تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[قال علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ](١).

[أخبرنا أبو عبد الخلال قال : أخبرنا عبد الرحمن بن مندة ، قال : أخبرنا أبو طاهر الحسين بن سلمة الهمذاني قال : أخبرنا أبو الحسن الفأفاء.

ح قال ابن منده : وأخبرنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة قالا : أخبرنا ابن أبي حاتم قال :

أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي ، حدثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك ، قال : وسمعت أبا زرعة يقول : رأيته بدمشق يجالس محمود بن خالد ، قال : وسمعت أبي يقول : أدركته ، ولم أكتب عنه ، وكان صاحب مواعظ وزهد ، روى عنه أحمد ابن أبي الحواري ، ومحمود بن خالد وعبد الله بن هلال الدومي ، يعد في الدمشقيين. قال أبو محمد : أحمد بن عاصم الأنطاكي روى عن سفيان بن عيينة وأبي قتادة الحراني ، ويوسف بن أسباط ، والهيثم بن جميل ، روى عنه أحمد بن أبي الحواري ، وعبد الله بن هلال الدومي الربعي](٢).

حدث أحمد بن عاصم عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان قال :

مررت بالحسن في السحر ، وهو جالس ، قال : قلت : يا أبا سعيد ، مثلك يجلس في هذا الوقت؟ قال : إني توضأت فأردتها أن تقوم فتصلي فأبت علي وأرادتني على أن تنام فأبيت عليها.

قال أحمد بن عاصم (٣) : كتب أخ ليونس بن عبيد الله (٤) :

أما بعد ، يا أخي فاكتب إلي كيف أنت ، وكيف حالك؟ فكتب إليه :

بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ، يا أخي فإنك كتبت إليّ تسألني أكتب إليك كيف أنا ، وكيف حالي ، وأعلمك يا أخي أن نفسي قد ذلت بصيام اليوم البعيد الطرفين (٥) ، الشديد

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٨٤٨ ـ ٨٤٩ والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ١ / ١ / ٦٦.

(٣) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٩ / ٢٩٣.

(٤) في حلية الأولياء : كتب أخ لعبيد الله إلى يونس بن عبيد.

(٥) في الحلية : دلت لي بصوم يوم بعيد الطرفين.

٢٢١

الحر ، ولم تذل لي بترك الكلام فيما لا يعنيني (١).

[قال أبو نعيم الحافظ](٢) :

[حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، ثنا عبد الرحمن بن داود ، ثنا عبد الله بن هلال الدومي (٣) ببيروت ثنا أحمد بن عاصم قال (٤)(٥).

التقى فضيل بن عياض وسفيان الثوري فتذاكرا [فبكيا](٦) ، فقال سفيان لفضيل : يا أبا علي ، إني لأرجو ألا نكون جلسنا مجلسا قط أعظم علينا بركة من هذا المجلس! فقال الفضيل : لكني أخاف ألا نكون جلسنا مجلسا قط أضرّ علينا منه (٧). قال : ولمه يا أبا علي؟! قال : ألست تخلّصت إلى أحسن حديثك فحدثتني به ، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي فحدثتك به؟ فترتبت (٨) لي وترتبت لك؟ قال : فبكى سفيان بكاء أشد من البكاء الأول ثم قال : أحييتني أحياك الله.

وكنية أحمد بن عاصم ، أبو علي ، ويقال : أبو عبد الله ، من متقدمي مشايخ الثغور ، وكان أبو سليمان الداراني يسميه «جاسوس القلوب» لحدّة فراسته. وكان من أقران بشر بن الحارث ، والسريّ ، والحارث المحاسبي (٩).

قال أحمد بن عاصم (١٠) : إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن (١١) له بحفظ لسانك.

وقال (١٢) : إذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق ، فإنهم جواسيس القلوب ،

__________________

(١) في الحلية : يعنيه.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) في حلية الأولياء : الرومي ، تصحيف.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء.

(٥) الخبر رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٨ / ١١٤ في أخبار الفضيل بن عياض.

(٦) زيادة عن الحلية.

(٧) في الحلية : لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤما.

(٨) في الحلية : فتزينت لي به وتزينت لك به.

(٩) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٣٩٤ ورواه ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٨٤٩.

(١٠) الرسالة القشيرية ص ٣٩٤ وبغية الطلب ٢ / ٨٤٩.

(١١) في الرسالة القشيرية : عليه.

(١٢) رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص ٢٣٥ وطبقات الشعراني ١ / ٨٣.

٢٢٢

يدخلون في قلوبكم ويخرجون منها من حيث لا تحتسبون (١).

روي عن أحمد بن عاصم أنه كان يقول (٢) :

هذه غنيمة باردة ، أصلح ما بقي من عمرك يغفر لك ما مضى.

وكان يقول : يسير اليقين يخرج كلّ الشك من القلب ، ويسير الشكّ يخرج اليقين كله من القلب (٣).

قال أحمد بن أبي الحواري (٤) :

قال لي أحمد بن عاصم : يا أبا الحسن ، أحب ألا أموت حتى أعرف مولاي لا معرفة الإقرار به ولكن المعرفة التي إذا عرفته استحييت.

