تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

حدث عن الشيخ السديد أبي منصور محمد بن علي بن محمود (١) التاجر بسنده عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

عرض عليّ الأنبياء ، فإذا موسى عليه‌السلام رجل ضرب (٢) من الرجال كأنه من رجال شنوءة. ورأيت عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود ، ورأيت إبراهيم فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم ، يعني نفسه ، ورأيت جبريل فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية.

أخرج أبو بكر العلوي من دمشق في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمس مائة ، وسار إلى ناحية ديار الملك مسعود بن سليمان (٣) ، فانقطع خبره عنا بعد ذلك. وكان غير مرضيّ الطريقة.

[٩٦٩٨] أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك

ابن الوليد بن بسر بن أبي أرطأة أبو الوليد القرشي العامري البسري

من أهل دمشق ، سكن بغداد وحدّث.

[روى عن حماد بن مالك الأشجعي الحرستاني ، وعبد الرزاق بن همام ، وعراك بن خالد ابن يزيد بن صالح بن صبيح ، ومحمد بن عبد الله بن بكار ، ومروان بن معاوية الفزاري ، والوليد بن مسلم.

روى عنه : الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجة ، وأبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، وأحمد بن علي بن مسلم الأبار ، وحاجب بن أركين ، وأبو شيبة داود بن إبراهيم بن داود ، وسعيد بن عبد الله بن أبي رجاء الأنباري ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وعلي بن سعيد بن عبد الله العسكري ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، وعلي بن محمد بن الحسين

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : محمد ، راجع ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٤٥٤ (٤٧٢٢) (ط دار الفكر).

(٢) جاء في تاج العروس : ضرب : وفي صفة موسى عليه‌السلام : أنه ضرب من الرجال. وهو الخفيف اللحم الممشوقة المستدق. وفي رواية : رجل مضطرب.

(٣) أي إلى آسيا الصغرى حيث دولة سلاجقة الروم.

[٩٦٩٨] ترجمته في تهذيب الكمال ١ / ١٨٨ وتهذيب التهذيب وتقريبه ١ / ٨٠ (٧٢) (ط دار الفكر) والجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٩ وتاريخ بغداد ٤ / ٢٤١ وميزان الاعتدال ١ / ١٤١ (٥٣٥) (ط دار الفكر) والأنساب (البسري).

٢٦١

الكازروني ، وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي ، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي ، ومحمد بن العباس بن أيوب ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ومحمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي ، ومحمد بن هارون بن الهيثم بن يحيى ، ويعقوب بن شيبة السدوسي ، ويوسف بن موسى بن عبد الله المروروذي](١).

[قال أبو بكر الخطيب] :

[أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أبي أرطأة أبو الوليد القرشي الدمشقي ، سكن بغداد ، وحدث بها عن الوليد بن مسلم ، ومروان بن معاوية. روى عنه علي بن عبد العزيز البغوي ، وابن أخيه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، وعبد الله بن محمد بن ناجية ، وعمر بن محمد بن نصر الكاغدي ، وغيرهم](٢).

[قال أبو محمد بن أبي حاتم](٣) :

[أحمد بن عبد الرحمن أبو الوليد القرشي ثم العامري روى عن الوليد بن مسلم يعد في الدمشقيين. حدثنا عبد الرحمن قال : سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك. ويقولان أدركناه ولم نكتب عنه. قال : وسمعت أبي يقول : كان من ولد بسر بن أبي أرطأة ورأيته يحدث ولم أكتب عنه ، وكان صدوقا](٤).

روى عن الوليد بن مسلم القرشي بسنده عن أبي أمامة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«تسوّكوا فإنّ السواك مطيبة للفم ، مرضاة للربّ عزوجل ، وما جاءني جبريل عليه‌السلام إلّا وصاني بالسّواك حتى لقد خشيت أن يفرضه عليّ وعلى أمتي. ولو لا أن أشقّ على أمتي لفرضته عليهم ، فإنّي لأستاك حتى خشيت أن أحفي (٥) مقاديم فمي» [١٤٠١٥].

مات أبو الوليد القرشي يوم الثلاثاء لثلاث بقين من رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين. وقيل سنة ست وأربعين ومائتين.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن تهذيب الكمال ١ / ١٨٨ وانظر سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٠٣ (٢٠٠٢) (ط دار الفكر).

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٤١.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة استدركت عن الجرح والتعديل ١ / ١ / ٥٩.

(٥) أي أستقصي على أسناني فأذهبها بالتسوك ، (النهاية).

٢٦٢

قال (١) : وهو وهم. والصواب الأول.

وكان صدوقا (٢).

وذكر الباغندي (٣) عن إسماعيل بن عبد الله السكري أنه كان سيّئ الحال ، وأنه لم يسمع من الوليد بن مسلم شيئا. قال : وكنت أعرفه شبه قاض (٤) ، وإنما كان محلّلا يحلّل النساء للرجال ، ويعطى الشيء فيطلّق.

قال الخطيب (٥) : وليس حاله على ما ذكر الباغندي عن هذا الشيخ ، بل كان من أهل الصدق ، وقد حدث عنه من الأئمة أبو عبد الرحمن النسائي وحسبك به ، وذكره في جملة شيوخه الذين بيّن أحوالهم.

[قال أبو بكر الخطيب] :

[ثم حدثني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه ـ قال سمعت أبي يقول : أحمد بن عبد الرحمن بن بكار دمشقي صالح](٦).

