نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

البابُ الخامِسُ :

طوائف دعا عليهم النّبيّ

٥ / ١

قُرَيشٌ

١٤٣٠. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن مسعود : بَينَما رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قائِمٌ يُصَلّي عِندَ الكَعبَةِ ، وجَمعُ قُرَيشٍ في مَجالِسِهِم ، إذ قالَ قائِلٌ مِنهُم : ألا تَنظُرونَ إلى هذَا المُرائي! أيُّكُم يَقومُ إلى جَزورِ آلِ فُلانٍ ، فَيَعمِدُ إلى فَرثِها ودَمِها وسَلاها ١ ، فَيَجيءُ بِهِ ، ثُمَّ يُمهِلُهُ حَتّى إذا سَجَدَ وَضَعَهُ بَينَ كَتِفَيهِ؟ فَانبَعَثَ أشقاهُم ، فَلَمّا سَجَدَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وَضَعَهُ بَينَ كَتِفَيهِ ، وثَبَتَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ساجِدا ، فَضَحِكوا حَتّى مالَ بَعضُهُم إلى بَعضٍ مِنَ الضِّحكِ.

فَانطَلَقَ مُنطَلِقٌ إلى فاطِمَةَ عليها‌السلام ، وهِيَ جُوَيرِيَةٌ ، فَأَقبَلَت تَسعى ، وثَبَتَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ساجِدا ، حَتّى ألقَتهُ عَنهُ وأقبَلَت عَلَيهِم تَسُبُّهُم ، فَلَمّا قَضى رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله الصَّلاةَ ، قالَ :

اللّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِقُرَيشٍ. ثُمَّ سَمّى : اللّهُمَّ عَلَيكَ بِعَمرِو بنِ هِشامٍ ، وعُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، وشَيبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، وَالوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، واُمَيَّةَ بنِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. السَّلَى : الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن اُمّه ملفوفا فيه (النهاية : ج ٢ ص ٣٩٦ «سلا»).

٥٨١

خَلَفٍ ، وعُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، وعُمارَةَ بنِ الوَليدِ.

قالَ عَبدُ اللّه : فَوَاللّه ، لَقَد رَأَيتُهُم صَرعى يَومَ بَدرٍ ، ثُمَّ سُحِبوا إلَى القَليبِ ١ ـ قَليبِ بَدرٍ ـ ثُمَّ قالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : واُتبِعَ أصحابُ القَليبِ لَعنَةً. ٢

١٤٣١. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود : ما رَأَيتُ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله دَعا عَلى قُرَيشٍ غَيرَ يَومٍ واحِدٍ ؛ فَإِنَّهُ كانَ يُصَلّي ورَهطٌ مِن قُرَيشٍ جُلوسٌ ، وسَلى جَزورٍ قَريبٌ مِنهُ ، فَقالوا : مَن يَأخُذُ هذَا السَّلى فَليُلقِهِ ٣ عَلى ظَهرِهِ؟

قالَ : فَقالَ عُقبَةُ بنُ أبي مُعَيطٍ : أنَا ، فَأَخَذَهُ فَأَلقاهُ عَلى ظَهرِهِ ، فَلَم يَزَل ساجِدا حَتّى جاءَت فاطِمَةُ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيها ـ فَأَخَذَتهُ عَن ظَهرِهِ.

فَقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ عَلَيكَ المَلأََ مِن قُرَيشٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِعُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِشَيبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِأَبي جَهلِ بنِ هِشامٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِعُقبَةَ بنِ أبي مُعَيطٍ ، اللّهُمَّ عَلَيكَ بِاُبَيِّ بنِ خَلَفٍ ـ أو اُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ ـ.

قالَ عَبدُ اللّه : فَلَقَد رَأَيتُهُم قُتِلوا يَومَ بَدرٍ جَميعا ثُمَّ سُحِبوا إلَى القَليبِ ، غَيرَ اُبَيٍّ أو اُمَيَّةَ ؛ فَإِنَّهُ كانَ رَجُلاً ضَخما فَتَقَطَّعَ. ٤

١٤٣٢. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن مسعود : اِستَقبَلَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الكَعبَةَ فَدَعا عَلى نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ : عَلى شَيبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، وعُتبَةَ بنِ رَبيعَةَ ، وَالوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، وأبي جَهلِ بنِ هِشامٍ ، فَأَشهَدُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. القَليب : البئر (القاموس المحيط : ج ١ ص ١١٩ «قلب»).

٢. صحيح البخاري : ج ١ ص ١٩٤ ح ٤٩٨ ، صحيح مسلم : ج ٣ ص ١٤١٨ ح ١٠٧ ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٩٥ ح ٣٩٦٢ ، دلائل النبوّة للبيهقي : ج ٢ ص ٢٧٨ و ٢٧٩ ؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥١ ح ٧٦ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ٥٧ ح ١٢.

٣. في البداية والنهاية ج ٣ ص ٤٤ : «فيلقيه» ، وهو الأنسب بالسياق.

٤. مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٩٥ ح ٣٩٦٢ ، صحيح البخاري : ج ١ ص ٩٤ ح ٢٣٧ ، صحيح مسلم : ج ٣ ص ١٤١٩ ح ١٠٨ ، سنن النسائي : ج ١ ص ١٦١ كلّها نحوه ، البداية والنهاية : ج ٣ ص ٤٤.

٥٨٢

بِاللّه لَقَد رَأَيتُهُم صَرعى قَد غَيَّرَتهُمُ الشَّمسُ ، وكانَ يَوما حارّا. ١

١٤٣٣. تفسير القمّي ـ في ذِكرِ مَعرَكَةِ بَدرٍ ـ : أخَذَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كَفّا مِن حَصىً فَرَمى بِهِ في وُجوهِ قُرَيشٍ ، وقالَ : شاهَتِ الوُجوهُ. فَبَعَثَ اللّه رِياحا تَضرِبُ في وُجوهِ قُرَيشٍ فَكانَتِ الهَزيمَةُ.

فَقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ لا يُفلِتَنَّ فِرعَونُ هذِهِ الاُمَّةِ أبو جَهلِ بنُ هِشامٍ ، فَقُتِلَ مِنهُم سَبعونَ ، واُسِرَ مِنهُم سَبعونَ ، وَالتَقى عَمرُو بنُ الجَموحِ مَعَ أبي جَهلٍ فَضَرَبَ عَمرٌو أبا جَهلِ بنَ هِشامٍ عَلى فَخِذَيهِ ، وضَرَبَ أبو جَهلٍ عَمرا عَلى يَدِهِ فَأَبانَها مِنَ العَضُدِ ، فَتَعَلَّقَت بِجِلدَةٍ ، فَاتَّكَأَ عَمرٌو عَلى يَدِهِ بِرِجلِهِ ثُمَّ نَزا ٢ فِي السَّماءِ حَتَّى انقَطَعَتِ الجِلدَةُ ورَمى بِيَدِهِ.

وقالَ عَبدُ اللّه بنُ مَسعودٍ : اِنتَهَيتُ إلى أبي جَهلٍ وهُوَ يَتَشَحَّطُ في دَمِهِ ، فَقُلتُ : الحَمدُ للّه الَّذي أخزاكَ ، فَرَفَعَ رَأسَهُ فَقالَ : إنَّما أخزَى اللّه عَبدَ بنَ اُمِّ عَبدِ اللّه ، لِمَنِ الدّينُ وَيلَكَ؟ قُلتُ : للّه ولِرَسولِهِ وإنّي قاتِلُكَ ، ووَضَعتُ رِجلي عَلى عُنُقِهِ ، فَقالَ : لَقَدِ ارتَقَيتَ مُرتَقىً صَعبا يا رُوَيعِيَ الغَنَمِ!! أما إنَّهُ لَيسَ شَيءٌ أشَدَّ مِن قَتلِكَ أيّايَ في هذَا اليَومِ! ألا تَوَلّى قَتلي رَجُلٌ مِنَ المُطمَئِنّينَ ٣ أو رَجُلٌ مِنَ الأَحلافِ؟! فَاقتَلَعتُ بَيضَةً كانَت عَلى رَأسِهِ فَقَتَلتُهُ ، وأخَذتُ رَأسَهُ وجِئتُ بِهِ إلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه البُشرى! هذا رَأسُ أبي جَهلِ بنِ هِشامٍ ، فَسَجَدَ للّه شُكرا. ٤

١٤٣٤. شرح الأخبار : جاءَ عَن رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنَّهُ أشرَفَ يَومَ اُحُدٍ عَلى عَسكَرِ المُشرِكينَ ، فَقالَ :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. صحيح البخاري : ج ٤ ص ١٤٥٧ ح ٣٧٤٣ ، صحيح مسلم : ج ٣ ص ١٤٢٠ ح ١١٠ ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٥٤ ح ٣٧٧٥ ، الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٢٣ كلّها نحوه.

