نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

٥ / ١٠

عَمّارُ بنُ ياسِرٍ ١

١٢٩٩. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في تَأبينِ عَمّارِ بنِ ياسِرٍ ـ : رَحِمَ اللّه عَمّارا يَومَ أسلَمَ ، ورَحِمَ اللّه عَمّارا يَومَ قُتِلَ ، ورَحِمَ اللّه عَمّارا يَومَ يُبعَثُ حَيّا. ٢

٥ / ١١

عَمرُو بنُ الحَمِقِ ٣

١٣٠٠. وقعة صفّين : قالَ عَمرُو بنُ الحَمِقِ : إنّي وَاللّه يا أميرَ المُؤمِنينَ ما أجَبتُكَ ولا بايَعتُكَ عَلى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو عمّار بن ياسر بن عامر المذحِجيّ ، أبواليقظان ، من أصحاب رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أصفياء أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ورابع الأركان ، وأُمّه سُميّة أوّل من استشهد في سبيل اللّه. من السابقين إلى الإيمان ، وقد عُذّب في اللّه ، وهاجر إلى أرض الحبشة ، وصلّى القبلتين ، وهو من المهاجرين الأوّلين. شهد بدرا والمشاهد كلّها ، وأبلى ببدر بلاءً حسنا.

روي عن خالد بن الوليد أنّه كان بيني وبين عمّار كلام ، فأغلظت له في القول ، فانطلق عمّار يشكوني إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فجعل يغلظ له ولا يزيد إلاّ غلظة والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله واله ساكت لا يتكلّم ، فبكى عمّار وقال : يا رسول اللّه ، ألا تراه؟! فرفع رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه وقال : من عادى عمّارا عاداه اللّه ، ومن أبغض عمّارا أبغضه اللّه.

شهد له رسول اللّه بأنّه يزول مع الحقّ ، وأنّه الطيّب المطيّب ، وأنّه ملئ إيمانا ، وأكّد أن النار لا تمسّه أبدا. وكان من الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة.

كان لاشتراكه الفعّال في حرب الجمل وتصدّيه لقيادة الخيّالة في جيش الإمام عليه‌السلام مظهر عظيم. كما تولّى في صفّين قيادة رجّالة الكوفة والقرّاء. واستشهد في صفّين سنة ٣٧ ه فتحقّقت بذلك النبوءة العظيمة لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ كان قد خاطبه قائلاً : «تقتلك الفئة الباغية» وكان له من العمر إبّان استشهاده ثلاث وتسعون سنة (رجال الطوسي : ص ٤٣ الرقم ٣١١ وص ٧٠ الرقم ٦٣٩ ، رجال البرقي : ص ١ ـ ٢ و ٦٥ ، الخصال : ص ٤٦١ ح ٤ ؛ الاستيعاب : ج ٣ ص ٢٢٧ الرقم ١٨٨٣ ، أُسد الغابة : ج ٤ ص ١٢٢ الرقم ٣٨٠٤ ؛ موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٢٢٤).

٢. أنساب الأشراف : ج ١ ص ١٩٧ ، الطبقات الكبرى : ج ٣ ص ٢٦٢ ، تاريخ دمشق : ج ٤٣ ص ٤٧٦ ، كنز العمّال : ج ١٣ ص ٥٣٩ ح ٣٧٤١١.

٣. قد تقدّمت ترجمته في ص ٤٥٥.

٤٨١

قَرابَةٍ بَيني وبَينَكَ ، ولا إرادَةِ مالٍ تُؤتينيهِ ، ولاَ التِماسِ سُلطانٍ يُرفَعُ ذِكري بِهِ ؛ ولكِن أحبَبتُكَ لِخِصالٍ خَمسٍ : أنَّكَ ابنُ عَمِّ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأوَّلُ مَن آمَنَ بِهِ ، وزَوجُ سَيِّدَةِ نِساءِ الاُمَّةِ فاطِمَةَ بِنتِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأبُو الذُّرِّيَّةِ الَّتي بَقِيَت فينا مِن رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأعظَمُ رَجُلٍ مِنَ المُهاجِرينَ سَهما فِي الجِهادِ. فَلَو أنّي كُلِّفتُ نَقلَ الجِبالِ الرَّواسي ، ونَزحَ البُحورِ الطَّوامي حَتّى يَأتِيَ عَلَيَّ يَومي في أمرٍ اُقَوّي بِهِ وَلِيَّكَ واُوهِنُ بِهِ عَدُوَّكَ ، ما رَأَيتُ أنّي قَد أدَّيتُ فيهِ كُلَّ الَّذي يَحِقُّ عَلَيَّ مِن حَقِّكَ.

فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليه‌السلام : اللّهُمَّ نَوِّر قَلبَهُ بِالتُّقى ، وَاهدِهِ إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ ، لَيتَ أنَّ في جُندي مِئَةً مِثلَكَ. ١

راجع : ص ٤٥٥ ح ١٢٤٣.

٥ / ١٢

قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ ٢

١٣٠١. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لِقَيسِ بنِ سَعدِ بنِ عُبادَةَ ـ : قَضَى اللّه لَنا ولَكَ بِالإِحسانِ في أمرِنا كُلِّهِ. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. وقعة صفّين : ص ١٠٣ ، الاختصاص : ص ١٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٣٤ ص ٢٧٦ ح ١٠٢١؛ شرح نهج البلاغة : ج ٣ ص ١٨١.

٢. قيس بن سعد بن عبادة الأنصاريّ الخزرجيّ الساعديّ ، كان صحابيّا جليلاً ، ويحظى باحترام خاص بين قبيلته والأنصار وعامّة المسلمين ، كان من كرام أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأسخيائهم ودهاتهم ، وأحد الفضلاء الجلّة ، وأحد دهاة العرب ، وأهل الرأي والمكيدة في الحروب. ومن أصحاب الإمام عليّ عليه‌السلام المقرّبين ، وحماته في أيّام خلافته عليه‌السلام ، ولاّه على مصر. شهد وقومه مع عليّ عليه‌السلام الجمل وصفّين والنهروان ، ولم يفارقه حتى توفّي سنة ٥٩ ه وقيل ٦٠ ه (رجال البرقي : ص ٦٥ ، رجال الطوسي : ص ٧٩ الرقم ٧٧١ وص ٩٥ الرقم ٩٤٥ ، الاستيعاب : ج ٣ ص ٣٥٠ الرقم ٢١٥٨ ، أُسد الغابة : ج ٤ ص ٤٠٤ الرقم ٤٣٥٤ ، موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٢٥٣).

٣. تاريخ اليعقوبي : ج ٢ ص ٢٠٣.