[قال ابن حجر] : [ذكره ابن حبان في الثقات](٧).

[٩٦٩٩] أحمد بن عبد الرحمن بن الحسن ،

أبو الحسين الطرائفي

[عن تمام [الرازي] وابن أبي نصر ، وغيرهما.

__________________

(١) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٤ / ٢٤٣ ونقله المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٨٩ نقلا عن أبي بكر الخطيب.

(٢) سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٠٣ (ط دار الفكر).

(٣) يعني محمد بن محمد الباغندي ، والخبر ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٤ / ٢٤٢ ، وتهذيب الكمال ١ / ١٨٩ وسير الأعلام ١٠ / ١٠٣ (ط دار الفكر).

(٤) كذا وردت في مختصر ابن منظور وتاريخ بغداد ، وفي سير الأعلام وتهذيب الكمال : قاصّ.

(٥) تاريخ بغداد ٤ / ٢٤٢.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٤٢ وتهذيب الكمال ١ / ١٨٩.

(٧) رواه ابن حجر في تهذيب التهذيب وتقريبه ١ / ٨١ (ط دار الفكر).

[٩٦٩٩] ترجمته في لسان الميزان ١ / ٢١٢. وما بين معكوفتين زيادة استدركت عن لسان الميزان ١ / ٢١٢.

٢٦٣

و [روى] عنه الخطيب ، وابن الأكفاني وغيرهما].

حدّث عن تمام بن محمد بسنده عن أنس.

أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دخل يوم الفتح مكة وعليه مغفر. فلما وضعه قيل : يا رسول الله هذا المنافق متعلّق بأستار الكعبة ، فأمر به ، فقتل صبرا (١).

توفي أبو الحسين أحمد الطرائفي يوم الأربعاء السابع من رجب سنة سبع وخمسين وأربع مائة. سمع الكثير من الشيوخ ، وكتب واستورق ، ولم يحدّث من أول عمره ، ولم تطل مدته ، وكان مغفلا ، وكان مقتّرا على نفسه ، وجمع مالا كثيرا. وكان شحيحا على نفسه.

وذكر أنه قال لزوج بنت أخيه في علته التي مات فيها ، وقد حمله إلى عنده : أطعمني شواء فلي عشرون سنة أشتهيه.

وحكي عنه أنه كان له نطع يقعد عليه ، فإذا جلس كشف عن مقعدته وجلس على النطع لئلا يتخرق الثوب الذي يكون عليه.

سئل أبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب عن الطرائفي فقال : ما كان إلّا ثقة (٢).

[٩٧٠٠] أحمد بن عبد الرحمن بن أبي الحصين ،

أبو بكر الأنطرطوسي

حدث بدمشق عن كثير بن عبيد الإمام بسنده عن ابن عمر.

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يسجد على كور العمامة [١٤٠١٦].

__________________

(١) أراد به عبد الله ابن خطل أحد بني تيم بن غالب ، وكان مسلما وقد بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مصدّقا وبعث معه رجلا من الأنصار ، وكان معه مولى له يخدمه ، وكان مسلما فنزل منزلا ، وأمر المولى أن يذبح له تيسا ، فيصنع له طعاما ، فنام ، فاستيقظ ولم يصنع له شيئا ، قعد عليه فقتله ، ثم ارتد مشركا. فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقتله. (السيرة ٤ / ٥٢).

(٢) لسان الميزان ١ / ٢١٢.

[٩٧٠٠] الأنطرسوسي نسبة إلى أنطرطوس ، وهي بلدة من بلاد الشام. وفي معجم البلدان : بلد من سواحل بحر الشام ، وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص. ونقل ياقوت عن أبي القاسم ابن عساكر : أنها من أعمال طرابلس مطلة على البحر في شرقي عرقة بينهما ثمانية فراسخ (معجم البلدان ، والأنساب).

٢٦٤

[٩٧٠١] أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان

ابن القاسم بن معروف بن حبيب بن أبان بن إسماعيل ،

أبو علي بن أبي نصر التميمي المعدّل

روى عن جماعة. وروى عنه جماعة.

[حدث عن يوسف الميانجي ، وابن زبر.

حدث عنه : [عبد العزيز بن أحمد] الكتاني ، ونجا بن العطار ، وسهل بن بشر ، وأبو طاهر الحنائي ، والحسن بن سعيد العطار.

قال [عبد العزيز بن أحمد] الكتاني : لم أر أحسن منه ، وكان سماعه وسماع أخيه بخط أبيهما](١).

حدث عن القاضي أبي بكر يوسف بن القاسم الميانجي بسنده عن أبي مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله عزوجل» [١٤٠١٧].

توفي أبو علي أحمد بن عبد الرحمن في السابع والعشرين من شعبان سنة إحدى (٢) وأربعين وأربع مائة.

[قال الكتاني] : وكان ثقة مأمونا ، صاحب أصول حسنة.

وكانت له جنازة عظيمة.

[٩٧٠٢] أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك

ابن بدد (٣) بن الهيثم أبو عصمة اللخمي القاضي

[قال ابن العديم] :

[وأظن أبا عصمة ولد بحلب ، والله أعلم ، حكى بأطرابلس](٤).

__________________

[٩٧٠١] ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٢٥ (٤٠٥٣) (ط دار الفكر).

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن سير الأعلام ١٣ / ٤٢٥ (ط دار الفكر).

(٢) في سير أعلام النبلاء : ثلاث وأربعين.

