تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

[كان أبوه من أهل طبرستان من الجند ، وكان أبو جعفر أحد الحفاظ المبرزين والأئمة المذكورين.

روى عن إبراهيم بن الحجاج ، وأسد بن موسى ، وإسماعيل بن أبي أويس المدني ، وحرمي بن عمارة بن أبي حفصة ، وخالد بن نزار الأيلي ، وسفيان بن عيينة. وسلامة بن روح الأيلي ، وعبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ، وعبد الله بن نافع الصائغ ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ، وعفان بن مسلم الصفار ، وعنبسة بن خالد الأيلي ، والفضل بن نعيم بن دكين ، وقدامة بن محمد الخشرمي ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، ويحيى بن حسان التنيسي ، ويحيى بن محمد الجاري.

روى عنه البخاري ، وأبو داود ، وإبراهيم بن عمرو بن ثور ، وأحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ، وأحمد بن محمد بن نافع الطحان ، واسماعيل بن الحسن الخفاف ، وإسماعيل بن عبد الله سمويه ، واسماعيل بن محمد بن قيراط الدمشقي ، وصالح بن محمد البغدادي ، والعباس بن محمد بن العباس البصري ، وعبد الله بن أبي داود ، وأبو زرعة الرازي ، وعبيد بن رجال المصري ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، وعلي بن الحسين بن الجنيد ، وعمر بن عبد العزيز الخزاعي المصري ، وعمر بن أبي عمر العبدي ، وعمرو بن محمد بن بكير ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن المثنى ، ومحمد بن مسلم بن واره ، ومحمد بن هارون بن حسان البرقي ، ومحمد بن الهيثم بن حماد ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ومحمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي ، ومحمود بن غيلان المروزي ، وموسى بن سهل الرملي ، ويعقوب بن سفيان الفسوي ، ويوسف بن موسى المروذي.

قال علي بن عبد الرحمن بن المغيرة عن محمد بن عبد الله بن نمير : سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول : ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى ـ يريد أحمد ابن صالح.

__________________

الفكر) والتاريخ الكبير ٢ / ٦ والجرح والتعديل ٢ / ٥٦ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٩٥ وميزان الاعتدال ١ / ١٢٩ (٤٨٥) (ط دار الفكر) والعبر ١ / ٤٥٠ والوافي بالوفيات ٦ / ٤٢٤ وطبقات القراء للجزري ١ / ٦٢ والنجوم الزاهرة ٢ / ٣٢٨ وشذرات الذهب ٢ / ١١٧ وبغية الطلب ٢ / ٧٩٢.

١٨١

قال أبو الحسن علي بن محمود الهروي قلت لأحمد بن حنبل : من أعرف الناس بأحاديث ابن شهاب؟ قال : أحمد بن صالح المصري ، ومحمد بن يحيى النيسابوري](١).

حدث عن ابن وهب بسنده عن ابن عباس :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طاف في حجة الوداع على بعيره يستلم الركن بمحجن [١٣٩٧٨].

وروى أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس قال (٢) :

سألت أبا الزناد عن بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه وما يذكر في ذلك فقال : كان عروة ابن الزبير يحدث عن سهل بن أبي حثمة عن زيد بن ثابت قال : كان الناس يتبايعون الثمار فإذا جذّ الناس ، وحضر تقاضيهم ، قال [أبو جعفر : أظنه يقاضيهم](٣) قال المبتاع : إنه أصاب الثمر الدّمان (٤) ، وأصابه قشام (٥) ، وأصابه مراض (٦) ، عاهات يحتجون بها. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فأما لا تتبايعوا (٧) الثمار حتى يبدو صلاحه» (٨). كالمشورة يشير بها لكثرة خصومتهم [١٣٩٧٩].

وروى أحمد بن صالح عن إبراهيم بن الحجاج بسنده عن ابن عباس قال (٩) :

لما زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة من علي عليهما‌السلام قالت فاطمة : يا رسول الله ، زوجتني من رجل فقير ليس له شيء ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ترضين أن الله اختار لك من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر زوجك؟» (١٠) [١٣٩٨٠].

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال ١ / ١٥٨ و١٦٠.

(٢) رواه المزي من هذا الطريق بسنده إلى أحمد بن صالح عن عنبسة بن خالد عن يونس بن يزيد ، في تهذيب الكمال ١ / ١٦٥ ـ ١٦٦ والذهبي في سير الأعلام ١٠ / ١٤١ ، ١٤٢ (ط دار الفكر).

(٣) زيادة عن تهذيب الكمال.

(٤) الدمن والدمان : عفن النخلة وسوادها ، وقيل : هو أن ينسخ النخل عن عفن وسواد (اللسان).

(٥) القشام هو أن ينتقض البلح قبل أن يصير بسرا ، ويقال : أصاب الثمر القشام ، هو بالضم ، أن ينتقض ثمر النخل قبل أن يصير بلحا. (اللسان).

(٦) المراض ، بالضم ، داء يقع في الثمرة فتهلك.

(٧) في تهذيب الكمال : «فإما لا يتبايعوا الثمار» وفي سير الأعلام : فإما لا [لا] تبايعوا.

(٨) في تهذيب الكمال : صلاحها.

(٩) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ١٩٥ ـ ١٩٦.

