عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

الشيخ جلال الدين علي الصغير

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

المؤلف:

الشيخ جلال الدين علي الصغير


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الأعراف للدراسات
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٦

أهل الكساء وهم فاطمة وعلي والحسن والحسين عليهم‌السلام ، فمرة يجذب الرداء من أم سلمة ، وأخرىيقول لها : أنت على خير ، (١) ويمنعها من الورود إلى داخل الكساء ، وثالثة يطالبها بالتنحي عن أهل بيته كما منطوق بعض الروايات ، وهذا لا يمكن أن يشير إلاّ إلى وجود خصوصية لا تمتلكها أم سلمة وهكذا سائر زوجاته ، ولكنها توفرت في الخمسة من أهل الكساء عليهم‌السلام ولم تتوفر فيهنّ ، بالصورة التي قضت منعهن من الدخول بنفس الوقت الذي قضت فيه بدخول أصحاب الكساء ، وليس أدلّ على ذلك من توافق أهل العامة والخاصة على أن لفظ الكساء لا يتبادر لغيرهم (صلوات الله عليهم).

٢ ـ تعمد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دعوة هؤلاء الأربعة عليهم‌السلام دون غيرهم ، كما في الحديث الذي ترويه زوجته أم سلمة وعمته صفية وابن عمّه جعفر (رضوان الله تعالى عليهم) ، ليعطي صورة واضحة صورة واضحة عن سياق الحدث ، فلم يكن الحدث قد تم بصورة فجائية ، بحيث إنه وجدهم عنده فرواه ، بل تعمّد مناداتهم وطلبهم وتكرار الحدث أكثر من مرة وفي أكثر من مكان ، كما يؤكده تعدد الرواة وتعدد الأمكنو والأزمنة ، فهو مرة في بيت أم سلمة بل لربما تظهر ألفاظ خبرها أنه عمد لفعله أكثر من مرة في أكثر من مناسبة ، وأخرى في بيت عائشة ، وثالثة حين هبوط الرحمة كما في حديث

____________________

(١) ورد في بعض رواياتهم اسم عائشة كما مر معنا ذلك ، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الروايات ـ التي تتحدث بكلمة : أنت على خير ـ متعلقة بأم سلمة ، وكلام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متوجه لها ، ولكن شاءت أقلام رواة القوم أو من حدثهم شاء اضافة اسم عائشة إلى الروايات حتى تدخل ضمن دائرة الخير الذي تحدث عنها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنى لمثل عائشة أن يخاطبها الرسول الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمثل ذلك ، وقد كان الرسول يحدّثها بما ستقوم به من بعده ، وسيأتي بعض ذلك.

ولو أردنا حسن الظن بالرواية والرواة ، فكلام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيكون عندئذ كلاماً شرطياً ، أي انه يقول لها بأنك على خير ما دمت ملتزمة بذلك.

١٦١

جعفر ، ورابعة لم يجد غير صفية لتبلي دعوته ، وخامسة كان بمحضر من بعض أصحابه كواثلة بن الأسقع ، وهكذا.

٣ ـ قيام الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بأكثر من فعل من أجل التنبيه على خصوصية أهل الكساء عليهم‌السلام ، فتراه مرة يقف حين تزوجت فاطمة عليها‌السلام ليقرأ الآية في بابها أربعين صباحاً كما في رواية أبي سعيد الخدري ، وتارة يقف لمدة ثمانية أشهر على باب بيتهم بعد ولادة الحسن والحسين عليهما‌السلام ليقرأ الآية الشريفة بعد أن يأخذ من مسألة التنبيه على الصلاة كحجة يستغلها لتذكير الناس بموردها الخاص ، كما نجد ذلك في رواية خادمه أبي الحمراء ، وأخرى لمدة تسعة أشهر كما في رواية ابن عباس ، وغيرهم كثير كأنس بن مالك وغيره. (١) وهو أمر لم يفعله الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع احد غيرهم ، لا مع زوجاته ولا من سواهن.

