محمّد الري شهري
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-493-221-2
الصفحات: ٧٨٧
اللّهُمَّ إنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَد شَهَّرَني ونَوَّهَ بي وغاظَني وعَرَّضَني لِلمَكارِهِ ، اللّهُمَّ اضرِبهُ بِسَهمٍ عاجِلٍ تَشغَلهُ بِهِ عَنّي ، اللّهُمَّ وقَرِّب أجَلَهُ ، وَاقطَع أثَرَهُ ، وعَجِّل ذلِكَ يا رَبِّ السّاعَةَ السّاعَةَ.
قالَ : فَلَمّا قَدِمنَا الكوفَةَ قَدِمنا لَيلاً ، فَسَأَلتُ أهلَنا عَنهُ قُلتُ : ما فَعَلَ فُلانٌ؟ فَقالوا : هُوَ مَريضٌ. فَمَا انقَضى آخِرُ كَلامي حَتّى سَمِعتُ الصِّياحَ مِن مَنزِلِهِ ، وقالوا : قَد ماتَ. ١
١٢ / ١١
اِستِجابَةُ دُعاءِ إِسحاقَ بنِ عَمّارٍ عَلى جارٍ لَهُ يُؤذيهِ
١٠٩٠. الكافي عن إسحاق بن عمّار : شَكَوتُ إلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام جارا لي وما ألقى مِنهُ.
قالَ : فَقالَ لي : اُدعُ عَلَيهِ. قالَ : فَفَعَلتُ فَلَم أرَ شَيئا ، فَعُدتُ إلَيهِ فَشَكَوتُ إلَيهِ فَقالَ لي :
اُدعُ عَلَيهِ. قالَ : فَقُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ! قَد فَعَلتُ فَلَم أرَ شَيئا.
فَقالَ : كَيفَ دَعَوتَ عَلَيهِ؟ فَقُلتُ : إذا لَقيتُهُ دَعَوتُ عَلَيهِ.
قالَ : فَقالَ : اُدعُ عَلَيهِ إذا أدبَرَ وإذَا استَدبَرَ ٢. فَفَعَلتُ فَلَم ألبَث حَتّى أراحَ اللّه مِنهُ. ٣
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٢ ص ٥١٢ ح ٣ ، بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ٣٦١ ح ٧٤.
٢. لعلّ المراد بالإدبار أوّل ما ولّى ، وبالاستدبار الذهاب والبعد في الإدبار ، ويحتمل المراد بالثاني إرادة الإدبار ، فيكون بعكس الأوّل ، وقيل : المراد بالاستدبار الغيبة ، وهو بعيد. قال في القاموس : دَبَرَ : وَلَّى كأدبرَ ، واستدبر : ضدّ استقبلَ. وفي بعض النسخ : «إذا أقبل واستدبر» ، وهو أظهر (مرآة العقول : ج ١٢ ص ١٧٧).
٣. الكافي : ج ٢ ص ٥١١ ح ١.
١٢ / ١٢
اِستِجابَةُ دُعاءِ شَيخٍ مِن آلِ سَعدٍ لِرَدِّ مَظلِمَتِهِ
١٠٩١. كتاب من لا يحضره الفقيه عن شيخ من آل سعد : كانَت بَيني وبَينَ رَجُلٍ مِن أهلِ المَدينَةِ خُصومَةٌ ذاتُ خَطَرٍ عَظيمٍ ، فَدَخَلتُ عَلى أبي عَبدِ اللّه عليهالسلام فَذَكَرتُ لَهُ ذلِكَ.
وقُلتُ : عَلِّمني شَيئا لَعَلَّ اللّه يَرُدُّ عَلَيَّ مَظلِمَتي.
فَقالَ : إذا أرَدتَ العَدُوَّ فَصَلِّ بَينَ القَبرِ وَالمِنبَرِ رَكعَتَينِ أو أربَعَ رَكَعاتٍ ، وإن شِئتَ فَفي بَيتِكَ ، وَاسأَلِ اللّه أن يُعينَكَ ، وخُذ شَيئا مِمّا تَيَسَّرَ فَتَصَدَّق بِهِ عَلى أوَّلِ مِسكينٍ تَلقاهُ. قالَ : فَفَعَلتُ ما أمَرَني ، فَقَضى لي ، ورَدَّ اللّه عَلَيَّ أرضي. ١
١٢ / ١٣
اِستِجابَةُ دُعاءِ أهلِ أهوازَ لِدَفعِ الزَّلازِلِ
١٠٩٢. تهذيب الأحكام عن عليّ بن مهزيار : كَتَبتُ إلى أبي جَعفَرٍ عليهالسلام وشَكَوتُ إلَيهِ كَثرَةَ الزَّلازِلِ فِي الأَهوازِ ، وقُلتُ : تَرى لِيَ التَّحَوُّلَ عَنها؟
فَكَتَبَ عليهالسلام : لا تَتَحَوَّلوا عَنها ، وصومُوا الأَربِعاءَ وَالخَميسَ وَالجُمُعَةَ ، وَاغتَسِلوا وطَهِّروا ثِيابَكُم ، وَابرُزوا يَومَ الجُمُعَةِ ، وَادعُوا اللّه فَإِنَّهُ يَدفَعُ عَنكُم. قالَ : فَفَعَلنا فَسَكَنَتِ الزَّلازِلُ. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٥٥٩ ح ١٥٤٧ ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ٣٧٨ ح ٣٧ نقلاً عن كتاب الذكرى.
٢. تهذيب الأحكام : ج ٣ ص ٢٩٤ ح ٨٩١ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ٥٤٤ ح ١٥١٥ ، علل الشرائع : ص ٥٥٥ ح ٦ ، بحار الأنوار : ج ٩١ ص ١٥٠ ح ٨.
الفَصلُ الرّابِعُ :
الدّعاء للآخرين
إنّ من المسائل البالغة الأهميّة في باب الدعاء الاهتمام بالتماس الدعاء من الآخرين والدعاء لهم. ويقدّم هذا الفصل نقاطا تربويّة تخصّ الموضوع. وكذلك يشتمل على تعريفٍ بعددٍ من الرجال الذين دعا لهم أهل البيت عليهمالسلام أو دعوا عليهم. والنقطة المفيد ذكرها في بداية هذا الفصل الصدق في الدعاء للآخرين.
