نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

١٨٨. عنه عليه‌السلام : صَلّوا عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز وجل يَقبَلُ دُعاءَكُم عِندَ ذِكرِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ودُعائِكُم لَهُ وحِفظِكُم إيّاهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله. ١

١٨٩. عنه عليه‌السلام ـ في بَيانِ فَضائِلِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه : إنَّ اللّهَ تَعالى جَعَلَ دُعاءَ اُمَّتِهِ فيما يَسأَلونَ رَبَّهُم ـ جَلَّ ثَناؤُهُ ـ مَرفوعا مِن إجابَتِهِ حَتّى يُصَلّوا فيهِ عَلَيهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَهذا أكبَرُ وأعظَمُ مِمّا أعطَى اللّهٌ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لآِدَمَ عليه‌السلام. ٢

١٩٠. عنه عليه‌السلام : إذا كانَت لَكَ إلَى اللّهِ سُبحانَهُ حاجَةٌ فَابدَأ بِمَسأَلَةِ الصَّلاةِ عَلى رَسولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ثُمَّ سَل حاجَتَكَ ؛ فَإِنَّ اللّهَ أكرَمُ مِن أن يُسأَلَ حاجَتَينِ فَيَقضِيَ إحداهُما ويَمنَعَ الاُخرى. ٣

١٩١. الإمام الصادق عليه‌السلام : مَن كانَت لَه إلَى اللّهِ عز وجل حاجَةٌ فَليَبدَأ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ثُمَّ يَسأَلُ حاجَتَهُ ، ثُمَّ يَختِمُ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عز وجل أكرَمُ مِن أن يَقبَلَ الطَّرَفَينِ ويَدَعَ الوَسَطَ إذا كانَتِ الصَّلاةُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لا تُحجَبُ عَنهُ. ٤

١٩٢. عنه عليه‌السلام : مَن دَعا ولَم يَذكُرِ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رَفرَفَ الدُّعاءُ عَلى رَأسِهِ ، فَإِذا ذَكَرَ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رُفِعَ الدُّعاءُ. ٥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الخصال : ص ٦١٣ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٩ ح ٧.

٢. إرشاد القلوب : ص ٤٠٨ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٦٩ ح ٥٩ وفيه «موقوفا عن الإجابة» بدل «مرفوعا من إجابته».

٣. نهج البلاغة : الحكمة ٣٦١ ، الدعوات : ص ٢٢ ح ٢٦ ، غرر الحكم : ح ٤١٤٩ ، روضة الواعظين : ص ٣٥٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٢ ح ١٧.

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٩٤ ح ١٦ عن ابن جمهور عن أبيه عن رجاله ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٩ ح ٢٠٤٠ ، عدّة الداعي : ص ١٥٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٦ ح ٢١ وراجع الأمالي للطوسي : ص ١٧٢ ح ٢٩٠ وجمال الاُسبوع : ص ١٦٠.

٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٩١ ح ٢ عن السكوني ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٨ ح ٢٠٣٦ ، الجعفريّات : ص ٢١٦ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام وفيه «إذا دعا العبد» بدل «من دعا» ، جمال الاُسبوع : ص ١٦٠ عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٦ ح ٢١.

٨١

١٩٣. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا صَلّى أحَدُكُم فَليَبدَأ بِتَحميدِ رَبِّهِ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ وَالثَّناءِ عَلَيهِ ، ثُمَّ يُصَلّي عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ يَدعو بَعدُ بِما شاءَ. ١

١٩٤. سنن الترمذي عن فضالة بن عبيد : بَينا رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله قاعِدٌ ٢ إذ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلّى ، فَقالَ : اللّهُمَّ اغفِر لي وَارحَمني.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : عَجِلتَ أيُّهَا المُصَلّي! إذا صَلَّيتَ فَقَعَدتَ فَاحمَدِ اللّهَ بِما هُوَ أهلُهُ وصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ ادعُهُ.

قالَ : ثُمَّ صَلّى رَجُلٌ آخَرُ بَعدَ ذلِكَ فَحَمِدَ اللّهَ وصَلّى عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيُّهَا المُصَلّي ، اُدعُ تُجَب. ٣

١٩٥. الكافي عن أبي كهمس عن الإمام الصادق عليه‌السلام : دَخَلَ رَجُلٌ المَسجِدَ فَابتَدَأَ قَبلَ الثَّناءِ عَلَى اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : عاجَلَ العَبدُ رَبَّهُ.

ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَصَلّى وأثنى عَلَى اللّهِ عز وجل وصَلّى عَلى رَسولِ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : سَل تُعطَهُ. ٤

١٩٦. فلاح السائل عن الحسين بن سعيد : قالَ الحَلَبِيُّ لأَبي عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام : إنَّ لي جارِيَةً تُعجِبُني فَلَيسَ يَكادُ يَبقى لي مِنها وَلَدٌ ، ولي مِنها غُلامٌ ، وهُوَ يَبكي ويَفزَعُ بِاللَّيلِ ، وأتَخَوَّفُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٧٧ ح ١٤٨١ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥١٧ ح ٣٤٧٧ ، مسند ابن حنبل : ج ٩ ص ٢٤٥ ح ٢٣٩٩٢ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٣٥٤ ح ٨٤٠ وص ٤٠١ ح ٩٨٩ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ٢١١ ح ٢٨٥٤ كلّها عن فضالة بن عبيد ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٣ ح ٣١٨٧.

٢. في المصدر : «قاعدا» ، والتصويب من المعجم الكبير وغيره.

٣. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥١٦ ح ٣٤٧٦ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ٤٤ نحوه ، المعجم الكبير : ج ١٨ ص ٣٠٨ ح ٧٩٢ وح ٧٩٤ وفيهما «سل تعطه» بدل «أيّها المصلّي ادع تُجب» ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٢٩ ح ٣٤٦١؛ مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٧ ح ٢٠٣١ ، عدّة الداعي : ص ١٤٨ كلاهما عن الإمام الصادق عليه‌السلام نحوه.

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٥ ح ٧.

٨٢

عَلَيهِ أن لا يَبقى.

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام : فَأَينَ أنتَ مِنَ الدُّعاءِ؟ قُم مِن آخِرِ اللَّيلِ وتَوَضَّأ وأسبِغِ الوُضوءَ ، وصَلِّ رَكعَتَينِ ، فَاحمَدِ اللّهَ ، وإيّاكَ أن تَسأَلَهُ حَتّى تَمدَحَهُ ـ رَدَّدَ ذلِكَ عَلَيهِ مِرارا يَأمُرُهُ بِالمِدحَةِ ـ فَإِذا فَرَغتَ مِن مِدحَةِ رَبِّكَ فَصَلِّ عَلى نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثُمَّ سَلهُ يُعطِكَ.

أما بَلَغَكَ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى عَلى رَجُلٍ وهُوَ يُصَلّي ، فَلَمّا قَضَى الرَّجُلُ الصَّلاةَ أقبَلَ يَسأَلُ رَبَّهُ حاجَتَهُ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : عَجَّلَ العَبدُ عَلى رَبِّهِ.

وأتى عَلى آخَرَ وهُوَ يُصَلّي ، فَلَمّا قَضى صَلاتَهُ مَدَحَ رَبَّهُ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن مِدحَةِ رَبِّهِ صَلّى عَلى نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : سَل تُعطَ ، سَل تُعطَ. ١

١٩٧. الإمام الكاظم عليه‌السلام : مَن دَعا قَبلَ الثَّناءِ عَلَى اللّهِ وَالصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كانَ كَمَن رَمى بِسَهمٍ بِلا وَتَرٍ. ٢

١٩٨. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام عن رجاء بن أبي الضحّاك كانَ الإِمامُ الرِّضا عليه‌السلام يَبدَأُ في دُعائِهِ بِالصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، ويُكثِرُ مِن ذلِكَ فِي الصَّلاةِ وغَيرِها. ٣

راجع : نهج الذكر : القسم العاشر / الصلاة على محمّد وآله.