(١٠) وفي رواية : بعلك.

١٨٢

قال أبو زرعة (١) :

ذاكرت أحمد بن صالح مقدمه دمشق سنة سبع عشرة ومائتين قال : وسألني أحمد بن حنبل قديما : من بمصر؟ قلت : بها أحمد بن صالح ، فسرّ بذكره وذكر خيرا ودعا له.

قال صالح بن محمد بن حبيب : قال أحمد بن صالح المصري (٢) :

كان عند ابن وهب مائة ألف حديث. كتبت عنه خمسين ألف حديث ، ولم يكن بمصر أحد يحسن الحديث والحفظ غير أحمد بن صالح. كان يعقل الحديث ويحسن أن يأخذ.

وكان رجلا جامعا يعرف الفقه ، والحديث ، والنحو ، ويتكلّم في حديث الثوري وشعبه وأهل العراق. وكان قدم العراق ، وكتب عن عفان وهؤلاء. وكان يذاكر بحديث الزهري ، ويحفظه.

وقال [أحمد بن صالح المصري](٣) :

كتبت عن ابن زبالة (٤) مائة ألف حديث ، ثم تبين لي أنه كان يضع الحديث فتركت حديثه.

قال يعقوب بن سفيان الفسوي (٥) :

كتبت عن ألف شيخ وكسر كلهم ثقات ، ما أحد منهم أتخذه عند الله عزوجل حجة إلّا رجلين أحمد بن صالح بمصر ، وأحمد بن حنبل بالعراق (٦).

قال أحمد بن عبد الله العجلي (٧) : أحمد بن صالح ثقة صاحب سنة.

__________________

(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٦٠ والذهبي في سير الأعلام ١٠ / ١٣٤ (ط دار الفكر).

(٢) رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٦٠ ـ ١٦١ والذهبي في سير الأعلام ١٠ / ١٣٥ (ط دار الفكر) وتاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

(٣) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠.

(٤) يعني محمد بن الحسن بن زبالة ، ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٥١٤.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠ وتهذيب الكمال ١ / ١٦٠ وسير الأعلام ١٠ / ١٣٤ (ط دار الفكر).

(٦) عقب الذهبي بعد ذكره الخبر في سير الأعلام بقوله : في صحة هذا نظر ، فإن يعقوب ما كتب عن ألف شيخ ولا شطر ذلك ، وهذه مشيخته موجودة في مجلد لطيف ، وشتان ما بين الأحمدين في سعة الرحلة وكثرة المشايخ والجلالة والفضل.

(٧) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٨ رقم ٥ ، وعنه في تهذيب الكمال ١ / ١٦١.

١٨٣

قال محمد بن مسلم بن واره (١) : أحمد بن صالح بمصر ، وأحمد بن حنبل ببغداد ، وابن نمير بالكوفة ، والنّفيلي بحران. هؤلاء أركان الدين.

قال أحمد بن شعيب النسائي (٢) : أحمد بن صالح مقرئ ليس بثقة ولا مأمون ، تركه محمد بن يحيى ، ورماه يحيى بن معين بالكذب وقال : أحمد بن صالح كذاب يتفلسف.

قال مسلمة بن القاسم الأندلسي (٣) : الناس مجمعون على ثقة أحمد بن صالح لعلمه وخيره وفضله. وإن أحمد بن حنبل وغيره كتبوا عنه ووثقوه ، وكان سبب تضعيف النسائي له أنّ أحمد بن صالح رحمه‌الله كان لا يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان من المسلمين أنه من أهل الخير والعدالة ، فكان يحدثه ويبذل له علمه ، وكان يذهب في ذلك مذهب زائدة بن قدامة ، فأتى النسائي ليسمع منه ، فدخل بلا إذن ، ولم يأته برجلين يشهدان له بالعدالة. فلما رآه في مجلسه أنكره وأمر بإخراجه ، فضعّفه النسائي لهذا.

وقال الخطيب (٤) : [احتج سائر الأئمة بحديث أحمد بن صالح ، سوى أبي عبد الرحمن النسائي ، فإنه ترك الرواية عنه ، وكان يطلق فيه لسانه](٥) وليس الأمر على ما ذكر النسائي. وكان يقال : آفة أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق. ونال النسائي منه جفاء في مجلسه ، فذلك السبب الذي أفسد الحال بينهما.

قال بندار (٦) :

كتبت إلى أحمد بن صالح خمسين ألف حديث أي : إجازة ، وسألته أن يجيز لي أو يكتب إليّ بحديث مخرمة بن بكير فلم يكن عنده من المروءة ما يكتب بذلك إليّ.

قال الخطيب (٧) :

__________________

(١) رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٦١ وتاريخ بغداد ٤ / ١٩٩ وسير الأعلام ١٠ / ١٣٥ (ط دار الفكر).

(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٦ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٣.

(٣) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٦٤ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٧ (ط دار الفكر).

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٠ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٧ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٤.

(٥) الزيادة بين معكوفتين عن تاريخ بغداد.

(٦) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠١ وسير الأعلام ١٠ / ١٣٨ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٥.

(٧) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠١ وسير الأعلام ١٠ / ١٣٨ (ط دار الفكر) وتهذيب الكمال ١ / ١٦٥.

