نهج الدعاء

محمّد الري شهري

نهج الدعاء

المؤلف:

محمّد الري شهري


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧

فَقالَ : إنَّ فُلانَ النَّبِيَّ وفُلانَ ١ النَّبِيَّ دَعَوني وَالأَجَلُ الَّذي اُهلِكُ فيهِ اُمَّتَهُم مُستَأخِرٌ فَاستَجَبتُ لَهُم ، وإنَّكَ دَعَوتَني وَالأَجَلُ الَّذي اُهلِكُ فيهِ اُمَّتَكَ قَد حَضَرَ. ٢

٧٩٠. عدّة الداعي : رُوِيَ في زَبورِ داوُودَ عليه‌السلام : يَقولُ اللّه تَبارَكَ وتَعالى : يَابنَ آدَمَ ، تَسأَ لُني وأمنَعُكَ ؛ لِعِلمي بِما يَنفَعُكَ ، ثُمَّ تُلِحُّ عَلَيَّ بِالمَسأَلَةِ فَاُعطيكَ ما سَأَلتَ ، فَتَستَعينُ بِهِ عَلى مَعصِيَتي ، فَأَهُمُّ بِهَتكِ سِترِكَ فَتَدعوني فَأَستُرُ عَلَيكَ ، فَكَم مِن جَميلٍ أصنَعُ مَعَكَ! وكَم مِن قَبيحٍ تَصنَعُ مَعي! يوشِكُ أن أغضَبَ عَلَيكَ غَضبَةً لا أرضى بَعدَها أبَدا. ٣

٧٩١. المستدرك عن جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَدعُو اللّه بِالمُؤمِنِ يَومَ القِيامَةِ حَتّى يوقِفُهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَيَقولُ : عَبدي ، إنّي أمَرتُكَ أن تَدعُوَني ووَعَدتُكَ أنِ استَجَبتُ لَكَ ، فَهَل كُنتَ تَدعوني؟ فَيَقولُ : نَعَم يا رَبِّ.

فَيَقولُ : أما إنَّكَ لَم تَدعُني بِدَعوَةٍ إلاَّ استُجيبَ لَكَ ، فَهَل لَيسَ دَعَوتَني يَومَ كَذا وكَذا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ أن اُفَرِّجَ عَنكَ فَفَرَّجتُ عَنكَ؟

فَيَقولُ : نَعَم يا رَبِّ. فَيَقولُ : فَإِنّي عَجَّلتُها لَكَ فِي الدُّنيا ، ودَعَوتَني يَومَ كَذا وكَذا لِغَمٍّ نَزَلَ بِكَ أن اُفَرِّجَ عَنكَ فَلَم تَرَ فَرَجا؟ قالَ : نَعَم يا رَبِّ ، فَيَقولُ : إنِّي ادَّخَرتُ لَكَ بِها فِي الجَنَّةِ كَذا وكَذا.

قالَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : فَلا يَدَعُ اللّه دَعوَةً دَعا بِها عَبدُهُ المُؤمِنُ إلاّ بَيَّنَ لَهُ ، إمّا أن يَكونَ عَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنيا ، وإمّا أن يَكونَ ادَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ. قالَ : فَيَقولُ المُؤمِنُ في ذلِكَ المَقامِ : يا لَيتَهُ لَم يَكُن عُجِّلَ لَهُ في شَيءٍ مِن دُعائِهِ. ٤

٧٩٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ الرَّجُلَ لَيَطلُبُ الحاجَةَ فَيَزويهَا اللّه عَنهُ لِما هُوَ خَيرٌ لَهُ ، فَيَتَّهِمُ النّاسَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. كذا في المصدر في الموضعين ، والقياس : «فلانا النبيّ».

٢. الزهد لابن المبارك (الملحقات) : ص ٢٠ ح ٨٢.

٣. عدّة الداعي : ص ١٩٨ ، بحار الأنوار : ج ٧٣ ص ٣٦٥ ح ٩٨.

٤. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٧١ ح ١٨١٩ ، حلية الأولياء : ج ٦ ص ٢٠٨ نحوه ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٢ ح ٣٢٩٠.

٢٦١

ظالِما لَهُم ، فَيَقولُ : مَن شَبَّعَني ١؟ ٢

٧٩٣. الإمام عليّ عليه‌السلام : إنَّ كَرَمَ اللّه سُبحانَهُ لا يَنقُضُ حِكمَتَهُ ، فَلِذلِكَ لا يَقَعُ الإِجابَةُ في كُلِّ دَعوَةٍ. ٣

٧٩٤. عنه عليه‌السلام : رُبَّما سَأَلتَ الشَّيءَ فَلَم تُعطَهُ واُعطيتَ خَيرا مِنهُ. ٤

٧٩٥. عنه عليه‌السلام ـ مِن وَصِيَّتِهِ لاِبنِهِ الحَسَنِ عليه‌السلام ـ : رُبَّما سَأَلتَ الشَّيءَ فَلا تُؤتاهُ ، واُوتيتَ خَيرا مِنهُ عاجِلاً أو آجِلاً ، أو صُرِفَ عَنكَ لِما هُوَ خَيرٌ لَكَ ، فَلَرُبَّ أمرٍ قَد طَلَبتَهُ فيهِ هَلاكُ دينِكَ لَو اُوتيتَهُ ، فَلتَكُن مَسأَلَتُكَ فيما يَبقى لَكَ جَمالُهُ ، ويُنفى عَنكَ وَبالُهُ ، فَالمالُ لا يَبقى لَكَ ولا تَبقى لَهُ. ٥

٧٩٦. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : يا مَن لا تُبَدِّلُ حِكمَتَهُ الوَسائِلُ ٦. ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. يعني من تزيّن بالباطل وعارضني فيما سألته من الأمير ـ مثلاً ـ ليغيظني بذلك ويُدخل الأذى والضرر عليّ بمعارضته ... وفي اللسان : المتشبّع : المتزيّن بأكثر ممّا عنده ، يتكثّر بذلك ويتزيّن بالباطل ، كالمرأة تكون للرجل ولها ضرائر فتتشبّع بما تدّعي من الحظوة عند زوجها بأكثر ممّا عنده لها ، تريد بذلك غيظ جاراتها (فيض القدير : ج ٢ ص ٤٢٩ ، وراجع لسان العرب : ج ٨ ص ١٧٢ «شبع»).

٢. المعجم الكبير : ج ١١ ص ٢٨٤ ح ١٢٠١١ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٩ ح ٣٢٢٣ وفيه «سبّعني» بدل «شبّعني» أي عابني وانتقصني.

٣. غرر الحكم : ح ٣٤٧٨ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ١٥١ ح ٣٣١١.

٤. غرر الحكم : ح ٥٣٧١ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ٢٦٧ ح ٤٩٠٩.

٥. نهج البلاغة : الكتاب ٣١ ، تحف العقول : ص ٧٥ وفيه «فيما يعنيك ممّا» بدل «فيما» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠١ ح ٣٨.

