محمّد الري شهري
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧
١٢٥٢. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : هذا وائِلُ بنُ حُجرٍ أتاكُم مِن أرضٍ بَعيدَةٍ ، مِن حَضرَمَوتَ ، طائِعا غَيرَ مُكرَهٍ ، راغِبا فِي اللّه عز وجل وفي رَسولِهِ وفي دينِهِ ، بَقِيَّةَ أبناءِ المُلوكِ ، اللّهُمَّ بارِك في وائِلِ بنِ حُجرٍ وفي وُلدِهِ ووُلدِ وُلدِهِ. ١
٤ / ٦
دُعاءُ النَّبِيِّ لاُمَّتِهِ
١٢٥٣. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ بارِك لاُِمَّتي في بُكورِها. ٢
١٢٥٤. عنه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اغفِر لي ولاُِمَّتي ، اللّهُمَّ اغفِر لي ولاُِمَّتي ، أستَغفِرُ اللّه لي ولَكُم. ٣
١٢٥٥. صحيح مسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله تَلا قَولَ اللّه عز وجل في إبراهيمَ عليهالسلام : (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى) ٤ ، وقالَ عيسى عليهالسلام : (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ٥ ، فَرَفَعَ يَدَيهِ وقالَ : «اللّهُمَّ اُمَّتي اُمَّتي» وبَكى.
فَقالَ اللّه عز وجل : يا جِبريلُ ، اذهَب إلى مُحَمَّدٍ ـ ورَبُّكَ أعلَمُ ـ فَسَلهُ ما يُبكيكَ؟ فَأَتاهُ جِبريلُ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ فَسَأَلَهُ ، فَأَخبَرَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله بِما قالَ وهُوَ أعلَمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. التاريخ الكبير : ج ٨ ص ١٧٥ ، الثقات لابن حبّان : ج ٣ ص ٤٢٥ ، تاريخ دمشق : ج ٦٢ ص ٣٩١ ، أُسد الغابة : ج ٥ ص ٤٠٦ ، البداية والنهاية : ج ٥ ص ٧٩ كلّها عن وائل بن حجر نحوه.
٢. سنن أبي داوود : ج ٣ ص ٣٥ ح ٢٦٠٦ ، سنن الترمذي : ج ٣ ص ٥١٧ ح ١٢١٢ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ٧٥٢ ح ٢٢٣٦ ، سنن الدارمي : ج ٢ ص ٦٦١ ح ٢٣٤٥ كلّها عن صخر الغامدي ، مسند ابن حنبل : ج ١ ص ٣٢٦ ح ١٣٢٨ وح ١٣٣١ كلاهما عن النعمان بن سعد عن الإمام عليّ عليهالسلام ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٣ ص ١٥٦ ح ٣٥٧٣ عن عليّ بن عبد العزيز عن الإمام الصادق عليهالسلام عنه صلىاللهعليهوآله ، قرب الإسناد : ص ١٢١ ح ٤٢٨ عن الحسين بن علوان عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلامعنه صلىاللهعليهوآله ، بحار الأنوار : ج ٩٠ ص ٢١٦.
٣. تفسير القمّي : ج ١ ص ٢٩١ ، الاختصاص : ص ٣٤٣ ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ٢١٢ ح ٢ ، تاريخ دمشق : ج ٥١ ص ٢٤١ ح ١٠٨٧٤ عن عقبة بن عامر الجهني ، كنز العمّال : ج ١٥ ص ٩٣٠ ح ٤٣٥٩٥.
٤. إبراهيم : ٣٦.
٥. المائدة : ١١٨.
فَقالَ اللّه عز وجل : يا جِبريلُ ، اذهَب إلى مُحَمَّدٍ فَقُل : إنّا سَنُرضيكَ في اُمَّتِكَ ولا نَسوؤُكَ. ١
١٢٥٦. الإمام عليّ عليهالسلام : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله قالَ : سَأَلتُ رَبّي ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ ثَلاثَ خِصالٍ ، فَأَعطانِي اثنَتَينِ ومَنَعَني واحِدَةً. قُلتُ : يا رَبِّ ، لا تُهلِك اُمَّتي جَوعا. قالَ : لَكَ هذِهِ. قُلتُ : يا رَبِّ ، لا تُسَلِّط عَلَيهِم عَدُوّا مِن غَيرِهِم ـ يَعني مِنَ المُشرِكينَ ـ فَيَجتاحوهُم ٢.قالَ : لَكَ ذلِكَ. قُلتُ : يا رَبِّ ، لا تَجعَل بَأسَهُم بَينَهُم ، فَمَنَعَني هذِهِ. ٣
١٢٥٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه عز وجل وَعَدَني في اُمَّتي ، وأجارَهُم مِن ثَلاثٍ : لا يَعُمُّهُم بِسَنَةٍ ٤ ، ولا يَستَأصِلُهُم عَدُوٌّ ، ولا يَجمَعُهُم عَلى ضَلالَةٍ. ٥
١٢٥٨. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه أجارَكُم مِن ثَلاثِ خِلالٍ : أن لا يَدعُوَ عَلَيكُم نَبِيُّكُم فَتَهلِكُوا جَميعا ، وأن لا يَظهَرَ أهلُ الباطِلِ عَلى أهلِ الحَقِّ ، وأن لا تَجتَمِعوا عَلى ضَلالَةٍ. ٦
راجع : ص ١٨١ ح ٥١٩.
٤ / ٧
دُعاءُ النَّبِيِّ لِقَومِهِ
١٢٥٩. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ. ٧
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. صحيح مسلم : ج ١ ص ١٩١ ح ٣٤٦ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ٦ ص ٣٧٣ ح ١١٢٦٩ ، صحيح ابن حبّان : ج ١٦ ص ٢١٧ ح ٧٢٣٥ ، المعجم الأوسط : ج ٨ ص ٣٦٧ ح ٨٨٩٤ ، حسن الظنّ باللّه لابن أبي الدنيا : ص ٦١ ح ٦٢ ، تاريخ دمشق : ج ٤ ص ٩٣ ح ٩٣٠ ، تهذيب الكمال : ج ١٧ ص ٣١.
٢. يَجْتاحُ : يستأصله ويأتي عليه (النهاية : ج ١ ص ٣١١ «جوح»).
٣. الخصال : ص ٨٣ ح ٩ ، بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ٤٤٣ ح ١ ؛ المعجم الكبير : ج ١ ص ١٠٧ ح ١٧٩ ، تفسير ابن كثير : ج ٣ ص ٢٦٩ كلّها عن جابر بن سمرة السوائي ، كنز العمّال : ج ١١ ص ١٧٥ ح ٣١١٠٣.
٤. السَّنَةُ : الجدبُ (النهاية : ج ٢ ص ٤١٣ «سنه»).
٥. سنن الدارمي : ج ١ ص ٣٣ ح ٥٤ عن عمرو بن قيس ، كنز العمّال : ج ١١ ص ٤٤٢ ح ٣٢٠٨٠.
٦. سنن أبي داوود : ج ٤ ص ٩٨ ح ٤٢٥٣ ، المعجم الكبير : ج ٣ ص ٢٩٢ ح ٣٤٤٠ ، مسند الشاميّين : ج ٢ ص ٤٤٢ ح ١٦٦٣ كلّها عن أبي مالك الأشعري ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ١٥٥ ح ٣٤٤٥٥.