آية الصِّدق في الدعاء للآخرين
الدعاء للآخرين هو في الحقيقة إرادة الخير الماديّ أو المعنويّ أو كليهما لهم. فيمكن أن يكون الإنسان صادقا في دعائه لغيره تبعا لمقدار إرادته الخير له. فعلى من أراد أن يعلم حجم صدقه في دعائه في مجال الاُمور المعنويّة والاُخرويّة أن يرى أمستعدٌّ هو في إرادة الخير المادّيّ لغيره عمليّا أم لا. وبهذا الشأن نقل الإمام الصادق عليهالسلام عن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حكايةً في غاية الروعة والبُعد التربويّ. فقد قال عليهالسلام :
إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ ـ بَعَثَ إلى رَجُلٍ بِخَمسَةِ أوساقٍ مِن تَمرِ البُغَيبِغَةِ ١ ، وكانَ الرَّجُلُ مِمَّن يَرجو نَوافِلَهُ ويُؤَمِّلُ نائِلَهُ ورِفدَهُ ، وكانَ لا يَسأَلُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. البُغَيبِغة : ضيعة أو عين بالمدينة ، غزيرة ، كثيرة النخل ، لآل الرسول صلىاللهعليهوآله (مجمع البحرين : ج ١ ص ١٧٠ «بغبغ»).
عَلِيّا عليهالسلام ولا غَيرَهُ شَيئا ، فَقالَ رَجُلٌ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام : وَاللّه ما سَأَلَكَ فُلانٌ ، ولَقَد كانَ يُجزِئُهُ مِنَ الخَمسَةِ الأَوساقِ وَسقٌ واحِدٌ.
فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليهالسلام : لا كَثَّرَ اللّه فِي المُؤمِنينَ ضَربَكَ ١! اُعطي أنَا وتَبخَلُ أنتَ! للّه أنتَ ، إذا أنَا لَم اُعطِ الَّذي يَرجوني إلاّ مِن بَعدِ المَسأَلَةِ ، ثُمَّ اُعطيهِ بَعدَ المَسأَلَةِ ، فَلَم اُعطِهِ ثَمَنَ ٢ ما أخَذتُ مِنهُ ؛ وذلِكَ لِأَنّي عَرَّضتُهُ أن يَبذُلَ لي وَجهَهُ الَّذي يُعَفِّرُهُ فِي التُّرابِ لِرَبّي ورَبِّهِ عِندَ تَعَبُّدِهِ لَهُ ، وطَلَبِ حَوائِجِهِ إلَيهِ ، فَمَن فَعَلَ هذا بِأَخيهِ المُسلِمِ ـ وقَد عَرَفَ أنَّهُ مَوضِعٌ لِصِلَتِهِ ومَعروفِهِ ـ فَلَم يَصدُقِ اللّه عز وجل في دُعائِهِ لَهُ ، حَيثُ يَتَمَنّى لَهُ الجَنَّةَ بِلِسانِهِ ، ويَبخَلُ عَلَيهِ بِالحُطامِ مِن مالِهِ ، وذلِكَ أنَّ العَبدَ قَد يَقولُ في دُعائِهِ : اللّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ. فَإِذا دَعا لَهُم بِالمَغفِرَةِ فَقَد طَلَبَ لَهُمُ الجَنَّةَ ، فَما أنصَفَ مَن فَعَلَ هذا بِالقَولِ ، ولَم يُحَقِّقهُ بِالفِعلِ. ٣
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الضَّرْب : المثل (القاموس المحيط : ج ١ ص ٩٥ «ضرب»).
٢. في كتاب من لا يحضره الفقيه : «إلاّ ثمن».
٣. الكافي : ج ٤ ص ٢٢ ح ١ عن مسعدة بن صدقة ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٧١ ح ١٧٦٢ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٣٥ ح ١٢.
البابُ الأَوَّلُ :
الحثّ على طلب الدّعاء من الآخَرينَ
١ / ١
اُدعُني بِلِسانٍ لَم تَعصِني بِهِ!
١٠٩٣. عدّة الداعي : رُوِيَ أنَّ اللّه تَعالى أوحى إلى موسى عليهالسلام : يا موسَى ، ادعُني عَلى لِسانٍ لَم تَعصِني بِهِ. فَقالَ عليهالسلام : أنّى لي بِذلِكَ؟ فَقالَ : اُدعُني عَلى لِسانِ غَيرِكَ. ١
١ / ٢
اِستَكثِر مِن دُعاءِ النّاسِ
١٠٩٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِستَكثِر مِنَ النّاسِ مِن دُعاءِ الخَيرِ لَكَ ؛ فَإِنَّ العَبدَ لا يَدري عَلى لِسانِ مَن يُستَجابُ لَهُ ، أو يُرحَمُ. ٢
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. عدّة الداعي : ص ١٧٠ و ١٢٠ ، عوالي اللآلي : ج ٤ ص ٢١ ح ٦١ ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٤٢ ح ١١ وص ٣٦٠ ح ٢٣.
٢. كنز العمّال : ج ٢ ص ٧٣ ح ٣١٨٨ نقلاً عن الخطيب عن أبي هريرة.
١ / ٣
اِغتَنِم دُعاءَ المُستَضعَفينَ
١٠٩٥. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : اِغتَنِموا دُعاءَ ضَعَفَةِ اُمَّتي ؛ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لَهُم فيكُم ، ولا يُستَجابُ لَهُم في أنفُسِهِم. ١
١٠٩٦. الإمام الصادق عليهالسلام : لا تَستَخِفّوا بِدُعاءِ المَساكينِ لِلمَرضى مِنكُم ؛ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لَهُم فيكُم ، ولا يُستَجابُ لَهُم في أنفُسِهِم. ٢
١ / ٤
لا تُحَقِّروا دَعوَةَ أحَدٍ!
١٠٩٧. الإمام الكاظم عليهالسلام : لا تُحَقِّروا دَعوَةَ أحَدٍ ؛ فَإِنَّهُ يُستَجابُ لِليَهودِيِّ وَالنَّصرانِيِّ فيكُم ، ولا يُستَجابُ لَهُم في أنفُسِهِم. ٣
١ / ٥
تَزَوَّدوا مِن أخيكُم!