قال أحمد بن عاصم :

هممت بترك المخالطة والعزم على السكوت. وكتبت إلى الهيثم بن جميل أشاوره في ذلك ، فكتب إلي : إن أبا سلمة حماد بن سلمة همّ بذلك ولزم بيته ، فترك إتيان السوق ، فقال الناس : أبو سلمة لزم بيته ، فنزل السوق فخرج حماد وجعل يقف على الشيء يساوم به لا يريد شراءه ، ويقف على القوم يسلم عليهم ليدرأ تلك المقالة عن نفسه ، فكسرني عن ذلك.

قال أحمد بن عاصم :

قلة الخوف من قلة الحزن في القلب ، وإذا قلّ الحزن في القلب خرب القلب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب (٥).

قال أبو عبد الله الأنطاكي (٦) :

إن أقلّ اليقين إذا وصل إلى القلب يملأ القلب نورا ، وينفي عنه كل ريب ويمتلئ القلب به شكرا ومن الله خوفا.

__________________

(١) في الرسالة القشيرية : «تحسون» وفي طبقات الشعراني «تشعرون».

(٢) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٩ / ٢٨١ وابن الجوزي في صفة الصفوة ٤ / ٢٧٨.

(٣) بغية الطلب لابن العديم ٢ / ٨٥٢.

(٤) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ٩ / ٢٨٢ من طريقه.

(٥) سير أعلام النبلاء ٩ / ٥٨١ (ط دار الفكر).

(٦) رواه أبو القاسم القشيري في الرسالة القشيرية ص ١٧٨ وابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٨٥٠.

٢٢٣

وكان يقول (١) : من كان بالله أعرف كان له أخوف.

وقال (٢) : كل نفس مسئولة فمرتهنة أو مخلصة ، وفكاك الرهون بعد قضاء الديون ، فإذا علقت (٣) الرهون أكدت الديون ، وإذا أكدت الديون استحقوا (٤) السجون.

وقال (٥) : الخير كله في حرفين قلت : وما هما؟ قال : تزوى عنك الدنيا ويمن عليك بالقنوع ، ويصرف عنك وجوه الناس ويمن عليك بالرضا.

قال أحمد بن عاصم :

فرائض القلب : اطّراح الدنيا ، وطرح ما يكره الله ، وطهارة الضمير ، وتصحيح العزم ، وصيانة العقول ، ورعاية النعم في المعاملة ، والفهم عن الله فيما يقع التدبير.

وقال : أنفع العقل ما عرّفك نعم الله عليك ، وأعانك على شكرها ، وقام بخلاف الهوى.

سئل (٦) أحمد بن عاصم. ما علامة (٧) الرجاء في العبد؟ قال : أن يكون إذا أحاط به الإحسان ألهم الشكر راجيا لتمام النعمة من الله تعالى عليه في الدنيا ، وتمام عفوه في الآخرة.

وقال : خير صاحب لك في دنياك الهمّ ، يقطعك عن الدنيا ويوصلك إلى الآخرة.

قال أحمد بن عاصم الحكيم (٨) :

الناس ثلاث طبقات : فمطبوع غالب. هؤلاء أهل الإيمان والإتقان فإذا غفلوا ذكروا فرجعوا من غير أن يذكّروا ، وذلك قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) [سورة الأعراف ، الآية : ٢٠١] فهؤلاء الطبقة العليا من أصحاب

__________________

(١) الرسالة القشيرية ص ٣١٣ وبغية الطلب ٢ / ٨٥٠.

(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٩ / ٢٨٠.

(٣) في الحلية : أغلقت.

(٤) في الحلية : استوجبوا.

(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٩ / ٢٨٢.

(٦) الخبر في الرسالة القشيرية ص ١٣٢ وبغية الطلب ٢ / ٨٥١.

(٧) في بغية الطلب : علاقة ، وفي الرسالة القشيرية : «علامة».

(٨) رواه الذهبي في سير الأعلام ٩ / ٥٨١ (ط دار الفكر).

٢٢٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والطبقة الثانية مطبوع مغلوب ، فإذا بصّروا ، أبصروا ، فرجعوا بقوة الطباع إلى محجة العقلاء (١) ، والطبقة الثالثة مطبوع مغلوب غير ذي طباع ولا سبيل لك أن ترده بمواعظك وأدبك إلى محجة الفضلاء.

قال أحمد بن عاصم :

هممت ولم أعزم ولو كنت صادقا

عزمت ولكنّ الفطام شديد

ولو كان لي عقل وإيقان موقن

لما كنت عن قصد الطّريق أحيد

ولا كان في شك اليقين مطامعي

ولكن عن الأقدار كيف أحيد؟

[أنشد أبو الحسن علي بن متويه لأحمد بن عاصم الأنطاكي :

داعيات الهوى تخف علينا

وخلاف الهوى علينا ثقيل

لا نرى خائفا فيلزمنا الخو

ف ولا صادقا كما قد نقول

فقد الصدق في الأماكن حتى

وصفه اليوم ما عليه دليل

فبقينا مرددين حبارى

نطلب الصدق ما إليه سبيل](٢)

[وأنشد أبو زرعة الدمشقي لأحمد بن عاصم الأنطاكي :

هون عليك فكل الأمر منقطع

وخلّ عنك عنان الهم مندفع

فكل همّ له من بعده فرج

وكل همّ إذا ما ضاق يتسع

إن البلاء وإن طال الزمان به

فالموت يقطعه أو سوف ينقطع](٣)

[وقال عبد الله بن القاسم القرشي : أنشدني أحمد بن عاصم الأنطاكي لنفسه :

ألم تر أن النفس يرديك شرها

وأنك مأخوذ بما كنت ساعيا

فمن ذا يريد اليوم للنفس حكمة

وعلما يزيد العقل للصدر شافيا](٤)

[في قصيدة طويلة](٥).