٧. صحيح ابن حبّان : ج ٣ ص ٢٥٤ ح ٩٧٣ ، المعجم الكبير : ج ٦ ص ١٢٠ ح ٥٦٩٤ ، كنز العمّال : ج ١٠ ـ ـ
١٢٦٠. المناقب لابن شهر آشوب ـ في ذِكرِ غَزوَةِ اُحُدٍ ـ : كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يُرمى ويَقولُ : اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ. ١
١٢٦١. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لَمّا كانَ يَدعُو النّاسَ إلَى التَّوحيدِ ، وهُرسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ لَمّا كانَ يَدعُو النّاسَ إلَى التَّوحيدِ ، وهُم يَرمونَهُ بِالتُّرابِ وَالحِجارَةِ وغَيرِ ذلِكَ ، فَقيلَ لَهُ : قَد آنَ لَكَ أن تَدعُوَ عَلَيهِم كَما دَعا نوحٌ عَلى قَومِهِ بِالهَلاكِ! فَقالَ ـ : اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ ، وَانصُرني عَلَيهِم أن يُجيبوني إلى طاعَتِكَ. ٢
١٢٦٢. الخرائج والجرائح : دَخَلَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله مَكَّةَ ، وكانَ وَقتَ الظُّهرِ ، فَأَمَرَ بِلالاً ، فَصَعِدَ عَلى ظَهرِ الكَعبَةِ فَأَذَّنَ ، فَما بَقِيَ صَنَمٌ بِمَكَّةَ إلاّ سَقَطَ عَلى وَجهِهِ ، فَلَمّا سَمِعَ وُجوهُ قُرَيشٍ الأَذانَ قالَ بَعضُهُم في نَفسِهِ : الدُّخولُ في بَطنِ الأَرضِ خَيرٌ مِن سَماعِ هذا. وقالَ آخَرُ : الحَمدُ للّه الَّذي لَم يُعِش والِدي إلى هذَا اليَومِ. فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : يا فُلانُ ، قَد قُلتَ في نَفسِكَ كَذا ، ويا فُلانُ ، قُلتَ في نَفسِكَ كَذا. فَقالَ أبو سُفيانَ : أنتَ تَعلَمُ أنّي لَم أقُل شَيئا. قالَ صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ. ٣
١٢٦٣. الشفا بتعريف حقوق المصطفى : رُوِيَ أنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله لَمّا كُسِرَت رَباعِيَتُهُ وشُجَّ وَجهُهُ يَومَ اُحُدٍ ، شَقَّ ذلِكَ عَلى أصحابِهِ شَقّا شَديدا ، وقالوا : لَو دَعَوتَ عَلَيهِم! فَقالَ : إنّي لَم اُبعَث لَعّانا ، ولكِنّي بُعِثتُ داعِيا ورَحمَةً ، اللّهُمَّ اهدِ قَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ. ٤
١٢٦٤. المعجم الكبير عن سهل بن سعد : شَهِدتُ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله حينَ كُسِرَت رَباعِيَتُهُ ، وجُرِحَ وَجهُهُ ، وهُشِمَتِ البَيضَةُ عَلى رَأسِهِ ، وإنّي لَأَعرِفُ مَن يَغسِلُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، ومَن يَنقُلُ عَلَيهِ الماءَ ، وماذا جُعِلَ عَلى جُرحِهِ حَتّى رَقَأَ الدَّمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ ص ٣٧٩ ح ٢٩٨٨٣.
١. المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ١٩٢ ، بحار الأنوار : ج ٢٠ ص ١١٧ ح ٤٧.
٢. الدرّ المنثور : ج ٣ ص ١١٧ نقلاً عن ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عبّاس.
٣. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ١٦٣ ، بحار الأنوار : ج ٢١ ص ١١٩ ح ١٧.
٤. الشفا بتعريف حقوق المصطفى : ج ١ ص ١٠٥ ، سبل الهدى والرشاد : ج ٧ ص ٢١ نقلاً عن شُعب الإيمان.
كانَت فاطِمَةُ بِنتُ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله تَغسِلُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، وعَلِيٌّ عليهالسلام يَنقُلُ الماءَ إلَيها في مِجَنَّةٍ ، فَلَمّا غَسَلَتِ الدَّمَ عَن وَجهِ أبيها أحرَقَت حَصيرا حَتّى إذا صارَت رَمادا ، أخَذَت مِن ذلِكَ الرَّمادِ فَوَضَعَتهُ عَلى وَجهِهِ حَتّى رَقَأَ الدَّمُ ، ثُمَّ قالَ يَومَئِذٍ : اِشتَدَّ غَضَبُ اللّه عَلى قَومٍ كَلَموا وَجهَ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله. ثُمَّ مَكَثَ ساعَةً ، ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ. ١
١٢٦٥. صحيح البخاري عن أبي هريرة : قَدِمَ الطُّفَيلُ بنُ عَمرٍو عَلى رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله ، فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ دَوسا قَد عَصَت وأبَت فَادعُ اللّه عَلَيها. فَظَنَّ النّاسُ أنَّهُ يَدعو عَلَيهِم. فَقالَ : اللّهُمَّ اهدِ دَوسا وَائتِ بِهِم. ٢
١٢٦٦. دلائل النبوّة لأبي نعيم عن بلال : أذَّنتُ الصُّبحَ في لَيلَةٍ بارِدَةٍ فَلَم يَأتِ أحَدٌ ، ثُمَّ أذَّنتُ فَلَم يَأتِ أحَدٌ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : ما شَأنُهُم يا بِلالُ؟ قُلتُ : كَبَدَهُمُ البَردُ ٣ بِأَبي أنتَ واُمّي. فَقالَ : اللّهُمَّ اكسِر عَنهُمُ البَردَ. قالَ بِلالٌ : فَلَقَد رَأَيتُهُم يَتَرَوَّحونَ فِي السُّبحَةِ أوِ الصُّبحِ. ٤
١٢٦٧. مسند ابن حنبل عن كعب بن مرّة أو مرّة بن كعب : دَعا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله عَلى مُضَرَ ، قالَ : فَأَتَيتُهُ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ اللّه عز وجل قَد نَصَرَكَ وأعطاكَ وَاستَجابَ لَكَ ، وإنَّ قَومَكَ قَد هَلَكوا ، فَادعُ اللّه لَهُم ـ فَأَعرَضَ عَنهُ ٥ ـ قالَ : فَقُلتُ لَهُ : يا رَسولَ اللّه ، إنَّ اللّه عز وجل قَد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. المعجم الكبير : ج ٦ ص ١٦٢ ح ٥٨٦٢.
٢. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٣٤٩ ح ٦٠٣٤ وج ٣ ص ١٠٧٣ ح ٢٧٧٩ وج ٤ ص ١٥٩٦ ح ٤١٣١ ، صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٥٧ ح ١٩٧ وفيه «إنّ دوسا قد كفرت وأبت» ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٣٧ ح ٧٣١٩ وص ٥٧١ ح ١٠٥٣١ ، مسند الحميدي : ج ٢ ص ٤٥٣ ح ١٠٥٠ كلّها نحوه ، صحيح ابن حبّان : ج ٣ ص ٢٥٩ ح ٩٧٩ ، الأدب المفرد : ص ١٨٥ ح ٦١١ ، مسند إسحاق بن راهويه : ج ١ ص ١٩.
٣. كَبدَهم البردُ : أي شقّ عليهم وضيّق. أو أصاب أكبادَهم ، وذلك أشدّ ما يكون من البَرْد؛ لأنّ الكَبِد معدن الحرارة والدَّم ، ولا يَخلصُ إليها إلاّ أشدّ البرد (النهاية : ج ٤ ص ١٣٩ «كبد»).
٤. دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ٤٦٤ ح ٣٩٢ ، المعجم الكبير : ج ١ ص ٣٥١ ح ١٠٦٦ ، أُسد الغابة : ج ١ ص ٤١٨ نحوه ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٤٣٨ ح ٣٥٥٠٥.
٥. كذا في المصدر ، والذي يقتضيه السياق : «فأعرض عنّي».
نَصَرَكَ وأعطاكَ وَاستَجابَ لَكَ ، وإنَّ قَومَكَ قَد هَلَكوا فَادعُ اللّه لَهُم.
فَقالَ : اللّهُمَّ اسقِنا غَيثا ١ مُغيثا مَريعا طَبَقا غَدَقا غَيرَ رائِثٍ ، نافِعا غَيرَ ضارٍّ.
فَما كانَت إلاّ جُمعَةً أو نَحوَها حَتّى مُطِروا. ٢
١٢٦٨. مسند ابن حنبل عن عبد اللّه بن مسعود : لَمّا قَسَمَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله غَنائِمَ حُنَينٍ بِالجِعرانَةِ ٣ ازدَحَموا عَلَيهِ ، فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : إنَّ عَبدا مِن عِبادِ اللّه بَعَثَهُ اللّه إلى قَومِهِ فَضَرَبوهُ وشَجّوهُ. قالَ : فَجَعَلَ يَمسَحُ الدَّمَ عَن جَبهَتِهِ ويَقولُ : رَبِّ اغفِر لِقَومي ؛ إنَّهُم لا يَعلَمونَ. ٤
١٢٦٩. صحيح البخاري عن عبد اللّه بن مسعود : كَأَنّي أنظُرُ إلَى النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله يَحكي نَبِيّا مِنَ الأَنبِياءِ ضَرَبَهُ قَومُهُ فَأَدمَوهُ وهُوَ يَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ويَقولُ : اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي ؛ فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ. ٥
٤ / ٨
أقوامٌ دَعا لَهُمُ النَّبِيُّ
١٢٧٠. مسند ابن حنبل عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري : صَلّى بِنا رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله الصُّبحَ ونَحنُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الغيث : المطر. والمريع : المُخصِب الناجِع. وطبقا : أي مالئا للأرض مغطّيا لها. يقال : غيثٌ طَبَقٌ : أي عامّ واسع. والغَدَق : المطر الكبار القَطْر. وغير رائث : أي غير بطيء متأخّر (النهاية : ج ٢ ص ٢٨٧ «راث» وج ٣ ص ٤٠٠ «غيث» وص ١١٣ «طبق» وص ٣٤٥ «غدق» وج ٤ ص ٣٢٠ «مرع»).
