تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فقال : لو لا جهله!! أين قوله : امض على سننك .. إلى آخر الكلام ، من قوله تعالى (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [سورة الحجر ، الآية : ٩٤] إلى آخر القصة ، وهل تتقارب الفصاحة أو يشتبه الكلامان؟!

وعيدان : بكسر العين وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها هو والد أبي الطيب المتنبي ، وكان يعرف بعيدان السقاء.

[قال ابن العديم] :

[قدم الشام في صباه وجال في أقطارها ، وصعد بعد ذلك إلى الديار المصرية ، وكان بها في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ثم قدم حلب وافدا على الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان ، ومادحا له ، فأكرمه ونفق عليه ، وصار خصيصا به ، ملازما له حضرا وسفرا إلى أن خرج من حلب غضبان بسبب كلام وقع بينه وبين ابن خالويه في مجلس سيف الدولة فضربه ابن خالويه بمفتاح. وكان ابن خالويه مؤدب ولدي الأمير سيف الدولة أبي المكارم وأبي المعالي ، فظفرت بجزء بخط ابن خالويه ذكر فيه ما يحفظه الأميران المذكوران ، فذكر أنواعا من الفقه والأدب وأشعار العرب وقال في جملتها : ويحفظان من شعر الشاعر المعروف بالمتنبي كذا وكذا قصيدة ، وعينها ، ولم يذكر أنهما يحفظان لغيره من العصريّين شيئا ، وهذا يدل على عظم قدره وجلالة أمره في ذلك الزمان.

روى عن أبي الطيب : القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي ، وأبو الفتح عثمان بن جني النحوي ، وأبو محمد الحسن بن علي بن الصقر الكاتب ، وأبو الحسن علي بن أيوب بن الحسين بن الساربان ، والأستاذ أبو علي أحمد بن محمد مسكويه ، وأبو عبد الله بن باكويه الشيرازي ، وأبو الحسن علي بن عيسى الربعي ، وأبو القاسم بن الحسن الحمصي ، وعبد الصمد بن زهير بن هارون بن أبي جرادة ، ومحمد بن عبد الله بن سعد النحوي ، وعبد الله بن عبيد الصفري الشاعر الحلبي ، وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الجوع الوراق المصري ، وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ابن المغربي ، وأبو بكر الطائي ، وأبو القاسم النيلبختي ، وأبو محمد الحسن بن عمر بن إبراهيم ، وأبو العباس بن الحوت ، وجماعة سواهم.

[قال ابن أبي الجوع الوراق المصري : سألت أبا الطيب المتنبي عن مولده ومنشئه؟

٨١

فقال : ولدت بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة في كندة ، ونشأت بها ودخلت مدينة السلام ، ودرت الشام كله سهله وجبله.

قال علي بن أيوب بن الحسن بن الساربان : ولد أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن المتنبي بالكوفة في محلة كندة سنة ثلاث وثلاثمائة ، وقال الشعر وهو صبي في المكتب](١).

[التحق بالأمير سيف الدولة بن حمدان سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، ثم فارقه ودخل مصر سنة ست وأربعين وثلاثمائة ، ومدح كافورا الإخشيدي وأنوجور ابن الإخشيذ ، وكان يقف بين يدي كافور وفي رجليه خفان وفي وسطه سيف ومنطقة ويركب بحاجبين من مماليكه وهما بالسيوف والمناطق ولما لم يرضه هجاه وفارقه ليله عيد النحر سنة خمسين وثلاثمائة ، ووجه كافور خلفه رواحله إلى جهات شتى فلم يلحق ، وكان كافور قد وعده بولاية بعض أعماله ، فلما رأى تعاليه في شعره وسموه بنفسه خانه ، وعوتب فيه فقال : يا قوم ، من ادعى النبوة بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم أما يدعي المملكة بعد كافور؟ فحسبكم](٢).

[قال السمعاني : أنشدنا الأستاذ أبو علي أحمد بن محمد مسكويه قال : أنشدنا المتنبي :

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى

عدوا له ما من صداقته بدّ

قال : قيل للمتنبي : على من تنبأت؟ قال : على الشعراء. فقيل : لكل نبي معجزة فما معجزتك؟ قال : هذا البيت](٣).

ولما هرب المتنبي الشاعر من مصر ، وصار إلى الكوفة ، وقام بها وصار إلى ابن العميد (٤) فمدحه (٥) ، فقيل إنه صار إليه منه ثلاثون ألف دينار (٦). وقال له : تمضي إلى عضد

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٦٤٣ ـ ٦٤٤.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن وفيات الأعيان ١ / ١٢٢ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٣٦.

(٣) الزيادة بين معكوفتين عن بغية الطلب ٢ / ٦٥٢ ـ ٦٥٣.

(٤) يعني أبا الفضل محمد بن الحسين بن محمد الديلمي الوزير وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٧٥ (٣٢٩٣) (ط دار الفكر).

(٥) انظر مقدمة شرح ديوان المتنبي للبرقوقي ١ / ٦١ ـ ٦٣ وانظر يتيمة الدهر ١ / ١٥٢.

(٦) كذا ، وفي سير الأعلام ١٦ / ١٣٧ فأجازه بثلاثة آلاف دينار.

٨٢

الدولة (١) فمضى من عنده إليه ، فمدحه ووصله بثلاثين ألف دينار ، وفارقه على أن يمضي إلى الكوفة يحمل عياله ويجيء معهم إليه ، وسار حتى وصل إلى النعمانية (٢) بإزاء قرية تقرب منها قال لها بنورا (٣) ، فوجد أثر خيل هناك ، فتنسّم خبرها ، فإذا خيل قد كمنت له فصادفته لأنه قصدها ، فطعن طعنة نكس عن فرسه ، فلما سقط إلى الأرض نزلوا فاحتزوا رأسه ذبحا ، وأخذوا ما كان معه من المال وغيره ، وكان مذهبه أن يحمل ماله معه أين توجّه ، وقتل ابنه معه وغلام من جملة خمسة غلمة كانوا معه ، وإن الغلام المقتول قاتل حتى قتل (٤).