١٠٩٨. محاسبة النفس عن طلحة : اِنطَلَقَ رَجُلٌ ذاتَ يَومٍ فَنَزَعَ ثِيابَهُ ، وتَمَرَّغَ فِي الرَّمضاءِ ، ويَقولُ لِنَفسِهِ : ذوقي ، نارُ جَهَنَّمَ أشَدُّ حَرّا ، أجيفَةٌ بِاللَّيلِ وبَطّالَةٌ بِالنَّهارِ؟! قالَ : فَبَينا هُوَ كَذلِكَ إذ أبصَرَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوآله في ظِلِّ شَجَرَةٍ ، فَقالَ : غَلَبَتني نَفسي. فَقالَ لَهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الفردوس : ج ١ ص ٨٩ ح ٢٨٦ عن الإمام عليّ عليهالسلام.
٢. دعائم الإسلام : ج ٢ ص ١٣٦ ح ٤٧٨ وص ٣٣٢ ح ١٢٥٣ ، السرائر : ج ٣ ص ١٤٢ ، بحار الأنوار : ج ٦٢ ص ٢٧٦ ح ٧٢.
٣. الكافي : ج ٤ ص ١٧ ح ٢ عن الحسن بن الجهم ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٨ ح ١٩٨٤ عن الإمام عليّ عليهالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٢٩٤ ح ٢٣.
النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : ألَم يَكُن لَكَ بُدٌّ مِنَ الَّذي صَنَعتَ؟ أما لَقَد فُتِحَت لَكَ أبوابُ السَّماءِ ، ولَقَد باهَى اللّه بِكَ المَلائِكَةَ. ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : تَزَوَّدوا مِن أخيكُم. فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَقولُ لَهُ : يا فُلانُ ادعُ لي. فَقالَ لَهُ رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله : عُمَّهُم. فَقالَ : اللّهُمَّ اجعَلِ التَّقوى زادَهُم ، وَاجمَع عَلَى الهُدى أمرَهُم. فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله يَقولُ : اللّهُمَّ سَدِّدهُ. فَقالَ : اللّهُمَّ وَاجعَلِ الجَنَّةَ مَآبَهُم. ١
١٠٩٩. الأمالي للصدوق عن ليث بن أبي سليم : سَمِعتُ رَجُلاً مِنَ الأَنصارِ يَقولُ : بَينَما رَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله مُستَظِلٌّ بِظِلِّ شَجَرَةٍ في يَومٍ شَديدِ الحَرِّ ، إذ جاءَ رَجُلٌ فَنَزَعَ ثِيابَهُ ، ثُمَّ جَعَلَ يَتَمَرَّغُ فِي الرَّمضاءِ ، يَكوي ظَهرَهُ مَرَّةً وبَطنَهُ مَرَّةً وجَبهَتَهُ مَرَّةً ، ويَقولُ : يا نَفسُ ذوقي ، فَما عِندَ اللّه عز وجل أعظَمُ مِمّا صَنَعتُ بِكِ! ورَسولُ اللّه صلىاللهعليهوآله يَنظُرُ إلى ما يَصنَعُ.
ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ لَبِسَ ثِيابَهُ ، ثُمَّ أقبَلَ ، فَأَومَأَ إلَيهِ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله بِيَدِهِ ودَعاهُ ، فَقالَ لَهُ :
يا عَبدَ اللّه ، لَقَد رَأَيتُكَ صَنَعتَ شَيئا ، ما رَأَيتُ أحَدا مِنَ النّاسِ صَنَعَهُ ، فَما حَمَلَكَ عَلى ما صَنَعتَ؟ فَقالَ الرَّجُلُ : حَمَلَني عَلى ذلِكَ مَخافَةُ اللّه عز وجل ، وقُلتُ لِنَفسي : يا نَفسُ ، ذوقي ؛ فَما عِندَ اللّه أعظَمُ مِمّا صَنَعتُ بِكِ.
فَقالَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله : لَقَد خِفتَ رَبَّكَ حَقَّ مَخافَتِهِ ، وإنَّ رَبَّكَ لَيُباهي بِكَ أهلَ السَّماءِ ، ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ : يا مَعشَرَ مَن حَضَرَ ، اُدنوا مِن صاحِبِكُم حَتّى يَدعُوَ لَكُم ، فَدَنَوا مِنهُ فَدَعا لَهُم ، وقالَ : اللّهُمَّ اجمَع أمرَنا عَلَى الهُدى ، وَاجعَلِ التَّقوى زادَنا ، وَالجَنَّةَ مَآبَنا. ٢
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. محاسبة النفس لابن أبي الدنيا : ص ٥٩ ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٦١٧ ح ٤٨٩٧ وراجع ص ٦٩٤ ح ٥١٠٨.
٢. الأمالي للصدوق : ص ٤٢٠ ح ٥٥٩ ، روضة الواعظين : ص ٤٩٥ ، بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ٣٧٨ ح ٢٣.
البابُ الثّاني :
من ينبغي الدّعاء له
٢ / ١
الوالِدانِ
الكتاب
(رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَلِوَ لِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ). ١
(رَّبِّ اغْفِرْ لِى وَلِوَ لِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَـتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّــلِمِينَ إِلاَّ تَبَارَا). ٢
(وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا). ٣
الحديث
١١٠٠. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الوَلَدِ لِلوالِدِ كَالأَخذِ بِاليَدِ. ٤
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. إبراهيم : ٤١.
٢. نوح : ٢٨.
٣. الإسراء : ٢٤.
٤. الفردوس : ج ٢ ص ٢١٣ ح ٣٠٣٨ عن ابن عمر.
