نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

٨ / ٤

مَشاهِدُ الأَئِمَّةِ مِن أهلِ البَيتِ

٦٠٩. تهذيب الأحكام عن عثمان بن سعيد عن رجل عن الإمام ا إنَّ إلى جانِبِ كوفانَ قَبرا ، ما أتاهُ مَكروبٌ قَطُّ فَصَلّى عِندَهُ رَكعَتَينِ أو أربَعَ رَكَعاتٍ ، إلاّ نَفَّسَ اللّه عَنهُ كُربَتَهُ ، وقَضى حاجَتَهُ. قالَ : قُلتُ : قَبرُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام؟

فَقالَ لي بِرَأسِهِ : لا. فَقُلتُ : فَقَبرُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه‌السلام؟

قالَ بِرَأسِهِ : نَعَم. ١

٦١٠. الإمام الصادق عليه‌السلام : إذا زُرتَ جانِبَ النَّجَفِ ، فَزُر عِظامَ آدَمَ ، وبَدَنَ نوحٍ ، وجِسمَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‌السلام ؛ فَإِنَّكَ زائِرٌ الآباءَ الأَوَّلينَ ، ومُحَمَّدا خاتَمَ النَّبِيّينَ ، وعَلِيّا سَيِّدَ الوَصِيّينَ ، وإنَّ زائِرَهُ تُفتَحُ لَهُ أبوابُ السَّماءِ عِندَ دَعوَتِهِ ؛ فَلا تَكُن عَنِ الخَيرِ نَوّاما. ٢

٦١١. عنه عليه‌السلام : إنَّ أبوابَ السَّماءِ لَتُفتَحُ عِندَ دُعاءِ الزّائِرِ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه‌السلام ؛ فَلا تَكُن عَنِ الخَيرِ نَوّاما. ٣

٦١٢. المزار عن شعيب العقرقوفي عن الإمام الصادق عليه‌السلام قُلتُ لَهُ : مَن أتى قَبرَ الحُسَينِ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ ـ ما لَهُ مِنَ الثَّوابِ وَالأَجرِ جُعِلتُ فِداكَ؟

قالَ : يا شُعَيبُ ، ما صَلّى عِندَهُ أحَدٌ صَلاةً إلاّ قَبِلَهَا اللّه مِنهُ ، ولا دَعا عِندَهُ أحَدٌ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. تهذيب الأحكام : ج ٦ ص ٣٥ ح ٧٣ ، فرحة الغري : ص ٦٩ عن داوود بن فرقد ، بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٢٥٩ ح ٨.

٢. تهذيب الأحكام : ج ٦ ص ٢٣ ح ٥١ ، المزار للمفيد : ص ٢٢ ح ٣ ، كامل الزيارات : ص ٩١ ح ٩١ ، مصباح الزائر : ص ١١٨ كلّها عن المفضّل بن عمر الجعفي ، بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٢٥٨ ح ٤.

٣. المقنعة : ص ٤٦٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٣ ص ٣١٧ ، خصائص الأئمّة عليهم‌السلام : ص ٤٠ وليس فيه «فلا تكن عن الخير نوّاما».

٢٠١

دَعوَةً إلاَّ استُجيبَت لَهُ عاجِلَةً وآجِلَةً. ١

٦١٣. ثواب الأعمال عن بشير الدهّان عن الإمام الصادق عليه‌السلام إنَّ الرَّجُلَ لَيَخرُجُ إلى قَبرِ الحُسَينِ عليه‌السلام ، فَلَهُ إذا خَرَجَ مِن أهلِهِ بِأَوَّلِ خُطوَةٍ مَغفِرَةٌ لِذُنوبِهِ ، ثُمَّ لَم يَزَل يُقَدَّسُ بِكُلِّ خُطوَةٍ حَتّى يَأتِيَهُ ، فَإِذا أتاهُ ناجاهُ اللّه ، فَقالَ :

عَبدي سَلني اُعطِكَ ، ادعُني اُجِبكَ ، اطلُب مِنّي اُعطِكَ ، سَلني حاجَتَكَ أقضِها لَكَ.

قالَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : وحَقٌّ عَلَى اللّه أن يُعطِيَ ما بَذَلَ. ٢

٦١٤. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ وِلايَتَنا عُرِضَت عَلى أهلِ الأَمصارِ فَلَم يَقبَلها قَبولَ أهلِ الكوفَةِ بِشَيءٍ ، وذلِكَ أنَّ قَبرَ عَلِيٍّ عليه‌السلام فيهِ ، وأنَّ إلى لِزقِهِ لَقَبرا آخَرَ ـ يَعني قَبرَ الحُسَينِ عليه‌السلام ـ وما مِن آتٍ يَأتيهِ فَيُصَلّي عِندَهُ رَكعَتَينِ أو أربَعا ، ثُمَّ يَسأَلُ اللّه حاجَتَهُ إلاّ قَضاها لَهُ ، وأنَّهُ لَتَحُفُّهُ كُلَّ يَومٍ ألفُ مَلَكٍ. ٣

٦١٥. الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما‌السلام : إنَّ اللّه تَعالى عَوَّضَ الحُسَينَ عليه‌السلام مِن قَتلِهِ أن جَعَلَ الإِمامَةَ في ذُرِّيَّتِهِ ، وَالشِّفاءَ في تُربَتِهِ ، وإجابَةَ الدُّعاءِ عِندَ قَبرِهِ ، ولا تُعَدُّ أيّامُ زائِريهِ جائِيا وراجِعا مِن عُمُرِهِ. ٤

٦١٦. تهذيب الأحكام عن عبد اللّه بن الفضل الهاشمي : كُنتُ عِندَ أبي عَبدِ اللّه الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المزار للمفيد : ص ١٣٥ ح ٤ ، كامل الزيارات : ص ٤٣٥ ح ٦٦٨ ، بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٨٣ ح ٩.

٢. ثواب الأعمال : ص ١١٧ ح ٣٢ ، المزار للمفيد : ص ٣١ ح ٢ ، كامل الزيارات : ص ٢٥٣ ح ٣٧٩ ، بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٢٤ ح ٢١.

٣. ثواب الأعمال : ص ١١٤ ح ٢٠ عن أبي النمير ، كامل الزيارات : ص ٣١٣ ح ٥٣٠ عن محمّد بن عليّ الحلبي عن الإمام الصادق عليه‌السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ١٤٠ ح ١.

٤. الأمالي للطوسي : ص ٣١٧ ح ٦٤٤ ، بشارة المصطفى : ص ٢١١ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٤٣١ كلّها عن محمّد ابن مسلم ، عدّة الداعي : ص ٤٨ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٦٩ ح ٢.