[٩٧٠٢] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٧٠.

(٣) في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦٦ «بدر» وفي بغية الطلب : بدر.

(٤) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب.

٢٦٥

حدث بطرابلس قال : أنشدني قاضي القضاة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف (١) لنفسه ببغداد ، والبيت الأخير مضمّن (٢) :

أشتاقكم اشتياق الأرض وابلها

والأمّ واحدها والغائب الوطنا

أتيت (٣) أطلب أسباب السّلوّ فما

ظفرت إلا ببيت شفّني وعنى

أستودع الله قوما ما ذكرتهم

إلا تحدّر من عينيّ ما خزنا

قال الخطيب : أنشدني الصوري الأبيات التي ضمن ابن معروف منها هذا البيت وهي :

يا صاحبي سلا الأطلال والدّمنا (٤)

متى يعود إلى عسفان (٥) من ظعنا

إنّ الليالي التي كنّا نسرّ بها

أبدى تذكّرها في مهجتي حزنا

أستودع الله قوما ما ذكرتهم

إلّا تحدّر من عينيّ ما خزنا

كان الزمان بنا غرّا فما برحت

أيدي الحوادث حتى فطّنته بنا

[٩٧٠٣] أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس بن محمد

ابن خلف بن قابوس أبو النّمر الأطرابلسي الأديب

حدث بصور سنة ثلاث عشرة وأربع مائة وبأطرابلس عن جماعة. وروى عنه جماعة.

[قال ابن العديم] :

[أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن تاج الأمناء قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن قال (٦) :

__________________

(١) انظر ترجمته في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦٥.

(٢) الأبيات في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧ في أخبار القاضي عبيد الله بن أحمد بن معروف ، وبغية الطلب ٢ / ٩٧٠ ـ ٩٧١.

(٣) كذا في مختصر ابن منظور ، وفي تاريخ بغداد : «أبيت» ومثله في بغية الطلب.

(٤) الدمنة : آثار الدار والناس. والدمنة : الموضع القريب من الدار الجمع دمن ودمن.

(٥) عسفان بضم أوله وسكون ثانيه ، وهي منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة. وقيل : عسفان قرية جامعة بها منبر ونخيل ومزارع على ستة وثلاثين ميلا من مكة وهي حد تهامة (معجم البلدان ٤ / ١٢١ ـ ١٢٢).

[٩٧٠٣] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٧١ وبغية الوعاة ١ / ٣٢٢ وإنباه الرواة ١ / ١٢١ وكناه أبا اليمن.

(٦) ما بين معكوفتين نقله ابن العديم عن المصنف أبي القاسم ابن عساكر ، استدركناه عن بغية الطلب ٢ / ٩٧٤ ـ ٩٧٥.

٢٦٦

أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس بن محمد بن خلف بن قابوس ، أبو النمر الأطرابلسي الأديب.

حدث بصور سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وبأطرابلس عن : أبي الحسن علي بن محمد بن عمران الناقد البغدادي ، وأبي بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ البغدادي ، وأبي عبد الله ابن خالويه ، وأبي نصر محمد بن محمد بن عمرو ، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم البحري ، ويوسف بن القاسم الميانجي.

روى عنه أبو عبد الله الصوري ، وأبو علي الأهوازي.

وقال أبو القاسم (١) :

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أخبرنا جدي أبو محمد قال : حدثنا الحسن بن علي الأهوازي قال : حدثنا أبو النمر الأديب قال : حدثنا القاضي يوسف بن القاسم الميانجي قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء الهمذاني قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبي برزة الأسلمي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٢) :

«يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه ، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم يتبع (٣) الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته» (٤).

وحدث عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن إبراهيم النحوي بسنده عن أبي جحيفة قال : قال عبد الله :

ذهب صفو الدنيا فلم يبق منها إلّا الكدر ، فالموت تحفة كل مسلم.

حدث أبو النمر بإسناده عن مسعر قال :

لم يقل لبيد في الإسلام إلّا هذين البيتين (٥) :

__________________

(١) تصحفت في بغية الطلب إلى (النافد).

(٢) استدركنا سند الحديث عن بغية الطلب ، نقلا عن ابن عساكر.

(٣) في بغية الطلب في الموضعين : تتبع.

(٤) كنز العمال ٣ / ٧٤٢٥ و٧٠٢٢.

(٥) ليس البيتان في ديوان لبيد (ط. بيروت. صادر).

٢٦٧

نجدّد أحزانا لدى كلّ هالك

ونسرع نسيانا ولم يأتنا أمن

فإنّا ولا كفران لله ربّنا

لكالبدن لا تدري متى يومها البدن

عاصر أبو النمر بطرابلس أبا عبد الله الحسين بن خالويه (١) ، وكان يدرّس العربية واللغة ، وتوفي بها ، وخلف ولدا شخص إلى العراق وتقدم هناك (٢).

قال أبو النمر : أنشدني الحسين بن خالويه قال : أنشدنا محمد بن أبي هاشم لمحمد بن خازم :

الله أحمد شاكرا

فبلاؤه حسن جميل

أصبحت مستورا معا

فى بين أنعمه أجول

خلوا من الأحزان خفّ

الظهر يقنعني القليل

حرّا فلا منن لمخ

لوق عليّ ولا سبيل

لم يشقني حرص ولا

طمع ولا أمل طويل

سيّان عندي ذو الغنى ال

متلاف والرجل البخيل

ونفيت باليأس المنى

عنّي فطاب لي المقيل

والناس كلّهم لمن

خفّت مئونته خليل

[٩٧٠٤] أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود

ابن هارون أبو بكر الرقي الحافظ نزيل عسكر مكرم

ذكر أنه سمع بدمشق وبحمص جماعة. وروى عنه جماعة.