__________________

(١) في سير الأعلام : ورجعوا بقوة العقل.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٨٥١ ـ ٨٥٢.

(٣) الشعر استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٨٥٢.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن حلية الأولياء ٩ / ٢٩٦.

(٥) زيادة للإيضاح.

٢٢٥

[٩٦٦٥] أحمد بن عامر بن عبد الواحد

ابن العباس الربعي البرقعيدي (١)

سمع بدمشق وبغيرها.

[سمع بدمشق أحمد بن عبد الواحد بن عبود ، ومحمد بن حفص صاحب واثلة ، وشعيب بن شعيب بن إسحاق ، والهيثم بن مروان العبسي ، وبغيرها : معروف بن أبي معروف البلخي ، ومحمد بن حماد بن مالك ، ومؤمل بن إهاب وغيرهم.

روى عنه : أبو أحمد بن عدي ، ومحمد بن أحمد بن حمدان المروروذي ، وأبو محمد الحسن بن علي البرقعيدي وغيرهم.

وكان يسكن نصيبين].

حدث عن أحمد بن عبد الواحد بن عبود بسنده عن ابن عباس.

في قوله (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [سورة النساء ، الآية : ٥٩] قال : العلماء.

وحدث أيضا عن محمد بن عبد الرحمن الجعفي بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أشدّ الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه» [١٣٩٨٩].

[كان شيخا صالحا](٢).

توفي بعد سنة ثلاث مائة.

[٩٦٦٦] أحمد بن عامر بن محمد بن يعقوب بن عبد الملك

أبو الحسن الطائي حفيد محمود بن خالد

[روى عن جماعة.

روى عن أبيه ، وعن الربيع بن سليمان صاحب الشافعي ، وأبي زرعة الدمشقي ، وأبي بكر ابن الصباغ وغيرهم.

__________________

[٩٦٦٥] ترجمته في معجم البلدان (برقعيد) ١ / ٣٨٨. وما بين معكوفتين مستدركا منه.

(١) البرقعيدي نسبة إلى برقعيد ، بالفتح وكسر العين وياء ساكنة ودال ، بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باسزى (معجم البلدان ١ / ٣٨٧).

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن معجم البلدان.

[٩٦٦٦] ترجمته في لسان الميزان ١ / ١٩٠. وما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عنه.

٢٢٦

روى عنه أيضا عبد الوهاب الكلابي].

حدث عن محمد بن إسحاق ويعرف بابن الحريص بسنده عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قضى لأخيه حاجة كان كمن خدم الله عمره» [١٣٩٩٠].

روى أحمد بن عامر بسنده عن الشافعي قال :

كنت أناظر محمد بن الحسن فكان له في قلبي وزن لأدبه وفصاحته ، حتى ناظرته في صلاة الكسوف ، فقام إلى غرفة له توهمت أنه يريد تهيئة الصلاة فسمعته وهو يقول بينه وبين نفسه : يحتج علي بصبي وامرأة ، يعني ابن عباس وعائشة. قال الشافعي : فذهب ما كان له في قلبي من وزن.

كان من أهل بيت علم (١) ، كان فيه جماعة محدثون من قبل أبيه وأمه.

مات في المحرم سنة ست وعشرين وثلاث مائة (٢).

[٩٦٦٧] أحمد بن عامر بن معمّر بن حماد ،

أبو العباس الأزدي

حدث رجل بدمشق بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«أيّما رجل باع سلعة فوجدها بعينها عن رجل قد أفلس ولم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له ، وإن كان قد قبض من ثمنها شيئا فهو أسوة الغرماء» [١٣٩٩١].

[٩٦٦٨] أحمد بن العباس بن الربيع

أبو بكر البغدادي الحافظ يعرف بابن الفقاعي

حدث بدمشق.

[كان موسوما بالحفظ والمعرفة.

انتقى بمصر على القاضي علي بن الحسين بن بندار ، وسمع الناس بانتخابه ، وحدث بدمشق عن محمد بن مخلد الدوري ، ومحمد بن عبد الله البغدادي ، وهبيرة بن محمد الطبيب.

__________________

(١) رواه ابن حجر في لسان الميزان ١ / ١٩٠ نقلا عن أبي الحسين الرازي.

(٢) نقله ابن حجر في لسان الميزان عن ابن زبر (١ / ١٩٠).

[٩٦٦٨] ترجمته في الوافي بالوفيات ٧ / ١١. وما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عنه.

٢٢٧

روى عنه تمام بن محمد الرازي].

روى عن هبيرة بن محمد الطبيب بسنده عن ابن عمر :

أن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضرب وغرّب ، وأن أبا بكر ضرب وغرب [١٣٩٩٢].

[٩٦٦٩] أحمد بن العباس بن محمد بن الحسين

ابن عمرو بن نوح بن عمرو بن حويّ بن نافع بن زرعة

ابن محصن بن حبيب بن ثور بن خداش بن سكسك

ابن أشرس بن كندة أبو العباس الكندي المياهي

وقيل في نسبه : أحمد بن الفضل بن حويّ.

قال : وأظنّ أن كنية أبيه : أبو الفضل فأسقط منه أبا.

حدث عن يوسف بن القاسم الميانجي (١) بسنده عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان».

