تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

غزا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ست عشرة غزوة (١) [١٣٩٢٢].

وحدث عن موسى بن إسماعيل بسنده عن موسى بن أنس بن مالك قال :

خطب الأشعري ـ يعني أبا موسى ـ إلى أنس رضي‌الله‌عنهما بعض بناته فقال : أخطب إليك ، وقد عرفت أن النساء يباعدن بين القريب ويقربن بين البعيد.

ورد نيسابور سنة إحدى وأربعين ومائتين. وحدث في ميدان الحسين ، ثم حج وانصرف إلى نيسابور وأقام بها سنة يحدّث ، فكتب عنه كافة المشايخ وسألوه عن علل الحديث والجرح والتعديل (٢).

[وذكره ابن حبان في الثقات](٣).

[قال الذهبي (٤) : لم يظفر له بتاريخ وفاة (٥). وله رحلة شاسعة ، وباع أطول في الحديث].

[٩٥٨٢] أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد

أبو نصر الحافظ الشيرازي المعروف باللبّاد

قدم دمشق سنة أربع وأربعين وأربع مائة. وسمع وأسمع وسكن مصر. وكان ينتقي على شيوخها.

حدث بمكة في المسجد الحرام عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة الضبي الأصبهاني بأصبهان بسنده عن جابر بن عبد الله قال :

جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أبي أخذ مالي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للرجل : «فأتني بأبيك» ، فنزل جبريل عليه‌السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن الله عزوجل

__________________

(١) صحيح البخاري وهو آخر حديث في كتاب المغازي ٨ / ١١٦.

(٢) الخبر رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٢٨ ـ ١٢٩ (ط دار الفكر) نقلا عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، وانظر سير الأعلام ١٠ / ١٣١ (ط دار الفكر).

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب التهذيب وتقريبه ١ / ٥٦ (ط دار الفكر).

(٤) الخبر رواه الذهبي في سير الأعلام ١٠ / ١٣١ (ط دار الفكر).

(٥) كذا ورد في سير الأعلام ، وقد جاء في تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٣٦ أنه مات سنة بضع وأربعين ومائتين ، ونقل ابن حجر في تهذيب التهذيب وتقريبه ١ / ٥٦ (ط دار الفكر) عن الذهبي قوله أنه توفي قبل سنة ٢٥٠ ه‍.

٦١

يقرئك السلام ويقول لك إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه. فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما بال ابنك يشكوك أتريد أن تأخذ ماله؟» فقال : سله يا رسول الله هل أنفقه إلّا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إيه دعنا من هذا ، أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك؟» فقال الشيخ : يا رسول الله ، ما يزال الله تعالى يزيدنا بك يقينا لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي ، فقال : قل وأنا أستمع. قال : قلت (١) :

غذوتك مولودا ومنتك (٢) يافعا

تعلّ بما أجني (٣) عليك وتنهل (٤)

إذا ليلة ضاقتك بالسّقم لم أبت

لسقمك إلا ساهرا أتململ (٥)

كأنّي أنا المطروق دونك بالذي

طرقت به دوني فعيناي تهمل

تخاف الرّدى نفسي عليك وإنّها (٦)

لتعلم أنّ الموت وقت مؤجّل (٧)

فلمّا بلغت السنّ والغاية (٨) التي

إليها مدى ما فيك كنت أؤمّل

جعلت جزائي غلظة وفظاظة

كأنّك أنت المنعم المتفضّل (٩)

__________________

(١) الأبيات في شرح ديوان الحماسة لأبي تمام ، بشرح التبريزي ٢ / ١٣٣ ونسبها لأمية بن أبي الصلت ، قال : وتروى لابن عبد الأعلى ، وقيل : هي لأبي العباس الأعمى ، والأبيات في الأغاني ٤ / ١٣٠ منسوبة لأمية بن أبي الصلت.

والأبيات من قصيدة طويلة في العققة والبررة لأبي عبيدة معمر بن المثنى ص ٢٨ وما بعدها ، قالها يحيى بن سعيد أبي عمران الأعمى مولى آل طلحة بن عبيد الله يرد على ابنه عيسى ويعاتبه.

(٢) كذا في مختصر ابن منظور والأغاني ، وفي شرح الحماسة وأخبار العققة : وعلتك.

(٣) عن الأغاني وأخبار العققة : أجني عليك. وفي شرح الحماسة : أدني إليك ، وفي مختصر ابن منظور : أحني.

(٤) غلام يافع ويفاع ويفع ويعفة أي مرتفع.

وقوله : أجني عليك : أي أكسب ، ويجوز أن يكون من جنيت الثمرة جنبيا وجناية.

(٥) روايته في شرح ديوان الحماسة والأغاني :

إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت

لشكواك إلّا ساهرا أتململ

وفي أخبار العققة : آبتك بالشكو ... إلّا خائفا. وقوله : أتململ أي أقلق.

(٦) في الأغاني : وإنني لأعلم.

(٧) ليس البيت في شرح ديوان الحماسة.

(٨) في أخبار العققة : السن في الغاية.

(٩) في شرح ديوان الحماسة وأخبار العققة :

جعلت جزائي منك جبها وغلظة

كأنك أنت المنعم المتفضّل

في أخبار العققة : المتطول بدلا من المتفضل.

٦٢

فليتك إذ لم ترع حقّ أبوّتي

فعلت كما الجار المجاور يفعل (١)

قال : فحينئذ أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتلابيب ابنه وقال : «أنت ومالك لأبيك» [١٣٩٢٣].

حدث الفقيه سليم (٢)

أنّ أبا نصر اللبّاد الشيرازي قدم صور وجاءه ، وأراد أن يخرج للفقيه فوائد فلم يفعل وقرئ عليه حديث : نهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن اختناث (٣) الأسقية ، فقال : اجتناب الأسقية ، فجعل كلما قيل له في ذلك يدفع ويقول : الصواب اجتناب ، أو كما قال.

[قال ابن العديم في بغية الطلب] :

[دخل الشام وجال في أقطارها وسواحلها ، واجتاز بحلب أو ببعض أعمالها ، في طريقه ما بين الجزيرة وأطرابلس الشام.