٢. نَزا : وَثَبَ (القاموس المحيط : ج ٤ ص ٣٩٥ «نزا»).

٣. كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «المطّلبين».

٤. تفسير القمّي : ج ١ ص ٢٦٧ ، بحار الأنوار : ج ١٩ ص ٢٥٧ ح ٣ ، وراجع الأمان : ص ٦٥.

٥٨٣

اللّهُمَّ العَنِ القادَةَ مِنهُم وَالأَتباعَ ؛ فَأَمَّا الأَتباعُ فَإِنَّ اللّه يَتوبُ عَلى مَن يَشاءُ مِنهُم ، وأمَّا القادَةُ وَالرُّؤوسُ فَلَيسَ مِنهُم مُجيبٌ ولا ناجٍ. ومِنَ القادَةِ يَومَئِذٍ أبو سُفيانَ وَابنُهُ مُعاوِيَةُ مَعَهُ. ١

١٤٣٥. مسند ابن حنبل عن أنس : لَمّا كانَ يَومُ الحُدَيبِيَةِ ، هَبَطَ عَلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابِهِ ثَمانونَ رَجُلاً مِن أهلِ مَكَّةَ فِي السِّلاحِ مِن قِبَلِ جَبَلِ التَّنعيمِ ، فَدَعا عَلَيهِم فَاُخِذوا ، ونَزَلَت هذِهِ الآيَةُ : «وَهُوَ الَّذِى كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ» ٢ قالَ : يَعني جَبَلَ التَّنعيمِ مِن مَكَّةَ. ٣

١٤٣٦. مجمع البيان : أمَرَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بِالجِهازِ لِحَربِ مَكَّةَ ، وأمَرَ النّاسَ بِالتَّهيِئَةِ ، وقالَ : اللّهُمَّ خُذِ العُيونَ وَالأَخبارَ عَن قُرَيشٍ حَتّى نَبغَتَها في بِلادِها. ٤

١٤٣٧. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لَعَنَ اللّه رِعلاً وذَكوانَ ٥ ، وعُصَيَّةَ ولِحيانَ ، وَابنَي مُلَيكَةَ بنِ حَريمٍ ومُرّانَ. ٦

١٤٣٨. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : لَعَنَ اللّه رِعلاً وذَكوانَ وعَضَلاً ولِحيانَ ، وَالمِجذَمينَ مِن أسَدٍ وغَطفانَ ، وأبا سُفيانَ بنَ حَربٍ وشَهبَلاً ٧ ذَا الأَسنانِ ، وَابنَي مُلَيكَةَ بنِ جَزيمٍ ومَروانَ ، وهَوذَةَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. شرح الأخبار : ج ٢ ص ١٦٥ ح ٥٠٢.

٢. الفتح : ٢٤.

٣. مسند ابن حنبل : ج ٤ ص ٢٤٥ ح ١٢٢٢٩ ، صحيح مسلم : ج ٣ ص ١٤٤٢ ح ١٣٣ نحوه ، تفسير ابن كثير : ج ٧ ص ٣٢٣ ، الدرّ المنثور : ج ٧ ص ٥٢٧ نقلاً عن ابن أبي شيبة وعبد بن حميد.

٤. مجمع البيان : ج ١٠ ص ٨٤٦ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ١٦١ ح ٢٥١ وفيه «أعم الأخبار» بدل «خذ العيون والأخبار» وليس فيه «وأمر الناس بالتهيئة» ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ١٠٢ وج ٩٢ ص ٦٩ ح ٤٧ ؛ البداية والنهاية : ج ٤ ص ٢٨٣.

٥. رِعْل وذَكْوان : قبيلتان من سُلَيم. ولحيان : أبو قبيلة (القاموس المحيط : ج ٣ ص ٣٨٥ «رعل» وج ٤ ص ٣٨٥ «لحى»).

٦. الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٣٢٥ عن محمّد بن السائب الكلبي وأبي بكر بن قيس الجعفي ، الدرّ المنثور : ج ٤ ص ٣٠٤ وفيه «حرّان» بدل «مُرّان».

٧. لعلّه اسم رجل ، وكذا ما ذكر بعده إلى آخر الخبر (مرآة العقول : ج ٢٥ ص ٢٦٧).

٥٨٤

وهَونَةَ. ١

١٤٣٩. سنن النسائي عن أنس : إنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قَنَتَ شَهرا يَلعَنُ رِعلاً وذَكوانَ ولِحيانَ. ٢

١٤٤٠. المصنّف عن سعيد بن زيد : قَنَتَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقالَ : اللّهُمَّ العَن رِعلاً وذَكوانَ وعَضَلاً وعُصَيَّةَ عَصَتِ اللّه ورَسولَهُ ، وَالعَن أبَا الأَعوَرِ السُّلَمِيَّ. ٣

١٤٤١. مسند ابن حنبل عن ابن عبّاس : قَنَتَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله شَهرا مُتَتابِعا فِي الظُّهرِ وَالعَصرِ وَالمَغرِبِ وَالعِشاءِ وَالصُّبحِ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ إذا قالَ : «سَمِعَ اللّه لِمَن حَمِدَهُ» مِنَ الرَّكعَةِ الأَخيرَةِ يَدعو عَلَيهِم : عَلى حَيٍّ مِن بَني سُلَيمٍ ؛ عَلى رِعلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ ، ويُؤَمِّنُ مَن خَلفَهُ ، أرسَلَ إلَيهِم يَدعوهُم إلَى الإِسلامِ فَقَتَلوهُم. ٤

١٤٤٢. صحيح البخاري عن أنس : إنَّ رِعلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ وبَني لِحيانَ استَمَدّوا رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى عَدُوٍّ ، فَأَمَدَّهُم بِسَبعينَ مِنَ الأَنصارِ كُنّا نُسَمّيهِمُ القُرّاءَ في زَمانِهِم ، كانوا يَحتَطِبونَ بِالنَّهارِ ويُصَلّونَ بِاللَّيلِ ، حَتّى كانوا بِبِئرِ مَعونَةَ قَتَلوهُم وغَدَروا بِهِم ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقَنَتَ شَهرا يَدعو فِي الصُّبحِ عَلى أحياءٍ مِن أحياءِ العَرَبِ ، عَلى رِعلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ وبَني لِحيانَ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. لعلّه اسم رجل ، وكذا ما ذكر بعده إلى آخر الخبر (مرآة العقول : ج ٢٥ ص ٢٦٧).

٢. الكافي : ج ٨ ص ٧٢ ح ٢٧ عن جابر عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ١٣٧ ح ١٢٠ وراجع صحيح مسلم : ج ١ ص ٤٦٩ ح ٣٠٣ و ٣٠٧ و ٣٠٨ وسنن النسائي : ج ٢ ص ٢٠٣ ومسند ابن حنبل : ج ٤ ص ٥١٦ ح ١٣٧٢٧ وج ٥ ص ٥٦٦ ح ١٦٥٧٠ والمستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ٩٢ ح ٦٩٨٢.

٣. سنن النسائي : ج ٢ ص ٢٠٣ ، صحيح البخاري : ج ٤ ص ١٥٠١ ح ٣٨٦٣ ، مسند ابن حنبل : ج ٤ ص ٣٢٤ ح ١٢٦٥٥ ، صحيح مسلم : ج ١ ص ٤٦٩ ح ٣٠٣ كلّها نحوه ، مسند أبي يعلى : ج ٣ ص ٢٥٧ ح ٣٠١٩.

٤. المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٢ ص ٢١٥ ح ٢ ، مسند أبي يعلى : ج ٤ ص ١١٤ ح ٣٩٨٧ عن أنس نحوه ، كنز العمّال : ج ٨ ص ٨٢ ح ٢١٩٩٠.

٥. مسند ابن حنبل : ج ١ ص ٦٤٦ ح ٢٧٤٦ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٣٤٨ ح ٨٢٠ ، سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٦٨ ح ١٤٤٣ وليس فيه ذيله ، صحيح ابن خزيمة : ج ١ ص ٣١٣ ح ٦١٨.

٥٨٥

١٤٤٣. الطبقات الكبرى : جاءَ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله خَبَرُ أهلِ بِئرِ مَعونَةَ ، وجاءَهُ تِلكَ اللَّيلَةَ أيضا مُصابُ خُبَيبِ بنِ عَدِيٍّ ومَرثَدِ بن أبي مَرثَدٍ ، وبَعثِ مُحَمَّدِ بنِ مَسلَمَةَ.

فَقالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا عَمَلُ أبي بَراءٍ قَد كُنتُ لِهذا كارِها. ودَعا رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلى قَتَلَتِهِم بَعدَ الرَّكعَةِ مِنَ الصُّبحِ فَقالَ : اللّهُمَّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلى مُضَرَ!