٢٠٢

مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِن أهلِ طوسٍ ، فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، ما لِمَن زارَ قَبرَ أبي عَبدِ اللّه الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام؟

فَقالَ لَهُ : يا طوسِيُّ ، مَن زارَ قَبرَ أبي عَبدِ اللّه الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام وهُوَ يَعلَمُ أنَّهُ إمامٌ مِن قِبَلِ اللّه عز وجل مُفتَرَضُ الطّاعَةِ عَلَى العِبادِ ، غَفَرَ اللّه لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ ، وقَبِلَ شَفاعَتَهُ في خَمسينَ مُذنِبا ، ولَم يَسأَلِ اللّه عز وجل حاجَةً عِندَ قَبرِهِ إلاّ قَضاها لَهُ. ١

٦١٧. الإمام الصادق عليه‌السلام : مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ عليه‌السلام للّه وفِي اللّه ، أعتَقَهُ اللّه مِنَ النّارِ ، وآمَنَهُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ ، ولَم يَسأَلِ اللّه تَعالى حاجَةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ إلاّ أعطاهُ. ٢

٦١٨. عدّة الداعي : رُوِيَ أنَّ الصّادِقَ عليه‌السلام أصابَهُ وَجَعٌ ، فَأَمَرَ مَن عِندَهُ أن يَستَأجِروا لَهُ أجيرا يَدعو لَهُ عِندَ قَبرِ الحُسَينِ عليه‌السلام ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِن مَواليهِ فَوَجَدَ آخَرَ عَلَى البابِ ، فَحَكى لَهُ ما أمَرَ بِهِ ، فَقالَ الرَّجُلُ : أنَا أمضي ، لكِنِ الحُسَينُ عليه‌السلام إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ ، وهُوَ أيضا إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ ، فَكَيفَ ذلِكَ؟ فَرَجَعَ إلى مَولاهُ وعَرَّفَهُ قَولَهُ ، فَقالَ : هُوَ كَما قالَ ، لكِن ما عَرَفَ أنّ للّه تَعالى بِقاعا يُستَجابُ فيهَا الدُّعاءُ ، فَتِلكَ البُقعَةُ مِن تِلكَ البِقاعِ. ٣

٦١٩. الإمام الهادي عليه‌السلام : إنَّ للّه مَواطِنَ يُحِبُّ أن يُدعى فيها فَيُجيبَ ، وإنَّ حائِرَ الحُسَينِ عليه‌السلام مِن تِلكَ المَواطِنِ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. تهذيب الأحكام : ج ٦ ص ١٠٨ ح ١٩١ ، الأمالي للصدوق : ص ٦٨٤ ح ٩٣٨ وفيه «سبعين» بدل «خمسين» ، بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٢٣ ح ١٥.

٢. كامل الزيارات : ص ٢٧٦ ح ٤٣٠ عن حذيفة بن منصور ، بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ٢٠ ح ٩.

٣. عدّة الداعي : ص ٤٨.

٤. المزار للمفيد : ص ٢٠٩ ح ٢ ، المزار الكبير : ص ٥٩٥ ح ٢ ، تحف العقول : ص ٤٨٢ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ٢٥٧ ح ٤.

٢٠٣

٦٢٠. كامل الزيارات عن أبي هاشم الجعفري : بَعَثَ إلَيَّ أبُو الحَسَنِ الهادي عليه‌السلام في مَرَضِهِ ، وإلى مُحَمَّدِ بنِ حَمزَةَ ، فَسَبَقَني إلَيهِ مُحَمَّدُ بنُ حَمزَةَ ، فَأَخبَرَني أنَّهُ ما زالَ يَقولُ : اِبعَثوا إلَى الحائِرِ. فَقُلتُ لِمُحَمَّدٍ : ألا قُلتَ لَهُ : أنَا أذهَبُ إلَى الحائِرِ! ثُمَّ دَخَلتُ عَلَيهِ ، فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ! أنَا أذهَبُ إلَى الحائِرِ. فَقالَ : اُنظُروا في ذلِكَ ، ثُمَّ قالَ : إنَّ مُحَمَّدا لَيسَ لَهُ سِرٌّ مِن زَيدِ بنِ عَلِيٍّ ، وأنَا أكرَهُ أن يَسمَعَ ذلِكَ ، قالَ : فَذَكَرتُ ذلِكَ لِعَلِيِّ بنِ بِلالٍ ، فَقالَ : ما كانَ يَصنَعُ بِالحائِرِ وهُوَ الحائِرُ؟

فَقَدِمتُ العَسكَرَ فَدَخَلتُ عَلَيهِ ، فَقالَ لي : اِجلِس ـ حينَ أرَدتُ القِيامَ ـ فَلَمّا رَأَيتُهُ أنِسَ بي ، ذَكَرتُ قَولَ عَلِيِّ بنِ بِلالٍ ، فَقالَ لي :

ألا قُلتَ لَهُ : إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ يَطوفُ بِالبَيتِ ويُقَبِّلُ الحَجَرَ ، وحُرمَةُ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَالمُؤمِنِ أعظَمُ مِن حُرمَةِ البَيتِ! وأمَرَهُ اللّه أن يَقِفَ بِعَرَفَةَ ، إنَّما هِيَ مَواطِنُ يُحِبُّ اللّه أن يُذكَرَ فيها ، فَأَنَا اُحِبُّ أن يُدعى لي حَيثُ يُحِبُّ اللّه أن يُدعى فيها ، وَالحائِرُ مِن تِلكَ المَواضِعِ. ١

٦٢١. الإمام الهادي عليه‌السلام : مَن كانَت لَهُ إلَى اللّه حاجَةٌ ، فَليَزُر قَبرَ جَدِّيَ الرِّضا عليه‌السلام بِطوسٍ وهُوَ عَلى غُسلٍ ، وَليُصَلِّ عِندَ رَأسِهِ رَكعَتَينِ ، وَليَسأَلِ اللّه حاجَتَهُ في قُنوتِهِ ؛ فَإِنَّهُ يَستَجيبُ لَهُ ما لَم يَسأَل في مَأثَمٍ أو قَطيعَةِ رَحِمٍ ، وإنَّ مَوضِعَ قَبرِهِ لَبُقعَةٌ مِن بِقاعِ الجَنَّةِ ، لا يَزورُها مُؤمِنٌ إلاّ أعتَقَهُ اللّه مِنَ النّارِ وأحَلَّهُ إلى دارِ القَرارِ. ٢

٦٢٢. الإمام الرضا عليه‌السلام : لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلى شَيءٍ مِنَ القُبورِ إلاّ إلى قُبورِنا ، ألا وإنّي لَمَقتولٌ بِالسَّمِّ ظُلما ، ومَدفونٌ في مَوضِعِ غُربَةٍ ؛ فَمَن شَدَّ رَحلَهُ إلى زِيارَتِي ، استُجيبَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. كامل الزيارات : ص ٤٥٨ ح ٦٩٧ ، الكافي : ج ٤ ص ٥٦٧ ح ٣ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٠١ ص ١١٢ ح ٣٢.