[٩٦٧٠] أحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد

أبو العباس العذري البيروتي

حدث عن محمد بن سليمان الأسدي ، لوين (٢) ، بسنده عن حذيفة قال :

كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جنازة. فلما بلغ القبر قعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على حافة القبر أو على شفته ، فجعل ينظر فيه فقال : «يضغط المؤمن في هذا ضغطة تزول منها حمائله ، ويملأ على الكافر نارا» [١٣٩٩٣].

قال أبو جعفر ـ يعني لوينا ـ :

الحمائل (٣) : ما تقع عليه حمائل السيف.

__________________

[٩٦٦٩] في جمهرة ابن حزم ص ٤٣١ : ماتع بدل : نافع (وينحص) بدل محصن في جمهرة ابن حزم : ينحض.

(١) الميانجي : بفتح الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون ، وفي آخرها الجيم نسبة إلى الميانج موضع بالشام ، ذكره السمعاني وترجم له (الأنساب : الميانجي ٥ / ٤٢٤).

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٢٠.

(٣) الحمائل جمع حميل. قال الأزهري هي عروق أنثييه ، ويحتمل أن يراد موضع حمائل السيف أي عواتقه وصدره وأضلاعه (النهاية لابن الأثير : حمل).

٢٢٨

[٩٦٧١] أحمد بن عبد الله بن أحمد

ابن [بشر بن](١) ذكوان ، أبو عبيدة المقرئ

قرأ القرآن وقرئ عليه.

[أخذ عن أبيه.

روى عنه أحمد بن يزيد الحلواني ، وأبو سليمان محمد بن عبد الله بن سليمان بن الطيب بن يوسف السعدي الدمشقي شيخ إبراهيم بن أحمد الطبري ، قرأ عليه محمد بن عبد الله بن القاسم الخرقي شيخ الأهوازي.

قال الداني : لم يشتهر في المتصدرين كاشتهار غيره من أصحاب أبيه].

حدث عن أبيه بسنده عن ابن عباس قال :

لما عزّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بابنته رقية امرأة عثمان بن عفان قال : «الحمد لله ، دفن البنات من المكرمات» [١٣٩٩٤].

مات أبو عبيدة بدمشق في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.

[٩٦٧٢] أحمد بن عبد الله بن أحمد ،

أبو منصور الفرغاني

نزيل مصر ، سمع بدمشق.

حدث عن أبي علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدمشقي إمام مسجد باب الجابية بدمشق بسنده عن ابن عباس قال :

توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا ابن عشر سنين ، وقد قرأت محكم القرآن ، يعني المفصل.

[وكان أبوه صاحب محمد بن جرير الطبري. روى أحمد عن أبيه تصانيف محمد بن جرير ، وصنّف أبو منصور عدة تصانيف منها «كتاب التاريخ» وصل به تاريخ والده ، وكتب :

__________________

[٩٦٧١] ترجمته في طبقات القراء للجزري ١ / ٧١. وما بين معكوفتين استدرك عن طبقات القراء.

(١) زيادة عن طبقات القراء.

[٩٦٧٢] ترجمته في إرشاد الأريب ٣ / ١٠٥ والوافي بالوفيات ٧ / ٨٦. وما بين معكوفتين استدرك عن الوافي بالوفيات ٧ / ٨٦ ـ ٨٧.

٢٢٩

«سيرة العزيز صاحب مصر» و «سيرة كافور الإخشيدي» وكان مقامه بمصر ، وبها مات سنة ٣٩٨ ه‍ ومولده سنة ٣٢٧ ه‍].

[٩٦٧٣] [أحمد بن عبد الله بن أحمد

أبو الحسن الدمشقي الواعظ

أصله من الجزيرة ، ويعرف بابن الران.

كان صالحا عارفا له مصنفات في الوعظ.

توفي سنة إحدى وعشرين وأربع مائة ، وأورد له سبط ابن الجوزي شعرا].

[٩٦٧٤] أحمد بن عبد الله بن بندار ،

أبو الحسن الشيرازي

حدث ببعلبك في ذي القعدة سنة تسع عشرة وأربع مائة في المسجد المعروف بالقصر ، قراءة عليه ، وهو ينظر في أصله عن أبي القاسم محمود بن محمد بن عيسى الأصفهاني بشبام (١) اليمن بسنده عن محمد بن علي الحنفي قال : قال المعلّى مولى الصادق :

سألت سيدي جعفر بن محمد الصادق : فقلت : بأبي وأمي ، إن العامة يزعمون أن الاختلاج غير صحيح قال : يا معلى هو صحيح. وذكر كتاب الاختلاج في مقدار ورقتين.

[٩٦٧٥] أحمد بن عبد الله بن حمدون بن نصير بن إبراهيم

أبو الحسن ، الرملي ، المعروف بالجبريني

قدم دمشق ، وحدث بها عن جماعة.

[أظن أن أصله من بيت جبرين وسكن الرملة.

سمع بحلب أحمد بن محمد بن أبي إدريس إمام جامعها ، وبأنطاكية أبا بكر محمد بن الحسن بن فيل ، وحدث عنهما وعن أبي محمد عبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني

__________________

[٩٦٧٣] استدركت ترجمته بكاملها عن الوافي بالوفيات ٦ / ١٢١.

(١) شبام : جبل عظيم بصنعاء اليمن (معجم البلدان).