١١٠١. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ لَيَرفَعُ العَبدَ ١ الدَّرَجَةَ فَيَقولُ : رَبِّ ، أنّى لي هذِهِ؟ فَيَقولُ : بِدُعاءِ وَلَدِكَ لَكَ. ٢
١١٠٢. عنه صلىاللهعليهوآله : إنَّ الرَّجُلَ لَيَموتُ والِداهُ وهُوَ عاقٌّ لَهُما ، فَيَدعو لَهُما مِن بَعدِهِما فَيَكتُبُهُ اللّه مِنَ البارّينَ. ٣
١١٠٣. الإمام عليّ عليهالسلام : أربَعَةٌ لا تُرَدُّ لَهُم دَعوَةٌ : ... وَالوالِدُ البارُّ لِوَلَدِهِ ، وَالوَلَدُ البارُّ لِوالِدِهِ. ٤
١١٠٤. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ كانَ مِن دُعائِهِ عليهالسلام لِأَبَوَيهِ عليهم : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ ، وأهلِ بَيتِهِ الطّاهِرينَ ، وَاخصُصهُم بِأَفضَلِ صَلَواتِكَ ورَحمَتِكَ وبَرَكاتِكَ وسَلامِكَ. وَاخصُصِ اللّهُمَّ والِدَيَّ بِالكَرامَةِ لَدَيكَ ، وَالصَّلاةِ مِنكَ ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وألهِمنِي عِلمَ ما يَجِبُ لَهُما عَلَيَّ إلهاما ، وَاجمَع لي عِلمَ ذلِكَ كُلِّهِ تَماما ، ثُمَّ استَعمِلني بِما تُلهِمُني مِنهُ ، ووَفِّقني لِلنُّفوذِ فيما تُبَصِّرُني مِن عِلمِهِ حَتّى لا يَفوتَنِي استِعمالُ شَيءٍ عَلَّمتَنيهِ ، ولا تَثقُلَ أركاني عَنِ الحَفوفِ فيما ألهَمتَنيهِ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ كَما شَرَّفتَنا بِهِ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، كَما أوجَبتَ لَنَا الحَقَّ عَلَى الخَلقِ بِسَبَبِهِ.
اللّهُمَّ اجعَلني أهابُهُما هَيبَةَ السُّلطانِ العَسوفِ ، وأبَرُّهُما بِرَّ الاُمِّ الرَّؤوفِ ، وَاجعَل طاعَتي لِوالِدَيَّ وبِرّي بِهِما أقَرَّ لِعَيني مِن رَقدَةِ الوَسنانِ ، وأثلَجَ لِصَدري مِن شَربَةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. في الدعاء للطبراني : «للعبد». وفي مجمع الزوائد : «للرَّجل».
٢. السنن الكبرى : ج ٧ ص ١٢٦ ح ١٣٤٥٩ ، الدعاء للطبراني : ص ٣٧٥ ح ١٢٤٩ ، مجمع الزوائد : ج ١٠ ص ٢٣٤ ح ١٧٢٤٠ نقلاً عن البزّار وكلّها عن أبي هريرة.
٣. الدرّ المنثور : ج ٥ ص ٢٦٧ نقلاً عن البيهقي عن محمّد بن سيرين.
٤. الإرشاد : ج ١ ص ٣٠٤ ، بحار الأنوار : ج ٧٧ ص ٤٢١ ح ٤٠.
الظَّمآنِ حَتّى اُوثِرَ عَلى هَوايَ هَواهُما ، واُقَدِّمَ عَلى رِضايَ رِضاهُما وأستَكثِرَ بِرَّهُما بي وإن قَلَّ ، وأستَقِلَّ بِرّي بِهِما وإن كَثُرَ.
اللّهُمَّ خَفِّض لَهُما صَوتي ، وأطِب لَهُما كَلامي ، وألِن لَهُما عَريكَتي ، وَاعطِف عَلَيهِما قَلبي ، وصَيِّرني بِهِما رَفيقا ، وعَلَيهِما شَفيقا.
اللّهُمَّ اشكُر لَهُما تَربِيَتي ، وأثِبهُما عَلى تَكرِمَتي ، وَاحفَظ لَهُما ما حَفِظاهُ مِنّي في صِغَري.
اللّهُمَّ وما مَسَّهُما مِنّي مِن أذىً ، أو خَلَصَ إلَيهِما عَنّي مِن مَكروهٍ ، أو ضاعَ قِبَلي لَهُما مِن حَقٍّ فَاجعَلهُ حِطَّةً لِذُنوبِهِما ، وعُلُوّا في دَرَجاتِهِما ، وزِيادَةً في حَسَناتِهِما ، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضعافِها مِنَ الحَسَناتِ.
اللّهُمَّ وما تَعَدَّيا عَلَيَّ فيهِ مِن قَولٍ ، أو أسرَفا عَلَيَّ فيهِ مِن فِعلٍ ، أو ضَيَّعاهُ لي مِن حَقٍّ ، أو قَصَّرا بي عَنهُ مِن واجِبٍ فَقَد وَهَبتُهُ لَهُما ، وجُدتُ بِهِ عَلَيهِما ورَغِبتُ إلَيكَ في وَضعِ تَبِعَتِهِ عَنهُما ، فَإِنّي لا أتَّهِمُهُما عَلى نَفسي ، ولا أستَبطِئُهُما في بِرّي ، ولا أكرَهُ ما تَوَلَّياهُ مِن أمري يا رَبِّ ، فَهُما أوجَبُ حَقّا عَلَيَّ ، وَأَقدَمُ إحسانا إلَيَّ ، وأعظَمُ مِنَّةً لَدَيَّ مِن أن اُقاصَّهُما بِعَدلٍ ، أو اُجازِيَهُما عَلى مِثلٍ ، أينَ إذا ـ يا إلهي ـ طولُ شُغلِهِما بِتَربِيَتي؟! وأينَ شِدَّةُ تَعَبِهِما في حِراسَتي؟! وأينَ إقتارُهُما عَلى أنفُسِهِما لِلتَّوسِعَةِ عَلَيَّ؟! هَيهاتَ ما يَستَوفِيانِ مِنّي حَقَّهُما ، ولا اُدرِكُ ما يَجِبُ عَلَيَّ لَهُما ، ولا أنا بِقاضٍ وَظيفَةَ خِدمَتِهِما ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وأعِنّي يا خَيرَ مَنِ استُعينَ بِهِ ، ووَفِّقني يا أهدى مَن رُغِبَ إلَيهِ ، ولا تَجعَلني في أهلِ العُقوقِ لِلآباءِ وَالاُمَّهاتِ يَومَ تُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما كَسَبَت وهُم لا يُظلَمونَ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وذُرِّيَّتِهِ ، وَاخصُص أبَوَيَّ بِأَفضَلِ ما خَصَصتَ بِهِ آباءَ عِبادِكَ المُونينَ واُمَّهاتِهِم ، يا أرحَمَ الرّاحِمينَ.