٢. عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٦٢ ح ٣٢ ، الأمالي للصدوق : ص ٦٨٤ ح ٩٣٩ كلاهما عن الصقر بن دلف ، بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ٤٩ ح ٤.

٢٠٤

دُعاؤُهُ ، وغُفِرَ لَهُ ذَنبُهُ. ١

٨ / ٥

مَسجِدُ الكوفَةِ

٦٢٣. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في فَضلِ مَسجِدِ الكوفَةِ ـ : ما دَعا فيهِ مَكروبٌ بِمَسأَلَةٍ في حاجَةٍ مِنَ الحَوائِجِ ، إلاّ أجابَهُ اللّه ، وفَرَّجَ عَنهُ كُربَتَهُ. ٢

راجع : الكافي : ج ٣ ص ٤٩٠ (باب فضل المسجد الأعظم بالكوفة).

٨ / ٦

مَسجِدُ السَّهلَةِ

٦٢٤. الإمام الصادق عليه‌السلام ـ في فَضلِ مَسجِدِ السَّهلَةِ ـ : ما أتاهُ مَكروبٌ قَطُّ فَصَلّى فيهِ بَينَ العِشاءَينِ ودَعَا اللّه ، إلاّ فَرَّجَ اللّه كُربَتَهُ. ٣

٦٢٥. المزار الكبير عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه‌السلام قالَ لي : يا أبا مُحَمَّدٍ ، كَأَنّي أرى نُزولَ القائِمِ عليه‌السلام في مَسجِدِ السَّهلَةِ بِأَهلِهِ وعِيالِهِ ... وما صَلّى فيهِ أحَدٌ فَدَعَا اللّه بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ إلاّ صَرَفَهُ اللّه بِقَضاءِ حاجَتِهِ ، وما مِن أحَدٍ استَجارَهُ إلاّ أجارَهُ اللّه مِمّا يَخافُ ، قُلتُ :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الخصال : ص ١٤٤ ح ١٦٧ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ٢ ص ٢٥٥ ح ١ كلاهما عن ياسر الخادم ، بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ٣٦ ح ٢١.

٢. الكافي : ج ٣ ص ٤٩٢ ح ٢ ، كامل الزيارات : ص ٨١ ح ٧٦ كلاهما عن إسماعيل بن زيد مولى عبد اللّه بن يحيى الكاهلي ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٢٥١ ح ٦٨٩ عن عبد اللّه بن يحيى الكاهلي وكلّها عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٤٠٤ ح ٥٩.

٣. الكافي : ج ٣ ص ٤٩٥ ح ٣ ، تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٢٥٢ ح ٦٩٣ كلاهما عن عبد الرحمن بن سعيد الخزّاز ، المزار للمفيد : ص ١٤ ح ٣ نحوه ، قصص الأنبياء : ص ٨٠ ح ٦٢ عن عمّار اليقظان ، بحار الأنوار : ج ٤٦ ص ١٨٢ ح ٤٥.

٢٠٥

هذا لَهُوَ الفَضلُ.

قالَ : أنَزيدُكَ؟ قُلتُ : نَعَم ، قالَ : هُوَ مِنَ البِقاعِ الَّتي أحَبَّ اللّه أن يُدعى فيها. ١

٦٢٦. الإمام الصادق عليه‌السلام : إذا دَخَلتَ الكوفَةَ فَأتِ مَسجِدَ السَّهلَةِ ، فَصَلِّ فيهِ وَاسأَلِ اللّه حاجَتَكَ لِدينِكَ ودُنياكَ ؛ فَإِنَّ مَسجِدَ السَّهلَةِ بَيتُ إدريسَ عليه‌السلام الَّذي كانَ يَخيطُ فيهِ ويُصَلّي فيهِ ، ومَن دَعَا اللّه فيهِ بِما أحَبَّ ، قَضى لَهُ حَوائِجَهُ ، ورَفَعَهُ يَومَ القِيامَةِ مَكانا عَلِيّا إلى دَرَجَةِ إدريسَ ، واُجيرَ مِن مَكروهِ الدُّنيا ومَكائِدِ أعدائِهِ. ٢

راجع : الكافي : ج ٣ ص ٤٩٤ (باب مسجد السهلة).

٨ / ٧

قُبورُ الوالِدَينِ

٦٢٧. الإمام عليّ عليه‌السلام : زوروا مَوتاكُم ؛ فَإِنَّهُم يَفرَحونَ بِزِيارَتِكُم ، وَليَطلُب أحَدُكُم حاجَتَهُ عِندَ قَبرِ أبيهِ وعِندَ قَبرِ اُمِّهِ ، بِما ٣ يَدعو لَهُما. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المزار الكبير : ص ١٣٤ ح ٧ ، بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٤٣٦ ح ٧.

٢. قصص الأنبياء : ص ٨٠ ح ٦٤ عن إسماعيل بن مهران ، بحار الأنوار : ج ١٠٠ ص ٤٣٤ ح ١.

٣. كذا ، وفي الخصال : «بعدما» بدل «بما».

٤. الكافي : ج ٣ ص ٢٣٠ ح ١٠ عن المفضّل بن عمر ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، الخصال : ص ٦١٨ ح ١٠ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم‌السلام ، تحف العقول : ص ١٠٦ نحوه.