[قال أبو بكر الخطيب](٥) :

[حدثني علي بن أيوب قال : خرج المتنبي من بغداد إلى فارس ، فمدح عضد الدولة وأقام عنده مديدة ، ثم رجع يريد بغداد ، فقتل في الطريق بالقرب من النعمانية في شهر رمضان من سنة أربع وخمسين وثلاثمائة](٦).

[قال (٧) أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل : أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين بن الساربان قال :

وخرج يعني المتنبي من شيراز لثمان خلون من شعبان قاصدا إلى بغداد ثم إلى الكوفة حتى إذا بلغ دير العاقول (٨) وخرج منه قدر ميلين ، خرج عليه فرسان ورجاله من بني أسد وشيبان فقاتلهم مع غلامين من غلمانه ساعة فقتلوه ، وقتل معه أحد الغلامين وهرب الآخر ،

__________________

(١) عضد الدولة ، السلطان ، أبو شجاع ، فنا خسرو بن السلطان ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي ، صاحب العراق وفارس ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٣٥٠ (٣٣٧٣) (ط دار الفكر).

(٢) النعمانية : بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة من أعمال الزاب الأعلى. (معجم البلدان).

(٣) بنورا : بالفتح ثم الضم والواو ساكنة ، قرية قرب النعمانية بين بغداد وواسط. وبها كان مقتل المتنبي في بعض الروايات (معجم البلدان ١ / ٥٠١).

(٤) بغية الطلب ٢ / ٦٨٠ ـ ٦٨١.

(٥) الزيادة للإيضاح.

(٦) الخبر بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ١٠٥ ونقله ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٦٨٠ من طريق أبي بكر الخطيب.

(٧) الخبر بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٦٨٠.

(٨) دير العاقول : كان على دجلة بينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخا (انظر معجم البلدان).

٨٣

وأخذوا جميع ما كان معه ، وتبعهم ابنه المحسّد (١) طلبا لكتب أبيه فقتلوه أيضا ، وذلك كله يوم الاثنين لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.

مدح (٢) عضد الدولة بن بوبه الديلمي فأجزل جائزته ، ولما رجع من عنده قاصدا إلى بغداد ثم إلى الكوفة في شعبان لثمان خلون منه عرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في عدة من أصحابه ، وكان مع المتنبي أيضا جماعة من أصحابه ، فقاتلوهم ، فقتل المتنبي وابنه محسّد وغلامه مفلح بالقرب من النعمانية ، في موضع يقال له : الصافية ، وقيل : حيال الصافية ، من الجانب الغربي من سواد بغداد عند دير العاقول بينهما مسافة ميلين].

[ذكر ابن رشيق في كتاب العمدة قال : إن أبا الطيب لما فرّ حين رأى الغلبة قال له غلامه : لا يتحدث الناس عنك بالفرار أبدا وأنت القائل :

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والحرب والضرب والقرطاس والقلم

فكرّ راجعا حتى قتل ، وكان سبب قتله هذا البيت](٣).

[قال أبو القاسم عن أبي غالب شجاع بن فارس بن الحسين الذهلي قال : أنشدني الحكيم أبو علي الحسين بن عبد الرحمن الثقفي النيسابوري لأبي القاسم المظفر الزوزني الكاتب يرثي المتنبي :

لا رعى الله سرب هذا الزمان

إذ دهانا في مثل ذاك اللسان

ما رأى الناس ثاني المتنبي

أي ثان برى لبكر الزمان

كان في نفسه الكبيرة في جي

ش وفي كبرياء ذي سلطان

كان في لفظه نبيا ولكن

ظهرت معجزاته في المعاني (٤)]

وكان قتل المتنبي يوم الاثنين لخمس بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاث مائة.

وحدث أنه لما نزل المنزل الذي رحل منه فقتل جاءه قوم خفراء فطلبوا منه خمسين درهما ليسيروا معه فمنعه الشحّ والكبر ، وتقدّموه فكان من أمره ما كان.

__________________

(١) ضبط بضم الميم وفتح الحاء المهملة والسين المهملة المشددة وبعدها دال مهملة عن وفيات الأعيان.

(٢) الخبر بين معكوفتين استدرك عن وفيات الأعيان ١ / ١٢٣ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٣٧.

(٣) الخبر استدرك بين معكوفتين عن العمدة لابن رشيق ١ / ٤٥ ووفيات الأعيان ١ / ١٢٣ والوافي ٦ / ٣٣٧.

(٤) استدرك الخبر والشعر عن بغية الطلب ٢ / ٦٨٦.

٨٤

[٩٥٩٦] أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي

أبو بكر الأنصاري البروجردي الصوفي

قدم دمشق سنة إحدى عشرة وأربع مائة ، وحدث بها.

روى عن أبي يعلى حمزة بن جعفر العلوي بسنده عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضلكم من تعلّم القرآن وعلّمه» [١٣٩٣٠].

[٩٥٩٧] أحمد بن الحسين بن حيدرة أبو الحسين

المعروف بابن خراسان الأطرابلسي

شاعر مشهور.

وصل دمشق لما وصل إليها بنو علوش وأقام بها أشهرا وتزوج بعد.

رجل صافي الأخلاق من الرفق ، مخلوق من أحسن الخلق ، تشهد كرائم أخلاقه بطيب أعراقه ، ريان من الفضل ، يهتز في الأريحية اهتزاز النصل.