٤٨٢

٥ / ١٣

مالِكٌ الأَشتَرُ ١

١٣٠٢. الغارات عن صعصعة بن صوحان : لَمّا بَلَغَ عَلِيّا عليه‌السلام مَوتُ الأَشتَرِ قالَ : إنّا للّه وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، وَالحَمدُ للّه رَبِّ العالَمينَ ، اللّهُمَّ إنّي أحتَسِبُهُ عِندَكَ ؛ فَإِنَّ مَوتَهُ مِن مَصائِبِ الدَّهرِ ، فَرَحِمَ اللّه مالِكا ؛ فَقَد وَفى بِعَهدِهِ ، وقَضى نَحبَهُ ، ولَقِيَ رَبَّهُ. ٢

١٣٠٣. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في تَأبينِ مالِكٍ الأَشتَرِ ـ : فَرَحِمَهُ اللّه ؛ فَلَقَدِ استَكمَلَ أيّامَهُ ، ولاقى حِمامَهُ ٣ ، ونَحنُ عَنهُ راضونَ. أولاهُ اللّه رِضوانَهُ ، وضاعَفَ الثَّوابَ لَهُ. ٤

١٣٠٤. عنه عليه‌السلام ـ في كِتابِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ ـ : وأنَا أسأَلُ اللّه بِسَعَةِ رَحمَتِهِ ، وعَظيمِ قُدرَتِهِ عَلى إعطاءِ كُلِّ رَغبَةٍ ، أن يُوَفِّقَني وإيّاكَ لِما فيهِ رِضاهُ مِنَ الإِقامَةِ عَلَى العُذرِ الواضِحِ إلَيهِ وإلى خَلقِهِ ، مَعَ حُسنِ الثَّناءِ فِي العِبادِ ، وجَميلِ الأَثَرِ فِي البِلادِ ، وتَمامِ النِّعمَةِ ، وتَضعيفِ الكَرامَةِ ، وأن يَختِمَ لي ولَكَ بِالسَّعادَةِ وَالشَّهادَةِ ، إنّا إلَيهِ راجِعونَ (راغِبونَ). وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وسَلَّمَ تَسليما كَثيرا. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعيّ الكوفيّ ، المعروف بالأشتر ، من وجوه أصحاب الإمام عليّ عليه‌السلام ، وخيار التابعين ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، وصفه الإمام عليه‌السلام في عهده إليه بأوصاف عظيمة ، وتأسّف على موته ، وقال في شأنه : «لقد كان لي كما كنت لرسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله» وتأوّه حزنا وقال : «رحم اللّه مالكا وما مالك ، عزّ عليّ به هالكا ، لو كان صخرا لكان صلدا ، ولو كان جبلاً لكان فندا ، وكأنّه قدمني غدا» (رجال البرقي : ص ٨ ، رجال الطوسي : ص ٨١ الرقم ٨٠١ ، رجال الكشّي : ج ١ ص ٢٨٣ الرقم ١١٧ و ١١٨ ، خلاصة الأقوال : ص ٢٧٦ الرقم ١٠٠٨ ، معرفة الثقات : ج ٢ ص ٢٥٩ ، الثقات لابن حبّان : ج ٥ ص ٣٨٩ ، موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٢٧٥).

٢. الغارات : ج ١ ص ٢٦٤ ، الأمالي للمفيد : ص ٨٣ ح ٤ عن هشام بن محمّد نحوه ، بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٥٥٤ ح ٧٢١؛ شرح نهج البلاغة : ج ٦ ص ٧٧.

٣. الحِمام : قضاء الموت وقَدَره (القاموس المحيط : ج ٤ ص ١٠٠ «حمم»).

٤. نهج البلاغة : الكتاب ٣٤ ، الغارات : ج ١ ص ٢٦٩ ، بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٥٩٣ ح ٧٣٩؛تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٩٧.

٥. نهج البلاغة : الكتاب ٥٣ ، تحف العقول : ص ١٤٨ وفيه «وعظيم مواهبه» بدل «وعظيم قدرته» ،

٤٨٣

٥ / ١٤

مُحَمَّدُ بنُ الحَنَفِيَّةِ ١

١٣٠٥. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لِمُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ ـ : أسأَلُ اللّه أن يُلهِمَكَ الشُّكرَ وَالرُّشدَ ، ويُقَوِّيَكَ عَلَى العَمَلِ بِكُلِّ خَيرٍ ، ويَصرِفَ عَنكَ كُلَّ مَحذورٍ بِرَحمَتِهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيكَ ورَحمَةُ اللّه وبَرَكاتُهُ. ٢

٥ / ١٥

مَعقِلُ بنُ قَيسٍ ٣

١٣٠٦. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ لِمَعقِلِ بنِ قَيسٍ بَعدَ غَلَبَتِهِ بَني ناجِي : أمّا بَعدُ ، فَالحَمدُ للّه عَلى تَأييدِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٦١٢ ح ٧٤٣ وج ٧٧ ص ٢٦٥ ح ١.

١. ابن الإمام عليّ عليه‌السلام ، ولد أيّام حكومة أبي بكر ، وكان من العلماء المحدّثين أُولي الشأن في آل عليّ عليه‌السلام ، وكان شجاعا رابط الجأش. حمل اللواء يوم الجمل وهو ابن تسع عشرة سنة ، كما حمله في صفّين. روى أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام أنّه كان موردا للطف أميرالمؤمنين عليه‌السلام وشفقته وعنايته ، وكان مؤمنا يقول بإمامة عليّ بن الحسين عليه‌السلام. توفّي سنة ٨١ ه (الكافي : ج ١ ص ٣٤٨ ح ٥ ، الخصال : ص ٣٨٠ ، موسوعة الإمام عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١ ص ١٢٨).

٢. العقد الفريد : ج ٢ ص ٣٣٥.

٣. ممّن أدرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ومن رجال الكوفة وأبطالها ، وله رئاسة. وكان من أُمراء عليّ عليه‌السلام يوم الجمل ، وكان صاحب شرطته. بعثه أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلى بني ناجية فدعاهم إلى الإسلام ثلاث مرّات فأبوا ، فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم.

روى الطوسيّ بإسناده ـ في حديث ـ : إنّه دخل أميرالمؤمنين عليه‌السلام منزله ودخل عليه وجوه أصحابه ، فقال لهم : أشيروا عليّ برجل صليب ناصح يحشر الناس من السواد. فقال سعد بن قيس : عليك يا أميرالمؤمنين بالناصح الأريب الشجاع الصليب معقل بن قيس التميمي ، قال : نعم ، ثمّ دعاه فوجّهه ، وسار ولم يعد حتى أُصيب أميرالمؤمنين عليه‌السلام.

وخرج بعد عليّ عليه‌السلام المستورد بن علّفة اليربوعيّ الخارجيّ ، فبارزه فقتل كلّ منهما الآخر في سنة ٤٢ ه (الأمالي للطوسي : ص ١٧٤ ح ٢٩٣؛ شرح نهج البلاغة : ج ١١ ص ٩٢ ، الإصابة : ج ٦ ص ٢٤١؛ موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ج ١٢ ص ٣٠٨).