ذكر أبو سعد السمعاني قال :

أحمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ من أهل شيراز سكن ديار مصر ، والاسكندرية ، وكان حافظا فاضلا عارفا بطرق الحديث ، رحل عن بلده وسافر إلى العراق والشام والسواحل والجزيرة وكان بمصر يخرج على الشيوخ مثل القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ، وأبي الحسن علي بن الحسن بن الحسين الخلعي وغيرهما.

سمع أبو نصر الشيرازي ببلده شيراز : أبا محمد عبد الرحمن بن محمد الدمشقي ، وأبا بكر أحمد بن محمد بن علي الجواليقي ، وأبا الحسن علي بن يوسف بن أحمد الحافظ ، وأبا القاسم عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن القسام ، وأبا القاسم عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن جعفر الحافظ ، وأبا بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن الليث الصفار.

وبالأهواز : أبا عبد الله الحسين بن محمد بن عمر بن إبراهيم الفرضي ، ورضوان بن الحسن بن يعقوب بن سهلان الفقيه.

__________________

(١) عجزه في أخبار العققة والبررة : كما يفعل الجار المجاور تفعل.

(٢) يعني سليم بن أيوب بن سليم أبو الفتح الرازي الشافعي انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٢٣ (٤٠٥٠) (ط دار الفكر).

(٣) جاء في تاج العروس : خنث : وفي الحديث : أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهي عن اختناث الأسقية ؛ قال الليث : خنثت السقاء والجوالق إذا عطفته. وقال المفضل الضبي : خنث شقاءه : ثنى فاه فأخرج أدمته. وقيل : خنث فم السقاء : إذا قلب فمه داخلا كان أو خارجا. وأصل الاختناث التكسر والتثنّي.

٦٣

وبالبصرة : أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد الفقيه. وأبا الحسين محمد بن علي بن أحمد السيرافي ، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن غسان المصري.

وببغداد : طاهر بن عبد الله الطبري ، وأحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل الزعفراني ، ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز ، ومحمد بن عبد الملك بن بشران ، وإبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي.

وبمكة : عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي.

وببيت المقدس : محمد بن علي البيهقي.

وبدمشق : محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر ، ومحمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني ، وعلي بن الفضل بن طاهر بن الفرات المقرئ ، والحسين بن علي بن إبراهيم الأهوازي. والحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي].

قال أبو محمد عبد الرحمن بن صابر (١) :

سألت الشريف أبا القاسم (٢) عن قدوم أبي نصر الشيرازي دمشق فقال : سنة أربع وأربعين وأربع مائة ، وفيها خرج منها. وسألته عن حاله فقال : ما كان إلّا ثقة.

[قال أبو سعد ابن السمعاني : مات أبو نصر أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي الحافظ بعد سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، فإن أبا الليث الشاشي سمع منه في هذه السنة بالاسكندرية].

[٩٥٨٣] أحمد بن الحسن بن روزبه

أبو بكر البصري الفارسي

حدث بدمشق.

روى عن عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبد الله (٣) بن مخارق الضّبعي بسنده عن مالك بن أنس : قال : وذكر زيد بن أسلم عن أبيه قال :

__________________

(١) هو عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي الدمشقي ، أبو محمد ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٣٨٠ (٤٦٤٥) (ط دار الفكر).

(٢) الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن العلوي الحسيني الدمشقي ، ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٣٤١ (٤٦١١) (ط دار الفكر).

(٣) كذا في مختصر ابن منظور ، وفي سير أعلام النبلاء ٩ / ٣١٠ (١٧٩١) (ط دار الفكر) عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد بن مخارق أو ابن مخراق.

٦٤

قال عمر بن الخطاب لربيس بن جبير : ترى غبي (١) عني قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لك : «كيف بك إذا رقص (٢) بك بعيرك نحو الشام يوما ثم يوما ثم يوما؟!» [١٣٩٢٤].

[٩٥٨٤] أحمد بن الحسن بن زريق ،

أبو محمد الحرّاني

[حدث بدمشق.

حدث (٣) عن اسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي (٤) ، وعبد الله بن محمد النفيلي ، وعبد العزيز بن داود الحراني.

روى عنه أبو الميمون بن راشد الدمشقي ، وأبو علي بن حبيب الحصائري ، وأبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبادل].

روى عن النّفيلي (٥) بسنده عن عائشة قالت :

أهدى النّجاشي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حلية فيها خاتم من ذهب فصّه حبشي ، فدعا أمامة بنت أبي العاص بن أمية من ابنته زينب فقال : «تحلّي بهذا يا ميّة» [١٣٩٢٥].

زريق بتقديم الزاي على الراء. حدث بدمشق سنة تسع وستين.

[٩٥٨٥] أحمد بن الحسن بن علي بن زرعة

أبو الفرج الصوري الكاتب

سكن دمشق. وتولّى الاستسقاء مدة ثم عزل عنه. كتب عنه الحافظ ابن عساكر قال : وكان حسن الاعتقاد ووقف بعض أملاكه على وجوه البر.

__________________

(١) غبي الشيء منه خفي عنه ولم يعرفه. وغبى الشيء وغبي عنه ، وكذا غبي عليه الشيء غبّا وغباوة : لم يفطن له ولم يعرفه (تاج العروس : غبي).

(٢) رقص البعير رقصا إذا أسرع في سيره ، ولا يكون الرقص ، ولا يقال يرقص إلّا للاعب وللإبل ونحوها. قال : ولما سواه القفز والنقز (تاج العروس : رقص).

[٩٥٨٤] زريق بتقديم الزاي على الراء ، كما في الإكمال ٤ / ٥٨ وبغية الطلب ٢ / ٦٢٦.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٦٢٦ نقلا عن ابن عساكر.

(٤) راجع ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ١١٢ (٢٠١٠) (ط دار الفكر).

(٥) اسمه علي بن عثمان بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن عثمان بن نفيل النفيلي أبو محمد الحراني. ترجمته في تهذيب الكمال ١٣ / ٣٦٤.

[٩٥٨٥] مشيخة ابن عساكر ٤ / ب.