شاعر مطبوع مترسل. أقام أيام مقامه بدمشق يتنقل في الحدائق ويقطع أوقاته بالشرب ، ولا يدخل [...](١) للحمام. ومن شعره :

دعوني لقا في الحرب أطفو وأرسب

ولا تنسبوني فالقواضب تنسب

وإن جهلت جهال قومي فضائلي

فقد عرفت فضلي معدّ ويعرب

ولا تعتبوني إذ خرجت مغاضبا

فمن بعض ما في ساحل الشام يغضب

وكيف التذاذي ماء دجلة معرقا

وأمواه لبنان ألذّ وأعذب

فما لي وللأيام لا درّ درّها

تشرق بي طورا وطورا تغرّب

[ومن شعره قوله :

رهنتك يا قلبي على غمض ساعة

فردّك من أهوى وشحّ على غمضي

__________________

[٩٥٩٦] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٦٣٨. البروجردي : بضم الباء والراء وكسر الجيم وسكون الراء هذه النسبة إلى بروجرد بلدة حسنة كثيرة الأشجار والأنهار من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان (الأنساب).

[٩٥٩٧] ترجمته في مرآة الزمان ٨ / ١٠ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٥١ وسماه أحمد بن الحسن بن عبد الله بن خراسان بن حيدرة الطرابلسي ، أبو الحسين الشاعر.

(١) كلمة غير مقروءة في مختصر ابن منظور.

٨٥

إذا كنت قلبي ثم أزمعت هجرة

فما أنت لي يا قلب بالصاحب المرضي

ولكنه قلب تعرض للهوى

ولا شكّ أني في جنايته أقضي](١)

مات أبو الحسين ابن خراسان سنة ست وتسعين وأربع مائة بطرابلس ، وكان سبب وفاته ضرب ناله من فخر الملك بن عمار لهجاء قاله فيه وفي أخيه.

[٩٥٩٨] أحمد بن الحسين بن داناج

أبو العباس الزاهد الإصطخري

سكن مصر. وسمع جماعة.

[سمع إبراهيم بن دحيم ، ومحمد بن صالح بن عصمة بدمشق ، وعبد الله بن محمد بن سلام المقدسي ، ومحمد بن عبيد الله بن الفضل الحمصي ، وعبدان بن أحمد الأهوازي ، وجعفر الفريابي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، والحسن بن سهل بن عبد العزيز المجوز بالبصرة ، وعلي بن عبد العزيز البغوي بمكة ، وأبا علي الحسن بن أحمد بن المسلم الطبيب بصنعاء وغيرهم.

روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن جابر التنيسي ، وأبو محمد ابن النحاس وغيرهما].

حدّث في خمس وثلاثين وثلاث مائة إملاء بسنده عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في الشونيز (٢) :

«عليكم بهذه الحبة السوداء فإنّ فيها شفاء من كلّ شيء إلّا السّام» (٣) ، يريد الموت [١٣٩٣١].

__________________

(١) الشعر استدرك عن الوافي بالوفيات ٦ / ٣٥١.

[٩٥٩٨] ترجمته في معجم البلدان (إصطخر) ١ / ٢١١. الاصطخري نسبة إلى اصطخر ، بالكسر وسكون الخاء المعجمة ، بلدة بفارس (معجم البلدان) والأنساب (الاصطخري) ١ / ١٧٦. ما بين معكوفتين استدرك عن معجم البلدان «اصطخر».

(٢) الشونيز ، أو الشينيز ، هو الحبة السوداء ، وهو نبت كالرازيانج إلّا أنه أطول وأدق وزهره أصفر إلى بياض يخلف أقماعا أكبر من أقماع البنج تنفرك عن هذا الحب ، (تذكرة داود الأنطاكي).

(٣) الحديث في تذكرة داود الأنطاكي ص ٣١١ ، وفيها أنه دواء من كل داء إلّا السام ، والمراد من كل داء بارد.

٨٦

كان فارسا ممتّعا بإحدى عينيه رجلا صالحا زاهدا. كتب الحديث بمصر. وكان كتب عن أهل بلده والغرباء. وكتب عنه قبيل وفاته ، وأملى عليهم في المسجد الجامع العتيق.

توفي بمصر يوم الاثنين يوم عشرين من شهر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وثلاث مائة.

[٩٥٩٩] أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم

أبو العباس مولى بني هاشم يعرف بزبيدة

من أهل باب كيسان.

حدث بدمشق عن أبي عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، عن عبد الله ـ يعني ابن عمرو ـ قال : رأيت رسول الله يسبّح ويعقد بيده.

وروى عن سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل بسنده عن أبي هريرة قال :

سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المرأة تحتلم هل عليها غسل؟ فقال : «نعم. إذا وجدت الماء فلتغتسل» [١٣٩٣٢].

[٩٦٠٠] أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم

ابن الحكم بن عبد الله أبو زرعة الحافظ الرّازي

قدم دمشق سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.

وسمع بها وبنيسابور وببلخ وببغداد وبمصر وبتنيس. وروى عنه جماعة.

[سمع محمد بن إبراهيم بن مورد ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، وعلي بن إبراهيم القطان القزويني ، وعبد الله بن محمد الحارثي ، وبكر بن عبد الله المحتسب البخاري ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، ومحمد بن مخلد الدوري.

وكان حافظا متقنا ، رحل في الحديث وسافر الكثير ، وجالس الحفاظ ، وجمع التراجم والأبواب ، وحدث ببغداد.