٦. والمعنى أنّ حكمته تعالى إذا اقتضت وقوع أمرٍ أو عدم وقوعه فلا بدّ من تحقّق ما اقتضته حكمته ، ولا تغيّر ذلك الوسائل من الأعمال التي يتوسّل بها إليه كالدعاء وغيره. وإلى هذا المعنى أشار من قال : إنّ العلماء باللّه لا يتوسّلون إلى اللّه في أن يبدّل لهم جريان أحكامه بخلاف ما يكرهون ، ولا ليغيّر لهم سابق مشيئته ومقتضى حكمته ، ولا ليحوّل عنهم سائر سنّته التي قد خلت في عباده من الابتلاء والاختبار. فإن قلت : قد ورد أنّ الدعاء والصدقة يدفعان البلاء المقدّر. قلت : دفع ذلك البلاء بالدعاء والصدقة منوط بالحكمة الإلهيّة أيضا ، وقد كانت الحكمة في وقوعه مشروطة بعدم الدعاء والتصدّق ، فلا منافاة (رياض السالكين : ج ٣ ص ١٧).

٧. الصحيفة السجّاديّة : ص ٥٧ الدعاء ١٣ ، عدّة الداعي : ص ١٦.

٢٦٢

٧٩٧. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ إذا أحَبَّ عَبدا غَتَّهُ ١ بِالبَلاءِ غَتّا ، وثَجَّهُ ٢ بِالبَلاءِ ثَجّا ، فَإِذا دَعاهُ قالَ : لَبَّيكَ عَبدي ، لَئِن عَجَّلتُ لَكَ ما سَأَلتَ إنّي عَلى ذلِكَ لَقادِرٌ ، ولَئِنِ ادَّخَرتُ لَكَ فَمَا ادَّخَرتُ لَكَ فَهُوَ خَيرٌ لَكَ. ٣

٧٩٨. الإمام الصادق عليه‌السلام : إنَّ الرَّبَّ لَيَلي حِسابَ المُؤمِنِ ، فَيَقولُ : تَعرِفُ هذَا الحِسابَ؟

فَيَقولُ : لا يا رَبِّ ، فَيَقولُ : دَعَوتَني في لَيلَةِ كَذا وكَذا ، في ساعَةِ كَذا وكَذا ، فَذَخَرتُها لَكَ.

قالَ : فَما تَرى مِن عَطِيَّةِ ثَوابِ اللّه؟ يَقولُ : يا رَبِّ ، لَيتَ أنَّكَ لَم تَكُن عَجَّلتَ لي شَيئا وَادَّخَرتَهُ لي. ٤

٧٩٩. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ اللّه عز وجل يُعطِي الدُّنيا مَن يُحِبُّ ويُبغِضُ ، ولا يُعطِي الآخِرَةَ إلاّ مَن أحَبَّ ، وإنَّ المُؤمِنَ لَيَسأَلُ رَبَّهُ مَوضِعَ سَوطٍ مِنَ الدُّنيا فَلا يُعطيهِ ، ويَسأَ لُهُ الآخِرَةَ فَيُعطيهِ ما شاءَ ، ويُعطِي الكافِرَ مِنَ الدُّنيا قَبلَ أن يَسأَلَهُ ما شاءَ ، ويَسأَ لُهُ مَوضِعَ سَوطٍ فِي الآخِرَةِ فَلا يُعطيهِ إيّاهُ. ٥

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. «يَغُتُّهُمُ اللّه في العذاب غتّا» أي يغمِسُهم فيه غمسا مُتتابعا (النهاية : ج ٣ ص ٣٤٢ «غتت»).

٢. الثَّجُّ : سيَلان دعاء الهدي ، وأتانا الوادي بثجيجهِ ، أي بسيلِه ، ومطر ثجَّاجٌ ، إذا انصبَّ جدّا (الصحاح : ج ١ ص ٣٠٢ «ثجج»).

٣. الكافي : ج ٢ ص ٢٥٣ ح ٧ عن حمّاد عن أبيه ، المؤمن : ص ٢٥ ح ٣٩ وفيه «غثّه بالبلاء غثّا» بدل «غتّه بالبلاء غتّا» ، مشكاة الأنوار : ص ٥١٣ ح ١٧٢٠ ، التمحيص : ص ٣٤ ح ٢٥ عن سدير ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧١ ح ١١.

٤. التمحيص : ص ٤٥ ح ٥٩ عن إسحاق بن عمّار ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧١ ح ١٢.

٥. فضائل الشيعة : ص ٧١ ح ٣٢ ، التمحيص : ص ٥١ ح ٩٢ كلاهما عن محمّد بن مسلم ، المؤمن : ص ٢٧ ح ٤٧ ، مشكاة الأنوار : ص ٥٠٣ ح ١٦٨٤ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦٨ ح ٢.

٢٦٣

٣ / ١٤

تِلكَ الخِصالُ

٨٠٠. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوحَى اللّه عز وجل إلى موسى عليه‌السلام : إنَّ قَومَكَ بَنَوا مَساجِدَهُم ، وخَرَّبوا قُلوبَهُم ، وتَسَمَّنوا كَما تُسَمَّنُ الخَنازيرُ يَومَ ذَبحِها ، وإنّي نَظَرتُ إلَيهِم فَلَعَنتُهُم ، فَلا أستَجيبُ لَهُم ولا اُعطيهِم مَسأَلَتَهُم. ١

٨٠١. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : تُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ نِصفَ اللَّيلِ ، فَيُنادي مُنادٍ : هَل مِن داعٍ فَيُستَجابَ لَهُ؟ هَل مِن سائِلٍ فَيُعطى؟ هَل مِن مَكروبٍ فَيُفَرَّجَ عَنهُ؟

فَلا يَبقى مُسلِمٌ يَدعو بِدَعوَةٍ إلاَّ استَجابَ اللّه لَهُ ، إلاّ زانِيَةٌ تَسعى بِفَرجِها أو عَشّارٌ. ٢

٨٠٢. أعلام الدين : الإمام عليّ عليه‌السلام ـ في خُطبَةٍ لَهُ يَومَ الجُمُعَةِ ـ : أيُّهَا النّاسُ ، سَبعُ مَصائِبَ عِظامٍ نَعوذُ بِاللّه مِنها : عالِمٌ زَلَّ ، وعابِدٌ مَلَّ ، ومُؤمِنٌ خَلَّ ٣ ، ومُؤتَمَنٌ غَلَّ ٤ ، وغَنِيٌّ أقَلَّ ، وعَزيزٌ ذَلَّ ، وفَقيرٌ اعتَلَّ.

فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ فَقالَ : صَدَقتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أنتَ القِبلَةُ إذا ما ضَلَلنا ، وَالنّورُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الفردوس : ج ١ ص ١٤٢ ح ٥٠٧ عن إبراهيم بن حنظلة ، كنز العمّال : ج ١٦ ص ١٣ ح ٤٣٧٢٣ نقلاً عن ابن مندة.

٢. المعجم الكبير : ج ٩ ص ٥٩ ح ٨٣٩١ ، أُسد الغابة : ج ٣ ص ٥٧٤ الرقم ٣٥٨١ نحوه وكلاهما عن عثمان بن أبي العاص الثقفي ، كنز العمّال : ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٥٧.

٣. الخَلَّةُ بالفتح : الحاجةُ والفقر ، وهي الفُرجةُ والثُّلمة التي تركها بعده ، من الخلل الذي أبقاه فياُموره (النهاية : ج ٢ ص ٧٢ ـ ٧٣ «خلل»).

٤. الغُلول : وهو الخيانة في المغنم والسَّرقة من الغنيمة قبل القِسْمة ، يقال : غلّ في المغنم يغُلُّ ، وكلّ من خان في شيء خفيةً فقد غلَّ (النهاية : ج ٣ ص ٣٨٠ «غلل»).