٢. مسند ابن حنبل : ج ٦ ص ٣٠٨ ح ١٨٠٨٤ ، المستدرك على الصحيحين : ج ١ ص ٤٧٦ ح ١٢٢٦ ، السنن الكبرى : ج ٣ ص ٤٩٦ ح ٦٤٤٠ ، مسند الطيالسي : ص ١٦٦ ح ١١٩٩ ، الدعاء للطبراني : ص ٦٠١ ح ٢١٩١ ، المنتخب من مسند عبد بن حميد : ص ١٤٥ ح ٣٧٢ ، المعجم الكبير : ج ٢٠ ص ٣١٨ ح ٧٥٥ كلّها نحوه.
٣. الجعرانة : هي ماءٌ بين الطائف ومكّة ، وهي إلى مكّةَ أقرب ، نزلها النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا قسّم غنائم هوازن مرجعه من غزاة حنين ، وأحرم منها صلىاللهعليهوآله ، وله فيها مسجد (معجم البلدان : ج ٢ ص ١٤٢).
٤. مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ١٧٨ ح ٤٣٦٦ وص ١١٥ ح ٤٠٥٧ ، الأدب المفرد : ص ٢٢٨ ح ٧٥٧ ، مسند أبي يعلى : ج ٥ ص ١٦ ح ٤٩٧١.
٥. صحيح البخاري : ج ٣ ص ١٢٨٢ ح ٣٢٩٠ وج ٦ ص ٢٥٣٩ ح ٦٥٣٠ ، صحيح مسلم : ج ٣ ص ١٤١٧ ح ١٠٥ ، سنن ابن ماجة : ج ٢ ص ١٣٣٥ ح ٤٠٢٥ ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ١٢٥ ح ٤١٠٧ وفيها «ربّ» بدل «اللهم».
مَعَهُ ، فَلَمّا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرَّكعَةِ الآخِرَةِ قالَ : ... أسلَمُ سالَمَهَا اللّه ، وغِفارُ غَفَرَ اللّه لَها. ثُمَّ وَقَعَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله ساجِدا ، فَلَمَّا انصَرَفَ قَرَأَ عَلَى النّاسِ فَقالَ : يا أيُّهَا النّاسُ ، إنّي أنَا لَستُ قُلتُهُ ، ولكِنَّ اللّه عز وجل قالَهُ. ١
١٢٧١. صحيح مسلم عن أبي ذرّ : قالَ لي رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اِيتِ قَومَكَ فَقُل : إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله قالَ : أسلَمُ سالَمَهَا اللّه ، وغِفارُ غَفَرَ اللّه لَها. ٢
١٢٧٢. الطبقات الكبرى عن أبي خيرة الصباحي : كُنتُ فِي الوَفدِ الَّذي أتى رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله مِن عَبدِ القَيسِ ، فَزَوَّدَنَا الأَراكَ نَستاكُ بِهِ. فَقُلنا : يا رَسولَ اللّه ، عِندَنَا الجَريدُ ، ولكِنّا نَقبَلُ كَرامَتَكَ وعَطِيَّتَكَ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ اغفِر لِعَبدِ القَيسِ إذ أسلَموا طائِعينَ غَيرَ مُكرَهينَ ؛ إذ بَعضُ قَومٍ لَم يُسلِموا إلاّ خَزايا مَوتورينَ. ٣
١٢٧٣. صحيح البخاري عن أبي هريرة : كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَدعو فِي القُنوتِ : اللّهُمَّ أنجِ سَلَمَةَ بنَ هِشامٍ ، اللّهُمَّ أنجِ الوَليدَ بنَ الوَليدِ ، اللّهُمَّ أنجِ عَيّاشَ بنَ أبي رَبيعَةَ ، اللّهُمَّ أنجِ المُستَضعَفينَ مِنَ المُؤمِنينَ بِمَكَّةَ. ٤
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. مسند ابن حنبل : ج ٥ ص ٥٦٦ ح ١٦٥٧٠ ، صحيح ابن حبّان : ج ٥ ص ٣٢٢ ح ١٩٨٤ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ٢٨٥ ح ٣٠٩٩ ، المعجم الكبير : ج ٤ ص ٢١٦ ح ٤١٧٤ كلّها نحوه ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٢ ص ٢١٦ ح ٧ ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٨٩ ح ٣٤١١٨.
٢. صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٩٥٢ ح ١٨٣ ، مسند ابن حنبل : ج ٢ ص ٤٥٩ ح ٥٩٨٨ وص ٥٣٦ ح ٦٤١٨ كلاهما عن ابن عمر ، سنن الدارمي : ج ٢ ص ٦٩٢ ح ٢٤٢٩ ، المستدرك على الصحيحين : ج ٤ ص ٩٢ ح ٦٩٨١ ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٥٥ ح ٣٣٩٧٠.
٣. الطبقات الكبرى : ج ٧ ص ٨٧ ، المعجم الكبير : ج ٢٢ ص ٣٦٩ ح ٩٢٤ ، التاريخ الكبير (كتاب الكنى) : ج ٨ ص ٢٨ ، الإصابة : ج ٧ ص ٩٤ ، كنز العمّال : ج ١٢ ص ٦٤ ح ٣٤٠١٣.
٤. حيح البخاري : ج ٣ ص ١٠٧٢ ح ٢٧٧٤ وج ١ ص ٣٤١ ح ٩٦١ ، صحيح مسلم : ج ١ ص ٤٦٦ ح ٢٩٤ ، سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٦٨ ح ١٤٤٢ ، سنن النسائي : ج ٢ ص ٢٠١ ، مسند ابن حنبل : ج ٣ ص ٦٣ ح ٧٤٦٩ ، السنن الكبرى : ج ٢ ص ٢٨٢ ح ٣٠٨٦ و ٣٠٨٨؛ الفصول المختارة : ص ٢٢٥.
٤ / ٩
دُعاءُ النَّبِيِّ لِلنَّجاشِيِّ
١٢٧٤. تهذيب الأحكام عن محمّد بن مسلم أو زرارة : قالَ الإِمامُ عليهالسلام. : الصَّلاةُ عَلَى المَيِّتِ بَعدَما يُدفَنُ إنَّما هُوَ الدُّعاءُ.
قالَ : قُلتُ : فَالنَّجاشِيُّ لَم يُصَلِّ عَلَيهِ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله؟ فَقالَ : لا ، إنَّما دَعا لَهُ. ١
٤ / ١٠
دُعاءُ النَّبِيِّ لِخَلَفِ شُهداءِ اُحُدٍ
١٢٧٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ـ في دُعائِهِ لِخَلَفِ شُهداءِ اُحُدٍ ـ : اللّهُمَّ أذهِب حُزنَ قُلوبِهِم ، وآجِر مُصيبَتَهُم ، وأحسِنِ الخَلَفَ عَلى مَن خَلَّفوا. ٢
٤ / ١١
دُعاءُ النَّبِيِّ لِغُلامٍ مِنَ الأَنصارِ
١٢٧٦. المعجم الصغير عن أنس : إنَّ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله قالَ ذاتَ يَومٍ لِغُلامٍ مِنَ الأَنصارِ : ناوِلني نَعلي.
فَقالَ الغُلامُ : يا نَبِيَّ اللّه ، بِأَبي أنتَ واُمِّي ، اترُكني حَتّى أجعَلَهُما أنَا في رِجلَيكَ.
فَقالَ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : اللّهُمَّ إنَّ عَبدَكَ هذا يَتَرَضّاكَ فَارضَ عَنهُ. ٣
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٢٠٢ ح ٤٧٣ ، الاستبصار : ج ١ ص ٤٨٣ ح ١٨٧٣ ، بحار الأنوار : ج ٨١ ص ٣٤٧ ح ١٣ نقلاً عن الخصال وعيون أخبار الرضا عليهالسلام.
٢. شرح نهج البلاغة : ج ١٥ ص ٤٢.
