تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

به على بعير ، ثم بنيت له دكة (١) فقتل عليها هو وأصحابه الذين أخذوا معه يوم الاثنين لسبع بقين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين (٢).

قال (٣) أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي (٤) قال :

قام مقامه ـ يعني مقام صاحب الجبل (٥) ـ أخ له في وجهه خال يعرف به ، يقال له صاحب الخال. فأسرف في سوء الفعل وقبح السيرة وكثرة القتل حتى تجاوز ما فعله أخوه ، وتضاعف قبح (٦) فعله على فعله ، وقتل الأطفال ونابذ الإسلام وأهله ، ولم يتعلق منه بشيء. فخرج المكتفي بالله إلى الرّقّة وسيّر إليه الجيوش فكانت له وقائع ، وزادت أيامه على أيام أخيه في المدة والبلاء حتى هزم وهرب وظفر به في موضع يقال له الدالية بناحية الرحبة ، فأخذ أسيرا وأخذ معه ابن عم له يقال له : المدثّر ، وكان قد رشّحه للأمر بعده ، وذلك في المحرم سنة إحدى تسعين. وانصرف المكتفي بالله إلى بغداد وهو معه ، فركب المكتفي ركوبا ظاهرا في الجيش والتعبئة وهو بين يديه على الفيل وجماعة من أصحابه على الجمال مشهرين بالبرانس ، وذلك يوم الاثنين غرّة ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. ثم بنيت له دكّة في المصلّى ، وحمل إليها هو وجماع أصحابه فقتلوا عليها جميعا في ربيع الآخر بعد أن ضرب بالسياط ، وكوي جبينه بالنار وقطّعت منه الأربعة ثم قتل ، ونودي في الناس فخرجوا مخرجا عظيما للنظر إليه. وصلب بعد ذلك في رحبة الجسر.

وقيل إنه وأخاه من قرية من قرى الكوفة يقال لها الصّوّان (٧) ، وهما ، فيما ذكر ، ابنا زكرويه بن مهرويه القرمطي الذي خرج في طريق مكة في آخر سنة ثلاث وتسعين ومائتين ،

__________________

(١) الدكة بالفتح ، والعامة تكسره ، بناء يسطح أعلاه للمقعد (تاج العروس).

(٢) الخبر في بغية الطلب ٢ / ٩٤٥ وأخبار القرامطة ص ٩٠ نقلا عن الحافظ ابن عساكر.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٢ / ٩٣٨ ـ ٩٣٩ وأخبار القرامطة ص ٨٢ ـ ٨٣ نقلا عن أبي القاسم ابن عساكر.

(٤) في المصدرين : الحطمي ، تصحيف ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ١٥٠ (٣١٤٧) (ط دار الفكر).

(٥) في بغية الطلب وأخبار القرامطة : «صاحب الجمل» ، وبأصل مختصر ابن منظور «صاحب الجمل» وفوقها ضبة ، واستدرك على هامشه «صاحب الجيل» وبعدها صح.

(٦) في أخبار القرامطة : قبيح.

(٧) كذا في مختصر ابن منظور ، وبغية الطلب وأخبار القرامطة.

ولم أعثر على هذه القرية ، وفي معجم البلدان : صؤار وهو ماء لكلب فوق الكوفة مما يلي الشام. وجاء في تاريخ الطبري ٥ / ٦٦٣ أن وقعة حصلت بقرب قرية الصؤار بين قوات المكتفي والقرمطي. قال وهو موضع بينه وبين القادسية أربعة أميال ، وهو في البرية في العرض.

٢٤١

وتلقى الحاج في المحرم من سنة أربع وتسعين فقتلهم قتلا ذريعا لم يسمع قبل بمثله واستباح القوافل وأخذ شمسة (١) البيت الحرام ، وقبل ذلك دخل الكوفة يوم الأضحى بغتة وأخرج منها ثم لقيه جيش السلطان بظاهر الكوفة بعد دخوله إليها وخروجه عنها فهزمهم ، وأخذ ما كان معهم من السلاح والعدة فقوي بها ، وعظم أمره في النفوس [وهال السلطان](٢) وأجلبت معه كلب وأسد وكان يدعى السيد.

ثم سيّر إليه السلطان جيشا عظيما فلقوه بذي قار بين البصرة والكوفة في الفراض (٣) ، فهزم وأسر جريحا ثم مات. وكان أخذه أسيرا يوم الأحد لثمان بقين من ربيع الأول سنة أربع وتسعين بعد أن أسر فقدم به إلى بغداد مشهورا في ربيع الأول وشهرت الشمسة بين يديه ليعلم الناس أنها قد استرجعت وطيف به ببغداد ، وقيل إنه خرج يطلب بثأر ابنه المقتول على الدّكّة.

ومن شعره في الفخر (٤) :

سبقت يدي يده بضر

بة (٥) هاشميّ المحتد

وأنا ابن أحمد لم أقل

كذبا ولم أتزيّد (٦)

من خوف بأسي قال بد

ر ليتني لم أولد

يعني بدر الحمامي الطولوني أمير دمشق.

__________________

(١) الشمسة : شبيه بمظلة كانت توضع فوق الحجر الأسود ، وفي الصحاح : الشمس : ضرب من القلائد.

(٢) زيادة عن بغية الطلب وأخبار القرامطة.

(٣) تحرفت في مختصر ابن منظور إلى العراض ، والمثبت عن بغية الطلب وأخبار القرامطة. قال ياقوت في معجم البلدان : والفراض موضع بين البصرة واليمامة قرب فليج.

(٤) الأبيات في بغية الطلب ٢ / ٩٤٥ وأخبار القرامطة ص ٩٠ نقلا عن أبي القاسم ابن عساكر.

(٥) في بغية الطلب : لضربة.

(٦) عقب ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٩٤٦ على قول ابن عساكر في صدر ترجمته : ويقال إن اسمه عبد الله بن أحمد ، قال ابن العديم : ولا أعلم أحدا قال في صاحب الخال عبد الله بن أحمد غيره ، والمعروف بهذا الاسم ابن عمه المعروف بالمدثر ، وكان سار إلى الشام فلقيه شبل الديلمي مولى المعتضد بالرصافة في سنة أربع وثمانين ومائتين ، فقتله القرامطة ، وقتلوا أصحابه ، ودخلوا الرصافة فأحرقوها ، وجاءوا مسجدها ونهبوها ، وساروا نحو الشام.

