نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

البابُ الثّاني عَشَرَ :

من دعا عليه الإمام الصّادق

١٢ / ١

أبُو الخَطّابِ ١

١٥٦٤. رجال الكشّي عن حنان بن سدير : كُنتُ جالِسا عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام ومُيَسِّرٌ عِندَهُ ، ونَحنُ في سَنَةِ ثَمانٍ وثَلاثينَ ومِئَةٍ ، فَقالَ مُيَسِّرٌ بَيّاعُ الزُّطِّيِّ : جُعِلتُ فِداكَ! عَجِبتُ لِقَومٍ كانوا يَأتونَ مَعَنا إلى هذَا المَوضِعِ فَانقَطَعَت آثارُهُم ، وفَنِيَت آجالُهُم! قالَ : ومَن هُم؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو محمّد بن مقلاص الأسديّ الكوفيّ الأجوع ، أبوالخطّاب ، ويُكنّى مقلاص أبا زينب. كان يُعزي نفسه إلى أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام ، ولمّا وقف الصادق عليه‌السلام على نخوة الباطل في حقّه تبرّأ منه ولعنه وأمر أصحابه بالبراءة منه وشدّد القول في ذلك. وبالغ في التبرّي منه واللعن عليه ، فلمّا اعتزل عنه ادّعى الإمامة لنفسه. ذكره الشيخ الطوسيّ وقال : إنّه ملعون غال. تبعه جمع يُسمّى بفرقة الخطّابية ؛ يتظاهرون بأُلوهيّة الإمام الصادق عليه‌السلام وأبا الخطّاب نبيّ مرسل ، أو إلهيّة أبي الخطّاب وحلول الروح فيه. روي عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : لا يدخل المغيرة وأبوالخطّاب الجنّة إلاّ بعد ركضات في النار ، وأيضا روى المفضّل بن عمر أنّه سمع أبا عبد اللّه عليه‌السلام يقول : اتّق السفلة ، فإنّي نهيت أبا الخطّاب فلم يقبل منّي. وقال أيضا بعد لعن أبي الخطّاب : ولُعن من قُتل معه ، ولُعن من بقى منهم ، ولعن اللّه من دخل قلبه رحمة لهم. قتله عيسى بن موسى بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس ، عامل المنصور بسبغة الكوفة (رجال الطوسي : ص ٢٩٦ الرقم ٤٣٢١ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٩٤ الرقم ٤٠٨ وص ٥٨٣ الرقمان ٥٢٠ و ٥٢١ وص ٦٤١ الرقم ٦٦١ ، فرق الشيعة للنوبختي : ص ٤٢).

٦٤١

قُلتُ : أبُو الخَطّابِ وأصحابُهُ. وكانَ مُتَّكِئا فَجَلَسَ فَرَفَعَ إصبَعَهُ إلَى السَّماءِ ، ثُمَّ قالَ :

عَلى أبِي الخَطّابِ لَعنَةُ اللّه وَالمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، فَأَشهَدُ بِاللّه أنَّهُ كافِرٌ فاسِقٌ مُشرِكٌ ، وأنَّهُ يُحشَرُ مَعَ فِرعَونَ في أشَدِّ العَذابِ غُدُوّا وعَشِيّا. ثُمَّ قالَ : أما وَاللّه إنّي لَأَنفَسُ عَلى أجسادٍ اُصلِيَت مَعَهُ النّارَ! ١

١٥٦٥. الإمام الصادق عليه‌السلام : لَعَنَ اللّه أبَا الخَطّابِ ، ولَعَنَ مَن قُتِلَ مَعَهُ ، ولَعَنَ مَن بَقِيَ مِنهُم ، ولَعَنَ اللّه مَن دَخَلَ قَلبَهُ رَحمَةٌ لَهُم! ٢

١٥٦٦. رجال الكشّي عن يونس بن عبد الرحمن : وافَيتُ العِراقَ فَوَجَدتُ بِها قِطعَةً ٣ مِن أصحابِ أبي جَعفَرٍ عليه‌السلام ، ووَجَدتُ أصحابَ أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام مُتَوافِرينَ ، فَسَمِعتُ مِنهُم وأخَذتُ كُتُبَهُم ، فَعَرَضتُها مِن بَعدُ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه‌السلام ، فَأَنكَرَ مِنها أحاديثَ كَثيرَةً أن يَكونَ مِن أحاديثِ أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام ، وقالَ لي :

إنَّ أبَا الخَطّابِ كَذَبَ عَلى أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام ، لَعَنَ اللّه أبَا الخَطّابِ! وكَذلِكَ أصحابُ أبِي الخَطّابِ يَدُسّونَ هذِهِ الأَحاديثَ إلى يَومِنا هذا في كُتُبِ أصحابِ أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام ؛ فَلا تَقبَلوا عَلَينا خِلافَ القُرآنِ ؛ فَإِنّا إن تَحَدَّثنا حَدَّثنا بِمُوافَقَةِ القُرآنِ ومُوافَقَةِ السُّنَّةِ ، إنّا عَنِ اللّه وعَن رَسولِهِ نُحَدِّثُ ، ولا نَقولُ : قالَ فُلانٌ وفُلانٌ فَيَتَناقَضَ كَلامُنا ، إنَّ كلامَ آخِرِنا مِثلُ كَلامِ أوَّلِنا وكَلامَ أوَّلِنا مُصادِقٌ لِكَلامِ آخِرِنا ؛ فَإِذا أتاكُم مَن يُحَدِّثُكُم بِخِلافِ ذلِكَ فَرُدّوهُ عَلَيهِ ، وقولوا : أنتَ أعلَمُ وما جِئتَ بِهِ. فَإِنَّ مَعَ كُلِّ قَولٍ مِنّا حَقيقَةً وعَليهِ نورا ، فَما لا حَقيقَةَ مَعَهُ ، ولا نورَ عَلَيهِ ، فَذلِكَ مِن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٥٨٤ الرقم ٥٢٤ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٨٠ ح ٢٤.

٢. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٥٨٤ الرقم ٥٢١ عن عمران بن عليّ وص ٨١٠ الرقم ١٠١٢ عن عليّ بن مهزيار عن الإمام الباقر عليه‌السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٨٠ ح ٢٣.

٣. القِطعة من الشيء : الطائفة منه (الصحاح : ج ٣ ص ١٢٦٧ «قطع»).

٤. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٨٩ الرقم ٤٠١ ، بحار الأنوار : ج ٢ ص ٢٥٠ ح ٦٢.

٦٤٢

قَولِ الشَّيطانِ. ١

١٥٦٧. الكافي عن مالك بن عطيّة عن بعض أصحاب أبي عبد اللّه عليه‌السلام خَرَجَ إلَينا أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام وهُوَ مُغضَبٌ ، فَقالَ : إنّي خَرَجتُ آنِفا في حاجَةٍ ، فَتَعَرَّضَ لي بَعضُ سودانِ المَدينَةِ فَهَتَفَ بي : لَبَّيكَ يا جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ لَبَّيكَ! فَرَجَعتُ عَودي عَلى بَدئي إلى مَنزِلي خائِفا ذَعِرا مِمّا قالَ : حَتّى سَجَدتُ في مَسجِدي لِرَبّي ، وعَفَّرتُ لَهُ وَجهي ، وذَلَّلتُ لَهُ نَفسي ، وبَرِئتُ إلَيهِ مِمّا هَتَفَ بي.