٤ ـ وتراه لا يكتفي بهذا المقدار ، بل يزيد عليه حين تراه يتحدّث عن تعلّق مضامين الآية بأشخاصهم ، كما في حديثه عن إبقاء باب الإمام علي عليه‌السلام في المسجد وسد أبواب من سواه ، وتحليل جنابته والحسن والحسين عليهما‌السلام في المسجد ، وحديثه عن بتولية الصديقة البتول عليها‌السلام .. وهكذا .. ولم يفعل كل ذلك مع أحد غيرهم أيضاً ، (٢) وجميعها تتحدث

____________________

(١) لا يعبر عن اختلاف الأرقام في الروايات عن تعارضها ، بل قد يشير إلى تفاوت انتباه الصحابة للحدث ، فهذا انتبه لثمانية أشهر وذاك لتسعة وغيره لستة وهكذا ، ولربما تشير إلى تعدد الحدث ، كما نلمس في رواية أبي سعيد ان وقتها بعيد زواج الصديقة الطاهرة عليها‌السلام.

(٢) روى العامة عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله : سدّوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبي بكر. مجمع الزوائد ٤٢ : ٩ ، وقد تصوّروا ان هذه الرواية تستطيع مضاهاة رواية سد الأبواب المتقدمة ، وبغض النظر عن صحة الرواية وعدمها ، ـ وهي غير صحيحة في مدار التحقيق ـ فإن الخوخة ـ وهي النافذة ـ لا تؤدي المعنى الذي تحكيه رواية سد الأبواب ، فمتعلق سد الأبواب هل عدم طهارة من سدت أبوابهم =

١٦٢

عن طهارتهم التي أعربت عنها الآية ، وهو حديث لا يصح لغيرهم أبداً.

٥ ـ إن كثرة الطرق التي وردت فيها هذه الروايات ، والاتفاق الذي يشبه الإجماع ما بين علماء العامة ورواتهم بما فيهم الكثير من النواصب ، على صحة هذه الأخبار ، يقابله قلة ما رووه في شأن غيرهم ، واختلافهم في شأن صحة ما رووه في غيرهم ، تناقضهم فيما بينهم ، مع توفر الداعي السياسي والمذهبي الواضح والمصحوب بإغراءات جمّة على الصعيدين السياسي والاجتماعي لحرف مراد هذه الآية ، لا يظهر صدق الروايات الدالة عليهم (صلوات الله عليهم) فحسب ، بل يظهر عدم قدرة أعدائهم على العثور على بديل يقنع المسلمون به.

٦ ـ إن أشد النواصب كابن تيمية وابن الجوزي والجوزجاني وغيرهم ، فضلاً عن غيرهم لم يخرجوا الخمسة من مراد الآية ، بل قاموا بتوسعة مرادها ليخرجوا خصوصيتهم (بأبي وأمي) من مراد الآية ، فلا تكون حجة عليهم في إيثارهم النصب للآل المطهرين ، أو لا تكون حجة تلزمهم أمام خصومهم من العلويين ومن ناظرهم ، وسنلاحظ أن جميع الزيادات التي أضافوها لأخبار الرواية متناً أو تأويلاً ، لا تقوى بأي شكل من الأشكال ، على الصمود أمام النقد الموضوعي الجاد والمنصف لها. (١) وهذا الأمر هو

____________________

= وطهارة من بقيت بابه مفتوحة ، أما بقاء الخوخة مفتوحة وعدم بقاؤها لا ينطوي على أي أثر تشريعي. فانتبه!

(١) نقول ذلك رغم ما نلحظه من عدم وجود ضوابط حقيقة لدى أهل العامة في علم الجرح والتعديل ، فترى المذهب الفلاني يعتمد ضوابط معينة لا يقبل بها الفريق الآخر ، وهكذا ، وليس أدلّ على ذلك من الاختلاف الشديد بينهم والذي يصل في غالبية الأحيان إلى حد التناقض والتعارض المطلق في ترجمة الرواة ، واطلالة بسيطة على أي كتاب للجرح والتعديل تظهر جلاء هذا الأمر.

هذا بالاضافة إلى ما يلحظ عليهم من ادخال النفس الطائفي بشكل واضح في هذه الضوابط ، وتهمة التشيع هي إحدى أهم التهم التي أسقطت الكثير من رواة السنة =

١٦٣

الذي حدا بالكثير منهم لرد هذه الروايات وإيثار غيرها.