فالظاهر أنه اشتبه عليه بصاحب الخال ، وأكد عنده ذلك هذه الأبيات الثلاثة التي عزاها إليه وقوله فيها :

وأنا ابن أحمد لم أقل

كذبا ولم أتزيد

على أن هذه الأبيات ليس مراد صاحب الخال منها أن أحمد أبوه بل أراد بقوله : «وأنا ابن أحمد» أنه من نسل أحمد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٤٢

[٩٦٨٨] أحمد بن عبد الله بن مرزوق

أبو العباس الأصبهاني الدّستجردي

قدم دمشق ، وحدث بها سنة سبع وأربعين وخمس مائة.

[سمع أبا القاسم اسماعيل بن محمد بن الفضل ، وغانم بن أبي نصر محمد بن عبيد الله البرجي ، وهبة الله بن محمد بن الحصين البغدادي ، وأبوي سعد : أحمد بن عبد الجبار الصيرفي ، ومحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المطرز ، وأبا منصور عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الشرابي ، والقاضي أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني ، وعبد القادر بن يوسف البغدادي ، وأبوي علي : الحسن بن أحمد الحداد ومحمد بن محمد بن المهدي ، وطاهر بن محمد بن عبد الله الفزاري.

روى عنه : الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني ، وسمع منه بحلب عبد الله بن محمد بن سعد الله البجلي ، والحافظ أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي ، وأبو المواهب بن صصرى ، وأبو اليمن الكندي سمع منه بدمشق](١).

قال الحافظ :

كان يروي كتاب الترغيب والترهيب ، فجلست معه لما شرع في التحديث به حرصا مني على معارضة نسختي مرة ثانية ، فكان إذا أخطأ في قراءته رددت عليه ، فيشقّ عليه. ولقد جاء في نسخته حديث من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه ، عن أبي هريرة ، فسقط منه ذكر سهيل عن أبيه (٢) ، فرددت عليه ، فأراد أن يماري فيه ، فقلت : هذا لا يخفى على الصبيان ، ولم أعد للحضور معه.

__________________

[٩٦٨٨] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٤٦ والوافي بالوفيات ٦ / ١١٧. وبأصل مختصر ابن منظور : «الدسحرى» وفوقها ضبة ، والمثبت عن بغية الطلب. والدستجردي ضبط بفتح الدال وسكون السين المهملتين وكسر التاء وكسر الجيم وسكون الراء وكسر الدال هذه النسبة إلى عدة من القرى اسمها : دستجرد ، انظر معجم البلدان ٢ / ٤٥٤ والأنساب ٢ / ٤٧٦.

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٤٦ ـ ٩٤٧ وانظر الوافي بالوفيات ٦ / ١١٧ ـ ١١٨.

(٢) هو سهيل بن أبي صالح ، أبو يزيد المدني ، مولى جويرية بنت الأحمس الغطفانية حدث عن أبيه أبي صالح ذكوان السمان. وانظر ترجمته في سير الأعلام ٦ / ٢٣٧ (٨٢٠) (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ٨ / ١٩٢ وانظر ترجمة أبي صالح ذكوان السمان في تهذيب الكمال ٦ / ٨٦ وذكر في شيوخه أبا هريرة.

٢٤٣

حدث أبو العباس الأصبهاني عن أبي بكر محمد بن أبي القاسم الفضل بن محمد الفراتي وغيره بسنده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إن الرجل ليكون من أهل الصلاة ، والزكاة ، والحج ، والعمرة ، والجهاد حتى ذكر سهام الخير ؛ وما يجزى يوم القيامة إلّا بقدر عقله».

[٩٦٨٩] أحمد بن عبد الله ، أبي الحواري ، بن ميمون بن عياش

ابن الحارث ، أبو الحسن التغلبي الغطفاني

الزاهد أحد الثقات. أصله من الكوفة وسكن دمشق.

روى عن جماعة وأعيان ، وروى عنه جماعة وأعيان.

[روى عن سفيان بن عيينة ، وأبي معاوية ، وحفص بن غياث ، ووكيع بن الجراح ، ومروان ابن محمد ، وعن شيخه وأستاذه أبي سليمان الداراني ، وأبي سعد عبد الله بن إدريس ، وأبي أسامة حماد بن أسامة ، والوليد بن مسلم ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل ، وعمرو بن أبي سلمة ، ورواد بن الجراح ، وزكريا بن إبراهيم الخصاف ، وإسحاق الحناط ، وسليمان بن أبي سليمان الداراني ، ومحمد بن يوسف الفريابي ، وعبد الله بن نمير ، وإسماعيل بن علية ، وجعفر بن محمد ، وإسحاق بن خلف ، وأبي بكر محمد بن توبة الطرسوسي ، ومضاء بن عيسى ، وأبي جعفر محمد بن حاتم ، وعبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان ، وعبد الواحد بن جرير العطار الدمشقي ، وأبي مسهر الدمشقي ، وسلام بن سليمان المدائني ، وعيسى بن خالد اليمامي ، وزهير بن عباد ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأحمد بن ثعلبة ، وعبد العزيز بن عمير الدمشقي ، وأحمد بن معاوية بن وديع ، وعلي بن حمزة الكسائي ، وإبراهيم بن أيوب.

روى عنه أبو داود ، وابن ماجة ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرازيان ، ومحمود بن إبراهيم

__________________

[٩٦٨٩] ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ١٧٨ وتهذيب التهذيب وتقريبه ١ / ٧٧ (٦٨) (ط دار الفكر) وبغية الطلب ٢ / ٩٥٠ والجرح والتعديل ١ / ١ / ٤٧ وحلية الأولياء ١٠ / ٥ والرسالة القشيرية (الفهارس) وصفة الصفوة ٤ / ١٢ والعير ١ / ٤٤٦ والبداية والنهاية ٧ / ٣٦٤ (ط دار الفكر) وسير الأعلام ١٠ / ٨٤ (١٩٩١) (ط دار الفكر) والطبقات الكبرى للشعراني ١ / ٨٢. و «عياش» وفي تهذيب الكمال : «العباس» و «أبو الحسن» وفي تهذيب التهذيب عن ابن حبان : «أبا عباس» و «التغلبي» وفي السير : «الثعلبي».