١٨٤

ترى أن هذا الذي قاله بندار في أحمد بن صالح في تركه مكاتبته مع مسألته إياه ذلك إنما حمله عليه سوء الخلق. ولقد بلغني أنه كان لا يحدث إلّا ذا لحية ، ولا يترك أمرد يحضر مجلسه. فلما حمل أبو داود السجستاني ابنه إليه ليسمع منه ـ وكان إذ ذاك أمرد ـ أنكر أحمد ابن صالح على أبي داود إحضاره ابنه المجلس ، فقال له أبو داود : هو وإن كان أمرد أحفظ من أصحاب اللحى فامتحنه بما أردت ، فسأله عن أشياء أجابه ابن أبي داود عن جميعها ، فحدثه حينئذ ، ولم يحدث أمرد غيره.

[قال أبو بكر الخطيب](١) :

[أحمد بن صالح المقرئ أبو جعفر ، طبري الأصل ، سمع عبد الله بن وهب وعنبسة بن خالد ، وعبد الله بن نافع ، واسماعيل بن أبي أويس ، وكان أحد حفاظ الأثر ، عالما بعلل الحديث ، بصيرا باختلافه ، وورد بغداد قديما وجالس بها الحفاظ ، وجرى بينه وبين أبي عبد الله بن حنبل مذاكرات ، وكان أبو عبد الله يذكره ويثني عليه ، وقيل إن كل واحد منهما كتب عن صاحبه في المذاكرة حديثا ، ثم رجع إلى مصر فأقام بها ، وانتشر عند أهلها علمه ، وحدث عنه الأئمة](٢).

[قال ابن العديم].

[أنبأنا تاج الأمناء أبو المفضل أحمد بن محمد بن الحسن قال : أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : أخبرنا أبو عبد الله الخلال قال : أخبرنا أبو القاسم بن منده قال : أخبرنا أبو طاهر ابن سلمة قال : أخبرنا أبو الحسن الفأفاء.

ح قال الخلال : وأخبرنا ابن منده ، أخبرنا حمد بن عبد الله الأصبهاني إجازة قالا أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال :

أحمد بن صالح المصري أبو جعفر ، روى عن ابن عيينة ، وابن وهب ، وعبد الرزاق ، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك.

قال : وسمعت أبي يقول : كتبت عنه بمصر وبدمشق وأنطاكية. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين بن جنيد قال : سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول : حدثنا

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ١٩٥.

١٨٥

أحمد بن صالح ، فإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله ، وسئل أبي عن أحمد بن صالح فقال : ثقة](١).

[قال محمد بن إسماعيل البخاري](٢) :

[أحمد بن صالح أبو جعفر المصري ، مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين ، سمع ابن وهب وعنبسة بن خالد](٣).

[قال أبو أحمد الحاكم النيسابوري](٤) :

[أبو جعفر أحمد بن صالح المصري. سمع أبا محمد عبد الله بن وهب القرشي ، وعنبسة بن خالد الأيلي ابن أخي يونس بن يزيد.

سمع منه محمد بن مسلم بن وارة الرازي ، وعبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي. كناه. لنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني](٥).

[سمعت محمد بن سعد السعدي يقول : سمعت أبا عبد الرحمن النسائي أحمد بن شعيب يقول : سمعت معاوية بن صالح يقول : سألت يحيى بن معين عن أحمد بن صالح؟ فقال : رأيته كذابا يخطب في جامع مصر.

وكان النسائي هذا سيّئ الرأي فيه ، وينكر عليه أحاديث منها عن ابن وهب ، عن مالك ، عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الدين النصيحة».

قال ابن عدي : حدثناه العباس بن محمد بن العباس عن أحمد بن صالح بذلك](٦).

[قال ابن عدي :

وأحمد بن صالح من حفاظ الحديث وبخاصة حديث الحجاز ، ومن المشهورين بمعرفته ، وحدث عنه البخاري مع شدة استقصائه ، ومحمد بن يحيى ، واعتمادهما عليه في

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن ابن العديم بغية الطلب ٢ / ٧٩٤ ـ ٧٩٥ والجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٦.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن التاريخ الكبير ١ / ٢ / ٦.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن الأسامي والكنى للحاكم ٣ / ٦٨ رقم ١٠٤٥.

(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن الكامل لابن عدي ١ / ١٨٠.

١٨٦

كثير من حديث الحجاز وعلى معرفته ، وحدث عنه من حدث من الثقات فاعتمدوه حفظا واتقانا ، وكلام ابن معين فيه تحامل.

وأما سوء رأي النسائي ، فسمعت محمد بن هارون بن حسان البرقي يقول : هذا الخراساني ـ يعني النسائي ـ يتكلم في أحمد بن صالح ، وحضرت مجلس أحمد بن صالح ، وطرده من مجلسه ، فحمله ذلك على أن تكلم فيه. وهذا أحمد بن حنبل قد أثنى عليه ، فالقول فيه ما قاله أحمد ، لا ما قاله غيره فيه](١).

[قال ابن عدي :

وأحمد بن صالح من أجلة الناس ، وذاك أني رأيت جمع أبي موسى الزمن في عامة ما جمع من حديث الزهري يقول : كتب إلي أحمد بن صالح ، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري](٢).

[قال أبو بكر الخطيب].