٤٨٤

أولِيائِهِ وخِذلانِ أعدائِهِ. جَزاكَ اللّه وَالمُسلِمينَ خَيرا ؛ فَقَد أحسَنتُمُ البَلاءَ ، وقَضَيتُم ما عَلَيكُم. ١

٥ / ١٦

هاشِمُ بنُ عُتبَةَ المِرقالُ ٢

١٣٠٧. الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في دُعائِهِ لِهاشِمٍ المِرقالِ ـ : اللّهُمَّ ارزُقهُ الشَّهادَةَ في سَبيلِكَ ، وَالمُرافَقَةَ لِنَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الغارات : ج ١ ص ٣٥٤ عن كعب بن قعين ، بحار الأنوار : ج ٣٣ ص ٤١٣ ح ٦٢٨ ؛ تاريخ الطبري : ج ٥ ص ١٢٤ عن عبد اللّه بن فقيم ، شرح نهج البلاغة : ج ٣ ص ١٤٠ عن كعب.

٢. هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص المِرْقَالُ ، يُكنّى أبا عمرو ، وهو ابن أخي سعد بن أبي وقّاص. كان من الفضلاء الخيار ، وكان من الأبطال البُهم ، ومن صحابة رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله الكبار ، وكان نصيرا وفيّا للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام. أسلم يوم الفتح. وذهبت إحدى عينيه في معركة اليرموك. لُقِّب بالمِرقال لطريقته الخاصّة في القتال وفي هجومه على العدوّ. شهد معركة الجمل ودفع الإمام عليّ عليه‌السلام رايته العظمى إليه يوم صفّين. وتولّى قيادة رجّالة البصرة يومئذٍ. واستُشهد في صفّين عند قتاله مع كتيبة اُمويّة بقيادة «ذو الكلاع». أثنى الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام على شجاعته وشهامته وثباته وكياسته (رجال الطوسي : ص ٨٤ الرقم ٨٥٢ ؛ الاستيعاب : ج ٤ ص ١٠٧ الرقم ٢٧٢٩ ؛ أُسد الغابة : ج ٥ ص ٣٥٣ الرقم ٥٣٢٨ ، الإصابة : ج ٦ ص ٤٠٤).

٣. وقعة صفّين : ص ١١٢ ، بحار الأنوار : ج ٣٢ ص ٤٠٤ ح ٣٦٩ ؛ شرح نهج البلاغة : ج ٣ ص ١٨٤.

٤٨٥
٤٨٦

البابُ السّادِسُ :

من دعا له الإمام الحسين

٦ / ١

أصحابُهُ وأهلُ بَيتِهِ

١٣٠٨. الإمام الحسين عليه‌السلام : أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ أصحابا أوفى ولا خَيرا مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللّه عَنّي خَيرا. ١

٦ / ٢

عَلِيٌّ الأَكبَرُ

١٣٠٩. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ لاِبنِهِ عَلِيٍّ الأَكبَرِ عليه‌السلام ـ : جَزاكَ اللّه مِن وَلَدٍ خَيرَ ما جَزى وَلَدا عَن والِدِهِ. ٢

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الإرشاد : ج ٢ ص ٩١ ، روضة الواعظين : ص ١٨٣ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٤٥٥ كلّها عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، مثير الأحزان : ص ٥٢ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٣٩٢؛ تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤١٨ عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٥٩ ، مقاتل الطالبيّين : ص ١١٢ ، ينابيع المودّة : ج ٣ ص ٦٥.

٢. الإرشاد : ج ٢ ص ٨٢ ، روضة الواعظين : ص ١٩٩ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٤٥٠ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٣٧٩؛ تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٠٨.

٤٨٧

٦ / ٣

أبو ثُمامَةَ ١

١٣١٠. تاريخ الطبري عن أبي ثمامة ـ أنَّهُ قالَ يَومَ عاشوراءَ ـ : اُحِبُّ أن ألقى رَبّي وقَد صَلَّيتُ هذِهِ الصَّلاةَ الَّتي دَنا وَقتُها ، فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه‌السلام رَأسَهُ ثُمَّ قالَ : ذَكَرتَ الصَّلاةَ ، جَعَلَكَ اللّه مِنَ المُصَلّينَ. ٢

٦ / ٤

أبُو الشَّعثاءِ ٣

١٣١١. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ في أبِي الشَّعثاءِ الكِندِيِّ ، وكانَ رامِيا ـ : اللّهُمَّ سَدِّد رَميَتَهُ ، وَاجعَل ثَوابَهُ الجَنَّةَ. ٤

٦ / ٥

اُمُّ وَهبٍ ٥

١٣١٢. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ لاُمّ وهبٍ ـ : جزيتم من أهل بيتٍ خيراً ، ارجعي ـ رحمكل الله ـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو عمرو بن عبد اللّه الأنصاريّ الصائديّ ، اشتهر بكنيته. كان من أصحاب الحسين عليه‌السلام والمستشهدين بين يديه. وقع التسليم عليه في زيارتي النّاحية المقدّسة والرّجبيّة (رجال الطوسي : ص ١٠٣ الرقم ١٠١٦ ، بحارالأنوار : ج ٩٨ ص ٢٧٣ وج ٤٥ ص ٧٠).

٢. تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٣٩ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٦٧ نحوه ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ٢ ص ١٧؛ بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ٢١.

٣. هو يزيد بن زياد بن مهاصر ، أبو الشعثاء الكنديّ البهدليّ ، كان شجاعا راميا ، ومن المقاتلين بين يدي الحسين عليه‌السلام ، استشهد معه عليه‌السلام. وقع التسليم عليه في زيارتي النّاحية المقدّسة والرّجبيّة. (المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ١٠٣ ، الإقبال : ص ٥٧٦ ، بحارالأنوار : ج ٤٥ ص ٣٠ وج ٩٨ ص ٢٧٣).

٤. تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٤٥ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٦٩ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ٢ ص ٢٥ ؛ بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ٣٠.

٥. هي بنت عبد من بني النمر بن قاسط وزوجة عبد اللّه بن عمير ، أسرعت إلى نصرة زوجها ، فأرجعها الإمام

٤٨٨

إلَى النِّساءِ. ١

٦ / ٦

جَونٌ مَولى أبي ذَرٍّ ٢

١٣١٣. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ لِجَونٍ مَولى أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ ـ : اللّهُمَّ بَيِّض وَجهَهُ ، وطَيِّب ريحَهُ وَاحشُرهُ مَعَ الأَبرارِ ، وعَرِّف بَينَهُ وبَينَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ. ٣

٦ / ٧

حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ ٤

١٣١٤. تاريخ الطبري ـ في ذِكرِ وَقعَةِ كَربَلاءَ ـ : وجاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ ، فَقامَ بَينَ يَدَي حُسَينٍ عليه‌السلام ، فَأَخَذَ يُنادي : (يَـقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُـلْمًا لِّلْعِبَادِ * وَيَـقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحسين عليه‌السلام ، وقتلت في يوم عاشوراء بعد شهادة زوجها عبد اللّه بن عمير الكلبي ، قتلها رستم غلام الشمر (مقتل أبي مخنف : ص ١٣٩ ؛ تاريخ الطبريّ : ج ٥ ص ٤٢٩).

١. تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٣٠ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٦٤؛ الملهوف : ص ١٦١ ، مثير الأحزان : ص ٦٢ وفيه «فرجعت» بدل «إلى النساء رحمك اللّه» ، بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ١٧ وفيالثلاثة الأخيرة : «أهل بيتي» بدل «أهل بيتٍ».

٢. كان من أصحاب الحسين عليه‌السلام ، واستشهد بين يديه عليه‌السلام. كان غلاما أسودا وقع التسليم عليه في زيارتي الناحية المقدّسة والرّجبيّة (رجال الطوسي : ص ٩٩ الرقم ٩٦٦ ، بحارالأنوار : ج ٩٨ ص ٢٨٢ و ٣٣٨).

٣. بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ٢٣ نقلاً عن المقتل لمحمّد بن أبي طالب.

٤. حنظلة بن عبد اللّه بن أسعد الشباميّ ، من أصحاب الحسين عليه‌السلام ، وممّن قتل معه يوم عاشوراء ، نصح العسكر قبل قتاله ، ودعا له الحسين عليه‌السلام. ودّع الإمام بقوله : صلّى اللّه عليك وعلى أهل بيتك ، وعرّف بيننا وبينك في الجنّة. ووقف بين يدي الحسين عليه‌السلام يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره. وقد وقع التسليم عليه في زيارتي النّاحية المقدّسة والرّجبيّة (رجال الطوسي : ص ١٠٠ الرقم ٩٧٧ ، بحارالأنوار : ج ٩٨ ص ٢٧٢ و ٣٣٨ ؛ تاريخ الطبريّ : ج ٥ ص ٤٤٣).

٤٨٩

التَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ١ ، يا قَومِ ، لا تَقتُلوا حُسَينا فَيُسحِتَكُمُ اللّه بِعَذابٍ (وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) ٢.

فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليه‌السلام : يَابنَ أسعَدَ ، رَحِمَكَ اللّه ، إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حَيثُ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم إلَيهِ مِنَ الحَقِّ ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ ، فَكَيفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ؟ ٣

٦ / ٨

الطِّرِمّاحُ بنُ عَدِيٍّ ٤

١٣١٥. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ لِلطِّرِمّاحِ بنِ عَدِيٍّ ـ : جَزاكَ اللّه وقَومَكَ خَيرا. ٥

٦ / ٩

قَيسُ بنُ مُسهِرٍ ٦

١٣١٦. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ لَمّا بَلَغَهُ خَبرُ شَهادَةِ قَيسِ بنِ مسهر ترقرقت عناه ولم ملک دمعته ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. غافر : ٣٠ ـ ٣٣.

٢. طه : ٦١.

٣. تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٤٣ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٦٨ ، مقتل الحسين للخوارزمي : ج ٢ ص ٢٤ ؛ الملهوف : ص ١٦٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ٢٣.

٤. كان من أصحاب الإمام عليّ عليه‌السلام ورسوله إلى معاوية ، ومن أصحاب الإمام الحسين عليه‌السلام ، لحق بالحسين عليه‌السلام في الطريق ، وأراد أن يعينه بمجيء آلاف رجال من قبيلة الطائي يضربون بين يدي الحسين عليه‌السلام بأسيافهم ، فدعا له الحسين عليه‌السلام (رجال الطوسي : ص ٧٠ الرقم ٦٣٥ وص ١٠٢ الرقم ٩٩٥؛ تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٠٤ ـ ٤٠٧).

٥. تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٠٦ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٥٤ ، البداية والنهاية : ج ٨ ص ١٧٤ كلّها عن الطرمّاح بن عدي.

٦ ـ قيس بن مسهر الصيداويّ ، أحد أصحاب الحسين عليه‌السلام ، صاحبه من مكّة ، وفي منزل بطن الرّمة بعثه

٤٩٠

ثم قال ـ : (مِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً) ١ ، اللّهُمَّ اجعَل لَنا ولَهُمُ الجَنَّةَ نُزُلاً ٢ ، وَاجمَع بَينَنا وبَينَهُم في مُستَقَرٍّ مِن رَحمَتِكَ ورَغائِبِ مَذخورِ ثَوابِكَ. ٣

١٣١٧. عنه عليه‌السلام ـ لَمّا بَلَغَهُ خَبَرُ شَهادَةِ قَيسِ بنِ مُسهِر : اللّهُمَّ اجعَل لَنا ولِشيعَتِنا مَنزِلاً كَريما ، وَاجمَع بَينَنا وبَينَهم في مُستَقَرِّ رَحمَتِكَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. ٤

٦ / ١٠

مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ ٥

١٣١٨. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ ٣ لَمّا بَلَغَهُ خَبَرُ شَهادَةِ مُسلِمٍ ـ : رَحِمَ اللّه مُسلِما ؛ فَلَقَد صارَ إلى رَوحِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحسين عليه‌السلام بكتابه إلى الكوفة حتى اذا انتهى الى القادسية أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلى عبيدالله بن زياد ، فقال له عبيدالله : اصعد فسبّ الكذّاب الحسين بن عليّ عليه‌السلام. فصعد المنبر وقال : أيّها الناس ، إنّ هذا الحسين بن عليّ خير خلق الله ، ابن فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنا رسوله اليكم فأجيبوه. ثمّ لعن عبيدالله بن زياد ، وأباه ، واستغفر لعليّ بن أبي طالب وصلّى عليه ، فأمر عبيدالله أن يرمى به من فوق القصر ، فرموه فتقطّع ، فلمّا جاء خبره إلى الحسين عليه‌السلام دمعت عيناه ، ودعا له. وقع التسليم عليه في زيارتي النّاحية المقدّسة والرّجبية (رجال الطوسي : ص ١٠٤ الرقم ١٠٢٨ ، الارشاد : ج ٢ ص ٧٠ ، بحار الانوار : ج ٩٨ ص ٢٧٢ و ٣٣٨ ، تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٣٥٢ ـ ٤٠٥).

١. الاحزاب : ٢٣.

٢. وفيه «اللّهمّ إنّي أسأَ لُكَ نُزْلَ الشُّهداء» النُّزْلُ في الأصل : قرى الضيف ، وتُضَمُّ رايُهُ. يريد ما للشهداء عند اللّه من الأجر والثواب (النهاية : ج ٥ ص ٤٣ «نزل»).