[قال ابن العديم](٣) :

[وذكره الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في تاريخه ، فيما أنبأنا به تاج الأمناء

__________________

(١) هو الحسين بن محمد بن خالويه النحوي اللغوي أبو عبد الله الهمداني ، انظر ترجمته في أنباه الرواة ١ / ٣٥٩ ومعجم الأدباء ٩ / ٢٠٠.

(٢) بغية الطلب ٢ / ٩٧٥.

[٩٠٧٤] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٧٥ وميزان الاعتدال ١ / ١٤٢ (٥٤١) (ط دار الفكر) ولسان الميزان ١ / ٢١٣.

وعسكر مكرم : بضم الميم وسكون الكاف بلد مشهور من نواحي خوزستان (معجم البلدان ٤ / ١٢٣).

(٣) زيادة للإيضاح.

٢٦٨

أحمد بن محمد قال : أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم قال (١) : أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود بن هارون ، أبو بكر الرقي الحافظ نزيل عسكر مكرم.

سمع بدمشق هشام بن عمار ، وأبا زرعة النصري ، ومحمد بن عوف بحمص ، وحدث عنهم وعن أبيه عبد الرحمن بن الجارود ، وعلي بن حرب ، وأحمد بن حرب ، وهلال بن العلاء ، وأحمد بن شيبان الرملي ، وعثمان بن خرزاذ ، وعبد الله بن نصر الأنطاكيين ، ويونس ابن عبد الأعلى ، والمزني ، والربيع بن سليمان ، ويزيد بن سنان البصري ، والحسن بن عرفة ، والحسن بن محمد بن الصباح ، وشعيب بن أيوب الصريفيني ، وعيسى بن أحمد البلخي ، ومحمد بن عبيد بن عتبة الكوفي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ، وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين.

روى عنه القاضي أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي نزيل نيسابور ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن بندار ابن المثنى الأستراباذي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبراني المقرئ الشاهد ، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ ، وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد بن خالد الذهلي الخالدي ، وأبو علي الحسن بن أحمد بن الليث ، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الأعلى الأندلسي الورسي].

حدث بعسكر مكرم عن هشام بن عمار بسنده عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ همّ فرجا ، ومن كلّ ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب» [١٤٠١٨].

وحدث أيضا بعسكر مكرم في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثلاث مائة عن هشام بن عمار أيضا بسنده عن جابر بن عبد الله قال :

قرأ علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ، ثم قال : «ما لي أراكم سكوتا ، للجنّ كانوا أحسن منكم ردا ، ما قرأت هذه الآية من مرة (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(٢) إلّا قالوا : ولا بشيء من نعمائك يا ربنا نكذب. فلك الحمد» [١٤٠١٩].

وحدث أيضا في عسكر مكرم سنة ست وخمسين بسنده عن أبي هريرة أنّ

__________________

(١) نقله ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٩٧٥ نقلا عن أبي القاسم ابن عساكر.

(٢) تكررت هذه الآية أكثر من مرة في سورة الرحمن ، ذكرت ٣١ مرة.

٢٦٩

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ (١) بخمس وعشرين درجة» [١٤٠٢٠].

[وقال أبو نعيم : ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجارود الرقي في كتابه ـ وفي القلب منه ـ ثنا الربيع ؛ فذكر حديثا](٢).

وحدث أيضا عن محمد بن عبد الملك الدقيقي وغيره (٣) بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«يقول الله عزوجل : يا بن آدم أنا بدّك اللازم فاعمل لبدّك. كل الناس لهم بدّ ، وليس لك مني بدّ» [١٤٠٢١].

حدث أحمد بن عبد الرحمن قال : سمعت أبا إبراهيم المزني يقول :

كنا جلوسا عند الشافعي إذ أقبل رجل من أصحاب الحديث ، وكان عندنا ممن لا يقام له ، فقام إليه الشافعي وأجلسه بجنبه وأنشد :

ولما تبدّى لنا مقبلا

حللنا الحبا وابتدرنا القياما

فلا تنكرنّ قيامي له

فإنّ الكريم يجلّ الكراما

ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال :

أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي يضع الحديث ، ويركبه على الأسانيد المعروفة (٤).

وقال أبو بكر الخطيب : هو كذاب (٥).

__________________

(١) الفذ : الفرد (القاموس المحيط).

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن لسان الميزان ١ / ٢١٣.

(٣) رواه من هذا الطريق ابن العديم في بغية الطلب ٢ / ٩٧٦ وأبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٤٧ في أخبار أبي عمر محمد بن الحسين بن محمد البسطامي.

(٤) الخبر في بغية الطلب ٢ / ٩٧٧.

(٥) ورد قول أبي بكر الخطيب في تعقيبه على الخبر المتقدم وأما ما ذكره قال : هذا الحديث موضوع المتن ، مركب على هذا الإسناد ، وكل رجاله مشهورون معروفون بالصدق إلّا ابن الجارود فإنه كذاب ، ولم يكتبه إلّا من حديثه.