فحدثنا عنه القاضيان أبو علي الواسطي ، وأبو القاسم التنوخي ، وأبو زرعة روح بن

__________________

[٩٦٠٠] ترجمته في تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٩٩ وتاريخ بغداد ٤ / ١٠٩ وتاريخ الإسلام (٣٥١ ـ ٣٨٠) ص ٥٦٧ وسير الأعلام ١٣ / ١٧ (٣٦٣٠) (ط دار الفكر) والنجوم الزاهرة ٤ / ١٤٧ والعبر ٢ / ٣٦٨ وشذرات الذهب ٣ / ٨٤ وبغية الطلب ٢ / ٦٨٩ ومرآة الجنان ٢ / ٤٠٥.

٨٧

محمد الرازي ، ورضوان بن محمد الدينوري](١). [وتمام الرازي ، والحسين بن محمد الفلاكي ، وعبد الغني الأزدي ، وأبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي](٢).

[قال ابن المحسن (التنوخي) سألته عن مولده ، فقال : خرجت أول مرة إلى العراق سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، ولي أربع عشرة سنة](٣).

[له تصانيف كثيرة يروي فيها المناكير كغيره من الحفاظ ولا يبين حالها وذلك مما يزرى بالحافظ.

سأله حمزة السهمي عن أحوال الرواة](٤).

روى عن أبي حامد أحمد بن محمد بن بلال بنيسابور بسنده عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أقلّ ساكني الجنة النساء» [١٣٩٣٣].

وروى أيضا عن أبي الحسين بن الجنيد الرازي بدمشق بسنده عن نافع ، عن ابن عمر قال :

أتى سعد بن أبي وقاص إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : بأبي وأمي يا رسول الله ، علمت أن لكلّ شيء ثمرة ، وثمرة الصلاة الدعاء ، وأحب أن تعلّمني يا رسول الله. قال : «يا سعد ، تريد أن تتعلم الدعاء؟» قال : ببركتك يا رسول الله ، قال : «تعلم ما يصلح الدعاء قبل تعليمك الدعاء». قال : وما يصلح الدعاء يا رسول الله؟ قال : «مطعمك يا سعد ، من أحبّ أن تستجاب دعوته فليطب مطعمه ، يا سعد ، لحم نبت على السّحت النار أولى به ، يا سعد من لم يبال من أين يأتيه رزقه كان حقيقا على الله ألا يبالي من أيّما باب من أبواب جهنم أدخله» [١٣٩٣٤].

وحدّث بسنده عن البيهقي قال :

وقف أعرابي على مجلس قوم في المسجد فقال : أيها الناس ، والله ما نتّخذ السؤال

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ١٠٩.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام ١٣ / ١٧ (ط دار الفكر).

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ الإسلام (٣٥١ ـ ٣٨٠) ص ٥٦٧ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٠٠.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٠٠.

٨٨

صناعة ، ولا نعدّ الاختذاء بضاعة ، وإنها لأصعب علينا من وقع ظبى السيوف ، وأمرّ من تجرّع كاسات الحتوف. ولكن منع الاضطرار الاختيار ، وإنا كنا في عيش رقيق الحواشي فطواه الدهر بعد السعة ، وأفضى بنا بعد العلاء إلى الضّعة ، حتى لقد لبسنا أيدينا من القرّ (١) ، وأفنينا سرابيلنا (٢) من الضّرّ ، ولم نر دارا أعزّ من الدنيا ، ولا طالبا أغشم من الموت ، ومن عصف عليه الليل والنهار أردياه ، ومن وكل به الموت أفناه ، فرحم الله من أعطى من سعة ، أو وافى من كفاف ، أو آثر من خصاصه (٣). فلم يبق في المسجد أحد إلّا أعطاه.

[قال أبو بكر الخطيب](٤) :

[أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي ، حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي ببغداد ، حدثنا أبو بكر بن عبد الله الرازي المحتسب ببخارى ، حدثنا أبي ، حدثنا سليمان بن الربيع ، حدثنا كادح بن رحمة الزاهد ، حدثنا أبو حنيفة ومسعر وسفيان وشعبة وقيس وغيرهم عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عثمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»](٥).

[قال أبو الطيب أحمد بن علي بن محمد الطالبي الجعفري : حدثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن الحكم بن عبد الله الرازي قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن إسماعيل السبيعي بحلب قال : أخبرني المنذر بن محمد القابوسي قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي الحسين بن سعيد ، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو أيوب الإفريقي عبد الله بن علي قال : حدثني سماك عن جابر بن سمرة قال : كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتناشدون عنده الشعر ويذكرون أمر جاهليتهم ، فيضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويتبسم إليهم](٦).

وسئل أبو زرعة عن مولده فقال : لست أحقه ، ولكنّي خرجت إلى العراق أول دفعة

__________________

(١) القرّ بالضم البرد ، أو يخص بالشتاء (القاموس).

(٢) السرابيل واحدها سربال ، والسربال بالكسر ، القميص أو الدرع أو كل ما لبس (تاج العروس : سربل).

(٣) الخصاصة بالفتح الفقر ، والخلل ، أو كل خلل وخرق في باب ومنخل وبرقع ونحوه. والخصاصة بالضم : ما يبقى في الكرم بعد قطافه ، والنبذ اليسير (القاموس المحيط).

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ١٠٩.

(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٦٩٠.

٨٩

لطلب الحديث سنة أربع وعشرين وثلاث مائة وكان لي إذ ذاك أربع عشرة سنة أو نحوها. ووجد في كتاب أبي القاسم بن الثلاج بخطه : فقد أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي في طريق مكة سنة خمس وسبعين وثلاث مائة (١).

[٩٦٠١] أحمد بن الحسين بن علي بن مهدي بن علي بن جابر

أبو الحسين الأطرابلسي المعروف بابن الشماع

سكن عسقلان (٢). وقدم دمشق وحدث بها.