ولَو أنَّ عيسَى بنَ مَريَمَ عَدا ما قالَ اللّه فيهِ ، إذا لَصَمَّ صَمّا لا يَسمَعُ بَعدَهُ أبَدا ، وعَمِيَ عَمىً لا يُبصِرُ بَعدَهُ أبَدا ، وخَرِسَ خَرَسا لا يَتَكَلَّمُ بَعدَهُ أبَدا.

ثُمَّ قالَ : لَعَنَ اللّه أبَا الخَطّابِ وقَتَلَهُ بِالحَديدِ! ٢

١٢ / ٢

أبو مَنصورٍ ٣

١٥٦٨. رجال الكشّي عن حفص بن عمرو النخعي : كُنتُ جالِسا عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٨٩ الرقم ٤٠١ ، بحار الأنوار : ج ٢ ص ٢٥٠ ح ٦٢.

٢. الكافي : ج ٨ ص ٢٢٥ ح ٢٨٦ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٢١ ح ٩٠.

٣. هو أبو منصور العجليّ ، كان يعزي نفسه إلى أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، فلمّا تبرّأ منه الباقر عليه‌السلام وطرده زعم أنّه هو الإمام ودعا الناس إلى نفسه ، ولمّا توفّي الباقر عليه‌السلام قال : انتقلت الإمامة إليّ وتظاهر بذلك ، وخرجت جماعة منهم بالكوفة من بني كندة حتى وقف يوسف بن عمر الثقفيّ والي العراق في أيّام هشام بن عبدالملك على قصّته وخبث دعوته فأخذه وصلبه. وزعم أبو منصور العجلي أنَّ عليّا عليه‌السلام هو الكِسْف الساقط من السماء في قوله تعالى : (وَإِن يَرَوْاْ كِسْفًا مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطًا يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ) (الطور : ٤٤) وقالوا بإسقاط الفرائض واستحلال المحرّمات. تنسب إليه فرقة المنصوريّة من الغلاة (الأنساب للسمعاني : ج ٢ ص ٢٤٩ ، الملل والنحل للشهرستاني : ج ١ ص ١٧٨؛ فرق الشيعة للنوبختي : ص ٢٨).

٦٤٣

جُعِلتُ فِداكَ! إنَّ أبا مَنصورٍ حَدَّثَني أنَّهُ رُفِعَ إلى رَبِّهِ وتَمَسَّحَ عَلى رَأسِهِ ، وقالَ لَهُ بِالفارِسِيَّةِ : يا پِسَر!

فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : حَدَّثَني أبي عَن جَدّي أنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : إنَّ إبليسَ اتَّخَذَ عَرشا فيما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ ، وَاتَّخَذَ زَبانِيَةً كَعَدَدِ المَلائِكَةِ ، فَإِذا دَعا رَجُلاً فَأَجابَهُ ووَطِئَ عَقِبَهُ وتَخَطَّت إلَيهِ الأَقدامُ ، تَراءى لَهُ إبليسُ ورُفِعَ إلَيهِ ، وإنَّ أبا مَنصورٍ كانَ رَسولَ إبليسَ ، لَعَنَ اللّه أبا مَنصورٍ ، لَعَنَ اللّه أبا مَنصورٍ ـ ثَلاثا ـ! ١

١٢ / ٣

بَشّارٌ الشَّعيرِيُّ ٢

١٥٦٩. رجال الكشّي عن إسحاق بن عمّار : قالَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام لِبَشّارٍ الشَّعيرِيِّ : اُخرُج عَنّي لَعَنَكَ اللّه! لا وَاللّه لا يُظِلُّني وإيّاكَ سَقفُ بَيتٍ أبَدا.

فَلَمّا خَرَجَ قالَ : وَيلَهُ! ألا قالَ بِما قالَتِ اليَهودُ؟ ألا قالَ بِما قالَتِ النَّصارى؟ ألا قالَ بِما قالَتِ المَجوسُ ، أو بِما قالَتِ الصّابِئَةُ؟ وَاللّه ما صَغَّرَ اللّه تَصغيرَ هذَا الفاجِرِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٥٩٢ الرقم ٥٤٦ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٨٢ ح ٢٧.

٢. هو بشّار الشعيريّ الدهقان ، أبوإسماعيل الكوفيّ ، وقيل : بيّاع الشعير وقيل : الأشعريّ. كان من المرتدّين الكفرة الفسقة المشركين الغلاة الملعونين المذمومين ، وكان في آرائه يشارك العلياوية ، أو العلباوية الذين يقولون : إنّ عليّا هو رب وظهر بالعلوية الهاشمية. وأظهر أنّه عبده ورسوله بالمحمدية فوافق أصحاب أبي الخطّاب في أربعة أشخاص : عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وأنّ معنى الأشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس ، والحقيقة شخص عليّ ، لأنّه أوّل هذه الأشخاص في الإمامة وأنكروا شخص محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وزعموا أن محمّدا عبد وعليّ ربّ. وزعموا أن بشّارا الشعيريّ لمّا أنكر ربوبية محمّد وجعلها في عليّ وجعل محمّدا عبد عليّ .... قال أبو عبد اللّه عليه‌السلام للمرازم : إذا قدمت الكوفة فأت بشّار الشعيريّ وقل له : يقول لك جعفر : يا كافر يا فاسق ، أنا بريء منك (رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٠١ الرقم ٧٤٣ و ٧٤٤).

٦٤٤

أحَدٌ ، إنَّهُ شَيطانٌ ابنُ شَيطانٍ ، خَرَجَ مِنَ البَحرِ لِيُغوِيَ أصحابي وشيعَتي فَاحذَروهُ ، وَليُبَلِّغِ الشّاهِدُ الغائِبَ أنّي عَبدٌ ابنُ عَبدٍ ، قِنٌّ ١ ابنُ أمَةٍ ، ضَمَّتنِي الأَصلابُ وَالأَرحامُ ، وأنّي لَمَيِّتٌ ، وأنّي لَمَبعوثٌ ، ثُمَّ مَوقوفٌ ، ثُمَّ مَسؤولٌ ، وَاللّه لاَُسأَلَنَّ عَمّا قالَ فِيَّ هذَا الكَذّابُ وَادّعاهُ عَلَيَّ. يا وَيلَهُ ، ما لَهُ أرعَبَهُ اللّه! فَلَقَد أمِنَ عَلى فِراشِهِ ، وأفزَعَني وأقلَقَني عَن رُقادي ، أوَتَدرونَ أنّي لِمَ أقولُ ذلِكَ؟ أقولُ ذلِكَ لِكَي أستَقِرَّ في قَبري ٢.٣

١٢ / ٤

حَكيمُ بنُ عَبّاسٍ ٤

١٥٧٠. دلائل الإمامة عن محمّد بن راشد عن أبيه : جاءَ رَجُلٌ إلى أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنَّ حَكيمَ بنَ عَبّاسٍ الكَلبِيَّ يُنشِدُ النّاسَ بِالكوفَةِ هِجاءَكُم.