٣. تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٠٥ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ٥٥٤ ، البداية والنهاية : ج ٨ ص ١٧٤.

٤. الملهوف : ص ١٣٦ ، مثير الأحزان : ص ٤٤ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٣٨٢.

٥. مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، أبوداوود ، ولد بالكوفة وكان شبيها بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصهرا لأميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وشاركه في صفّين ، وكان رسول الحسين عليه‌السلام إلى أهل الكوفة بكتاب الحسين بن عليّ عليه‌السلام ، وفيه : «إنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل» روى الصدوق في مدحه وجلالته : «قال رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ ولده أي عقيل. مقتول في محبّة ولد عليّ ، فتدمع عليه عيون المؤمنين ، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون» ثمّ بكى رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى جرت دموعه على صدره ، ثمّ قال : «إلى اللّه أشكو ما تلقى عترتي من بعدي» وهو أوّل شهيد في ثورة الحسين عليه‌السلام (الأمالي للصدوق : ص ١٢٨ ح ٣ ، رجال الطوسي : ص ٩٦ الرقم ٩٥٣ ، الإرشاد : ج ٢ ص ٣٩).

٤٩١

اللّه ورَيحانِهِ ، وتَحِيَّتِهِ ورِضوانِهِ ، أما إنَّهُ قَد قَضى ما عَلَيهِ وبَقِيَ ما عَلَينا. ١

٦ / ١١

مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ ٢

١٣١٩. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ في مُسلِمِ بنِ عَوسَجَةَ ـ : رَحِمَكَ اللّه يا مُسلِمُ ، (مِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً). ٣

٦ / ١٢

يَزيدُ بنُ مَسعودٍ ٤

١٣٢٠. الإمام الحسين عليه‌السلام ـ في يَزيدَ بنِ مَسعودٍ وقَد كَتَبَ لَهُ بِنُصرَت : آمَنَكَ اللّه يَومَ الخَوفِ ، وأعَزَّكَ وأرواكَ يَومَ العَطَشِ الأَكبَرِ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الملهوف : ص ١٣٤ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٣٧٤.

٢. مسلم بن عوسجة الأسديّ ، أبو حجل ، من أصحاب الحسين عليه‌السلام ومن المستشهدين بين يديه. وقع التسليم عليه في زيارتي الرّجبيّة والنّاحية المقدّسة ، وفي الأخيرة : «السلام على مسلم بن عوسجة الأسديّ ، القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف : أنحن نخلي عنك وبم نعتذر إلى اللّه من أداء حقّك؟! لا واللّه حتى أكسر في صدورهم رمحي هذا ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ، ولا أُفارقك ولو لم يكن معي سلاح أُقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ، ولم أُفارقك حتى أموت معك ...». فترحّم عليه الإمام عليه‌السلام (رجال الطوسي : ص ١٠٥ الرقم ١٠٤٠ ، بحارالأنوار : ج ٩٨ ص ٢٦٩ و ٢٧٢ و ٣٣٨).

٣. الإرشاد : ج ٢ ص ١٠٣ ، مثير الأحزان : ص ٦٣ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٤٦٣ ، بحار الأنوار : ج ٤٥ ص ٢٠؛ تاريخ الطبري : ج ٥ ص ٤٣٥.

٤. هو يزيد بن مسعود النهشليّ البصريّ. كان من الذين كتبوا في جواب الحسين عليه‌السلام مكاتبة شريفة ، فيها دلالة على حسنه وكماله ومعرفته ، ثمّ لمّا تجهّز للخروج إلى الحسين عليه‌السلام بلغه شهادته قبل أن يسير ، فجزع من انقطاعه عنه (الملهوف : ص ٣٧ ، مثيرالأحزان : ص ٢٧).

٥. الملهوف : ص ١١٣ ، مثير الأحزان : ص ٢٩ ، بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ٣٣٩.

٤٩٢

البابُ السّابِعُ :

من دعا له الإمام زين العابدين

٧ / ١

حَبابَةُ الوالِبِيَّةُ ١

١٣٢١. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ حَبابَةَ الوالِبِيَّةَ دَعا لَها عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‌السلام فَرَدَّ اللّه عَلَيها شَبابَها ، فَأَشارَ إلَيها بِإِصبَعِهِ فَحاضَت لِوَقتِها ، ولَها يَومَئِذٍ مِئَةُ سَنَةٍ وثَلاثَ عَشرَةَ سَنَةً. ٢

٧ / ٢

الزُّهرِيُّ ٣

١٣٢٢. المجتنى : ٤ دُعاءٌ رَواهُ الزُّهرِيُّ أنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه‌السلام دَعا لَهُ بِهِ عِندَ مَرَضِهِ ، فَقُضِيَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. حبابة الوالبيّة أُمّ البراء ، وقيل : أُمّ الندى ، كانت من أصحاب عليّ عليه‌السلام والحسنين والسجّاد والباقر عليهم‌السلام ، وكانت معمّرة ولها مناظرات مع الخلفاء وغيرهم في الإمامة (رجال البرقي : ص ٦٢ ، رجال الكشّي : ج ١ ص ٣٣١ ـ ٣٣٢ الرقم ١٨٢ و ١٨٣ ، الكافي : ج ١ ص ٢٤٦ ح ٣ ، رجال الطوسي : ص ٩٤ الرقم ٩٣٠ وص ١٢٠ الرقم ١٢٢٨ وص ١٥١ الرقم ١٦٩٦).

٢. كمال الدين : ص ٥٣٧ ح ٢ عن إسماعيل عن الإمام الكاظم عن أبيه عليهما‌السلام ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ١٣٥ عن الإمام الكاظم عنه عليهما‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٤٦ ص ٢٧ ح ١٣.

٣. محمّد بن مسلم بن شهاب الزهريّ ، ولد في سنة ٥٠ ه وتوفّي في سنة ١٢٤ ه ، من أصحاب السجّاد عليه‌السلام

٤٩٣

حَوائِجُهُ ، وهُوَ :

اللّهُمَّ إنَّ ابنَ شِهابٍ قَد فَزِعَ إلَيَّ بِالوَسيلَةِ إلَيكَ بِآبائي فيها ، بِالإِخلاصِ مِن آبائي واُمَّهاتي إلاّ جُدتَ عَلَيهِ بِما قَد أمَّلَ بِبَرَكَةِ دُعائي ، وَاسكُب لَهُ مِنَ الرِّزقِ ، وَارفَع لَهُ مِنَ القَدرِ ، وغَيِّرهُ ما يُصَيِّرُهُ لَقِنا لِما عَلَّمتَهُ مِنَ العِلمِ.