وليكن هذا هو الدليل الحَلّي ، (١) وسائر ما سواه اعتراضات نقضية عليه ، وفي هذه الاعتراضات التي لا نلحظ فيها قيمة علمية حقيقية ، خاصة بعدما حددنا المواصفات المطلوب تحققها في من نصفه بصفة أهل البيت ، وهي بالتالي لا يمكن لها أن تجاري تواتر اختصاص الآية بمن ذكرنا من أهل البيت ، ولكن لأغراض البحث العلمي البحت سنعمل على استعراض أهم

____________________

= النبوية الشريفة ، فقد ذهب كثير منهم إلى اعتبار حب الإمام علي وأهل بيته (صلوات الله عليهم) هو ضابطة لتعريف هذه الفئة. وسيأتي الحديث عن ذلك لاحقاً إن شاء الله.

ولعل بإمكان كلام المحدّث الصديق الغماري عن تقييمات الحافظ الذهبي صاحب ميزان الاعتدال وتلخيص المستدرك وتذكرة الحفاظ وغيره من كتب الرجال ، وهو أحد أعلام رجالييهم والمعتمد عند غالبيتهم ما يوضح لنا حقيقة هذا الأمر ، فقد قال الغماري وهو ينقل قول الذهبي في شأن مارواه الحاكم في المستدرك من قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : النظر إلى علي عبادة ، بروايته عن عمران بن حصين حيث قال عنه بأنه موضوع : قلت : كذب الذهبي وافترى ، إذ حكم على الحديث بالوضع ، دون أن يبين سبب ذلك ، ولا أن يكون في سنده راو ضعيف ، ولا ذكر هو واحداً منهم في الضعفاء ، فقبح الله النواصب أعداء آل البيت الكرام ، والحديث صحيح .. ثم قال عن قول الذهبي في الحديث أثناء ترجمة عمران في ميزانه قال : هذا باطل في نقدي! فقال الغماري : نقدك باطل فاسد ، فيه كل حديث ورد بفضل علي فهو موضوع ، فقبح الله نقداً يبطل أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالهوى ، مع بغض آل بيته الكرام .. إلخ. انظر : البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية إلى علي : ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ، أحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني ؛ مطبعة السعادة ـ القاهرة ١٩٦٩ ط ١.

(١) نذكر بأننا لسنا في صدد التعرض التفصيلي للأدلة الخاصة في هذا المجال ، لأننا أشرنا في البداية إلى إننا سنكتفي باستعراض الأمور المتعلقة ببحثنا في العصمة ، وفي صورتها العامة ، ومن يريد التفصيل فعليه مراجعة الكتب المختصة في هذا الجانب.

١٦٤

الآراء المناقضة ، وسنجد أنها لا ترقى إلى مستوى التعارض الجاد ، وهذه الآراء هي :

أ ـ أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

من يراجع القول يجد أن لا دخل له بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مطلقاً ، فمدّعيه هو عكرمة البربري مولى ابن عباس وعروة ابن الزبير ، فلقد روى الطبري في تفسيره عن علقمة قال : كان عكرمة ينادي في السوق : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : نزلت في نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة. (١)

ونقل ابن عساكر في تاريخه عن عكرمة ، عن ابن عباس قوله في الآية : نزلت في نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة ، وقال عكرمة : من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خاصة.(٢)

وأخرج السيوطي عن ابن جرير ؛ (٣) ابن مردويه عن عكرمة قوله : ليس بالذي تذهبون إليه إنما هو نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. (٤)

وأخرج ابن سعد في طبقاته عن عروة بن الزبير قوله عن الآية : يعني أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزلت في بيت عائشة. (٥)

وبغض النظر عن طبيعة سند الروايتين وهو ماسنتكلم فيه من بعد ، فإن

____________________

(١) تفسير الطبري ٨ : ٢٢ ـ ٩.

(٢) تاريخ دمشق ١٥٠ : ٦٩ ، وأخرجه السيوطي عن ابن أبي حاتم أيضاً ، ولكني لم أتبينه. الدر المنثور ١٦٨ : ٥.

(٣) لم أتبيّنه في موضعه من تفسير الطبري.

(٤) الدر المنثور : ١٩٨ : ٥.

(٥) الطبقات الكبرى : ١٩٩ : ٨.

١٦٥

هذه الروايات ـ وبعجالة ـ لا تخلو من الملاحظات التالية :

١ ـ إنها لا يمكن أن ترقى إلى معارضة كل ذلك الحشد من الروايات التي تحدّثت بإخراج أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن المجموعة ، واصراره على اخراجهن رغم رغبتهن في الدخول مع أصحاب الكساء ، بل وتتعارض معها معارضة واضحة.