٢٧٠

[٩٧٠٥] أحمد بن عبد الرحمن

ابن واقد التنوخي البيروتي

حدث ببيروت عن بكر بن سهل بن إسماعيل الدمياطي (١) بسنده عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «طعام السخي دواء ، وطعام الشحيح داء».

وفي رواية : «طعام السخي شفاء» [١٤٠٢٢].

[٩٧٠٦] أحمد بن عبد الرحمن

ابن يحيى المعروف بابن ثرثار

حدث عن عبد القدوس بن عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب الدمشقي عن أبيه عن جده عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«الاقتصاد في النفقة نصف العيش ، والتودّد إلى الناس نصف العقل ، وحسن السؤال نصف العلم» [١٤٠٢٣].

[٩٧٠٧] أحمد بن عبد الرزاق

قال الحسن بن حبيب : حدثني أبي قال :

دعانا محمد بن عباس الهيتي (٢) ، وكان من الصالحين ، وعنده جماعة منهم أحمد بن عبد الرزاق ، فقدّم إلينا خبيص (٣) ، فأخذ أحمد اللقمة من القصعة فناولني إياها وقال لي : اجعلها أنت بيدك في فمي ، ففعلت ؛ فقال : أتدري لم فعلت هذا ، إنه يروى في الحديث :

من لقّم أخاه المسلم لقمة حلاوة ، وقاه الله مرارة يوم القيامة. وأحببت أن تلقّمني إياها حتى يوقّيك الله مرارة يوم القيامة.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١١ / ٤ (٢٤٢٨) (ط دار الفكر).

[٩٧٠٦] كذا ورد هنا في مختصر ابن منظور ، وجاء في ترجمة عبد القدوس بن عبد السلام المتقدمة ٣٦ / ٤٣٢ ابن بربار بدل : ابن ثرثار.

(٢) الهيتي بكسر الهاء وسكون الياء ، هذه النسبة إلى هيت ، وهي بلدة فوق الأنبار ، من أعمال بغداد (الأنساب).

(٣) الخبيص : معمول من التمر والسمن ، حلواء معروف يخبص بعضه في بعض ، (تاج العروس : خبص).

٢٧١

[٩٧٠٨] أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن غانم بن الحسن

أبو الحسين بن أبي الفتح التميمي البزاز

حدث سنة ستين وأربع مائة عن أبي الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله بسنده عن الأصمعي قال (١) :

لما قتل أهل الحرة (٢) هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة ، وابن الزبير جالس يسمع :

قتل الخيار بنو الخيا

ر ذوو المهابة والسّماح

والصّائمون القائمو

ن القانتون أولو الصلاح (٣)

المهتدون المتّقو

ن (٤) السابقون إلى الفلاح

ما ذا بواقم (٥) والبقي

ع من الجحاجحة الصّباح

وبقاع يثرب ويحهنّ

من النوادب والصّياح

فقال ابن الزبير لأصحابه : يا هؤلاء ، قد قتل أصحابكم فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ذكر ابن ابنه أبو المعالي عبد الصمد بن الحسين بن أحمد الأمين : أنه توفي في حدود سنة سبعين وأربع مائة.

[٩٧٠٩] [أحمد بن عبد العزيز بن أيوب بن زيد

[قال ابن العديم](٦) :

__________________

(١) الخبر والأبيات في البداية والنهاية ٥ / ٧٣٤ ، نقلا عن ابن عساكر ، قال ابن كثير : وقد روى ابن عساكر في ترجمة أحمد بن عبد الصمد من تاريخه ، من كتاب المجالسة لأحمد بن مروان المالكي ، ثنا الحسين بن الحسن اليشكري ثنا الزيادي عن الأصمعي. ح وحدثني محمد بن الحارث عن المدائني قال : وذكر الخبر والأبيات.

(٢) وكان مسلم بن عقبة استباح المدينة ثلاثة أيام ، كما أمره يزيد بن معاوية ، وقتل خلقا من أشرافها وقرائها وانتهب أموالا كثيرة منها ، ووقع شرّ عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد راجع تفاصيل وافية في البداية والنهاية ٥ / ٧٣٢ (ط دار الفكر) وما بعدها.

(٣) روايته في البداية والنهاية :

والصائمون القانتو

ن أولو العبادة والصلاح

(٤) في البداية والنهاية : المحسنون.

(٥) واقم : أطم من آطام المدينة ، وحرة واقم إلى جانبه نسبت إليه (انظر معجم البلدان).

[٩٧٠٩] استدركت ترجمته بكاملها عن بغية الطلب ٢ / ٩٨٧.

(٦) زيادة للإيضاح.

٢٧٢

أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن الشيرازي إذنا قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : أحمد بن عبد العزيز بن أيوب بن زيد أبو عبد الله العرقي الأطروش المعروف بالعجيل ، ولد بالموصل.

وحدث بعرقة عن يحيى بن عثمان الحمصي.

روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن زوزان الأنطاكي].

[٩٧١٠] أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب

أبو الطيب المقدسي الفقيه الواعظ إمام جامع الرّافقة

[سمع جماعة. وله ديوان شعر حسن أسمع بعضه بالرّافقة.

قدم دمشق غير مرة ، وكان شيخا مستورا معيلا مقلّا.

سمع بشيزر أبا السمع إبراهيم بن عبد الرحمن بن جعفر المعري التنوخي ، وبالبيت المقدس : الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي. وبمكة : أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري.

روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي في مصنفاته](١).