[أخبرني أحمد بن سليمان المقرئ أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل أخبرنا أبو أحمد ابن عدي قال : سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول : سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول : قدمت مصر وأتيت أحمد بن صالح ، فسألني : من أين أنت؟ قلت : من بغداد ، قال : منزل من منزل أحمد بن حنبل؟ قلت : أنا من أصحابه ، قال : تكتب لي موضع منزلك فإني أريد أوافي العراق حتى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل ، فكتبت له ، فوافى أحمد بن صالح سنة اثنتي عشرة إلى عفان ، فسأل عني ، فلقيني ، فقال : الموعد الذي بيني وبينك؟

فذهبت به إلى أحمد بن حنبل واستأذنت له فقلت : أحمد بن صالح بالباب. فأذن له ، فقام إليه ورحب به وقربه ، وقال له : بلغني أنك جمعت حديث الزهري ، فتعال نذاكر ما روى الزهري عن أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعلا يتذاكران ولا يغرب أحدهما عن الآخر حتى فرغا. قال : وما رأيت أحسن من مذاكرتهما.

ثم قال أحمد بن حنبل لأحمد بن صالح : تعال حتى نذاكر ما روى الزهري عن أولاد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعلا يتذاكران أحدهما على الآخر إلى أن قال أحمد بن حنبل

__________________

(١) الزيادة بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي ١ / ١٨٣.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن الكامل لابن عدي ١ / ١٨٤.

١٨٧

لأحمد ابن صالح : عن الزهري عند محمد بن جبير عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يسرني أن لي حمر النعم وأن لي حلف المطيبين» فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا؟ فجعل أحمد بن حنبل يبتسم ويقول : رواه عن الزهري رجل مقبول أو صالح ـ عبد الرحمن بن إسحاق ـ فقال : من رواه عن عبد الرحمن؟ فقال : حدثناه رجلان تقيان ـ اسماعيل بن علية وبشر بن الفضل ـ فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : سألتك بالله إلّا أمليته عليّ. فقال أحمد : من الكتاب ، فقام ودخل وأخرج الكتاب وأملى عليه ، فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل : لو لم أستفد بالعراق إلّا هذا الحديث كان كثيرا ، ثم ودعه وخرج](١).

[حدثني أحمد بن محمد العتيقي حدثنا علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصري حدثنا أبي قال : كان أحمد بن صالح يكنى أبا جعفر ، كان صالح جنديا من أهل طبرستان من العجم ، وولد أحمد بن صالح بمصر في سنة سبعين ومائة ، وتوفي بمصر يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وكان حافظا للحديث](٢).

[وقد ذكر ابن حبان أحمد بن صالح في الثقات ، وما أورده في الضعفاء ، فأحسن](٣).

ولد أحمد بمصر سنة سبعين ومائة. وتوفي بمصر يوم الاثنين لثلاث خلون من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين.

[٩٦٥٤] أحمد بن صالح المكي الطحان السواق

[روى عن مؤمل بن إسماعيل ، وموسى بن معاذ ابن أخي ياسين المكي.

روى عنه الحسن بن الليث المروزي ، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر ، وأبو محمد بن صاعد وغيرهم](٤).

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ١٩٧ ـ ١٩٧.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٢.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام ١٠ / ١٣٧ (ط دار الفكر).

[٩٦٥٤] ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ١٣٠ (٤٨٦) (ط دار الفكر) ولسان الميزان ١ / ١٨٦ والجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٦ وتهذيب التهذيب وتقريبه ١ / ٧٢ (٥٥) (ط دار الفكر).

(٤) الزيادة بين معكوفتين عن تهذيب التهذيب ١ / ٧٢.

١٨٨

[قال أبو محمد بن أبي حاتم](١) :

[أحمد بن صالح المكي السواق ، روى عن المؤمل بن اسماعيل ، ونعيم بن حماد ، روى عنه الحسن بن الليث](٢).

[ضعفه الدار قطني في غرائب مالك](٣).

حدث بمكة عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي بسنده عن جبير بن مطعم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«كل عرفة موقف وارتفعوا عن عرفات ، والمزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن نظر محسّر (٤) ، وكلّ فجاج منى منحر ، وكل أيام التشريق منحر» [١٣٩٨١].

سئل أبو زرعة عن أحمد بن صالح المكي ، فقال : هو صدوق ، ولكن يحدّث عن المجهولين ، ويحدث عن الضعفاء (٥).

قال أبو محمد [بن أبي حاتم](٦) :

روى عن المؤمل بن إسماعيل الثوري أحاديث منكرة في الفتن تدل على توهين أمره.

[٩٦٥٥] أحمد بن صالح بن عمر بن إسحاق

أبو بكر البغدادي المقرئ البزاز صاحب أبي بكر بن مجاهد

حدث بأطرابلس وحمص وقرأ القرآن. وكان ثقة ضابطا مشهورا.

[قرأ على الحسن بن الحباب ، والحسن بن الحسين الصواف ، ومحمد بن هارون التمار ، وابن مجاهد.

__________________

(١) زيادة للإيضاح.

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن الجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٦.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب التهذيب ولسان الميزان ١ / ١٨٦ وميزان الاعتدال ١ / ١٣١ (ط دار الفكر).