٢٠٦

البابُ التّاسِعُ :

إرشادات في تصحيح الأدعية

٩ / ١

اللّهُمَّ أرِنِي الدُّنيا كَما تَراها

٦٢٨. الدعاء عن أبي الغصين الطائي : إنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بَينَما هُوَ يُصَلّي فَسَمِعَ رَجُلاً مِن خَلفِهِ وهُوَ يُصَلّي ، وهُوَ يَقولُ : اللّهُمَّ أرِنِي الدُّنيا كَما تَراها. فَلَمَّا انصَرَفَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : مَن صاحِبُ الدَّعوَةِ؟ قالَ الرَّجُلُ : أنَا. قالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ اللّه لا يَرَى الدُّنيا كَالَّذي تَراها ، فَإِذا كُنتَ سائِلاً فَقُل : اللّهُمَّ أرِنِي الدُّنيا كَالَّذي يَراها صالِحو عِبادِكَ. ١

٩ / ٢

اللّهُمَّ لا تُحوِجني إلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ

٦٢٩. الإمام عليّ عليه‌السلام : قُلتُ : اللّهُمَّ لا تُحوِجني إلى أحَدٍ مِن خَلقِكَ ، فَقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عَلِيُّ ، لا تَقولَنَّ هكَذا ، فَلَيسَ مِن أحَدٍ إلاّ وهُوَ مُحتاجٌ إلَى النّاسِ. فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، فَما أقولُ؟ قالَ : قُل : اللّهُمَّ لا تُحوِجني إلى شِرارِ خَلقِكَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الدعاء لمحمّد بن فضيل الضبّي : ص ١٨ ح ٢ ، إحياء علوم الدين : ج ٤ ص ٣١٧ نحوه.

٢٠٧

قُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، ومَن شِرارُ خَلقِهِ؟ قالَ : الَّذين إذا أعطَوا مَنّوا ١ ، وإذا مَنَعوا عابوا. ٢

٦٣٠. الإمام الصادق عليه‌السلام ـ لِرَجُلٍ قالَ : اُدعُ اللّه لي أن يُغنِيَني ع : إنَّ اللّه قَسَّمَ رِزقَ مَن شاءَ عَلى يَدَي مَن شاءَ ، ولكِن سَلِ اللّه أن يُغنِيَكَ عَنِ الحاجَةِ الَّتي تَضطَرُّكَ إلى لِئامِ خَلقِهِ. ٣

٩ / ٣

اللّهُمَّ اجعَل عُقوبَتي فِي الدُّنيا

٦٣١. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في بَيانِ فَضائِلِ رَسولِ اللّه صلى الله عليه : مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله ... أبرَأَ ذَا العاهَةِ مِن عاهَتِهِ ، بَينَما هُوَ جالِسٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ سَأَلَ عَن رَجُلٍ مِن أصحابِهِ ، فَقالوا : يا رَسولَ اللّه ، إنَّهُ قَد صارَ مِنَ البَلاءِ كَهَيئَةِ الفَرخِ الَّذي لا ريشَ عَلَيهِ.

فَأَتاهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله فَإِذا هُوَ كَهَيئَةِ الفَرخِ مِن شِدَّةِ البَلاءِ ، فَقالَ لَهُ : قَد كُنتَ تَدعو في صِحَّتِكَ دُعاءً؟ قالَ : نَعَم ، كُنتُ أقولُ : يا رَبِّ ، أيُّما عُقوبَةٍ أنتَ مُعاقِبي بِها فِي الآخِرَةِ ، فَاجعَلها لي فِي الدُّنيا.

فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألاّ قُلتَ : اللّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ.

فَقالَهَا الرَّجُلُ ، فَكَأَنَّما نَشَطَ مِن عِقالٍ ، وقامَ صَحيحا ، وخَرَجَ مَعَنا. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. في بحار الأنوار : «إذا اُعطوا منعوا».

٢. تنبيه الخواطر : ج ١ ص ٣٩ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٥ ح ٦ ، وراجع تحف العقول : ص ٢٩٣ ومشكاة الأنوار : ص ٢٣٣ ح ٦٦٥.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٢٦٦ ح ١ عن بكر الأرقط أو شعيب ، بحار الأنوار : ج ٧٢ ص ٤ ح ٢.

٤. الاحتجاج : ج ١ ص ٥٢٩ ح ١٢٧ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام ، الثاقب في المناقب : ص ٦٤ ح ٣٩ نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٧ ص ٢٩٣ ح ٧.

٢٠٨

٦٣٢. صحيح مسلم عن أنس : إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عادَ رَجُلاً مِنَ المُسلِمينَ قَد خَفَتَ فَصارَ مِثلَ الفَرخِ ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : هَل كُنتَ تَدعو بِشَيءٍ أو تَسأَ لُهُ إيّاهُ؟ قالَ : نَعَم ، كُنتُ أقولُ : اللّهُمَّ ما كُنتَ مُعاقِبي بِهِ فِي الآخِرَةِ ، فَعَجِّلهُ لي فِي الدُّنيا.

فَقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : سُبحانَ اللّه لا تُطيقُهُ ـ أو لا تَستَطيعُهُ ـ! أفَلا قُلتَ : اللّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ؟

قالَ : فَدَعَا اللّه لَهُ ، فَشَفاهُ. ١

٩ / ٤

اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنَةِ

٦٣٣. الإمام الصادق عليه‌السلام : سَمِعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام رَجُلاً يَقولُ : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنَةِ. قالَ عليه‌السلام : أراكَ تَتَعَوَّذُ مِن مالِكَ ووُلدِكَ! يَقولُ اللّه تَعالى : (إِنَّمَا أَمْوَ لُكُمْ وَأَوْلَـدُكُمْ فِتْنَةٌ) ٢ ولكِن قُل : اللّهُمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن مُضِلاّتِ الفِتَنِ. ٣

٩ / ٥

اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ رِزقا طَيِّبا

٦٣٤. الأمالي للطوسي عن عليّ بن معمر عن رجل من جعفي : كُنّا عِندَ أبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام ، فَقالَ رَجُلٌ : اللّهُمَّ إنّي أسأَ لُكَ رِزقا طَيِّبا ، قالَ فَقالَ أبو عَبدِ اللّه عليه‌السلام : هَيهاتَ هَيهاتَ! هذا قوتُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. صحيح مسلم : ج ٤ ص ٢٠٦٨ ح ٢٣ ، مسند ابن حنبل : ج ٤ ص ٢١٥ ح ١٢٠٤٩ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥٢١ ح ٣٤٨٧ نحوه ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٥ ح ٣١٩٩.

٢. التغابن : ١٥.

٣. الأمالي للطوسي : ص ٥٨٠ ح ١٢٠١ عن عبد اللّه بن محمّد بن عبيد عن الإمام الهادي عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٥ ح ٧ ، وراجع نهج البلاغة : الحكمة ٩٣.

٢٠٩

الأَنبِياءِ ، ولكِن سَل رَبَّكَ رِزقا لا يُعَذِّبُكَ عَلَيهِ يَومَ القِيامَةِ ، هَيهاتَ! إنَّ اللّه يَقولُ : (يَـأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَـتِ وَاعْمَلُواْ صَــلِحًا) ١. ٢

٩ / ٦

لا أراكَ اللّه مَكروها

٦٣٥. شرح نهج البلاغة عن الإمام عليّ عليه‌السلام ـ فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ : سَمِعَ رَجُلاً يَدعو لِصاحِبِهِ ، فَقالَ : لا أراكَ اللّه مَكروها!