[نقل ابن العديم بسنده عن أبي القاسم ابن عساكر](٢) :

[قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال :

أخبرنا أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي المقدسي الواعظ ـ إمام جامع الرافقة ـ بقراءتي عليه في المحرم سنة تسع وعشرين وخمسمائة قال : أخبرنا الشيخ الإمام إمام الحرمين أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري الفقيه بمكة حرسها الله في المسجد الحرام سنة سبع وثمانين وأربعمائة ح.

قال الحافظ أبو القاسم :

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد إسماعيل بن أبي بكر

__________________

[٩٧١٠] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٨٨ والوافي بالوفيات ٧ / ٧٢.

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٨٨.

(٢) زيادة للإيضاح.

٢٧٣

القارئ بنيسابور قالوا : أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي بنيسابور قال : أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد الفارسي قال :

حدثنا أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل البيهقي بخسروجرد (١) قال : حدثنا يحيى ابن يحيى بن عبد الرحمن التميمي قال : أخبرنا هشيم عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [سورة الصافات ، الآيات : ١٨٠ ـ ١٨٢].

وقال الحافظ أبو القاسم : أنشدني أبو الطيب لنفسه :

من لصب نازح الدار

نهب أشواق وأفكار

مستهام القلب محترق

بهوى أذكى من النار

فنيت بالبعد أدمعة

فهو يبكي بالدم الجاري

قائلا : جار الزمان على

مهجتي في فرقة الجار

فإلى من أشتكي زمنا

غالني في حكمه الجاري

بيد قذافة سلبت

كل أغراضي وأوقاري

صرت أرضى بعد رؤيتكم

بخيال أو بأخبار

وقال أبو القاسم علي بن الحسن : أنشدني ـ يعني أبا الطيب ـ لنفسه معاتبة (٢) :

يا واقفا (٣) بين الفرات ودجلة

عطشان يطلب شربة من ماء

إن البلاد كثيرة أنهارها

وسحابها فغزيرة الأنواء

ما اختلت الدنيا ولا عدم الندى

فيها ولا ضاقت على العلماء

أرض بأرض والذي خلق الورى

قد قسم الأرزاق في الأحياء

قال الحافظ (أبو القاسم ابن عساكر) : وأنشدني أيضا لنفسه :

يا ناظري ناظري وقف على السهر

ويا فؤادي فؤادي مسكن الضرر

__________________

(١) خسرو جرد : مدينة كانت قصبة بيهق من أعمال نيسابور بينها وبين قومس (معجم البلدان).

(٢) الأبيات أيضا في الوافي بالوفيات ٧ / ٧٢ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) في بغية الطلب : واقعا ، والمثبت عن الوافي بالوفيات.

٢٧٤

ويا حياتي حياتي غير طيبة

وهل تطيب بفقد السمع والبصر

ويا سروري سروري قد ذهبت به

وإن تبقى قليل فهو في ثر

فالعين بعدك يا عيني مدامعها

تسقي مغانيك وما يغني عن المطر

والقلب بعدك يا قلبي تقلبه

في النار أيدي الأسى من شدة الفكر

كم يبك قلبي على ما نابه أحد

في الناس كلهم إلّا أبو البشر

لو أن أيوب لاقى بعض ما لقيت

نفسي لبادر يشكو غير مصطبر

وما مصيبة إسرائيل فادحة

لأنه كان يرجو فرحة الظفر

قال أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي :

أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب أبو الطيب المقدسي الفقيه الواعظ إمام جامع الرافقة سمع أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري بمكة وذكر لي أنه سمع الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي ، ودخل المغرب مع أبيه وسمع من جماعة من الشيوخ ، ولم يكن عنده عنهم شيء.

وكان له ديوان شعر حسن ، سمعت منه بعضه بالرافقة ، وكان قد قدم دمشق غيرة مرة. ورأيته في إحدى القدمات وأنا صغير ولم أسمع منه بدمشق شيئا ، وكتبت عنه بالرافقة شيئا يسيرا ، وكان شيخا مستورا معيلا مقلّا.

قال أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني :

أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب السلمي ، أبو الطيب المقدسي ـ إمام جامع الرافقة ـ وهي بلدة على شط الفرات تعرف بالرقة الساعة ، والرقة كانت بجنبها فخربت ، كان واعظا ورد بغداد حاجا ، وسمع بمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري وسمع منه رفيقنا أبو القاسم الدمشقي وغيره.

قال الحافظ أبو القاسم :

فارقت أبا الطيب حيّا في سنة تسع وعشرين وخمسمائة ومات بعد ذلك](١).

حدث بالرافقة عن أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري بسنده عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب ٢ / ٩٨٨ ـ ٩٩١.

٢٧٥

«إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فإذا سئلوا أفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا» [١٤٠٢٤].

ومن شعره من قصيدة :

ينال الفتى بالجود ما لا تناله

سيوف تقدّ السّابريّ (١) حداد

وبالرّأي إصلاح الأمور وكم بدا

لتاركه بين الأنام فساد

تأنّ إذا لم يتّضح لك مطلب

فإنّ التّأنّي في الأمور رشاد

وسرّك فاحفظه وكن كاتما له

فإنّ ظهور السرّ حين يعاد

ولم أر كالدّنيا لمن كان قادرا

يساق إليه خيرها ويزاد

[توفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة](٢).

[٩٧١١] أحمد بن عبد العزيز ، أبو عمرو

حدث عن الوليد بن مسلم بسنده عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه.