قالَ الزُّهرِيُّ : فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، مَا اعتَلَلتُ ولا مَرَّ بي ضيقٌ ولا بُؤسٌ مُذ دَعا بِهذَا الدُّعاءِ. ١

٧ / ٣

الفَرَزدَقُ ٢

١٣٢٣. الخرائج والجرائح : إنَّ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليه‌السلام حَجَّ فِي السَّنَةِ الَّتي حَجَّ فيها هِشامُ بنُ عَبدِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ والصادق عليه‌السلام ، روي أنّه كان عامل بني أُميّة ، فعاقب رجلاً فمات في العقوبة ، فخرج هائما ودخل إلى غار فطال مقامه تسع سنين. فحجّ عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، فأتاه الزهريّ فقال له : إنّي أخاف عليك من قنوطك مالا أخاف عليك من ذنبك ، فابعث بدية مسلّمة إلى أهله واخرج إلى أهلك ومعالم دينك. فقال له : فرّجت عنّي يا سيّدي ، اللّه أعلم حيث يجعل رسالته. ورجع إلى بيته ولزم عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، ولذلك قال له بعض بني مروان : يا زهريّ ، ما فعل نبيّك؟! يعني عليّ بن الحسين عليه‌السلام.

وروى الصدوق بأسانيده عنه أنّه قال : ما لقيت أحدا أفضل من زين العابدين ، كما روى عنه غيره ما يدلّ على أنّه كان يحبّ عليّ بن الحسين عليه‌السلام ويعظّمه (رجال البرقي : ص ٨ ، رجال الطوسي : ص ١١٩ الرقم ١٢١٨ وص ٢٩٤ الرقم ٤٢٩٢ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ١٥٩ ، علل الشرائع : ص ٢٣٠ ح ١ ، معجم رجال الحديث : ج ١٧ ص ١٩١ الرقم ١٠٩٨٧ ، قاموس الرجال : ج ٩ ص ٣٢٩ الرقم ٦٨٣٤ ، تهذيب الكمال : ج ٢٦ ص ٤١٩ الرقم ٥٦٠٦ ، تقريب التهذيب : ج ٢ ص ١٣٣).

١. المجتنى : ص ٦٥.

٢. هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناحية التميميّ ، يُكنّى أبا فراس ، من أصحاب عليّ والحسنين والسجّاد عليهم‌السلام ، شاعر معروف ، مادح مولانا السجّاد عليه‌السلام بقصيدة جليلة كريمة مشهورة في وجه هشام بن الحكم فغضب هشام وأمر بحبسه. تكشف قصيدته عن حسن عقيدته وكماله حتى قيل : لو لم يكن للفرزدق عمل عند اللّه إلاّ هذا دخل به الجنّة ، لأنّها كلمة حقّ عند ذي سلطان جائر. توفّي نحو سنة ١١٠ ه (رجال الطوسي : ص ١١٩ الرقم ١٢٠٨ ، رجال الكشّي : ج ١ ص ٣٤٣ الرقم ٢٠٧ ، الاختصاص : ص ١٩١ ـ ١٩٥ ، كفاية الطالب : ص ٤٥٤ ، قاموس الرجال : ج ٨ ص ٣٨٠ الرقم ٥٨٨٢).

٤٩٤

المَلِكِ وهُوَ خَليفَةٌ ، فَاستَجهَرَ ١ النّاسُ مِنهُ عليه‌السلام وتَشَوَّفوا لَهُ ، وقالوا لِهِشامٍ : مَن هُوَ؟ قالَ هِشامٌ : لا أعرِفُ ؛ لِئَلاّ يُرغَبَ فيهِ ، فَقالَ الفَرَزدَقُ ـ وكانَ حاضِرا ـ : بَل أنَا أعرِفُهُ :

هذَا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ

وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

إلى آخِرِها.

فَبَعَثَهُ هِشامٌ ، وحَبَسَهُ ، ومَحَا اسمَهُ مِنَ الدّيوانِ ، فَبَعَثَ إلَيهِ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‌السلام بِصِلَةٍ ، فَرَدَّها وقالَ : ما قُلتُ ذلِكَ إلاّ دِيانَةً. فَبَعَثَ بِها إلَيهِ أيضا ، وقالَ : قَد شَكَرَ اللّه لَكَ ذلِكَ.

فَلَمّا طالَ الحَبسُ عَلَيهِ ـ وكانَ يوعِدُهُ بِالقَتلِ ـ شَكا إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه‌السلام ، فَدَعا لَهُ فَخَلَّصَهُ اللّه ، فَجاءَ إلَيهِ وقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّه ، إنَّهُ مَحَا اسمي مِنَ الدّيوانِ. فَقالَ : كَم كانَ عَطاؤُكَ؟ قالَ : كَذا. فَأَعطاهُ لِأَربَعينَ سَنَةً ، وقالَ عليه‌السلام : لَو عَلِمتُ أنَّكَ تَحتاجُ إلى أكثَرَ مِن هذا لَأَعطَيتُكَ. فَماتَ الفَرَزدَقُ بَعدَ أن مَضى أربَعونَ سَنَةً. ٢

٧ / ٤

الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ ٣

١٣٢٤. تاريخ دمشق عن ابن عائشة عن أبيه : ٤ أتَى الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه‌السلام فَقالَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هكذا جاءت في المصدر ، وفي الإرشاد : «فاستجهر الناس من جماله». وجَهَرَه : عَظُمَ في عَينه. يقال : جَهَرْت الرجُلَ واجتهرته : إذا رأيته عظيم المنظر. ورجلٌ جَهيرٌ؛ أي ذو منظر (النهاية : ج ١ ص ٣٢٠ «جهر»).

٢. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٢٦٧ ح ١٠ ، بحار الأنوار : ج ٤٦ ص ١٤١ ح ٢٢ ، وراجع الإرشاد : ج ٢ ص ١٥٢ والأمالي للمرتضى : ج ١ ص ٤٩.

٣. كان من أصحاب السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام ، ولد في أيّام شهادة الحسين عليه‌السلام سنة ٦١ ه وتوفّي سنة ١٢٦ ه في حياة أبي عبد اللّه الصادق عليه‌السلام ، كان شاعرا قويّا ، أنشد لأهل البيت أشعارا. منها ما في المتن ، وإليك صلتها :

طربت وهل بك من مطرب

ولم تتصاب ولم تلعب

صبابة شوق تميج العليم

ولا عارفيها على الأشيب

٤٩٥

لَهُ : إنّي قَد مَدَحتُكُم بِما أرجو أن يَكونَ وَسيلَةً عِندَ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَومَ القِيامَةِ فَاسمَعهُ ، فَوَجَّهَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‌السلام فَجَمَعَ أهلَهُ ومَوالِيَهُ ثُمَّ أنشَدَهُ :

طَرِبتَ وهَل بِكَ مِن مَطرَبِ ...