٢٦٤

إذا ما أظلَمنا ، ولكِن نَسأَ لُكَ عَن قَولِ اللّه تَعالى : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ١ فَما بالُنا نَدعو فَلا نُجابُ؟

قالَ : لِأَنَّ قُلوبَكُم خانَت بِثَمانِ خِصالٍ :

أوَّلُها : أنَّكُم عَرَفتُمُ اللّه فَلَم تُؤَدّوا حَقَّهُ كَما أوجَبَ عَلَيكُم ، فَما أغنَت عَنكُم مَعرِفَتُكُم شَيئا.

وَالثّانِيَةُ : أنَّكُم آمَنتُم بِرَسولِهِ ثُمَّ خالَفتُم سُنَّتَهُ وأمَتُّم شَريعَتَهُ ، فَأَينَ ثَمَرَةُ إيمانِكُم؟

وَالثّالِثَةُ : أنَّكُم قَرَأتُم كِتابَهُ المُنزَلَ عَلَيكُم فَلَم تَعمَلوا بِهِ ، وقُلتُم : سَمِعنا وأطَعنا ثُمَّ خالَفتُم.

وَالرّابِعَةُ : أنَّكُم قُلتُم ، إنَّكُم تَخافونَ مِنَ النّارِ ، وأنتُم في كُلِّ وَقتٍ تُقَدِّمونَ أجسامَكُم إلَيها بِمَعاصيكُم ، فَأَينَ خَوفُكُم؟

وَالخامِسَةُ : أنَّكُم قُلتُم ، إنَّكُم تَرغَبونَ فِي الجَنَّةِ ، وأنتُم في كُلِّ وَقتٍ تَفعَلونَ ما يُباعِدُكُم مِنها ، فَأَينَ رَغبَتُكُم فيها؟

وَالسّادِسَةُ : أنَّكُم أكَلتُم نِعمَةَ المَولى ولَم تَشكُروا عَلَيها.

وَالسّابِعَةُ : أنَّ اللّه أمَرَكُم بِعَداوَةِ الشَّيطانِ ، وقالَ : (إِنَّ الشَّيْطَـنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) ٢ فَعادَيتُموهُ بِلا قَولٍ ووالَيتُموهُ بِلا مُخالَفَةٍ.

وَالثّامِنَةُ : أنَّكُم جَعَلتُم عُيوبَ النّاسِ نُصبَ أعيُنِكُم ، وعُيوبَكُم وَراءَ ظُهورِكُم ، تَلومونَ مَن أنتُم أحَقُّ بِاللَّومِ مِنهُ ، فَأَيُّ دُعاءٍ يُستَجابُ لَكُم مَعَ هذا؟ وقد سَدَدتُم أبوابَهُ وطُرُقَهُ ، فَاتَّقُوا اللّه وأصلِحوا أعمالَكُم ، وأخلِصوا سَرائِرَكُم ، وَأمُروا بِالمَعروفِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. غافر : ٦١.

٢. فاطر : ٦.

٢٦٥

وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ ، فَيَستَجيبَ اللّه لَكُم دُعاءَكُم. ١

٨٠٣. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : الذُّنوبُ الَّتي تَرُدُّ الدُّعاءَ : سوءُ النِّيَّةِ ، وخُبثُ السَّريرَةِ ، وَالنِّفاقُ مَعَ الإِخوانِ ، وتَركُ التَّصديقِ بِالإِجابَةِ ، وتَأخيرُ الصَّلَواتِ المَفروضاتِ حَتّى تَذهَبَ أوقاتُها ، وتَركُ التَّقَرُّبِ إلَى اللّه عز وجل بِالبِرِّ وَالصَّدَقَةِ ، وَاستِعمالُ البَذاءِ وَالفُحشِ فِي القَولِ. ٢

٨٠٤. الإمام الصادق عليه‌السلام : كانَ في بَني إسرائيلَ رَجُلٌ ، فَدَعَا اللّه أن يَرزُقَهُ غُلاما ثَلاثَ سِنينَ ، فَلَمّا رَأى أنَّ اللّه لا يُجيبُهُ قالَ : يا رَبِّ ، أبَعيدٌ أنَا مِنكَ فَلا تَسمَعُني ، أم قَريبٌ أنتَ مِنّي فَلا تُجيبُني.

قالَ : فَأَتاهُ آتٍ في مَنامِهِ فَقالَ : إنَّكَ تَدعُو اللّه عز وجل مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ بِلِسانٍ بَذيءٍ ، وقَلبٍ عاتٍ غَيرِ تَقِيٍّ ، ونِيَّةٍ غَيرِ صادِقَةٍ ، فَاقلَع عَن ، بَذائِكَ وَليَتَّقِ اللّه ، قَلبُكَ وَلتَحسُن نِيَّتُكَ. فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذلِكَ ثُمَّ دَعَا اللّه فَوُلِدَ لَهُ غُلامٌ. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. أعلام الدين : ص ٢٦٩ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧٦ ح ١٧.

٢. معاني الأخبار : ص ٢٧١ ح ٢ عن أبي خالد الكابلي ، بحار الأنوار : ج ٧٣ ص ٣٧٦ ح ١٢.

٣. الكافي : ج ٢ ص ٣٢٤ ح ٧ ، فلاح السائل : ص ٩٤ ح ٣١ ، قصص الأنبياء : ص ١٨١ ح ٢١٨ نحوه وكلّها عن عمر بن يزيد ، عدّة الداعي : ص ١٢٧ وفيه «نقي» بدل «تقي» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٧٠ ح ٦.

٢٦٦

البابُ الرّابِعُ :

تفسير إجابة الدّعاء

٨٠٥. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما مِن مُؤمِنٍ يَدعو بِدَعوَةٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ ؛ فَإِن لَم يُعطَها فِي الدُّنيا اُعطِيَها فِي الآخِرَةِ. ١

٨٠٦. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا أرادَ اللّه أن يُصافِيَ عَبدا مِن عَبيدِهِ صَبَّ عَلَيهِ البَلاءَ صَبّا ، وثَجَّ عَلَيهِ البَلاءَ ثَجّا ، فَإِذا دَعا قالَتِ المَلائِكَةُ : صَوتٌ مَعروفٌ ، وقالَ جِبريلُ : يا رَبِّ هذا عَبدُكَ فُلانٌ يَدعوكَ فَاستَجِب لَهُ. فَيَقولُ اللّه تَبارَكَ وتَعالى : إنّي اُحِبُّ أن أسمَعَ صَوتَهُ. فَإِذا قالَ : يا رَبِّ ، قالَ : لَبَّيكَ عَبدي ، لا تَدعوني بِشَيءٍ إلاَّ استَجَبتُ لَكَ عَلى إحدى ثَلاثِ خِصالٍ : إمّا أن اُعَجِّلَ لَكَ ما تَسأَ لُني ، وإمّا أن أدَّخِرَ لَكَ فِي الآخِرَةِ ما هُوَ أفضَلُ مِنهُ ، وإمّا أن أدفَعَ عَنكَ مِنَ البَلاءِ مِثلَ ذلِكَ. ٢

٨٠٧. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذ دَعا أحَدُكُم بِدَعوَةٍ فَلَم يُستَجَب لَهُ ، كُتِبَت لَهُ حَسَنَةٌ. ٣

٨٠٨. مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري عن رسول اللّه صل ما مِن مُسلِمٍ يَدعو بِدَعوَةٍ لَيسَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مسند زيد : ص ١٥٦ عن الإمام زين العابدين عن آبائه عليهم‌السلام.