أنه قال في محرم بحجّه أصاب امرأته وهي محرمة : يقضيان حجهما وعليهما الحج من قابل من حيث كانا أحرما ، ويفترقان حتى يتمّا حجّهما.

قال عطاء :

وعليهما بدنة أطاعته أو استكرهها فإنما عليهما بدنة واحدة.

وحدث عنه أيضا عن عطاء قال :

الحائض والجنب لا ينقضان عقاصا (٣) ولا ضفيرة (٤) ، ولا تمرّ حائض في المسجد إلّا مضطرة.

__________________

(١) السابري : درع دقيقة النسج في إحكام صنعة منسوبة إلى الملك سابور والسابري ثوب رقيق جيد ، وكل رقيق عندهم سابري ، والأصل فيه : الدروع السابرية منسوبة إلى سابور. (تاج العروس : سبر).

(٢) الزيادة بين معكوفتين عن الوافي بالوفيات ٧ / ٧٢.

(٣) العقاص : ككتاب : خيط يشد به أطراف الذوائب ، والعقاص الضفائر ، جمع عقصة أو عقيصة ، والعقاص : هي التي تتخذ من شعرها مثل الرمانة ، وكل خصلة منه عقيصة (تاج العروس : عقص).

(٤) الضفيرة : هي العقيصة ، والضفيرة كل خصلة من الشعر على حدتها (انظر تاج العروس : ضفر).

٢٧٦

[٩٧١٢] أحمد بن عبد القاهر بن الخيبري اللّخمي الدمشقي

[يروى عن منبه بن عثمان.

روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني](١).

حدث بدمشق سنة تسع وسبعين ومائتين عن منبّه بن عثمان بسنده عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«أشرف الإيمان أن يأمنك الناس ، وأشرف الإسلام أن يسلم الناس من لسانك ويدك ، وأشرف الهجرة أن تهجر السيئات ، وأشرف الجهاد أن تقتل ويعقر فرسك» [١٤٠٢٥].

[قال ابن ماكولا : أما](٢) الخيبري (٣) : أوله خاء معجمة مفتوحة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها وباء معجمة بواحدة [فهو : أحمد بن عبد القاهر بن الخيبري الدمشقي ، حدث عن منبه بن عثمان ، روى عنه الطبراني](٤).

[٩٧١٣] أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد

ابن بكر أبو صالح النيسابوري المؤذن الحافظ

سمع بدمشق وببغداد وبخراسان. وروى عنه جماعة. وكان ثقة خيارا.

[قال أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ الدمشقي] :

أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر ، أبو صالح المؤذن الحافظ.

__________________

[٩٧١٢] ترجمته في ميزان الاعتدال ١ / ١٤٤ (٥٥٠) (ط دار الفكر) ولسان الميزان ١ / ٢١٥ والإكمال ٢ / ٢٥٦ والأنساب (الخيبري ٢ / ٤٢٨) ، واللباب : الخيبري وقال السمعاني : لا أدري الخيبري اسم لجده أو نسبة إلى خيبر؟ الخيبري بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء وفتح الياء الموحدة ، هذه النسبة إلى خيبر ، اسم قلعة حصينة على منال من المدينة على طريق الشام. والخيبر بلغة اليهود : الحصن (الأنساب).

(١) الزيادة بين معكوفتين استدركت عن الأنساب.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) الخبر في الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٥٥ ـ ٢٥٦.

(٤) الزيادة بين معكوفتين استدركت عن الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٢٥٦.

[٩٧١٣] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ١٠٠٢ وتاريخ بغداد ٤ / ٢٦٧ وإرشاد الأريب ٣ / ٢٢٤ والوافي بالوفيات ٧ / ١٥٦ ومعجم الأدباء ٣ / ٢٢٤ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١١٦٢ والعبر ٣ / ٢٦٢ والبداية والنهاية ٨ / ٢٥٠ (ط دار الفكر) وسير الأعلام ١٣ / ٦٧٩ (٤٢٨٥) (ط دار الفكر) وشذرات الذهب ٣ / ٣٣٥.

٢٧٧

سمع بدمشق أبا القاسم ابن الطبيز ، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن أحمد الحلبي ، ومسدد بن علي الأملوكي ، ورشأ بن نظيف ، وبخراسان أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري ، وأبا محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه ، وأبا طاهر محمد بن محمش ، وأبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ، وأبا بكر محمد بن زهير بن أخطل النسوي ، وأبا عبد الرحمن السلمي ، وأبا سعيد الصيرفي ، وأبا الحسن علي بن محمد بن السقا ، وأبا القاسم عبد الرحمن ابن محمد السراج ، وأبا القاسم ابن بشران ببغداد ، وغيرهم.

روى عنه أبو بكر الخطيب ، وحدثنا عنه ابنه أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد الشحاميان ، وأبو علي الحسن بن عمر بن أبي بكر الطوسي البياع ، وأبو القاسم عبد الكريم بن الحسن بن أحمد الصفار البسطامي](١).

[قال أبو بكر الخطيب](٢) :

[أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر ، أبو صالح المؤذن النيسابوري ، قدم علينا حاجا وهو شاب في حياة أبي القاسم ابن بشران ، ثم عاد إلى نيسابور وقدم علينا مرة ثانية في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فكتب عني في ذلك الوقت وكتبت عنه في القدمتين جميعا. وكان يروي عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني ، ومحمد بن الحسن العلوي الحسني ، وأبي طاهر الزيادي ، وعبد الله بن يوسف بن بامويه (٣) الأصبهاني ، وأبي عبد الرحمن السلمي ، ومن بعدهم.