فَقالَ : هَل عَلِقتَ مِنهُ بِشَيءٍ؟ قالَ : بَلى ، فَأَنشَدَهُ :

صَلَبنا لَكُم زَيدا عَلى جِذعِ نَخلَةٍ

ولَم نَرَ مَهدِيّا عَلَى الجِذعِ يُصلَبُ

وقِستُم بِعُثمانَ عَلِيّا سَفاهَةً

وعُثمانُ خَيرٌ مِن عَلِيٍّ وأطيَبُ!!

فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام يَدَيهِ إلَى السَّماءِ وهُما يَنتَفِضانِ رِعدَةً ، فَقالَ : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا فَسَلِّط عَلَيهِ كَلبا مِن كِلابِكَ.

قالَ : فَخَرَجَ حَكيمٌ مِنَ الكوفَةِ فَأَدلَجَ ٥ ، فَلَقِيَهُ الأَسَدُ فَأَكَلَهُ ، فَجاؤوا بِالبَشيرِ لِأَبي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. عبدٌ قِنٌّ : خالِصُ العبودة (لسان العرب : ج ١٣ ص ٣٤٨ «قنن»).

٢. لأستقرّ في قبري : أي لا اُعذّب فيه (بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٠٧).

٣. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٠٢ الرقم ٧٤٦ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣٠٧ ح ٧٣.

٤. هو الحكيم بن العبّاس الكلبي ، ولم يُذكر فيه إلاّ ما في المتن.

٥. أدلج القومُ : إذا ساروا من أوّل الليل (الصحاح : ج ١ ص ٣١٥ «دلج»).

٦٤٥

عَبدِ اللّه عليه‌السلام وهُوَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ، فَخَرَّ للّه ساجِدا وقالَ : الحَمدُ للّه الَّذي صَدَقَنا وَعدَهُ. ١

١٢ / ٥

داوُودُ بنُ عَلِيٍّ ٢

١٥٧١. الكافي عن حمّاد بن عثمان عن المسمعي : لَمّا قَتَلَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ ، قالَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : لَأَدعُوَنَّ اللّه عَلى مَن قَتَلَ مَولايَ ، وأخَذَ مالي. فَقالَ لَهُ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ : إنَّكَ لَتُهَدِّدُني بِدُعائِكَ؟!

قالَ حَمّادٌ : قالَ المِسمَعِيُّ : فَحَدَّثَني مُعَتِّبٌ أنَّ أبا عَبدِ اللّه عليه‌السلام لَم يَزَل لَيلَتَهُ راكِعا وساجِدا ، فَلَمّا كانَ فِي السَّحَرِ سَمِعتُهُ يَقولُ وهُوَ ساجِدٌ :

اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ بِقُوَّتِكَ القَوِيَّةِ ، وبِجَلالِكَ الشَّديدِ الَّذي كُلُّ خَلقِكَ لَهُ ذَليلٌ ، أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأن تَأخُذَهُ السّاعَةَ السّاعَةَ.

فَما رَفَعَ رَأسَهُ حَتّى سَمِعنَا الصَّيحَةَ في دارِ داوُودَ بنِ عَلِيٍّ ، فَرَفَعَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام رَأسَهُ وقالَ : إنّي دَعَوتُ اللّه بِدَعوَةٍ بَعَثَ اللّه عز وجل عَلَيهِ مَلَكا فَضَرَبَ رَأسَهُ بِمِرزَبَةٍ ٣ مِن حَديدٍ انشَقَّت مِنها مَثانَتُهُ فَماتَ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. دلائل الإمامة : ص ٢٥٣ ح ١٧٧ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٢٣٤ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٤١٥ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٦ ص ١٩٢ ح ٥٨ وج ٤٧ ص ١٣٥ ح ١٨٥.

٢. هو داوود بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس بن عبدالمطّلب بن هاشم الهاشميّ ، أبو سليمان ، عمّ السفّاح العباسيّ ، كان بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء ، ولِيَ إمرة الكوفة في زمن ابن أخيه أبي العبّاس السفّاح ، ثُم ولاّه المدينة والموسم ومكّة واليمن واليمامة ، وقيل : إنّه كان قدريّا ، وهو أوّل من ولِيَ المدينة من بني العبّاس ، ومات سنة ١٣٣ ه (تاريخ دمشق : ج ١٧ ص ١٥٧ الرقم ٢٠٥٢).

٣. المِرزَبة : المطرقة الكبيرة التي تكون للحدّاد (النهاية : ج ٢ ص ٢١٩ «رزب»).

٤. الكافي : ج ٢ ص ٥١٣ ح ٥ ، بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٢٠٩ ح ٥٢ ، وراجع الكافي : ج ٢ ص ٥٥٧ ح ٥.

٦٤٦

١٥٧٢. الإرشاد : رُوِيَ أنَّ داوُودَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَ ـ مَولى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ـ الإرشاد : رُوِيَ أنَّ داوُودَ بنَ عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللّه بنِ عَبّاسٍ ، قَتَلَ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ وأخَذَ مالَهُ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ جَعفَرٌ وهُوَ يَجُرُّ رِداءَهُ فَقالَ لَهُ : قَتَلتَ مَولايَ وأخَذتَ مالي! أما عَلِمتَ أنَّ الرَّجُلَ يَنامُ عَلَى الثُّكلِ ولا يَنامُ عَلَى الحَربِ؟ أما وَاللّه لَأَدعُوَنَّ اللّه عَلَيكَ. فَقالَ لَهُ داوُودُ : أتَتَهَدَّدُنا بِدُعائِكَ؟ ـ كَالمُستَهزِئِ بِقَولِهِ ـ؟!

فَرَجَعَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام إلى دارِهِ ، فَلَم يَزَل لَيلَهُ كُلَّهُ قائِما وقاعِدا ، حَتّى إذا كانَ السَّحَرُ سُمِعَ وهُوَ يَقولُ في مُناجاتِهِ :

يا ذَا القُوَّةِ القَوِيَّةِ ، ويا ذَا المِحالِ الشَّديدِ ، ويا ذَا العِزَّةِ الَّتي كُلُّ خَلقِكَ لَها ذَليلٌ ، اكفِني هذَا الطّاغِيَةَ ، وَانتَقِم لي مِنهُ.

فَما كانَ إلاّ ساعَةً حَتَّى ارتَفَعَتِ الأَصواتُ بِالصِّياحِ وقيلَ : قَد ماتَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ السّاعَةَ. ١.

١٥٧٣. دلائل الإمامة عن أبي بصير وداوود الرّقّي ومعاوية كُنّا بِالمَدينَةِ حينَ بَعَثَ داوُودُ بنُ عَلِيٍّ إلَى المُعَلَّى بنِ خُنَيسٍ فَقَتَلَهُ ، فَجَلَسَ عَنهُ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام شَهرا لَم يَأتِهِ ، فَبَعَثَ إلَيهِ ودَعاهُ ، فَأَبى أن يَأتِيَهُ ، فَبَعَثَ إلَيهِ عَشَرَةَ نَفسٍ مِنَ الحَرَسِ وقالَ لَهُم : اِيتوني بِهِ ؛ فَإِن أبى فَأتوني بِرَأسِهِ.