روى بسنده عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من جمع القرآن متّعه الله بعقله حتى يموت» [١٣٩٣٥].

توفي أبو الحسين بن الشماع بعسقلان في صفر ـ أو ربيع ـ سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة.

[٩٦٠٢] أحمد بن الحسين بن مهران ،

أبو بكر الأصبهاني المقرئ (٣)

سكن نيسابور. وهو من القراء المشهورين بخراسان. له تصانيف في القراءات. إمام عصره في القراءات ، وأعبد القراء. وكان مجاب الدعوة.

[سمع أحمد بن محمد الماسرجسي ، وابن خزيمة ، وأبا العباس السراج ، ومكي بن عبدان وجماعة.

وتلا بالعراق على زيد بن أبي بلال ، وأبي الحسن بن بوبان ، وأبي بكر النقاش. وأبي عيسى بكار ، وابن مقسم ، وبدمشق على أبي الحسن محمد بن النضر الأخرم.

روى عنه : الحاكم ، وابن مسرور ، (أبو حفص) ، وأبو سعد الكنجروذي ، وعبد الرحمن بن علّيك ، وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ.

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٩ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٠٠ وسير الأعلام ١٣ / ١٧ (ط دار الفكر).

(٢) عسقلان : مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين (معجم البلدان ٤ / ١٢٢).

(٣) ترجمته في تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ والبداية والنهاية ١١ / ٣١٠ ومعجم الأدباء ٣ / ١٢ وغاية النهاية ١ / ٤٩ وسير الأعلام ١٢ / ٤٥٥ (٣٤٩٢) (ط دار الفكر) والعبر ٣ / ١٦ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٤٧ والنجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠ وشذرات الذهب ٣ / ٩٨.

٩٠

وتلا عليه مهدي بن طرارة ، وطائفة](١) ، [وأبو القاسم علي بن أحمد البستي المقرئ شيخ الواحدي ، وسعيد بن محمد الحيري](٢).

[قال الحاكم :

قرأت ببخارى على ابن مهران كتاب «الشامل» له في القراءات](٣).

روى بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :

نحرنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة.

مرض أبو بكر بن مهران في العشر الأواخر من رمضان ثم اشتد به المرض في شوال وتوفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من شوال سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة ، وهو يوم مات ابن ست وثمانين سنة. وتوفي ذلك اليوم أبو الحسن العامري (٤) صاحب الفلاسفة.

قال عمر بن أحمد الزاهد : سمعت الثقة من أصحابنا يذكر.

أنه رأى أبا بكر بن الحسين بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها ، قال : فقلت :

أيها الأستاذ ، ما فعل الله بك؟ فقال : إن الله عزوجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال لي : هذا فداؤك من النار (٥).

[٩٦٠٣] [أحمد بن الحسين بن المؤمل

أبو الفضل المعروف بابن الشواء

وكتب عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي بها إنشادا. ذكره في معجم شيوخه.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام ١٢ / ٤٥٥ ، ٤٥٦ (ط دار الفكر).

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن معرفة القراء الكبار ١ / ٣٤٨.

(٣) الزيادة عن سير الأعلام ومعرفة القراء الكبار.

(٤) هو أبو الحسن محمد بن يوسف العامري ، من خراسان ، سكن بالري قرابة خمس سنوات ، كان عالما بالمنطق والفلسفة اليونانية ، اتصل بابن العميد وقرآ معا عدة كتب ، صنف كثيرا ، من مصنفاته «الأعلام بمناقب الإسلام» ، انظر الأعلام للزركلي ٧ / ١٤٨.

(٥) الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام ١٢ / ٤٥٦ (ط دار الفكر) ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٤٨.

[٩٦٠٣] استدركت ترجمته بكاملها عن بغية الطلب ٢ / ٦٩٦ ـ ٦٩٧.

٩١

أنبأنا أبو الوحش عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي في معجم شيوخه قال : أنشدني أحمد بن الحسين بن المؤمل أبو الفضل المعري المعروف بابن الشواء بدمشق لابن النوت المعري في بعض الوزراء من اليهود :

يهود هذا الزمان قد بلغوا

غاية آمالهم وقد ملكوا

العز فيهم والمال عندهم

ومنهم المستشار والملك

ولست ممن فيهم بغركم

تهودوا قد تهوّد الفلك]

[٩٦٠٤] أحمد بن الحسين ،

أبو الحسين بن التّمار المؤذّن

مؤذن جامع دمشق.

حدث عن سليمان بن عبد الرحمن بسنده عن أبي هريرة قال :

أوصاني خليلي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ألّا أنام إلّا على وتر وصلاة الضحى وصوم ثلاثة أيام من كل شهر.

[٩٦٠٥] أحمد بن الحسين ، أبو الحسن البغدادي البرتي (١)

يعرف بالبسطامي (٢)

روى بسنده عن أبي ذر البعلبكي عن مشايخه عن عائشة قالت :

سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعليّ : «حسبك ، ما لمحبّك حسرة عند موته ، ولا وحشة في قبره ، ولا فزع يوم القيامة» (٣).

قال (٤) : أبو ذرّ شيخ مجهول.

__________________

[٩٦٠٥] ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ١٠١ وميزان الاعتدال ١ / ١٢٠ (٤٢٢) (ط دار الفكر).

(١) في مختصر ابن منظور : البزي ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، والبرتي بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين ، هذه النسبة إلى برت مدينة بنواحي بغداد.

(٢) في تاريخ بغداد : البسطائي.

(٣) الحديث في ميزان الاعتدال ١ / ١٢٠ (ط دار الفكر) ورواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٢ عبد الله بن عثمان الصفار.

(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، راجع تاريخ بغداد ٤ / ١٠٢.