(٤) محسر : واد بين منى وعرفة أو بين منى ومزدلفة ، وليس من منى ولا المزدلفة بل هو واد برأسه (معجم البلدان).

(٥) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٦ وتهذيب التهذيب وتقريبه ١ / ٧٢ (ط دار الفكر).

(٦) الجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٦ وعن ابن أبي حاتم في ميزان الاعتدال ١ / ١٣١ (ط دار الفكر).

[٩٦٥٥] ترجمته في تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٥ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣١٦ رقم ٢٣٥ وغاية النهاية للجزري ١ / ٦٢ وبغية الطلب ٢ / ٧٩١.

١٨٩

قرأ عليه : عبد الباقي بن الحسن ، وعبد المنعم بن غلبون ، وعلي بن محمد بن بشر الأنطاكي ، وخلف بن قاسم وآخرون](١).

حدث بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إن مثل الولد البرّ بوالديه كمثل بلدة طيبة يزكو نباتها ، يفرح حاصدها. يا طوبى لمن ضرب له هذا المثل» [١٣٩٨٢].

قال أبو بكر الخطيب (٢) :

أحمد بن صالح انتقل إلى الشام ، ونزل أطرابلس وحدث بها وبالرملة [عن جعفر بن عيسى الناقد ، ومحمد بن الحكم العتكي. وروى عنه الغرباء وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه.

حدثنا يحيى بن علي أبو طالب الدسكري ـ لفظا ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد ابن الحسن بن مالك الجرجاني بها ، حدثني أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي بأطرابلس ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحكم العتكي ، حدثنا سليمان يعني ابن سيف ، حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي بردة. قال : كنت جالسا عند عبد الله بن زياد فقال : سمعت رسول الله يقول : «إن عذاب هذه الأمة في دنياها»] [١٣٩٨٣].

هكذا حدثناه أبو طالب من أصل كتابه ، وقد سقط منه ألفاظ كثير ففسد بذلك. وصوابه.

ما أخبرناه أبو عبد الله بن الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي ، حدثنا جعفر بن محمد بن نصر الخالدي (كذا) املاء. حدثنا أبو جعفر محمد بن يوسف التركي حدثنا إسحاق بن موسى قال : سألت أبا بكر بن عياش ـ وعنده هشام ابن الكلبي ـ فأخبرنا عن أبي حصين عن أبي بردة قال :

كنت عند عبيد الله بن زياد ، وأتي برءوس من رءوس الخوارج ، فجعلت كلما أتي برأس أقول : إلى النار ، إلى النار. فعيرني عبد الله بن يزيد الأنصاري وقال : يا بن أخي ، وما

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن معرفة القراء ١ / ٣١٦.

(٢) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٥.

١٩٠

تدري؟ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «جعل عذاب هذه الأمة في دنياها» [١٣٩٨٤].

وكان حيّا إلى سنة تسع وأربعين وثلاث مائة (١).

[٩٦٥٦] أحمد بن صالح بن محمد بن صالح بن المثنى

ابن ثعلبة بن عمر بن منصور بن حرب ، أبو العلاء الأثطّ

المؤدّب التميمي الفارسي الجرجاني

سكن صور ، وحدث بدمشق.

حدث بصور عن محمد بن حميد بسنده عن الركين بن الربيع عن أبيه قال : سمعت عليا يقول : استأذن عمار على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا عنده فقال : «مرحبا بالطيب المطيب» [١٣٩٨٥].

وحدث عنه أيضا بسنده عن ابن عمر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتختم في يمينه [١٣٩٨٦].

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٠٥.

١٩١

[من اسم أبيه الصقر

من الأحمدين

[٩٦٥٧] أحمد بن الصقر بن أحمد بن ثابت

أبو الحسن المنبجي المقرئ العابد

رجل صالح ، عارف بوجوه القراءات وعللها ، وله مصنف في القراءات سماه «الحجة» ذكر فيه القراءات السبعة ، وبين وجوهها وعللها وهو كتاب حسن.

قرأ القرآن العظيم على أبي القاسم هبة الله بن جعفر بن محمد بن الهيثم المقرئ ، وأبي طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم ، وأبي عيسى بكار بن أحمد بن بكار ابن بنان بن بكار بن زياد ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم النحوي ، وأبي الحسن علي بن محمد ابن البزاز القلانسي ، وأخذ القراءات عنهم دراية ورواية.

وأجاز أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه ،

روى عنه : أبو محمد بن عبدان بن عمر بن الحسن المنبجي ، وأبو الحسن علي بن محمد بن معيوف العين ثرمائي (١).

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد فيما أذن لنا فيه قال : أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال :

بلغني أن أبا الحسن المنبجي الذي كان بدمشق توفي قبل الستين وثلاثمائة.

__________________

[٩٦٥٧] استدركت الترجمة بكاملها عن بغية الطلب ٢ / ٨٠١.

(١) العين ثرمائي نسبة إلى عين ثرماء قرية في غوطة دمشق ، (معجم البلدان ٤ / ١٧٧).

١٩٢

ووقع إليّ جزء بخط بعض الفضلاء من أهل دمشق كتبه بها يتضمن وفاءات جماعة من المحدثين والعلماء قال :

سنة ست وستين وثلاثمائة توفي أبو الحسن المنبجي ، وهو أحمد بن الصقر بن ثابت صاحب كتاب القراءات في ربيع الآخر من السنة].