فَدَخَلوا عَلَيهِ وهُوَ يُصَلّي ـ ونَحنُ مَعَهُ ـ صَلاةَ الزَّوالِ ، فَقالوا لَهُ : أجِبِ الأَميرَ داوُودَ بنَ عَلِيٍّ ، فَأَبى ، فَقالوا : إن لَم تُجِب قَتَلناكَ.

فَقالَ : ما أظُنُّكُم تَقتُلونَ ابنَ رَسولِ اللّه!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإرشاد : ج ٢ ص ١٨٤ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٦٧٥ الرقم ٧٠٨ عن المسمعي ، المجتنى : ص ٥٦ كلاهما نحوه ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٢٣٠ عن أبي بصير وفيه صدره إلى «قائما وقاعدا» ، روضة الواعظين : ص ٢٣١ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٣٨١ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٥٢٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٢٢١ ح ٢٠.

٦٤٧

فَقالوا : ما نَدري ما تَقولُ ، وما نَعرِفُ إلاَّ الطّاعَةَ.

قالَ : اِنصَرِفوا ؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ لَكُم.

قالوا : لا نَرجِعُ إلَيهِ إلاّ بِما اُمِرنا.

فَلَمّا عَلِمَ أنَّ القَومَ لا يَنصَرِفونَ إلاّ بِما اُمِروا بِهِ ، رَأَيناهُ وقَد رَفَعَ يَدَيهِ إلَى السَّماءِ ثُمَّ وَضَعَهُما عَلى مَنكِبَيهِ ، ثُمَّ بَسَطَهُما ، ثُمَّ دَعا مُشيرا بِسَبّابَتِهِ ، فَسَمِعنا : السّاعَةَ السّاعَةَ ، حَتّى سَمِعنا صُراخا عالِيا ، فَقالوا : قُم.

فَقالَ : إنَّ صاحِبَكُم قَد ماتَ ، وهذَا الصُّراخُ عَلَيهِ. فَانصَرَفوا وَالنّاسُ قَد حَضَروهُ ... قالَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : دَعَوتُ اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ وَابتَهَلتُ إلَيهِ ... فَكَفانا شَرَّهُ. ١

١٢ / ٦

المُغيرَةُ بنُ سَعيدٍ ٢

١٥٧٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : لَعَنَ اللّه المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ ؛ إنَّهُ كانَ يَكذِبُ عَلى أبي فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، لَعَنَ اللّه مَن قالَ فينا ما لا نَقولُهُ في أنفُسِنا ، ولَعَنَ اللّه مَن أزالَنا عَنِ العُبودِيَّةِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. دلائل الإمامة : ص ٢٥١ ح ١٧٥ ، بصائر الدرجات : ص ٢١٨ ح ٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٢٣٠ عن أبي بصير وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٦٦ ح ٩ وص ١٧٧ ح ٢٤.

٢. هو المغيرة بن سعيد العجليّ الملقّب بالأبتر. كان يكذب على أبي جعفر عليه‌السلام. قال الصادق عليه‌السلام : «إنّ المغيرة ابن سعيد ـ لعنه اللّه ـ دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدّث بها أبي». نسبت إليه البترية من الزيدية. وهم أنكروا إمامة مولانا جعفر بن محمّد عليه‌السلام فقالوا : الإمامة في بني عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بعد أبي جعفر محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، وإنّ الإمامة في المغيرة بن سعيد إلى خروج المهديّ ، وهو عندهم محمّد بن عبد اللّه ابن الحسن عليه‌السلام ، وهو حيّ لم يمت ولم يُقتل ، فسمّوا هؤلاء المغيرية باسم المغيرة بن سعيد. وبعد ذلك ادّعى النبوّة لنفسه واستحلّ المحارم (رجال الكشّي : ج ١ ص ٤٨٩ ـ ٤٩١ الأرقام ٣٩٩ ـ ٤٠٢ ، فرق الشيعة للنوبختي : ص ٥٩).

٦٤٨

للّه الَّذي خَلَقَنا ، وإلَيهِ مَآبُنا ومَعادُنا وبِيَدِهِ نَواصينا. ١

١٥٧٥. عنه عليه‌السلام : لَعَنَ اللّه المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ ، ولَعَنَ اللّه يَهودِيَّةً كانَ يَختَلِفُ إلَيها يَتَعَلَّمُ مِنهَا السِّحرَ وَالشَّعبَذَةَ وَالمَخاريقَ ، إنَّ المُغيرَةَ كَذَبَ عَلى أبي عليه‌السلام فَسَلَبَهُ اللّه الإِيمانَ ، وإنَّ قَوما كَذَبوا عَلَيَّ ، ما لَهُم أذاقَهُمُ اللّه حَرَّ الحَديدِ؟! ٢

١٥٧٦. الخرائج والجرائح عن زياد بن أبي الحلال : إنَّ النّاسَ اختَلَفوا في جابِرِ بنِ يَزيدَ وأحاديثِهِ وأعاجيبِهِ ، فَدَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام ، وأنَا اُريدُ أن أسأَلَهُ عَنهُ ، فَابتَدَأَني مِن غَيرِ أن أسأَلَهُ فَقالَ :

رَحِمَ اللّه جابِرَ بنَ يَزيدَ الجُعفِيَّ ؛ فَإِنَّهُ كانَ يَصدُقُ عَلَينا ، ولَعَنَ اللّه المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ ؛ فَإِنَّهُ يَكذِبُ عَلَينا. ٣

١٢ / ٧

هؤُلاءِ الكَذّابونَ عَلى أهلِ البَيتِ ٤

١٥٧٧. رجال الكشّي عن ابن سنان عن الإمام الصادق عليه‌السلام : إنّا أهلُ بَيتٍ صادِقونَ ، لا نَخلو مِن كَذّابٍ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٥٩٠ الرقم ٥٤٢ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٩٧ ح ٥٩.

٢. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٩١ الرقم ٤٠٣ عن عبد الرحمن بن كثير ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٨٩ ح ٤٦.

٣. الخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٧٣٣ ح ٤٢ ، بصائر الدرجات : ص ٢٣٨ ح ١٢ وص ٤٥٩ ح ٤ نحوه ، الثاقب في المناقب : ص ٤٠٣ ح ٣٣٣ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٣٦ الرقم ٣٣٦ ، الاختصاص : ص ٢٠٤ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٢١٩ والثلاثة الأخيرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٦ ص ٣٢٧ ح ٦.

٤. أ ـ المغيرة بن سعيد

مرّت ترجمته فراجع.

ب ـ بزيع

هو بزيع بن موسى الحائك. ادّعى أنّه نبيّ رسول ، أرسله جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، وهو اللّه عزّوجلّ ، وشهد بزيع لأبي الخطّاب بالرسالة ، وبرئ أبو الخطّاب وأصحابه من بزيع. قال الصادق عليه‌السلام في حقّه : «إنّه ملعون

٦٤٩

يَكذِبُ عَلَينا فَيُسقِطُ صِدقَنا بِكَذِبِهِ عَلَينا عِندَ النّاسِ ...