٦٥

حدث بسنده عن جابر بن عبد الله قال :

جعل رجل لغلامه العتق من بعده ، فباعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم دفع إليه ثمنه وقال : «أنت لثمنه أحوج والله عنه غنّي» [١٣٩٢٦].

وسئل أبو الفرج عن مولده فقال : ليلة الأحد ثالث شهر رمضان سنة سبع وأربعين وأربع مائة بصور. وتوفي ليلة الأحد الثاني من شهر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وخمس مائة. ودفن في مقبرة باب الصغير.

قال الحافظ ابن عساكر : شهدت دفنه والصلاة عليه.

[٩٥٨٦] أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان بن يحيى

ابن سليمان بن أبي سليمان أبو بكر المعروف بالصّبّاحي

البغدادي الغزال مولى أبي موسى الأشعري

حدث عن جماعة بمصر ودمشق. وحدث عنه جماعة.

[حدث أحمد بن الحسن عن عمر بن إسماعيل المجالدي ، وعمرو بن علي الصيرفي ، وسعيد بن يحيى الأموي ، وخلاد بن أسلم ، ومحمد بن منصور الطوسي ، وإسحاق بن بهلول التنوخي ، وعلي بن مسلم الطوسي ، والعلاء بن سالم ، والحسن بن محمد الزعفراني.

روى عنه علي بن محمد بن لؤلؤ ، وعلي بن عمر السكري ، وغيرهما. وكان ثقة].

حدث بسنده عن عروة بن مضرّس (١) الطائي قال (٢) :

أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله ، أخلقت وأنصبت وفعلت وفعلت (٣). فقال

__________________

[٩٥٨٦] ترجمته في الأنساب (الصباحي) ٣ / ٥٢٠ ، وتاريخ بغداد ٤ / ٨٧ وتبصير المنتبه ٣ / ٨٤٢ وفيه أنه شيخ لابن السّنّي. والصّبّاحي بفتح الصاد المهملة وتشديد الباء المنقوطة بواحدة ، هذه النسبة إلى الصباح ، قال السمعاني : وظني أنه بطن من بني سهم ، وذكره. وما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد.

(١) مضرس : بمعجمة وآخره مهملة وتشديد الراء.

(٢) الحديث في أسد الغابة ٣ / ٥٢٠ والإصابة ٣ / ٤٤٨ (ط دار الفكر).

(٣) العبارة في أسد الغابة والإصابة : أكللت راحلتي وأتعبت نفسي ، والله ما تركت من جبل إلّا وقفت عليه ، فهل لي من حج؟

٦٦

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أدرك جمعا فوقف مع الإمام حتى يفيض فقد أدرك ، ومن لم يدرك ذلك فلا حجّ له».

كان كوفي الأصل ، وجدّه يحيى كان زوج حمادة بنت حماد بن أبي سليمان الفقيه وهي بنت عمه. وهو بغدادي حافظ. قدم مصر وحدث بها وخرج منها ، فأصيب سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة (١).

[قال أبو بكر الخطيب](٢) :

[أخبرنا أبو الفرج بن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدثنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان بن اسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه الكوفي ببغداد ، حدثنا إبراهيم بن راشد الأدمي ، حدثنا داود بن مهران الدباغ ، حدثنا حماد بن شعيب عن أبي الزبير عن طاوس ، عن ابن عباس عن البراء بن عازب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل مرّ الظهران فأهدي له عضد [حمار وحشي] فرده على الرسول وقال : «اقرأ عليه‌السلام وقل : لو لا أنا حرم ما رددناه عليك» [١٣٩٢٧].

أخبرنا محمد بن أحمد بن شعيب الروياني ، حدثنا علي بن عمر الختلي قال : أبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي بغدادي حافظ](٣).

[٩٥٨٧] أحمد بن الحسن ،

أبو بكر الأحنف البغدادي الصوفي

قدم دمشق ، وحكى عن الجنيد وأبي بكر الشّبلي وغيرهما.

[وحدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل.

روى عنه عبد الوهاب بن عبد الله الدمشقي](٤).

قال : سمعت أبا جعفر الصفار الواعظ ببغداد يقول :

__________________

(١) تاريخ بغداد ٤ / ٨٧ ـ ٨٨.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد.

[٩٥٨٧] ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٩٠.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد.

٦٧

مررت براهب سائح فقلت له : بمعبودك إلّا وقفت ، فوقف ، فقلت له : ما معك طعام ولا شراب؟ فقال : لا ، أنا رجل قد دفعت بتقرّبي أوقاتي وقتا بعد وقت ، فلا أحب يمرّ عني وقت لا أدري من أنا فيه ، فقلت : ما هذا الذي معك؟ قال : حصّى قلت : إيش تعمل به؟ قال : هذا حصى أسود وحصى أبيض ، فإذا عملت حسنة طرحت من الحصى الأبيض على الحصى الأسود ، وإن عملت سيئة طرحت من الحصى الأسود في الأبيض ، فإذا كان عند إفطاري عددت السواد والبياض ، فإن زاد السواد على البياض فليس فيها إفطار إلى مثلها ، وإن كان البياض زائدا على السواد فطرت. قال : فلطمته ، فقال : ويحك ، لم تلطمني؟ وأنت ممن يرى القصاص ، وأما أنا فمذهبي لو لطمت هذا الخد لأدرت لك هذا الخط ، فقلت : أنت كافر تقول : دفعت إلى تقرّبي أوقاتي ، وتقول : لا أحب أن يمضي لي وقت لا أدري من أنا فيه. قال : تقول لي يا كافر فأنت مؤمن حقا؟ فقلت : نعم. فقال : أتأمنه أن يجعلك أنا ويجعلني أنت. قال : فخصمني.

وقال : سمعت أبا جعفر الصفار أيضا ببغداد يقول :

صحت براهب : يا راهب. فناداني : لا تشغلني. فقلت : بمعبودك عرّفني إيش شغلك؟ فقال : كتب إلي بعض إخواني أنّه قرأ في بعض الكتب : أن الأرض الواسعة لتضيق على البعوضة بسخط الله ، فقد أعملت فكري في الأرض وسعتها والبعوضة وصغرها فكيف ضاقت عليها بسخط الله ، فلا تشغلني.