٣. المعجم الصغير : ج ٢ ص ١٤٣ ، تاريخ أصبهان : ج ٢ ص ٣٤١ ح ١٩٠٤.
٤ / ١٢
دُعاءُ النَّبِيِّ لِرَجُلٍ بَخيلٍ جَبانٍ نَؤومٍ
١٢٧٧. الخرائج والجرائح عن الفضل بن عبّاس : إنَّ رَجُلاً قالَ : يا رَسولَ اللّه ، إنّي بَخيلٌ جَبانٌ نَؤومٌ ، فَادعُ لي.
فَدَعَا اللّه أن يُذهِبَ جُبنَهُ ، وأن يُسَخِّيَ نَفسَهُ ، وأن يُذهِبَ كَثرَةَ نَومِهِ. فَلَم يُرَ أسخى نَفسا ، ولا أشَدَّ بَأسا ، ولا أقَلَّ نَوما مِنهُ. ١
٤ / ١٣
دُعاءُ النَّبِيِّ لِدُنيا يَهودِيٍّ
١٢٧٨. المصنّف عن قتادة : إنَّ يَهودِيّا حَلَبَ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ناقَةً ، فَقالَ : «اللّهُمَّ جَمِّلهُ» ، فَاسوَدَّ شَعرُهُ. ٢
١٢٧٩. الخرائج والجرائح : إنَّ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله بَعَثَ إلى يَهودِيٍّ يَسأَلُهُ قَرضَ شَيءٍ لَهُ ، فَفَعَلَ. ثُمَّ جاءَ اليَهودِيُّ إلَيهِ فَقالَ : جاءَتكَ حاجَتُكَ؟ قالَ : نَعَم. ثُمَّ قالَ : فَابعَث فيما أرَدتَ ، ولا تَمتَنِع مِن شَيءٍ تُريدُهُ.
فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : «أدامَ اللّه جَمالَكَ» ، فَعاشَ اليَهودِيُّ ثَمانينَ سَنَةً ما رُؤِيَ في رَأسِهِ طاقَةُ شَعرٍ بَيضاءَ. ٣
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥٦ ح ٩٠ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٣ ح ٣٤.
٢. المصنّف لابن أبي شيبة : ج ٧ ص ١٣٦ ح ٣ وص ٤٣٧ ح ١١٩ وج ٦ ص ١٥٠ ح ١ ، المصنّف لعبد الرزّاق : ج ١٠ ص ٣٩٢ ح ١٩٤٦٢ وفيه «نعجة» بدل «ناقة» ؛ المناقب للكوفي : ج ١ ص ١٠٣ ح ٥٢ وليس فيه «ناقة».
٣. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٨٧ ح ١٤٤ ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١٥ ح ٤١.
٤ / ١٤
دُعاءُ النَّبِيِّ لِلاُلفَةِ بَينَ الزَّوجَينِ
١٢٨٠. دلائل النبوّة عن جابر : مَرَّ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله بِسوقِ النَّبَطِ ١ ومَعَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ، فَأَقبَلَتِ امرَأَةٌ فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ، إنّي مَعَ زَوجٍ لي فِي البَيتِ مِثلِ المَرأَةِ ، وأنَا امرَأَةٌ مِنَ المُسلِمينَ اُحِبُّ ما تُحِبُّ المُسلِمَةُ.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : عَلَيَّ بِهِ. فَجاءَت بِهِ ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : ما تَقولُ زَوجَتُكَ هذِهِ؟ فَقالَ الرَّجُلُ لِلنَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله : وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ما جَفَّ رَأسي مِنَ الغُسلِ مِنها بَعدُ. فَقالَت : يا رَسولَ اللّه وما مَرَّةٌ واحِدَةٌ فِي الشَّهرِ؟ فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : تُبغِضينَهُ؟ قالَت : نَعَم ، وَالَّذي أكرَمَكَ بِالحَقِّ. فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : أدنِيا إلَيَّ رُؤوسَكُما. فَوَضَعا جَبهَتَيهِما عَلى وَجهِهِ ، فَقالَ : اللّهُمَّ ألِّف بَينَهُما ، وحَبِّب أحَدَهُما إلى صاحِبِهِ.
ثُمَّ مَرَّ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بَعدَ ذلِكَ بِأَيّامٍ بِهِما ، وكانَ زَوجُ المَرأَةِ خَرّازا فَإِذا هِيَ تَحمِلُ اُدما عَلى رَقَبَتِها ، فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : يا عُمَرُ ألَيسَت صاحِبَتَنَا الَّتي قالَت ما قالَت؟ فَسَمِعَت صَوتَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، فَرَمَت بِالاُدمِ ثُمَّ قَبَّلَت رِجلَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله ، ثُمَّ قالَ لَها رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : كَيفَ أنتِ وزَوجُكِ؟ فَقالَت : وَالَّذي أكرَمَكَ ما فِي الدُّنيا وَلَدٌ ولا والِدٌ أحَبُّ إلَيَّ مِنهُ.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : أشهَدُ أنّي رَسولُ اللّه. قالَ عُمَرُ : وأنا أشهَدُ أنَّكَ رَسولُ اللّه. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. النَّبَط : جيلٌ من الناس كانوا ينزلون سواد العراق ، ثمّ استُعمل في أخلاط الناس وعوامّهم (المصباح المنير : ص ٥٩٠ «النبط») وفي البداية والنهاية : «النَّمَط» ؛ وهو ـ كما في النهاية لابن الأثير : ج ٥ ص ١١٩ «نمط» ـ : ضرب من البُسُط له خملٌ رقيق.
٢. دلائل النبوّة لأبي نعيم : ص ٤٦٠ ح ٣٨٧ ، البداية والنهاية : ج ٦ ص ١٦٧ عن ابن عمر؛ الخرائج والجرائح : ج ١ ص ٥١ ح ٧٨ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ١ ص ٨٣ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ١٨ ص ١١ ح ٢٦.
٤ / ١٥
دُعاءُ النَّبِيِّ فِي الاِستِسقاءِ
١٢٨١. صحيح البخاري عن أنس : بَينَمَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ ، إذ قامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ، هَلَكَ الكُراعُ ١ ، وهَلَكَ الشّاءُ ، فَادعُ اللّه أن يَسقِيَنا. فَمَدَّ يَدَيهِ ودَعا. ٢
١٢٨٢. صحيح البخاري عن أنس : بَينَا النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَخطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ ، فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ : يا رَسولَ اللّه ادعُ اللّه أن يَسقِيَنا.
فَتَغَيَّمَتِ السَّماءُ ومُطِرنا ، حَتّى ما كادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إلى مَنزِلِهِ ، فَلَم تَزَل تُمطَرُ إلَى الجُمُعَةِ المُقبِلَةِ ، فَقامَ ذلِكَ الرَّجُلُ أو غَيرُهُ فَقالَ : اُدعُ اللّه أن يَصرِفَهُ عَنّا فَقَد غَرِقنا.
فَقالَ : اللّهُمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا. فَجَعَلَ السَّحابُ يَتَقَطَّعُ حَولَ المَدينَةِ ، ولا يُمطِرُ أهلَ المَدينَةِ. ٣
١٢٨٣. صحيح البخاري عن أنس : كانَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَخطُبُ يَومَ جُمُعَةٍ ؛ فَقامَ النّاسُ فَصاحوا فَقالوا : يا رَسولَ اللّه ، قَحَطَ المَطَرُ ، وَاحمَرَّتِ الشَّجَرُ ، وهَلَكَتِ البَهائِمُ ، فَادعُ اللّه أن يَسقِيَنا.
فَقالَ : اللّهُمَّ اسقِنا ـ مَرَّتَينِ ـ وَايمُ اللّه ما نَرى فِي السَّماءِقَزَعَةً ٤ مِن سَحابٍ ، فَنَشَأَت سَحابَةٌ وأمطَرَت ، ونَزَلَ عَنِ المِنبَرِ فَصَلّى ، فَلَمَّا انصَرَفَ لَم تَزَل تُمطِرُ إلَى الجُمُعَةِ الَّتي تَليها. فَلَمّا قامَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَخطُبُ صاحوا إلَيهِ : تَهَدَّمَتِ البُيوتُ ، وَانقَطَعَتِ السُّبُلُ ، فَادعُ اللّه يَحبِسها عَنّا.
فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ حَوالَينا ولا عَلَينا. فَكَشَطَتِ المَدينَةُ ، فَجَعَلَت تُمطِرُ حَولَها ولا تُمطِرُ بِالمَدينَةِ قَطرَةً ، فَنَظَرتُ إلَى المَدينَةِ وإنَّها لَفي مِثلِ الإِكليلِ. ٥
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكُراع : اسم لجميع الخيل (النهاية : ج ٤ ص ١٦٥ «كرع»).
٢. صحيح البخاري : ج ١ ص ٣١٥ ح ٨٩٠ وج ٣ ص ١٣١٣ ح ٣٣٨٩ ، سنن أبي داوود : ج ١ ص ٣٠٥ ح ١١٧٤ ، السنن الكبرى : ج ٣ ص ٤٩٧ ح ٦٤٤٤ ، شرح نهج البلاغة : ج ٧ ص ٢٧٢.
٣. صحيح البخاري : ج ٥ ص ٢٣٣٥ ح ٥٩٨٢.
٤. قَزَعة : أي قِطعة من الغيم (النهاية : ج ٤ ص ٥٩ «قزع»).
٥. صحيح البخاري : ج ١ ص ٣٤٦ ح ٩٧٥ ، صحيح مسلم : ج ٢ ص ٦١٤ ح ١٠ ، سنن النسائي : ج ٣ ص ١٦٠ كلاهما نحوه ، السنن الكبرى : ج ٣ ص ٤٩٣ ح ٦٤٣٢.
البابُ الخامِسُ :
من دعا له أميرالمؤمنين
٥ / ١
فاطِمَةُ
١٢٨٤. الإمام الباقر عليهالسلام : لَمّا ماتَت فاطِمَةُ عليهاالسلام قامَ عَلَيها أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام وقالَ : اللّهُمَّ إنّي راضٍ عَنِ ١ ابنَةِ نَبِيِّكَ ، اللّهُمَّ إنَّها قَد اُوحِشَت فَآنِسها ، اللّهُمَّ إنَّها قَد هُجِرَت فَصِلها ، اللّهُمَّ إنَّها قَد ظُلِمَت فَاحكُم لَها ، وأنتَ خَيرُ الحاكِمينَ. ٢
١٢٨٥. الإمام عليّ عليهالسلام ـ عِندَ تَغسيلِهِ فاطِمَةَ عليهاالسلام ـ : اللّهُمَّ إنَّها أمَتُكَ وبِنتُ رَسولِكَ وصَفِيِّكَ وخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، اللّهُمَّ لَقِّنها حُجَّتَها ، وأعظِم بُرهانَها ، وأعلِ دَرَجَتَها ، وَاجمَع بَينَها وبَينَ أبيها مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله. ٣
٥ / ٢
الحَسَنانِ
١٢٨٦. الإمام عليّ عليهالسلام ـ فِي الدُّعاءِ المَنسوبِ إلَيهِ ـ : اللّهُمَّ احفَظ حَسَنا وحُسَينا ، ولا تُمَكِّن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في المصدر : «عنه» والتصحيح من بحار الأنوار.
٢. الخصال : ص ٥٨٨ ح ١٢ عن جابر بن يزيد الجعفي ، بحار الأنوار : ج ٨١ ص ٣٤٥ ح ١١.
٣. بحار الأنوار : ج ٨١ ص ٣٠٩ ح ٢٩ نقلاً عن مصباح الأنوار عن الإمام الحسين عليهالسلام.
فَجَرَةَ قُرَيشٍ مِنهُما ما دُمتُ حَيّا ، فَإِذا تَوَفَّيتَني فَأَنتَ الرَّقيبُ عَلَيهِم ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ. ١
١٢٨٧. عنه عليهالسلام ـ لاِبنِهِ الحَسَنِ عليهالسلام ـ : أستَودِعُ اللّه دينَكَ ودُنياكَ ، وأَسأَ لُهُ خَيرَ القَضاءِ لَكَ فِي العاجِلَةِ وَالآجِلَةِ وَالدُّنيا وَالآخِرَةِ. ٢
١٢٨٨. عنه عليهالسلام ـ لاِبنِهِ الحُسَينِ عليهالسلام ـ : وَاعلَم ـ أي بُنَيَّ ـ أنَّهُ مَن لانَت كَلِمَتُهُ وَجَبَت مَحَبَّتُهُ. وَفَّقَكَ اللّه لِرُشدِكَ ، وجَعَلَكَ مِن أهلِ طاعَتِهِ بِقُدرَتِهِ ، إنَّهُ جَوادٌ كَريمٌ. ٣
٥ / ٣
زاذان ٤
١٢٨٩. الخرائج والجرائح عن سعد الخفّاف عن زاذان أبي عمرو قُلتُ : يا زاذانُ إنَّكَ لَتَقرَأُ القُرآنَ فَتُحسِنُ قِراءَتَهُ! فَعَلى مَن قَرَأتَ؟
فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قالَ : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ مَرَّ بي وأنَا أُنشِدُ الشِّعرَ ، وكانَ لي خُلُقٌ حَسَنٌ ، فَأَعجَبَهُ صَوتي ، فَقالَ :
يا زاذانُ هَلاّ بِالقُرآنِ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. شرح نهج البلاغة : ج ٢٠ ص ٢٩٨ ح ٤١٣.
٢. نهج البلاغة : الكتاب ٣١ ، تحف العقول : ص ٨٨ وزاد فيه «والسلام عليك ورحمة اللّه» ، كشف المحجّة : ص ٢٣٤ ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٢١٦ ؛ ينابيع المودّة : ج ٣ ص ٤٤٣.
٣. تحف العقول : ص ٩١ ، نزهة الناظر : ص ٦٢ ح ٤٣ وفيه «من أهل الخير برحمته» بدل «من أهل طاعته بقدرته» ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٢٣٩ ح ١.
٤. يكنّى أبا عمرة الفارسي ، مولى كنده ، البزّاز الضّرير. من أصحاب امير المؤمنين عليهالسلام. ولد في حياة النبي صلىاللهعليهوآله وكان أحد العلماء الكبار.
كان يبيع الكرابيس ، فكان إذا جاءه رآه شرّ الطرفين. كان ثقة. قيل : توفّي بالكوفة أيّام الحجاج بن يوسف بعد الجماجم ، وقيل : توفّي بها سنة ٨٢ ه (رجال الطوسي : ص ٦٤ الرقم ٥٦٧ ؛ سير أعلام النبلاء : ج ٤ ص ٢٨٢ الرقم ١٠٢ ؛ الطبقات : ج ٦ ص ١٧٩ ؛ تاريخ بغداد : ج ٨ ص ٤٨٩ الرقم ٤٦٠٣ ؛ تاريخ خليفة ابن خياط : ص ٢٨٨).
قُلتُ : وكَيفَ لي بِالقُرآنِ ، فَوَاللّه ما أقرَأُ مِنهُ إلاّ بِقَدَرِ ما اُصلّي بِهِ!
قالَ : فَادنُ مِنّي.
فَدَنَوتُ مِنهُ ، فَتَكَلَّمَ في اُذني بِكَلامٍ ما عَرَفتُهُ ولا عَلِمتُ ما يَقولُ ، ثُمَّ قالَ لي : اِفتَح فاكَ ، فَتَفَلَ في فِيِّ ، فَوَاللّه ما زالت قَدَمَيَّ مِن عِندِهِ حَتّى حَفِظتُ القُرآنَ بِإِعرابِهِ وهَمزِهِ ، وما احتَجتُ أن أسأَلَ عَنهُ أحَدا بَعدَ مَوقِفي ذلِكَ.
قالَ سَعدٌ : فَقَصَصتُ قِصَّةَ زاذانَ عَلى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام ، قالَ :
صَدَقَ زاذانُ ، إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام دَعا لِزاذانَ بِالاِسمِ الأَعظَمِ الَّذي لا يُرَدُّ. ١
٥ / ٤
المَهدِيُّ
١٢٩٠. الإمام عليّ عليهالسلام ـ مِن دُعائِهِ لِلإِمامِ المَهدِيِّ عليهالسلام ـ : اللّهُمَّ فَاجعَل بَعثَهُ خُروجا مِنَ الغُمَّةِ ، وَاجمَع بِهِ شَملَ الاُمَّةِ. ٢
٥ / ٥
خَبّابُ بنُ الأَرَتِّ ٣
١٢٩١. الإمام عليّ عليهالسلام : ٤ يَرحَمُ اللّه خَبّابَ بنَ الأَرَتِّ ؛ فَلَقَد أسلَمَ راغِبا ، وهاجَرَ طائِعا ، وقَنِعَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الخرائج والجرائح : ج ١ ص ١٩٥ ح ٣٠ ، بحار الأنوار : ج ٤١ ص ١٩٥ ح ٦.