[٩٦٧٥] في معجم البلدان ٢ / ١٠١ «ابن نصر» بدل من «بن نصير». والجبريني نسبة إلى جبرين : لغة في جبريل ، بيت جبرين بليد بين بيت المقدس وغزة ، وبينه وبين القدس مرحلتان كانت فيها قلعة حصينة (معجم البلدان ١ / ٥١٩).

٢٣٠

وعباس بن محمد ابن الحسن بن قتيبة ، ومحمد بن عبد الأعلى بن عليك الإمام ، وداود بن أحمد بن مصحح العسقلاني ، ومحمد بن بكار بن يزيد السكسكي الدمشقي.

روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني وتمام بن محمد الرازي](١).

حدث عن أبي محمد عبد الله بن أبان بن شداد بعسقلان بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«لله تسعة وتسعون اسما ، مائة إلّا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة ، إنه وتر يحب الوتر» [١٣٩٩٥].

وحدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن فيل بسنده عن أبي علي الحسن بن علي عن الوزير بن القاسم قال :

دخلت الحمام فرأيت عمرو بن هاشم البيروتي في الوزن (٢) فقلت له : تدخل الحمام؟

قال : دخلت الحمام فرأيت الأوزاعي في الوزن فقلت له : تدخل الحمام؟ فقال : رأيت الزهري جالسا في الوزن فقلت : تدخل الحمام؟ فقال : رأيت أنس بن مالك في الوزن فقلت له : تدخل الحمام؟ فقال : دخلت الحمام فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا في الوزن وعليه مئزر ، فهبت أن أكلمه ، فقال : «يا أنس ، إنما حرّم الدخول إلى الحمام إلّا بمئزر» [١٣٩٩٦].

[٩٦٧٦] أحمد بن عبد الله بن حميد بن رزيق

ويقال : أحمد بن عبد الله بن رزين بن حميد ـ

أبو الحسن المخزومي البغدادي نزيل مصر

من ولد عمرو بن حريث

سمع بدمشق وبغيرها جماعة.

[شيخ بغدادي سكن مصر.

__________________

(١) ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٨٦٠ ومعجم البلدان «جبرين» ٢ / ١٠١.

(٢) الوزن من الحمام إحدى نواحيه.

[٩٦٧٦] ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٦ وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٠٢٣ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٣ (٣٦٠١) (ط دار الفكر) والعبر ٣ / ٤٨ وتبصير المنتبه ٢ / ٦٠٠ والإكمال لابن ماكولا ٤ / ٥٤ وشذرات الذهب ٣ / ١٣٥. في تاريخ بغداد : أحمد بن عبد الله بن رزيق بن حميد. وكناه في تاريخ بغداد : أبا الحسين.

٢٣١

سمع محمد بن يوسف الهروي ، ومحمد بن بكار السكسكي ، والقاضي المحاملي ، ومحمد بن مخلد ، وأبا علي محمد بن سعيد الرقي ، ومحمد بن جعفر بن ملاس ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن المقرئ المكي.

انتقى عليه خلف الحافظ.

حدث عنه : سبطه أبو الحسين محمد بن مكي ، ورشأ بن نظيف ، وعبد العزيز الأزجي ، ويوسف بن رباح](١).

[قال أبو بكر الخطيب](٢) :

[أحمد بن عبد الله بن رزيق بن حميد أبو الحسين الدلال في البر.

انتقل عن بغداد إلى مصر فنزلها وحدث بها](٣).

روى بإسناده عن أبي العباس محمد بن جعفر بن هشام بن ملاس النميري بدمشق بسنده عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«الشهر تسع وعشرون ليلة» [١٣٩٩٧].

وحدث عن أبي بكر أحمد بن سليمان بن زبّان الكندي (٤) بدمشق بسنده عن جويرية بنت الحارث :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل عليها فقال لها : «هل من طعام؟» قالت : لا إلّا عظما أعطيته مولاة لنا من الصدقة. قال : «قربيه ، فقد بلغت محلها» [١٣٩٩٨].

انتقل عن بغداد إلى مصر ، وأقام بها إلى أن مات في سنة نيف وتسعين وثلاث مائة ، وقيل : في سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة ، يوم الثلاثاء لثمان بقين من ربيع الأول (٥) ، وقيل يوم الاثنين لسبع خلون منه.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٣ (ط دار الفكر).

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٦.

(٤) تقدمت ترجمته قريبا في هذا الجزء.

(٥) تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٦.

٢٣٢

[قال محمد بن علي الصوري](١) :

وكان ثقة مأمونا.

[٩٦٧٧] أحمد بن عبد الله بن سليمان ، أبو علي العبدي

حدث عن جماعة.

روى عن عمر بن محمد بن الحسن النجّاري بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكل نبي حرم ، وحرمي المدينة ، اللهم إني أحرمها كما حرم إبراهيم مكة لا يؤوى فيها محدث (٢) ولا يختلى خلاها ، ولا يعضد (٣) شوكها ، ولا تؤخذ لقطتها (٤) إلّا لمنشد» [١٣٩٩٩].

[٩٦٧٨] أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن عمرو

ابن عبد الله بن صفوان ، أبو بكر ابن أبي دجانة النّصري الشاهد

حدث عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بسنده عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من شرب في إناء من ذهب أو فضّة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم» [١٤٠٠٠].

ولد في رجب سنة ثمانين ومائتين ، وتوفي يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة مضت من رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مائة.