فَقالَ : إنَّما دَعَوتَ لَهُ بِالمَوتِ ؛ لِأَنَّ مَن عاشَ فِي الدُّنيا لا بُدَّ أن يَرَى المَكروهَ. ٣

٩ / ٧

الحَمدُ للّه مُنتَهى عِلمِهِ

٦٣٦. الكافي عن الكاهليّ : كَتَبتُ إلى أبِي الحَسَنِ الكاظِمِ عليه‌السلام في دُعاءٍ : الحَمدُ للّه مُنتَهى عِلمِهِ. فَكَتَبَ إلَيَّ : لا تَقولَنَّ مُنتَهى عِلمِهِ ؛ فَلَيسَ لِعِلمِهِ مُنتَهىً ، ولكِن قُل : مُنتَهى رِضاهُ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المؤمنون : ٥١.

٢. الأمالي للطوسي : ص ٦٧٨ ح ١٤٣٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٢٦ ح ٨.

٣. شرح نهج البلاغة : ج ٢٠ ص ٢٨٩ ح ٣٠١.

٤. الكافي : ج ١ ص ١٠٧ ح ٣ ، التوحيد : ص ١٣٤ ح ٢ ، تحف العقول : ص ٤٠٨ ، الاُصول الستّة عشر : ص ١٢٥ عن أبي عليّ القطّان عن الإمام الصادق عليه‌السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤ ص ٨٣ ح ١٢.

٢١٠

البابُ العاشِرُ :

تفسير الأحوال المناسبة للدّعاء

الكتاب

(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً). ١

(ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَْرْضِ بَعْدَ إِصْلَ ـ حِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ). ٢

(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالاْصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَـفِلِينَ). ٣

(قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُـلُمَـتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَـانَا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّـكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ). ٤

(إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَـرِعُونَ فِى الْخَيْرَتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خَـشِعِينَ). ٥

(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَ ـ هُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المزّمّل : ٨.

٢. الأعراف : ٥٥ و ٥٦.

٣. الأعراف : ٢٠٥.

٤. الأنعام : ٦٣ و ٦٤.

٥. الأنبياء : ٩٠.

٢١١

نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ). ١

الحديث

٦٣٧. الإمام الباقر عليه‌السلام ـ في قَولِهِ تَعالى : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) : أخلِص إلَيهِ إخلاصا. ٢

٦٣٨. الإمام الصادق عليه‌السلام : الرَّغبَةُ أن تَستَقبِلَ بِبَطنِ كَفَّيكَ إلَى السَّماءِ ، وَالرَّهبَةُ أن تَجعَلَ ظَهرَ كَفَّيكَ إلَى السَّماءِ.

وقَولُهُ : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) الدُّعاءُ بِإِصبَعٍ واحِدَةٍ تُشيرُ بِها ، وَالتَّضَرُّعُ تُشيرُ بِإِصبَعَيكَ وتُحَرِّكُهُما ، وَالاِبتِهالُ رَفعُ اليَدَينِ وتَمُدُّهُما وذلِكَ عِندَ الدَّمعَةِ ، ثُمَّ ادعُ. ٣

٦٣٩. تفسير القمّي ـ في قَولِهِ تَعالى : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) : قالَ : رَفعُ اليَدَينِ ، وتَحريكُ السَّبّابَتَينِ. ٤

٦٤٠. سنن أبي داوود عن عبد اللّه بن الزبير : إنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ يُشيرُ بِإِصبَعِهِ إذا دَعا ولا يُحَرِّكُها. ٥

٦٤١. سنن أبي داوود عن سعد بن أبي وقّاص : مَرَّ عَلَيَّ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنَا أدعو بِإِصبَعَيَّ فَقالَ : «أحِّد أحِّد» ٦ وأشارَ بِالسَّبّابَةِ. ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. السجدة : ١٦ و ١٧.

٢. تفسير القمّي : ج ٢ ص ٣٩٢ عن أبي الجارود؛ الدعاء لمحمّد بن فضيل الضبّي : ص ١٧ ح ١٧.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٧٩ ح ١ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٥ ح ٢٠٢٤ وح ٢٠٢٥ كلّها عن أبي إسحاق ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٨ ح ٦.

٤. تفسير القمّي : ج ٢ ص ٣٩٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٧ ح ١.

٥. سنن أبي داوود : ج ١ ص ٢٦٠ ح ٩٨٩ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ٣٧ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ١٨٩ ح ٢٧٨٦.

٦. أي أشِر بإصبع واحدة؛ لأنّ الذي تدعو إليه واحد ، وهو اللّه تعالى (النهاية : ج ١ ص ٢٧ «أحد»).

٧. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٨٠ ح ١٤٩٩ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ٣٨ وفيه «بأصابعي» بدل «بإصبعيّ» ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧١٩ ح ١٩٦٦ ، سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥٥٧ ح ٣٥٥٧ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٦٠٦ ح ١٠٧٤٤ كلاهما عن أبي هريرة نحوه ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٣ ح ٣١٨٦.

٢١٢

٦٤٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا دَعَا العَبدُ ، فَأَشارَ بِإِصبَعِهِ ، قالَ الرَّبُّ تَبارَكَ وتَعالى : أخلَصَ عَبدي. ١

٦٤٣. المستدرك عن ابن عبّاس : إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : هكَذَا الإِخلاصُ ؛ يُشيرُ بِإِصبَعِهِ الَّتي تَلِي الإِبهامَ. وهذَا الدُّعاءُ ؛ فَرَفَعَ يَدَيهِ حَذوَ مَنكِبَيهِ. وهذَا الاِبتِهالُ ؛ فَرَفَعَ يَدَيهِ مَدّا. ٢

٦٤٤. السنن الكبرى عن الزهري : كانَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا خَطَبَ يَومَ الجُمُعَةِ دَعا ، فَأَشارَ بِإِصبَعِهِ وأمَّنَ النّاسُ. ٣

٦٤٥. المصنّف لعبد الرزّاق عن عكرمة عن ابن عبّاس : الاِبتِهالُ هكَذا ؛ وبَسَطَ يَدَيهِ وظُهورُهُما إلى وَجهِهِ. وَالدُّعاءُ هكَذا ؛ ووَضَعَ يَدَيهِ حَتّى ٤ لِحيَتِهِ. وَالإِخلاصُ هكَذا ؛ يُشيرُ بِإِصبَعِهِ. ٥