اللّهُمَّ لا تُنسِني ذِكرَهُما في أدبارِ صَلَواتي ، وفي إنىً مِن آناءِ لَيلي ، وفي كُلِّ ساعَةٍ مِن ساعاتِ نَهاري.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاغفِر لي بِدُعائي لَهُما ، وَاغفِر لَهُما بِبِرِّهِما بي مَغفِرَةً حَتما ، وَارضَ عَنهُما بِشَفاعَتي لَهُما رِضىً عَزما ، وبَلِّغهُما بِالكَرامَةِ مَواطِنَ السَّلامَةِ.
اللّهُمَّ وإن سَبَقَت مَغفِرَتُكَ لَهُما فَشَفِّعهُما فِيَّ ، وإن سَبَقَت مَغفِرَتُكَ لي فَشَفِّعني فيهِما حَتّى نَجتَمِعَ بِرَأفَتِكَ في دارِ كَرامَتِكَ ومَحَلِّ مَغفِرَتِكَ ورَحمَتِكَ ، إنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ ، وَالمَنِّ القَديمِ ، وأنتَ أرحَمُ الرّاحِمينَ. ١
١١٠٥. الأمالي للصدوق عن أبي بصير : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه الصّادِقِ عليهالسلام : ما كانَ دُعاءُ يوسُفَ عليهالسلام فِي الجُبِّ فَإِنّا قَدِ اختَلَفنا فيهِ؟ فَقالَ : إنَّ يوسُفَ عليهالسلام لَمّا صارَ فِي الجُبِّ وآيَسَ مِنَ الحَياةِ قالَ : اللّهُمَّ إن كانَتِ الخَطايا وَالذُّنوبُ قَد أخلَقَت وَجهي عِندَكَ ، فَلَن تَرفَعَ لي إلَيكَ صَوتا ، ولَن تَستَجيبَ لي دَعوَةً ، فَإِنّي أسأَ لُكَ بِحَقِّ الشَّيخِ يَعقوبَ ، فَارحَم ضَعفَهُ ، وَاجمَع بَيني وبَينَهُ ؛ فَقَد عَلِمتَ رِقَّتَهُ عَلَيَّ وشَوقي إلَيهِ. ٢
١١٠٦. مهج الدعوات ـ فيما ذَكَرَهُ مِن دُعاءِ يوسُفَ عليهالسلام في : يا راحِمَ المَساكينِ ، ويا رازِقَ المُتَكَلِّمينَ ، ويا رَبَّ العالَمينَ ... يا غافِرَ الذُّنوبِ ، يا عَلاّمَ الغُيوبِ ، يا ساتِرَ العُيوبِ ، أسأَ لُكَ أن تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تَغفِرَ لي ولِوالِدَيَّ ، وتَجاوَزَ عَنّا فيما تَعلَمُ ؛ فَإِنَّكَ الأَعَزُّ الأَكرَمُ ٣. ٤
راجع : نهج الذكر : الاستغفار / من ينبغي الاستغفار له / الوالدان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الصحيفة السجّاديّة : الدعاء ٢٤.
٢. الأمالي للصدوق : ص ٤٨٨ ح ٦٦٢ ، روضة الواعظين : ص ٣٥٩ ، بحار الأنوار : ج ١٢ ص ٢٥٥ ح ١٩
٣. قال المؤلّف قدسسره في ذيل الحديث : «إنّ قوله : أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد إلى آخره ، لعلّه من زيادة الرواة».
٤. مُهج الدعوات : ص ٣٦٨ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ١٧١ ح ٢٢
٢ / ٢
الأَهلُ وَالأَولادُ وَالأَخُ
الكتاب
(رَبَّنَا ظَـلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَـسِرِينَ). ١
(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَ هِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَ ـ عِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّـا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَـتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَـبَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). ٢
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَ هِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذَا الْبَلَدَ ءَامِنًا وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلَوةَ فَاجْعَلْ أَفْئدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَ تِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَىْ ءٍ فِى الْأَرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَ ـ عِيلَ وَإِسْحَ ـ قَ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلَوةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ). ٣
(رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصَّــلِحِينَ * فَبَشَّرْنَـهُ بِغُلَـمٍ حَلِيمٍ). ٤
(قَالُواْ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَــلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّى لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الأعراف : ٢٣.
٢. البقرة : ١٢٧ ـ ١٢٩.
٣. إبراهيم : ٣٥ ـ ٤٠.
٤. الصافّات : ١٠٠ و ١٠١.
وَأَهْلِى مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَـهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ). ١
(قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأِخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّ حِمِينَ). ٢
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِى صَدْرِى * وَيَسِّرْ لِى أَمْرِى * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِى * يَفْقَهُواْ قَوْلِى * وَاجْعَل لِّى وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِى * هَـرُونَ أَخِى * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى * وَأَشْرِكْهُ فِى أَمْرِى * كَىْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا). ٣
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِى الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقَا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّــلِحِينَ). ٤
(فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا). ٥
(فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَـاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّى أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قَالُواْ يَـأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَـطِئينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). ٦
(إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَ نَ رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّى إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى وَإِنِّى سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَـنِ الرَّجِيمِ). ٧
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الشعراء : ١٦٧ ـ ١٧٠.
٢. الأعراف : ١٥١.
٣. طه : ٢٥ ـ ٣٥.
٤. آل عمران : ٣٨ و ٣٩.
٥. مريم : ٥ و ٦.
٦. يوسف : ٩٦ ـ ٩٨.
٧. آل عمران : ٣٥ و ٣٦.
الحديث
١١٠٧. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الوالِدِ لِوَلَدِهِ ، مِثلُ دُعاءِ النَّبِيِّ لاُمَّتِهِ. ١
١١٠٨. عنه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الوالِدِ لِلوَلَدِ كَالماءِ لِلزَّرعِ بِصَلاحِهِ. ٢
١١٠٩. عنه صلىاللهعليهوآله : رَحِمَ اللّه مَن أعانَ وَلَدَهُ عَلى بِرِّهِ ، وهُوَ أن يَعفُوَ عَن سَيِّئَتِهِ ، ويَدعُوَ لَهُ فيما بَينَهُ وبَينَ اللّه. ٣
١١١٠. الإمام عليّ عليهالسلام : رَقَى النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله حَسَنا وحُسَينا فَقالَ : اُعيذُكُما بِكَلِماتِ اللّه التّامّاتِ وأسمائِهِ الحُسنى كُلِّها عامَّةً مِن شَرِّ السّامَّةِ وَالهامَّةِ ومِن شَرِّ كُلِّ عَينٍ لامَّةٍ ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ.
