قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

شرح زيارة الغدير

شرح زيارة الغدير

شرح زيارة الغدير

تحمیل

شرح زيارة الغدير

411/464
*

مهما كانت النتائج.

والإمام الهادي عليه‌السلام يشبِّه موقف جده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وموقف أبيه الوصي عليه‌السلام يوم الهجرة بموقف أبويهما إبراهيم وإسماعيل عليهما‌السلام ، ووجه الشبه بين الموقفين هو أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يرعى الإمام علياً عليه‌السلام ، ويتكفله منذ طفولته ، فهو بمنزلة ابنه ، بل كان أكثر شفقة عليه من الأب على ابنه.

وكما كان إبراهيم يريد امتثال أمر الله تعالى بقتل ابنه ، فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلّف الإمام علياً عليه‌السلام بما يواجه به خطر الموت امتثالاً لأمر الله تعالى ، فاستجاب الإمام علي عليه‌السلام بدون تردد ، ممتثلاً أمر الله تعالى ، مستسلماً لإرادته ، كما امتثل إسماعيل عليه‌السلام ، موطناً نفسه على القتل ، ليقي بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وكما نجا إسماعيل في اللحظة الحاسمة ، نجا الإمام علي عليه‌السلام من القتل بإرادة الله تعالى ومشيئته.

موقف علي عليه‌السلام يوم الهجرة :

عندما اتفق المشركون على قتل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن هاجر بعض أصحابه إلى المدينة المنورة ، وانتشر فيها الدين الإسلامي الحنيف ، فكانت خطتهم تقضي بأن يجتمع على قتله من كل قبيلة رجل ، ويُجْهزوا عليه ليلاً في داره ، فيضيع دمه بين القبائل ، ويعجز بنو هاشم من الطلب بدمه.

أراد المشركون أن يطفئوا نور الله تعالى ، وأبى الله إلّا أن يتم نوره ، قد خططوا ، فأحكموا خطتهم ، وأحاطوا بدار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلاً ، لينفذوا خطتهم تحت جنح الظلام ، ونزل الوحي يخبره بما دبروا له ، ويأمره بأن لا يبيت في داره ، وأن يغادر مكة سرّاً ، ليهاجر إلى المدينة.