٦٤٦. الدعاء عن عكرمة يرفع الحديث ، قال : الاِبتِهالُ هكَذا ؛ وقَلَبَ كَفَّيهِ إلَى الأَرضِ. وَالمَسأَلَةُ هكَذا ؛ وبَسَطَ كَفَّيهِ. وَالإِخلاصُ أن تُشيرَ بِإِصبَعٍ واحِدَةٍ تَدعو بِها. ٦

٦٤٧. الدعوات الكبير عن ابن عبّاس : إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : الإِخلاصُ هكَذا ؛ ورَفَعَ إصبَعا واحِدَةً مِنَ اليَدِ اليُمنى. وَالدُّعاءُ هكَذا ؛ ورَفَعَ يَدَيهِ ، وجَعَلَ بُطونَهُما مِمّا يَلِي السَّماءَ. وَالاِبتِهالُ هكَذا ؛ ومَدَّ يَدَهُ شَيئا ، وجَعَلَ ظُهورَ الكَفِّ مِمّا يَلِي السَّماءَ. ٧

٦٤٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سَأَلتُمُ اللّه عز وجل فَاسأَلوهُ بِباطِنِ الكَفَّينِ ، وإذَا استَعَذتُموهُ فَاستَعيذوهُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الدعاء للطبراني : ص ٨٩ ح ٢١٧ عن أنس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٤ ح ٣٢٥١ نقلاً عن الديلمي.

٢. المستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ٣٥٦ ح ٧٩٠٣ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ١٩٢ ح ٢٧٩٦ ، الدعاء للطبراني : ص ٨٦ ح ٢٠٨.

٣. السنن الكبرى : ج ٣ ص ٢٩٨ ذيل ح ٥٧٧٦.

٤. في كنز العمّال : «تحت».

٥. المصنّف لعبد الرزّاق : ج ٢ ص ٢٥٠ ح ٣٢٤٧ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٢٠ ح ٤٩٠٨.

٦. الدعاء لمحمّد بن فضيل الضبّي : ص ٣١ ح ١٦.

٧. الدعوات الكبير : ج ٢ ص ٣٤ ح ٢٦٣.

٢١٣

بِظاهِرِهِما. ١

٦٤٩. الإمام عليّ عليه‌السلام : إذا سَأَلتَ اللّه فَاسأَلهُ بِبَطنِ كَفَّيكَ ، وإذا تَعَوَّذتَ فَبِظَهرِ كَفَّيكَ ، وإذا دَعَوتَ فَإِصبَعَيكَ ٢. ٣

٦٥٠. الإمام الصادق عليه‌السلام : الرَّغبَةُ تَبسُطُ يَدَيكَ وتُظهِرُ باطِنَهُما ، وَالرَّهبَةُ تَبسُطُ يَدَيكَ وتُظهِرُ ظَهرَهُما ، وَالتَّضَرُّعُ تُحَرِّكُ السَّبّابَةَ اليُمنى يَمينا وشِمالاً ، وَالتَّبَتُّلُ تُحَرِّكُ السَّبّابَةَ اليُسرى ، تَرفَعُها فِي السَّماءِ رِسلاً ٤ وتَضَعُها ، وَالاِبتِهالُ تَبسُطُ يَدَيكَ وذِراعَيكَ إلَى السَّماءِ ، وَالاِبتِهالُ حينَ تَرى أسبابَ البُكاءِ. ٥

٦٥١. الكافي عن مروك بيّاع اللؤلؤ عمّن ذكره عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : ذَكَرَ الرَّغبَةَ ؛ وأبرَزَ باطِنَ راحَتَيهِ إلَى السَّماءِ. وهكَذَا الرَّهبَةُ ؛ وجَعَلَ ظَهرَ كَفَّيهِ إلَى السَّماءِ. وهكَذَا التَّضَرُّعُ ؛ وحَرَّكَ أصابِعَهُ يَمينا وشِمالاً. وهكَذَا التَّبَتُّلُ ؛ ويَرفَعُ أصابِعَهُ مَرَّةً ويَضَعُها مَرَّةً. وهكَذَا الاِبتِهالُ ؛ ومَدَّ يَدَهُ تِلقاءَ وَجهِهِ إلَى القِبلَةِ ، ولا يَبتَهِلُ حَتّى تَجرِيَ الدَّمعَةُ. ٦

٦٥٢. سنن أبي داوود عن ابن عبّاس : المَسأَلَةُ أن تَرفَعَ يَدَيكَ حَذوَ مَنكِبَيكَ أو نَحوِهِما ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الجعفريّات : ص ٢٢٦ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام.

٢. في بحار الأنوار : «فبإصبعيك».

٣. قرب الإسناد : ص ١٤٥ ح ٥٢١ عن أبي البختري عن الإمام الصادق عن أبيه عليهما‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٧ ح ٢.

٤. الرِّسْل : بالكسر : الهِينَة والتأنّي. قال الجوهري : افعل كذا وكذا على رِسْلِكَ بالكسر : أي اتّئد (النهاية : ج ٢ ص ٢٢٢ «رسل»).

٥. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٠ ح ٤ ، عدّة الداعي : ص ١٨٤ كلاهما عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٧ ح ٣.

٦. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٠ ح ٣ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٥ ح ٢٠٢٦ ، فلاح السائل : ص ٨٧ ح ١٩ عن سعيد ابن يسار ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٨ ح ٦.

٢١٤

وَالاِستِغفارُ أن تُشيرَ بِإِصبَعٍ واحِدَةٍ ، وَالاِبتِهالُ أن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعا. ١

٦٥٣. الكافي عن محمّد بن مسلم وزرارة : قُلنا لِأَبي عَبدِ اللّه عليه‌السلام : كَيفَ المَسأَلَةُ إلَى اللّه تَبارَكَ وتَعالى؟

قالَ : تَبسُطُ كَفَّيكَ. قُلنا : كَيفَ الاِستِعاذَةُ؟

قالَ : تُفضي بِكَفَّيكَ ٢. وَالتَّبَتُّلُ الإِيماءُ بِالإِصبَعِ. وَالتَّضَرُّعُ تَحريكُ الإِصبَعِ. وَالاِبتِهالُ أن تَمُدَّ يَدَيكَ جَميعا. ٣

٦٥٤. الكافي عن أبي بصير : سَأَلتُهُ أيِ الصّادِقَ عليه‌السلام : عَنِ الدُّعاءِ ورَفعِ اليَدَينِ.