٩٢

[٩٦٠٦] أحمد بن حفص بن عمر بن صالح بن عطاء

ابن السائب بن أبي السائب المخزومي البلقاوي

روى بسنده أنّ أبا هريرة قال :

أتى رجل من أسلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو في المسجد ، فناداه فقال : يا رسول الله ، إن الآخر زنى ، يريد نفسه ، فأعرض عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتنحى لشقّ وجهه الذي أعرض قبله ، فأعرض عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتنحى له ، فأعرض عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتنحى عنه الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «بك جنون؟» قال : لا يا رسول الله ، فقال : «اذهبوا به فارجموه» ، وكان قد أحصن [١٣٩٣٦].

[٩٦٠٧] أحمد بن حفص بن المغيرة بن عبد الله

ابن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة أبو عمرو

ويقال : اسمه : عبد الحميد

[وهو ابن عم خالد بن الوليد ، وأبي جهل بن هشام ، وحنتمة بنت هاشم بن المغيرة ، أم عمر بن الخطاب.

أمه درة بنت خزاعي بن الحارث بن حويرث الثقفي].

له صحبة. وهو الذي طلّق فاطمة بنت قيس.

شهد خطبة عمر بالجابية (١) وعارضه في عزل خالد بن الوليد بن المغيرة (٢). وروى

__________________

[٩٦٠٦] البلقاوي بفتح الباء وسكون اللام ، هذه النسبة إلى البلقاء ، مدينة الشراة بناحية الشام ، الأنساب : البلقاوي ١ / ٣٩٢.

[٩٦٠٧] ترجمته في أسد الغابة ١ / ٦٦ والإصابة ١ / ٣٩ (٤١) و٦ / ١٨٨ (١٠٢٧٧) (ط دار الفكر) (في باب الكنى) ، ونسب قريش للمصعب ص ٣٣٢. وما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن أسد الغابة.

(١) الجابية : قرية تابعة لدمشق شمالي حوران.

(٢) الخبر في أسد الغابة ١ / ٦٦ وفيه أن عمر بن الخطاب قال وهو يخطب : إني أعتذر إليكم من خالد بن الوليد ، إني أمرته أن يحبس هذا المال على المهاجرين فأعطاه ذا البأس ، وذا الشرف ، وذا اللسان فنزعته ، وأثبت أبا عبيدة بن الجراح ، فقام أبو عمرو بن حفص فقال : والله ما عدلت يا عمر ، لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وغمدت سيفا سلّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولقد قطعت الرحم وحسدت ابن العم ، فقال عمر : إنك قريب القرابة ، حديث السن ، مغضب في ابن عمك. ويقال إنه خرج مع علي إلى اليمن في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمات هناك. كما في الإصابة ٢ / ٢٣ (ط دار الفكر).

٩٣

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مدح خالد. وكانت تحته فاطمة بنت قيس فطلقها ، فأتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «لا نفقة لك». وفاطمة بنت قيس هي أخت الضحاك بن قيس الفهري. طلقها أبو عمرو وهو غائب بالشام (١).

[٩٦٠٨] أحمد بن الحكم أبو حزية ـ

ويقال : أبو حرب ـ البلقاوي

من أهل البلقاء ، [من] عمل دمشق.

[روى عنه ذو النون](٢).

حدث عن عبد الله بن إدريس ، قال : وهو أحد المجهولين ـ قال :

وفد على مولاي ملك البجة (٣) رجل من أهل الشام يستميحه ، يقال له عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (٤) ، فقدم إليه طعاما على مائدة فتحركت القصعة على المائدة فأسندها الملك برغيف. فقال له عبد الرحمن بن هرمز : حدثني أبو هريرة قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إذا خرجتم في حجّ أو عمرة فتمتعوا كيلا تتكلوا ، وأكرموا الخبز فإن الله سخّر له بركات السماء والأرض ، ولا تسندوا القصعة بالخبز ، فإنه ما أهانه قوم إلّا ابتلاهم الله بالجوع» [١٣٩٣٧].

أبو حزية بالحاء المهملة والزاي.

[٩٦٠٩] أحمد بن حمدون بن إسماعيل

ابن داود أبو عبد الله الكاتب

شاعر في غاية الظرف والملاحة والأدب.

__________________

(١) نسب قريش للمصعب ص ٣٣٢.

[٩٦٠٨] ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ١٢١ (٤٢٦) (ط دار الفكر) وفيها : أبو حزبة ، وقيل : أبو حربة ، ولسان الميزان ١ / ١٦٤ وفيه أبو جرية ، ويقال أبو حزية.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن ميزان الاعتدال ولسان الميزان.

(٣) البجة : قوم أصحاب أخبية شعر ، أشد سوادا من الحبشة في زي العرب لا قرى لهم ولا مدن ولا زرع إلا ما ينقل إليهم من مدن الحبشة واليمن ومصر والنوبة ، وينتهي حدهم إلى ما بين الحبشة وأرض النوبة وأرض مصر (عن هامش مختصر ابن منظور).

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١١ / ٤٠٩.

[٩٦٠٩] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٧٠٤ قال ابن العديم : وقد سماه بعضهم محمدا.

٩٤

قدم دمشق في صحبة المتوكل وامتدحه البحتري.

[قال ابن العديم] :

[أنبأنا (١) أحمد بن محمد بن الحسن ، تاج الأمناء ، قال : أخبرنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن قال :

أحمد بن حمدون بن إسماعيل بن داود ، أبو عبد الله الكاتب ، شاعر في غاية الظرف والملاحة والأدب.