١٩٣

من اسم أبيه على حرف الضاد المعجمة

[من الأحمدين]

[٩٦٥٨] أحمد بن الضحاك بن مازن أبو عبد الله

الأسدي القردي ، مولى أيمن بن خريم

إمام جامع دمشق.

[قال أبو عبد الله ابن النجار الحافظ : قال لنا الشيخ زين الأمناء أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله وأبو مسهر وخالد بن عمرو بن محمد بن عبيد الله بن سعيد بن العاصي : سمع منه أحمد بن أبي الحواري وهو من أقرانه ، وروى عنه أبو بكر أحمد بن محمد ابن الوليد المري ، وأبو حاتم الرازي](١).

حدث عن خالد بن عمرو بن عبيد الله بن سعيد بن العاص بسنده عن سلمة بن نبيط (٢) عن أبيه قال :

رأيت النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب يوم النحر على جمل له أحمر [١٣٩٨٧].

ومات في يوم السبت لليلة من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين (٣).

__________________

[٩٦٨٥] ترجمته في معجم البلدان (قردا) ٤ / ٣٢٢ والجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٧. والقردي نسبة إلى قردا بالتحريك ، انظر معجم البلدان ٤ / ٣٢٢. وخريم بالمعجمة ثم الراء ، كما في تقريب التهذيب ، وتحرفت في معجم البلدان إلى خزيم ، ترجمته في تهذيب الكمال ٢ / ٣٩٤ (ط دار الفكر).

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن معجم البلدان ٤ / ٣٢٢.

(٢) سلمة بن نبيط بن شريط بن أنس الأشجعي ، أبو فراس الكوفي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٧ / ٤٦١.

(٣) معجم البلدان ٤ / ٣٢٢.

١٩٤

[قال أبو محمد بن أبي حاتم](١) :

[أحمد بن الضحاك الدمشقي إمام مسجد جامع دمشق. روى عن المخيس بن تميم.

سمع منه أبي بدمشق في الرحلة الثانية](٢).

[٩٦٥٩] أحمد بن ضياء ـ وقيل أحمد

ابن زياد بن ضياء بن خلاج بن كثير ،

أبو الحسن البجلي المسرابي

[من قرية مسرابا.

روى عن أبي الجماهر ، وعبد الله بن سليمان البعلبكي العبدي ، وسليمان بن حجاج الكسائي.

روى عنه أبو الطيب ابن الحوراني ، وأبو عمر ابن فضالة ، وأبو علي ابن آدم الفزاري](٣).

حدث بمسرابا عن أبي الجماهر بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من حدث حديثا فعطس عنده فهو على حق» [١٣٩٨٨].

خلّاج : بالخاء والجيم.

__________________

(١) الزيادة للإيضاح.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن الجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٧.

[٩٦٥٩] ترجمته في معجم البلدان (مسرابا) ٥ / ١٢٥ وفيه : النخلي بدل البجلي ومسرابا من قرى الغوطة (غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ١٢١) وانظر معجم البلدان ٥ / ١٢٥.

(٣) ما بين معكوفتين استدرك عن معجم البلدان ٥ / ١٢٥.

١٩٥

من اسم أبيه على حرف الطاء المهملة

[من الأحمدين]

[٩٦٦٠] أحمد بن طاهر بن عبد الله

ابن يزيد ، أبو علي النيسابوري

من الرحالة في طلب الحديث. سمع بدمشق وغيرها.

قال أحمد بن طاهر : أنشدني مكحول البيروتي قال : أنشدني أبو الحسن الرهاوي :

إني وإن كان جمع المال يعجبني

ما يعدل المال عندي صحّة الجسد

في المال عزّ وفي الأولاد مكرمة

والسّقم ينسيك ذكر المال والولد

توفي أحمد بن طاهر ليلة الاثنين السابع من ذي القعدة سنة ستين وثلاث مائة.

[٩٦٦١] أحمد بن طاهر الدمشقي

[حكى عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي ، ولقيه بها.

روى عنه عمر بن المؤمل الطرسوسي أبو القاسم].

[(١) قال أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله أنبأنا أبو طاهر ابن الحنائي قال : أخبرنا أبو علي الأهوازي المقرئ قال : حدثنا أبو أسامة محمد بن أحمد بن محمد الهروي

__________________

[٩٦٦١] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٨٠٥. وما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٨٠٥.

(١) الخبر رواه ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٨٠٥ بسنده إلى المصنف أبي القاسم ابن عساكر ... والزيادة بين معكوفتين عن بغية الطلب لتقويم السند.

١٩٦

المقرئ بمكة قال : حدثنا أبو القاسم عمر بن المؤمل قال : حدثنا أحمد بن طاهر الدمشقي قال : حدثنا] عبد الله بن خبيق الأنطاكي الزاهد قال :

سألت يوسف بن أسباط : هل مع حذيفة المرعشي علم؟ فقال : معه العلم الأكبر ؛ خوف الله عزوجل.