وكان ثقة مأمونا.

__________________

(١) زيادة عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٦ والخبر فيه نقلا عن الصوري.

(٢) المحدث يروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول ، فمعنى الكسر من نصر جانيا وآواه وأجاره من خصمه وحال بينه وبين أن يقتص منه ، والفتح : هو الأمر المبتدع نفسه ، ويكون معنى الإيواء فيه : الرضا به والصبر عليه ، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقر فاعلها ولم ينكرها عليه ، فقد آواه (تاج العروس : حدث ، طبعة دار الفكر).

(٣) وفي رواية : يعضد شجرها ، أي يقطع ، كما في تاج العروس : عضد.

(٤) وفي رواية : لا تحل لقطتها إلّا لمنشد ، قال ابن الأثير : وقد ذكرها في الحديث ، وهي بضم اللام وفتح القاف اسم المال الملقوط أي الموجود وقال بعضهم : هي اسم الملتقط ، كالضحكة والهمزة ، وأما المال الملقوط فهو بسكون القاف ، قال : والأول أكثر وأصح. (انظر النهاية لابن الأثير : لقط ، وتاج العروس : لقط).

[٩٦٧٨] ترجمته في الوافي بالوفيات ٦ / ١١٨.

٢٣٣

[٩٦٧٩] أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق بن عمر بن مسلم

أبو الحسن الدمشقي المقرئ

روى عن جماعة.

الشيخ الصالح الثقة.

حدث عن أبي الجماهر بسنده عن سمرة بن جندب.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يدعو : «اللهم ضع في أرضنا بركتها وزينتها وسكنها» [١٤٠٠١].

[٩٦٨٠] أحمد بن عبد الله بن عراك بن الرّكين بن العلاء

ابن فطانة ، أبو بكر الدّهستاني

حدث بدمشق وغيرها.

روى عن أبي نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن [محمد بن عبيد الله بن](١) طوق ابن سلام بن المختار بن سليم الربعي الخيراني (٢) بالموصل بسنده عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من جاء إلى الجمعة فليغتسل» [١٤٠٠٢].

وروى عن أحمد بن عبد الباقي بن الحسن الربعي بسنده عن عبد الله بن قيس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«جنتان من ذهب وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما. وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنات عدن» [١٤٠٠٣].

__________________

[٩٦٨٠] (الدهستاني) بكسر الدال المهملة والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون هذه النسبة إلى دهستان ، بلدة مشهورة عند مازندران وجرجان (الأنساب).

(١) الزيادة عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٢.

(٢) الخيراني بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء ، هذه النسبة إلى خيران ، اسم جد أو اسم قرية من قرى بيت المقدس ، يقال لها بيت خيران ذكره السمعاني وترجمه في الأنساب ، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٢٧٢.

٢٣٤

[٩٦٨١] أحمد بن عبد الله بن علي

ابن طاوس بن موسى بن العباس بن طاوس ،

أبو البركات المقرئ البغدادي

سمع ببغداد ، وقرأ القرآن بروايات كثيرة ، وانتقل إلى دمشق في شعبان سنة إحدى وخمسين وأربع مائة ، فاستوطنها إلى أن مات بها. وصنف في القراءات. وأقرأ القرآن بروايات. وكان ثقة خيّرا مداوما لتلاوة القرآن ماهرا فيها.

[قرأ القراءات على الحسن بن علي العطار ، وأبي بكر محمد بن علي الخياط ، وسمع من عبيد الله الأزهري ، وأبي طالب بن بكير ، وابن غيلان ، والعتيقي ، وبدمشق من أبي القاسم الحنائي وغيره.

روى عنه الفقيه نصر المقدسي ، وهو أكبر منه ، ونصر الله بن عبد القوي المصيصي ، وحمزة بن كروّس ، وقرأ عليه ابنه هبة الله بن أحمد ، وجماعة](١).

[نزيل دمشق ، ثقة ، حاذق مجود.

ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة](٢).

حدث بدمشق عن أبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بسنده عن أسامة بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر» [١٤٠٠٤].

ختم القرآن سنة ثلاث وعشرين وأربع مائة وعمره عشر سنين أو أقل.

وتوفي في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة بدمشق.

__________________

[٩٦٨١] ترجمته في طبقات القراء للجزري ١ / ٧٤ ومعرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ٤٥٣ وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٤ / ٢٦ وتاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة ٤٩٢).

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن معرفة القراء الكبار ١ / ٤٥٤ وانظر غاية النهاية ١ / ٧٤.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن غاية النهاية ١ / ٧٤.

٢٣٥

[٩٦٨٢] أحمد بن عبد الله بن عمر بن حفص ـ ويقال جعفر ـ

أبو علي المالكي البغدادي

سكن حلب ، وقدم دمشق ، وحدث بها.

[حدث عن أبي جعفر الحسن بن علي بن الوليد الفسوي ، وأبي شعيب الحراني ، وجعفر ابن محمد بن المستفاض الفريابي ، وخالد بن عمرو العكبري ، والحسن بن علي بن الوليد الفارسي.

روى عنه محمد بن يونس بن هاشم الإسكاف ، وتمام بن محمد بن عبد الله الرازي](١).