[٩٥٨٨] [أحمد بن الحسن

أبو الحسين الطرسوسي

عن عمر بن سعيد المنبجي.

قال ابن عساكر : مجهول].

[٩٥٨٩] [أحمد بن الحسن بن أحمد

أبو العباس الكفر طابي

خطيب سقبا من ضياع الغوطة.

__________________

[٩٥٨٨] استدركت ترجمته عن ميزان الاعتدال ١ / ١١٨ (٤٠٦) (ط دار الفكر).

[٩٥٨٩] استدركت هذه الترجمة عن بغية الطلب لابن العديم ٢ / ٦١٩.

٦٨

أنشد عن أبي سالم الباري شعرا ، وكتب عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله ابن صصرى.

قال الحافظ أبو المواهب ـ ورأيته بخطه ـ أخبرني هذا الشيخ رحمه‌الله أنه سمع حديثا ببغداد ودمشق. ولم يقع إليّ من سماعه شيء ، وتوفي بعد السبعين [وخمسمائة].

[٩٥٩٠] أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلّاب بن كثير

ابن حمّاد بن الفضل مولى عيسى بن طلحة بن عبيد الله ،

ويقال : مولى يحيى بن طلحة ، أبو الجهم المشغراني

أصله من بيت لهيا (١) ، تعلم بها ثم انتقل إلى مشغرى ، قرية على سفح جبل لبنان فصار بها إمامهم وخطيبهم ، وكان كثيرا ما يجيء إلى دمشق ويحدث (٢).

روى عن جماعة. وروى عنه جماعة. وكان ثقة.

[حدث عن هشام بن عمار ، وأحمد بن أبي الحواري ، وهشام بن خالد الأزرق ، وعلي ابن سهل الرملي وعدة.

حدث عنه : أبو الحسين الرازي ، والد تمام ، وأبو بكر ابن المقرئ ، وأبو أحمد الحاكم ، وأبو سليمان ابن زبر ، وعبد الوهاب الكلابي ، وآخرون](٣).

حدث عن هشام بن عمّار بسنده عن الحارث بن هشام قال :

__________________

[٩٥٩٠] ترجمته في الأنساب (المشغرائي ٥ / ٣٠٥) ومعجم البلدان ٥ / ١٣٤ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٣٥ وسير الأعلام ١١ / ٤٥٤ (٢٨٠٧) (ط دار الفكر) والعبر ٢ / ١٧٥ والنجوم الزاهرة ٣ / ٢٣٢ وشذرات الذهب ٢ / ٢٨١ والأسامي والكنى للحاكم ٣ / ١١٢ رقم ١١٥٤. والمشغراني كذا في مختصر ابن منظور ، وبعض مصادر ترجمته : المشغرائي ، بالنون. وفي الأنساب «المشغرائي» بفتح الميم وسكون الشين المعجمة ، وفتح الغين المعجمة ، والراء ، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ، هذه النسبة إلى : مشغرى ، وهي قرية من قرى دمشق. زاد ياقوت : من ناحية البقاع ، ومشغرة اليوم ، بلدة في الجمهورية اللبنانية ، تقع في البقاع الغربي.

(١) بيت لهيا : قال ياقوت في معجم البلدان : بكسر اللام. وسكون الهاء وياء وألف كذا يتلفظ بها والصحيح بيت الإلهة ، قرية مشهورة بغوطة دمشق (معجم البلدان ١ / ٥٢٢).

(٢) رواه الذهبي في سير الأعلام نقلا عن أبي الحسين الرازي.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن سير الأعلام ١١ / ٤٥٤ ، ٤٥٥ (ط دار الفكر).

وزيد في الأنساب للسمعاني ٥ / ٣٠٥ وروى عنه : أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي.

٦٩

قلت : يا رسول الله ، أخبرني بأمر أعتصم به قال : «أملك هذا» ، وأشار إلى لسانه [١٣٩٢٨].

قال عبد الرحمن :

فرأيته يسيرا فيما يظنني فلم أر شيئا أشدّ منه. توفي ليلة السبت بعد صلاة المغرب ودفن يوم السبت لإحدى عشرة خلت من ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلاث مائة (١). سقط عن دابته فمات من وقته. وقيل كان يوم الأضحى ، ودفن في مقبرة باب الصغير.

[٩٥٩١] أحمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد العقيقي

ابن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين

ابن علي بن أبي طالب ، أبو القاسم الحسيني العقيقي

كان من وجوه الأشراف بدمشق ، ومدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الغساني الوأواء. وهو صاحب الدار والحمام بنواحي باب البريد.

قال محمد بن المكرّم (٢) : هذه الدار التي كانت تعرف بدار العقيقي هي الآن تربة ومدرسة (٣) للملك الظاهر ركن الدين بيبرس البند قداري دفن بها هو وولده السعيد وبنيت تربة ومدرسة.

[سمع أبا عبد الله بن خالويه اللغوي ، وسمع منه عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي](٤).

[قال أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله : قرأت بخط عبد العزيز بن محمد بن عبدويه الشيرازي ، سمعت الشريف أبا القاسم أحمد بن الحسين الحسيني المعروف بالعقيقي يقول](٥) :

__________________

(١) في معجم البلدان : سنة ٣١٧ ، وفي الأنساب : وكانت وفاته بعد الثلاث مائة.

[٩٥٩١] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٦٣٣ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٤٧ والدارس ١ / ٣٤٩ والنجوم الزّاهرة ٤ / ١٥٣.

(٢) يعني ابن منظور ، صاحب كتاب لسان العرب ، ومختصر تاريخ ابن عساكر.

(٣) هي اليوم دار الكتب الوطنية الظاهرية.

(٤) الزيادة عن بغية الطلب ٢ / ٦٣٣.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك للإيضاح عن بغية الطلب ٢ / ٦٣٣ ـ ٦٣٤.

٧٠

في قول الله عزوجل في قصة يوسف وخطابه لإخوته (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) [سورة يوسف ، الآية : ٩٠] قال : يتقي الله في جميع أموره ، ويصبر على العزوبة كما صبر يوسف عن زليخا وعزوبته في تلك السنين كلها.