٢. الغيبة للنعماني : ص ٢١٤ ح ١ عن سليمان بن بلال عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٥١ ص ١١٥ ح ١٤.
٣. كان يكنّى ابا عبد اللّه ، والصحيح أنّه تميمى ، وكان حليفاً لبني زهره ، لحقته سباء في الجاهلية فاشترته امرأة من خزاعة فاعتقته. أسلم قبل دخول النبي صلىاللهعليهوآله دار الأرقم ، فقد عدّه أمير المؤمنين عليهالسلام من السباق الخمسة وقال : «خبّاب سابق النبط». كان مبتلى في جسمه ، به مرض لا يزايله ، وهو معدود في المعذّبين في اللّه ،
بِالكَفافِ ، ورَضِيَ عَنِ اللّه ، وعاشَ مُجاهِدا. ١
٥ / ٦
شاب يبس نصف بدنه
١٢٩٢. المناقب لابن شهر آشوب : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام سَمِعَ في لَيلَةِ الإِحرامِ مُنادِيا باكِيا ، فَأَمَرَ الحُسَينَ عليهالسلام بِطَلَبِهِ ٢ ، فَلَمّا أتاهُ وَجَدَ شابّا يَبِسَ نِصفُ بَدَنِهِ ، فَأَحضَرَهُ فَسَأَلَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام عَن حالِهِ ، فَقالَ :
كُنتُ رَجُلاً ذا بَطَرٍ ، وكانَ أبي يَنصَحُني ، فَكانَ يَوما في نُصحِهِ إذ ضَرَبتُهُ ، فَدَعا عَلَيَّ بِهذَا المَوضِعِ وأنشَأَ شِعرا ، فَلَمّا تَمَّ كَلامُهُ يَبِسَ نِصفي ، فَنَدِمتُ وتُبتُ وطَيَّبتُ قَلبَهُ ، فَرَكِبَ عَلى بَعيرٍ لِيَأتِيَ بي إلى هاهُنا ويَدعوَ لي ، فَلَمَّا انتَصَفَ البادِيَةَ نَفَرَ البَعيرُ مِن طَيَرانِ طائِرٍ وماتَ والِدي.
فَصَلّى عَلِيٌّ عليهالسلام أربَعا ثُمَّ قالَ : قُم سَليما ؛ فَقامَ صَحيحا ، فَقالَ : صَدَقتَ ، لَو لَم يَرضَ عَنَكَ لَما سُمِعَت. ٣
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأله الخليفة الثاني في أيام خلافته : ما لقيت من أهل مكّة؟ فقال : اُنظر إلى ظهري ، فنظر فقال : ما رأيت كاليوم ظهر رجل ، فقال خبّاب : أوقدوا لي ناراً وسحبت عليها فما أطفأ لها إلاّ ودك ظهري. شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع النبي صلىاللهعليهوآله وشهد مع علي عليهالسلام صفّين والنهروان وتوفّي عند منصرف عليّ عليهالسلام من صفّين سنة ٣٧ وصلّى عليه علي عليهالسلام ، وكان أوّل من دفن بظهر الكوفة ، عاش ٧٣ عاماً (الخصال : ص ٣١٢ ح ٨٩ ؛ الدرجات الرفيعة : ص ٤٠٤ ؛ الاستيعاب : ج ٢ ص ٢١ الرقم ٦٤٦ ؛ الاصابة : ج ٢ ص ٢٢١ الرقم ٢٢١٥ ؛ الاكمال : ص ٥٧).
١. نهج البلاغة : الحكمة ٤٣ ، وقعة صفّين : ص ٥٣٠ وليس فيه «وقنع بالكفاف» ، بحار الأنوار : ج ٣٢ ص ٥٥٣ ح ٤٦٢ وج ٤٢ ص ١٧٣ ح ٣٤؛ المعجم الكبير : ج ٤ ص ٥٦ ح ٣٦١٨ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ١٤٩ ، الإصابة : ج ٢ ص ٢٢١ كلّها عن زيد بن وهب نحوه.
٢. في المصدر : «يطلبه» ، والتصويب من بحار الأنوار.
٣. المناقب لابن شهر آشوب : ج ٢ ص ٢٨٦ ، بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٢٠٩ ح ٢٣.
١٢٩٣. الإمام الحسين عليهالسلام : كُنتُ مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام في الطَّوافِ في لَيلَةٍ دَيجوجِيَّةٍ ١ قَليلَةِ النّورِ ، وقَد خَلاَ الطَّوافُ ، ونامَ الزُّوّارُ ، وهَدَأَتِ العُيونُ ، إذ سَمِعَ مستَغيثا مُستَجيرا مُتَرَحِّما ٢ بِصَوتٍ حَزينٍ مَحزونٍ مِن قَلبٍ موجَعٍ وهُوَ يَقولُ :
يا مَن يُجيبُ دُعَا المُضطَرِّ فِي الظُّلَمِ |
|
يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلوى مَعَ السَّقَمِ |
قَد نامَ وَفدُكَ حَولَ البَيتِ وَانتَبَهوا |
|
يَدعو وعينُكَ يا قَيّومُ لَم تَنَمِ |
هَب لي بِجودِكَ فَضلَ العَفوِ عَن جُرُمي |
|
يا مَن أشارَ إلَيهِ الخَلقُ فِي الحَرَمِ |
إن كانَ عَفوُكَ لا يَلقاهُ ذو سَرَفٍ |
|
فَمَن يَجودُ عَلَى العاصينَ بِالنِّعَمِ |
قالَ الحُسينُ بنُ عَلِيٍّ عليهالسلام : فَقالَ لي : يا أبا عَبدِ اللّه ، أسَمِعتَ المُنادِيَ ذَنبَهُ ، المُستَغيثَ رَبَّهُ؟
فَقُلتُ : نَعَم قَد سَمِعتُهُ. فَقالَ : اِعتَبِرهُ ٣ ، عَسى أن ٤ تَراهُ.
فَما زِلتُ أخبِطُ في طَخياءِ الظَّلامِ ، وأتَخَلَّلُ بَينَ النِّيامِ ، فَلَمّا صِرتُ بَينَ الرُّكنِ وَالمَقامِ ، بَدا لي شَخصٌ مُنتَصِبٌ ، فَتَأَمَّلتُهُ فإِذا هُوَ قائِمٌ ، فَقُلتُ :
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّهَا العَبدُ المُقِرُّ المُستَقيلُ ، المُستَغفِرُ المُستَجيرُ ، أجِب بِاللّه ابنَ عَمِّ رَسولِ اللّه صلىاللهعليهوآله!
فَأَسرَعَ في سُجودِهِ وقُعودِهِ وسَلَّمَ ، فَلَم يَتَكَلَّم حَتّى أشارَ بِيَدِهِ بِأَن تَقَدَّمني ، فَتَقَدَّمتُهُ ، فَأَتَيتُ بِهِ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام فَقُلتُ : دونَكَ ها هُوَ.
فَنَظَرَ إلَيهِ ، فَإِذا هُوَ شابٌّ حَسَنُ الوَجهِ نَقِيُّ الثِّيابِ ، فَقالَ لَهُ : مِمَّنِ الرَّجُلُ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. دَجا الليلُ : إذا تَمّت ظُلمتُه وألبس كُلَّ شيء (النهاية : ج ٢ ص ١٠٢ «دجا»).
٢. في أحد موضعي بحار الأنوار : «مُستَرحِما» بدل «مُترَحِّما» ، وهو الأصحّ.
٣. اِعتَبِر : اُنظر وتَدَبَّر (اُنظر لسان العرب : ج ٤ ص ٥٣١ «عبر»).
٤. ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار.
فَقالَ لَهُ : مِن بَعضِ العَرَبِ.
فَقالَ لَهُ : ما حالُكَ ، ومِمَّ بُكاؤُكَ وَاستِغاثَتُكَ؟!
فَقالَ : حالُ مَن أُوخِذَ بِالعُقوقِ فَهُو في ضيقٍ ، ارتَهَنَهُ المُصابُ ، وغَمَرَهُ الاِكتِئابُ فَارتابَ ١ ، فَدُعاؤُهُ لا يُستَجابُ.
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام : ولِمَ ذلِكَ؟!