٢ / ٥

الاِستِشفاعُ بِالقُرآنِ وَالأَنبِياءِ وَالأَولِياءِ

الكتاب

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَ ـ هِدُواْ فِى سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). ٤

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. فلاح السائل : ص ٩٠ ح ٢٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٨ ح ٢٤.

٢. تحف العقول : ص ٤٠٣ ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٣٢٦ ح ٤.

٣. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ١٨٢ ح ٥ ، بحار الأنوار : ج ٤٩ ص ٩٤ ح ٧.

٤. المائدة : ٣٥.

٨٣

الحديث

١٩٩. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لِعَلِيٍّ عليه‌السلام ـ : يا عَلِيُّ ، إذا هالَكَ أمرٌ أو نَزَلَت بِكَ شِدَّةٌ فَقُل :

اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُنجِيَني مِن هذَا الغَمِّ. ١

٢٠٠. الإمام عليّ عليه‌السلام : اِعلَموا أنَّ هذَا القُرآنَ هُوَ النّاصِحُ الَّذي لا يَغُشُّ ... فَاسأَ لُوا اللّهَ بِهِ ، وتَوَجَّهوا إلَيهِ بِحُبِّهِ ، ولا تَسأَلوا بِهِ خَلقَهُ ، إنَّهُ ما تَوَجَّهَ العِبادُ إلَى اللّهِ تَعالى بِمِثلِهِ ، وَاعلَموا أنَّهُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ. ٢

٢٠١. الإمام الباقر عليه‌السلام : تَأخُذُ المُصحَفَ فِي الثُّلُثِ الثّاني مِن شَهرِ رَمَضانَ فَتَنشُرُهُ وتَضَعُهُ بَينَ يَدَيكَ ، وتَقولُ : «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِكِتابِكَ المُنزَلِ وما فيهِ ، وفيهِ اسمُكَ الأَعظَمُ الأَكبَرُ وأسماؤُكَ الحُسنى وما يُخافُ ويُرجى أن تَجعَلَني مِن عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ» وتَدعو بِما بَدا لَكَ مِن حاجَةٍ. ٣

٢٠٢. الإقبال عن الإمام الصادق عليه‌السلام : خُذِ المُصحَفَ فَدَعهُ عَلى رَأسِكَ وقُل :

اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا القُرآنِ ، وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ بِهِ ، وبِحَقِّ كُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فيهِ ، وبِحَقِّكَ عَلَيهِم ، فَلا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّكَ مِنكَ ، بِكَ يا اَللّهٌ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ثُمَّ تَقولُ : بِمُحَمَّدٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِعَلِيٍّ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِفاطِمَةَ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحَسَنِ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحُسَينِ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ـ عَشرَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مُهَج الدعوات : ص ١٥ عن موسى بن إبراهيم عن الإمام الكاظم عن أبيه عن جدّه عليهم‌السلام ، تحف العقول : ص ١١ وفيه «يا عليّ ، إذا هالك أمر فقل : اللهمّ بحقّ محمّد وآل محمّد إلاّ فرّجت عنّي» ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٢٨٠ ح ٣.

٢. نهج البلاغة : الخطبة ١٧٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٢٤ ح ٢٤.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٦٢٩ ح ٩ عن زرارة ، عدّة الداعي : ص ٥٥ ، المقنعة : ص ١٩٠ من دون إسنادٍ إلى المعصوم ، الإقبال : ج ١ ص ٣٤٦ عن حريز بن عبد اللّه السجستاني ، الدعوات : ص ٢٠٦ ح ٥٦٠ عن زرارة عن الإمام الصادق عليه‌السلام وفي الثلاثة الأخيرة «تأخذ المصحف في ثلاث ليالي ...».

٨٤

مَرّاتٍ ـ ، بِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِموسَى بنِ جَعفَرٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِعَلِيِّ بنِ موسى ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِمُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِعَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ ، بِالحُجَّةِ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ وتَسأَلُ حاجَتَكَ. وذَكَرَ في حَديثِهِ إجابَةَ الدّاعي وقَضاءَ حَوائِجِهِ. ١

٢٠٣. الإمام الكاظم عليه‌السلام : خُذِ المُصحَفَ في يَدِكَ وَارفَعهُ فَوقَ رَأسِكَ وقُل : اللّهُمَّ بِحَقِّ هذَا القُرآنِ ، وبِحَقِّ مَن أرسَلتَهُ إلى خَلقِكَ ، وبِكُلِّ آيَةٍ هِيَ فيهِ ، وبِحَقِّ كُلِّ مُؤمِنٍ مَدَحتَهُ فيهِ ، وبِحَقِّهِ عَلَيكَ ولا أحَدَ أعرَفُ بِحَقِّهِ مِنكَ.

يا سَيِّدي يا سَيِّدي يا سَيِّدي ، يا اَللّهٌ يا اَللّهٌ يا اَللّهٌ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ ـ عَشرَ مَرّاتٍ ـ وبِحَقِّ كُلِّ إمامٍ ـ وتَعُدُّهُم حَتّى تَنتَهِيَ إلى إمامِ زَمانِكَ عَشرَ مَرّاتٍ ـ فَإِنَّكَ لا تَقومُ مِن مَوضِعِكَ حَتّى يُقضى لَكَ حاجَتُكَ ، وتَيَسَّرَ لَكَ أمرُكَ. ٢

٢٠٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ للّهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ رُسُلاً مُستَعلِنينَ ورُسُلاً مُستَخفينَ ٣ ، فَإِذا سَأَلتَهُ بِحَقِّ المُستَعلِنينَ فَسَلهُ بِحَقِّ المُستَخفينَ. ٤

٢٠٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لِعَلِيٍّ عليه‌السلام ـ : الأَئِمَّةُ مِن وُلدِكَ بِهِم تُسقى اُمَّتِيَ الغَيثَ ، وبِهِم يُستَجابُ دُعاؤُهم ، وبِهِم يَصرِفُ اللّهٌ عَنهُمُ البَلاءَ ، وبِهِم تَنزِلُ الرَّحمَةُ مِنَ السَّماءِ. ٥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإقبال : ج ١ ص ٣٤٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٨ ص ١٤٦ وانظر الأمالي للطوسي : ص ٢٩٢ ح ٥٦٧ وجمال الاُسبوع : ص ٨١.

٢. الإقبال : ج ١ ص ٣٤٧ عن عليّ بن يقطين ، وراجع مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١١٢ ح ٢٣١٢ وجمال الاُسبوع : ص ٨٠ والأمالي للطوسي : ص ٢٩٢ ح ٥٦٧ والدعوات : ص ٥٧ ح ١٤٦.

٣. الظاهر أنّ المراد منهم اُولئك الرسل الذين لم يشتهروا ولم يُعرفوا ، وقد جاء في رواية أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه‌السلام : «وكان من بين آدم ونوح عليهما‌السلام من الأنبياء مستخفين ، ولذلك خفي ذكرهم في القرآن فلم يُسمّوا كما سُمّي من استعلن من الأنبياء صلوات اللّه عليهم أجمعين ، وهو قول اللّه عز وجل : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَ ـ هُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) (النساء : ١٦٤). يعني لم اُسمِّ المستخفين كما سمّيت المستعلنين من الأنبياء عليهم‌السلام» (الكافي : ج ٨ ص ١١٥ ح ٩٢ ، تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٢٨٥ ح ٣٠٦).