ثُمَّ التَفَتَ النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله إلَينا فَقالَ : هكَذا كانَ يُعَوِّذُ إبراهيمُ إسماعيلَ وإسحاقَ. ٤
١١١١. الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ وكانَ مِن دُعائِهِ عليهالسلام لِوُلدِهِ عليهم : اللّهُمَّ ومُنَّ عَلَيَّ بِبَقاءِ وُلدي وبِإِصلاحِهِم لي وبِإِمتاعي بِهِم.
إلهِي امدُد لي في أعمارِهِم ، وزِد لي في آجالِهِم ، ورَبِّ لي صَغيرَهُم ، وقَوِّ لي ضَعيفَهُم ، وأصِحَّ لي أبدانَهُم وأديانَهُم وأخلاقَهُم ، وعافِهِم في أنفُسِهِم وفي جَوارِحِهِم وفي كُلِّ ما عُنيتُ بِهِ مِن أمرِهِم ، وأدرِر لي وعَلى يَدَيَّ أرزاقَهُم.
وَاجعَلهُم أبرارا أتقِياءَ بُصَراءَ سامِعينَ مُطيعينَ لَكَ ، ولِأَولِيائِكَ مُحِبّينَ مُناصِحينَ ، ولِجَميعِ أعدائِكَ مُعانِدينَ ومُبغِضينَ ، آمينَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. تاريخ أصبهان : ج ١ ص ٢٢٦ ح ٣٤٤ ، الفردوس : ج ٢ ص ٢١٢ ح ٣٠٣٧ كلاهما عن أنس ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٨ ح ٣٣١٤؛ مشكاة الأنوار : ص ٢٨٢ ح ٨٥٣.
٢. الفردوس : ج ٢ ص ٢١٣ ح ٣٠٣٨ عن ابن عمر.
٣. بحار الأنوار : ج ١٠٤ ص ٩٨ ح ٧٠.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٥٦٩ ح ٣ ، عدّة الداعي : ص ٢٨١ عن القدّاح عن الإمام الصادق عليهالسلام.
اللّهُمَّ اشدُد بِهِم عَضُدي ، وأقِم بِهِم أوَدي ، وكَثِّر بِهِم عَدَدي ، وزَيِّن بِهِم مَحضَري ، وأحيِ بِهِم ذِكري ، وَاكفِني بِهِم في غَيبَتي ، وأعِنّي بِهِم عَلى حاجَتي ، وَاجعَلهُم لي مُحِبّينَ ، وعَلَيَّ حَدِبينَ مُقبِلينَ مُستَقيمينَ لي ، مُطيعينَ غَيرَ عاصينَ ولا عاقّينَ ولا مُخالِفينَ ولا خاطِئينَ.
وأعِنّي عَلى تَربِيَتِهِم وتَأديبِهِم وبِرِّهِم ، وهَب لي مِن لَدُنكَ مَعَهُم أولادا ذُكورا ، وَاجعَل ذلِكَ خَيرا لي ، وَاجعَلهُم لي عَونا عَلى ما سَأَلتُكَ. وأعِذني وذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ.
فَإِنَّكَ خَلَقتَنا وأمَرتَنا ونَهَيتَنا ورَغَّبتَنا في ثَوابِ ما أمَرتَنا ورَهَّبتَنا عِقابَهُ ، وجَعَلتَ لَنا عَدُوّا يَكيدُنا ، سَلَّطتَهُ مِنّا عَلى ما لَم تُسَلِّطنا عَلَيهِ مِنهُ ، أسكَنتَهُ صُدورَنا ، وأجرَيتَهُ مَجارِيَ دِمائِنا. لا يَغفُلُ إن غَفَلنا ، ولا يَنسى إن نَسينا ، يُؤمِنُنا عِقابَكَ ، ويُخَوِّفُنا بِغَيرِكَ. إن هَمَمنا بِفاحِشَةٍ شَجَّعَنا عَلَيها ، وإن هَمَمنا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبَّطَنا عَنهُ ، يَتَعَرَّضُ لَنا بِالشَّهَواتِ ، ويَنصِبُ لَنا بِالشُّبَهاتِ ، إن وَعَدَنا كَذَبَنا ، وإن مَنّانا أخلَفَنا ، وإلاّ تَصرِف عَنّا كَيدَهُ يُضِلَّنا ، وإلاّ تَقِنا خَبالَهُ يَستَزِلَّنا.
اللّهُمَّ فَاقهَر سُلطانَهُ عَنّا بِسُلطانِكَ ، حَتّى تَحبِسَهُ عَنّا بِكَثرَةِ الدُّعاءِ لَكَ ، فَنُصبِحَ مِن كَيدِهِ فِي المَعصومينَ بِكَ.
اللّهُمَّ أعطِني كُلَّ سُؤلي ، وَاقضِ لي حَوائِجي ، ولا تَمنَعنِي الإِجابَةَ وقَد ضَمِنتَها لي ، ولا تَحجُب دُعائي عَنكَ وقَد أمَرتَني بِهِ ، وَامنُن عَلَيَّ بِكُلِّ ما يُصلِحُني في دُنيايَ وآخِرَتي ما ذَكَرتُ مِنهُ وما نَسيتُ ، أو أظهَرتُ أو أخفَيتُ أو أعلَنتُ أو أسرَرتُ.
وَاجعَلني في جَميعِ ذلِكَ مِنَ المُصلِحينَ بِسُؤالي إيّاكَ ، المُنجِحينَ بِالطَّلَبِ إلَيكَ ، غَيرِ المَمنوعينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيكَ ، المُعَوَّدينَ بِالتَّعَوُّذِ بِكَ ، الرّابِحينَ في التِّجارَةِ عَلَيكَ ، المُجارينَ بِعِزِّكَ ، المُوَسَّعِ عَلَيهِمُ الرِّزقُ الحَلالُ مِن فَضلِكَ ، الواسِعِ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ،
المُعَزّينَ مِنَ الذُّلِّ بِكَ ، وَالمُجارينَ مِنَ الظُّلمِ بِعَدلِكَ ، وَالمُعافَينَ مِنَ البَلاءِ بِرَحمَتِكَ ، والمُغنَينَ مِنَ الفَقرِ بِغِناكَ ، والمَعصومينَ مِنَ الذُّنوبِ وَالزَّلَلِ وَالخَطاءِ بِتَقواكَ ، وَالمُوَفَّقينَ لِلخَيرِ وَالرُّشدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِكَ ، وَالمُحالِ بَينَهُم وبَينَ الذُّنوبِ بِقُدرَتِكَ ، التّارِكينَ لِكُلِّ مَعصِيَتِكَ ، السّاكِنينَ في جِوارِكَ.