اللّهُمَّ سِنينَ كَسِني يوسُفَ! اللّهُمَّ عَلَيكَ بِبَني لِحيانَ وعَضَلَ وَالقارَةِ وزِغبٍ ورِعلٍ وذَكوانَ وعُصَيَّةَ ؛ فَإِنَّهُم عَصَوُا اللّه ورَسولَهُ. ١

١٤٤٤. صحيح البخاري عن أبي هريرة : إنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ إذا قالَ : «سَمِعَ اللّه لِمَن حَمِدَهُ» فِي الرَّكعَةِ الآخِرَةِ مِن صَلاةِ العِشاءِ قَنَتَ : اللّهُمَّ أنجِ عَيّاشَ بنَ أبي رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ أنجِ الوَليدَ بنَ الوَليدِ ، اللّهُمَّ أنجِ سَلَمَةَ بنَ هِشامٍ ، اللّهُمَّ أنجِ المُستَضعَفينَ مِنَ المُؤمِنينَ ، اللّهُمَّ اشدُد وَطأَتَكَ عَلى مُضَرَ ٢ ، اللّهُمَّ اجعَلها عَلَيهِم سِنينَ كَسِني يوسُفَ. ٣

راجع : ص ٦٠٥ (طوائف دعا عليهم الإمام عليّ عليه‌السلام / قريش).

٥ / ٢

الأَحزابُ

١٤٤٥. الإمام عليّ عليه‌السلام : إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله دَعا يَومَ الأَحزابِ : اللّهُمَّ مُنزِلَ الكِتابِ ، مُنشِرَ السَّحابِ ، واضِعَ الميزانِ ، سَريعَ الحِسابِ ، اهزِمِ الأَحزابَ عَنّا وذَلِّلهُم. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ٥٣ ، تاريخ دمشق : ج ٢٦ ص ١٠٤ نحوه.

٢. قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللّهمّ اشدد وطأتك على مضر» أي أصبهم بالشدائد ، واقرعهم بالقوارع (المجازات النبويّة : ص ٦٣ ح ٣٧).

٣. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٣٤٨ ح ٦٠٣٠ وص ٢٢٩٠ ح ٥٨٤٧ ، صحيح مسلم : ج ١ ص ٤٦٧ ح ٢٩٥ وص ٤٦٦ ح ٢٩٤ ، سنن ابن ماجة : ج ١ ص ٣٩٤ ح ١٢٤٤ ، سنن النسائي : ج ٢ ص ٢٠١ ، سنن الدارمي : ج ١ ص ٣٩٨ ح ١٥٥٦ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٢٨ ح ٧٢٦٤ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ٨ ص ٨٣ ح ٢١٩٩٦ و ٢١٩٩٧.

٤. الجعفريّات : ص ٢١٨ عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم‌السلام.

٥٨٦

١٤٤٦. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن أبي أوفى : دَعا رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَومَ الأَحزابِ عَلَى المُشرِكينَ فَقالَ : اللّهُمَّ مُنزِلَ الكِتابِ ، سَريعَ الحِسابِ ، اللّهُمَّ اهزِمِ الأَحزابَ ، اللّهُمَّ اهزِمهُم وزَلزِلهُم. ١

١٤٤٧. المجتنى عن جابر بن عبد اللّه : دَعَا النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَى الأَحزابِ يَومَ الإِثنَينِ ويَومَ الثُّلاثاءِ ، وَاستُجيبَ لَهُ يَومَ الأَربِعاءِ بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ ، فَعُرِفَ السُّرورُ في وَجهِهِ. قالَ جابِرٌ : فَما نَزَلَ بي أمرٌ غائِظٌ ٢ وتَوَجَّهتُ في تِلكَ السّاعَةِ ، إلاّ عَرَفتُ الإِجابَةَ. ٣

٥ / ٣

مَن عادى عَلِيّا

١٤٤٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : عادَى اللّه مَن عادى عَلِيّا. ٤

١٤٤٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لِعَلِيٍّ عليه‌السلام ـ : قاتَلَ اللّه مَن قاتَلَكَ ، وعادى مَن عاداكَ. ٥

١٤٥٠. الإصابة عن ابن الزبير : قَدِمَ مُعاوِيَةُ حاجّا ، فَدَخَلَ المَسجِدَ. فَرَأى شَيخا لَهُ ضَفيرَتانِ ، كانَ أحسَنَ الشُّيوخِ سَمتا ٦ ، وأنظَفَهُم ثَوبا ، فَسَأَلَ فَقيلَ لَهُ : إنَّهُ ابنُ عُرَيضٍ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ فَجاءَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. صحيح البخاري : ج ٣ ص ١٠٧٢ ح ٢٧٧٥ وج ٤ ص ١٥٠٩ ح ٣٨٨٩ ، صحيح مسلم : ج ٣ ص ١٣٦٣ ح ٢١ ، سنن الترمذي : ج ٤ ص ١٩٥ ح ١٦٧٨ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ٩٣٥ ح ٢٧٩٦ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٧ ص ٩٥ ح ٢ نحوه ، كنز العمّال : ج ١٠ ص ٤٥٠ ح ٣٠٠٩٢؛ بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ٢٠٩.

٢. الغيظ : كرب يلحق الإنسان من غيره (معجم مقاييس اللغة : ج ٤ ص ٤٠٥ «غيظ»).

٣. المجتنى : ص ٤٨ ، عدّة الداعي : ص ٣٨.

٤. الإصابة : ج ٢ ص ٣٧٣ الرقم ٢٥٦٠ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ٢٣٨ الرقم ١٥٨٩ كلاهما عن رافع مولى عائشة ، كنز العمّال : ج ١١ ص ٦٠١ ح ٣٢٨٩٩ نقلاً عن ابن مندة ؛ روضة الواعظين : ص ١١٦ وفيه «من عادى عليّا عاديته».

٥. الجمل : ص ٨١ ، الاحتجاج : ج ١ ص ٣٣٠ ح ٥٥ عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عن الإمام عليّ عليهما‌السلام ، بشارة المصطفى : ص ١٦٦ وزاد في آخره «فأعادها مرّتين أو ثلاثا» ، مئة منقبة : ص ٩٩ كلاهما عن رافع مولى عائشة ، الفصول المختارة : ص ٢٤٥ ، بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ٣٥١ ح ٣.

٦. السَّمْت : الهيئة الحسنة (النهاية : ج ٢ ص ٣٩٧ «سمت»).

٥٨٧

فَقالَ : ما فَعَلتَ أرضَكَ تيماءَ؟ قالَ : باقِيَةٌ. قالَ : بِعنيها. قالَ : نَعَم ، ولَولاَ الحاجَةُ ما بِعتُها. وَاستَنشَدَهُ مَرثِيَةَ ابنِهِ لِنَفسِهِ فَأَنشَدَهُ ، ودارَ بَينَهُما كَلامٌ فيهِ ذِكرُ عَلِيٍّ ، فَغَضَّ ابنُ عُرَيضٍ مِن مُعاوِيَةَ ، فَقالَ مُعاوِيَةُ : ما أراهُ إلاّ قَد خَرِفَ فَأَقيموهُ.

فَقالَ : ما خَرِفتُ ، ولكِن أنشُدُكَ اللّه يا مُعاوِيَةُ ، أما تَذكُرُ يا مُعاوِيَةُ لَمّا كُنّا جُلوسا عِندَ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَجاءَ عَلِيٌّ فَاستَقبَلَهُ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَقالَ : قاتَلَ اللّه مَن يُقاتِلُكَ ، وعادى مَن يُعاديكَ؟! ١

١٤٥١. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في عَلِيٍّ عليه‌السلام ـ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، اللّهُمَّ عادِ مَن عاداهُ. ٢

١٤٥٢. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في عَلِيٍّ عليه‌السلام ـ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ وَاخذُل مَن خَذَلَهُ. ٣

١٤٥٣. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ يَومَ غَديرِ خُمٍّ ـ : اللّهُمَّ مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وأعِن مَن أعانَهُ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإصابة : ج ٣ ص ٨٢ الرقم ٣٢٥٤ ، وراجع المسترشد : ص ٦٠٣ ح ٢٧٣ واليقين : ص ٢٠٠ ح ٤٩ وبحار الأنوار : ج ٣٢ ص ٢٨٢ و ٢٢٩.