٢ ـ إنها ساقطة لتعارضها مع صحيح الروايات التي أدخلت سواهن في الكساء ، فبعضها وهو القليل قد أدخل الزوجات مع أصحاب الكساء في المراد بأهل البيت ، وهذه أخرجت أصحاب الكساء منه.

٣ ـ إن عكرمة حين طرح هذا القول أبدى بنفسه أنه مدّع له وليس راوية لخبر سمعه ، فما الذي يدعو مثله إلى طلب المباهلة؟ أليس بسبب استغراب أهل المدينة من قوله ومدّعاه ، فالإنسان لا يطلب المباهلة في ما كان مألوفاً ، وليس أدلّ على غرابته على أهل زمانه قوله : ليس بالذي تذهبون إليه ، مما يدل على أن الرأي المشهور في زمانه هو خلاف رأيه ، ولقد حاول أن يعتم على غرابة رأيه ، من خلال دعوى المباهلة حتى يربك فيه ضعاف العقول وبسطاء الناس.

٤ ـ إن السياق التاريخي للخبر يظهر أن صدوره كان في زمن بني أمية ، وأثناء غياب الصحابة ، وإلا لو كان متداولاً بين الصحابة لبرز من بينهم من تحدّث به ، بل لتحدثت به نفس زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى رأسهنّ عائشة ، فمن المعلوم أن أمثال عائشة التي تعجّ الكتب بحكاياتها ، كانت بحاجة لمثل هذا القول في أيام تأجيجها الحرب ضد عثمان بن عفان ، وفي أيام حرب الجمل ضد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فأين غاب عنها مثل ذلك ، ومثله ما لا يمكن أن يغيب؟! وهو مالا ريب فيه في كونه يمثل مكسباً عظيماً بين يديها لو كان له وجود!

على إن القول بأن ابن عباس راوية للخبر ، كما في رواية ابن مردويه

١٦٦

من طريق سعيد بن جبير إلى ابن عباس (١) وبالنتيجة فقد رواه صحابي ، لا يصح! أولاً : لورود أحاديث مخالفة عن ابن عباس لهذا الخبر ، وطرق تلك أصح سنداً ، ولو لم تصح فلا أقل من كونها تسقط الخبر برمته للتعارض الذي بينهما ، فيما تبقى بقية الروايات التي تستثني الأزواج عن أهل الكساء على حالها بلا معارض ، وثانياً : لكون عكرمة متهم أساساً في أحاديث ابن عباس وغيره كما سيتبين لك ، وحال عروة في المساس بالأحاديث لا سيما تلك التي تتحدث بالمناقب أشهر من أن يتحدّث فيها ، (٢) ومن المعلوم أن زمن بني أمية تميز بكثرة الكذب والوضع في الحديث ، لا سيما في المجالات التي لها مساس ما ببيت أمير المؤمنين عليه‌السلام وإعلاء شأن أعدائه ومخالفيه.

٥ ـ إن كلاً من عكرمة البربري وعروة بن الزبير كانا من النواصب المعروفين بانحرافهم عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، ولهذا فإن رواياتهم في الأمور التي لها مساس بنقض فضائله عليه‌السلام ومناقب آل بيته عليهم‌السلام مقدوحة سلفاً ، كيف لا؟! وقد اتفق القوم وتسالموا على صحة حديث : لا يبغضك يا علي إلا منافق ، وما يرادفه من معانٍ ، كما في الأحاديث التي روت أن الأنصار كانوا يختبرون طهارة أولادهم وخلوهم من النفاق بحبهم للإمام علي عليه‌السلام ، وتناقلت كتبهم ما رواه مسلم في صحيحه وغيره عن الإمام علي عليه‌السلام قوله : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليّ أن لا يحبني إلاّ مؤمن ، ولا يبغضني إلاّ منافق. (٣)

____________________

(١) الدر المنثور ١٩٨ : ٥ ، وسنده مرفوع مما لا يعوّل عليه من جهة السند.

(٢) انظر لملثال ما رواه البخاري ومسلم في كتابيهما في مجال ما يسمى بمناقب أبي بكر وهو جده لأمه وخالته عائشة وأبوه الزبير ، وقد اشترك في هذه الروايات مع ابنه هشام.