٤. كمال الدين : ص ٣٤٤ ح ٢٧ عن عبد الحميد بن أبي الديلم الطائي ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١١ ح ١٣.

٥. كمال الدين : ص ٢٠٦ ح ٢١ ، علل الشرائع : ص ٢٠٨ ح ٨ كلاهما عن أبي الطفيل عن الإمام الباقر عليه‌السلام ،

٨٥

٢٠٦. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُم عَلَيَّ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِكُم ، وَاطلُبوا لِيَ الدَّرَجَةَ وَالوَسيلَةَ ؛ فَإِنَّ وَسيلَتي عِندَ رَبّي شَفاعَةٌ لَكُم. ١

٢٠٧. سنن الترمذي عن عثمان بن حنيف : إنَّ رَجُلاً ضَريرَ البَصَرِ أتَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقالَ : اُدعُ اللّهَ أن يُعافِيَني.

قالَ : إن شِئتَ دَعَوتُ ، وإن شِئتَ صَبَرتَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ. قالَ : فَادعُهُ.

قالَ : فَأَمَرَهُ أن يَتَوَضَّأَ فَيُحسِنَ وُضوءَهُ ، ويَدعُوَ بِهذَا الدُّعاءِ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ وأتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمَةِ ، يا مُحَمَّدُ ٢ إنّي تَوَجَّهتُ بِكَ إلى رَبّي في حاجَتي هذِهِ لِتُقضى لي ، اللّهُمَّ فَشَفِّعهُ فِيَّ. ٣

٢٠٨. الإمام الباقر عليه‌السلام : إذا أرَدتَ أمرا تَسأَ لُهُ رَبَّكَ فَتَوَضَّأ وأحسِنِ الوُضوءَ ، ثُمَّ صَلِّ رَكعَتَينِ وعَظِّمِ اللّهَ وصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقُل بَعدَ التَّسليمِ :

اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وأنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ مُقتَدِرٌ ، وبِأَنَّكَ ما تَشاءُ مِن أمرٍ يَكونُ ، اللّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحمَةِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا مُحَمَّدُ يا رَسولَ اللّهِ إنّي أتَوَجَّهُ بِكَ إلَى اللّهِ رَبِّكَ ورَبّي لِيُنجِحَ لي طَلِبَتي ، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ أنجِح لي طَلِبَتي بِمُحَمَّدٍ. ثُمَّ سَل حاجَتَكَ. ٤

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمالي للصدوق : ص ٤٨٥ ح ٦٥٩ ، الإمامة والتبصرة : ص ١٨٣ ح ٣٨ كلاهما عن أبي الطفيل عن الإمام الباقر عن آبائه عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ص ٢٣٢ ح ١٤.

١. تاريخ دمشق : ج ٦١ ص ٣٨١ ح ١٢٦٦١ عن أبي صالح عن الإمام الحسن عليه‌السلام ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٨٩ ح ٢١٤٣.

٢. ما بين المعقوفين لا يوجد في المصدر ، وأثبتناه من المصادر الاُخرى.

٣. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥٦٩ ح ٣٥٧٨ ، سنن ابن ماجة : ج ١ ص ٤٤١ ح ١٣٨٥ ، عمل اليوم والليلة للنسائي : ص ٤١٧ ح ٦٥٩ ، مسند ابن حنبل : ج ٦ ص ١٠٧ ح ١٧٢٤٠ و ١٧٢٤١ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٤٥٨ ح ١١٨٠ وص ٧٠٧ ح ١٩٢٩ وكلّها نحوه.

٤. الكافي : ج ٣ ص ٤٧٨ ح ٧ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٣١٣ ح ٩٧١ كلاهما عن شرحبيل الكندي ، مصباح المتهجّد : ص ٣٢٣ ح ٤٣٢ عن محمّد بن مسلم الثقفي وص ٧٩٨ ح ٨٥٨ عن الإمام الجواد عليه‌السلام وكلاهما نحوه.

٨٦

٢٠٩. الأمالي للطوسي عن يحيى بن العلاء عن الإمام الباقر قالَ : قال لي : اُدعُ بِهذَا الدُّعاءِ وأنَا ضامِنٌ لَكَ حاجَتَكَ عَلَى اللّهِ :

اللّهُمَّ أنتَ وَلِيُّ نِعمَتي ، وأنتَ القادِرُ عَلى طَلِبَتي ، قَد تَعلَمُ حاجَتي ، فَأَسأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ لَمّا قَضَيتَها. ١

٢١٠. الكافي عن داوود الرقّي : إنّي كُنتُ أسمَعُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام أكثَرَ ما يُلِحُّ بِهِ فِي الدُّعاءِ عَلَى اللّهِ بِحَقِّ الخَمسَةِ ، يَعني رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأميرَ المُؤمِنينَ وفاطِمَةَ وَالحَسَنَ والحُسَينَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم. ٢

٢١١. تفسير القمّي عن شعيب العقرقوفي عن الإمام الصادق عليه‌السلام إنَّ يوسُفَ أتاهُ جَبرَئيلُ فَقالَ لَهُ : يا يوسُفُ ، إنَّ رَبَّ العالَمينَ يُقرِئُكَ السَّلامَ ، ويَقولُ لَكَ : مَن جَعَلَكَ في أحسَنِ خِلقَةٍ؟ قالَ : فَصاحَ ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ قالَ : أنتَ يا رَبِّ.

ثُمَّ قالَ لَهُ : ويَقولُ لَكَ : مَن حَبَّبَكَ إلى أبيكَ دونَ إخوَتِكَ؟ قالَ : فَصاحَ ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ وقالَ : أنتَ يا رَبِّ.

قالَ : ويَقولُ لَكَ : مَن أخرَجَكَ مِنَ الجُبِّ بَعدَ أن طُرِحتَ فيها وأيقَنتَ بِالهَلَكَةِ؟ قالَ : فَصاحَ ووَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ قالَ : أنتَ يا رَبِّ.

قالَ : فَإِنَ رَبَّكَ قَد جَعَلَ لَكَ عُقوبَةً فِي استِغاثَتِكَ بِغَيرِهِ ، فَلَبِثتَ فِي السِّجنِ بِضعَ سِنينَ.

قالَ : فَلَمَّا انقَضَتِ المُدَّةُ وأذِنَ اللّهٌ لَهُ في دُعاءِ الفَرَجِ ، وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى الأَرضِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إن كانَت ذُنوبي قَد أخلَقَت وَجهي عِندَكَ ، فَإِنّي أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِوَجهِ آبائِيَ الصّالحِينَ : إبراهيمَ وإسماعيلَ وإسحاقَ ويَعقوبَ. فَفَرَّجَ اللّهٌ عَنهُ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأمالي للطوسي : ص ٦٧٦ ح ١٤٣٠ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢٠ ح ٢٠٤٨ عن يحيى بن معاذ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٦٢ ح ١٦.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٥٨٠ ح ١١.

