قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

جهاد الامام السجّاد

جهاد الامام السجّاد

جهاد الامام السجّاد

تحمیل

جهاد الامام السجّاد

207/357
*

بدأ التنازل من كثير من المواقع الاستراتيجية التي كان يحتلها ، فقام الإمام عليه‌السلام بالإشهار بهم ، من خلال أعمال أصدق ما يقال فيها أنها الأستفزاز والتحرّش السياسيّ.

ومواقفه من عبدالملك بن مروان :

قد رأينا أن الأمويين بكل مرافق أجهزتهم ، كانوا يرون من الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام خيرا لا شرّ فيه.

وقد كانت علاقة مروان بن الحكم الأموي ، بالخصوص ، طيّبة مع الإمام عليه‌السلام لما أبداه الإمام تجاهه من رعاية ، أيام وقعة الحرّة ، وكان مروان شاكرا للإمام عليه‌السلام هذه المكرمة.

وطبيعي أن يعرف عبدالملك بن مروان ، للإمام زين العابدين عليه‌السلام هذه اليد والمكرمة.

ولذلك نراه ، لمّا ولي الخلافة ، يكتب الى واليه على المدينة الحجّاج الثقفي السفاك يقول : أما بعد :

فانظر دماء بني عبدالمطلب فاحتقنها واجتنبها ، فإني رأيت آل أبي سفيان بن حرب ( لما قتلوا الحسين ) لمّا ولغوا فيها ( نزع الله ملكهم ) لم يلبثوا إلاّ قليلا.

والسلام (١).

لكن الإمام عليه‌السلام لم يمرّ بهذه الرسالة بشكل طبيعيّ ، بل بادر الى إرسال كتاب الى عبدالملك، يقول فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم

... أما بعد :

فإنك كتبت يوم كذا وكذا ، من ساعة كذا وكذا ، من شهر كذا وكذا ، بكذا وكذا.

وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنبأني وأخبرني ، وأن الله قد شكر لك ذلك وثبّت ملكك ، وزاد فيه برهة ».

__________________

(١) المحاسن والمساوي للبيهقي ( ص ٧٨ ) وفي طبعة (٥٥) كشف الغمة للأربلي ( ٢ : ١١٢ ) مروج الذهب ( ٣ : ١٧٩ ) والاختصاص ( ص ٣١٤ ) وبحار الأنوار ( ٤٦ : ٢٨ و ١١٩ ).