٢. مسند زيد : ص ٤٢٠ عن الإمام زين العابدين عن آبائه عليهم‌السلام؛ الدرّ المنثور : ج ٧ ص ٢١٥ عن ابن مردويه عن أنس نحوه.

٣. تاريخ بغداد : ج ١٢ ص ٢٠٥ الرقم ٦٦٦٦ عن هلال بن يساف مرفوعا ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧١ ح ٣١٧٣ وص ٦٧ ح ٣١٥٠.

٢٦٧

فيها إثمٌ ولا قَطيعَةُ رَحِمٍ ، إلاّ أعطاهُ اللّه بِها إحدى ثَلاثٍ : إمّا أن تُعَجَّلَ لَهُ دَعوَتُهُ ، وإمّا أن يَدَّخِرَها لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وإمّا أن يَصرِفَ عَنهُ مِنَ السّوءِ مِثلَها. قالوا : إذَن نُكثِرَ ، قالَ : اللّه أكثَرُ ١.

٨٠٩. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما مِن مُؤمِنٍ يَدعُو اللّه إلاَّ استَجابَ لَهُ ؛ فَإِمّا أن يُعَجِّلَ لَهُ فِي الدُّنيا ، أو يُؤَجِّلَ لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وإمّا أن يُكَفِّرَ عَنهُ مِن ذُنوبِهِ بِقَدرِ ما دَعا ، ما لَم يَدعُ بِمَأثَمٍ. ٢

٨١٠. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما مِن مُسلِمٍ يَدعو بِدُعاءٍ إلاَّ استُجيبَ لَهُ ؛ فَإِمّا أن يُعَجَّلَ لَهُ فِي الدُّنيا ، وإمّا أن يُدَّخَرَ لَهُ فِي الآخِرَةِ ، وإمّا أن يُكَفَّرَ عَنهُ مِن ذُنوبِهِ بقَدرِ ما دَعا ، ما لَم يَدعُ بِإِثمٍ أو قَطيعَةِ رَحِمٍ. ٣

٨١١. الإمام زين العابدين عليه‌السلام : المُؤمِنُ مِن دُعائِهِ عَلى ثَلاثٍ : إمّا أن يُدَّخَرَ لَهُ ، وإمّا أن يُعَجَّلَ لَهُ ، وإمّا أن يُدفَعَ عَنهُ بَلاءٌ يُريدُ أن يُصيبَهُ. ٤

٨١٢. الاحتجاج : مِن سُؤالِ الزِّنديقِ الَّذي سَأَلَ أبا عَبدِ اللّه عليه‌السلام عَن مَسائِلَ كَثيرَةٍ أن قالَ : ... ألَستَ تَقولُ : إنَّ اللّه تَعالى قالَ : (ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ٥ ، وقد نَرَى المُضطَرَّ يَدعوهُ فَلا يُجابُ لَهُ ، وَالمَظلومَ يَستَنصِرُهُ عَلى عَدُوِّهِ فَلا يَنصُرُهُ؟

قالَ : وَيحَكَ! ما يَدعوهُ أحَدٌ إلاَّ استَجابَ لَهُ ؛ أمَّا الظّالِمُ فَدُعاؤُهُ مَردودٌ إلى أن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مسند ابن حنبل : ج ٤ ص ٣٧ ح ١١١٣٣ ، الأدب المفرد : ص ٢١٣ ح ٧١٠ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٧٠ ح ١٨١٦ نحوه ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٧ ص ٢٤ ح ٤ كلّها عن أبي سعيد الخدري ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٠ ح ٣١٧١؛ عدّة الداعي : ص ٢٤ ، جامع الأخبار : ص ٣٦٩ ح ١٠٢٢ كلاهما عن أبي سعيد الخدري ، الدعوات : ص ١٩ ح ١٢ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٦٦ ح ١٦.

٢. عدّة الداعي : ص ٣٤ ، أعلام الدين : ص ٢٧٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٠٢ ح ٣٩.

٣. تنبيه الغافلين : ص ٤٠١ ح ٦٠٧ عن أبي هريرة.

٤. تحف العقول : ص ٢٨٠ ، بحار الأنوار : ج ٧٨ ص ١٣٨ ح ١٨.

٥. غافر : ٦٠.

٢٦٨

يَتوبَ إلَى اللّه ، وأمَّا المُحِقُّ فَإِنَّهُ إذا دَعاهُ استَجابَ لَهُ ، وصَرَفَ عَنهُ البَلاءَ مِن حَيثُ لا يَعلَمُهُ ، أوِ ادَّخَرَ لَهُ ثَوابا جَزيلاً لِيَومِ حاجَتِهِ إلَيهِ ، وإن لَم يَكُنِ الأَمرُ الَّذي سَأَلَ العَبدُ خَيرا لَهُ إن أعطاهُ أمسَكَ عَنهُ ، وَالمُؤمِنُ العارِفُ بِاللّه رُبَّما عَزَّ عَلَيهِ أن يَدعُوَهُ فيما لا يَدري أصَوابٌ ذلِكَ أم خَطَأٌ ، وقد يَسأَلُ العَبدُ رَبَّهُ إهلاكَ مَن لَم تَنقَطِع مُدَّتُهُ ، ويَسأَلُ المَطَرَ وَقتا ولَعَلَّهُ أوانُ لا يَصلُحُ فِيهِ المَطَرُ ؛ لِأَنَّهُ أعرَفُ بِتَدبيرِ ما خَلَقَ مِن خَلقِهِ ، وأشباهُ ذلِكَ كَثيرَةٌ ، فَافهَم هذا. ١

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الاحتجاج : ج ٢ ص ٢٢٨ ح ٢٢٣ ، بحار الأنوار : ج ١٠ ص ١٧٤ ح ٢.

٢٦٩
٢٧٠

البابُ الخامِسُ :

دور الأسماء الحسنى في إجابة الدّعاء

٥ / ١

للّه الأَسماءُ الحُسنى

الكتاب

(وَلِلَّهِ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). ١

(اللَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى). ٢

(قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَ ـ نَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى). ٣

الحديث

٨١٣. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ للّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ تِسعَةً وتِسعينَ اسما ؛ مِئَةً إلاّ واحِدا ، مَن أحصاها دَخَلَ الجَنَّةَ :

وهُوَ اللّه ، الإِلهُ ، الواحِدُ ، الأَحَدُ ، الصَّمَدُ ٤ ، الأَوَّلُ ، الآخِرُ ، السَّميعُ ، البَصيرُ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأعراف : ١٨٠.

٢. طه : ٨.

٣. الإسراء : ١١٠.