٢٤٤

ابن سميع ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، وأبو عبد الملك التستري ، وسليمان بن أيوب ابن حذلم ، ومحمد بن يعقوب ، وأبو عبد الرحمن محمد بن العباس بن الوليد بن الدرفس ، وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن الحريص ، وجعفر بن أحمد بن عاصم ، والعباس بن أحمد بن مسلمة العذري ، وأحمد بن عامر بن المعمر الأزدي ، ومحمد بن الفيض الغساني ، وعبد الله ابن عتاب ابن الزفتي ، ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد ، ومخمد بن خريم ، ومحمد بن عون ابن الحسن الوحيدي ، وعبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد ، وسيار بن نصر ، وأحمد بن سليمان بن زبان ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، وأبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق ابن إبراهيم بن الصامدي الدمشقيون ، وعلي بن الحسين بن ثابت الرازي ، وأبو عبد الله محمد ابن المعافى الصيداوي ، وعبد الله بن هلال الدومي ، وسعد بن محمد البيروتي ، وأبو بكر محمد بن يحيى السماقي ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ، وأبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي ، وأبو عصمة نوح بن هشام الجوزجاني ، وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي](١).

روى عن حفص بن غياث بسنده عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا مرض العبد أو سافر أمر أن يكتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم» (٢).

وفي رواية أخرى : «كتب له مثل أجره وهو صحيح» [١٤٠١٠].

أبو الحسن أحمد بن أبي الحواري من قدماء مشايخ الشام ، من أهل دمشق تكلم في علوم المحبة والمعاملات ، وصحب أبا سليمان الداراني ، وأخذ طريقة الزهد من أبيه أبي الحواري. واسم أبي الحواري ميمون ، ويقال عبد الله بن ميمون. ولأحمد ابن يقال له عبد الله ، وكان من الزهاد أيضا.

وكان الجنيد يقول (٣) : أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشام.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٥١ ـ ٩٥٢ وقد نقلها ابن العديم عن المصنف أبي القاسم ابن عساكر.

(٢) بغية الطلب ٢ / ٩٥٢.

(٣) رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٨٠ والذهبي في سير الأعلام ١٠ / ٨٥ (ط دار الفكر) والرسالة القشيرية ص ٤١٠.

٢٤٥

قال يحيى بن معين ـ وذكر أحمد بن أبي الحواري ـ فقال :

أهل الشام به يمطرون (١).

قال يوسف بن الحسين (٢) :

طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة ، فلما بلغ منه الغاية حمل كتبه كلها إلى البحر فغرّقها ، وقال : يا علم ، لم أفعل بك هذا تهاونا بك ، ولا استخفافا بحقك ، ولكني كتب أطلبك لأهتدي بك إلى ربي ، فلما اهتديت بك إلى ربي استغنيت عنك.

قال يوسف بن الحسين (٣) :

كان بين أبي سليمان وأحمد بن أبي الحواري عقد لا يخالفه في شيء يأمره به ، فجاءه يوما وهو يتكلم في مجلسه فقال : إنّ التنّور قد سجر فما تأمر؟ فلم يجبه ، فقال مرتين [أو](٤) ثلاثة ، فقال أبو سليمان : اذهب فاقعد فيه ، كأن ضاق به قلبه. وتغافل أبو سليمان ساعة ، ثم ذكر فقال : أطلبوا أحمد فإنه في التنور لأنه على عقد ألّا يخالفني ، فنظروا فإذا هو في التنور لم تحترق منه شعرة.

قال محمد بن الفيض : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول لرجلين وأنا ثالثهما ، وسألاه عن شيء فقال :

والله لو لا ما قد جرى أو مضى من السّنّة وسار في الناس من تقدمة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ما قدّمنا على عليّ أحدا. يعني لسابقته وفضله وقدمته.

قال ابن الفيض :

أدركت من شيوخنا من شيوخ دمشق ممن يربّع بعلي بن أبي طالب ، وذكر قوما فيهم أحمد بن أبي الحواري.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١ / ١٨٠ وسير الأعلام ١٠ / ٨٤ (ط دار الفكر) وفيهما : أظن أهل الشام يسقيهم الله الغيث به ، وبغية الطلب ٢ / ٩٥٥.

(٢) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١٠ / ٦ من طريق محمد بن الحسين بسنده إلى يوسف بن الحسين ، والذهبي في سير الأعلام ١٠ / ٨٦ (ط دار الفكر).

(٣) رواه الذهبي في سير الأعلام ١٠ / ٨٩ (ط دار الفكر) من هذا الطريق وابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٩٥٦ من طريق محمد بن الحسين.

(٤) زيادة للإيضاح عن بغية الطلب وسير الأعلام.

٢٤٦

قال عيسى بن عبد الله : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول :

لو خيّرني مخيّر بين أن يسجر لي تنور فأرمي بنفسي فيه ، فاحترق به ولا أبعث ، وبين أن أبعث ولا أحاسب ويؤمر بي إلى الجنة ، لظننت أنّي سأموت من الفرح بالتنور من قبل أن أصير إليه ، قال : قلت : أنّى ومع البعث إلى الجنة فقال لنا : فأين الوقوف بين يدي الله عزوجل والتوبيخ.

وكان أحمد بن أبي الحواري كريم الأخلاق ، وكان من كرم أخلاقه أنه كان لا يزن كسرا ولا يأخذ كسرا ، وإذا كان له درهم وكسر أخذ الدرهم ولم يأخذ الكسر ، وإذا كان عليه وزن درهم ونصف وزن درهمين.

قال : وأحسن ما سمع منه : جاءه مولود ، ولم يكن له شيء من الدنيا ، فقال لتلميذ له قد جاءنا البارحة مولود ، خذ لنا وزنة دقيق بنسيئة ، فقال تلميذه : والله إنّ هذه لمسبّة على علماء الشام وعقلائها إذ لا يفتقدون هذا الشيخ ، يجيئه مولود فلا يملك ثمن وزنة دقيق.