٨٧

قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، أنَدعو نَحنُ بِهذَا الدُّعاءِ؟

فَقالَ : اُدعُ بِمِثلِهِ : اللّهُمَّ إن كانَت ذُنوبي قَد أخلَقَت وَجهي عِندَكَ ، فَإِنّي أتَوَجَّهُ إلَيكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحمَةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وعَلِيٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ وَالأَئِمَّةِ عليهم‌السلام. ١

٢١٢. الكافي عن سماعة : قالَ لي أبُو الحَسَنِ عليه‌السلام : إذا كانَ لَكَ يا سَماعَةُ إلَى اللّهِ عز وجل حاجَةٌ ، فَقُل : «اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وعَلِيٍّ ، فَإِنَّ لَهُما عِندَكَ شَأنا مِنَ الشَّأنِ وقدرا مِنَ القَدرِ ، فَبِحَقِّ ذلِكَ الشَّأنِ وبِحَقِّ ذلِكَ القَدرِ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَفعَلَ بي كَذا وكَذا» فَإِنَّهُ إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ لَم يَبقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نَبِيٌّ مُرسَلٌ ولا مُؤمِنٌ مُمتَحَنٌ ، إلاّ وهُوَ يَحتاجُ إلَيهِما في ذلِكَ اليَومِ. ٢

٢١٣. الإمام الهادي عليه‌السلام ـ فِي الزِّيارَةِ الجامِعَةِ الكَبيرَةِ ـ : اُشهِدُ اللّهَ واُشهِدُكُم أنّي مُؤمِنٌ بِكُم وبِما آمَنتُم بِهِ ... مُستَشفِعٌ إلَى اللّهِ بِكُم ، مُتَقَرِّبٌ بِكُم إلَيهِ ، ومُقَدِّمُكُم أمامَ طَلِبَتي وحَوائِجي وإرادَتي في كُلِّ أحوالي واُموري ...

اللّهُمَّ إنّي لَو وَجَدتُ شُفَعاءَ أقرَبَ إلَيكَ مِن مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الأَخيارِ ، الأَئِمَّةِ الأَبرارِ ، لَجَعَلتُهُم شُفَعائي ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذي أوجَبتَ لَهُم عَلَيكَ ، أسأَلُكَ أن تُدخِلَني في جُملَةِ العارِفينَ بِهِم وبِحَقِّهِم ، وفي زُمرَةِ المَرحومينَ بِشَفاعَتِهِم ، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ. ٣

راجع : ص ٣٠٩ ح ٨٩١.

ص ٣٨٦ (تزوّدوا من أخيكم).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. تفسير القمّي : ج ١ ص ٣٤٤ ، تفسير العيّاشي : ج ٢ ص ١٧٨ ح ٢٩ ، بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢٣٠ وج ٩٤ ص ١٩ ح ١٣.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٥٦٢ ح ٢١ ، عدّة الداعي : ص ٥٢ وفيه «ولا عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان» بدل «ولا مؤمن ممتحن» وليس فيه «أن تصلّي على محمّد وآل محمّد» ، الدعوات : ص ٥١ ح ١٢٧ ، بحار الأنوار : ج ٨ ص ٥٩ ح ٨١.

٣. تهذيب الأحكام : ج ٦ ص ٩٨ ح ١٧٧ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٦١٤ ح ٣٢١٣ كلاهما عن موسى بن عبد اللّه النخعي ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٧٥ ح ١ عن موسى بن عمران النخعي ، البلد الأمين : ص ٣٠١ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٣١ ح ٤.

٨٨

البابُ الثّالِثُ

ما ينبغي للدّاعي حين الدّعاء

٣ / ١

الاِستِكانَةُ وَالتَّضَرُّعُ وَالخُشوعُ وَالخُضوعُ

الكتاب

(إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَرِعُونَ فِى الْخَيْرَ تِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خَـشِعِينَ). ١

(ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَ ـ حِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ). ٢

(وَلَقَدْ أَخَذْنَهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ). ٣

الحديث

٢١٤. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : رَفعُ الأَيدي مِنَ الاِستِكانَةِ الَّتي قالَ اللّهٌ عز وجل : (فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ). ٤

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأنبياء : ٩٠.

٢. الأعراف : ٥٥ و ٥٦.

٣. المؤمنون : ٧٦.

٤. المستدرك على الصحيحين : ج ٢ ص ٥٨٦ ح ٣٩٨١ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ١١٠ ح ٢٥٢٧ كلاهما عن

٨٩

٢١٥. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في قَولِهِ تَعالى : (فَمَا اسْتَكَانُواْ لِربّهم وما يتضرّعون) ـ : أي لَم يَتَواضَعوا فِي الدُّعاءِ ولَم يَخضَعوا ، ولَو خَضَعوا للّهِ عز وجل لاَستَجابَ لَهُم. ١

٢١٦. الكافي عن محمّد بن مسلم : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه‌السلام عَن قَولِ اللّهِ عز وجل : (فَمَا اسْتَكَانُواْ لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) قالَ : الاِستِكانَةُ هِيَ الخُضوعُ ، وَالتَّضَرُّعُ رَفعُ اليَدَينِ ، وَالتَّضَرُّعُ بِهِما. ٢

٢١٧. الإمام الصادق عليه‌السلام ـ في قَولِهِ تَعالى : (فَمَا اسْتَكَانُواْ لِربّهم وما يتضرّعون) : التَّضَرُّعُ رَفعُ اليَدَينِ. ٣

٢١٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : خِيارُ اُمَّتي ـ فيما أنبَأَنِيَ المَلأُ الأَعلى ـ قَومٌ ... يَدعونَهُ بِأَلسِنَتِهِم رَغَبا ورَهَبا ، ويَسأَلونَهُ بِأَيديهِم خَفضا ورَفعا ، ويُقبِلونَ بِقُلوبِهِم عَودا ٤ وبَدءا. ٥

٢١٩. مستدرك الوسائل عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما مِن صَوتٍ أحَبُّ إلَى اللّهِ مِن صَوتِ عَبدٍ لَهفانَ. قيلَ : وما هُوَ؟

قالَ : عَبدٌ يُصيبُ الذَّنبَ فَيَملأُ جَوفَهُ فَرَقا ٦ مِنَ اللّهِ ، فَيَقولُ : يا رَبِّ.

فَيَقولُ اللّهٌ : أنَا رَبُّكَ ، أغفِرُ لَكَ إذَا استَغفَرتَني ، واُجيبُكَ إذا دَعَوتَني. ٧

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأصبغ بن نباتة عن الإمام عليّ عليه‌السلام ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٥٥٧ ح ٤٧٢١ نقلاً عن ابن أبي حاتم نحوه ؛ مجمع البيان : ج ١٠ ص ٨٣٧ عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام عليّ عليه‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عوالي اللآلي : ج ٢ ص ٤٧ ح ١٢٢ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٨٤ ص ٣٥٢ ح ١.

١. الجعفريّات : ص ٢٢٣ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ؛ كنز العمّال : ج ٢ ص ٤٧٣ ح ٤٥٣٤ نقلاً عن العسكري في المواعظ.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٨١ ح ٦ وص ٤٨٠ ح ٢ ، بحار الأنوار : ج ٨٥ ص ٢٠٤ ح ٢١ نقلاً عن أربعين الشهيد.

٣. معاني الأخبار : ص ٣٦٩ ح ١ ، الأربعون حديثا للشهيد الأوّل : ص ٦٨ وزاد فيه «بالدعاء» وكلاهما عن محمّد ابن مسلم ، بحار الأنوار : ج ٨٥ ص ٢٠٤ ح ٢١.

٤. عودا وبدءا : أي أوّلاً وآخرا (مجمع البحرين : ج ٢ ص ١٢٩٠ «عود»).

٥. المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ١٩ ح ٤٢٩٤ ، شُعَب الإيمان : ج ١ ص ٤٧٨ ح ٧٦٥ وفيه «يقبلون على اللّه» بدل «يقبلون» وكلاهما عن عياض بن سليمان ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٢٧ ح ٣٠٠٠.

٦. الفَرَق : الخوف والفزع (النهاية : ج ٣ ص ٤٣٨ «فرق»).