٤. «الصَّمَدُ» : هو السيِّد الذي انتهى إليه السُّؤدد ، وقيل : هو الدائم الباقي ، وقيل : الذي يُصمَدُ في الحوائج

٢٧١

القَديرُ ، القاهِرُ ، العَلِيُّ ، الأَعلَى ، الباقِي ، البَديعُ ، البارِئُ ، الأَكرَمُ ، الطّاهِرُ ، الباطِنُ ، الحَيُّ ، الحَكيمُ ، العَليمُ ، الحَليمُ ، الحَفيظُ ، الحَقُّ ، الحَسيبُ ١ ، الحَميدُ ، الحَفِيُّ ، الرَّبُّ ، الرَّحمنُ ، الرَّحيمُ ، الذّارِئُ ٢ ، الرَّزّاقُ ، الرَّقيبُ ، الرَّؤوفُ ، الرّائِي ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ ، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، السَّيِّدُ ، السُّبّوحُ ٣ ، الشَّهيدُ ، الصّادِقُ ، الصّانِعُ ، الطّاهِرُ ، العَدلُ ، العَفُوُّ ، الغَفورُ ، الغَنِيُّ ، الغِياثُ ، الفاطِرُ ، الفَردُ ، الفَتّاحُ ، الفالِقُ ، القَديمُ ، المَلِكُ ، القُدّوسُ ، القَوِيُّ ، القَريبُ ، القَيّومُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ، قاضِي الحاجاتِ ، المَجيدُ ، المَولَى ، المَنّانُ ، المُحيطُ ، المُبينُ ، المُقيتُ ، المُصَوِّرُ ، الكَريمُ ، الكَبيرُ ، الكافي ، كاشِفُ الضُّرِّ ، الوَترُ ، النّورُ ، الوَهّابُ ، النّاصِرُ ، الواسِعُ ، الوَدودُ ، الهادِي ، الوَفِيُّ ، الوَكيلُ ، الوارِثُ ، البَرُّ ، الباعِثُ ، التَّوّابُ ، الجَليلُ ، الجَوادُ ، الخَبيرُ ، الخالِقُ ، خَيرُ النّاصِرينَ ، الدَّيّانُ ٤ ، الشَّكورُ ، العَظيمُ ، اللَّطيفُ ، الشّافي. ٥

٨١٤. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ للّه تِسعَةً وتِسعينَ اسما ، مَن أحصاها دَخَلَ الجَنَّةَ :

هُوَ اللّه الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ ، المَلِكُ ، القُدّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ ، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، الخالِقُ ، البارِئُ ، المُصَوِّرُ ، الغَفّارُ ، القَهّارُ ، الوَهّابُ ، الرَّزّاقُ الفَتّاحُ ، العَليمُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ، الخافِضُ ، الرّافِعُ ، المُعِزُّ ، المُذِلُّ ، السَّميعُ ، البَصيرُ ، الحَكَمُ ، العَدلُ ، اللَّطيفُ ، الخَبيرُ ، الحَليمُ ، العَظيمُ ، الغَفورُ ، الشَّكورُ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إليه : أي يُقصَد (النهاية : ج ٣ ص ٥٢ «صمد»).

١. الحَسِيبُ : الكافي (النهاية : ج ١ ص ٣٨١ «حسب»).

٢. الذارئ : وهو الّذي ذرأ الخلق أي خلقهم (لسان العرب : ج ١ ص ٧٩ «ذرأ»).

٣. سبّوح قدّوس : يرويان بالضم والفتح ، من أبنية المبالغة للتنزيه ، وسبّوح : الطّاهر عن أوصاف المخلوقات ، وقُدّوس : بمعناه ، وقيل : مبارك (مجمع البحرين : ج ٢ ص ٨٠٧ «سبح»).

٤. الديّان : القهّار ، وقيل : الحاكم والقاضي (النهاية : ج ٢ ص ١٤٨ «دين»).

٥. التوحيد : ص ١٩٤ ح ٨ ، الخصال : ص ٥٩٣ ح ٤ ، عدّة الداعي : ص ٢٩٩ كلّها عن سليمان بن مهران عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٤ ص ١٨٦ ح ١.

٢٧٢

العَلِيُّ ، الكَبيرُ ، الحَفيظُ ، المُقيتُ ، الحَسيبُ ، الجَليلُ ، الكَريمُ ، الرَّقيبُ ، المُجيبُ ، الواسِعُ ، الحَكيمُ ، الوَدودُ ، المَجيدُ ، الباعِثُ ، الشَّهيدُ ، الحَقُّ ، الوَكيلُ ، القَوِيُّ ، المَتينُ ، الوَلِيُّ ، الحَميدُ ، المُحصِي ، المُبدِئُ ، المُعيدُ ، المُحيِي ، المُميتُ ، الحَيُّ ، القَيّومُ ، الواجِدُ ، الماجِدُ ، الواحِدُ ، الصَّمَدُ ، القادِرُ ، المُقتَدِرُ ، المُقَدِّمُ ، المُؤَخِّرُ ، الأَوَّلُ ، الآخِرُ ، الظّاهِرُ ، الباطِنُ ، الوالِي ، المُتَعالِي ، البَرُّ ، التَّوّابُ ، المُنتَقِمُ ، العَفُوُّ ، الرَّؤوفُ ، مالِكُ المُلكِ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، المُقسِطُ ، الجامِعُ ، الغَنِيُّ ، المُغنِي ، المانِعُ ، الضّارُّ ، النّافِعُ ، النّورُ ، الهادِي ، البَديعُ ، الباقِي ، الوارِثُ ، الرَّشيدُ ، الصَّبورُ. ١

٨١٥. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ للّه تِسعَةً وتِسعينَ اسما ؛ مِئَةً إلاّ واحِدا ، إنَّهُ وَترٌ يُحِبُّ الوَترَ ، مَن حَفِظَها دَخَلَ الجَنَّةَ ، وهِيَ :

اللّه ، الواحِدُ ، الصَّمَدُ ، الأَوَّلُ ، الآخِرُ ، الظّاهِرُ ، الباطِنُ ، الخالِقُ ، البارِئُ ، المُصَوِّرُ ، المَلِكُ ، الحَقُّ ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ ، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، الرَّحمنُ ، الرَّحيمُ ، اللَّطيفُ ، الخَبيرُ ، السَّميعُ ، البَصيرُ ، العَليمُ ، العَظيمُ ، البارُّ ، المُتَعالِ ، الجَليلُ ، الجَميلُ ، الحَيُّ ، القَيّومُ ، القادِرُ ، القاهِرُ ، العَلِيُّ ، الحَكيمُ ، القَريبُ ، المُجيبُ ، الغَنِيُّ ، الوَهّابُ ، الوَدودُ ، الشَّكورُ ، الماجِدُ ، الواجِدُ ، الوالِي ، الرّاشِدُ ، العَفُوُّ ، الغَفورُ ، الحَليمُ ، الكَريمُ ، التَّوّابُ ، الرَّبُّ ، المَجيدُ ، الوَلِيُّ ، الشَّهيدُ ، المُبينُ ، البُرهانُ ، الرَّؤوفُ ، الرَّحيمُ ، المُبدِئُ ، المُعيدُ ، الباعِثُ ، الوارِثُ ، القَوِيُّ ، الشَّديدُ ، الضَّارُّ ، النّافِعُ ، الباقِي ، الواقِي ، الخافِضُ ، الرّافِعُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ، المُعِزُّ ، المُذِلُّ ، المُقسِطُ ، الرَّزّاقُ ، ذُو القُوَّةِ ، المَتينُ ، القائِمُ ، الدّائِمُ ، الحافِظُ ، الوَكيلُ ، الفاطِرُ ، السّامِعُ ، المُعطِي ، المُحيِي ، المُميتُ ، المانِعُ ، الجامِعُ ، الهادِي ، الكافِي ، الأَبَدُ ، العالِمُ ، الصّادِقُ ، النّورُ ، المُنيرُ ، التّامُّ ، القَديمُ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥٣١ ح ٣٥٠٧ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٢ ح ٤١ ، الدعاء للطبراني : ص ٥١ ح ١١١ كلّها عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٤٨ ح ١٩٣٧.