ثُمَّ ذَكَرَ المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ وبَزيعا وَالسَّرِيَّ وأبَا الخَطّابِ ومُعَمَّرا وبَشّارا الأَشعَرِيَّ وحَمزَةَ الزُّبَيدِيَّ وصائِدَ النَّهدِيَّ ، فَقالَ : لَعَنَهُمُ اللّه! إنّا لا نَخلو مِن كَذّابٍ يَكذِبُ عَلَينا ، أو عاجِزِ الرَّأيِ ، كَفانَا اللّه مُؤنَةَ كُلِّ كَذّابٍ ، وأذاقَهُمُ اللّه حَرَّ الحَديدِ. ١

١٢ / ٨

السّاعي عَلَيهِ

١٥٧٨. الكافي عن صفوان الجمّال : حَمَلتُ أبا عَبدِ اللّه عليه‌السلام الحَملَةَ الثّانِيَةَ إلَى الكوفَةِ وأبو جَعفَرٍ المَنصورُ بِها ، فَلَمّا أشرَفَ عَلَى الهاشِمِيَّةِ ٢ ـ مَدينَةِ أبي جَعفَرٍ ـ أخرَجَ رِجلَهُ مِن غَرزِ الرِّجلِ ثُمَّ نَزَلَ ، ودَعا بِبَغلَةٍ شَهباءَ ، ولَبِسَ ثِيابا بِيضا ٣ وكُمَّةً ٤ بَيضاءَ ، فَلَمّا دَخَلَ عَلَيهِ قالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ : لَقَد تَشَبَّهتَ بِالأَنبِياءِ!

فَقالَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : وأنّى تُبعِدُني مِن أبناءِ الأَنبِياءِ؟

فَقالَ : لَقَد هَمَمتُ أن أبعَثَ إلَى المَدينَةِ مَن يَعقِرُ نَخلَها ، ويَسبي ذُرِّيَّتَها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ ، إنّما ذاك يحوك الكذب على اللّه ورسوله». وأيضا قال فيه وبيان والسري : «لعنهم اللّه ، تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه إلى سرّته». وأيضا قال ابن أبي يعفور : قلت لأبي عبد اللّه عليه‌السلام : إنّ بزيعا يزعم أنّه نبيّ ، فقال : «إنْ سمعته يقول ذلك فاقتله». وأيضا قال ابن أبي يعفور : دخلت على أبي عبد اللّه عليه‌السلام فقال : ما فعل بزيع؟ فقلت له : قتل ، فقال : «الحمدللّه ، أما إنّه ليس له شيء خيرا من القتل ، لأنّه لايتوب أبدا». تُنسب إليه فرقة البزيعية من فرق الغلاة (فرق الشيعة للنوبختي : ص ٤٣ ، الكافي : ج ٢ ص ٣٤٠ ح ١٠ وج ٧ ص ٢٥٨ ح ١٣ وص ٢٥٩ ح ٢٢ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٥٩٢ الرقم ٥٤٧ وص ٥٩٣ الرقمان ٥٤٩ و ٥٥٠).

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٥٩٣ الرقم ٥٤٩ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٦٣ ح ١.

٢. الهاشميّة : بلدٌ بالكوفة للسفّاح (القاموس المحيط : ج ٤ ص ١٩٠ «هشم»).

٣. في المصدر : «ثياب بيض» ، والتصويب من بحار الأنوار.

٤. الكُمَّة : القَلَنْسُوَة (النهاية : ج ٤ ص ٢٠٠ «كمكم»).

٦٥٠

فَقالَ : ولِمَ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ؟ فَقالَ : رُفِعَ إلَيَّ أنَّ مَولاكَ المُعَلَّى بنَ خُنَيسٍ يَدعو إلَيكَ ويَجمَعُ لَكَ الأَموالَ.

فَقالَ : وَاللّه ما كانَ.

فَقالَ : لَستُ أرضى مِنكَ إلاّ بِالطَّلاقِ وَالعَتاقِ وَالهَديِ وَالمَشيِ.

فَقالَ : أبِالأَندادِ مِن دونِ اللّه تَأمُرُني أن أحلِفَ؟! إنَّهُ مَن لَم يَرضَ بِاللّه ، فَلَيسَ مِنَ اللّه في شَيءٍ.

فَقالَ : أتَتَفَقَّهُ عَلَيَّ؟!

فَقالَ : وأنّى تُبعِدُني مِنَ الفِقهِ ، وأنَا ابنُ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله؟

فَقالَ : فَإِنّي أجمَعُ بَينَكَ وبَينَ مَن سَعى بِكَ.

قالَ : فَافعَل.

فَجاءَ الرَّجُلُ الَّذي سَعى بِهِ ، فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : يا هذا!

فَقالَ : نَعَم ، وَاللّه الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ! عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ ، الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، لَقَد فَعَلتَ.

فَقالَ لَهُ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : وَيلَكَ تُمَجِّدُ اللّه فَيَستَحيي مِن تَعذيبِكَ! ولكِن قُل : بَرِئتُ مِن حَولِ اللّه وقُوَّتِهِ واُلجِئتُ إلى حَولي وقُوَّتي.

فَحَلَفَ بِهَا الرَّجُلُ ، فَلَم يَستَتِمَّها حَتّى وَقَعَ مَيِّتا.

فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ : لا اُصَدِّقُ بَعدَها عَلَيكَ أبَدا. وأحسَنَ جائِزَتَهُ ورَدَّهُ. ١

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٦ ص ٤٤٥ ح ٣ ، بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٢٠٣ ح ٤٤ ، وراجع الإرشاد : ج ٢ ص ١٨٢ وروضة الواعظين : ص ٢٣٠ وإعلام الورى : ج ١ ص ٥٢٤.

٦٥١

١٥٧٩. التدوين عن موسى بن عبيدة العسكري : سَعى رَجُلٌ بِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام إلى أبي جَعفَرٍ المَنصورِ. بِأَنَّهُ نالَ مِنكَ وقالَ فيكَ ، فَاُحضِرَ جَعفَرٌ عليه‌السلام ، قالَ جَعفَرٌ عليه‌السلام : مَعاذَ اللّه! فَقالَ السّاعي : بَلى ، نِلتَ مِن أميرِ المُؤمِنينَ ، وقُلتَ فيهِ كَذا وكَذا.

فَقالَ جَعفَرٌ عليه‌السلام : حَلِّفهُ بِاللّه ـ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ ثُمَّ افعَل ما شِئتَ. فَحَلَفَ الرَّجُلُ ، فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ عليه‌السلام : إن حَلَفتَ كاذِبا أخرَجَ اللّه مِنكَ كُلَّ قُوَّةٍ أعطاكَ. فَقالَ : نَعَم.

فَقامَ الرَّجُلُ ـ مِن ساعَتِهِ ـ أعمى ، أصَمَّ ، أشَلَّ ، أعرَجَ ، وخَطا خُطوَتَينِ ، وَارتَعَدَ ، وسَقَطَ وماتَ. ١.

١٥٨٠. الإمام الكاظم عليه‌السلام : جاءَ رَجُلٌ إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام فَقالَ : اُنجُ بِنَفسِكَ ، فَهذا فُلانُ بنُ فُلانٍ قَد وَشى بِكَ إلَى المَنصورِ ، وذَكَرَ أنَّكَ تَأخُذُ البَيعَةَ لِنَفسِكَ عَلَى النّاسِ ، لِتَخرُجَ عَلَيهِم.