فَقالَ : عَلى أربَعَةِ أوجُهٍ : أمَّا التَّعَوُّذُ فَتَستَقبِلُ القِبلَةَ بِباطِنِ كَفَّيكَ ، وأمَّا الدُّعاءُ فِي الرِّزقِ فَتَبسُطُ كَفَّيكَ وتُفضي بِباطِنِهِما إلَى السَّماءِ ، وأمَّا التَّبَتُّلُ فَإِيماءٌ بِإِصبَعِكَ السَّبّابَةِ ، وأمَّا الاِبتِهالُ فَرَفعُ يَدَيكَ تُجاوِزُ بِهِما رَأسَكَ ، ودُعاءُ التَّضَرُّعِ أن تُحَرِّكَ إصبَعَكَ السَّبّابَةَ مِمّا يَلي وَجهَكَ ، وهُوَ دُعاءُ الخيفَةِ. ٤

٦٥٥. الإمام الكاظم عليه‌السلام : التَّبَتُّلُ : أن تُقَلِّبَ كَفَّيكَ فِي الدُّعاءِ إذا دَعَوتَ. وَالاِبتِهالُ : أن تَبسُطَهُما وتُقَدِّمَهُما. وَالرَّغبَةُ : أن تَستَقبِلَ بِراحَتَيكَ السَّماءَ ، وتَستَقبِلَ بِهِما وَجهَكَ. وَالرَّهبَةُ : أن تُكفِئَ كَفَّيكَ فَتَرفَعَهُما إلَى الوَجهِ. وَالتَّضَرُّعُ : أن تُحَرِّكَ إصبَعَيكَ وتُشيرَ بِهِما. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٧٩ ح ١٤٨٩ ، الدعوات الكبير : ج ١ ص ١٤١ ح ١٨٧ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٨٢ ح ٣٢٤٢.

٢. أي تجعل باطنهما نحو الفضاء ، كما يفضي الرجل باطن كفّيه إلى الجدار ، والحاصل تجعل باطن كفّيك مقابل القبلة (مرآة العقول : ج ١٢ ص ٤٨).

٣. الكافي : ج ٢ ص ٤٨١ ح ٧.

٤. الكافي : ج ٢ ص ٤٨١ ح ٥ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٥ ح ٢٠٢٧ وفيه «في دعائك مع التضرّع» بدل «ودعاء التضرّع ...» ، عدّة الداعي : ص ١٨٣ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٩ ح ٨.

٥. معاني الأخبار : ص ٣٧٠ ح ٢ ، مسائل عليّ بن جعفر : ص ٣٣٧ ح ٨٢٩ كلاهما عن عليّ بن جعفر ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٧ ح ٣.

٢١٥

٦٥٦. الإمام عليّ عليه‌السلام : قالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لَنا : دُعاءُ الرَّغبَةِ هكَذا ؛ وبَسَطَ يَدَيهِ. ودُعاءُ الرَّهبَةِ هكَذا ؛ وقَلَّبَ يَدَيهِ. ودُعاءُ التَّضَرُّعِ هكَذا ؛ وقالَ : بَسَطَها وقَلَبَها. ودُعاءُ الاِستِكانَةِ هكَذا ؛ وقَبَضَ يَدَيهِ إلى مَنكِبِهِ ، وقالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يَكونُ ذلِكَ إلاّ فِي الخَلاءِ. ١

٦٥٧. بصائر الدرجات عن ابن سنان عن الإمام الصادق عليه‌السلام ـ أنَّهُ لَمّا دَعا عَلى داوُدَ بنِ عَلِيٍّ ـ : رَفَعَ يَدَيهِ فَوَضَعَهُما عَلى مَنكِبِهِ ، ثُمَّ بَسَطَهُما ، ثُمَّ دَعا بِسَبّابَتِهِ .... فَقُلتُ لَهُ : فَرَفعُ اليَدَينِ ما هُوَ؟ قالَ : الاِبتِهالُ. فَقُلتُ : فَوَضعُ يَدَيكَ وجَمعُهُما؟ قالَ : التَّضَرُّعُ. قُلتُ : ورَفعُ الإِصبَعِ؟ قالَ : البَصبَصَةُ ٢. ٣

٦٥٨. الإمام الصادق عليه‌السلام : كانَ فيما وَعَظَ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِهِ عيسَى بنَ مَريَمَ عليه‌السلام : ... يا عيسى ، أطِب بي قَلبَكَ ، وأكثِر ذِكري فِي الخَلَواتِ ، وَاعلَم أنَّ سُروري أن تُبَصبِصَ إلَيَّ ، وكُن في ذلِكَ حَيّا ولا تَكُن مَيِّتا. ٤

٦٥٩. معاني الأخبار : إنَّ البَصبَصَةَ أن تَرفَعَ سَبّابَتَيكَ إلَى السَّماءِ ، وتُحَرِّكَهُما وتَدعُوَ. ٥

٦٦٠. الإمام الصادق عليه‌السلام : قالَ لُقمانُ عليه‌السلام : يا بُنَيَّ ... اِرغَب إلَى اللّه وسَلهُ ، وحَرِّك أصابِعَكَ إلَيهِ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الجعفريّات : ص ٢٢٦ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام.

٢. تُبصبص إليَّ : أي تقبل إليّ بخوف وطمع ... والبصبصة : هي أن ترفع سبّابتك إلى السماء وتحرّكها وتدعو (مجمع البحرين : ج ١ ص ١٥٥ «بصبص»).

٣. بصائر الدرجات : ص ٢١٨ ح ٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٨ ح ٥ ، وراجع دلائل الإمامة : ص ٢٥١ ح ١٧٥.

٤. الأمالي للصدوق : ص ٦١٣ ح ٨٤١ عن أبي بصير ، الكافي : ج ٨ ص ١٤١ ح ١٠٣ عن عليّ بن أسباط عنهم عليهم‌السلام ، تحف العقول : ص ٥٠٠ ، تنبيه الخواطر : ج ٢ ص ١٤٥ ، عدّة الداعي : ص ٢٤ وص ١٤٦ وفيهما «أذلّ لي» بدل «أطب بي» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤١ ح ١١.

٥. معاني الأخبار : ص ٣٧٠ ح ٢ ، دلائل الإمامة : ص ٢٥٢ ح ١٧٥ عن أبي بصير وداوود الرقّي عن الإمام الصادق عليه‌السلام وفيه «البصبصة : رفع الإصبع وتحريكها ، يعني السبّابة» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٧ ح ٣.

٦. قصص الأنبياء : ص ١٩٥ ح ٢٤٥ ، بحار الأنوار : ج ١٣ ص ٤٢٠ ح ١٤.