٢. سنن ابن ماجة : ج ١ ص ٤٣ ح ١١٦ ، مسند ابن حنبل : ج ٦ ص ٤٠١ ح ١٨٥٠٦ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ج ٢ ص ٥٩٦ ح ١٠١٦ كلّها عن البراء بن عازب وص ٥٩٧ ح ١٠١٧ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ص ١١٨ ح ٤٥٧٦ ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص ١٥٠ ح ٧٩ ، المعجم الكبير : ج ٥ ص ١٩٥ ح ٥٠٦٩ والأربعة الأخيرة عن زيد بن أرقم ، المعجم الأوسط : ج ٢ ص ٢٤ ح ١١١١ عن أبي هريرة ، أنساب الأشراف : ج ٢ ص ٣٥٧ عن بريدة بن الحصيب ، مروج الذهب : ج ٢ ص ٤٣٧.

٣. مسند ابن حنبل : ج ١ ص ٢٥٤ ح ٩٦٤ ، تاريخ دمشق : ج ٤٢ ص ٢٠٧ ح ٨٦٨٤ وص ٢٠٨ كلّها عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ص ١٨١ ح ٩٨ عن سعيد بن وهب وليس فيه «واخذل من خذله» ؛ الخصال : ص ٦٦ ح ٩٨ عن حذيفة ، معاني الأخبار : ص ٦٧ ح ٨ عن أنس ، علل الشرائع : ص ١٤٤ ح ٩ عن سلمان ، الأمالي للمفيد : ص ٥٨ ح ٢ عن سعيد بن أبي وقّاص ، الفصول المختارة : ص ٢٤٥ ، رجال الكشّي : ج ١ ص ٢٨٤ الرقم ١١٩ عن اُمّ سلمة.

٤. المعجم الكبير : ج ٤ ص ١٧ ح ٣٥١٤ عن حبشي بن جنادة وج ٥ ص ١٧١ ح ٤٩٨٥ وص ٢٠٤ ح ٥٠٩٧ كلاهما عن زيد بن أرقم وليس فيهما من «وعادِ ...».

٥٨٨

١٤٥٤. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ؛ اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، وأحِبَّ مَن أحَبَّهُ ، وأبغِض مَن أبغَضَهُ ، وَانصُر مَن نَصَرَهُ ، وَاخذُل مَن خَذَلَهُ. ١

١٤٥٥. الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس : قالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لِعَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‌السلام ذاتَ يَومٍ وهُوَ في مَسجِدِ قُباءَ ، وَالأَنصارُ مُجتَمِعونَ : يا عَلِيُّ أنتَ أخي وأنَا أخوكَ ، يا عَلِيُّ أنتَ وَصِيّي وخَليفَتي وإمامُ اُمَّتي بَعدي ، والَى اللّه مَن والاكَ ، وعادَى اللّه مَن عاداكَ ، وأبغَضَ اللّه مَن أبغَضَكَ ، ونَصَرَ اللّه مَن نَصَرَكَ ، وخَذَلَ اللّه مَن خَذَلَكَ. ٢

١٤٥٦. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في حَجَّةِ الوَداعِ وهُوَ عَلى ناقَتِهِ ، ويَدُ : اللّهُمَّ هَل بَلَّغتُ؟ اللّهُمَّ هَل بَلَّغتُ؟ هذَا ابنُ عَمّي وأبو وُلدي ، اللّهُمَّ كُبَّ مَن عاداهُ فِي النّارِ! ٣

١٤٥٧. الإمام الحسن عليه‌السلام : دَعا رَسولُ اللّه ـ وهُوَ عَلَى المِنبَرِ ـ الإمام الحسن عليه‌السلام : دَعا رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله. عَلِيّا ، فَاجتَذَبَهُ بِيَدهِ فَقالَ : اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ ، اللّهُمَّ مَن عادى عَلِيّا فَلا تَجعَل لَهُ فِي الأَرضِ مَقعَدا ، ولا فِي السَّماءِ مَصعَدا ، وَاجعَلهُ في أسفَلِ دَرَكٍ مِنَ النّارِ. ٤

١٤٥٨. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عَلِيُّ ، مَن أحَبَّكَ ووالاكَ سَبَقَت لَهُ الرَّحمَةُ ، ومَن أبغَضَكَ وعاداكَ سَبَقَت لَهُ اللَّعنَةُ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. تاريخ دمشق : ج ٤٢ ص ٢١٩ ح ٨٧١٣ عن زيد بن أرقم.

٢. الأمالي للصدوق : ص ٤٣٣ ح ٥٧٣ ، بشارة المصطفى : ص ٥٦ وفيه «وليّي» بدل «وصيّي» ، بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ١٠٢ ح ٢٣ ، وراجع الإصابة : ج ٣ ص ٨٢ الرقم ٣٢٥٤.

٣. المعجم الأوسط : ج ٦ ص ٣٠٠ ح ٦٤٦٨ ، كنز العمّال : ج ٥ ص ٢٩١ ح ١٢٩١٤ نقلاً عن ابن النجّار وج ١١ ص ٦٠٩ ح ٣٢٩٤٧ نقلاً عن الشيرازي في الألقاب وكلّها عن ابن عمر ؛ إحقاق الحقّ : ج ٧ ص ٨٨ نقلاً عن أرجح المطالب عن ابن عبّاس وج ٢٠ ص ٦٠٩ نقلاً عن كتاب آل محمّد عن اُسامة بن زيد.

٤. الاحتجاج : ج ٢ ص ٢٧ ح ١٥٠ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٧٥ ح ١.

٥. الخصال : ص ٥٥٦ ح ٣١ عن عامر بن واثلة ، بشارة المصطفى : ص ٥٨ عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ٣٨ ص ١٠٣ ح ٢٦ وفيهما «أحببته وواليته» بدل «سبقت له الرحمة» و «أبغضته وعاديته» بدل «سبقت له اللعنة».

٥٨٩

١٤٥٩. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَعاشِرَ النّاسِ ، أحِبّوا عَلِيا ؛ فَإِنَّ لَحمَهُ لَحمي ودَمَهُ دَمي ، لَعَنَ اللّه أقواما مِن اُمَّتي ضَيَّعوا فيهِ عَهدي ، ونَسوا فيهِ وَصِيَّتي ، ما لَهُم عِندَ اللّه مِن خَلاقٍ ١.٢

١٤٦٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ في عَلِيٍّ عليه‌السلام ـ : اِعلَموا مَعاشِرَ النّاسِ ، أنَّ اللّه قَد نَصَبَهُ لَكُم وَلِيّا وإماما ، مُفتَرَضا طاعَتُهُ عَلَى المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ ، وعَلَى التّابِعينَ لَهُم بِإِحسانٍ ، وعَلَى البادي وَالحاضِرِ ، وعَلَى الأَعجَمِيِّ وَالعَرَبِيِّ ، وَالحُرِّ وَالمَملوكِ ، وَالصَّغيرِ وَالكَبيرِ ، وعَلَى الأَبيَضِ وَالأَسوَدِ ، وعَلى كُلِّ مُوَحِّدٍ ، ماضٍ حُكمُهُ ، جائِزٌ قَولُهُ ، نافِذٌ أمرُهُ ، مَلعونٌ مَن خالَفَهُ ، مَرحومٌ مَن تَبِعَهُ ومَن صَدَّقَهُ ، فَقَد غَفَرَ اللّه لَهُ ولِمَن سَمِعَ مِنهُ وأطاعَ لَهُ. ٣

١٤٦١. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمّا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، فَإِنَّهُ أخي وشَقيقي وصاحِبُ الأَمرِ بَعدي ... وبِوِلايَتِهِ صارَت اُمَّتي مَرحومَةً ، وبِعَداوَتِهِ صارَتِ المُخالِفَةُ لَهُ مِنها مَلعونَةً. ٤

٥ / ٤

قَتَلَةُ الحُسَينِ

١٤٦٢. الإمام الصادق عليه‌السلام : كانَ الحُسَينُ عليه‌السلام مَعَ اُمِّهِ تَحمِلُهُ ، فَأَخَذَهُ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله فَقالَ : لَعَنَ اللّه قاتِليكَ ، ولَعَنَ اللّه سالِبيكَ ، وأهلَكَ اللّه المُتَوازِرينَ عَلَيكَ ، وحَكَمَ اللّه بَيني وبَينَ مَن أعانَ عَلَيكَ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الخلاق : الحظّ والنصيب (النهاية : ج ٢ ص ٧٠ «خلق»).

٢. الأمالي للمفيد : ص ٢٩٤ ح ٤ ، الأمالي للطوسي : ص ٦٩ ح ١٠١ ، بشارة المصطفى : ص ٩٠ كلّها عن أبي سعيد الخدري ، بحار الأنوار : ج ٣٩ ص ٢٦٥ ح ٣٨.

٣. الاحتجاج : ج ١ ص ١٤٣ ح ٣٢ عن علقمة بن محمّد الحضرمي عن الإمام الباقر عليه‌السلام ، التحصين لابن طاووس : ص ٥٨١ عن زيد بن أرقم وفيه «موجود» بدل «موحّد» ، روضة الواعظين : ص ١٠٤ عن الإمام الباقر عليه‌السلام وليس فيهما «من تبعه» ، بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ٢٠٧ ح ٨٦ وص ١٣٢.