(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ٦٤ : ٢ ، ومثله الترمذي في سننه ٣٠٦ : ٥ ح ٣٨١٩ وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وممن نقل الحديث نصاً أو ما يرادفه في =

١٦٧

____________________

= المعنى : النسائي في السنن الكبرى ٤٧ : ٥ ، ١٣٧ ، وفي فضائل الصحابة : ١٧ ، وفي الخصائص : ١٨٧ ـ ١٩٥ ح ١٠٠ ـ ١٠٣ ، وأحمد في المسند ٨٤ : ١ و ٩٥ و ١٢٨ ، و ٢٩٢ : ٦ ، وفي فضائل الصحابة ٥٦٣ : ٢ ، و ٦١٩ و ٦٢٢ و ٦٥٠ و ٦٨٥ ، والحاكم النيسابوري في المستدرك ١٢٩ : ٣ ، وفي معرفة علوم الحديث : ١٨٠ ، وابن حبان في الصحيح ٣٦٧ : ١٥ ، وابن أبي حاتم في العلل ٤٠٠ : ٢ ، وأبو يعلى في المسند ٢٥٠ : ١ ، و ٣٦٢ : ١٢ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٣٦٥ : ٦ ح ٣٢٠٦٤ ، والطبراني في المعجم الأوسط ٢٦٤ : ٤ ، والبزار في المسند ١٨٢ : ٢ ح ٥٦٠ ، وابن أبي عاصم في السنة ٥٩٨ : ٢ ، وابن شيرويه في الفردوس ١٤٥ : ٢ ، و ٣١٩ : ٥ ـ ٣٢٠ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ١٣٢ : ٩ ـ ١٣٣ ، والهيتمي في الصواعق المحرقة : ١٢٢ ، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم ١٥٧ : ١ ، وفي حلية الأولياء ١٨٥ : ٤ ، وخيثمة بن سليمان في حديثه : ١٢٣ ، وابن حجر العسقلاني في فتح الباري ٦٣ : ١ ، و ٧٢ : ٧ ، وقال : وله شواهد ، وفي لسان الميزان ٤٤٦ : ٢ ، والمباركفوري في تحفة الأحوذي ١٥١ : ١٠ ، وابن الجوزي في العلل المتناهية ٩٤٦ : ٢ ، والبغوي في المصابيح ١٧١ : ٤ ، والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح ٣٥٥ : ٣ ح٦٠٨٨ ، و ٣٥٩ : ٣ ح٦١٠٠ ، والقاري في المرقاة ٤٥٦ : ١٠ ـ ٤٥٧ ح٦٠٨٨ ، و ٤٧٣ : ١٠ ح٦١٠٠ ، والنووي في تهذيب الأسماء : ٣١٨ ، والبيهقي في الاعتقاد : ٣٥٤ ، وابن مندة في الإيمان ٦٠٧ : ٢ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨٩ : ٥ ، و ٥٠٩ : ١٢ ، والخطيب البغدادي في تاريخه ٢٥٥ : ٢ ، و ٤١٧ : ٨ ، و ٤٢٦ : ١٤ ، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق ٤٩ : ١ ، و ٥٤٦ : ٢ ، وفي تالي تلخيص المتشابه ٢٦٤ : ١ ، والرافعي القزويني في التدوين في أخبار قزوين ٣ : ١٨ ، وابن المغازلي في المناقب : ١٩٠ ـ ١٩٥ ح ٢٢٥ ـ ٢٣٢ ، والقرطبي في التفسير ٤٤ : ٧ ، والقاضي في علل الترمذي : ٣٧٤ ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٣٥ ، وابن الصباغ المالكي في الفصول : ١١٩ ، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ : ٢٣٧ ، والعجلوني في كشف الخفاء ٥١٧ : ٢ ، والمحب الطبري في الذخائر : ٩١ ، وابن مزي في الاكمال ٢٣٢ : ١٥ ، وابن طلحة الشافعي في المطالب : ٨٢ ـ ٨٤ ، ومحمد الجزري الشافعي في أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب : ٥٠ ـ ٥٢ ح ٨ ـ ١٠ ، وابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول =

١٦٨

هذا إذا ما استثنينا الكثير من صحاح الأحاديث عند القوم في شأن وجوب حبّه وحرمة بغضه ، أن حبّه حبّ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أن بغضه بغض لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والأحاديث في هذا المجال فوق الاحصاء في كتاب كهذا ، نترك الحديث عنها لأي كتاب في المناقب والفضائل.