٢٧٣

الوَترُ ، الأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، الَّذي لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ. ١

٨١٦. الإمام الصادق عليه‌السلام ـ لَمّا سُئِلَ عَنِ الأَسماءِ التِّسعَةِ وَالتِّس : هِيَ فِي القُرآنِ :

فَفِي الفاتِحَةِ خَمسَةُ أسماءٍ : يا اَللّه ، يا رَبُّ ، يا رَحمنُ ، يا رَحيمُ ، يا مالِكُ.

وفِي البَقَرَةِ ثَلاثَةٌ وثَلاثونَ اسما : يا مُحيطُ ، يا قَديرُ ، يا عَليمُ ، يا حَكيمُ ، يا عَلِيُّ ، يا عَظيمُ ، يا تَوّابُ ، يا بَصيرُ ، يا وَلِيُّ ، يا واسِعُ ، يا كافي ، يا رَؤوفُ ، يا بَديعُ ، يا شاكِرُ ، يا واحِدُ ، يا سَميعُ ، يا قابِضُ ، يا باسِطُ ، يا حَيُّ ، يا قَيّومُ ، يا غَنِيُّ ، يا حَميدُ ، يا غَفورُ ، يا حَليمُ ، يا إلهُ ، يا قَريبُ ، يا مُجيبُ ، يا عَزيزُ ، يا نَصيرُ ، يا قَوِيُّ ، يا شَديدُ ، يا سَريعُ ، يا خَبيرُ.

وفِي آلِ عِمرانَ : يا وَهّابُ ، يا قائِمُ ، يا صادِقُ ، يا باعِثُ ، يا مُنعِمُ ، يا مُتَفَضِّلُ.

وفِي النِّساءِ : يا رَقيبُ ، يا حَسيبُ ، يا شَهيدُ ، يا مُقيتُ ، يا وَكيلُ ، يا عَلِيُّ ، يا كَبيرُ.

وفِي الأَنعامِ : يا فاطِرُ ، يا قاهِرُ ، يا لَطيفُ ، يا بُرهانُ.

وفِي الأَعرافِ : يا مُحيي ، يا مُميتُ.

وفِي الأَنفالِ : يا نِعمَ المَولى ، يا نِعمَ النَّصيرُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٢٦٩ ح ٣٨٦١ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٣ ح ٤٢ كلاهما عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ١ ص ٤٥٠ ح ١٩٣٩ ؛ التوحيد : ص ٢١٩ ح ١١ عن أبي هريرة نحوه ، بحار الأنوار : ج ٤ ص ٢١٠ ح ٣.

قال زهير : فبلغنا من غير واحد من أهل العلم ، أنَّ أوّلها يفتح بقول : لا إله إلاّ اللّه ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير ، وهو على كلِّ شيء قدير. لا إله إلاّ اللّه ، له الأسماء الحسنى.

في الزوائد : لم يُخرج أحد من الأئمة الستّة عدد أسماء اللّه الحسنى من هذا الوجه ولا من غيره ، غير ابن ماجة والترمذي مع تقديم وتأخير. وطريق الترمذي أصحّ شيء في الباب. قال : وإسناد طريق ابن ماجة ضعيف ، لضعف عبد الملك بن محمّد (هامش المصدر).

٢٧٤

وهودٍ : يا حَفيظُ ، يا مَجيدُ ، يا وَدودُ ، يا فَعّالُ لِما يُريدُ.

وفِي الرَّعدِ : يا كَبيرُ ، يا مُتعالِ.

وفي إبراهيمَ : يا مَنّانُ ، يا وارِثُ.

وفِي الحِجرِ : يا خَلاّقُ.

وفي مَريَمَ : يا فَردُ.

وفي طه : يا غَفّارُ.

وفي «قَد أفلَحَ» : يا كَريمُ.

وفِي النّورِ : يا حَقُّ ، يا مُبينُ.

وفِي الفُرقانِ : يا هادي.

وفي سَبَأٍ : يا فَتّاحُ.

وفِي الزُّمَرِ : يا عالِمُ.

وفي غافِرٍ : يا غافِرُ ، يا قابِلَ التَّوبَةِ ، يا ذَا الطَّولِ ، يا رَفيعُ.

وفِي الذّارِياتِ : يا رَزّاقُ ، يا ذَا القُوَّةِ ، يا مَتينُ.

وفِي الطُّورِ : يا بَرُّ. وفِي «اقتَرَبَت» : يا مَليكُ ، يا مُقتَدِرُ.

وفِي الرَّحمنِ : يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، يا رَبَّ المَشرِقَينِ ، يا رَبَّ المَغرِبَينِ ، يا باقي ، يا مُهَيمِنُ.

وفِي الحَديدِ : يا أوَّلُ ، يا آخِرُ ، يا ظاهِرُ ، يا باطِنُ.

وفِي الحَشرِ : يا مَلِكُ ، يا قُدّوسُ ، يا سَلامُ ، يا مُؤمِنُ ، يا مُهَيمِنُ ، يا عَزيزُ ، يا جَبّارُ ، يا مُتَكَبِّرُ ، يا خالِقُ ، يا بارِئُ ، يا مُصَوِّرُ.

٢٧٥

وفِي البُروجِ : يا مُبدِئُ ، يا مُعيدُ.

وفِي الفَجرِ : يا وَترُ.

وفِي الإِخلاصِ : يا أحَدُ ، يا صَمَدُ. ١

٨١٧. الإمام الباقر عليه‌السلام : إنَّ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عَلَّمَ عَلِيّا عليه‌السلام دَعوَةً يَدعو بِها عِندَ ما أهَمَّهُ ، فَكانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام يُعَلِّمُها وُلدَهُ :

يا كائِنا قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، ويا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ ، ويا كائِنا بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ، افعَل بي كَذا وكَذا. ٢

٨١٨. الأسماء والصفات عن ابن عمر : كانَ مِن دُعاءِ رَسولِ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله الَّذي كانَ يَقولُ : يا كائِنا قَبلَ أن يَكونَ شَيءٌ ، وَالمُكَوِّنَ لِكُلِّ شَيءٍ ، وَالكائِنَ بَعدَما لا يَكونُ شَيءٌ ، أسأَ لُكَ بِلَحظَةٍ مِن لَحَظاتِكَ الحافِظاتِ الغافِراتِ الواجِباتِ المُنجِياتِ. ٣

٨١٩. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن دَعا بِهذِهِ الأَسماءِ ٤ استَجابَ اللّه لَهُ ... وهذِهِ الأَسماءُ وَالدُّعاءُ : بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ أنتَ اللّه ، وأنتَ الرَّحمنُ ، وأنتَ الرَّحيمُ ، المَلِكُ ، القُدّوسُ ، السَّلامُ ، المُؤمِنُ ، المُهَيمِنُ ، العَزيزُ ، الجَبّارُ ، المُتَكَبِّرُ ، الأَوَّلُ ، الآخِرُ ، الظّاهِرُ ، الباطِنُ ، الحَميدُ ، المَجيدُ ، المُبدِئُ ، المُعيدُ ، الوَدودُ ، الشَّهيدُ ، القَديمُ ، العَلِيُّ ، العَظيمُ ، العَليمُ ، الصّادِقُ ، الرَّؤوفُ ، الرَّحيمُ ، الشَّكورُ ، الغَفورُ ، العَزيزُ ، الحَكيمُ ، ذُو القُوَّةِ ، المَتينُ ، الرَّقيبُ ، الحَفيظُ ، ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ ، العَظيمُ ، العَليمُ ، الغَنِيُّ ، الوَلِيُّ ، الفَتّاحُ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الدرّ المنثور : ج ٣ ص ٦١٥ نقلاً عن أبي نعيم؛ بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٧٣ ح ٤.