فَقالَ : لاِ نّي كُنتُ مُلتَهِيا في العَرَبِ بِاللَّعِبِ وَالطَّرَبِ ، اُديمُ العِصيانَ في رَجَبٍ وشَعبانَ ، وما اُراقِبُ الرَّحمنَ ، وكانَ لي والِدٌ شَفيقٌ يُحَذِّرُني مَصارِعَ الحَدَثانِ ، ويُخَوِّفُنِي العِقابَ بِالنّيرانِ ، ويَقولُ : كَم ضَجَّ مِنكَ النَّهارُ وَالظَّلامُ ، وَاللَّيالي وَالأَيّامُ ، وَالشُّهورُ وَالأَعوامُ ، وَالمَلائِكَةُ الكِرامُ؟! وكانَ إذا ألَحَّ عَلَيَّ بِالوَعظِ زَجرَتُهُ وَانتَهَرتُهُ ، ووَثَبتُ عَلَيهِ وضَرَبتُهُ ، فَعَمَدتُ يَوما إلى شَيءٍ مِنَ الوَرِقِ ٢ وكانَت فِي الخِباءِ ، فَذَهَبتُ لاِخُذَها وأصرِفَها فيما كُنتُ عَلَيهِ ، فَمانَعَني عَن أخذِها ، فَأَوجَعتُهُ ضَربا ولَوَيتُ يَدَهُ ، وأخَذتُها ومَضَيتُ.
فَأَومَأَ بِيَدِهِ إلى رُكبَتَيهِ يَرومُ النُّهوضَ مِن مَكانِهِ ذلِكَ ، فَلَم يُطِق يُحَرِّكُها مِن شِدَّةِ الوَجَعِ وَالأَلَم ، فَأَنشَأَ يَقولُ :
جَرَت رَحِمٌ بَيني وبَينَ مُنازِلٍ |
|
سَواءً كَما يَستَنزِلُ القَطرَ طالِبُه |
ورَبَّيتُ حَتّى صار جَلدا شَمَردَلاً |
|
إذا قامَ ساوى غارِبَ الفَحلِ غارِبُه |
وقَد كُنتُ اُوتيهِ مِنَ الزّادِ فِي الصِّبا |
|
إذا جاعَ مِنهُ صَفوَهُ وأطايِبَه |
فَلَمَّا استَوى في عُنفُوانِ شَبابِهِ |
|
وأصبَحَ كَالرُّمحِ الرُّدَينيِّ خاطِبُه |
تَهَضَّمَني مالي كَذا ولَوى يَدي |
|
لَوى يَدَهُ اللّه الَّذي هُوَ غالِبُه |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٢٢٥ «فإن تابَ» بدل «فَارتابَ».
٢. الورق : الدراهم (لسان العرب : ج ١٠ ص ٣٧٥ «ورق»).
ثُمَّ حَلَفَ بِاللّه لَيَقدَمَنَّ إلى بَيتِ اللّه الحَرامِ فَيَستَعدِي اللّه عَلَيَّ.
قالَ : فَصامَ أسابيعَ ، وصَلّى رَكَعاتٍ ، ودَعا ، وخَرَجَ مُتَوَجِّها عَلى عَيرانَةٍ ١ يَقطَعُ بِالسَّيرِ عَرضَ الفَلاةِ ، ويَطوِي الأَودِيَةَ ويَعلُو الجِبالَ ، حَتّى قَدِمَ مَكَّةَ يَومَ الحَجِّ الأَكبَرِ ، فَنَزَلَ عَن راحِلَتِهِ وأقبَلَ إلى بَيتِ اللّه الحَرامِ ، فَسَعى وطافَ بِهِ ، وتَعَلَّقَ بِأَستارِهِ وَابتَهَلَ ، وأنشَأَ يَقولُ :
يا مَن إلَيهِ أتَى الحُجّاجُ بِالجَهَدِ |
|
فَوقَ المَهاوي مِنَ اقصى غايَةِ البُعدِ |
إنّي أتَيتُكَ يا مَن لا يُخَيّبُ مَن |
|
يَدعوهُ مُبتَهِلاً بِالواحِدِ الصَّمَدِ |
هذا مُنازِلُ لا يَرتاعُ مِن عققي |
|
فَخُذ بِحَقّيَ يا جَبّارُ مِن وَلَدي |
حَتّى تُشِلَّ بِعَونٍ مِنكَ جانِبَهُ |
|
يا مَن تَقَدَّسَ لَم يُولَد ولَم يَلِدِ |
قالَ : فَوَالَّذي سَمَكَ السَّماءَ ، وأنبَعَ الماءَ ، مَا استَتَمَّ دُعاءَهُ حَتّى نَزَلَ بي ما تَرى ـ ثُمَّ كَشَفَ عَن يَمينِهِ فَإِذا بِجانِبِهِ قَد شَلَّ ـ فَأَنَا مُنذُ ثَلاثِ سِنينَ أطلُبُ إلَيهِ أن يَدعُوَ لي ٢ فِي المَوضِعِ الَّذي دَعا بِهِ عَلَيَّ فَلَم يُجِبني ، حَتّى إذا كانَ العامُ أنعَمَ عَلَيَّ فَخَرَجتُ عَلى ناقَةٍ عُشَراءَ ٣ أجِدُّ السَّيرَ حَثيثا رَجاءَ العافِيَةِ ، حَتّى إذا كُنّا عَلَى الأَراكِ ٤ وحَطَمَةِ وادِي السِّياكِ ٥ ، نَفَرَ طائِرٌ فِي اللَّيلِ فَنَفَرَت مِنهُ النّاقَةُ الَّتي كانَ عَلَيها فَأَلقَتُه إلى قَرارِ الوادي ، وَارفَضَّ بَينَ الحَجَرَينِ ، فَقَبَرتُهُ هُناكَ ، وأعظَمُ مِن ذلِكَ أنّي لا اُعرَفُ إلاّ «المَأخوذَ بِدَعَوةِ أبيهِ».
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : أتاكَ الغَوثُ! ألا اُعَلِّمُكَ دُعاءً عَلَّمَنيهِ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله وفيهِ اسمُ اللّه الأَكبَرُ الأَعظَمُ العَزيزُ الأَكرَمُ ، الَّذي يُجيبُ بِهِ مَن دَعاهُ ، ويُعطي بِهِ مَن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. العَيرانة من الإبل : الناجية في نشاط ، سُمّيت لكثرة تَطْوافِها وحركتها (تاج العروس : ج ٧ ص ٢٨٢ «عير»).
٢. في المصدر : «يدعوني» ، والتصويب من بحار الأنوار.
٣. العُشَراء : الَّتي أتى على حَملها عشرة أشهر ، ثمّ اتّسع فيه فقيل لكلّ حامل : عُشراء (النهاية : ج ٣ ص ٢٤٠ «عشر»).
٤. الأراك : هو وادي الأراك ، قرب مكّة (معجم البلدان : ج ١ ص ١٣٥).
٥. في المصدر : «وحطته وادي السجال» ، والتصويب من بحار الأنوار.
سَأَلَهُ ، ويُفَرِّجُ الهَمَّ ، ويَكشِفُ بِهِ الكَربَ ، ويُذهِبُ بِهِ الغَمَّ ، ويُبرِئُ بِهِ السُّقمَ ، ويَجبُرُ بِهِ الكَسيرَ ، ويُغني بِهِ الفَقيرَ ، ويَقضي بِهِ الدَّين ، ويَرُدُّ بِهِ العَينَ ، ويَغفِرُ بِهِ الذُّنوبَ ، ويَستُرُ بِهِ العُيوبَ ، ويُؤمِنُ بِهِ كُلَّ خائِفٍ مِن شَيطانٍ مَريدٍ وجَبّارٍ عَنيدٍ ، ولَو دَعا بِهِ طائِعٌ للّه عَلى جَبَلٍ لَزالَ مِن مَكانِهِ ، أو عَلى مَيِّتٍ لَأَحياهُ اللّه بَعدَ مَوتِهِ ، ولَو دَعا بِهِ عَلَى الماءِ لَمَشى عَلَيهِ بَعدَ أن لا يَدخُلَهُ العُجبُ.
فَاتَّقِ اللّه أيُّهَا الرَّجُلُ فَقَد أدرَكَتنِي الرَّحمَةُ لَكَ ، وليَعلَمِ اللّه مِنكَ صِدقَ النِّيَّةِ أنَّك لا تَدعو بِهِ في مَعصِيَتِهِ ، ولا تُفيدُهُ إلاَّ الثِّقَةَ في دينِكَ ، فَإِن أخلَصتَ النِّيَّةَ استَجابَ اللّه لَكَ ، ورَأَيتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّدا صلىاللهعليهوآله في مَنامِكَ ، يُبَشِّرُكَ بِالجَنَّةِ وَالإِجابَةِ.