حكى عن الواثق ، وعن أبيه حمدون

روى عنه علي بن محمد بن نصر بن بسام ـ وهو ابن أخته ـ وجعفر بن قدامة ، والحسن بن محمد ـ عم أبي الفرج الأصبهاني ـ وأحمد بن الطيب السرخسي].

وذكره أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة في أسماء الشعراء (٢) ، وأنشد له في أحمد بن محمد بن ثوابة. وكان ابن حمدون يلقبه لبابة ، وكان ابن ثوابة قد دعا أبا القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب (٣) فترك لموسى بن بغا رغيفا من بيت ابن ثوابة ، فمات موسى من غد ذلك اليوم فقال شعرا :

[استعذنا الإله من شرّ ما يص

رق صبحا ومن رغيف لبابه

قد دهانا الرغيف في الفارس المع

لم واجتث ملكه ونصابه

من رأى مصرع الأمير فلا يط

عم طعاما من منزل ابن ثوابه

فلق حرم الإله على كل

أديب طعامه وشرابه

إن فيه خلائقا وخصالا

موجبات هجرانه واجتنابه

صلف معجب بغيض مقيت

أحمق مائق ضعيف الكتابة](٤)

قال أبو عبد الله بن حمدون :

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٧٠٥ ـ ٧٠٦ نقلا عن ابن عساكر.

(٢) لم نعثر عليه فيما طبع من كتاب الورقة. والخبر رواه ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٧٠٦.

(٣) عبيد الله بن سليمان بن وهب ، الوزير ، وزير المعتضد كان شديد الوطأة قوي السطوة ، مات سنة ٢٨٨ ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٥٠ (ط دار الفكر) ووفيات الأعيان ٣ / ١٢٢ ضمن ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن طاهر.

(٤) الأبيات استدركت عن بغية الطلب ٢ / ٧٠٦.

٩٥

كنت مع المتوكل لما خرج إلى دمشق ، فركب يوما إلى رصافة هشام بن عبد الملك (١) يدور في قصوره وقصور ولده ، ثم خرج فدخل إلى دير هناك قديم (٢) من بناء الروم حسن البناء بين مزارع وأنهار ، فدخل ، فبينا هو يدور إذ بصر برقعة قد ألصقت في صدره فأمر بأن تقلع وتنزل فقلعت فإذا فيها مكتوب (٣) :

أيا منزلا بالدّير أصبح خاليا

تلاعب فيه شمأل ودبور (٤)

كأنّك لم يسكنك بيض أوانس

ولم يتبختر (٥) في فنائك حور

وأبناء أملاك عباشم سادة

صغيرهم عند الأنام كبير

إذا لبسوا أدراعهم فعنابس (٦)

وإن لبسوا تيجانهم فبدور

على أنّهم يوم اللّقاء ضراغم

وأنّهم يوم النّوال بحور

ولم يشهدوا الصهريج والخيل حوله

لديه (٧) فساطيط لهم وخدور

وحولك رايات لهم وعساكر

وخيل لها بعد الصّهيل شخير

ليالي هشام بالرّصافة قاطن

وفيك ابنه ، يا دير ، وهو أمير

إذ العيش غضّ والخلافة لدنة

وأنت طرير والزّمان غرير

وروضك مرتاض ونورك نيّر

وعيش بني مروان فيك نضير

بلى فسقاك الغيث صوب غمامة (٨)

عليك لها (٩) بعد الرّواح بكور

تذكّرت قومي خاليا فبكيتهم

بشجو ومثلي بالبكاء جدير

فعزّيت نفسي وهي نفس إذا جرى

لها ذكر قومي أنّة وزفير (١٠)

__________________

(١) رصافة هشام بن عبد الملك في غربي الرقة بينهما أربعة فراسخ على طرف البرية ، بناها هشام لما وقع الطاعون بالشام ، وكان يسكنها في الصيف. (معجم البلدان ٣ / ٤٧).

(٢) هو دير الرصافة ، كما في معجم البلدان ٢ / ٥١٠ وهو من عجائب الدنيا حسنا وعمارة.

(٣) الأبيات في معجم البلدان «دير الرصافة» ٢ / ٥٠١.

(٤) الدبور الريح التي تقابل الصبا (القاموس).

(٥) في معجم البلدان : تسكنك ... تتبختر.

(٦) العنابس جمع عنبس ، وهو الأسد.

(٧) في معجم البلدان : ولم يشهد ... عليه.

(٨) صدره في معجم البلدان :

بلى فسقاك الله صوب سحائب

(٩) في معجم البلدان : بها.

(١٠) ليس البيت في معجم البلدان.

٩٦

لعلّ زمانا جار يوما عليهم

لهم بالذي تهوى النّفوس يدور (١)

فيفرح محزون وينعم يائس

ويطلق من ضيق الوثاق أسير

رويدك إنّ اليوم يتبعه غد

وإنّ صروف الدائرات تدور

فلما قرأها المتوكل ارتاع وتطيّر وقال : أعوذ بالله من سوء أقداره ، ثم دعا بالديراني فقال : من كتب هذه الرقعة؟ قال : لا أدري والله ، وأنا منذ نزل أمير المؤمنين هذا الموضع لا أملك من أمر الدير شيئا ، يدخله الجند والشاكرية ويخرجون وغاية قدرتي أني متولد في فلاتي ، فهمّ بضرب عنقه وخراب الدير فكلمه الجلساء (٢) وقالوا : ليس هذا ممّن يتّهم بالانحراف عنك والميل إلى بني أمية. إنه ليس من أهل هذه الملة. ولم يزل الفتح بن خاقان (٣) يشفع إليه حتى أمسك عنه. ثم بان بعد ذلك أن الذي كتب الأبيات رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي ، وكانت أمه من موالي هشام.

مات أحمد بن حمدون يوم الثلاثاء النصف من شعبان سنة أربع وستين ومائتين.