قال : وكان بعض التجار قد وجّه متاعا إلى مصر ، فنوى إن سلّمه الله في ذهابه ومجيئه أنّ لأحمد مائتي درهم صحاحا. فلما جاء المولود جاء المتاع ، فدفع التاجر المائتي درهم إلى غلام له وقال : ادفعها إلى أحمد ، وقل له : إنّ سيدي نذر إن سلّم الله متاعه فلك فيه مائتا درهم ، وقد سلّمه الله عزوجل ، فقال تلميذه : الحمد لله قد فرّج عن الشيخ ، فالدراهم بين يديه ، حتى جاءه رجل فقال : يا أحمد البارحة جاءني مولود ، عندك من الدنيا شيء؟ فرفع رأسه إلى السماء وقال : يا مولاي ، هكذا بالعجلة ودفع المائتي الدرهم إليه ، ثم قال لتلميذه : قم ويحك جئنا بالدقيق (١).

قال أحمد بن أبي الحواري :

قلت لأبي سليمان : صليت صلاة في خلوة فوجدت لها لذة ، قال : وأي شيء ألذّك فيها؟ قلت : حيث لم يرني أحد ، فقال : إنك لضعيف حيث خطر بقلبك فكر الخلق.

قال محمد بن عوف (٢) :

__________________

(١) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٦٤ (ط دار الفكر) (حوادث سنة ٢٤٦).

(٢) الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير الأعلام ١٠ / ٨٥ (ط دار الفكر).

٢٤٧

رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بأنطرسوس (١) ، فلما أن صلى العتمة (٢) قام يصلي على الحائط ، فاستفتح ب (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فطفت الحائط كله ، ثم رجعت إليه ، فإذا هو لا يجاوز (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ). ثم رجعت فنمت ليلتي جمعاء ، فلما كان السحر قبل انشقاق الفجر مررت بأحمد بن أبي الحواري ، وهو يقرأ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فلم يزل يرددها من العتمة إلى الصبح (٣).

قال عبد الله بن أحمد ابن أبي الحواري :

كنا نسمع بكاء أبي بالليل حتى نقول قد مات ، ثم نسمع ضحكه حتى نقول قد جنّ.

قال الحسن بن حبيب : سمعت أبي يقول :

خرجت مع أحمد بن أبي الحواري إلى رباط بيروت ، فلم تزل الهدايا تجيئه من أول النهار إلى نصف النهار ، ثم أقامني ففرقها إلى أن غابت الشمس ، وقال لي : كن كذا يا حبيب لا تزد على الله ولا تدخر عنه (٤) ، فلما كان في الليل خرجت معه إلى سور البلد ، فسمع الحارس يقول : قل لزين الحنان : ردّ السلام ، فصاح وسقط ، وقال : قل لكل قلب يلحق حيث يشاء.

قال أحمد بن أبي الحواري :

دخلت على بعض المتعبدين أعوده ، فقلت : كيف تجدك؟ فقال : بحال شريفة ، أسير كريم في حبس جواد مع أعوان صدق ، والله لو لم يكن مما ترون لي عوض إلّا ما أودع في قلبي (٥) من محبته لكنت حقيقا على أن أدوم على الرضى عنه ، وما الدنيا وما غاية البلاء فيها؟ هل هو إلّا ما ترون بي من هذه العلة؟ وأوشك لئن استبد بي الأمر قليلا لترحّلني إلى سيدي ، ولنعمت علة رحلت بمحبّ إلى محبوب قد أضرّ به طول التخلف عنه.

__________________

(١) في معجم البلدان أنطرطوس ، وهي بلدة من سواحل بحر الشام.

(٢) يعني صلاة العشاء.

(٣) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٨٥ (ط دار الفكر). والبداية والنهاية ٧ / ٣٦٥ (ط دار الفكر).

(٤) رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٦٤ (ط دار الفكر) (حوادث سنة ٢٤٦).

(٥) في أصل مختصر ابن منظور : في قلبه.

٢٤٨

قال أحمد بن أبي الحواري :

لا دليل على الله سواه ، وإنما العلم يطلب لآداب الخدمة (١).

قال أحمد بن أبي الحواري :

صحبت أبا سليمان طوال ما صحبته فما انتفعت بكلمة أقوى عليّ وأهدى لرشدي وأدلّ على الطريق من هذه الكلمة (٢) : قلت له في ابتداء أمري : أوصني ، فقال : أمستوص أنت؟ قلت : إن شاء الله ، قال : خالف نفسك في كلّ مراد (٣) لها فإنها الأمّارة بالسوء ، وإياك أن تحقر أحدا من (٤) المسلمين ، واجعل طاعة الله دثارا والخوف منه شعارا (٥) ، والإخلاص زادا ، والصدق جنة (٦) ، وأقبل مني هذه الكلمة الواحدة ولا تفارقها ولا تغفل عنها : إن من استحى من الله عزوجل في كل أوقاته وأحواله وأفعاله بلغه إلى مقام الأولياء من عباده. قال : فجعلت هذه الكلمة (٧) أمامي ، ففي كل وقت أذكرها وأطالب نفسي بها (٨).

قال أحمد بن أبي الحواري :

علامة حب الله حب طاعة الله. وقيل : حب ذكر الله ، فإذا أحبّ الله العبد أحبه ، فلا يستطيع العبد أن يحب الله حتى يكون الابتداء من الله بالحب له ، وذلك حين عرف منه الاجتهاد في مرضاته (٩).

__________________

(١) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ١٠ / ٦.

(٢) الخبر في البداية والنهاية ٧ / ٣٦٥ (ط دار الفكر).

(٣) في البداية والنهاية : مراداتها.

(٤) في البداية والنهاية : إخوانك المسلمين.

(٥) الشعار : ككتاب ، ما تحت الدثار من اللباس ، وهو يلي شعر الجسد دون ما سواه من الثياب ، وفي المثل : هم الشعار دون الدثار.

والدثار : الثوب الذي فوق الشعار. (تاج العروس : دثر وشعر).

(٦) الجنة بالضم ، الدروع وكل ما وقى من السلاح. وفي الصحاح : الجنة ما استترت به من السلاح والجمع الجنن ، والجنة : السترة.

وفي البداية والنهاية : والصدق حسنة.