٧. مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٣١٨ ح ٥٩٨٢ نقلاً عن القطب الراوندي في لبّ اللباب؛ حلية الأولياء : ج ٨ ص ٢١٦ ، الفردوس : ج ٤ ص ٤٥ ح ٦١٤٢ كلاهما عن أنس نحوه ، كنز العمّال : ج ٤ ص ٢٢٧ ح ١٠٢٨٠.

٩٠

٢٢٠. الإمام عليّ عليه‌السلام : نِعمَ عَونُ الدُّعاءِ الخُشوعُ. ١

٢٢١. عنه عليه‌السلام : عَلَيكُم بِمَسأَلَةِ ذُلٍّ وخُضوعٍ ، وتَمَلُّقٍ وخُشوعٍ ، وتَوبَةٍ ونُزوعٍ. ٢

٢٢٢. عنه عليه‌السلام : وَلتَكُن مَسأَلَتُكُم وتَمَلُّقُكُم مَسأَلَةَ ذُلٍّ وخُضوعٍ ، وشُكرٍ وخُشوعٍ ، بِتَوبَةٍ وتَوَرُّعٍ ، ونَدَمٍ ورُجوعٍ. ٣

٢٢٣. عنه عليه‌السلام : إذا تَمَنَّى المُسلِمُ فَليَسأَلِ اللّهَ عز وجل ويَبتَهِل إلَيهِ. ٤

٢٢٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ اللّهَ عز وجل أوحى إلى موسَى بنِ عِمرانَ عليه‌السلام : إذا وَقَفتَ بَينَ يَدَيَّ ، فَقِف مَوقِفَ الذَّليلِ الفَقيرِ. ٥

٢٢٥. عنه عليه‌السلام : كانَ فيما وَعَظَ اللّهٌ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه‌السلام : ... يا عيسَى ، ارفُق بِالضَّعيفِ ، وَارفَع طَرفَكَ الكَليلَ إلَى السَّماءِ ، وَادعُني فَإِنّي مِنكَ قَريبٌ ، ولا تَدعُني إلاّ مُتَضَرِّعا إلَيَّ ، وهَمُّكَ هَمٌّ واحِدٌ ، فَإِنَّكَ مَتى تَدعُني كَذلِكَ اُجِبكَ. ٦

٢٢٦. الكافي عن عليّ بن عيسى رفعه ، قال : إنَّ موسى ناجاهُ اللّهٌ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : ... يا موسى ، ألقِ كَفَّيكَ ذُلاًّ بَينَ يَدَيَّ ، كَفِعلِ العَبدِ المُستَصرِخِ إلى سَيِّدِهِ ؛

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. غرر الحكم : ح ٩٩٤٥ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٤٩٣ ح ٩١٠٢.

٢. مطالب السؤول : ص ٦٠؛ بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٣٤١ ح ٢٨.

٣. شرح نهج البلاغة : ج ١٩ ص ١٤١ ، كفاية الطالب : ص ٣٩٥ وفيه «ونزوع» بدل «وتورّع» ، كنز العمّال : ج ١٦ ص ٢١٠ ح ٤٤٢٣٤ عن أبي صالح؛ المصباح للكفعمي : ص ٩٦٩ وفيه «ونزوع» بدل «وتورّع».

٤. الخصال : ص ٦٢٤ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ١٠ ص ١٠٢ ح ١.

٥. الكافي : ج ٢ ص ٦١٥ ح ٦ عن عبد اللّه بن سنان ، الدعوات : ص ٢٣ ح ٣٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٣ ح ١٧.

٦. الأمالي للصدوق : ص ٦٠٦ ـ ٦٠٨ ح ٨٤١ عن أبي بصير ، الكافي : ج ٨ ص ١٣١ ـ ١٣٣ ح ١٠٣ عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم‌السلام ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٣٩ ، أعلام الدين : ص ٢٢٨ ، عدّة الداعي : ص ١٢٢ وص ١٦٨ وفيه من «ولا تدعني إلاّ متضرّعا ...» ، بحار الأنوار : ج ١٤ ص ٢٩٠ ح ١٤.

٩١

فَإِنَّكَ إذا فَعَلتَ ذلِكَ رُحِمتَ ، وأنَا أكرَمُ القادِرينَ.

يا موسى ، سَلني مِن فَضلي ورَحمَتي فَإِنَّهُما بِيَدي لا يَملِكُهُما أحَدٌ غَيري ، وَانظُر حينَ تَسأَ لُني ، كَيفَ رَغبَتُكَ فيما عِندي؟

... وَادعُ دُعاءَ الطّامِعِ الرّاغِبِ فيما عِندي ، النّادِمِ عَلى ما قَدَّمَت يَداهُ. ١

٢٢٧. الإمام الرضا عليه‌السلام ـ في عِلَّةِ رَفعِ اليَدَينِ فِي التَّكبيرِ ـ : أحَبَّ اللّهٌ عز وجل أن يَكونَ العَبدُ في وَقتِ ذِكرِهِ لَهُ مُتَبَتِّلاً مُتَضَرِّعا مُبتَهِلاً. ٢

٢٢٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فِي الدُّعاءِ ـ : أسأَلُكَ مَسأَلَةَ المُستَكينِ ، وأبتَهِلُ إلَيكَ ابتِهالَ المُذنِبِ الذَّليلِ ، وأدعوكَ دُعاءَ الخائِفِ الضَّريرِ ، مَن خَضَعَت لَكَ رَقَبَتُهُ ، وفاضَت لَكَ عَيناهُ ، وذَلَّ جَسَدُهُ ، ورَغِمَ أنفُهُ لَكَ. ٣

٢٢٩. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في دُعائِهِ المَعروفِ بِدُعاءِ كُمَيلٍ ـ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ ، أن تُسامِحَني وتَرحَمَني ....

اللّهُمَّ وأسأَ لُكَ سُؤالَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وأنزَلَ بِكَ عِندَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وعَظُمَ فيما عِندَكَ رَغبَتُهُ. ٤

٢٣٠. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : أدعوكَ دُعاءَ مَنِ اشتَدَّت فاقَتُهُ ، وقَلَّت حيلَتُهُ ، وضَعُفَت قُوَّتُهُ ، دُعاءَ الغَريقِ الغَريبِ المُضطَرِّ ، الَّذي لا يَجِدُ لِكَشفِ ما هُوَ فيهِ إلاّ أنتَ ، يا أرحَمَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٨ ص ٤٦ ح ٨ وص ٤٩ ، عدّة الداعي : ص ١٨٢ نحوه ، تحف العقول : ص ٤٩٦ وفيه ذيله فقط ، بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٣٣٧ ح ١٣.

٢. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ١١١ ح ١ ، علل الشرائع : ص ٢٦٤ ح ٩ وفيه «أجب» بدل «أحبّ» وكلاهما عن الفضل بن شاذان ، بحار الأنوار : ج ٨٤ ص ٣٦٣ ح ١٥.

٣. المعجم الكبير : ج ١١ ص ١٤٠ ح ١١٤٠٥ ، المعجم الصغير : ج ١ ص ٢٤٧ وليس فيه «وفاضت لك عيناه» وكلاهما عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٧٥ ح ٣٦١٤؛ بحار الأنوار : ج ٩٤ ص ٢٢٥ ح ١ نقلاً عن الاختيار لابن الباقي عن عبد اللّه بن جعفر عن الإمام الصادق عليه‌السلام.

٤. مصباح المتهجّد : ص ٨٤٥ ح ٩١٠ ، الإقبال : ج ٣ ص ٣٣٢ كلاهما عن كميل.