اللّهُمَّ أعطِنا جَميعَ ذلِكَ بِتَوفيقِكَ ورَحمَتِكَ ، وأعِذنا مِن عَذابِ السَّعيرِ ، وأعطِ جَميعَ المُسلِمينَ وَالمُسلِماتِ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ مِثلَ الَّذي سَأَلتُكَ لِنَفسي ولِوُلدي في عاجِلِ الدُّنيا وآجِلِ الآخِرَةِ ، إنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ سَميعٌ عَليمٌ عَفُوٌّ غَفورٌ رَؤوفٌ رَحيمٌ.
وآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً ، وفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وقِنا عَذابَ النّارِ. ١
١١١٢. الإمام الصادق عليهالسلام : كانَ أبي عليهالسلام يَقولُ في دُعائِهِ : رَبِّ أصلِح لي نَفسي ؛ فَإِنَّها أهَمُّ الأَنفُسِ إلَيَّ ، رَبِّ أصلِح لي ذُرِّيَّتي ؛ فَإِنَّهُم يَدي وعَضُدي ، رَبِّ وأصلِح لي أهلَ بَيتي ؛ فَإِنَّهُم لَحمي ودَمي ، رَبِّ أصلِح لي جَماعَةَ إخوَتي وأخَواتي ومُحِبِّيَّ ؛ فَإِنَّ صَلاحَهُم صَلاحي. ٢
١١١٣. الإمام الباقر عليهالسلام : إنَّ آدَمَ ـ صَلَواتُ اللّه عَلَيهِ ـ لَمّا بَنَى الكَعبَةَ وطافَ بِها قالَ : اللّهُمَّ إنَّ لِكُلِّ عامِلٍ أجرا ، اللّهُمَّ وإنّي قَد عَمِلتُ. فَقيلَ لَهُ : سَل يا آدَمُ. فَقالَ : اللّهُمَّ اغفِر لي ذَنبي. فَقيلَ لَهُ : قَد غُفِرَ لَكَ يا آدَمُ. فَقالَ : ولِذُرِّيَّتي مِن بَعدي. فَقيلَ لَهُ : يا آدَمُ ، مَن باءَ ٣ مِنهُم بِذَنبِهِ هاهُنا كَما بُؤتَ ، غَفَرتُ لَهُ. ٤
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الصحيفة السجّاديّة : الدعاء ٢٥.
٢. قرب الإسناد : ص ٨ ح ٢٦ ، بحار الأنوار : ج ٩٥ ص ٣٥١ ح ٢.
٣. بؤت بذنبي : أقررت واعترفت (مجمع البحرين : ج ١ ص ٢٠١ «بوأ»).
٤. قصص الأنبياء : ص ٤٧ ح ١٣ عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ١١ ص ١٧٩ ح ٢٨ ، وراجع علل الشرائع : ص ٤٠٧ ح ٢.
١١١٤. الإمام الصادق عليهالسلام : لَمّا طافَ آدَمُ بِالبَيتِ وَانتَهى إلَى المُلتَزَمِ ، قالَ لَهُ جَبرَئيلُ عليهالسلام : يا آدَمُ أقِرَّ لِرَبِّكَ بِذُنوبِكَ في هذَا المَكانِ. فَوَقَفَ آدَمُ عليهالسلام فَقالَ : يا رَبِّ إنَّ لِكُلِّ عامِلٍ أجرا وقَد عَمِلتُ ، فَما أجري؟ فَأَوحَى اللّه عز وجل إلَيهِ : يا آدَمُ ، قَد غَفَرتُ ذَنبَكَ. قالَ : يا رَبِّ ولِوُلدي أو لِذُرِّيَّتي.
فَأَوحَى اللّه عز وجل إلَيهِ : يا آدَمُ ، مَن جاءَ مِن ذُرِّيَّتِكَ إلى هذَا المَكانِ ، وأقَرَّ بِذُنوبِهِ وتابَ كَما تُبتَ ثُمَّ استَغفَرَ غَفَرتُ لَهُ. ١
راجع : ص ٣٢٦ (من تُستَجاب دعوتُه / الوالد).
٢ / ٣
الأَخُ المُؤمِنُ بِظَهرِ الغَيبِ
أ ـ الجارُ ثُمَّ الدّارُ
١١١٥. الإمام الحسن عليهالسلام : رَأَيتُ اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلام قائِمَةً في مِحرابِها لَيلَةَ الجُمُعَةِ ، فَلَم تَزَل راكِعَةً ساجِدَةً حَتَّى انفَجَرَ عَمودُ الصُّبحِ ، وسَمِعتُها تَدعو لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ وتُسَمّيهِم ، وتُكثِرُ الدُّعاءَ لَهُم ، ولا تَدعو لِنَفسِها بِشَيءٍ. فَقُلتُ : يا اُمّاه ، لِمَ لا تَدعينَ لِنَفسِكِ كَما تَدعينَ لِغَيرِكِ؟ فَقالَت : يا بُنَيَّ ، الجارُ ثُمَّ الدّارُ. ٢
راجع : ص ١١٧ ح ٣٠٢.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٤ ص ١٩٤ ح ٣ عن معاوية بن عمّار وجميل بن صالح ، قصص الأنبياء : ص ٤٧ ح ١٤ عن جميل بن صالح نحوه ، بحار الأنوار : ج ٩٩ ص ٢٠٣ ح ١٣ ، وراجع تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٣١ ح ٧ والاُصول الستّة عشر : ص ١٥٥.
٢. دلائل الإمامة : ص ١٥٢ ح ٦٥ ، علل الشرائع : ص ١٨٢ ح ١ ، كشف الغمّة : ج ٢ ص ٩٤ كلّها عن فاطمة الصغرى عن الإمام الحسين عليهالسلام ، بحار الأنوار : ج ٨٩ ص ٣١٣ ح ١٩ نقلاً عن مصباح الأنوار.