٤. الأمالي للصدوق : ص ١٧٥ ح ١٧٨ ، بشارة المصطفى : ص ١٩٨ ، الفضائل لشاذان : ص ٨ وفيه «وبعد وفاتي صارت بالمخالفة له ملعونة» بدل «وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة» وكلّها عن ابن عبّاس ، بحار الأنوار : ج ٢٨ ص ٣٧ ح ١.

٥. كامل الزيارات : ص ١٤٤ ح ١٧٠ عن مسمع بن عبد الملك ، تفسير فرات : ص ١٧١ ح ٢١٩ عن جعفر بن محمّد الفزاري معنعنا ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٢٦٤ ح ٢٢.

٥٩٠

١٤٦٣. مثير الأحزان : قالَ أصحابُ الحَديثِ : فَلَمّا أتَت عَلَى الحُسَينِ عليه‌السلام سَنَةٌ كامِلَةٌ ، هَبَطَ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله اثنا عَشَرَ مَلَكا عَلى صُوَرٍ مُختَلِفَةٍ ـ أحَدُهُم عَلى صوَرةِ بَني آدَمَ ـ يُعَزّونَهُ ويَقولونَ : إنَّهُ سَيَنزِلُ بِوَلَدِكَ الحُسَينِ بنِ فاطِمَةَ ما نَزَلَ بِهابيلَ مِن قابيلَ ، وسَيُعطى مِثلَ أجرِ هابيلَ ، ويُحمَلُ عَلى قاتِلِهِ مِثلُ وِزرِ قابيلَ ، ولَم يَبقَ مَلَكٌ إلاّ نَزَلَ إلَى النَّبِيِّ يُعَزّونَهُ ، وَالنَّبِيُّ يَقولُ : اللّهُمَّ اخذُل خاذِليهِ ، وَاقتُل قاتِلَهُ ، ولا تُمَتِّعهُ بِما طَلَبَهُ. ١

١٤٦٤. مثير الأحزان عن عبد اللّه بن يحيى : دَخَلنا مَعَ عَلِيٍّ عليه‌السلام إلى صِفّينَ ، فَلَمّا حاذى نَينَوى نادى : صَبرا أبا عَبدِ اللّه.

فَقالَ : دَخَلتُ عَلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله وعَيناهُ تَفيضانِ ، فَقُلتُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يا رَسولَ اللّه ، ما لِعَينَيكَ تَفيضانِ؟ أغضَبَكَ أحَدٌ؟

قالَ : لا ، بَل كانَ عِندي جَبرَئيلُ فَأَخبَرَني أنَّ الحُسَينَ يُقتَلُ بِشاطِئِ الفُراتِ ، وقالَ : هَل لَكَ أن اُشِمَّكَ مِن تُربَتِهِ؟ قُلتُ : نَعَم ، فَمَدَّ يَدَهُ فَأَخَذَ قَبضَةً مِن تُرابٍ وأعطانيها ، فَلَم أملِك عَينَيَّ أن فاضَتا ، وَاسمُ الأَرضِ كَربَلاءُ.

فَلَمّا أتَت عَلَيهِ سَنَتانِ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى سَفَرٍ ، فَوَقَفَ في بَعضِ الطَّريقِ استَرجَعَ ودَمَعَت عَيناهُ ، فَسُئِلَ عَن ذلِكَ فَقالَ : هذا جَبرَئيلُ يُخبِرُني عَن أرضٍ بِشَطِّ الفُراتِ يُقالُ لَها : كَربَلاءُ ، يُقتَلُ فيها وَلَدِيَ الحُسَينُ. فَقيلَ : ومَن يَقتُلُهُ؟ قالَ : رَجلٌ يُقالُ لَهُ : يَزيدُ ، كَأَنّي أنظُرُ إلَيهِ وإلى مَصرَعِهِ ومَدفَنِهِ بِها ، وكَأَنّي أنظُرُ عَلَى السَّبايا. ٢ عَلى أقتابِ المَطايا وقَد اُهدِيَ رَأسُ وَلَدِيَ الحُسَينِ إلى يَزيدَ لَعَنَهُ اللّه ، فَوَاللّه ما يَنظُرُ أحَدٌ إلى رَأسِ الحُسَينِ ويَفرَحُ إلاّ خالَفَ اللّه بَينَ قَلبِهِ ولِسانِهِ ، وعَذَّبَهُ اللّه عَذابا أليما.

فَرَجَعَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله. عَن سَفَرِهِ مَغموما مَهموما كَئيبا حَزينا ، وصَعِدَ وخَطَبَ ووَعَظَ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهما‌السلام بَينَ يَدَيهِ ، فَلَمّا فَرَغَ مِن خُطبَتِهِ ، وَضَعَ يَدَهُ اليُمنى عَلى رَأسِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مثير الأحزان : ص ١٧ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٢٤٧ ح ٤٦.

٢. ما بين القوسين أثبتناه من بحار الأنوار.

٥٩١

الحَسَنِ عليه‌السلام وَيدَهُ اليُسرى عَلى رَأسِ الحُسَينِ عليه‌السلام ، ورَفَعَ رَأسَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ :

اللّهُمَّ إنَّ مُحَمَّدا عَبدُكَ ورَسولُكَ ونَبِيُّكَ ، وهذانِ أطائِبُ عِترَتي ، وخِيارُ ذُرِّيَّتي وأرومَتي ١ ، ومَن اُخلِفُهُما في اُمَّتي ، وقَد أخبَرَني جَبرَئيلُ أنَّ وَلَدي هذا مَقتولٌ مَخذولٌ ، اللّهُمَّ فَبارِك لَهُ في قَتلِهِ ، وَاجعَلهُ مِن ساداتِ الشُّهداءِ ، اللّهُمَّ ولا تُبارِك في قاتِلِهِ وخاذِلِهِ ، وأصلِهِ حَرَّ نارِكَ ، وَاحشُرهُ في أسفَلِ دَرَكِ الجَحيمِ. ٢

٥ / ٥

النّوادِرُ

١٤٦٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ أذهِب مُلكَ غَسّانَ ، وضَع مُهورَ كِندَةَ ٣ ٤.

١٤٦٦. مسند الشاميّين عن عبد الرحمن بن شبل عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ رَجُلاً سَمّاهُ ـ مسند الشاميّين عن عبد الرحمن بن شبل عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهُمَّ العَن وَاجعَل قَلبَهُ قَلبَ سوءٍ ، وَاملَأ جَوفَهُ رَضفَ ٥ جَهَنَّمَ. ٦

١٤٦٧. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قَد قَنَتَ ودَعا عَلى قَومٍ بِأَسمائِهِم وأسماءِ آبائِهِم وعَشائِرِهِم ، وفَعَلَهُ عَلِيٌّ عليه‌السلام بَعدَهُ. ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأرومة ـ بوزن الأكولة ـ : الأصل (النهاية : ج ١ ص ٤١ «أرم»).

٢. مثير الأحزان : ص ١٨ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٢٤٧ ح ٤٦.

٣. كانت كندة لا تزوّج بناتها بأقلّ من مئة من الإبل ، وربّما اُمهرت الواحدة منهنّ ألفا منها ، فصارت مهور كندة مثلاً في الغلاء (معجم قبائل العرب : ج ٣ ص ١٠٠٠).

٤. البيان والتبيين : ج ٢ ص ٢٨ عن الشعبي.

٥. الرَّضْف : الحجارة المحماة على النار ، واحدتها رَضْفة (النهاية : ج ٢ ص ٢٣١ «رضف»).

٦. مسند الشاميّين : ج ٢ ص ٤٣٢ ح ١٦٤٠ ، أُسد الغابة : ج ٣ ص ٢٧٤ الرقم ٣٠٠٣ ، الإصابة : ج ٤ ص ١٠٩ الرقم ٤٧٥٩ وفيه «فلانا» بدل «رجلاً سمّاه» وكلاهما عن عبد اللّه بن شبل الأنصاري ، كنز العمّال : ج ٨ ص ٨٣ ح ٢١٩٩٤ نقلاً عن الديلمي.

٧. مستطرفات السرائر : ص ٩٨ ح ٢٠ ، الكافي : ج ٣ ص ٣٢٤ ح ١١ نحوه وكلاهما عن عبد اللّه بن هلال ، بحار الأنوار : ج ٨٤ ص ٢٨٧ ح ٩ وج ٨٥ ص ٢٠٢ ح ١٦.

