عن إسماعيل بن الأرقط ـ ابنِ اُمِّ سَلَمَةَ اُختِ الإِمامِ الصّادِقِ عل : مَرِضتُ في شَهرِ رَمَضانَ مَرَضا شَديدا حَتّى ثَقُلتُ ، وَاجتَمَعَت بَنو هاشِمٍ لَيلاً لِلجِنازَةِ ـ وهُم يَرَونَ أنّي مَيِّتٌ ـ فَجَزِعَت اُمّي عَلَيَّ.

فَقالَ لَها أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام خالي : اِصعَدي إلى فَوقِ البَيتِ ، فَابرُزي إلَى السَّماءِ ، وصَلّي رَكعَتَينِ ، فَإِذا سَلَّمتِ فَقولي : اللّهُمَّ إنَّكَ وَهَبتَهُ لي ولَم يَكُ شَيئا ، اللّهُمَّ وإنّي أستَوهِبُكَهُ مُبتَدِئا فَأَعِرنيهِ.

قالَ : فَفَعَلَت ، فَأَفَقتُ وقَعَدتُ ، ودَعَوا بِسَحورٍ لَهُم هَريسَةٍ فَتَسَحَّروا بِها ، وتَسَحَّرتُ مَعَهُم. ٢

١٢ / ٩

اِستِجابَةُ دُعاءِ رَجُلٍ عَلى جارٍ لَهُ يُؤذيهِ

١٠٨٧. المجتنى عن أحمد بن داوود النعماني : شَكا رَجُلٌ إلَى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام جارا يُؤذيهِ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٩ ح ١١ ، الدعوات : ص ٦٩ ح ١٦٦ وليس فيه «وقد قالت بالملحفة على وجهه» ، بصائر الدرجات : ص ٢٧٢ ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ٣٤٧ ح ٩ نقلاً عن كتاب السرائر.

٢. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٨ ح ٦ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٣١٣ ح ٩٧٠ وفيه «تلفت» بدل «ثقلت» ، بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٣٠٤ ح ٢٦ ، وراجع مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢٥١ ح ٢٦٠٣.

٣٧٩

فَقالَ لَهُ الحَسَنُ عليه‌السلام : إذا صَلَّيتَ المَغرِبَ فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ قُل : يا شَديدَ المِحالِ ، يا عَزيزُ ، أذلَلتَ بِعِزَّتِكَ جَميعَ خَلقِكَ ، اكفِني شَرَّ فُلانٍ بِما شِئتَ.

قالَ : فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ. فَلَمّا كانَ في جَوفِ اللَّيلِ سَمِعَ الصُّراخَ ، وقيلَ : فُلانٌ قَد ماتَ اللَّيلَةَ. ١

١٢ / ١٠

اِستِجابَةُ دُعاءِ يونُسَ بنِ عَمّارٍ عَلى جارٍ لَهُ يُؤذيهِ

١٠٨٨. كتاب من لا يحضره الفقيه عن يونس بن عمّار : شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام رَجُلاً كانَ يُؤذيني ، فَقالَ : اُدعُ عَلَيهِ. فَقُلتُ : قَد دَعَوتُ عَلَيهِ. فَقالَ : لَيسَ هكَذا ، ولكِن ، أقلِع عَنِ الذُّنوبِ ، وصُم وصَلِّ وتَصَدَّق ، فَإِذا كانَ آخِرُ اللَّيلِ فَأَسبِغِ الوُضوءَ ، ثُمَّ قُم فَصَلِّ رَكعَتَينِ ، ثُمَّ قُل وأنتَ ساجِدٌ : اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَد آذاني ، اللّهُمَّ أسقِم بَدَنَهُ ، وَاقطَع أثَرَهُ ، وَانقُص أجَلَهُ ، وعَجِّل لَهُ ذلِكَ في عامِهِ هذا.

قالَ : فَفَعَلتُ ، فَما لَبِثَ أن هَلَكَ. ٢

١٠٨٩. الكافي عن يونس بن عمّار : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام : إنَّ لي جارا مِن قُرَيشٍ مِن آلِ مُحرِزٍ ، قَد نَوَّهَ بِاسمي وشَهَّرَني كُلَّما مَرَرتُ بِهِ. قالَ : هذَا الرّافِضِيُّ يَحمِلُ الأَموالَ إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ.

قالَ : فَقالَ لي : اُدعُ اللّه عَلَيهِ إذا كُنتَ في صَلاةِ اللَّيلِ ، وأنتَ ساجِدٌ فِي السَّجدَةِ الأَخيرَةِ مِنَ الرَّكعَتَينِ الاُولَيَينِ ، فَاحمَدِ اللّه عز وجل ومَجِّدهُ وقُل :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المجتنى : ص ٤٨ ، عدّة الداعي : ص ٥٥ ، بحار الأنوار : ج ٨٧ ص ١٠٣ ح ٢٠.

٢. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٥٥٩ ح ١٥٤٦ ، المقنعة : ص ٢٢٣ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٢١ ح ٢٣٢٨ ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ٣٥٨ ح ١٩.

٣٨٠