[قال ابن العديم في بغية الطلب](١) :

[قرأت في جزء وقع إليّ بخط أبي القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الأطرابلسي يتضمن تعاليق وأمالي عن أبي عبد الله بن خالويه ، وذكر أنه قرأه على ابن خالويه ونقله من خطه ، نسخة كتاب كتبه أبو عبد الله بن خالويه إلى أبي القاسم أحمد بن الحسين العقيقي الحسيني :

هنّأتني برا ملكت به

شكري وشكرك واجب فرض

لم يتبلل وجه ولا شفعت

شفعاء لي في منّها حض

ففداك منا عون لو ملكوا

عدد البحار إذا لما بضوا

سلام الله عليك وصلواته ومغفرته ورحمته وريحانه أيها السيد الكريم والشريف ذا الحكمة ، يا زينة الدنيا وبهجتها أطال الله بقاءك ووهب والدك ـ كذا) ابن خالويه وقاك وفداك ، لقد تقليت آباءك الطاهرين ، وتسنمت جدك وأسلافك المنتجبين وأشبهتهم خلقا وخلقا ومضيت على أساسهم ، وقفوت حميد أفعالهم ، فأصبحت فذ الدهر ، وقريع العصر ، وواحد السمحاء وسيد الأدباء براعة وفصاحة ، وكريم الكرماء سخاء وسماحة ، وتبعت جديك محمدا سيد المرسلين وعليّا سيد الوصيين صلوات الله على ذكراهما كلما ذرّ شارق وطرق أثناء الليل طارق ، ونزعت إليهما حذو القذّة والماء بالماء ، تهذيب خلق ومحض ضريبة ، ودماثة شمائل ، وكرم سجية ، أقول من قس إذا نطق وأفصح من سحبان وائل إذا خطب ، وأسخى من اللافظة كفّا ، وأجود من السحاب جودا ، وأبهى من فخت القمر ، وأسنى من الهالة ، فأنسأ الله أجلك ، وبلّغك أكلا يد المسند ، وسمير الليالي ما بل بحر صوفه ، ونعمت ظبية في تنوفه ، واستدار من رمل عالج كوفه ، وظهرت في أطفور ناشئ فوفه كتبت غرة الشهر إلى غرة الزمان عن سلامة تنم بسلامته ، ونعمة من الله جل وعز لا أقوم بشكرها ، وتوق إلى الشريف العقيقي لا أصفه.

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

٧١

فأيهات أيهات العقيق ومن به

وأيهات وهل بالعقيق تواصله

وهيهات هيهات أين للقيقي شروس ونظير.

عقم النساء فما بلدن شبيهه

إن النساء بلدن بمثله عقم

وعن لوعة لا تطفى حرارتها إلا باجتماع وشيك لدى مولانا الشريف ابن الشريف ، والسيد ابن السيد شريف ابن سيف الدولة](١).

[ومدحه الوأواء ، الشاعر بقصيدته التي أولها :

بدر ليل أو أو لا فشمس نهار

طلعت في سحائب الأزرار

فوق غصن تميله نشوات ال

دلّ سكرا من غير شرب عقار

بفعل الريق منه ما تفعل الخم

ر ولكن بلا تأذي خمار

رشأ كلما سرى اللحظ فيه

جرحته خناجر الأبصار

منها :

قم نقضي حق الصبوح فقد أ

ذّن بالصبح طائر الأسحار

في نجوم مثل الدراهم أحدق

ن ببدر في الجو كالدينار

باهتات كأنهن عيون

ناظرات منها بلا أشفار

كمزايا خلائق لأبي القا

سم فينا منيرة الأنوار

غصن لين المهمزة رطب

زاهر الزهر مثمر الأثمار

عصفت حوله رياح الأماني

وسقته العلا بلا أمطار

ومن مدائح الوأواء فيه :

إلي الذي افتخرت أم العقيق به

ومن به صيرت بطحاؤها حرما

إلي فتى تضحك الدنيا بغرّته

فما ترى باكيا فيها إذا ابتسما

سما به الشرف العالي فصار به

مخيما فوق أطباق العلى خيما](٢)

مات الشريف العقيقي المذكور بدمشق يوم الثلاثاء لأربع خلون من جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وثلاث مائة ، بين الظهر والعصر ، وأغلقت المدينة يوم الأربعاء وأخرجت جنازته

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب لابن العديم ٢ / ٦٣٥ ـ ٦٣٦.

(٢) الشعر المستدرك بين معكوفتين في مدح العقيقي استدرك عن الوافي بالوفيات ٦ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨.

٧٢

ضحوة نهار إلى المصلّى وحضر بكجور (١) وأصحابه ، ومشى الأشراف خلف سريره ودفن خارج باب الصغير.

[٩٥٩٢] أحمد بن الحسين بن أحمد ، أبو الحسين البغدادي

المعروف بابن السماك الواعظ (٢)

سمع بدمشق وبصور وبمكة.

[قال أبو بكر الخطيب](٣) :

حدث عن جعفر بن محمد الخالدي ، والحسن بن رشيق المصري ، وأبي بكر ابن المقرئ الأصبهاني وغيرهم.

كتبت عنه شيئا يسيرا](٤).

روى عن جعفر بن محمد بن نصير الخواص الخلدي (٥) الشيخ الصالح أسنده عن جعفر بن سليمان قال : سمعت مالكا يقول :

قرأت في التوراة أن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته من القلوب كما يزلّ (٦) المطر على الصفا.

قال أبو الحسين بن السماك : سمعت أبا بكر الدّقّي (٧) بدمشق يقول : سمعت أبا بكر الزقاق يقول :

بني ، أمرنا هذا ـ يعني التصوف ـ على أربع : لا نأكل إلّا عن فاقة ، ولا ننام إلّا عن غلبة ، ولا نسكت إلّا عن خيفة ، ولا نتكلم إلّا عن وجد.

__________________

(١) بكجور ، صاحب دمشق وواليها ، ولي دمشق سنة ٣٧٣ تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق. طبعة دار الفكر ١٠ / ٣٧٥ رقم ٩٤٦.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ١١٠ وميزان الاعتدال ١ / ١٢٠ (٤١٤) (ط دار الفكر) ولسان الميزان ١ / ١٥٦ والمنتظم لابن الجوزي ١٥ / ٢٣٧ حوادث سنة ٤٢٤ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٣٥ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٥٣.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ١١٠.