٥٩٢

البابُ السّادِسُ :

من دعا عليهم الإمام عليّ

٦ / ١

الأَشعَثُ بنُ قَيسٍ ١

١٤٦٨. نهج البلاغة : مِن كَلامٍ لَهُ عليه‌السلام قالَهُ لِلأَشعَثِ بنِ قَيسٍ وهُوَ عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ يَخطُبُ ، فَمَضى في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأشعث بن قيس بن معديكَرِب الكِندي ، يُكنّى أبا محمّد ، واسمه معديكَرِب. من كبار اليمن ، وأحد الصحابة. عَوِرت عينه في حرب اليرموك. وهو وجه مشبوه مُريب متلوّن ، رديء الطبع ، سيّئ العمل في التاريخ الإسلامي.

ارتدّ بعد رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الدِّين واُسِر ، فعفا عنه أبو بكر ، وزوّجه اُخته. وكان أبو بكر يُعرب عن ندمه ، ويتأسّف لعفوه.

زوّج بنته لابن عثمان في أيّام خلافته. ونصبه عثمان والياً على آذربايجان. وكان يهبه مئة ألف درهم من خراجها سنويّاً.

عزل الإمام عليّ عليه‌السلام الأشعث عن آذربايجان ، ودعاه إلى المدينة ، فهمّ بالفرار في البداية ، ثمّ قدم المدينة بتوصية أصحابه ، ووافى الإمامَ عليه‌السلام.

تولّى رئاسة قبيلته «كِندة» في حرب صفّين ، وكان على ميمنة الجيش. وتزعّم الأشعث التيّار الَّذي فرض التحكيمَ وفرض أبا موسى الأشعري على الإمام عليه‌السلام. وعارض اختيارَ ابن عبّاس ومالك الأشتر حكَمَين عن الإمام عليه‌السلام بصراحة ، ونادى بيمانيّة أحد الحكمين. وله يدٌ في نشوء الخوارج ، كما كان له دور كبير في إيقاد حرب النّهروان مع أنّه كان في جيش الإمام عليه‌السلام. وهو ممّن كان يعارض الإمام عليه‌السلام وأعماله داخل الجيش بكلّ ما يستطيع ، حتى عُدَّت مواقفه أصل كلّ فساد واضطراب. وكان شرساً إلى درجة أنّه هدّد

٥٩٣

بَعضِ كَلامِهِ شيءٌ اعتَرَضَهُ الأَشعَثُ فيهِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هذِهِ عَلَيكَ لا لَكَ. فَخَفَضَ عليه‌السلام إلَيهِ بَصَرَهُ ثُمَّ قالَ : ما يُدرِيكَ ما عَلَيَّ مِمّا لي ، عَلَيكَ لَعنَةُ اللّه ولَعنَةُ اللاّعِنينَ ، حائِكٌ ابنُ حائِكٍ ، مُنافِقٌ ابنُ كافِرٍ ، وَاللّه لَقَد أسَرَكَ الكُفرُ مَرَّةً وَالإِسلامُ اُخرى ، فَما فَداكَ مِن واحِدَةٍ مِنهُما مالُكَ ولا حَسَبُكَ. وإنَّ امرَأً دَلَّ عَلى قَومِهِ السَّيفَ ، وساقَ إلَيهِمُ الحَتفَ ، لَحَرِيٌّ أن يَمقُتَهُ الأَقرَبُ ، ولا يَأمَنَهُ الأَبعَدُ ١ ٢.

٦ / ٢

جاسوس معاوية

١٤٦٩. الإرشاد عن جُميع بن عمير : اِتَّهَمَ عَلِيٌّ عليه‌السلام رَجُلاً يُقالُ لَهُ العيزارُ بِرَفعِ أخبارِهِ إلى مُعاوِيَةَ ، فَأَنكَرَ ذلِكَ وجَحَدَهُ ، فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام : أتَحلِفُ بِاللّه يا هذا إنَّكَ ما فَعَلتَ ذلِكَ؟ قالَ : نَعَم. وبَدَرَ فَحَلَفَ.

فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام : إن كُنتَ كاذِبا فَأَعمَى اللّه بَصَرَكَ. فَما دارَتِ الجُمُعَةُ حَتّى اُخرِجَ أعمى يُقادُ قَد أذهَبَ اللّه بَصَرَهُ. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإمامَ عليه‌السلام مرّةً بالقتل. وسمّاه الإمام عليه‌السلام منافقاً ، ولعنه.

وكان ابن ملجم يتردّد على داره ، وهو الَّذي أشار على المذكور بالإسراع يوم عزمه على قتل الإمام عليه‌السلام. ونحن وإن لم نمتلك دليلاً تاريخيّا قطعيّا على صلته السرّيّة بمعاوية ، لكن لا بدّ من الالتفات إلى أنّ الأيادي الخفيّة تعمل بحذر تامّ وكتمان شديد ، ولذا لم تنكشف إلاّ نادرا. لكن ملفّ جنايات هذا البيت المشؤوم يمكن عدّه وثيقة معتبرة على علقته بل وعلقة اُسرته بأعداء أهل البيت ، وممّا يعزّز ذلك تعبير الإمام عنه بالمنافق.

١. قال السيّد الرضي قدس‌سره في ذيل الخطبة : يريد عليه‌السلام أنّه اُسر في الكفر مرّةً وفي الإسلام مرّةً. وأمّا قوله : «دلّ على قومه السيف» فأراد به حديثا كان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة ، غرّ فيه قومه ومكر بهم حتى أوقع بهم خالد ، وكان قومه بعد ذلك يسمّونه : «عُرفَ النّار» وهو اسم للغادر عندهم.

٢. نهج البلاغة : الخطبة ١٩ ، بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٤٣١ ح ٦٤٠.

٣. الإرشاد : ج ١ ص ٣٥٠ ، الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٢٠٧ ح ٤٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٢ ص ٢٧٩ ، كشف الغمّة : ج ١ ص ٢٨٣ وفيه «الغيرار» بدل «العيزار» وراجع إرشاد القلوب : ص ٢٢٨.

٥٩٤

٦ / ٣

فتى نسبه إلى الظلم

١٤٧٠. شرح الأخبار عن الأصبغ بن نباتة : لَمَّا انهَزَمَ أهلُ البَصرَةِ قامَ فَتىً إلى عَلِيٍّ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ ، فَقالَ : ما بالُ ما فِي الأَخبِيَةِ لا تُقَسَّمُ؟ فَقالَ عَلِيٌّ عليه‌السلام : لا حاجَةَ لي في فَتوَى المُتَعَلِّمينَ. قالَ : ثُمَّ قامَ إلَيهِ فَتىً آخَرُ ، فَقالَ مِثلَ ذلِكَ ، فَرَدَّ عَلَيهِ مِثلَ ما رَدَّ أوَّلاً. فَقالَ لَهُ الفَتى : أمَا وَاللّه ما عَدَلتَ! فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه‌السلام : إن كُنتَ كاذِبا فَبَلَغَ اللّه بِكَ سُلطانَ فَتى ثَقيفٍ.

ثُمَّ قالَ عَلِيٌّ عليه‌السلام : اللّهُمَّ إنّي قَد مَلَلتُهُم ومَلّوني ، فَأَبدِلني بِهِم ما هُوَ خَيرٌ مِنهُم ، وأبدلِهُم بي ما هُوَ شَرٌّ لَهُم.

قالَ الأَصبَغُ بنُ نُباتَةَ : فَبَلَغَ ذلِكَ الفَتى سُلطانَ الحَجّاجِ ، فَقَتَلَهُ. ١

٦ / ٤

مَصقَلَةُ بنُ هُبَيرَةَ ٢

١٤٧١. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في مَصقَلَةَ بنِ هُبَيرَةَ الشَّيبانِيِّ لَمّا هَرَبَ إلى مُعاوِيَةَ ، وكانَ قَدِ ابتاعَ سَبيَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. شرح الأخبار : ج ٢ ص ٢٩٠ ح ٦٠٥. راجع : القسم الثالث عشر / إخباره بالاُمور الغيبيّة / سلطة الحجّاج.