٢. الأسماء والصفات : ج ١ ص ٤٢ ح ١٦ عن صالح بن حيّان ، الفرج بعد الشدّة لابن أبي الدنيا : ص ٤٧ ح ٦٧ عن صالح بن حسّان ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٥٦ ح ٤٩٩٨.

٣. الأسماء والصفات للبيهقي : ج ١ ص ٤٣ ح ١٧ ، الدرّ المنثور : ج ٨ ص ٤٨.

٤. ما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار والطبعات الاُخرى من مهج الدعوات. وقد وقع في الطبعة المعتمدة تصحيف ظاهر وزيادة غير مرتبطة في المتن.

٢٧٦

المُرتاحُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ، العَدلُ ، الوَفِيُّ ، الوَلِيُّ ، الحَقُّ ، المُبينُ ، الخَلاّقُ ، الرَّزّاقُ ، الوَهّابُ ، التَّوّابُ ، الرَّبُّ ، الوَكيلُ ، اللَّطيفُ ، الخَبيرُ ، السَّميعُ ، البَصيرُ ، الدَّيّانُ ، المُتَعالِي ، القَريبُ ، المُجيبُ ، الباعِثُ ، الوارِثُ ، الواسِعُ ، الباقِي ، الحَيُّ ، الدّائِمُ الَّذي لا يَموتُ ، القَيّومُ ، النّورُ ، الغَفّارُ ، الواحِدُ ، القَهّارُ ، الأَحَدُ ، الصَّمَدُ ، لَم يَلِد ولَم يولَد ، ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، ذُو الطَّولِ ، المُقتَدِرُ ، عَلاّمُ الغُيوبِ ، البَديءُ ، البَديعُ ، القابِضُ ، الباسِطُ ، الدّاعِي ، الظّاهِرُ ، المُقيتُ ، المُغيثُ ، الدّافِعُ ، الضّارُّ ، النّافِعُ ، المُعِزُّ ، المُذِلُّ ، المُطعِمُ ، المُنعِمُ ، المُهَيمِنُ ، المُكرِمُ ، المُحسِنُ ، المُجمِلُ ، الحَنّانُ ، المُفضِلُ ، المُحيِي ، المُميتُ ، الفَعّالُ لِما يُريدُ.

مالِكُ المُلكِ ، تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ ، وتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تَشاءُ ، وتُذِلُّ مَن تَشاءُ ، بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.

تولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ ، وتولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيلِ ، وتُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ، وتُخرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ، وتَرزُقُ مَن تَشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ.

فالِقُ الإِصباحِ وفالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى ، يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ.

اللّهُمَّ ما قُلتُ مِن قَولٍ ، أو حَلَفتُ مِن حَلفٍ ، أو نَذَرتُ مِن نَذرٍ في يَومي هذا ولَيلَتي هذِهِ فَمَشِيَّتُكَ بَينَ يَدَي ذلِكَ كُلِّهِ ، ما شِئتَ فيهِ كانَ ، وما لَم تَشَأ مِنهُ لَم يَكُن ، فَادفَع عَنّي بِحَولِكَ وقُوَّتِكَ ، فَإِنَّهُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه العَلِيِّ العَظيمِ.

اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ الأَسماءِ عِندَكَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغفِر لي ، وَارحَمني ، وتُب عَلَيَّ ، وتَقَبَّل مِنّي ، وأصلِح لي شَأني ، ويَسِّر اُموري ، ووَسِّع عَلَيَّ في رِزقي ، وأغنِني بِكَرَمِ وَجهِكَ عَن جَميعِ خَلقِكَ ، وصُن وَجهي ويَدي ولِساني عَن مَسأَلَةِ غَيرِكَ ، وَاجعَل لي مِن أمري فَرَجا ومَخرَجا ؛ فَإِنَّكَ تَعلَمُ ولا أعلَمُ ، وتَقدِرُ ولا

٢٧٧

أقدِرُ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وصَلَّى اللّه عَلى سَيِّدِ المُرسَلينَ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ. ١

٨٢٠. الإمام الصادق عليه‌السلام : إذا طَلَبَ أحَدُكُمُ الحاجَةَ فَليُثنِ عَلى رَبِّهِ وَليَمدَحهُ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ إذا طَلَبَ الحاجَةَ مِنَ السُّلطانِ هَيَّأَ لَهُ مِنَ الكَلامِ أحسَنَ ما يَقدِرُ عَلَيهِ ، فَإِذا طَلَبتُمُ الحاجَةَ فَمَجِّدُوا اللّه العَزيزَ الجَبّارَ وَامدَحوهُ وأثنوا عَلَيهِ ، تَقولُ :

يا أجوَدَ مَن أعطى ، ويا خَيرَ مَن سُئِلَ ، يا أرحَمَ مَنِ استُرحِمَ ، يا أحَدُ يا صَمَدُ ، يا مَن لَم يَلِد ولَم يولَد ولَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ ، يا مَن لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، يا مَن يَفعَلُ ما يَشاءُ ويَحكُمُ ما يُريدُ ويَقضي ما أحَبَّ ، يا مَن يَحولُ بَينَ المَرءِ وقَلبِهِ ، يا مَن هُوَ بِالمَنظَرِ الأَعلى ، يا مَن لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ ، يا سَميعُ يا بَصيرُ.

وأكثِر مِن أسماءِ اللّه عز وجل ؛ فَإِنَّ أسماءَ اللّه كَثيرَةٌ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وقُل : اللّهُمَّ أوسِع عَلَيَّ مِن رِزقِكَ الحَلالِ ما أكُفُّ بِهِ وَجهي ، واُؤَدّي بِهِ عَن أمانَتي ، وأصِلُ بِهِ رَحِمي ؛ ويَكونُ عَونا لي فِي الحَجِّ وَالعُمرَةِ. ٢

٨٢١. الإمام الرضا عليه‌السلام : وَصَفَ نَفسَهُ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ بِأَسماءٍ دَعَا الخَلقَ ـ إذ خَلَقَهُم وتَعَبَّدَهُم وَابتَلاهُم ـ إلى أن يَدعوهُ بِها ، فَسَمّى نَفسَهُ : سَميعا ، بَصيرا ، قادِرا ، قائِما ، ناطِقا ، ظاهِرا ، باطِنا ، لَطيفا ، خَبيرا ، قَوِيّا ، عَزيزا ، حَكيما ، عَليما وما أشبَهَ هذِهِ الأَسماءَ. ٣

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. مُهج الدعوات : ص ١٢٢ عن أنس بن اُوَيس عن الإمام عليّ عليه‌السلام ، البلد الأمين : ص ٣٧٦ ، المصباح للكفعمي : ص ٣٧٩ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٣٧٦ ح ٢٦.