٦ ـ أما عكرمة فالأمر فيه أهون من غيره ، وإن سمّاه الذهبي وغيره : من أوعية العلم وثقات العلماء (١)! فإنهم أنفسهم رووا من فضائحه الشيء الكثير ، وكفى بذلك حجة عليهم ، ومن هذه الفضائح اتهام عدد كبير من أعلامهم إياه بالكذب وعدم الثقة ، واتفاقهم على إنه كان من غلاة الخوارج الذين كفّروا جميع المسلمين ، وانه كان قليل العقل ، ولا يحسن الصلاة ، بل لا يصلي ، وتمنيه أن يكون في موسم الحج وبيده حربة فيضرب بها يميناً وشمالاً ، وانه كان يستمع إلى الغناء ، ويلغب بالنرد ، وغير ذلك الشيء الكثير ، أما في شأن كذبه فيكفيه أنه أصبح مضرب مثل في الكذب ، في الأقل لدى اثنين من أئمة القوم هما عبد الله بن عمر ، وسعيد بن المسيب فقد جعلاه مثلاً يحذرون به خادميهما نافعاً وبرداً منه ، إذ نسمع قول ابن عمر لنافع مولاه : اتق الله ويحك يا نافع ، ولا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس!! وتحاشي أمثال مالك ومسلم المروزي من الرواية عنه ، وتضافرهم على نقل تقييد علي بن عبد الله بن عباس إيّاه بباب الحُش (٢) لأنه كان يكذب على أبيه ، وتحدّثهم عن أنه حين مات يقم لجنازته أحد. (٣)

____________________

= ١٠٩ : ٣ ، والخوارزمي في المناقب : ٣٢٦ ح ٣٣٦ ، والذهبي في تذكرة الحفاظ ٦٧٣ : ٢ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ٣٧ : ٣ ، والشبلنجي في نور الأبصار : ١٣٨ ، وابن طولون في الشذرات الذهبية : ٥٥ ـ ٥٦.

(١) انظر ميزان الاعتدال ٩٣ : ٣ رقم ٥٧١٦.

(٢) الحُش : الكنيف وهو الموضع الذي يقضي فيه الإنسان حاجته.

(٣) أنظر ترجمته في ميزان الاعتدال ٩٣ : ٣ ـ ٩٦ رقم ٥٧١٦ ، وتهذيب التهذيب ٧ : ٢٣٤ ـ ٢٤٢ رقم ٤٧٦.

١٦٩

وأسوأ من تضافرهم على الرواية عنه ، هو تبريرهم لهذه الرواية وما خالفوا به حتى أئمتهم ، فلقد قال الذهبي وغيره : تكلم فيه لرأيه لا لحفظه ، فاتهم برأي الخوارج!.

ولعمري ليس ذلك من الذهبي بغريب ولا بعجيب ، فله مع الكثير من النواصب حال من التوثيق كهذا ، وله مع محبي علي عليه‌السلام شأن معاكس ، ولكن أتراه تناسى حكم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شإن من يكفّر المسلمين؟ وتناسى بأن من لا يؤمن عليه في الدين لا يؤمن عليه بشيء آخر؟ وتناسى بأن المستمع للغناء مستمع لقول الزور ، وأن من يستمع قول الزور كيف يمكن تصحيح قوله؟ ولقد كان حرياً به الاحتياط في الأقل لكثرة من يتهمه بالكذب! هذا ، ولا نثقل على أمثاله لنذكّرهم بأحاديث حب الإمام علي عليه‌السلام وبغضه ، وأغلبها من صحيح ما يسمّونه بالسنة والأثر!.

وقد نسب الجوزي القول إلى مقاتل بن سليمان ، وابن السائب ، وابن جبير عن ابن عباس ، (١) أيضاً ، وهو ليس بأحسن حالا من الكلام المتقدّم ، فابن عباس كما علمنا له رواية مناقضة لذلك ، وقوله هنا يسقط في الأقل من جهة تعارضه مع نقيضه ورواية ابن جبير كما عرفت طريقها مرفوع مما يسقطها سنداً على الأقل ، وأما ابن السائب فهو الآخر له رواية مناقضة إذ يخصّها بالخمسة من أهل الكساء ، وأمره كأمر ابن عباس ، وأما مقاتل بن سليمان البلخي فهو مذموم جداً في نفس كتب القوم الرجالية ، (٢) ويكفيه في

____________________

(١) زاد المسير في علم التفسير ١٩٨ : ٦.