[٩٦١٠] أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن خزيمة

أبو اسماعيل الهروي الحداد الصوفي ،

المعروف بعمويه شيخ الصوفية بهراة

قدم دمشق ، وسمع بها ، وأطرابلس وغيرها ، وصور ، ونهاوند ، ونيسابور.

حدث عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بسنده عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«إن من الشعر حكمة» [١٣٩٣٨].

سافر الكثير ، ولقي المشايخ وطاف بالبلاد.

توفي بهراة في غرّة رجب سنة إحدى وأربعين وأربع مائة. وكان مولده سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : تدور ، والمثبت عن معجم البلدان.

(٢) في معجم البلدان : فسأله الندماء فيه.

(٣) الفتح بن خاقان ، الوزير ، أبو محمد التركي ، وزير المتوكل ، فوض إليه إمرة الشام ، ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٨٢ (١٩٨٩) (ط دار الفكر) وتاريخ بغداد ٨ / ٦٦.

٩٧

[٩٦١١] أحمد بن حميد بن سعيد بن خالد بن حميد

ابن صهيب بن طليب بن بخيت بن علقمة بن الصبر

أبو الحسن الأزدي ، المعروف بابن أبي العجائز ، وهو جده سعيد

حدث عن جماعة.

وروى عن علي بن غالب بن سلام بسنده عن سمرة أن نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من توضأ فبها ونعمت ، ومن اغتسل فذلك أفضل». يعني يوم الجمعة [١٣٩٣٩].

__________________

[٩٦١١] تقدمت ترجمة أبيه حميد في ١٥ / ٢٨٤ رقم ١٨٠١ وتقدمت ترجمة سعيد في ٢١ / ٤٥ رقم ٢٤٦٥.

٩٨

من اسم أبيه على حرف الخاء

[من الأحمدين]

[٩٦١٢] أحمد بن خالد أبو العباس الدّامغاني

نزيل نيسابور.

سمع بدمشق ، والحجاز ، ومصر ، والعراق ، وغيرها.

[كان رحالا ، واسع الرحلة ، دخل الشام ، وسمع بتلّ منس من ناحية حلب المسيّب بن واضح السلمي](١).

حدث عن هشام بن عمار بسنده عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض» ، وقبل أن يرفع ـ ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام هكذا ثم قال : «العالم والمتعلم في الخير شريكان ، ولا خير في سائر الناس بعد» [١٣٩٤٠].

قال أبو زكريا :

فالعالم والمتعلم في الأجر سيّان ، كما أنّ الداعي والمؤمّن في الدعاء شريكان.

وحدث أيضا عن داود بن رشيد بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«سافروا تصحّوا وتغنموا» [١٣٩٤١].

__________________

[٩٦١٢] ترجمته في الأنساب (الدامغاني) ٢ / ٤٤٦ وبغية الطلب ٢ / ٧٢١. والدامغاني ضبطت عن الأنساب بفتح الدال المهملة والميم المفتوحة نسبة إلى دامغان بلدة من بلاد قومس ، وهي بين الري ونيسابور ، انظر معجم البلدان.

(١) زيادة عن بغية الطلب ٢ / ٧٢١.

٩٩

[قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ (١) :

أحمد بن خالد شيخ مفيد ، كثير الرحلة ، سكن نيسابور ، وتوفي بها.

قال أبو عبد الله الحاكم : أحمد بن خالد أبو العباس الدامغاني سمع ببغداد داود بن رشيد ، وعبيد الله بن عمر القواريري وغيرهما ؛ وبالبصرة : نصر بن علي ، وعمر بن علي وأقرانهما ، وبالكوفة أبا كريب وأقرانه ، وبالحجاز أبا منصور الزهري ، ويعقوب بن حميد ، وبمصر الحارث بن مسكين ، وأبا الطاهر ، وعيسى بن حماد ، وأبا الربيع الرشيدي وغيرهم ، وبالشام محمد بن المصفى ، والمسيب بن واضح وهشام بن عمار ، ودحيم ابن اليتيم.

روى عنه أبو العباس الكوكبي ، وأبو حامد ابن الشرقي ، وأبو بكر بن علي وأبو عبد الله بن يعقوب ، وهم حفاظ بلدنا](٢).

وقال غيره : توفي سنة ثمان (٣) وثمانين ومائتين.

[٩٦١٣] أحمد بن خالد ، رجل من أهل دمشق

قال أحمد بن خالد :

إن محمد بن صالح بن بيهس (٤) قال لبني حنظلة وجماعة من وجوه أهل المزّة (٥) بحضرة عبد الله بن طاهر : سترتم أبا العميطر (٦) ومسلمة المرواني (٧) خلافا على أمير المؤمنين؟ فقالوا له : نحن لم نسترهم حتى خلعوا أنفسهم مما تسمّوا به.

__________________

(١) كذا في مختصر ابن منظور والأنساب ، وفي بغية الطلب : ثقة.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن بغية الطلب ، وانظر الأنساب (الدامغاني ٢ / ٤٤٦).

(٣) كذا في مختصر ابن منظور ، وبغية الطلب ، والذي في الأنساب : ومات سنة ثمانين ومائتين.

(٤) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق طبعة دار الفكر ـ ٥٣ / ٢٥٧ رقم ٦٤٥٤.

(٥) المزة : بالكسر ثم التشديد : قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق بينها وبين دمشق نصف فرسخ. (معجم البلدان).

(٦) اسمه علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ٤٣ / ٢٤ رقم ٤٩٥١.

(٧) يعني مسلمة بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك ، انظر الكامل لابن الأثير ٤ / ١١٣ حوادث سنة ١٩٥.

١٠٠