فَتَبَسَّمَ وقالَ : يا أبا عَبدِ اللّه ، لا تَرُع ؛ فَإِنَّ اللّه إذا أرادَ إظهارَ فَضيلَةٍ كُتِمَت أو جُحِدَت ، أثارَ عَلَيها حاسِدا باغِيا يُحَرِّكُها حَتّى يُبَيِّنَهَا ، اقعُد مَعي حَتّى يَأتِيَ الطَّلَبُ فَتَمضِيَ مَعي إلى هُناكَ ، حَتّى تُشاهِدَ ما يَجري مِن قُدرَةِ اللّه الَّتي لا مَعدِلَ لَها عَن مُؤمِنٍ.

فَجاءَ الرَّسولُ وقالَ : أجِب أميرَ المُؤمِنينَ. فَخَرَجَ الصّادِقُ عليه‌السلام ودَخَلَ وقَدِ امتَلَأَ المَنصورُ غَيظا وغَضَبا ، فَقالَ لَهُ : أنتَ الَّذي تَأخُذُ البَيعَةَ لِنَفسِكَ عَلَى المُسلِمينَ تُريدُ أن تُفَرِّقَ جَماعَتَهُم ، وتَسعى في هَلَكَتِهِم ، وتُفسِدَ ذاتَ بَينِهِم؟!

فَقالَ الصّادِقُ عليه‌السلام : ما فَعَلتُ شَيئا مِن هذا.

قالَ المَنصورُ : فَهذا فُلانٌ يَذكُرُ أنَّكَ فَعَلتَ كَذا ، وأنَّهُ أحَدُ مَن دَعَوتَهُ إلَيكَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. التدوين في أخبار قزوين : ج ١ ص ٤٣٠.

٦٥٢

فَقالَ : إنَّهُ لَكاذِبٌ.

قالَ المَنصورُ : إنّي اُحَلِّفُهُ ، فَإِن حَلَفَ كَفَيتُ نَفسي مُؤنَتَكَ.

فَقالَ الصّادِقُ عليه‌السلام : إنَّهُ إذا حَلَفَ كاذِبا باءَ بِإِثمٍ.

فَقالَ المَنصورُ لِحاجِبِهِ : حَلِّف هذَا الرَّجُلَ عَلى ما حَكاهُ عَن هذا ـ يَعنِي الصّادِقَ عليه‌السلام ـ فَقالَ لَهُ الحاجِبُ : قُل : وَاللّه الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ ، وجَعَلَ يُغَلِّظُ عَلَيهِ اليَمينَ.

فَقالَ الصّادِقُ عليه‌السلام : لا تُحَلِّفهُ هكَذا ؛ فَإِنّي سَمِعتُ أبي يَذكُرُ عَن جَدّي رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّهُ قالَ : إنَّ مِنَ النّاسِ مَن يَحلِفُ كاذِبا فَيُعَظِّمُ اللّه في يَمينِهِ ، ويَصِفُهُ بِصِفاتِهِ الحُسنى ، فَيَأتي تَعظيمُهُ للّه عَلى إثمِ كَذِبِهِ ويَمينِهِ فَيُؤَخِّرُ عَنهُ البَلاءَ ، ولكِن دَعني اُحَلِّفهُ بِاليَمينِ الَّتي حَدَّثَني بِها أبي عَن جَدّي عَن رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّهُ لا يَحلِفُ بِها حالِفٌ إلاّ باءَ ١ بِإِثمِهِ. فَقالَ المَنصورُ : فَحَلِّفهُ إذا يا جَعفَرُ.

فَقالَ الصّادِقُ عليه‌السلام لِلرَّجُلِ : قُل : إن كُنتُ كاذِبا عَلَيكَ فَقَد بَرِئتُ مِن حَولِ اللّه وقُوَّتِهِ ولَجَأتُ إلى حَولي وقُوَّتي. فَقالَهَا الرَّجُلُ.

فَقالَ الصّادِقُ عليه‌السلام : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا فَأَمِتهُ.

فَمَا استَتَمَّ كَلامَهُ حَتّى سَقَطَ الرَّجُلُ مَيِّتا ، وَاحتُمِلَ وَمُضِيَ بِهِ. ٢

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. أبوءُ بذنبي أي ألتزمُ وأرجعُ وأُقرُّ ، وأصلُ البواءِ اللُّزوم. ويبوء بإثمهِ وإثم صاحبه : أي كان عليه عقوبة ذنبهِ وعقوبة قتل صاحبه (النهاية : ج ١ ص ١٥٩ «بوأ»).

٢. الخرائج والجرائح : ج ٢ ص ٧٦٣ ح ٨٤ عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، وراجع الإرشاد : ج ٢ ص ١٨٣ وكشف الغمّة : ج ٢ ص ٣٨٠ وبحار الأنوار : ج ٤٧ ص ١٧٢ ح ١٩.

٦٥٣
٦٥٤

البابُ الثّالِثَ عَشَرَ :

من دعا عليه الإمام الكاظم

١٣ / ١

ابنُ قِياما ١

١٥٨١. الكافي عن أحمد بن عمر : دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه‌السلام ، أنَا وحُسَينُ بنُ ثُوَيرِ بنِ أبي فاخِتَةَ ... قالَ عليه‌السلام : ما فَعَلَ ابنُ قِياما؟ قالَ : قُلتُ : وَاللّه إنَّهُ لَيَلقانا فَيُحسِنُ اللِّقاءَ. فَقالَ : وأيُّ شَيءٍ يَمنَعُهُ مِن ذلِكَ؟ ثُمَّ تَلا هذِهِ الآيَةَ : (لاَ يَزَالُ بُنْيَـنُهُمُ الَّذِى بَنَوْاْ رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) ٢ .

قالَ : ثُمَّ قالَ : تَدري لِأَيِّ شَيءٍ تَحَيَّرَ ابنُ قِياما؟ قالَ : قُلتُ : لا. قالَ : إنَّهُ تَبِعَ أبَا الحَسَنِ عليه‌السلام فَأَتاهُ عَن يَمينِهِ وعَن شِمالِهِ وهُوَ يُريدُ مَسجِدَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَالتَفَتَ إلَيهِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو الحسين بن قياما الواسطيّ ، من أصحاب الكاظم عليه‌السلام وقف عليه. لم يعتقد بإمامة الرضا عليه‌السلام. قال ابن قياما للرضا عليه‌السلام : علمت أنّك لست بإمام ، قال عليه‌السلام : من أين علمت؟ قال : إنّه ليس لك ولد ، وإنّما هي في العقب ، فقال له : فواللّه إنّه لا تمضي الأيّام والليالي حتى يولد ذكر من صلبي ، يقوم بمثل مقامي ، يحيي الحقّ ويمحق الباطل (رجال الطوسي : ص ٣٣٦ الرقم ٤٩٩٧ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٨٢٨ الرقم ١٠٤٤).

٢. التوبة : ١١٠.