[٩٦٦٢] المعتضد أحمد بن طلحة أبي أحمد الموفّق ـ ويقال :

اسم أبي أحمد محمد بن المتوكل جعفر بن المعتصم

محمد بن الرشيد هارون بن المهدي محمد بن المنصور

عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس

ابن عبد المطلب بن هاشم أبو العباس المعتضد بالله

بويع بالخلافة بعد عمّه المعتمد على الله في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين (١). وكان قدم دمشق ، وهو ولي عهد لمحاربة أبي الجيش بن أحمد بن طولون يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين (٢).

وأمه أم ولد يقال لها نحلة (٣) ، ويقال : ضرار.

حدث المعتضد بالله عن أبيه أبي أحمد الموفق قال (٤) :

كان أمير المؤمنين السفاح يعجبه السّمر ، وكان يطول عليه السهر ، وتعجبه الفصاحة ومنازعة الرجال ، فسمر عنده ذات ليلة أناس من اليمن وأناس من مضر ، فيهم خالد بن

__________________

[٩٦٦٢] ترجمته في مروج الذهب (الفهارس) وبغية الطلب ٢ / ٨٠٨ وتاريخ الطبري (الفهارس) والكامل لابن الأثير (الفهارس) والبداية والنهاية والوافي بالوفيات ٦ / ٤٢٨ وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٥٨٨ والمنتظم لابن الجوزي ١٣ / ٧ وتاريخ بغداد ٤ / ٤٠٣ والأغاني ١٠ / ٤١ وتاريخ الإسلام حوادث. (سنة ٢٨١ ـ ٢٩٠) ص ٦١ ـ ٦٢ وانظر بهامشه أسماء مصادر كثيرة ترجمت له.

(١) انظر سير الإعلام ١٣ / ٤٦٤ وتاريخ الإسلام ص ٦٣.

(٢) سير الأعلام ١١ / ٢٩.

(٣) في تاريخ بغداد : حضير ، ويقال : ضرار. وفي بغية الطلب : يقال لها : نخلة ويقال : ضرار. وكان اسمها قبل أن تصير إلى أبيه : خفير ، فغير اسمها ، وقيل : إن اسمها خزر.

(٤) الخبر في الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار ص ١١٢ وما بعدها ، والمحاسن والمساوئ ص ٩٤.

١٩٧

صفوان التميمي (١) وإبراهيم بن محمد (٢) الكندي ، فمال بهم الحديث ، فقال إبراهيم : يا أمير المؤمنين ، إن أخوالك هم الناس ، وهم العرب الأول ، والذين دانت لهم الدنيا ، كانت لهم اليد العليا. توارثوا الرئاسة (٣) ، يلبس آخرهم سرابيل أولهم ، بيت المجد ومآثر الحمد لهم ، منهم النعمانان والمنذران والقابوسان ، ومنهم عياض صاحب البحر ، ومنهم الجلندى (٤) ، ومنهم ملوك (٥) التيجان ، وحماة (٦) الفرسان ، أصحاب السيوف القاطعة والدروع الحصينة (٧) ، إن حلّ ضيف أكرموا ، وإن سئلوا أنعموا ، فمن ذا مثلهم يا أمير المؤمنين إذا عدّت المآثر ، وفخر مفاخر ، ونافر منافر؟ [فهم](٨) العرب العاربة ، وسائر العرب المتعرّبة. فتغيّر وجه السفاح وقال : ما أظن خالدا يرضى بما تقول ، فقال : وهل يستطيع أن يقول مثل قولي أو يفخر مثل فخري (٩)؟ فقال السفاح : ما تقول يا خالد؟ فقال : إن أذن لي أمير المؤمنين ، وأمنت الموجدة تكلمت. قال : تكلّم ولا تهب أحدا. فتكلم خالد فقال : خاب المتكلم ، وأخطأ المتحكم (١٠) ، وقد قال بغير علم ، ونظر (١١) بغير صواب. إذ فخر على مضر ، ومنهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والخلفاء من أهل بيته ، وهل أهل اليمن ـ أصلح الله أمير المؤمنين ـ إلّا دابغ جلد ، أو حائك برد ، أو سائس فهد ، أو قائد قرد؟! دلّ عليهم الهدهد ، وغرّقهم الجرذ ، وملكتهم أم ولد ، وهم يا أمير المؤمنين ما لهم ألسنة فصيحة ، ولا لغة صحيحة ، ولا حجة تدلّ على كتاب الله عزوجل ، ولا يعرف بها [صواب وإنهم منا لبين إحدى الخلتين](١٢) إن

__________________

(١) في الأخبار الموفقيات : المنقري.

(٢) في الأخبار الموفقيات : إبراهيم بن مخرمة الكندي.

(٣) زيد في الأخبار الموفقيات : كابرا عن كابر ، وآخرا عن أول.

(٤) في الأخبار الموفقيات : «ومنهم من كان يأخذ كل سفينة غصبا ، ويجوز في كل نائبة نهبا» بدلا من «ومنهم الجلندي».

(٥) في المحاسن والمساوئ : أصحاب التيجان.

(٦) في الأخبار الموفقيات : وكماة الفرسان.

(٧) في الأخبار الموفقيات : «ولا طرف كريم أثره ولا من فرس رائع ، أو سيف قاطع أو درة مكنونة أو درع حصينة إلّا وهم أربابها وأصحابها» بدلا من : أصحاب السيوف القاطعة والدروع الحصينة.