ب ـ سُرعَةُ إِجابَةِ دَعوَةِ الغائِبِ
١١١٦. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : لَيسَ شَيءٌ أسرَعَ إجابَةً مِن دَعوَةِ غائِبٍ لِغائِبٍ. ١
١١١٧. عنه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ المُؤمِنِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ مُستَجابٌ. ٢
١١١٨. عنه صلىاللهعليهوآله : دُعاءُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ لا يُرَدُّ. ٣
١١١٩. عنه صلىاللهعليهوآله : أربَعُ دَعَواتٍ لا تُرَدُّ : دَعوَةُ الحاجِّ حَتّى يَرجِعَ ، ودَعوَةُ الغازي حَتّى يَصدُرَ ، ودَعوَةُ المَريضِ حَتّى يَبرَأَ ، ودَعوَةُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، وأسرَعُ هذِهِ الدَّعَواتِ إجابَةً دَعوَةُ الأَخِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ. ٤
١١٢٠. الإمام الباقر عليهالسلام : أوشَكُ دَعوَةٍ وأسرَعُ إجابَةٍ ، دُعاءُ المَرءِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ. ٥
١١٢١. تفسير القمّي عن حمّاد : قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه عليهالسلام : أشغَلُ نَفسي بِالدُّعاءِ لاِءِخواني ولِأَهلِ الوِلايَةِ ؛ فَما تَرى في ذلِكَ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. الكافي : ج ٢ ص ٥١٠ ح ٧ عن السكوني عن الإمام الصادق عليهالسلام ، النوادر للراوندي : ص ٩٧ ح ٤٧ ، الجعفريّات : ص ١٩٥ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهمالسلام ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٥٩ ح ١٧؛ سنن أبي داوود : ج ٢ ص ٨٩ ح ١٥٣٥ ، سنن الترمذي : ج ٤ ص ٣٥٢ ح ١٩٨٠ ، الأدب المفرد : ص ١٨٨ ح ٦٢٣ كلّها عن عبد اللّه بن عمرو نحوه ، كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٧ ح ٣٣٠٧.
٢. الجعفريّات : ص ١٩٥ ، النوادر للراوندي : ص ٩٧ ح ٤٨ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهمالسلام ، قرب الإسناد : ص ٦ ح ١٩ عن الإمام الصادق عليهالسلام وزاد فيه «ويدرّ الرزق ويدفع المكروه» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨٣ ح ١؛ كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٨ ح ٣٣١٦ نقلاً عن الغيلانيات عن اُمّ كرز.
٣. كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٨ ح ٣٣١٢ نقلاً عن البزّار عن عمران بن حصين.
٤. كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٧ ح ٣٣٠٤ ، الجامع الصغير : ج ١ ص ١٤٠ ح ٩١٥ كلاهما نقلاً عن الفردوس عن ابن عبّاس.
٥. الكافي : ج ٢ ص ٥٠٧ ح ١ ، مكارم الأخلاق : ج ٢ ص ٢٠ ح ٢٠٤٦ وزاد فيه «المؤمن» بعد «لأخيه» ، عدّة الداعي : ص ١٧٠ ، الدعوات : ص ٢٨٩ ح ٢٨ كلّها عن الفضيل بن يسار وفيها «المؤمن» بدل «المرء» ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٥٨ ح ١٦ وص ٣٩٠ ح ٢٢.
فَقالَ : إنَّ اللّه ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ يَستَجيبُ دُعاءَ غائِبٍ لِغائِبٍ ، ومَن دَعا لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ولِأَهلِ مَوَدَّتِنا ، رَدَّ اللّه عَلَيهِ مِن آدَمَ إلى أن تَقومَ السّاعَةُ لِكُلِّ مُؤمِنٍ حَسَنَةً. ١
١١٢٢. الإمام الصادق عليهالسلام : إذا دَعَا الرَّجُلُ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، نودِيَ مِنَ العَرشِ : ولَكَ مِئَةُ ألفِ ضِعفٍ مِثلِهِ ، وإذا دَعا لِنَفسِهِ كانَت لَهُ واحِدَةٌ ، فَمِئَةُ ألفٍ مَضمونَةٌ خَيرٌ مِن واحِدَةٍ لا يَدري يُستَجابُ لَهُ أم لا. ٢
راجع : ص ٣٣٠ ح ٩٩٤ وص ٣٣١ ح ٩٩٥ وح ٩٩٧.
ج ـ دُعاءُ المَلائِكَةِ لِمَن يَدعو لِأَخيهِ
الكتاب
(وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّــلِحَـتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ). ٣
الحديث
١١٢٣. الإمام الباقر عليهالسلام ـ في قَولِهِ تَبارَكَ وتَعالى : (وَيَسْتَجِيب الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله) : هُوَ المُؤمِنُ يَدعو لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ ، فَيَقولُ لَهُ المَلَكُ : آمينَ ، ويَقولُ اللّه العَزيزُ الجَبّارُ : ولَكَ مِثلا ما سَأَلتَ ، وقَد اُعطيتَ ما سَأَلتَ بِحُبِّكَ إيّاهُ. ٤
١١٢٤. رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : دَعوَةُ الرَّجُلِ لِأَخيهِ بِظَهرِ الغَيبِ تَعدِلُ سَبعينَ دَعوَةً مُستَجابَةً ، ويُوَكِّلُ اللّه عز وجل بِها مَلَكا يَقولُ : آمينَ آمينَ ، ولَكَ مِثلُ ما دَعَوتَ. ٥
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١. تفسير القمّي : ج ١ ص ٦٧.
٢. كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ٢ ص ٢١٢ ح ٢١٨٥.
٣. الشورى : ٢٦.
٤. الكافي : ج ٢ ص ٥٠٧ ح ٣ ، عدّة الداعي : ص ١٧٢ ، الدعوات : ص ٢٩٠ ح ٣١ كلاهما نحوه وكلّها عن جابر ، بحار الأنوار : ج ٩٣ ص ٣٨٨ ح ١٩ وج ٦٧ ص ٤٩ ، وراجع كمال الدين : ص ١١.
٥. الفردوس : ج ٢ ص ٢١٤ ح ٣٠٤٣ عن أبي الدرداء ، وراجع كنز العمّال : ج ٢ ص ٩٨ ح ٣٣١٦ وص ١٠٦ ح ٣٣٦٠.