٩٢

الرّاحِمينَ. ١

٢٣١. الإمام الصادق عليه‌السلام : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ مَسأَلَةَ المِسكينِ المُستَكينِ ، وأبتَغي إلَيكَ ابتِغاءَ البائِسِ الفَقيرِ ، وأتَضَرَّعُ إلَيكَ تَضَرُّعَ الضَّعيفِ الضَّريرِ ، وأبتَهِلُ ابتِهالَ المُذنِبِ الخاطِئِ ، مَسأَلَةَ مَن خَضَعَت لَكَ نَفسُهُ ، ورَغِمَ لَكَ أنفُهُ ، وسَقَطَت لَكَ ناصِيَتُهُ ، وَانهَمَلَت لَكَ دُموعُهُ ، وفاضَت لَكَ عَبرَتُهُ ، وَاعتَرَفَ بِخَطيئَتِهِ ، وقَلَّت عَنهُ حيلَتُهُ ، وأسلَمَتهُ ذُنوبُهُ. ٢

راجع : ص ٢١١ (الباب العاشر : تفسير الأحوال المناسبة للدعاء).

٣ / ٢

البُكاءُ أوِ التَّباكي

٢٣٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : البُكاءُ مِن خَشيَةِ اللّهِ مِفتاحُ الرَّحمَةِ ، وعَلامَةُ القَبولِ ، وبابُ الإِجابَةِ. ٣

٢٣٣. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أحسَستُم مِن أنفُسِكُم رِقَّةً ، فَاغتَنِمُوا الدُّعاءَ. ٤

٢٣٤. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اِغتَنِمُوا الدُّعاءَ عِندَ الرِّقَّةِ ؛ فَإِنَّها رَحمَةٌ. ٥

٢٣٥. الإمام عليّ عليه‌السلام : بُكاءُ العُيونِ وخَشيَةُ القُلوبِ مِن رَحمَةِ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ ، فَإِذا وَجَدتُموها فَاغتَنِمُوا الدُّعاءَ ، ولَو أنَّ عَبدا بَكى في اُمَّةٍ ، لَرَحِمَ اللّهٌ تَعالى تِلكَ الاُمَّةَ لِبُكاءِ ذلِكَ العَبدِ. ٦

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٢ ص ٥٦١ ح ١٥ عن ابن أبي حمزة ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٢٠٨ وفيه «الفقير» بدل «المضطرّ» ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ٣٧٤ ح ٣١.

٢. مصباح المتهجّد : ص ٣٩٣ ح ٥١٧ ، جمال الاُسبوع : ص ٢٩٤ عن مهران ، البلد الأمين : ص ٧٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٠ ص ٨٧ ح ٣.

٣. إرشاد القلوب : ص ٩٨.

٤. كنز العمّال : ج ٢ ص ١٠٨ ح ٣٣٧٠ نقلاً عن الديلمي عن ابن عمر.

٥. مسند الشهاب : ج ١ ص ٤٠٢ ح ٦٩٢ عن زيد بن أسلم ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٠٢ ح ٣٣٤١ نقلاً عن الفردوس عن اُبيّ؛ الدعوات : ص ٣٠ ح ٦٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٣ ح ١٧.

٦. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩٦ ح ٢٢٧١ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٦ ح ٣٠.

٩٣

٢٣٦. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ التَّضَرُّعَ وَالصَّلاةَ مِنَ اللّهِ تَعالى بِمَكانٍ ، إذا كانَ العَبدُ ساجِدا للّهِ ، فَإِن سالَت دُموعُهُ ، فَهُنالِكَ تَنزِلُ الرَّحمَةُ ، فَاغتَنِموا في تِلكَ السّاعَةِ المَسأَلَةَ وطَلَبَ الحاجَةِ. ١

٢٣٧. الإمام الصادق عليه‌السلام : إذَا اقشَعَرَّ جِلدُكَ ، ودَمَعَت عَيناكَ ، فَدونَكَ دونَكَ ، فَقَد قُصِدَ قَصدُكَ. ٢

٢٣٨. عنه عليه‌السلام : إذا رَقَّ أحَدُكُم فَليَدعُ ؛ فَإِنَّ القَلبَ لا يَرِقُّ حَتّى يَخلُصَ. ٣

٢٣٩. الكافي عن سعيد بن يسار بيّاع السابري : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام : إنّي أتَباكى فِي الدُّعاءِ ، ولَيسَ لي بُكاءٌ؟

قالَ : نَعَم ، ولَو مِثلَ رَأسِ الذُّبابِ. ٤

٢٤٠. الكافي عن إسحاق بن عمّار : قُلتُ لأَبي عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام : أكونُ أدعو فَأَشتَهِي البُكاءَ ولا يَجيئُني ، ورُبَّما ذَكَرتُ بَعضَ مَن ماتَ مِن أهلي فَأَرِقُّ وأبكي ، فَهَل يَجوزُ ذلِكَ؟

فَقالَ : نَعَم ، فَتَذَكَّرهُم ، فَإِذا رَقَقتَ فَابكِ ، وَادعُ رَبَّكَ تَبارَكَ وتَعالى. ٥

٢٤١. إرشاد القلوب عن عائشة : قامَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله يُصَلّي ويَقرَأُ القُرآنَ ويَبكي ، ثُمَّ يَجلِسُ يَقرَأُ ويَدعو ويَبكي ، ثُمَّ جَلَسَ يَقرَأُ ويَدعو ويَبكي ، حَتّى إذا فَرَغَ اضطَجَعَ وهُوَ يَقرَأُ ويَبكي حَتّى بَلَّتِ الدُّموعُ خَدَّيهِ ولِحيَتَهُ.

قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ألَيسَ اللّهٌ قَد غَفَرَ لَكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وما تَأَخَّرَ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٩٧ ح ٢٢٧٥ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٦ ح ٩.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٨ ح ٨ ، الخصال : ص ٨١ ح ٦ ، عدّة الداعي : ص ١٥٤ كلاهما بزيادة «ووجل قلبك» بعد «عيناك» ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٤ ح ٢٠٢١ وفيه «نجح» بدل «قصد» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٥ ح ٩.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٧ ح ٥ ، عدّة الداعي : ص ١١٤ كلاهما عن أبي بصير ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٤ ح ٢٠١٩ ، عوالي اللآلي : ج ٤ ص ٢١ ح ٦٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٥ ح ٩.

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٣ ح ٩ ، تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٢٨٧ ح ١١٤٨ نحوه ، عدّة الداعي : ص ١٦٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٤ ح ٢٥.

٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٣ ح ٧ ، عدّة الداعي : ص ١٦٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٤ ح ٢٥.

٩٤

فَقالَ : بَلى ، أفَلا أكونُ عَبدا شَكورا؟ ١

٢٤٢. حلية الأولياء عن أبي صالح : دَخَلَ ضِرارُ بنُ ضَمرَةَ الكِنانِيُّ عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ : صِف لي عَلِيّا ، فَقالَ : أوَتُعفيني يا أميرَ المُؤمِنينَ؟ قالَ : لا اُعفيكَ.

قالَ : أمّا إذ لابُدَّ فَإِنَّهُ كانَ وَاللّهِ بَعيدَ المَدى ، شَديدَ القُوى ... كانَ وَاللّهِ غَزيرَ العَبرَةِ ... فَأَشهَدُ بِاللّهِ ، لَقَد رَأَيتُهُ في بَعضِ مَواقِفِهِ وقد أرخَى اللَّيلُ سُدولَهُ ٢ ، وغَارَت نُجومُهُ ، يَميلُ في مِحرابِهِ ، قابِضا عَلى لِحيَتِهِ ، يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّليمِ ٣ ، ويَبكي بُكاءَ الحَزينِ ، فَكَأَنّي أسمَعُهُ الآنَ وهُوَ يَقولُ : يا رَبَّنا يا رَبَّنا ، يَتَضَرَّعُ إلَيهِ. ٤

٢٤٣. الأمالي للصدوق عن الأصبغ بن نباتة : دَخَلَ ضِرارُ بنُ ضَمرَةَ النَّهشَلِيُّ عَلى مُعاوِيَةَ بنِ أبي سُفيانَ فَقالَ لَهُ : صِف لي عَلِيّا ، قالَ : أوَتُعفيني ، فَقالَ : لا ، بَل صِفهُ لي.