فَلَمّا فَرَغَ مِنها قالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‌السلام : ثَوابُكَ نَحنُ عاجِزونَ عَنهُ ، ولكِن ما عَجَزنا عَنهُ فَإِنَّ اللّه ورَسولَهُ لَن يَعجِزا عَن مُكافَأَتِكَ ، وسَقَطَ لَهُ عَلى نَفسِهِ وأهلِهِ أربَعَمِئَةِ ألفِ دِرهَمٍ ، فَقالَ لَهُ : خُذ هذِهِ ـ يا أبَا المُستَهِلِّ ـ فَاستَعِن بِها عَلى سَفَرِكَ. فَقالَ : لَو وَصَلتَني بِدانِقٍ لَكانَ شَرَفا ، ولكِن عَلى مَدحِكُم لا آخُذُ ثَمَنا ولا أجرا ، إلاّ مَن أرَدتُ بِهِ وَجهَهُ وَالوَسيلَةَ عِندَهُ ، ولكِن إن أحبَبتَ أن تُحسِنَ إلَيَّ فَادفَع بَعضَ ثِيابِكَ الَّتي تَلي جَسَدَكَ أتَبَرَّك بِهِ ، فَقامَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‌السلام فَنَزَعَ ثِيابَهُ فَدَفَعَها كُلَّها إلَيهِ ، وأمَرَ بِجُبَّةٍ لَهُ كانَت يُصَلّي فيها فَدُفِعَت إلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ الكُمَيتَ جادَ في آلِ رَسولِكَ وذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ بِنَفسِهِ حينَ ضَنَّ ١ النّاسُ ، وأظهَرَ ما كَتَمَهُ غَيرُهُ مِنَ الحَقِّ ، فَأَمِتهُ شَهيدا ، وأحيِهِ سَعيدا ، وأرِهِ الجَزاءَ عاجِلاً ، وَاجزِ لَهُ جَزيلَ المَثوبَةِ آجِلاً ؛ فَإِنّا قَد عَجَزنا عَن مُكافَأَتِهِ ، وأنتَ واسِعٌ كَريمٌ.

قالَ الكُمَيتُ : فَما زِلتُ أتَعَرَّفُ بَرَكَةَ دُعائِهِ. ٢

راجع : الصحيفة السجّاديّة : الدعاء ٢٤ ـ ٢٧.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهات الثناء لأهل الثناء

بأصوب قولك فالأصوب

بني هاشم فهم الأكرمون

بنو الباذخ الأفضل الأطيب

وفي حبّهم فاقهم عاذلا

نهاك وفي حبلهم فاحطب

 (رجال البرقي : ص ١٥ ، رجال الطوسي : ص ١٤٤ الرقم ١٥٦١ وص ٢٧٤ الرقم ٣٩٦٧ ، رجال الكشّي : ج ٢ الأرقام ٣٦١ و ٣٦٣ و ٣٦٥ ـ ٣٦٧).

١. أي بَخِلَ. والضِّنُّ : ما تختصّه وتبخل به لمكانه منك وموقعه عندك (النهاية : ج ٣ ص ١٠٤ «ضنن»).

٢. تاريخ دمشق : ج ٥٠ ص ٢٣٦؛ الغدير : ج ٢ ص ٢٧٧ نقلاً عن البغدادي في خزانة الأدب عن صاعد مولى الكميت نحوه.

٤٩٦

البابُ الثّامِنُ

من دعا له الإمام الباقر

٨ / ١

الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ ١

١٣٢٥. رجال الكشّي عن زرارة : دَخَلَ الكُمَيتُ بنُ زَيدٍ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه‌السلام وأنَا عِندَهُ ، فَأَنشَدَهُ :

مَن لِقَلبٍ مُتَيَّمٍ مُستَهامِ ...

فَلَمّا فَرَغَ مِنها ، قالَ لِلكُمَيتِ : لا تَزالُ مُؤَيَّدا بِروحِ القُدُسِ ما دُمتَ تَقولُ فينا. ٢

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. قد تقدّم ترجمته وصلة الأشعار هي :

مَن لقلب مُتيَّم مُستهام

غير ما صبوة ولا أحلام

طارقات ولا ادكار غوان

واضحات الخدود كالآرام

بل هواي الذي أجن وأبدي

لبني هاشم فروع الأنام

للقريبين من ندى والبعيدين

من الجور في عرى الأحكام

فهم الأقربون من كلّ خير

وهم الأبعدون من كلّ ذام

وهم الأرأفون بالناس في الرأفة

والأحلمون في الأحلام

خير حيّ وميّت من بني آدم

طرّا مأمومهم والإمام

٢. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٦٧ الرقم ٣٦٦ ، إعلام الورى : ج ١ ص ٥٠٩ نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٣٢٤ ح ٢٠ وراجع المناقب لابن شهر آشوب : ج ٤ ص ١٩٧.

٤٩٧

١٣٢٦. دعائم الإسلام عَن أبي جَعفَرٍ عليه‌السلام : أنَّ الكُمَيتَ دَخَلَ عَلَيهِ فَأَنشَدَهُ أشعارا قالَها فيهِ.

فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه‌السلام : رَحِمَكَ اللّه يا كُمَيتُ! لَو كانَ عِندَنا مالٌ حاضِرٌ لَأَعطَيناكَ رِضاكَ.

فَقالَ الكُمَيتُ : جُعِلتُ فِداكَ! وَاللّه مَا امتَدَحتُكُم وأنَا اُريدُ بِذلِكَ عاجِلَ دُنيا ، ولكِن أرَدتُ اللّه ورَسولَهُ.

قالَ عليه‌السلام : فَإِنَّ لَكَ بِامتِداحِنا ما قالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله لِعَبدِ اللّه بنِ رَواحَةَ وحَسّانَ بنِ ثابِتٍ ، قالَ لَهُما : لَن تَزالا تُؤَيَّدانِ بِروحِ القُدُسِ ما ذَبَبتُما عَنّا بِأَلسِنَتِكُما. ١

١٣٢٧. الإمام الباقر عليه‌السلام : اللّهُمَّ اغفِر لِلكُمَيتِ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وما تَأَخَّرَ. ٢

٨ / ٢

عَلِيُّ بنُ سالِمٍ الجُعفِيُّ ٣

١٣٢٨. الدعوات : رُوِيَ أنَّ عَلِيَّ بنَ سالِمٍ الجُعفِيَّ قالَ لِأَبي جَعفَرٍ عليه‌السلام : اُدعُ لي.

فَقالَ : اللّهُمَّ أحيِهِ مَحيانا ، وأمِتهُ مَماتَنا ، وَاسلُك بِهِ سَبيلَنا. قالَ : فَاستُشهِدَ. ٤

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. دعائم الإسلام : ج ٢ ص ٣٢٣ ح ١٢٢٠ ، الكافي : ج ٨ ص ١٠٢ ح ٧٥ ، الاختصاص : ص ٢٧٢ كلاهما عن الكميت بن زيد نحوه.