وقال لي : أول سماعي في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ، وكنت إذ قد حفظت القرآن ولي نحو تسع سنين](٤).

[قال زاهر الشحامي : خرج أبو صالح ألف حديث عن ألف شيخ له.

جمع وصنف ، وعمل مسوّدة لتاريخ مرو.

قال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني :

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن بغية الطلب لابن العديم ٢ / ١٠٠٨ ـ ١٠٠٩ نقلا عن أبي القاسم ابن عساكر.

(٢) زيادة للإيضاح.

(٣) في تاريخ بغداد : بايويه.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٦٨.

٢٧٨

سمعت محمد بن أبي زكريا المزكي يقول : ما يقدر أحد أن يكذب في هذه البلدة وأبو صالح حي.

وسمعت أبا المظفر منصورا السمعاني يقول : إذا دخلتم على أبي صالح فادخلوا بالحرمة ، فإنه نجم الزمان ، وشيخ وقته في هذا الأوان.

قال أبو سعد السمعاني :

رآه بعض الصالحين ليلة وفاته ، وكأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أخذ بيده ، وقال له : جزاك الله عني خيرا ، فنعم ما أقمت بحقي ، ونعم ما أديت من قولي ، ونشرت من سنتي](١).

حدث عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأزهري بسنده عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لكلّ نبيّ دعوة فأريد أن أختبئ دعوتي إن شاء الله شفاعة لأمتي يوم القيامة» [١٤٠٢٦].

أنشد أبو صالح المؤذن بسنده لمهدي بن سابق :

يا ربّ ساع له في سعيه أمل

يفنى ولم يقض من تأميله وطرا

ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له

ولن ترى قانعا ما عاش مفتقرا

العرف من يأته يحمد مغبّته

ما ضاع عرف ولو أوليته حجرا

قال أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر (٢) :

أحمد بن عبد الملك أبو صالح المؤذن ، الأمين ، المتقن ، المحدث ، الصوفي ، نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته ، ما رأينا مثله ، حفظ القرآن ، وجمع الأحاديث ، وسمع الكثير ، وصنف الأبواب والمشايخ ، وسعى في الخيرات (٣) ، وصحب مشايخ الصوفية ، وأذن سنين حسبة (٤) ، ولد سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة. وتوفي يوم الاثنين التاسع من رمضان سنة سبعين وأربع مائة.

وكان قد سأل الله بمكة أن لا يقبضه إلّا في شهر رمضان ، فكان إذا دخل شهر رجب تفرغ للعبادة إلى أن يخرج شهر رمضان.

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدركت عن سير أعلام النبلاء ١٣ / ٦٨٠ (ط دار الفكر).

(٢) المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور ص ١٠٧ رقم ٢٣٨ وبغية الطلب ٢ / ١٠٠٩ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) في مختصر ابن منظور : الحراب ، والمثبت عن المنتخب من السياق.

(٤) الحسبة ، بالكسر ، الأجر ، واسم من الاحتساب (القاموس المحيط).

٢٧٩

[كان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ، ويوصلها إلى المستحقين والمستورين من ذوي الحاجات والأرامل واليتامى وأولى الضرر.

ما تفرغ لعقد الإملاء من كثرة ما هو بصدده من الأشغال والقراءة عليه](١).

[قال أبو القاسم الحافظ سنة ٥٥٩ :

أخبرنا إسماعيل بن أبي صالح أخبرنا أبي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين ، أخبرنا عبيد الله بن إبراهيم المزكي ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، حدثنا الحسين بن الوليد ، عن قيس عن ابن أبي ليلى ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : قدم وفد جهينة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقام غلام يتكلم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «فأين الكبر؟» (٢) [١٤٠٢٧].

[قال أبو بكر الخطيب](٣) :

حدثني أبو صالح المؤذن ، حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ، أخبرنا محمود بن آدم المروزي ، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن الزهري ، عن سالم عن أبيه : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا طلع الفجر صلى ركعتين](٤).

[قال أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني :

أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد بن عبد الصمد بن بكر المؤذن ، أبو صالح ، من أهل نيسابور ، الأمين ، المتقن ، الثقة المحدث ، الصوفي ، نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته ، وكان عليه الاعتماد في الودائع من كتب الحديث المجموعة في الخزائن الموروثة عن المشايخ ، والموقوفة على أصحاب الحديث ، وكان يصونها ويتعهد حفظها ، ويتولى أوقاف المحدثين من الخبز والكاغد ، وغير ذلك. ويقوم بتفرقتها عليهم ، وإيصالها إليهم ، وكان يؤذن على منارة المدرسة البيهقية سنين احتسابا ، ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي ، وكان في أكثر الأوقات قبل الصبح إذا صعد يكرر هذه الآية ويقول (أَلَيْسَ الصُّبْحُ

__________________

(١) ما بين معكوفتين استدرك عن المنتخب من السياق ص ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن سير أعلام النبلاء ١٣ / ٦٨١ (ط دار الفكر) نقلا عن أبي القاسم ابن عساكر.

(٣) زيادة للإيضاح.

(٤) الزيادة بين معكوفتين استدرك عن تاريخ بغداد ٤ / ٢٦٨.

٢٨٠