فَقالَ لَهُ ضِرارٌ : رَحِمَ اللّهُ عَلِيّا ... كانَ وَاللّهِ طَويلَ السُّهادِ ٥ ، قَليلَ الرُّقادِ ، يَتلو كِتابَ اللّهِ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ ، ويَجودُ للّهِ بِمُهجَتِهِ ، ويَبوءُ إلَيهِ بِعَبرَتِهِ ، لا تُغلَقُ لَهُ السُّتورُ ، ولا يَدَّخِرُ عَنَّا البُدورَ ٦ ، ولا يَستَلينُ الاِتِّكاءَ ، ولا يَستَخشِنُ الجَفاءَ ، ولَو رَأَيتَهُ إذ مُثِّلَ في مِحرابِهِ ، وقد أرخَى اللَّيلُ سُدولَهُ ، وغارَت نُجومُهُ ، وهُوَ قابِضٌ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. إرشاد القلوب : ص ٩١.

٢. سدَلَ الشَّعرَ يسدِلُهُ أرخاه وأرسله ، والسِّدْلُ ـ بالضمّ والكسر ـ : والستر ، جمعه : سدول (القاموس المحيط : ج ٣ ص ٣٩٥ «سدل»).

٣. التململ : التقلقل من الألم. والسليم : الملسوع (مجمع البحرين : ج ٣ ص ١٧٢٢ «ململ»).

٤. حلية الأولياء : ج ١ ص ٨٤ ، تاريخ دمشق : ج ٢٤ ص ٤٠١ و ٤٠٢ ، المحاسن والمساوئ : ص ٤٦ وفيه «عديّ بن حاتم» بدل «ضرار» ؛ كنزالفوائد : ج ٢ ص ١٦٠ ، عدّة الداعي : ص ١٩٤ ، إرشاد القلوب : ص ٢١٨ والأربعة الأخيرة نحوه.

٥. السُّهاد : نقيض الرقاد. قال الجوهري : السُّهاد : الأرَق. ورجل سُهُدٌ : قليل النوم (لسان العرب : ج ٣ ص ٢٢٤ «سهد»).

٦. البُدُور : جمع بَدْرة ؛ وهي كيس فيه ألفٌ أو عشرة آلاف درهم ، أو سبعة آلاف دينار (القاموس المحيط : ج ١ ص ٣٦٩ «بدر»).

٩٥

عَلى لِحيَتِهِ ، يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّليمِ ، ويَبكي بُكاءَ الحَزينِ. ١

٣ / ٣

الإِسرارُ

الكتاب

(ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ). ٢

(ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا). ٣

الحديث

٢٤٤. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : خَيرُ الدُّعاءِ الخَفِيُّ ، قالَ تَعالى : (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً). ٤

٢٤٥. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : دُعاءُ السِّرِّ يَزيدُ عَلَى الجَهرِ سَبعينَ ضِعفا ، وأثنَى اللّهٌ سُبحانَهُ عَلى زَكَرِيّا عليه‌السلام بِقَولِهِ : (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا). ٥

٢٤٦. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : دَعوَةٌ فِي السِّرِّ تَعدِلُ سَبعينَ دَعوَةً فِي العَلانِيَةِ. ٦

٢٤٧. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي لَمّا اُسرِيَ بِي إلَى السَّماءِ ... نوديتُ ... يا مُحَمَّدُ ، ومَن كَثُرَت هُمومُهُ مِن اُمَّتِكَ ، فَليَدعُني سِرّا. ٧

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأمالي للصدوق : ص ٧٢٤ ح ٩٩٠ ، بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١٤ ح ٦.

٢. الأعراف : ٥٥.

٣. مريم : ٢ و ٣.

٤. إرشاد القلوب : ص ١٥٤ ، مجمع البيان : ج ٦ ص ٧٧٦؛ مسند ابن حنبل : ج ١ ص ٣٦٤ ح ١٤٧٧ ، مسند أبي يعلى : ج ١ ص ٣٤٥ ح ٧٢٧ ، شُعَب الإيمان : ج ٧ ص ٢٩٦ ح ١٠٣٦٩ كلّها عن سعد بن مالك وفيها «الذكر» بدل «الدعاء» وليس فيها الآية ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤١٧ ح ١٧٧١.

٥. إرشاد القلوب : ص ١٥٤.

٦. الدعوات : ص ١٨ ح ٧ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٢ ح ١٧ ؛ الفردوس : ج ٢ ص ٢١٤ ح ٣٠٤٦ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٥ ح ٣١٩٦ نقلاً عن أبي الشيخ في الثواب وكلاهما عن أنس.

٧. البلد الأمين : ص ٥٠٦ عن الإمام الباقر عن الإمام عليّ عليهما‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٣٠٩ ح ١.

٩٦

٢٤٨. الإمام الصادق عليه‌السلام : ما يَعلَمُ عِظَمَ ثَوابِ الدُّعاءِ وتَسبيحِ العَبدِ فيما بَينَهُ وبَينَ نَفسِهِ ، إلاَّ اللّهٌ تَبارَكَ وتَعالى. ١

٢٤٩. عنه عليه‌السلام : قالَ لُقمانُ لاِبنِهِ : ... عَلَيكَ بِقِراءَةِ كِتابِ اللّهِ عز وجل ما دُمتَ راكِبا ، وعَلَيكَ بِالتَّسبيحِ ما دُمتَ عامِلاً ، وعَلَيكَ بِالدُّعاءِ ما دُمتَ خالِيا. ٢

٢٥٠. الإمام الرضا عليه‌السلام : دَعوَةُ العَبدِ سِرّا دَعوَةً واحِدَةً تَعدِلُ سَبعينَ دَعوَةً عَلانِيَةً. ٣

نكتة

سيأتي في الباب السابع من الفصل الثالث أنّ أحد العوامل المؤثّرة في إجابة الدعاء اجتماع اُولي الإيمان في الدعاء. ونظرا إلى أنّ الدعاء الجماعيّ لا يمكن أن يكون خفيّا وسرّيّا ، فيتسنّى لنا أن نقول بعد الجمع بين الأحاديث الماضية وأحاديث هذا الباب : الأفضل لطلبات الداعي من أجل الجماعة إلقاؤها على مسمعٍ منهم وخاصّة ما له صلة بشؤونه الفردية الخاصّة ، ولحاجاته الفرديّة الخاصّة طلبها من اللّه سبحانه سرّا.

٣ / ٤

خَفضُ الصَّوتِ

الكتاب

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ). ٤

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. فلاح السائل : ص ٩٢ ح ٢٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٩ ح ٢٥.

٢. الكافي : ج ٨ ص ٣٤٩ ح ٥٤٧ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٢٩٨ ح ٢٥٠٥ ، المحاسن : ج ٢ ص ١٢٦ ح ١٣٤٨ كلّها عن حمّاد ، بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٤٢٣ ح ١٨.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٦ ح ١ ، ثواب الأعمال : ص ١٩٣ ح ١ ، فلاح السائل : ص ٩٢ ح ٢٥ ، عدّة الداعي : ص ١٤٣ كلّها عن إسماعيل بن همّام ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١١ ح ٢٠٠٠ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٠ ح ١١.

٤. البقرة : ١٨٦.