(٧) في البداية والنهاية : «الكلمات» ومثلها في تهذيب الكمال.

(٨) ورواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٨٠ ـ ١٨١.

(٩) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١٠ / ٧.

٢٤٩

وقال أحمد :

أفضل البكاء بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقة (١) ، أو بكاء على ما سبق له من المخالفة.

قال حبيب بن عبد الملك :

كنت عند أحمد بن أبي الحواري جالسا ، فقال له رجل : يا أبا الحسن ، أثابنا الله وإياك على الإسلام والسنة ، فقال له أحمد : يا ذا الرجل ، إنه من لم يكن مسيئا فما هو مسلم ، فقال له : يا أبا الحسن ، فما السّنّة عندك؟ قال : أن يسلم أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منك وتسلم منهم.

قال أحمد (٢) :

ما ابتلى الله عبدا بشيء أشدّ من الغفلة والقسوة.

وقال (٣) : من عمل بلا اتباع سنة فباطل عمله (٤).

وقال (٥) : من نظر إلى الدنيا نظر إرادة وحب لها أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه.

وقال (٦) : من عرف الدنيا زهد فيها ، ومن عرف الآخرة رغب فيها ، ومن عرف الله آثر رضاه.

ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ (٧) ، وهو يومئذ والي دمشق بمحنة أحمد بن أبي الحواري وعبد الله بن ذكوان بالقول بخلق القرآن ، وكانا على المسجد وكان ابن أبي دواد يعرفهما ، فورد الكتاب على إسحاق ، ولهما منه منزلة ، فخفف عنهما في المحنة فأجاب عبد الله بن ذكوان وأبي أحمد بن أبي الحواري أن يجيب فحبس ، ثم وجه إلى امرأته

__________________

(١) الرسالة القشيرية ص ٤١٠ وتهذيب الكمال ١ / ١٨١.

(٢) الرسالة القشيرية ص ٤١٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٨٥ (ط دار الفكر) وبغية الطلب ٢ / ٩٥٥.

(٣) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٤١٠ وسير الأعلام ١٠ / ٨٥ (ط دار الفكر) وبغية الطلب ٢ / ٩٥٥.

(٤) في سير الأعلام : فعمله باطل.

(٥) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١٠ / ٦ والذهبي في سير الإعلام ١٠ / ٨٧ (ط دار الفكر) والرسالة القشيرية ص ٤١٠ وبغية الطلب ٢ / ٩٥٥.

(٦) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ١٠ / ٧.

(٧) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق ـ طبعة دار الفكر ـ ٨ / ٣٠٢ رقم ٦٨١.

٢٥٠

وصبيانه ليأتوه ويبكوا عليه ليرجع عن رأيه ، وقيل له : ما في القرآن من الجبل والشجر مخلوق. وكان إسحاق مائلا إليه فأجاب على هذا وكتب إسحاق بإجابتهما (١).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم](٢) :

[أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري أبو الحسن الدمشقي ، روى عن حفص بن غياث ووكيع والوليد بن مسلم وعبد الله بن وهب ، يعد في الدمشقيين ، حدثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك ، ورويا عنه ، سمعت أبي يحسن الثنا عليه ويطنب فيه.

حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني حدثني هارون بن سعيد قال : قال يحيى بن معين وذكر أحمد بن أبي الحواري. فقال : أهل الشام به يمطرون](٣).

[أحمد بن أبي الحواري أحد العلماء الزهاد المشهورين ، والعباد المذكورين ، والأبرار المشكورين ، ذوي الأحوال الصالحة ، والكرامات الصادقة](٤).

[قال أبو سليمان الداراني لأحمد بن أبي الحواري : يا أحمد إن طرق الآخرة كثيرة وشيخك عارف بكثير منها إلى هذا التوكل المبارك فإني ما شممت منه رائحة.

قال أحمد بن أبي الحواري : سألت أبا سليمان عن السماع ، فقال : من اثنين أحب إليّ من الواحد.

وقال أحمد بن أبي الحواري :

رأيت في النوم جارية ، ما رأيت أحسن منها ، يتلألأ وجهها نورا فقلت : ما أنور وجهك؟! فقالت : تذكر الليلة التي بكيت فيها؟ فقلت : نعم ، فقالت : حملت إليّ دمعتك فمسحت بها وجهي ، فصار وجهي هكذا](٥).

قال أحمد : حدثني عبد الخالق بن جبير قال : سمعت أبا موسى الطرسوسي يقول : ما تفرغ عبد لله ساعة إلّا نظر الله إليه بالرحمة.

__________________

(١) انظر البداية والنهاية ٧ / ٣٦٥ (ط دار الفكر) (حوادث سنة ٢٤٦) بمعناه.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ١ / ١ / ٤٧.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن البداية والنهاية ٧ / ٣٦٤ (ط دار الفكر).

(٥) ما بين معكوفتين زيادة عن الرسالة القشيرية ص ١٦٩ و٣٤١ و٣٧٥.

٢٥١

وقال : سمعت مضاء بن عيسى يسأل سباعا الموصلي : إلى أي شيء انتهى بهم الزهد؟ فقال : إلى الأنس به.

وقال : ثنا محمد بن ثابت القارئ ، قال : من كانت همته في أداء الفرائض لم يكمل له في الدنيا لذة.

وقال : ثنا أبو الموفق الأزدي ، قال : قال الله تعالى : «لو أن ابن آدم لم يرج غيري ما وكلته إلى غيري ، ولو أن ابن آدم لم يخف غيري ما أخفته من غيري».

وقال : سمعت محمودا يقول : سبحان من لا يمنعه سلطانه أن ينظر في صغير سلطانه.

وقال : سمعت مضاء بن عيسى يقول : خف الله يلهمك. واعمل له لا يلجئك إلى دليل.

وقال : كنت أسمع وكيع بن الجراح يقول : يبتدئ قبل أن يحدث فيقول : ما هناك إلّا عفوه ، ولا نعيش إلّا في ستره ، ولو كشف الغطاء انكشف على أمر عظيم.

وقال : قال لي أبو سليمان : جوع قليل ، وعري قليل ، وذل قليل ، وفقر قليل ، وصبر قليل ، قد انقضت عنك أيام الدنيا.