(٥) الخبر من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١١٠ وتحرفت فيه إلى : الخالدي.

(٦) في تاريخ بغداد : ينزل.

(٧) في مختصر ابن منظور : الرقي. تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وهو أبو بكر محمد بن داود الدينوري المعروف بالدقي ، انظر أخباره في الرسالة القشيرية ص ٤١٢.

٧٣

قال : وسمعته يقول :

كل أحد ينتسب إلى نسب إلّا الفقراء فإنهم ينتسبون إلى الله عزوجل ، وكل حسب ونسب ينقطع إلّا حسبهم ونسبهم ، فإنّ نسبهم الصدقة وحسبهم الفقر.

وفي رواية :

وحسبهم الصبر بدل الفقر.

وكان لأبي الحسين بن السماك في جامع المنصور وفي جامع المهدي مجلس وعظ ، يتكلم فيه على طريقة أهل التصوف (١).

قال الحافظ [أبو بكر الخطيب](٢) :

كتبت عنه شيئا يسيرا ، وحدّثنا عن أبي عمرو بن السماك حديثا مظلم الإسناد ، ومنكر المتن ، فذكرت روايته عن ابن السماك لأبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، فقال : لم يدرك أبا عمرو بن السماك ، هو أصغر من ذلك ، لكنه وجد جزءا فيه سماع أبي الحسين بن أبي عمرو بن السماك من أبيه ، وكان لأبي عمرو بن السماك ابن يسمى محمدا ويكنى أبا الحسين فوثب على ذلك السماع ، وادّعاه لنفسه. قال الصيرفي : ولم يدرك الخلدي (٣) أيضا ولا عرف بطلب العلم ، إنما كان يبيع السمك في السوق إلى أن صار رجلا كبيرا ، ثم سافر وصحب الصوفية بعد ذلك.

قال (٤) : وقال لي أبو الفتح محمد بن أحمد المصري :

لم أكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة : أحدهم أبو الحسين بن السماك.

__________________

(١) تاريخ بغداد للخطيب ٤ / ١١٠ والمنتظم لابن الجوزي ١٥ / ٢٣٨.

(٢) في مختصر ابن منظور : قال الحافظ ابن عساكر ، ثم ذكر الخبر ، وقد وهم محققه وهما كبيرا في ذلك. والصواب ما أثبتناه وزدناه للإيضاح ، فابن عساكر لم يدرك ابن السماك.

والخبر في تاريخ بغداد ٤ / ١١٠ ـ ١١١.

(٣) كذا في مختصر ابن منظور وتاريخ بغداد : الخالدي ، تصحيف ، والصواب ما أثبت ، وهو جعفر بن محمد بن نصير الخلدي انظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ١٧٤ (٣١٨٠) (ط دار الفكر).

(٤) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٤ / ١١١.

٧٤

قال : [ابن ماكولا](١)

وأما سمّاك ـ بفتح السين وتشديد الميم وآخره كاف ـ [فهو](٢) أبو الحسين [أحمد بن الحسين بن أحمد](٣) ، ابن السماك الواعظ ، كان جوالا كثير الأسفار. حدث عن جماعة ، ولم أرهم يرتضونه.

[قال أبو بكر الخطيب](٤) :

ومات في يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجة سنة أربع وعشرين وأربع مائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب بعد أن صلّي عليه في جامع المدينة. وكان يذكر أنه ولد في مستهلّ المحرم من سنة ثلاثين وثلاث مائة (٥).

[قال ابن الجوزي](٦) : [أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين ، قال : حكى لي أبو محمد التميمي أن أبا الحسين ابن السماك الواعظ دخل عليهم يوما وهم يتكلمون في أبابيل ، فقال : في أي شيء أنتم؟ فقالوا : نحن في ألف أبابيل ، هي هي ألف وصل أو ألف قطع؟ فقال : لا ألف وصل ولا ألف قطع ، وإنما ألف سخط ، ألا ترى أنه بلبل عليهم عيشهم ، فضحك القوم من ذلك](٧).

[٩٥٩٣] أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن أحمد

ابن إبراهيم بن عمر ، أبو الفضل الثغري الصوري

المعروف بابن أخت الكاملي

قدم دمشق عند افتتاح الفرنج صور (٨) ، خذلهم الله.

__________________

(١) الزيادة للإيضاح ، والخبر في الإكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٥١ ـ ٣٥٢.

(٢) الزيادة عن الإكمال.

(٣) الزيادة عن الإكمال.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٤ / ١١١.

(٦) زيادة للإيضاح.

(٧) ما بين معكوفتين استدرك عن المنتظم لابن الجوزي ١٥ / ٢٣٨.

[٩٥٩٣] له ذكر في مشيخة ابن عساكر ٥ / ب وفيها : ابن الكاملي. الثغري : بفتح الثاء المنقوطة بثلاث وسكون الغين المعجمة ، هذه النسبة إلى الثغر ، وهي المواضع القريبة من الكفار يرابط بها المسلمون (الأنساب) وكان صاحب الترجمة قد رابط في ثغر.

(٨) وكان ذلك سنة ٥١٨ ه‍. راجع معجم البلدان (صور).

٧٥

وحدث عن جماعة. وكان له تيقّظ ما في الحديث. وكان أحول. واستملى على الفقيه نصر بن إبراهيم بصور ، فجاء في الإملاء حديث عن عاصم الأحوال فلقّبته الجماعة بعاصم.

روى بسنده عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده قال :

خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى البقيع فقال : «يا معشر التجار» ، حتى إذا اشرأبوا قال : «إن التجار يحشرون يوم القيامة فجارا إلّا من اتقى وبرّ وصدق» [١٣٩٢٩].

قال الحافظ :

سألت أبا الفضل الكاملي عن مولده فقال : في يوم الخميس التاسع من صفر سنة تسع وخمسين وأربع مائة. وتوفي ليلة الثلاثاء الرابع عشر من رجب سنة ثماني عشرة وخمس مائة. ودفن بباب الصغير.