[قال أبو محمد عبد الكريم بن حمزة : أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكتاني قال : أخبرنا أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي قال : حدثنا أبو علي أحمد ابن عبد الله بن عمر بن حفص البغدادي ومسكنه حلب قدم دمشق قال : حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال : حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي قال : حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن محمد عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله من عذاب القبر وعذاب جهنم ، ومن فتنة المحيا والممات ، وشرّ المسيح الدجال»](٢).

حدث عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«المعدة حوض البدن ، والعروق إليها واردة ، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحّة ، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم» [١٤٠٠٥].

[٩٦٨٣] أحمد بن عبد الله بن عمر الدمشقي

حدث عن عبد الله بن ثابت البغدادي بسنده عن محمد بن أبي كبشة قال :

__________________

[٩٦٨٢] ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٢ وبغية الطلب ٢ / ٩٢٥.

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٢٥ ـ ٩٢٦ وانظر تاريخ بغداد ٤ / ٢٣٢.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٢٦.

٢٣٦

سمعت هاتفا في البحر ليلا يقول : لا إله إلا الله ، كذب المرّيسي (١) على الله. قال : ثم هتف ثانية فقال : لا إله إلا الله ، على ثمامة (٢) والمرّيسي لعنة الله. قال : وكان معنا في المركب رجل من أصحاب المرّيسي فخرّ ميتا.

[٩٦٨٤] أحمد بن عبد الله بن عمرو الدمشقي

حدث عن أبي الحسن محمد بن محمد بن النّفّاح بن بدر الباهلي بمصر بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا سخب (٣) فيه ولا نصب (٤) [١٤٠٠٦].

[٩٦٨٥] أحمد بن عبد الله بن الفرج بن عبد الله

أبو بكر القرشي ، المعروف بابن البرامي ، مولى بني أمية

روى عن جماعة.

روى سنة أربعين وثلاث مائة عن أبي بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم المعافري الرملي بسنده عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مشى في الرمل في شدة الحرّ فأحرق قدميه ، فقال : «لو لا رمل بين غزة وعسقلان لعنت الرمل» [١٤٠٠٧].

كان أبو بكر أحمد بن عبد الله مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان ، وكان كهلا يكتب الحديث ، يعرف بابن البرامي. مات سنة ست وأربعين وثلاث مائة.

__________________

(١) يعني بشر بن غياث المريسي ، نسبة إلى مريسة ، أبو عبد الرحمن العدوي ، ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٤٨٢ (١٥٨٣) (ط دار الفكر).

(٢) يعني ثمامة بن أشرس النميري ، أبو معن البصري ، انظر ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٤٨٤ (١٥٨٥) (ط دار الفكر) وتاريخ بغداد ٧ / ١٤٦.

[٩٦٨٤] في هامش الأصل في مختصر ابن منظور : قال الحافظ : «وجدت هذين هكذا ، فلا أدري أهما اثنان أو واحد ، وقد زيدت الواو في أحدهما أو نقصت». يعني صاحب هذه الترجمة والذي قبله.

(٣) السخب : محركة الصخب ، وهو الصياح ، والسين لغة في الصاد (تاج العروس : سخب وصخب) وقد جاء في رواية : «صخب» كما في تاج العروس.

(٤) النصب بالتحريك : التعب (النهاية).

[٩٦٨٥] في استدراك ابن نقطة ما لفظه : وأما البرامي بكسر الباء المعجمة بواحدة وفتح الراء الخفيفة وبعد الألف ميم فهو أبو محمد عبد الله بن الفرج بن عبد الله القرشي ... (انظر الإكمال لابن ماكولا ١ / ٥٣٩ (الهامش).

٢٣٧

[٩٦٨٦] أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله

ابن محمد بن بشر بن مغفّل بن حسان بن عبد الله

ابن مغفّل ، أبو محمد المزني المغفّلي الهروي

أمن أعيان أهل خراسان. رحل وسمع بدمشق ، وبهراة ، وبالعراق ، وبمصر جماعة.

وروى عنه جماعة.

[الملقب بالباز الأبيض.

ولد بعد السبعين ومائتين.

سمع أحمد بن نجدة ، وعلي بن محمد الجكاني ، وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ ، وعمران بن موسى بن مجاشع ، وأبا خليفة الجمحي ، ويوسف القاضي ، ومحمد بن عبد الله الحضرمي ، وعبيد بن غنام ، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني ، والحسن بن سفيان ، وعبدان الأهوازي ، وعلي بن أحمد علان المصري.

وجمع وصنف وتقدم في معرفة الحديث والعلوم

حدث عنه أبو العباس بن عقدة ، وعمرو بن الربيع بن سليمان ، وأبو بكر ابن إسحاق الصبغي ، والحاكم ، وأبو بكر القفال ، وأبو عبد الله الخازن وجماعة سواهم](١).

حدث عن محمد بن سهل العطار بسنده عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

«يا عبد الرحمن بن سمرة ، لا تسأل الإمارة ، فإنك أن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها ، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها ، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فائت الذي هو خير وكفّر عن يمينك» [١٤٠٠٨].

__________________

[٩٦٨٦] ترجمته في طبقات الفقهاء الشافعية للعبادي ص ٨٧ وسير الأعلام ١٢ / ٣٠٥ (٣٣٢٧) (ط دار الفكر) والعبر ٢ / ٣٠٤ والطبقات الكبرى للسبكي ٣ / ١٧ والعقد الثمين ٣ / ٧٢ وشذرات الذهب ٣ / ١٨ والأنساب (المزني) ٥ / ٢٧٨ و (المغفلي) ٥ / ٣٥٣.