وقال يوما : لله لعبده في أوان معاصيه وإعراضه عن ربه أشد نظرا إليه وحبّا من العبد في أوان تتابع نعمه وكمال كرامته ، وعظيم ستره وإحسانه ، ثم قال : وهل يليق إلّا ذلك.

وقال : قلت لأبي بكر بن عياش : حدثنا ، قال : دعونا من الحديث فإنا قد كبرنا ونسينا الحديث ، جيئونا بذكر المعاد ، لو أني أعرف أهل الحديث لأتيتهم إلى بيوتهم حتى أحدثهم.

وقال : سمعت أبا عبد الله الواهبي يقول : ما أخلص عبد قط إلّا أحب أن يكون في جب لا يعرف ـ ومن أدخل فضولا من الطعام أخرج فضولا من الكلام.

وقال : سمعت محمد الكندي يقول : سمعت أشياخنا يقولون : إذا عرض لك أمران لا تدري في أيهما الرشاد فانظر إلى أقربهما إلى هواك مخالفة ، فإن الحق في مخالفة الهوى.

وقال : سمعت سلام المديني يقول : سمعت المخرمي يقول عن سفيان الثوري قال : من أحب الدنيا وسرّ بها نزع خوف الآخرة من قلبه.

وقال : حدثني أخي محمد قال : قلت لفضيل بن عياض في قوله تعالى : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) قال : ممن كانوا ، وحيث ما كانوا ، وفي أي زمان كانوا.

٢٥٢

وقال : عن محمد بن عائذ ثنا ابن شابور عن سعيد بن بشير عن قتادة قال : أخيار أمرائكم الذين يحبون قراءكم ، وشراركم الذين يحبون أمراءكم.

وقال : حدثني عمر بن سلمة السراج عن أبي جعفر المصري قال : قال الله تعالى : «معشر المتوجهين إليّ بحبي ما ضركم ما فاتكم من الدنيا إذا كنت لكم حظّا ، وما ضركم من عاداكم إذا كنت لكم سلما»](١).

[قال أبو أحمد الحاكم](٢).

[أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري الزاهد الدمشقي.

سمع أبا محمد عبد الله بن إدريس ، وأبا عمر حفص بن غياث النخعي.

روى عنه زياد بن أيوب أبو هاشم الطرسوسي ، وأبو خالد محمد بن إدريس الحنظلي.

كناه لنا أبو الجهم أحمد بن الحسين القرشي](٣).

[قال أبو زرعة الدمشقي : حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال : قال لي أحمد بن حنبل : متى مولدك؟ قلت : سنة أربع وستين ـ يعني مائة ـ قال : وهي مولدي](٤).

ومات أحمد بن أبي الحواري سنة ست وأربعين ومائتين في جمادى الآخرة. وقيل سنة خمس وأربعين ومائتين (٥). وقيل سنة ثلاثين ومائتين (٦) ، وهو وهم. وعمره اثنتان وثمانون سنة. ومولده سنة أربع وستين ومائة.

[٩٦٩٠] أحمد بن عبد الله بن نصر

ابن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة ،

أبو العباس والد القاضي أبي الطاهر الذّهلي

سمع بدمشق وبغيرها.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن حلية الأولياء ١٠ / ٦ ـ ٢٤.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن الأسامي والكنى للحاكم ٣ / ٣٤٨ رقم ١٤٧٩.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تهذيب الكمال ١ / ١٨١.

(٥) تهذيب الكمال ١ / ١٨٢ وعقب المزي بقوله : والصحيح الأول ، يعني قول من ذكر أنه مات سنة ٢٤٦.

(٦) وهو قول أحمد بن محمد بن الفضل ، نقله عنه أبو عبد الرحمن السلمي انظر تهذيب الكمال ١ / ١٨٢.

[٩٦٩٠] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٥٨ وتاريخ بغداد ٤ / ٢٢٩.

٢٥٣

[قال أبو بكر الخطيب] :

[أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة ، أبو العباس الذهلي ، كان من شيوخ القضاة ومتقدميهم ، ولي قضاء البصرة وواسط وغيرهما من البلدان وحدث عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ومحمد بن عبد الله المخرمي ، ومحمود بن خداش ، ومحمد بن حماد الطهراني ، وعمران بن بكار ، ومحمد بن خالد بن خلي الحمصيين ، ونحوهم ، روى عنه أبو الحسن الدارقطني ، والمعافى بن زكريا الجريري ، وأبو طاهر المخلص ، وكان ثقة](١).

[قال أبو بكر ابن المقرئ : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي ـ قاضي واسط ـ قال : حدثنا علي بن الموفق الأنباري ، عن أحمد بن أبي الحواري عن أبي سليمان قال : لقيت عابدة بمكة فقالت لي : من أين أنت؟ فقلت : من أهل الشام. قالت : اقرأ على كل محزون مني السلام](٢).

حدث عن ربيعة بن الحارث الجبلاني بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إني قد ثقلت ، فلا تبادروني بالركوع والسجود ، فإنّي مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني إذا رفعت ، ومهما أسبقكم إذا سجدت تدركوني إذا رفعت» [١٤٠١١].

مات ابن بجير القاضي سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة يوم الثلاثاء سلخ ربيع الآخر (٣).

[٩٦٩١] أحمد بن عبد الله بن نصر

ابن هلال ، أبو الفضل السلمي

[حدث عن أبيه عبد الله بن نصر ، وأبي عامر موسى بن عامر المري ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث ، وإبراهيم بن عتيق ، وأحمد بن علي بن يوسف الخزاز ، وعمر بن مضر العبسي ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد ، وأبي حارثة أحمد بن إبراهيم بن

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٢٩.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن بغية الطلب ٢ / ٩٥٩.

(٣) انظر تاريخ بغداد ٤ / ٢٢٩.

[٩٦٩١] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٦٠ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ١١ (٢٩٩٧) (ط دار الفكر) والعبر ٢ / ٢٣٧ وشذرات الذهب ٢ / ٣٣٥.