[٩٥٩٤] [أحمد بن الحسين بن أحمد

أبو بكر المقدسي القطان المقرئ

أحد من جرد العناية في طلب القراءات.

أخذ عن أبي القاسم الزيدي بحران ، وأبي علي الأهوازي بدمشق ، وأبي عبد الله الكارزيني بمكة ، وعتبة العثماني ببغداد.

أخذ عنه أبو بكر المزرفي وغيره.

توفي سنة ثمان وستين وأربعمائة].

[مقرئ حاذق حافل](١).

[٩٥٩٥] أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد

أبو الطّيّب الجعفي الشاعر المعروف بالمتنبي

من أهل الكوفة. قدم دمشق ومدح بها.

__________________

[٩٥٩٤] استدركت ترجمته عن معرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ٤٤٠ وغاية النهاية ١ / ٤٨ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٥٠.

وورد عند مختلف من ترجم له أنه قدم دمشق وقرأ على أبي علي الأهوازي.

(١) الزيادة عن غاية النهاية.

[٩٥٩٥] ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٢ ووفيات الأعيان ١ / ١٢٠ والوافي بالوفيات ٦ / ٣٣٦ وسير الأعلام ١٢ / ٣١٧ (٣٣٣٧) (ط دار الفكر) ويتيمة الدهر ١ / ١٣٩ وبغية الطلب ٢ / ٦٣٩ والبداية والنهاية ٨ / ٤ (ط دار الفكر)

٧٦

قال أبو بكر الخطيب (١) :

بلغني أنه ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلاث مائة ، ونشأ بالشام ، وأكثر المقام بالبادية ، وطلب الأدب وعلم العربية ، ونظر في أيام الناس ، وتعاطى قول الشعر من حداثته حتى بلغ فيه الغاية التي فاق أهل عصره ، وعلا شعراء وقته. واتصل بالأمير أبي الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة وانقطع إليه وأكثر مديحه. ثم مضى إلى مصر فمدح بها كافورا (٢) الخادم ، وأقام هناك مدة. ثم [خرج من مصر و](٣) ورد العراق ودخل بغداد ، وجالس بها أهل الأدب ، وقرئ عليه ديوانه.

قال أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي (٤) قال :

لما ورد المتنبي بغداد سكن في ربض حميد (٥). قال : فمضيت إلى الموضع الذي نزل فيه لأسمع منه شيئا من شعره ، فلم أصادفه ، فجلست أنتظره وأبطأ عليّ ، فانصرفت من غير أن ألقاه ، ولم أعد إليه بعد ذلك.

وقد كان القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي سمع منه ديوانه ورواه عنه (٦).

قال أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي (٧) :

كان المتنبي وهو صبي نزل في جواري بالكوفة ، وكان يعرف أبوه بعيدان (٨) السقا

__________________

والمنتظم ٧ / ٢٤ واللباب ٣ / ١٦٢ تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٢٨٥ النجوم الزاهرة ٣ / ٣٤٠ حسن المحاضرة ١ / ٥٦٠ شذرات الذهب ٣ / ١٣ ديوانه ط بيروت.

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٢.

(٢) في تاريخ بغداد : كافور.

(٣) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٢٩ (٣٧٣٨) (ط دار الفكر) وتاريخ بغداد ١٠ / ٣٨٠.

(٥) هو ربض حميد بن قحطبة الطائي أحد نقباء دولة بني العباس ببغداد متصل بالنصرية ، والنصرية عامرة ، أما ربض حميد فهو خراب (انظر معجم البلدان ٣ / ٢٥.

(٦) ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ١٦٥ (٣٧٧٤) (ط دار الفكر) وتاريخ بغداد ١ / ٣٣٣.

(٧) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٢ ـ ١٠٣.

(٨) كذا في مختصر ابن منظور «عيدان» وفي تاريخ بغداد : «عبدان» تصحيف ، قال ابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٠٥ ووالد المتنبي ، قال أبو القاسم بن برهان : هو أحمد بن عيدان بالفتح ومهملة ، جمع عيدانة وهي النخلة الطويلة ، وأخطأ من قال بالكسر. قال ابن حجر : قلت ، كذا ضبطه ابن ماكولا بالكسر ، راجع الإكمال ٦ / ٩٩.

٧٧

يستقي لنا ولأهل المحلّة ، ونشأ هو محبا للعلم والأدب [فطلبه](١) وصحب الأعراب في البادية ، فجاءنا بعد سنين بدويا قحا. وقد كان تعلم الكتابة والقراءة ، فلزم أهل العلم والأدب. وأكثر ملازمة الوراقين وكان علمه من دفاترهم.

[قال الزيدي] : (٢) فأخبرني وراق كان يجلس إليه قال : ما رأيت أحفظ من هذا الفتى ابن عيدان (٣) قطّ. كان عندي اليوم فأحضر رجل كتابا من كتب الأصمعي يكون نحو ثلاثين ورقة ليبيعه ، فأخذ ينظر فيه طويلا فقال له الرجل : يا هذا ، أريد بيعه وقد قطعتني عن ذلك ، فإن كنت تريد حفظه فهذا إن شاء الله يكون بعد شهر (٤) ، فقال له ابن عيدان : فإن كنت قد حفظته في هذه المدة فما لي عليك؟ قال : أهب لك الكتاب. قال : فأقبل يتلوه إلى آخره ، ثم استلبه فجعله في كمه ، وقام فعلق به صاحبه وطالبه بالثمن ، فقال : ما إلى ذلك سبيل قد وهبته لي. قال : فمنعناه منه وقلنا له : أنت شرطت على نفسك هذا للغلام فتركه عليه.

وكان عيدان والد المتنبي يذكر أنه من جعفيّ ، وكانت جدة المتنبي همدانية صحيحة النسب لا شك فيها (٥). وكانت صالحة من صلحاء النساء الكوفيات.

[قال ابن العديم](٦) :

[أنبأنا (٧) تاج الأمناء أحمد بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال : قال لنا هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي : قال لنا أبو بكر الخطيب : عيدان ، بكسر العين وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها ، هو والد أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي ، كان يعرف بعيدان السقاء].