٢١٦

٦٦١. عنه عليه‌السلام : إنَّ الاِستِكانَةَ فِي الدُّعاءِ أن يَضَعَ ١ يَدَيهِ عَلى مَنكِبَيهِ حينَ دُعائِهِ. ٢

٦٦٢. المستدرك عن سهل بن سعد ـ فِي النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ : كانَ يَجعَلُ إصبَعَيهِ بِحِذاءِ مَنكِبَيهِ ويَدعو. ٣

٦٦٣. صحيح مسلم عن أبي مالك عن أبيه ـ أنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وأ : قُل : اللّهُمَّ اغفِر لي وَارحَمني وعافِني وَارزُقني ـ ويَجمَعُ أصابِعَهُ إلاَّ الإِبهامَ ـ فَإِنَّ هؤُلاءِ تَجمَعُ لَكَ دُنياكَ وآخِرَتَكَ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. يُحتمل أنّ المراد هو الوضع بحذاء المنكب بقرينة الروايات التي وردت في آداب رفع اليدين في تفسير الدعاء ، وبقرينة الرواية التالية.

٢. فلاح السائل : ص ٨٨ ح ٢٠ ، عدّة الداعي : ص ١٨٤ وليس فيه «حين دعائه» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٣٩ ح ٧.

٣. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧١٨ ح ١٩٦٤ ، الدعوات الكبير : ج ١ ص ١٤٠ ح ١٨٥.

٤. صحيح مسلم : ج ٤ ص ٢٠٧٣ ح ٣٦ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٦٤ ح ٣٨٤٥ ، مسند ابن حنبل : ج ١٠ ص ٣٤٦ ح ٢٧٢٨١ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٧ ص ٢٧ ح ٧ وفي آخره «دينك ودنياك» ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٩٨ ح ٥١١٧.

٢١٧

توضيح حول الأحوال المتناسبة للدّعاء

قدّمت الأحاديث الآنفة الذكر للداعي أحوالاً متنوّعة تحمل عناوين التبتّل ، والتعوّذ ، والتضرّع ، والإخلاص ، والابتهال ، والاستكانة ، والرغبة ، والرهبة ، والمسألة ، والبصبصة.

والنقطة اللافتة للنظر في تبيان الأحاديث المذكورة والاستضاءة بها هي أنّ هيئة العبادات البدنيّة في الحقيقة تمثيل وتجسيم الحقائق والحالات الباطنيّة ١. وعندما يقرّر الشارع هيئةً خاصّة لعبادة من العبادات تعبّدا كهيئة الطواف والسعي فإنّ على المكلّف أن يوجد تلك الهيئة في الائتمار بأمر اللّه سبحانه ، سواءً كانت الحال متناسبة وإيّاها أو غير متناسبة ، ومن الطبيعيّ أنّ تحقّق الحال المطلوبة مؤثّرة في كمال العبادة لا محالةَ.

أمّا ما ورد في الروايات المذكورة حول الهيئات التي ينبغي أن يكون عليها المرء في التضرّع ، فهي كما يبدو ليست تعبّدية محضة ؛ لأنّ الصورة المثاليّة المنشودة لها إنّما تتجسّد حينما يكون للمتضرّع حال يتساوق معها. وإلاّ فستكون استفادته من تأثير الحال والهيئة التي اُشير إليها على قدر قشرتها وصورتها الظاهريّة. بل حتّى من الممكن أن يكون حال المتضرّع متنافيا مع وضعه الظاهري وهذا أشبه ما يكون باللعب والاستهزاء وهو مذموم قطعا ، ولهذا يقول الإمام الصادق عليه‌السلام :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. راجع : ص ١٠٦ (تحليل حول رفع اليد إلى السماء في الدعاء).

٢١٨

ولا يَبتَهِلُ حَتّى تَجرِيَ الدَّمعَةُ. ١

فمن هنا يُستبعَد أن تكون هذه الهيئات تعبّديّة كما أشار ابن فهد ـ رضوان اللّه عليه ـ إلى ذلك في بداية تبيينها. وفيما يأتي كلامه :

«هذه الهيئات المذكورة ، إمّا لعلّة لا نعلمها ، أو لعلّ المراد ببسط كفّيه في الرغبة ، كونه أقرب إلى حال الراغب في بسط آماله ، وحسن ظنّه بأفضاله ، ورجائه لنواله ، فالراغب يسأل بالآمال ، فيبسط كفّيه لما يقع فيهما من الإحسان.

والمراد في الرهبة بجعل ظهر الكفّين إلى السماء كون العبد يقول بلسان الذلّة والاحتقار لعالم الخفيّات والأسرار : أنا ما اُقدم على بسط كفّي إليك ، وقد جعلت وجههما إلى الأرض ذلاًّ وخجلاً بين يديك.

والمراد في التضرّع بتحريك الأصابع يمينا وشمالاً : أنّه يكون تأسّيا بالثاكل عند المصائب الهائلة؛ فإنّها تقلّب يديها وتنوح بهما إقبالاً وإدبارا ويمينا وشمالاً.

والمراد في التبتّل برفع الأصابع مرّة ووضعها اُخرى بأنّ معنى التبتّل الانقطاع ، فكأنّه يقول بلسان حاله لمحقّق رجائه وآماله : انقطعت إليك وحدك ؛ لما أنت أهله من الإلهيّة ، فيشير بإصبعه وحدها من دون الأصابع على سبيل الوحدانيّة.

والمراد في الابتهال بمدّ يديه تلقاء وجهه إلى القبلة ، أو مدّ يديه وذراعيه إلى السماء ، أو رفع يديه وتجاوزهما رأسه بحسب الروايات ، أنّه نوع من أنواع العبوديّة والاحتقار والذلّة والصغار ، كالغريق الرافع يديه ، الحاسر عن ذراعيه ، المتشبّث بأذيال رحمته ، والمتعلّق بذوائب رأفته التي أنجت الهالكين ، وأغاثت المكروبين ، ووسعت العالمين ، وهذا مقام جليل فلا يدّعيه العبد إلاّ عند العبرة ، وتزاحم الأنين والزفرة ، ووقوفه موقف العبد الذليل ، واشتغاله بخالقه الجليل على طلب الآمال ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. راجع : ص ٢١٤ ح ٦٥١.

٢١٩

والتعرّض للسؤال.

والمراد في الاستكانة برفع يديه على منكبيه ، أنّه كالعبد الجاني إذا حمل إلى مولاه ، وقد أوثقه قيد هواه ، وقد تصفّد بالأثقال ، وناجى بلسان الحال : هذه يداي قد غللتهما بين يديك ، بظلمي وجرأتي عليك». ١

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. عدّة الداعي : ص ١٨٤.

٢٢٠