٩٧

(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاْصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَ ـ فِلِينَ). ١

(وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً). ٢

الحديث

٢٥١. عوالي اللآلي : رُوِيَ أنَّ سائِلاً سَأَلَ رَسولَ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ : أقَريبٌ رَبُّنا فَنُناجِيَهُ ، أم بَعيدٌ فَنُنادِيَهُ؟

فَنَزَلَ قَولُهُ تَعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ) الآيَةَ ٣. ٤

٢٥٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في قَولِهِ تَعالى : وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولاتُخافِهَا ٥ ـ : ذلِكَ فِي الدُّعاءِ ، لا تَرفَع صَوتَكَ فِي الدُّعاءِ ، فَتَذكُرَ ذُنوبَكَ ، فَيُسمَعَ مِنكَ ، فَتُعَيَّرَ بِها. ٦

٢٥٣. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللّهَ كَرِهَ لَكُم ثَلاثا : اللَّغوَ عِندَ القُرآنِ ، ورَفعَ الصَّوتِ فِي الدُّعاءِ ، وَالتَّخَصُّرَ ٧ فِي الصَّلاةِ. ٨

٢٥٤. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللّهَ تَعالى كَرِهَ لَكُم ثَلاثا : اللَّغوَ عِندَ قِراءَةِ القُرآنِ ، وَالتَّخَصُّرَ فِي الصَّلاةِ ، ورَفعَ الأَصواتِ بِالدُّعاءِ وعِندَ الدُّعاءِ. ٩

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأعراف : ٢٠٥.

٢. الإسراء : ١١٠.

٣. البقرة : ١٨٦.

٤. عوالي اللآلي : ج ٢ ص ٨٢ ح ٢١٨ ، مجمع البيان : ج ١ ص ٥٠٠ عن الحسن.

٥. الإسراء : ١١٠.

٦. التاريخ الكبير : ج ٣ ص ٢٥٦ ح ٨٨٢ ، الدرّ المنثور : ج ٥ ص ٣٥١ نقلاً عن سعيد بن منصور وفيه «إنّما نزلت» بدل «ذلك».

٧. الاختصار في الصلاة : وضع اليد على الخاصرة وهو من فعل اليهود (مجمع البحرين : ج ١ ص ٥١٧ “ خصر»).

٨. الزهد لابن المبارك : ص ٥٤٤ ح ١٥٦٠ عن يحيى بن أبي كثير ، كنز العمّال : ج ١٦ ص ٣٨ ح ٤٣٨٣٤.

٩. كنز العمّال : ج ١٦ ص ٤٦ ح ٤٣٨٧٠ نقلاً عن الديلمي عن جابر.

٩٨

٢٥٥. إرشاد القلوب : سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله أقواما يُجاهِرونَ بِالدُّعاءِ ، فَقالَ : لا تَرفَعوا بِأَصواتِكُم ؛ فَإِنَّ رَبَّكُم لَيسَ بِأَصَمَّ. ١

٢٥٦. صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري : لَمّا غَزا رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله خَيبَرَ ـ أو قالَ : لَمّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ أشرَفَ النّاسُ عَلى وادٍ ، فَرَفَعوا أصواتَهُم بِالتَّكبيرِ : اللّهٌ أكبَرُ ، اللّهٌ أكبَرُ ، لا إلهَ إلاَّ اللّهٌ.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اِربَعوا ٢ عَلى أنفُسِكُم ، إنَّكُم لا تَدعونَ أصَمَّ ولا غائِبا ، إنَّكُم تَدعونَ سَميعا قَريبا ، وهُوَ مَعَكُم. ٣

٢٥٧. سنن أبي داوود عن أبي موسى الأشعري : كُنتُ مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله في سَفَرٍ ، فَلَمّا دَنَوا مِنَ المَدينَةِ كَبَّرَ النّاسُ ورَفَعوا أصواتَهُم.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنَّكُم لا تَدعونَ أصَمَّ ولا غائِبا! إنَّ الَّذي تَدعونَهُ ، بَينَكُم وبَينَ أعناقِ رِكابِكُم. ٤

٢٥٨. الإمام الصادق عليه‌السلام ـ في وَصِيَّتِهِ لِعَبدِ اللّهِ بنِ جُندَبٍ ـ : يَابنَ جُندَبٍ ... وَاخفِضِ الصَّوتَ ، إنَّ رَبَّكَ الَّذي يَعلَمُ ما تُسِرّونَ وما تُعلِنونَ ، قَد عَلِمَ ما تُريدونَ قَبلَ أن تَسأَلوهُ. ٥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. إرشاد القلوب : ص ١٥٤.

٢. اربَعْ على نفسك : أي ارفق بنفسك وكُفّ (مجمع البحرين : ج ٢ ص ٦٦٨ “ ربع»).

٣. صحيح البخاري : ج ٤ ص ١٥٤١ ح ٣٩٦٨ ، مسند ابن حنبل : ج ٧ ص ١٤٤ ح ١٩٦١٦ وص ١٧٥ ح ١٩٧٦٦ كلاهما نحوه ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ٢٦٢ ح ٣٠١٢ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٢ ح ٣٢٤٣ ؛ عدّة الداعي : ص ٢٤٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٣ ح ١١.

٤. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٨٧ ح ١٥٢٦ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٤٥٧ ح ٣٣٧٤ نحوه ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٣ ح ٣٢٤٤.

٥. تحف العقول : ص ٣٠٥ ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ٢٨٤ ح ١.

٩٩

٣ / ٥

رَفعُ الصَّوتِ في مَواضِعَ

٢٥٩. البلد الأمين عن بشر وبشير ـ في ذِكرِ دُعاءِ الإِمامِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ : ثُمَّ رَفَعَ عليه‌السلام صَوتَهُ وبَصَرَهُ إلَى السَّماءِ ، وعَيناهُ قاطِرَتانِ كَأَنَّهُما مَزادَتانِ ١ ، وقالَ عليه‌السلام بِأَعلى صَوتِهِ : يا أسمَعَ السّامِعينَ ... ثُمَّ عَلَت أصواتُهُم بِالبُكاءِ مَعَهُ ، وغَرَبَتِ الشَّمسُ ، وأفاضَ عليه‌السلام وأفاضَ النّاسُ مَعَهُ. ٢

٢٦٠. الكافي عن عبدالرحمن بن الحجّاج : كانَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه‌السلام إذا قامَ آخِرَ اللَّيلِ يَرفَعُ صَوتَهُ حَتّى يَسمَعَ أهلُ الدّارِ ، ويَقولُ : اللّهُمَّ أعِنّي عَلى هَولِ المُطَّلَعِ ٣ ، ووَسِّع عَلَيَّ ضيقَ المَضجَعِ ، وَارزُقني خَيرَ ما قَبلَ المَوتِ ، وَارزُقني خَيرَ ما بَعدَ المَوتِ. ٤

راجع : الكافي : ج ٦ ص ٥٢٦ ح ٨.

موسوعة ميزان الحكمة : الأذان / آداب الأذان / رفع الصوت.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المَزادَةُ : الظرف الذي يحمل فيه الماء ، كالراوية والقربة ، والجمع : المزاود. (النهاية : ج ٤ ص ٣٢٤ «مزد»).

٢. البلد الأمين : ص ٢٥٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٨ ص ٢١٤ ح ٢.

٣. المطَّلَع : مكان الاطّلاع من موضعٍ عالٍ ، هول المطّلَع : يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت (النهاية : ج ٣ ص ١٣٢ «طلع»).

٤. الكافي : ج ٢ ص ٥٣٨ ح ١٣ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٤٨٠ ح ١٣٨٩ ، بحار الأنوار : ج ٨٧ ص ١٩٢ ح ٦.

١٠٠