٢. هو مصقلة بن هبيرة الشيبانيّ. من أصحاب عليّ عليه‌السلام ، ونائب ابن عبّاس ، ووالي أردشير خُرّة ، فكان عاملاً غير مباشر للإمام عليه‌السلام. في سنة ٣٨ ق لمّا ظهر معقل بن قيس على الثوّار المرتدّين من بني ناجية وأسّرهم اشتراهم مصقلة وأطلق سراحهم ثمّ لم يتمكّن من أداء قيمتهم إلى بيت المال. مضافا إلى تصرّفه في أموال بيت المال بالبذل لأقربائه والعفو عمّا عليهم ، ولهذا استدعاه الإمام وعاتبه على تصرّفه الغير المشروع في بيت مال المسلمين وإتلافه للأموال وطلب منه ردّ ما أخذه من بيت المال لفكّ الأسرى ، فعظم ذلك على مصقلة حيث لم يكن يتصوّر أنَّ الإمام يعامله بهذه الشدّة بعد أن رأى عطاء عثمان وهباته من بيت المال ، بل كان يأمل عفو الإمام. فلمّا لم يصل إلى أمله فرّ والتحق بمعاوية. ولهذا قال الإمام عليه‌السلام في حقّه : «فَعَل فِعل السادة وفرّ فِرار العبيد». لقد شغل مصقلة بعض المناصب في حكومة معاوية ، وشهد على حجر بن عدي حين أراد معاوية قتله (رجال الطوسي : ص ٨٣ الرقم ٨٣٢ ، تهذيب الأحكام : ج ١ ص ١٤٠ ح ٥٥١؛ الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٤٢١ ـ ٤٢٢ ، تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٢٦٩؛ موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٣٠٣ ـ ٣٠٤).

٥٩٥

بَني ناجِيَةَ مِن عامِلِ أميرِ المُؤمِنينَ وأعتَقَهُم ، فَلَمّا طالَبَهُ بِالمالِ خاسَ ١ بِهِ وهَرَبَ إلَى الشّامِ ـ : قَبَّحَ اللّه مَصقَلَةَ! فَعَلَ فِعلَ السّادَةِ ، وفَّرَ فِرارَ العَبيدِ. ٢

٦ / ٥

المُغيرَةُ بنُ الأَخنَسِ ٣

١٤٧٢. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ مِن كَلامٍ لَهُ وقَد وَقَعَت مُشاجَرَةٌ بَينَهُ : يَابنَ اللَّعينِ الأَبتَرِ ، وَالشَّجَرَةِ الَّتي لا أصلَ لَها ولا فَرعَ ، أنتَ تَكفيني؟ فَوَاللّه ما أعَزَّ اللّه مَن أنتَ ناصِرُهُ ، ولا قامَ مَن أنتَ مُنهِضُهُ ، اُخرُج عَنّا أبعَدَ اللّه نَواكَ ٤ ، ثُمَّ ابلُغ جُهدَكَ فَلا أبقَى اللّه عَلَيكَ إن أبقَيتَ. ٥

٦ / ٦

يَزيدُ بنُ حُجَيَّةَ ٦

١٤٧٣. الغارات ـ في خَبرِ يَزيدَ بنِ حُجَيَّةَ ـ : قالَ أيضا شِعرا يَذُمُّ فيهِ عَلِيّا عليه‌السلام ويُخبِرُهُ أنَّهُ مِن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. خاس به : غدرَ به وخانَ (القاموس المحيط : ج ٢ ص ٢١٢ «خوس»).

٢. نهج البلاغة : الخطبة ٤٤ ، الغارات : ج ٢ ص ٧٧٠ ، بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٤٠٥ ح ٦٢٧ ؛ تاريخ الطبري : ج ٥ ص ١٣٠ وفيه «ما له برّحه اللّه ...» ، مروج الذهب : ج ٢ ص ٤١٩.

٣. هو المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفيّ. صحابيّ ، حليف لبني زهرة ، قتل يوم الدار مع عثمان (الاستيعاب : ج ٤ ص ٦ الرقم ٢٥٠٨ ، شرح نهج البلاغة : ج ٨ ص ٢٠١؛ الغدير : ج ٨ ص ٣٣٠).

٤. النَّوى : الوجه الذي تذهب فيه والدار ؛ أي أبعد اللّه مقصدك أو دارك. ويُروى : أبعدَ اللّه نَوأك ـ بالهمزة ـ : أي خيرك ، من أنواء النجوم التي كانت العرب تنسب المطر إليها. وجهدك : أي غايتك وطاقتك في الأذى ، وفي النهاية : أبقيت عليه : إذا رحمته وأشفقتَ عليه (بحار الأنوار : ج ٣١ ص ٤٧٢).

٥. نهج البلاغة : الخطبة ١٣٥ ، بحار الأنوار : ج ٣١ ص ٤٧٢ ح ٨.

٦. هو يزيد بن حُجيّة التميميّ. من أصحاب عليّ عليه‌السلام وشهد معه الجمل وصفّين والنهروان ، وجعله الإمام أحد الشهود في التحكيم. ثمّ ولاّه الريّ ودستبى ، فرّق من أموالهما ؛ فإنّه استحوذ على ثلاثين ألف درهم

٥٩٦

أعدائِهِ ، فَبَلَغَ ذلِكَ عَلِيّا عليه‌السلام ، فَدَعا عَلَيهِ وقالَ لِأَصحابِهِ : اِرفَعوا أيدِيَكُم فَادعوا عَلَيهِ ، فَدَعا عَلَيهِ عَلِيٌّ عليه‌السلام وأمَّنَ أصحابُهُ.

قالَ أبُو الصَّلتِ التَّيمِيُّ : فَقالَ عَلِيٌّ عليه‌السلام : اللّهُمَّ إنَّ يَزيدَ بنَ حُجَيَّةَ هَرَبَ بِمالِ المُسلِمينَ ، ولَحِقَ بِالقَومِ الفاسِقينَ ، فَاكفِنا مَكرَهُ وكَيدَهُ ، وَاجزِهِ جَزاءَ الظّالِمينَ. ١

٦ / ٧

مَن كَتَمَ حَديثَ الوِلايَةِ ٢

١٤٧٤. أُسد الغابة عن أبي إسحاق : حَدَّثَني مَن لا اُحصي أنَّ عَلِيّا عليه‌السلام نَشَدَ النّاسَ فِي الرَّحبَةِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من بيت المال وطالبه الإمام بذلك فأنكره فحسبه الإمام ، ففرّ من محبسه والتحق بمعاوية في عدد كثير من قومه. وشهد على حجر بن عدي حين أراد معاوية قتله (شرح نهج البلاغة : ج ٢ ص ٢٦٢ وج ٤ ص ٨٥ ، الغارات : ج ٢ ص ٥٢٥ ـ ٥٢٨ ، شرح الأخبار : ج ٢ ص ٩٦ ، قاموس الرجال : ج ٢ ، ص ٩٦ ، موسوعة الإمام عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٣٢٨).

١. الغارات : ج ٢ ص ٥٢٨ ؛ تاريخ دمشق : ج ٦٥ ص ١٤٩ وفيه من «اللّهمّ إنّ ...» ، شرح نهج البلاغة : ج ٤ ص ٨٥.

٢. أ ـ أنس بن مالك

هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاريّ الخزرجيّ ، أبو حمزة ، أهدته أُمّه لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله كي يخدمه ، فخدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عشر سنين ، كان له حين وفات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عشرين سنة. خرج مع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بدر وهو غلام يخدمه ، وشهد الحديبيّة والحجّ والفتح الأعظم وحنينا والطائف. بعد إنشاء البصرة انتقل إليها في أيّام عمر ابن الخطّاب. كان آخر أصحاب النبيّ بالبصرة. مات سنة ٩٠ ه أو ما بعدها إلى سنة ٩٥ ه (أُسدالغابة : ج ١ ص ٢٩٤ ، الإصابة : ج ١ ص ٢٧٥ الرقم ٢٧٧ ، تهذيب التهذيب : ج ١ ص ٣٢٩). ب ـ البراء بن عازب

هو البراء بن عازب بن الحارث الخزرجيّ الأنصاريّ ، أبو عمرو أو أبو عمارة. أسلم صغيرا وغزا مع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله خمس عشرة غزوة ، أوّلها غزوة الخندق ونزل الكوفة بعدها. شهد مع أميرالمؤمنين عليه‌السلام الجمل وصفّين والنهروان ، وشهد غزوة تستر مع أبي موسى ، وكان في زمن عثمان أميرا على الريّ سنة ٢٤ ه ، وعاش إلى أيّام مصعب بن الزبير واعتزل الأعمال ، ومات سنة ٧١ أو ٧٢ ه (أُسدالغابة : ج ١ ص ٣٦٢ ـ ـ

٥٩٧

مَن سَمِعَ قَولَ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ؟

فَقامَ نَفَرٌ شَهِدوا أَنَّهُم سَمِعوا ذلِكَ مِن رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكَتَمَ قَومٌ ، فَما خَرَجوا مِنَ الدُّنيا حَتّى عَموا وأصابَتهُم آفَةٌ ، مِنهُم : يَزيدُ بنُ وَديعَةَ ، وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ مُدلِجٍ. ١

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرقم ٣٨٩ ، الإصابة : ج ١ ص ٤١١ ، تاريخ بغداد : ج ١ ص ١٨٨ الرقم ١٦).