٢. كفاية الأثر : ص ٢٤٩ عن الكميت بن أبي المستهل ، بحار الأنوار : ج ٣٦ ص ٣٩١ ح ٢؛ تاريخ دمشق : ج ٥٠ ص ٢٣٧ عن المدائني عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام وفيه «فاستدار عليّ بن الحسين إلى القبلة ، ثمّ رفع يديه وقال ...».

٣. لم يذكر إلاّ في الدعوات للراونديّ (ص ١٧٩ ح ٤٩٤).

٤. الدعوات : ص ١٧٩ ح ٤٩٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٣٦٢ ح ٢٠.

٤٩٨

البابُ التّاسِعُ :

من دعا له الإمام الصّادق

٩ / ١

ابنُ الطَّيّارِ ١

١٣٢٩. رجال الكشّي عن أبي جعفر الأحول عن الإمام الصادق ع ما فَعَلَ ابنُ الطَّيّارِ؟ فَقُلتُ : تُوُفِّيَ. فَقالَ : رَحِمَهُ اللّه! أدخَلَ اللّه عَلَيهِ الرَّحمَةَ ونَضَّرَهُ ٢ ؛ فَإِنَّهُ كانَ يُخاصِمُ عَنّا أهلَ البَيتِ. ٣

٩ / ٢

أبو عُبَيدَةَ الحَذّاءُ ٤

١٣٣٠. رجال الكشيّ عن الأرقط عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : لَمّا دُفِنَ أبو عُبَيدَةَ الحَذّاءُ ، قالَ : اِنطَلِق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. هو محمّد الطيّار مولى فزارة ، من أصحاب الباقر عليه‌السلام والصادق عليه‌السلام ، كان متكلماً وقد أخبر أبوجعفر عليه‌السلام عن ضميره حينما فكّر في بعض المذاهب الفاسدة. قال الصادق عليه‌السلام في شأنه بعد موته : «رحمه اللّه ولقّاه نضرة وسروراً ، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت» واستظهر المحقق التستريّ أن ابن الطيّار محّرف محمّد الطيّار (رجال البرقي : ص ١٠ و ١٧ ؛ رجال الطوسيّ : ص ١٤٥ ، الرقم ١٥٧٦ و ٢٨٧ ، الرقم ٤١٦٩ ؛ اختيار معرفة الرجال : ص ٣٤٨ ، ارقام ٦٤٩ ، ٦٥١ و ٦٥٢ ؛ قاموس الرجال : ج ٩ ص ٣٤٦).

٢. نَضَره ونَضَّرهُ وأنضَرهُ : أي نعَّمَهُ ؛ من النَّضارة ، وهي في الأصل : حسنُ الوجه ، والبريق (النهاية : ج ٥ ص ٧١ «نضر»).

٣. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٦٣٨ الرقم ٦٥٢ ، بحار الأنوار : ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤١.

٤. اسمه زياد واختلف في اسم أبيه بعيسى ورجاء وأبي رجاء منذر وأخرم والحسن ، وشاع التعبير عنه ـ ـ

٤٩٩

بِنا حَتّى نُصَلِّيَ عَلى أبي عُبَيدَةَ. فَانطَلَقنا فَلَمَّا انتَهَينا إلى قَبرِهِ لَم يَزِد عَلى أن دَعا لَهُ. فَقالَ : اللّهُمَّ بَرِّد عَلى أبي عُبَيدَةَ ، اللّهُمَّ نَوِّر لَهُ قَبرَهُ ، اللّهُمَّ ألحِقهُ بِنَبِيِّهِ. ولَم يُصَلِّ عَلَيهِ.

فَقُلتُ لَهُ : هَل عَلَى المَيِّتِ صَلاةٌ بَعدَ الدَّفنِ؟ قالَ : لا ، إنَّما هُوَ الدُّعاءُ لَهُ. ١

٩ / ٣

جابِرٌ الجُعفِيُّ ٢

١٣٣١. الإمام الصادق عليه‌السلام : رَحِمَ اللّه جابِرَ بنَ يَزيدَ. الجُعفِيَّ ؛ كانَ يَصدُقُ عَلَينا ، لَعَنَ اللّه المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ ؛ كانَ يَكذِبُ عَلَينا. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ ـ في الأخبار بكنيته. كان من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وكان حسن المنزلة عند آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومات في حياة الصادق عليه‌السلام ، فروي أنّ امرأة أبي عبيدة جاءت إلى الصادق عليه‌السلام بعد موته فقالت : إنّما أبكي أنّه مات غريبا وهو غريب ، فقال عليه‌السلام : ليس هو بغريب ، إنّ أبا عبيدة منّا أهل البيت. وفي المحاسن والكافي والتهذيب بإسنادهم إلى أبي عبد اللّه عليه‌السلام أنّه قال : من مات بين الحرمين بعثه اللّه من الآمنين يوم القيامة ، أما إنّ أبا عبيدة الحذّاء منهم (رجال البرقي : ص ١٣ ، رجال الطوسي : ص ١٣٥ الرقم ١٤١٠ و ١٤١٣ وص ٢٠٨ الرقم ٢٦٨٨ و ٢٧٠١ وص ٢١١ الرقم ٢٧٦٢ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ٣٨٨ الرقم ٤٤٧ ، السرائر : ج ٣ ص ٥٦٤ ، المحاسن : ج ١ ص ٧٠ ح ١٤٠ ، الكافي : ج ٤ ص ٥٥٨ ح ٣ ، تهذيب الاحكام : ج ٦ ص ١٤).

١. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٦٦٥ الرقم ٦٨٧.

٢. هو جابر بن يزيد بن حارث الجعفيّ ، أبو عبد اللّه. من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام. روي في مدحه وجلالته روايات متعدّدة ؛ منها أنّ الصادق عليه‌السلام قال في صحيحة زياد أنّه كان يصدق عليها. اتّفق الكلّ على سلامة جابر بن يزيد في نفسه إلاّ النجاشي ، حيث نقل ذمّ ما عن شيخه المفيد مع أنّه معارض بما في رسالته العدديّة والاختصاص. حيث قال : هو ممّن لا يطعن فيهم ولا طريق لذمّ واحد منهم. مات سنة ١٢٨ ه على ما ذكره ابن حنبل وسنة ١٣٢ ه على ما ذكره يحيى بن معين. طعن العامّة عليه لإيمانه بالرّهبة. (رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٣٦ ـ ٤٤٩ الرقم ٣٣٥ ـ ٣٤٨ ، الاختصاص : ص ٢١٦ ، رجال النجاشي : ج ١ ص ٣١٣ الرقم ٣٣٠ ، قاموس الرجال : ج ٢ ص ٥٤٦).

٣. رجال الكشّي : ج ٢ ص ٤٣٦ الرقم ٣٣٦ ، الاختصاص : ص ٢٠٤ ، دلائل الإمامة : ص ٢٨١ ح ٢٢١ ، الخرائج ـ ـ

٥٠٠