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام ١٨ / ٣٠٥ (ط دار الفكر).

(٢) رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٣٥١ من طريق آخر عن أبي منصور مسلم بن علي بن علي بن السيحي قال أخبرنا محمد بن محمد بن خميس أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق ، أخبرنا أحمد بن الخليل أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا شيبان بن فروح الأبلّي حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورواه الإمام أحمد في المسند ٥ / ٦٣.

٢٣٨

وحدث ببخارى إملاء عن عبد الله بن محمد بن ناجية بسنده عن أبي موسى الأشعري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«ينزل الله ـ عزوجل ـ إلى السماء الدنيا في النصف من شعبان فيغفر لكلّ مسلم إلّا مشرك أو مشاحن» (١) [١٤٠٠٩].

قال الحاكم : سمعت أبا محمد المزني يقول :

حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من وجوه صحيحة. وورد في التنزيل ما يصدّقه وهو قوله عزوجل : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) [سورة الفجر ، الآية : ٢٢] والنزول والمجيء صفتان منفيتان من صفات الله عزوجل من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال ، بل هما صفتان من صفات الله عزوجل بلا تشبيه ، جلّ الله عما تقول المعطلة بصفاته والمشبّهة بها علوا كبيرا.

وكان أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني إمام أهل العلم والوجوه وأولياء السلطان بخراسان في عصره بلا مدافعة. وكان مجاورا بمكة ، فورد الكتاب من مصر بأن يحجّ أبو محمد بالناس ، ويخطب بعرفات ومنى وتلك المشاعر. قال : فصلى بنا بعرفات ، وأتم الصلاة ، فصاح الناس وعجّوا ، فصعد المنبر فقال : أيها الناس ، أنا مقيم وأنتم على سفر ، ولذلك أتممت (٢).

توفي أبو محمد غدوة يوم الثلاثاء السابع عشر من رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مائة. وحمل بعد الظهر تابوته إلى السهلة ، فوضع على باب السلطان يعني ـ ببخارى ـ وحمل الوزير أبو علي البلعمي تابوته أحد شقيه على عاتقه بعد الصلاة ، وقدم ابنه للصلاة عليه ، وقدمت البغال وحملوا جثته الطيبة إلى وطنه الذي قتله حبّه ، بهراة ودفن بها (٣).

قال أبو نصر بشر بن أبي محمد المزني في مأتم أبيه :

__________________

(١) الحديث في تاج العروس : شحن (ط. دار الفكر) ، وجاء فيها : المشاحن : صاحب البدعة التارك للجماعة المفارق للأمة. ونقل عن الأوزاعي في المشاحن هو الذي في قلبه شحناء لأصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن ابن ثويان : المشاحن هو التارك لسنته صلى‌الله‌عليه‌وسلم الطاعن على أمته السافك دماءهم.

(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠٦ (ط دار الفكر).

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠٦ (ط دار الفكر).

٢٣٩

إن آخر كلمة تكلم بها أبوه أن قبض على لحيته بيده اليسرى ورفع يده اليمنى إلى السماء فقال : ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفطرة.

[قال أبو النضر الفامي في تاريخ هراة :

أبو محمد المغفلي كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم ، مع رتبة الوزارة ، وعلو القدر عند السلطان.

ومن شعره :

نزلنا مكرهين بها فلما

ألفناها خرجنا كارهينا

وما حبّ الديار بنا ولكن

أمرّ العيش فرقة من هوينا

قال الحاكم : وسمعت أبا الفضل السليماني ـ وكان صالحا ـ يقول : رأيت أبا محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين ، وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عال : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) [سورة القصص ، الآية : ٦٠]](١).

[٩٦٨٧] أحمد بن عبد الله ـ ويقال عبد الله بن أحمد ـ

ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن علي

ابن الحسين بن علي بن أبي طالب. كما زعم

وهو صاحب الخال (٢) ، أخو علي بن عبد الله القرمطي ، بايعته القرامطة بعد قتل أخيه بنواحي دمشق ، وتسمّى بالمهدي وأفسد (٣) بالشام فبعث إليه المكتفي عسكرا في المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين ، فقتل من أصحابه خلق كثير ، ومضى هو في نفر من أصحابه يريد الكوفة فأخذ بقرب قرية تعرف بالدّالية (٤) من سقي الفرات ، وحمل إلى بغداد وأشهر ، وطيف

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠٦ (ط دار الفكر).

[٩٦٨٧] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٢٧ والبداية والنهاية ٧ / ٤٨٢ (ط دار الفكر) (حوادث سنة ٢٩٣) والكامل لابن الأثير (الفهارس) وتاريخ الطبري (الفهارس) والمنتظم ١٣ / ٤٤ (حوادث سنة ٢٩٣) وتاريخ الإسلام (٢٩١ ـ ٣٠٠) ص ١٢ وأخبار القرامطة.

(٢) في مختصر ابن منظور هنا : صاحب الحال.

(٣) في مختصر ابن منظور : واقتيد ، والمثبت عن أخبار القرامطة وبغية الطلب.

(٤) الدالية واحدة الدوالي التي يستقى بها الماء للزرع : مدينة على شاطئ الفرات في غربيه بين عانة والرحبة صغيرة ، بها قبض على صاحب الخال القرمطي الخارج بالشام (معجم البلدان ٢ / ٤٣٣).

٢٤٠