(٨) الزيادة لازمة عن الأخبار الموفقيات.

(٩) سقط كلام ابن مخرمة من المحاسن والمساوئ.

(١٠) في الأخبار الموفقيات : وأخطأ المتقحم.

(١١) في الأخبار الموفقيات : ونطق.

(١٢) الزيادة عن المحاسن والمساوئ.

١٩٨

جاوزوا قصدنا أكلوا ، وإن أبوا حكمنا عنفوا (١).

ثم التفت إلى الكندي فقال : أتفخر عليّ بالدرع الحصينة ، والفرس الراتع ، والسيف القاطع ، والدرة المكنونة ولا تفخر بخير الأنام محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟! فبه أدرك من ذكرت وفخر من فخرت ، فأكرم به إذ كانوا أتباعه وأشياعه وبه ذكروا وافتخروا ، فمنّا النبي المصطفى وسيف الله عمه العباس المجتبى ، ومنا علي الرضى ، وأسد الله حمزة ، ومنّا خير المسلمين وديان الدين (٢) وسيد أولاد المهاجرين وأبو الخلفاء الأربعين ، ومن فقهه الله في الدين ، وتلقن القرار من الأمين ، ولنا السؤدد ، والعلياء (٣) ، وزمزم ، ومنى ، ولنا البيت المعمور ، والسقف المرفوع ، والستر المحبور (٤) ، ولنا البيت الأعظم والسقاية ، والشرف ، ولنا [زمزم و](٥) بطحاؤها وصحراؤها ومنابتها وكل فناء لها ، ولنا غياضها ومنابرها وأعلامها وحطيمها وعرفاتها وحرمها ومواقفها ، فهل يعدلنا عادل أو يبلغ فخرنا مفاخر ، وفينا كعبة الله؟ فمن زاحمنا زاحمناه ، ومن فاخرنا فاخرناه.

ثم التفت إلى الكندي فقال : كيف علمك بلغة قومك؟ قال : إني بها لجدّ عالم.

قال : أخبرني عن الشناتر؟ قال : الأصابع.

قال : فأخبرني عن الصّنّارة؟ قال : الأذن.

قال : فأخبرني عن الجحمتين؟ قال : العينان.

قال : فأخبرني عن المبزم (٦)؟ قال : السن.

[قال : فأخبرني عن الزبّ.

قال : اللحية.

قال : فأخبرني عن الفقحة.

__________________

(١) في الأخبار الموفقيات : وإن حادوا عن حكمنا قتلوا.

(٢) في الأخبار الموفقيات : «بنا عرف الدين».

(٣) في الأخبار الموفقيات : والعلى.

(٤) في الأخبار الموفقيات : والبحر المسجور.

(٥) زيادة للإيضاح عن الأخبار الموفقيات.

(٦) في الأخبار الموفقيات : الميزم.

١٩٩

قال : الراحة](١).

قال : أخبرني عن الكتع؟ قال : الذئب.

قال : أتؤمن أنت بكتاب الله عزوجل؟ قال : نعم.

قال : إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [سورة الشعراء ، الآية : ١٩٥](الْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٥] ولم يقل : الجحمة بالجحمة ، وقال جل ثناؤه (جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) [سورة نوح ، الآية : ٧] ولم يقل : جعلوا شناترهم في صنّاراتهم. وقال (السِّنَّ بِالسِّنِ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٥] ولم يقل : المبزم بالمبزم. وقال (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) [سورة يوسف ، الآية : ١٧] ولم يقل : فأكله الكتع. ولكني أسألك عن أربع خصال إن أقررت بها قهرت ، وإن أنكرتها قتلت ، قال : وما هي؟ قال : أسألك عن نبي الله المصطفى أمنّا أم منكم؟ قال : بل منكم.

قال : فأخبرني عن كتابه المنزل علينا أو عليكم؟ قال : بل عليكم.

قال : فأخبرني عن خلافة الله عزوجل أفينا أم فيكم؟ قال : بل فيكم (٢).

قال : فأخبرني عن بيت (٣) الله عزوجل المستقبل ، لنا أم لكم؟ [قال : بل لكم](٤).

قال : فأي شيء يعادل هذه الخصال؟ فقال أمير المؤمنين : ما فرغت من كلامك حتى ظننت أنّ سريري قد عرج به إلى السماء ، ما لك (٥) يا كنديّ ورجال مضر. وأمر له بألف درهم وقال له : الحق بأهلك.

قال عبد الله بن الحسين بن سعد :

في سنة إحدى وسبعين ومائتين وجّه الموفق ابنه أحمد المعتضد لحرب أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون فخرج من بغداد مع العساكر ، واتصل الخبر بأبي الجيش فوجه

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن الأخبار الموفقيات.

(٢) في الأخبار الموفقيات : أخبرني عن خليفة الله المرتضى ، أمنا أم منكم؟ قال : بل منكم.

(٣) في الأخبار الموفقيات : كتاب الله المستقبل.

(٤) الزيادة عن الأخبار الموفقيات.

(٥) في الأخبار الموفقيات : مالك يا يماني ورجال مضر ، تفاخر هاشما؟ ثم أمر لخالد بمائة ألف درهم ، وأقطعه سبعين جريبا في أرض العرب بالبصرة.

٢٠٠