٦٥٥

أبُو الحَسَنِ عليه‌السلام فَقالَ : ما تُريدُ حَيَّرَكَ اللّه؟! ١

١٣ / ٢

زِيادٌ القَندِيُّ ٢

١٥٨٢. الغيبة للطوسي عن زياد القندي وابن مسكان : كُنّا عِندَ أبي إبراهيمَ عليه‌السلام إذ قالَ : يَدخُلُ عَلَيكُمُ السّاعَةَ خَيرُ أهلِ الأَرضِ ، فَدَخَلَ أبُو الحَسَنِ الرِّضا عليه‌السلام وهُوَ صَبِيٌّ ، فَقُلنا : خَيرُ أهلِ الأَرضِ! ثُمَّ دَنا فَضَمَّهُ إلَيهِ فَقَبَّلَهُ وقالَ :

يا بُنَيَّ ، دتَدري ما قالَ ذانِ؟ قالَ : نَعَم يا سَيِّدي ، هذانِ يَشُكّانَ فِيَّ.

قالَ عَلِيُّ بنُ أسباطٍ : فَحَدَّثتُ بِهذَا الحَديثِ الحَسَنَ بنَ مَحبوبٍ فَقالَ : بَتَرَ الحَديثَ ، لا ولكِن حَدَّثَني عَلِيُّ بنُ رِئابٍ أنَّ أبا إبراهيمَ عليه‌السلام قالَ لَهُما : إن جَحَدتُماهُ حَقَّهُ ، أو خُنتُماهُ ، فَعَلَيكُما لَعنَةُ اللّه وَالمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ. يا زِيادُ ، لا تَنجُبُ أنتَ وأصحابُكَ أبَدا.

قالَ عَلِيُّ بنُ رِئابٍ : فَلَقيتُ زِيادَ القَندِيَّ فَقُلتُ لَهُ : بَلَغَني أنَّ أبا إبراهيمَ قالَ لَكَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الكافي : ج ٨ ص ٣٤٦ ح ٥٤٦.

٢. هو زياد بن مروان القنديّ ، من أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، أحد أركان الوقف. روى عن يونس بن عبد الرحمن ، إنّه قال : مات أبوالحسن عليه‌السلام وليس من قوامه أحدٌ إلاّ وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته ، وكان عند زياد القنديّ سبعون ألف دينار. إنّه جحد حقّ الإمام مع تصريح الكاظم عليه‌السلام لإمامة ابنه حيث قال : يا زياد ، هذا ابني عليّ ، قوله قولي وفعله فعلي ، فإن كانت لك حاجة فانزلها به واقبل قوله ، فإنّه لايقول على اللّه إلاّ الحقّ ... فكتب زياد إلى الرضا عليه‌السلام يسأله عن ظهور هذا الأمر ، أو الاستتار ، فكتب إليه : أظهر ... فظهر زياد ، فلمّا حدث الحديث قلت له : يا زياد ، أيّ شيء يعدل بهذا الأمر ... قال الصدوق : إنّ زياد بن مروان القنديّ روى هذا الحديث ثمّ أنكره بعد مضيّ موسى عليه‌السلام وقال بالوقف (رجال الطوسي : ص ٢٠٨ الرقم ٢٦٩٤ وص ٢١١ الرقم ٢٧٦٠ وص ٣٣٧ الرقم ٥٠١٢ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ٣٨٩ الرقم ٤٤٨ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٦٦ الرقم ٨٨٦ وص ٧٨٦ الرقم ٩٤٦ وص ٧٦٧ الرقمان ٨٨٧ و ٨٨٨ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ص ٣١ ، الكافي : ج ١ ص ٣١٢ ح ٦).

٦٥٦

كَذا وكَذا ، فَقالَ : أحسَبُكَ قَد خولِطتَ ، فَمَرَّ وتَرَكَني ، فَلَم اُكَلِّمهُ ولا مَرَرتُ بِهِ.

قالَ الحَسَنُ بنُ مَحبوبٍ : فَلَم نَزَل نَتَوَقَّعُ لِزِيادٍ دَعوَةَ أبي إبراهيمَ عليه‌السلام حَتّى ظَهَرَ مِنهُ أيّامَ الرِّضا عليه‌السلام ما ظَهَرَ ، وماتَ زِنديقا. ١

١٣ / ٣

مُحَمَّدُ بنُ بَشيرٍ ٢

١٥٨٣. رجال الكشّي عن عليّ بن أبي حمزة البطائني : سَمِعتُ أبَا الحَسَنِ موسى عليه‌السلام يَقولُ : لَعَنَ اللّه مُحَمَّدَ بنَ بَشيرٍ وأذاقَهُ حَرَّ الحَديدِ ، إنَّهُ يَكذِبُ عَلَيَّ ، بَرِئَ اللّه مِنهُ وبَرِئتُ إلَى اللّه مِنهُ ، اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِمّا يَدَّعي فِيَّ ابنُ بَشيرٍ ، اللّهُمَّ أرِحني مِنهُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الغيبة للطوسي : ص ٦٨ ح ٧١ ، بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ٢٥٦ ح ٩.

٢. كان معاصر الكاظم عليه‌السلام ، غال ملعون. لمّا مضى أبوالحسن عليه‌السلام وتوقّف عليه الواقفة جاء محمّد بن بشير فادّعى أنّه يقول بالوقف على موسى بن جعفر عليه‌السلام ، فإنّ موسى هو كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا ، يتراءى لأهل النور بالنور ولأهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقهم بالإنسانية والبشرية اللحمانية ، ثمّ حجب الخلق جميعا عن إداركه وهو قائم فيهم موجود كما كان. وله أصحاب قالوا : إنّ موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس وإنّه غاب واستتر وهو القائم المهديّ وإنّه في وقت غيبته استخلف على الأُمّة محمّد بن بشير وجعله وصيّه وأعطاه خاتمه وعلمه ، فمحمّد بن بشير الإمام بعده ، وزعموا أنّ عليّ بن موسى عليه‌السلام وكلّ من ادّعى الإمامة من ولده وولد موسى عليه‌السلام مبطلون كاذبون ، وزعموا أنّ الفرض من اللّه تعالى ، إقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان وأنكروا الزكاة والحجّ وسائر الفرائض وقالوا بإباحة المحارم والفروج والغلمان وقالوا بالتناسخ وكلّ ما أوصى به رجل في سبيل اللّه ، فهو لسميع بن محمّد وأوصيائه من بعده ، ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة. وكان سبب قتل محمّد بن بشير ـ لعنة اللّه عليه ـ إنّه كان معه شعبذة ومخاريق ، فكان يظهر الواقفة إنّه ممّن وقف على عليّ بن موسى عليه‌السلام ، وكان يقول في موسى بالرّبوبيّة ويدّعي لنفسه أنّه نبيٌّ. وكانت عنده صورة قد علمها وأقامها شخصا كأنّه صورة أبي الحسن عليه‌السلام ، ثمّ إنّه يوما من الأيّام انكسر بعض تلك الألواح فخرج منها الزيبق فتعطّلت فاستراب أمره وظهر عليه التعطيل والإباحات (رجال الطوسي : ص ٣٤٤ الرقم ٥١٣٧ ، رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٧٤ الأرقام ٩٠٦ ـ ٩٠٩ ، فرق الشيعة للنوبختي : ص ٨٣ ، بحارالأنوار : ج ٢٥ ص ٣١١ و ٣١٤ ح ٧٦ ـ ٧٨).