قال التنوخي (٨) : قال أبي (٩) :

__________________

(١) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٢) زيادة للإيضاح ، والخبر في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٣.

(٣) في تاريخ بغداد : عبدان.

(٤) في تاريخ بغداد : فإن كنت تريد حفظه من هذه المدة فبعيد.

(٥) في تاريخ بغداد : لا أشك فيها.

(٦) زيادة للإيضاح.

(٧) الخبر استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٦٤٠ نقلا عن ابن عساكر.

(٨) يعني علي بن المحسن التنوخي ، شيخ لأبي بكر الخطيب.

(٩) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٣ ونقله ابن العديم في بغية الطلب عن التنوخي ٢ / ٦٤٣.

٧٨

فاتفق مجيء المتنبي بعد سنين إلى الأهواز منصرفا من فارس [فذكرته (١) بأبي الحسن (٢) ، فقال : تربي وصديقي وجاري بالكوفة وأطراه ووصفه] وسألته عن نسبه ، فما اعترف لي به. وقال : أنا رجل أخيط (٣) القبائل ، وأطوي البوادي وحدي ، ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بطائلة بينها وبين القبيلة التي انتسبت إليها ، وما دمت غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني.

قال (٤) : واجتمعت بعد موت المتنبي بسنين مع القاضي أبي الحسن ابن أم شيبان الهاشمي الكوفي ، وجرى ذكر المتنبي فقال : كنت أعرف أباه بالكوفة شيخا يسمى عيدان يستقي على بعير له ، وكان جعفيا صحيح النسب.

قال : وقد كان المتنبي لما خرج إلى كلب وأقام فيهم ادّعى أنه علوي حسنيّ ، ثم ادّعى بعد ذلك النبوّة ، ثم عاد يدّعي أنه علوي ، إلى أن أشهد (٥) عليه بالشام بالكذب في الدعوتين ، وحبس دهرا طويلا وأشرف على القتل ، ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق.

قال أبو علي بن أبي حامد (٦) :

سمعت خلقا بحلب يحكون ـ وأبو الطّيّب بها إذ ذاك ـ أنه تنبّأ في بادية السماوة (٧) ونواحيها إلى أن خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الإخشيدية ، فقاتله وأسره وشرّد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب ، وحبسه دهرا طويلا فاعتلّ وكاد أن يتلف ، فسئل في أمره فاستتابه وكتب عليه وثيقة أشهد عليه فيها ببطلان ما ادّعاه ورجوعه إلى

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد.

(٢) يعني أبا الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي.

(٣) كذا في مختصر ابن منظور ، وفي تاريخ بغداد : أحيط.

وفي بغية الطلب : «أخبط» وخاط إذا مرّ مرة. واحدة أو سريعة. ويقال : ما آتيك إلّا الخيطة أي الفينة.

وفي الأساس : خاط فلان خيطة إذا امتدّ في السير لا يلوي على شيء ، وكذلك خاط إلى مقصده (تاج العروس : خيط) طبعة دار الفكر ـ.

(٤) القائل : المحسن التنوخي ، والد علي ، والخبر في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٣ وبغية الطلب ٢ / ٦٤٣ ـ ٦٤٤.

(٥) في مختصر ابن منظور : شهد ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٦) من طريقه رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٤ وانظر الوافي بالوفيات ٦ / ٣٣٦.

(٧) السماوة : بفتح أوله ، وبعد الألف واو ، ماءة بالبادية ، وبادية السماوة بين الكوفة والشام قفرى. (معجم البلدان : السماوة ٣ / ٢٤٥).

٧٩

الإسلام [وأنه تائب منه ولا يعاود مثله](١) وأطلقه.

[قال] : وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه ، وكانوا يحكون له سورا كثيرة منها : والنجم السيار ، والفلك الدوّار ، والليل والنهار ، إنّ الكافر لفي أخطار ، امض على سننك ، وأقف أثر من كان قبلك من المرسلين ، فإنّ الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه ، وضل عن سبيله. وهي طويلة.

قال : وكان المتنبي إذا شوغب في مجلس سيف الدولة ونحن إذ ذاك بحلب نذكر هذا القرآن وأمثاله فينكره ويجحده.

قال : وقال له ابن خالويه النحوي (٢) يوما في مجلس سيف الدولة : لو لا أن الآخر جاهل لما رضي أن يدعى بالمتنبي ، لأن متنبي معناه كاذب ، ومن رضي أن يدعى بالكذب فهو جاهل ، فقال له : أنا لست أرضى أن أدعى بهذا وإنما يدعوني به من يريد الغضّ مني ، ولست أقدر على الامتناع (٣).

[قال أبو بكر الخطيب] :

[قال لنا التنوخي ، قال لي أبي : فأما أنا ، فإني سألته بالأهواز في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة عند اجتيازه بها إلى فارس ، في حديث طويل جرى بيننا ، عن معنى المتنبي ، لأني أردت أن أسمع منه هل تنبأ أم لا؟ فأجابني بجواب مغالط لي ، وهو أن قال : هذا شيء كان في الحداثة أوجبته الصورة ، فاستحييت أن أستقصي عليه وأمسكت](٤).

قال أبو علي بن [أبي](٥) حامد (٦) :

قال [لي](٧) أبي : ونحن بحلب ، وقد سمع قوما يحكون عن المتنبي هذه السورة (٨) ،

__________________

(١) الزيادة عن تاريخ بغداد.

(٢) اسمه الحسين بن أحمد بن خالويه ، أبو عبد الله النحوي اللغوي ، أصله من همذان ، ترجمته في وفيات الأعيان ٢ / ١٧٨.

وخالويه بفتح الخاء المعجمة وبعد الألف لام مفتوحة ، وواو مفتوحة أيضا وياء ساكنة وثم هاء ساكنة.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ١٠٤ وبغية الطلب ٢ / ٦٤٦.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد وبغية الطلب لابن العديم ٢ / ٦٤٦ ـ ٦٤٧.

(٥) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٦) الخبر في تاريخ بغداد ٤ / ١٠٥ وبغية الطلب ٢ / ٦٤٧.

(٧) زيادة عن تاريخ بغداد.

(٨) انظر ما مرّ قريبا.

٨٠