ج ـ جرير بن عبد اللّه

هو جرير بن عبد اللّه بن جابر ، أبو عمرو ، وقيل : أبو عبد اللّه البجليّ ، أسلم جرير قبل وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بأربعين يوما وتوفّي سنة ٥١ ه وقيل ٥٤ ه. وكان له في الحروب بالعراق : القادسيّة وغيرها أثر عظيم ، وهو الذي أرسله رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذي الخلصة وهو بيت فيه صنم لخثعم ليهدمها. كان يبغض عليا عليه‌السلام وهدّم عليّ عليه‌السلام داره بالكوفة. بني باسمه مسجدا بالكوفة فرقا لقتل الحسين عليه‌السلام ، ولذا عدّه الإمام الباقر عليه‌السلام من المساجد الملعونة (أُسدالغابة : ج ١ ص ٥٢٩ الرقم ٧٣٠ ، شرح نهج البلاغة : ج ٤ ص ٧٥؛ رجال الطوسي : ص ٣٣ الرقم ١٤٨ وص ٥٩ الرقم ٥٠٣ ، بحارالأنوار : ج ٣٧ ص ١٩٧ ح ٨١).

د ـ الأشعث بن قيس

مرّت ترجمته سابقا.

ه ـ خالد بن يزيد البجليّ

لم يذكر في الصحابة خالد بن يزيد البجليّ ، بل نقل ابن الأثير هذا الخبر الخبر المذكور في المتن. باسم خالد بن يزيد الكلبيّ ، وفي أنساب الأشراف للبلاذري روى الخبر بلفظ «جرير» قائلاً : ورجع جرير أعرابيّا بعد هجرته ، فأتى الشراة فمات في بيت أُمّه (قاموس الرجال : ج ٤ ص ١٥٤ الرقم ٢٥٩٧).

و ـ زيد بن أرقم

هو زيد بن أرقم بن زيد الأنصاريّ الخزرجيّ ، أبو عمرو ، نزيل الكوفة ، من مشاهير الصحابة ، شهد غزوة موتة وغيرها ، غزا مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله سبعة عشر غزوة ، له قصّة في نزول سورة المنافقين. روي أنّه كتم حديث الولاية ، وروي عن عليّ عليه‌السلام أنّه عاد زيد بن أرقم فلمّا دخل عليه قال زيد : مرحبا بأميرالمؤمنين عائدا وهو علينا عاتب ، قال عليّ عليه‌السلام : إنّ ذلك لم يمنعني عن عيادتك ، إنّه من عاد مريضا التماس رحمة اللّه وتنجّز موعده كان في خريف الجنّة (بحارالأنوار : ج ٨١ ص ٢٢٨) فلعلّ وجه العتاب هو الكتمان.

وعلى أيّ فهو من السابقين الذين رجعوا إلى أميرالمؤمنين عليه‌السلام. مات سنة ٦٦ أو ٦٨ ه في الكوفة (الإصابة : ج ٢ ص ٤٨٧ الرقم ٢٨٨٠؛ رجال الطوسي : ص ٦٤ الرقم ٥٦٥ ، قاموس الرجال : ج ٤ ص ٥٢٩ الرقم ٣٠٢٢).

٢. أُسد الغابة : ج ٣ ص ٤٨٧ الرقم ٣٣٨٨.

٥٩٨

١٤٧٥. أنساب الأشراف عن أبي وائل شقيق بن سلمة : قالَ عَلِيٌّ عليه‌السلام عَلَى المِنبَرِ : نَشَدتُ اللّه رَجُلاً سَمِعَ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ يَومَ غَديرِ خُمٍّ : «اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ» ، إلاّ قامَ فَشَهِدَ ـ وتَحتَ المِنبَرِ أنَسُ بنُ مالِكٍ ، وَالبَراءُ بنُ عازِبٍ ، وجَريُر بنُ عَبدِ اللّه ـ فَأَعادَها فَلَم يُجِبهُ أحَدٌ.

فَقالَ : اللّهُمَّ مَن كَتَمَ هذِهِ الشَّهادَةَ وهُوَ يَعرِفُها ، فَلا تُخرِجهُ مِنَ الدُّنيا حَتّى تَجعَلَ بِهِ آيَةً يُعرَفُ بِها.

قالَ : فَبَرِصَ أنَسٌ ، وعَمِيَ البَراءُ ، ورَجَعَ جَريرٌ أعرابِيّا بَعدَ هِجرَتِهِ ، فَأَتَى السَّراةَ ١ فَماتَ في بَيتِ اُمِّهِ بِالسَّراةِ. ٢

١٤٧٦. الخصال عن جابر الأنصاري : خَطَبَنا عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه‌السلام ، فَحَمِدَ اللّه وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ قُدّامَ مِنبَرِكُم هذا أربَعَةُ رَهطٍ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مِنهُم أنَسُ ابنُ مالِكٍ ، وَالبَراءُ بنُ عازِبٍ ، وَالأَشعَثُ بنُ قَيسٍ الكِندِيُّ ، وخالِدُ بنُ يزَيدَ البَجَلِيُّ.

ثُمَّ أقبَلَ عَلى أنَسٍ فَقالَ : يا أنَسُ ، إن كُنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ فَلا أماتَكَ اللّه حَتّى يَبتَلِيَكَ بِبَرَصٍ لا تُغَطّيهِ العِمامَةُ.

وأمّا أنتَ يا أشعَثُ ، فَإِن كُنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ اللّه حَتّى يَذهَبَ بِكَريمَتَيكَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. قال الأصمعي : السراة : الجبل الذي فيه طرف الطائف إلى بلاد أرمينية. وفي كتاب الحازمي : السراة : الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن ولها سعة (معجم البلدان : ج ٣ ص ٢٠٤). وفي بحار الأنوار : «الشراة». والشَّراة : جبل شامخ عن يسار عسفان وبه عقبة تذهب إلى ناحية الحجاز لمن سلك عسفان مرتفعة جدّا (معجم البلدان : ج ٣ ص ٣٣١).

٢. أنساب الأشراف : ج ٢ ص ٣٨٦ ؛ بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ١٩٧ ح ٨١.

٥٩٩

وأمّا أنتَ يا خالِدَ بنَ يَزيدَ ، فَإِن كُنتَ سَمِعتَ رَسولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ اللّه إلاّ ميتَةً جاهِلِيَّةً.

وأمّا أنتَ يا بَراءَ بنَ عازِبٍ ، فَإِن كُنتَ سَمِعتَ رسَولَ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَقولُ : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ ، اللّهُمَّ والِ مَن والاهُ ، وعادِ مَن عاداهُ» ، ثُمَّ لَم تَشهَد لِيَ اليَومَ بِالوِلايَةِ ، فَلا أماتَكَ اللّه إلاّ حَيثُ هاجَرتَ مِنهُ.

قالَ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّه الأَنصارِيُّ : وَاللّه لَقَد رَأَيتُ أنَسَ بنَ مالِكٍ وقَدِ ابتُلِيَ بِبَرَصٍ يُغَطّيهِ بِالعِمامَةِ فَما تَستُرُهُ. ولَقَد رَأَيتُ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ وقَد ذَهَبَت كَريمَتاهُ وهُوَ يَقولُ : الحَمدُ للّه الَّذي جَعَلَ دُعاءَ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عَلَيَّ بِالعَمى فِي الدُّنيا ولَم يَدعُ عَلَيَّ بِالعَذابِ فِي الآخِرَةِ فَاُعَذَّبَ. وأمّا خالِدُ بنُ يَزيدَ فَإِنَّهُ ماتَ فَأَرادَ أهلُهُ أن يَدفِنوهُ وحُفِرَ لَهُ في مَنزِلِهِ فَدُفِنَ ، فَسَمِعَت بِذلِكَ كِندَةُ فَجاءَت بِالخَيلِ وَالإِبِلِ فَعَقَرَتها عَلى بابِ مَنزِلِهِ فَماتَ ميتَةً جاهِلِيَّةً. وأمَّا البَراءُ بنُ عازِبٍ فَإِنَّهُ وَلاّهُ مُعاوِيَةُ اليَمَنَ فَماتَ بِها ، ومِنها كانَ هاجَرَ. ١

١٤٧٧. الإرشاد عن طلحة بن عميرة : نَشَدَ عَلِيٌّ عليه‌السلام النّاسَ في قَولِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ» ، فَشَهِدَ اثنا عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ ، وأنَسُ بنُ مالِكٍ فِي القَومِ لَم يَشهَد.

فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه‌السلام يا أنَسُ! قالَ : لَبَّيكَ. قالَ : ما يَمنَعُكَ أن تَشهَدَ وقَد سَمِعتَ ما سَمِعوا؟ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، كَبِرتُ ونَسيتُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الخصال : ص ٢١٩ ح ٤٤ ، الأمالي للصدوق : ص ١٨٤ ح ١٩٠ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٢ ص ٢٧٩ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٢٠٦ ح ٢٣.

٦٠٠