٦٥٧

ثُمَّ قالَ : يا عَلِيُّ ما أحَدٌ اجتَرَأَ أن يَتَعَمَّدَ الكَذِبَ عَلَينا إلاّ أذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، إنَّ بُنانا كَذَبَ عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه‌السلام فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ كَذَبَ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه‌السلام فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ أبَا الخَطّابِ كَذَبَ عَلى أبي فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ ، وإنَّ مُحَمَّدَ بنَ بَشيرٍ ـ لَعَنَهُ اللّه ـ يَكذِبُ عَلَيَّ ، بَرِئتُ إلَى اللّه مِنهُ. اللّهُمَّ إنّي أبرَأُ إلَيكَ مِمّا يَدَّعيهِ فِيَّ مُحَمَّدُ بنُ بَشيرٍ ، اللّهُمَّ أرِحني مِنهُ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ أن تُخَلِّصَني مِن هذَا الرِّجسِ النِّجسِ مُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ ، فَقَد شارَكَ الشَّيطانُ أباهُ في رَحِمِ اُمِّهِ.

قالَ عَلِيُّ بنُ أبي حَمزَةَ : فَما رَأَيتُ أحَدا قُتِلَ بِأَسوَأِ قِتلَةٍ مِن مُحَمَّدِ بنِ بَشيرٍ. ١

١٥٨٤. رجال الكشّي عن عثمان بن عيسى الكلابي : قَد كانَ أبو عَبدِ اللّه وأبُو الحَسَنِ عليهما‌السلاميَدعُوانِ اللّه عَلَيهِ ، ويَسأَلانِهِ أن يُذيقَهُ حَرَّ الحَديدِ ، فَأَذاقَهُ اللّه حَرَّ الحَديدِ بَعدَ أن عُذِّبَ بِأَنواعِ العَذابِ. ٢

١٣ / ٤

موسَى بنُ المَهدِيِّ ٣

١٥٨٥. الأمالي للصدوق عن عليّ بن يقطين : رُفِعَ الخَبَرُ إلى موسَى بنِ جَعفَرٍ عليهما‌السلام ، وعِندَهُ جَماعَةٌ مِن أهلِ بَيتِهِ ، بِما عَزَمَ عَلَيهِ موسَى بنُ المَهدِيِّ في أمرِهِ ، فَقالَ لِأَهلِ بَيتِهِ : ما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٧٨ الرقم ٩٠٩ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣١٤ ح ٧٨.

٢. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٧٧٧ الرقم ٩٠٧ ، بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٣١١ ح ٧٦.

٣. هو موسى بن محمد المهديّ بن المنصور ، يكنّى أبا محمّد ، وأُمّه الخيزران أُمّ ولد. كان من الخلفاء العبّاسيين. روي أنّه هدّد موسى بن جعفر عليه‌السلام بالقتل وقال : قتلني اللّه إن أبقيت عليه ، وكتب عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام بصورة الأمر ، فاستشار أهل بيته ودعا عليه كما في المتن. كانت خلافته سنة وشهرا وثلاثة وعشرين يوما. مات في سنة ١٧٠ ق وهو ابن ثلاث وعشرين سنة (الغيبة للطوسي : ص ٣٢ ح ٨ ، المنتظم : ج ٨ ص ٣٠٥ ـ ٣١٨).

٦٥٨

تُشيرونَ؟ قالوا : نَرى أن تَتَباعَدَ عَن هذَا الرَّجُلِ ، وأن تُغَيِّبَ شَخصَكَ مِنهُ ؛ فَإِنَّهُ لا يُؤمَنُ شَرُّهُ. فَتَبَسَّمَ أبُو الحَسَنِ عليه‌السلام ثُمَّ قالَ :

زَعَمَت سَخِينَةُ أن سَتَغلِبُ رَبَّها

ولَيُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ.

ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ فَقالَ : إلهي كَم مِن عَدُوٍّ شَحَذَ لي ظُبَةَ مُديَتِهِ ١ ، وأرهَفَ ٢ لي سِنانَ حَدِّهِ ، ودافَ لي قَواتِلَ سُمومِهِ ، ولَم تَنَم عَنّي عَينُ حِراسَتِهِ ، فَلَمّا رَأَيتَ ضَعفي عَنِ احتِمالِ الفَوادِحِ ، وعَجزي عَن مُلِمّاتِ الجَوائِحِ ٣ ، صَرَفتَ ذلِكَ عَنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، لا بِحَولي ولا بِقُوَّتي ، فَأَلقَيتَهُ فِي الحَفيرِ الَّذِي احتَفَرَهُ لي خائِبا مِمّا أمَّلَهُ في دُنياهُ ، مُتَباعِدا مِمّا رَجاهُ في آخِرَتِهِ ، فَلَكَ الحَمدُ عَلى ذلِكَ قَدرَ استِحقاقِكَ سَيِّدِي اللّهُمَّ ، فَخُذهُ بِعِزَّتِكَ ، وَافلُل حَدَّهُ عَنّي بِقُدرَتِكَ ، وَاجعَل لَهُ شُغُلاً فيما يَليهِ ، وعَجزا عَمَّن يُناويهِ ٤ ، اللّهُمَّ وأعدِني عَلَيهِ عَدوى حاضِرَةً تَكونُ مِن غَيظي شِفاءً ، ومِن حَقّي عَلَيهِ وَفاءً ، وصِلِ اللّهُمَّ دُعائي بِالإِجابَةِ ، وَانظِم شَكاتي بِالتَّغييرِ ، وعَرِّفهُ عَمّا قَليلٍ ما وَعَدتَ الظّالِمينَ ، وعَرِّفني ما وَعَدتَ في إجابَةِ المُضطَرّينَ ، إنَّكَ ذو الفَضلِ العَظيمِ وَالمَنِّ الكَريمِ.

قالَ : ثُمَّ تَفَرَّقَ القَومُ ، فَمَا اجتَمَعوا إلاّ لِقِراءَةِ الكِتابِ الوارِدِ بِمَوتِ موسَى بنِ المَهدِيِّ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. شحذَ السكّين : أحَدّها. والظُّبَة : حدُّ السيف. والمدية : الشَّفرة (القاموس المحيط : ج ١ ص ٣٥٤ «شحذ» وج ٤ ص ٣٥٨ «ظبب» وص ٣٨٩ «مدى»).

٢. أرهفت سيفي : أي رققته (لسان العرب : ج ٩ ص ١٢٨ «رهف»).

٣. الجائحة : وهي الآفَةُ التي تُهلك الثِّمار والأموال وتَسْتَأْصِلُها ، وكلُّ مصيبةٍ عظيمةٍ وفتنَةٍ مبيرة : جائحة ، والجمع جوائح (النهاية : ج ١ ص ٣١١ «جوح»).

٤. ناواه : أي عاداه ، وأصله الهمز (الصحاح : ج ٦ ص ٢٥١٧ «نوى»).

٥. الأمالي للصدوق : ص ٤٥٩ ح ٦١٢ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ص ٧٩ ح ٧ ، الأمالي للطوسي : ص ٤٢١ ح ٩٤٤ ، مُهج الدعوات : ص ٤٣ ، كشف الغمّة : ج ٣ ص ٤٠ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٨ ص ٢١٧ ح ١٧ وج ٩٥ ص ٢٠٩ ح ١ ، وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ٣٠٧.

٦٥٩
٦٦٠