٢. الكافي : ج ٢ ص ٤٨٥ ح ٦ ، فلاح السائل : ص ٨٩ ح ٢١ وفيه صدره إلى «وامدحوه وأثنوا عليه» ، عدّة الداعي : ص ١٤٩ كلّها عن عيص بن القاسم ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ١٧ ح ٢٠٣١ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣١٥ ح ٢١.

٣. الكافي : ج ١ ص ١٢٠ ح ٢ عن عليّ بن محمّد مرسلاً ، التوحيد : ص ١٨٦ ح ٢ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : ج ١ ص ١٤٥ ح ٥٠ وفيه «قاهرا حيّا قيّوما» بدل «قادرا ، قائما» وكلاهما عن الحسين بن خالد ، بحار الأنوار : ج ٤ ص ١٧٧ ح ٥.

٢٧٨

٥ / ٢

الدُّعاءُ بِالأَسماءِ الحُسنى

الكتاب

(وَلِلَّهِ الأْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). ١

الحديث

٨٢٢. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : للّه عز وجل تِسعَةٌ وتِسعونَ اسما ، مَن دَعَا اللّه بِهَا استَجابَ لَهُ ، ومَن أحصاها دَخَلَ الجَنَّةَ ، ٢ وقالَ اللّه عز وجل : (وَلِلَّهِ الأَْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). ٣

٨٢٣. الكافي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه‌السلام قُلتُ : فَما عَنى بِقَولِهِ في يَحيى : (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوةً) ٤؟ قالَ : تَحَنُّنَ اللّه ، قُلتُ : فَما بَلَغَ مِن تَحَنُّنِ اللّه عَلَيهِ؟

قالَ : كانَ إذا قالَ : يا رَبِّ ، قالَ اللّه عز وجل : لَبَّيكَ يا يَحيى. ٥

٨٢٤. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : مَن رَفَعَ يَدَيهِ إلَى اللّه تَعالى ويَقولُ مُتَضَرِّعا : يا رَبِّ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ مَلَأَ اللّه تَعالى يَدَيهِ مِنَ الرَّحمَةِ. ٦

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. الأعراف : ١٨٠.

٢. قال الصدوق رحمه‌الله : معنى قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ للّه تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما ، من أحصاها دخل الجنّة؛ إحصاؤها هو الإحاطة بها ، والوقوف على معانيها ، وليس معنى الإحصاء عدّها. وباللّه التوفيق (التوحيد : ص ١٩٥ ذيل ح ٩). وقال العلاّمة الطباطبائي رحمه‌الله المراد بقوله : «من أحصاها دخل الجنّة» الإيمان باتّصافه تعالى بجميع ماتدلّ عليه تلك الأسماء ، بحيث لا يشذّ عنها شاذّ (الميزان في تفسير القرآن : ج ٨ ص ٣٥٩).

٣. التوحيد : ص ١٩٥ ح ٩ عن أبي الصلت الهروي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم‌السلام ، بحار الأنوار : ج ٤ ص ١٨٧ ح ٢؛ الدرّ المنثور : ج ٣ ص ٦١٤ نقلاً عن ابن مردويه وأبي نعيم عن ابن عبّاس وابن عمر وفيه «مئة غير واحد» بدل «من دعا اللّه بها استجاب له».

٤. مريم : ١٣.

٥. الكافي : ج ٢ ص ٥٣٥ ح ٣٨ ، المحاسن : ج ١ ص ١٠٤ ح ٨٣ عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه‌السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٣٣ ح ٣.

٦. مستدرك الوسائل : ج ٥ ص ٢٢٠ ح ٥٧٣٧ نقلاً عن تفسير أبي الفتوح الرازي.

٢٧٩

٨٢٥. عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنَّ للّه مَلَكا مُوَكَّلاً بِمَن يَقولُ : يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، فَمَن قالَها ثَلاثا ، قالَ المَلَكُ : إنَّ أرحَمَ الرّاحِمينَ قَد أقبَلَ عَلَيكَ ، فَاسأَل. ١

٨٢٦. المستدرك عن أنس : مَرَّ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله بِرَجُلٍ وهُوَ يَقولُ : يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : سَل فَقَد نَظَرَ اللّه إلَيكَ. ٢

٨٢٧. المعجم الكبير عن ابن عبّاس : إنَّ رَجُلاً قالَ : يا رَسولَ اللّه ، هَل مِنَ الدُّعاءِ شَيءٌ لا يُرَدُّ؟ قالَ : نَعَم ، تَقولُ : أسأَ لُكَ بِاسمِكَ الأَعلَى الأَعَزِّ الأَجَلِّ الأَكرَمِ. ٣

٨٢٨. معاني الأخبار عن معاذ بن جبل : مَرَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بِرَجُلٍ وهُوَ يَدعو ويَقولُ : يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ. فَقالَ لَهُ : قَدِ استُجيبَ لَكَ ، فَسَل. ٤

٨٢٩. رسول اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألِظّوا ٥ بِ ـ «يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ». ٦

٨٣٠. عمل اليوم والليلة عن أنس بن مالك : كانَ رَسولُ اللّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يَدعو : «يا حَيُّ يا قَيّومُ». ٧

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٢٨ ح ١٩٩٦ عن أبي اُمامة ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٧ ح ٣٢١٣؛ محاسبة النفس لابن طاووس : ص ٣٥ ، الدعوات : ص ٤٥ ح ١٠٩ كلاهما عن الإمام الصادق عليه‌السلام نحوه.

٢. المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٧٢٨ ح ١٩٩٥؛ محاسبة النفس لابن طاووس : ص ٣٥ عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام نحوه.

٣. المعجم الكبير : ج ١١ ص ٢٨٥ ح ١٢٠١٥ ، الدعاء للطبراني : ص ٥٣ ح ١١٥؛ الدعوات : ص ٥٠ ح ١٢٢ وزاد فيه «تردّدها ثم سل حاجتك» ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٦٣ ح ١٧.

٤. معاني الأخبار : ص ٢٣٠ ح ١ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٣٥ ح ٤؛ الأدب المفرد : ص ٢١٧ ح ٧٢٥ وفيه «سل» بدل «قد استجيب لك فسل» ، مسند ابن حنبل : ج ٨ ص ٢٤٤ ح ٢٢١١٧ ، تاريخ بغداد : ج ٣ ص ١٢٦ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦٢٧ ح ٤٩٣٥ نقلاً عن المصنّف لابن أبي شيبة.

٥. أَلَظَّ بالشيء : لزمه وثابر عليه (النهاية : ج ٤ ص ٢٥٢ «لظظ»).

٦. سنن الترمذي : ج ٥ ص ٥٣٩ ح ٣٥٢٤ عن أنس ، مسند ابن حنبل : ج ٦ ص ١٨٧ ح ١٧٦٠٧ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٦٧٦ ح ١٨٣٦ كلاهما عن ربيعة بن عامر ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٨ ح ٣٢١٨؛ الدعوات : ص ٤٥ ح ١٠٧ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٣٥ ح ٧.

٧. عمل اليوم والليلة للنسائي : ص ٣٩٧ ح ٦١٢ ، المعجم الأوسط : ج ٨ ص ٧٩ ح ٨٠٢١ ، الدعاء للطبراني : ص ٤٧ ح ٩١.

٢٨٠