٢٥٤

هشام الدمشقيين ، والمؤمل بن إهاب الربعي ، ووريزة بن محمد الغساني الحمصي ، وأبي أمية الطرسوسي ، وأبي بكر محمد بن أحمد بن رزقان المصيصي ، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر الأطرابلسي ، وعبد الله بن الحسين بن جابر المصيصي ، وأبي سعد إسماعيل بن حمدويه البيكندي ، ومحمد بن إسماعيل بن علية البصري قاضي دمشق ، ومحمد بن عبد الرحمن بن علي الجعفي الكوفي نزيل دمشق ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأبي الخير فهد بن موسى الاسكندراني ، والوليد بن مروان الأزدي الحمصي ، وجعفر بن محمد بن حماد القلانسي.

روى عنه أبو الحسين الرازي ، وعبد الوهاب الكلابي ، وأبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن درستويه ، وأبو القاسم الحسن بن سعيد بن حليم القرشي ، وأبو العباس أحمد بن عتبة بن مكين السلامي الحوثري ، وعمران بن الحسن الخفاف الدمشقيون ، وأبو الفتح المظفر ابن أحمد بن برهان المقرئ ، وأبو بكر بن أبي الحديد ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي ابن هارون البرذعي الصوفي ، وأبو علي محمد بن علي الحافظ الأسفرايني وأبو حفص بن شاهين](١).

حدث عن أبي عبد الرحمن المؤمل بن إهاب بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من أقال أخاه أقال الله عثرته يوم القيامة» [١٤٠١٢].

وروى أيضا عن أبي عامر موسى بن عامر بسنده عن أنس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«ليس من بلد إلّا سيطؤه الدجال إلّا مكة والمدينة ، ليس نقب (٢) ممن أنقابها إلّا عليه الملائكة صافين تحرسها فينزل بالسّبخة (٣) ، فترجف المدينة ثلاث رجفات ، يخرج إليه منها كلّ كافر ومنافق».

وحدث (٤) عن جعفر بن محمد بن حماد بسنده عن علي بن رباح :

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٦٠ ـ ٩٦١ وقد نقله ابن العديم عن أبي القاسم ابن عساكر في تاريخ دمشق.

(٢) النقب : الطريق بين الجبلين.

(٣) السبخة : الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلّا بعض الشجر (النهاية لابن الأثير : سبخ).

(٤) الخبر والرجز في سير أعلام النبلاء ١٢ / ١١ (ط دار الفكر).

٢٥٥

أنّ أعمى كان له قائد بصير فغفل البصير ، فوقعا في بئر ، فمات البصير وسلم الأعمى ، فجعل عمر ديته على عاقلة (١) الأعمى. قال : فسمعته يقول في الحج :

يا أيها الناس لقيت منكرا

هل يعقل (٢) الأعمى الصحيح المبصرا

خرّا معا كلاهما تكسّرا

[قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : قرأت بخط أبي الحسين نجا العطار فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق : أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي](٣).

مات أبو الفضل أحمد بن هلال في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة (٤).

[عاش نيّفا وتسعين سنة](٥).

[٩٦٩٢] أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير (٦)

أبو العلاء البغدادي النحوي (٧)

[قال الصفدي في الوافي بالوفيات](٨).

[ذكره أبو القاسم ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال (٩) :

حدث عن أبي بكر محمد بن هارون بن المجدّر (١٠) ، وحامد بن شعيب البلخي ،

__________________

(١) عاقلة الرجل : عصبته ، وهم القرابة من قبل الأب ، الذين يعطون دية من قتل خطأ.

(٢) عقل القتيل : أعطى ديته.

(٣) استدرك الخبر عن بغية الطلب ٢ / ٩٦١ وقد نقله ابن العديم عن الحافظ ابن عساكر.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ١١ (ط دار الفكر) وبغية الطلب ٢ / ٩٦١.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن سير أعلام النبلاء ١٢ / ١١ (ط دار الفكر).

(٦) في أصل مختصر ابن منظور : سفيان ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٢٥٤ ومعجم الأدباء ٣ / ٢٤٣ وأنباه الرواة ١ / ١١٩ والوافي بالوفيات ٧ / ١١٩ و١٧٥ وبغية الوعاة ١ / ٣٣٣ وإرشاد الأريب ٣ / ٢٤٣.

(٨) زيادة للإيضاح.

(٩) الزيادة بين معكوفتين عن الوافي بالوفيات ٧ / ١٧٥ وانظر بغية الوعاة ١ / ٣٣٣.

(١٠) في الوافي : المحدو.

٢٥٦

والهيثم بن خلف ، وأبي بكر الباغندي ، والبغوي ، وأبي عمر الزاهد ، وأبي بكر ابن الأنباري ، وأحمد ابن فارس ، وابن دريد ، وأحمد بن عبد الله السجستاني.

وروى عنه تمام الرازي ، ومكي بن محمد بن الغمر (١) ، وعبد الوهاب بن عبد الله بن الجبان (٢) ، ومحمد بن عبد الله الدوري].

[قال أبو بكر الخطيب] :

[أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير أبو العلاء النحوي ، نزل دمشق وحدث بها عن هيثم بن خلف الدوري ، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي. وروى عنه عبد الوهاب بن عبد الله المهدي الدمشقي](٣).

حدث عن أبي بكر محمد بن هارون بن المجدّر ببغداد بسنده عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه قضى في الجنين بغرّة عبد أو أمة ، أو بفرس أو بغل [١٤٠١٣].

[٩٦٩٣] أحمد بن عبيد الله بن فضال

أبو الفتح الحلبي الموازيني

الشاعر ، المعروف بالماهر.

قرئ عليه في صفر سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة يمدح أبا نصر صدقة بن يوسف (٤) :

لو سرت حين ملكت سيرة منصف

لسننت وحدك سنة لم تعرف

من صحّ قبلك في الهوى (٥) ميثاقه

حتى تصحّ؟! ومن وفى حتى تفي؟!

عرف الهوى في الخلق مذ خلق الهوى (٦)

بمذلة الأقوى وعزّ الأضعف

فلألبسنّ حملت أو لم أحتمل

فيك السقام عطفت أو لم تعطف

__________________

(١) في الوافي : معمر.

(٢) في الوافي الحنان.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٥٤.