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام : فَكانَ سُروري بِفائِدَةِ الدُّعاءِ أشَدَّ مِن سُرورِ الرَّجُلِ بِعافِيَتِهِ وما نَزَلَ بِهِ ؛ لاِ نَّني لَم أكُن سَمِعتُهُ مِنهُ ، ولا عَرَفتُ هذَا الدُّعاءَ قَبلَ ذلِكَ.
ثُمَّ قالَ : اِيتِني بِدَواةٍ وبَياضٍ وَاكتُب ما اُمليهِ عَلَيكَ. فَفَعَلتُ ؛ وهُوَ :
«بِسمِ اللّه الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، اللّهُمَّ إنّي أسأَلُكَ بِاسمِكَ يا ذَا الجَلالِ وَالإكرامِ ...» ١ وتَسأَلُ اللّه تَعالى ما أحبَبتَ ، وتُسَمّي حاجَتَكَ ، ولا تَدعُ بِهِ إلاّ وأنتَ طاهِرٌ. ثُمَّ قالَ لِلفَتى : إذا كانَتِ اللَّيلَةُ فَادعُ بِهِ عَشرَ مَرّاتٍ وَأْتِني مِن غَدٍ بِالخَبَرِ.
قالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليهماالسلام : وأخَذَ الفَتَى الكِتابَ ومَضى ، فَلَمّا كانَ مِن غَدٍ ما أصبَحنا حينا ٢ حَتّى أتَى الفَتى إلَينا سَليما مُعافىً ، وَالكِتابُ بِيَدِهِ ، وهُوَ يَقولُ : هذا وَاللّه الاِسمُ الأَعظَم ، استُجيبَ لي ورَبِّ الكَعبَةِ.
قالَ لَهُ عَلِيٌّ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ : حَدِّثني!
قالَ : [لمّا] ٣ هَدَأَتِ العُيونُ بِالرُّقادِ ، وَاستَحلَكَ جِلبابُ اللَّيلِ ، رَفَعتُ يَدي بِالكِتابِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. اُنظر تمام الدّعاء في المصدر ، ولم نورِده هنا لِطُوله.
٢. في المصدر : «حسنا» ، والتصويب من بحار الأنوار.
٣. الزيادة من بحار الأنوار.
ودَعَوتُ اللّه بِحَقِّهِ مِرارا ، فَاُجِبتُ فِي الثّانِيَةِ : حَسبُكَ فَقَد دَعَوتَ اللّه بِاسمِهِ الأَعظَمِ.
ثُمَّ اضطَجَعتُ ، فَرَأَيتُ رَسولَ اللّه صلىاللهعليهوآله في مَنامي وقَد مَسَحَ يَدَهُ الشَّريفَةَ عَلَيَّ وهُوَ يَقولُ : اِحتَفِظ بِاسمِ اللّه الأَعظَمِ العَظيمِ ، فَإِنَّكَ عَلى خَيرٍ. فَانتبَهَتُ مُعافىً كَما تَرى ، فَجَزاكَ اللّه خَيرا. ١
٥ / ٧
عَبّاسُ بنُ رَبيعَةَ ٢
١٢٩٤. الإمام عليّ عليهالسلام ـ فِي العَبّاسِ بنِ رَبيعَةَ وقَد خَرَجَ لِلبِراز : اللّهُمَّ اشكُر لِلعَبّاسِ مَقامَهُ وَاغفِر لَهُ ذَنبَهُ ، اللّهُمَّ إنّي قَد غَفَرتُ لَهُ فَاغفِر لَهُ. ٣
٥ / ٨
عَبدُ العَزيزِ بنُ الحارِثِ الجُعفِيُّ ٤
١٢٩٥. وقعة صفّين : إنَّ خَيلَ أهلِ الشّامِ حَمَلَت عَلى خَيلِ أهلِ العِراقِ فَاقتَطَعوا مِن أصحابِ عَلِيٍّ عليهالسلام ألفَ رَجُلٍ أو أكثَرَ ، فَأَحاطوا بِهِم وحالوا بَينَهُم وبَينَ أصحابِهِم فَلَم يَرَوهُم ، فَنادى عَلِيٌّ عليهالسلام يَومَئِذٍ : ألا رَجُلٌ يَشري نَفسَهُ للّه ويَبيعُ دُنياهُ بِآخِرَتِهِ؟
فَأَتاهُ رَجُلٌ مِن جُعفٍ يُقالُ لَهُ عَبدُ العَزيزِ بنُ الحارِثِ عَلى فَرَسٍ أدهَمَ كَأَ نَّهُ غُرابٌ ، مُقَنَّعا فِي الحَديدِ لا يُرى مِنهُ إلا عَيناهُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، مُرني بِأَمرٍ ؛ فَوَاللّه ما تَأمُرُني بِشَيءٍ إلا صَنَعتُهُ. فَقالَ عَلِيٌّ عليهالسلام :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. مهج الدعوات : ص ١٩١ ، بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٢٢٤ ح ٣٧ وج ٩٥ ص ٣٩٤ ح ٣٣.
٢. لم نقف على ترجمتها زائداً على ما ورد في المتن.
٣. عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ١ ص ١٨٠ ، شرح نهج البلاغة : ج ٥ ص ٢٢٠ ؛ بحار الأنوار : ج ٣٢ ص ٥٩٣.
٤. لم نقف على ترجمتها زائداً على ما ورد في المتن.
سَمِحتَ بِأَمرٍ لا يُطاقُ حَفيظَةً |
|
وصِدقا وإخوانُ الحِفاظِ قَليلُ |
جَزاكَ إلهُ النّاسِ خَيرا فَقَد وَفَت |
|
يَداكَ بِفَضلٍ ما هُناكَ جَزيلِ |
يا أبَا الحارِثِ ، شَدَّ اللّه رُكنَكَ ١ ، اِحمِل عَلى أهلِ الشّامِ حَتّى تَأتِيَ أصحابَكَ فَتَقولَ لَهُم : أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام يَقرَأُ عَلَيكُمُ السَّلامَ. ٢
٥ / ٩
عَطاءٌ مَولى إسحاقَ بنِ يَحيى ٣
١٢٩٦. العلل عن عطاء أبي محمّد : اِنطَلَقتُ مَعَ أبي إلى عَلِيٍّ عليهالسلام فَمَسَحَ رَأسي ودَعا لي بِالبَرَكَةِ. ٤
١٢٩٧. تهذيب التهذيب عن عطاء مولى إسحاق بن يحيى بن طلحة أتَيتُ أنَا وأبي عَلِيّا عليهالسلام فَمَسَحَ رَأسي ودَعا لي ، فَما زِلتُ أتَعَرَّفُ الخَيرَ بَعدُ. ٥
١٢٩٨. العلل عن الوليد بن القاسم : حَدَّثَنا عَطاءٌ أنَّ أباهُ أتى بِهِ ٦ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليهالسلام ، قالَ : ولي ذُؤابَةٌ ، فَمَسَحَ عَلِيٌّ عليهالسلام رَأسي ، وقالَ : «اللّهُمَّ بارِك فيهِ» ، فَما زِلتُ أرَى البَرَكَةَ. ٧
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الرُّكْن : الجانب الأقوى ، وما يُقوَّى به من مَلِك وجند وغيره ، والعزّ ، والمِنعة (القاموس المحيط : ج ٤ ص ٢٢٩ «ركن»).
٢. وقعة صفّين : ص ٣٠٧ ، بحار الأنوار : ج ٣٢ ص ٤٨٣ ح ٤١٩؛ شرح نهج البلاغة : ج ٥ ص ٢٤٢.
٣. هو عطاء أبو محمّد الحمّال ، ذكره ابن حبّان في الثقات (لسان الميزان : ج ٤ ص ١٧٣).
٤. العلل ومعرفة الرجال : ج ٣ ص ٣٤ ح ٤٠٤٦.
٥. تهذيب التهذيب : ج ٤ ص ١٣٥ ، العلل ومعرفة الرجال : ج ٢ ص ٥٦١ الرقم ٣٦٥٢.
٦. في المصدر : «بي» ، والصحيح ما أثبتناه.
٧. العلل ومعرفة الرجال : ج ٣ ص ٣٤ الرقم ٤٠٤٨ ، تهذيب التهذيب : ج ٤ ص ١٣٥ نحوه.