[٩٦٩٣] ترجمته في فوات الوفيات ١ / ١٠٧ رقم ٤٣ ودمية القصر ١ / ١٥٨ وعبر الذهبي ٣ / ٢٢٧ والوافي بالوفيات ٧ / ١٧٣ والنجوم الزاهرة ٥ / ٦٧.

(٤) بعض الأبيات في الوافي بالوفيات ١ / ١٧٤ وفوات الوفيات ١ / ١٠٨.

(٥) في الفوات : الورى.

(٦) في الوافي : الورى.

٢٥٧

حتى يعاين كلّ لاح عاذل

مني لجاجة كلّ صبّ مدنف

يا من توقّد في الحشا لصدوده (١)

نار بغير وصاله ما تنطفي

وهي طويلة.

[ومن شعره :

برغمي أن ألوم عليك دهرا

قليلا فكره بمعنفيه

وأن أرعى النجوم ولست فيها

وأن أطأ التراب وأنت فيه

ومن شعره أيضا :

الشعر كالبحر في تلاطمه

ما بين ملفوظه وسائغه

فمنه كالمسك في لطائمه

ومنه كالمسك في مدابغه

ومنه :

أرى نفسي تجد بها الظنون

بأن البين بعد غد يكون

وما ترك الفراق عليّ دمعا

يسح ولا تسح به الجفون

وجيش الصبر منهزم فقل لي

عليك بأي دمع أستعين

كأني من حديث النفس عندي

جهينة عندها الخبر اليقين

ومنه أيضا :

أموجبة الدعوى عليها ولا تفي

وسامعة الشكوى إليها ولا تشكي

أظن الأسى والدمع لا يبقيان لي

فؤادا به أهوى وعينا بها أبكي](٢)

[روى عنه من شعره :

أبو عبد الله الصوري ، وأبو القاسم النسيب](٣).

مات (٤) أبو الفتح أحمد بن عبيد الله الماهر في صفر بدمشق (٥) سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة. ودفن في داره ، ثم نقل إلى باب الصغير.

__________________

(١) في الفوات : بصدوده.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن الوافي بالوفيات ٧ / ١٧٤ وانظر فوات الوفيات ١ / ١٠٨.

(٣) الزيادة عن الوافي ٧ / ١٧٣ وفوات الوفيات ١ / ١٠٧.

(٤) الوافي بالوفيات ٧ / ١٧٤.

(٥) في فوات الوفيات : بحلب.

٢٥٨

[٩٦٩٤] أحمد بن عبيد الله الدمشقي

[روى عنه : القاسم بن نصر المخرمي].

روى عن الوليد بن مسلم بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ما أنعم الله على عبد نعمة فأسبغها عليه ، ثم وجّه إليه من يطلب المعروف عنده فزبرهم إلّا وقد تعرّض لزوال تلك النعمة» (١) [١٤٠١٤].

[٩٦٩٥] [أحمد بن عبيد الله

أبو بكر ابن بنت حامد البغدادي

قال ابن النجار : كان معتزليا ، أخرج من دمشق.

قلت : وكان حدث عن أحمد بن علي بن سعيد المروزي.

روى عنه : عبد الرحمن بن نصر. ذكره ابن عساكر].

[٩٦٩٦] أحمد بن عبد الباقي بن الحسن ،

أبو الحسين القيسي النجّاد

حدث عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الخضر بن سعيد السلمي بسنده عن عبد الله قال :

نهانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النذر ، وقال : إنه لا يردّ من القدر شيئا ، وإنما يستخرج به ، يعني : من البخيل.

خرج أبو الحسين قاصدا للحج في رجب سنة ثلاث [و](٢) عشرين وخمس مائة فسقط عن البعير قبل وصوله إلى الرحبة ، فتوفي ودفن في الرحبة.

__________________

[٩٦٩٤] ترجمته في لسان الميزان ١ / ٢١٩. وما بين معكوفتين بعده عن لسان الميزان.

(١) رواه ابن حجر في لسان الميزان ١ / ٢١٩ وعقب ابن حجر بقوله : رواته معروفون بالثقة إلّا أحمد فلا أعرفه.

[٩٦٩٥] استدركت ترجمته بكاملها عن لسان الميزان ١ / ٢١٩.

(٢) زيادة لازمة للإيضاح.

٢٥٩

[٩٦٩٧] أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد أبو بكر

العلوي الزيدي المروزي الواعظ الشافعي

قدم دمشق وأملى بها الحديث ، وعقد بها مجالس الوعظ وروى عن جماعة.

[قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي :

أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد ، أبو بكر العلوي الزيدي المروزي الشافعي الواعظ.

قدم دمشق وأملى بها الحديث ، وعقد مجالس الوعظ.

وروى عن أبي منصور محمد بن علي بن محمود نافلة الكراعي ، وأبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن علي البخاري الهروي ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن عبد الوهاب الناقدي الخراجي ، وأبي بكر محمد بن منصور بن محمد السمعاني المراوزة.

وارتبت ببعض سماعة ، فكتبت إلى أبي سعد ابن السمعاني ، فكتب إليّ أنه وجد سماعه على أصول الكراعي والناقدي](١).

[وكان قد أقام بدمشق مدة وأخرج منها فمضى إلى بلد الروم ، واجتاز في طريقه بحلب ، وكان له قبول في الوعظ](٢).

[قال أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني : أحمد بن عبد الرحمن الأشرف البكري أبو بكر ، ولد بنواحي أبيورد ، وتفقه بمرو ، وخالط الفقهاء وكتب الحديث الكثير ، وقرأه. وخرج إلى ما وراء النهر ، ودخل فرغانة وأقام بأوش مدة مديدة ... وخرج إلى مازندران ومنها إلى العراق وورد بغداد ، وسمعت أنه خرج إلى الشام ، ووعظ هو وابنه بدمشق ، وحصل له مبلغ من المال ، وانصرف إلى بغداد](٣).

__________________

[٩٦٩٧] ترجمته في لسان الميزان ١ / ٢١٢ وبغية الطلب ٢ / ٩٦٦ وجاء نسبه فيها : أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عيسى بن طلحة بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب.

(١) ما بين معكوفتين ذكره ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٩٦٧ نقلا عن ابن عساكر.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٩٦٦.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٦٧ ـ ٩٦٨.

٢٦٠