(٢) هكذا وصفوه في كتبهم ، فقال عنه الجوزجاني : دجال جسور. أحوال الرجال : ٢٠٢ رقم ٣٧٣.

وقال البخاري : لا شيء البتة ، التاريخ الكبير ١٤ : ٨.

وقال ابن أبي حاتم : صاحب التفسير والمناكير ، ونقل عن وكيع قوله عن تفسيره : لا تنظر فيه ، ووصفه بالكذب ، ونقل عن يحيى بن معين قوله : ليس حديثه بشيء. =

١٧٠

هذا المقام قوله للمهدي العباسي : إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس! (١) وهكذا فإن ما تحدّث به هذا الرجل منقوض منهم ، فكيف بغيرهم!!

٧ ـ لو لاحظنا بدقة علاقة الزوج بالبيت لرأيناها عابرة في أغلب الأوقات ، فهي إما أن تطلق ، وإما ان ينأى الزوج عنها ، وإما أن يموت عنها الزوج ، وإما ان تكون منبوذة من الزوج ، وهي حتى مع فرض صلاح الزوجية تبقى أحكامها في الإرث محدودة قياساً إلى سائر الأولاد ، ومع هذا الحال هل ترى كان جديراً أن نتصوّر في القرآن تعليقاً لمفاهيمه على مقام مضطرب في وجوده في الأساس؟! ولدينا صورة التهديد القرآني لعائشة وحفصة في

____________________

= الجرح والتعديل ٣٥٤ : ٨.

وضمّه ابن الجوزي إلى الضعفاء والمتروكين ، ونقل طائفة من أقوال أئمة القوم التي تضعفه ، الضعفاء والمتروكين ١٣٦ : ٣ رقم ٣٠٤٣.

وقال الذهبي : ضعفه بيّن ، وقال : أجمعوا على تركه. سير أعلام النبلاء ٢٠٢ : ٧. وفي الميزان نقل عن ابن المبارك قوله : ما أحسن تفسيره لو كان ثقة ، وعن النسائي قوله : كان يكذب. ميزان الاعتدال ١٧٣ : ٤ رقم ٨٧٤١.

وقال العسقلاني في لسان الميزان : أجمعوا على ضعفه. لسان الميزان ٤٣٢ : ٧ رقم ٤٩٢١.

وأورده ابن عدي في ضعفائه ونقل جملة من أقوال القوم في هذا المجال. الكامل في ضعفاء الرجال ٤٣٥ : ٦. وقال الدارقطني : خراساني يكذب. الضعفاء والمتروكين : ١٦٤ رقم ٥٢٧.

وكتب القوم الأخرى ككتاب العقيلي في الضعفاء والمجروحين لابن حبان متفقة على ما نقله هؤلاء.

(١) تهذيب التهذيب ٢٥٢ : ١٠ رقم ٥٠٣.

ولك من بعد ذلك أن تفغر الفاه تعجباً من ابن عدي قوله في الكامل في محل ترجمته بعد أن نقل تكذيب القوم له : وهو مع ضعفه يكتب حديثه. الكامل في ضعفاء الرجال ٤٣٨ : ٦ رقم ١٩١٤.

١٧١

شأن التطليق المتمثل في قوله تعالى : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً) (١) فلو حصل ذلك كما حصل لغيرهنّ هل ترى كان مفهوم أهل البيت يبقى معهنّ في فهم هؤلاء؟! أم إنه سينحسر لتبحث الأمة عن صورة جديدة للطاهرات المطهرات اللاتي أُذهب عنهن الرجس ، بعد أن عجز القرآن عن تشخيصه؟!!

٨ ـ ولو نظرنا إلى الآية السابقة ألا ترى لغة التفضيل بين النساء كيف وقعت؟ وكيف صوّرت أن في غير زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هنّ أفضل منهنّ في القنوت والتوبة والعبادة وما إلى ذلك سواء كنّ ثيّبات أو أبكاراً؟! فكيف يفضّل عليهن غيرهن إذا كنّ قد أذهب الله عنهنّ الرجس وطهّرن تطهيراً؟!

٩ ـ من المعلوم أن صفة أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صفة زائلة مع الزمن ، فهي تنتهي مع انتهاء عمر الرسول (بأبي وأمي) ، أو على أكثر التقادير تنتهي بموتهنّ ، فهل يمكننا تصوّر تعلّق هذا المفهوم بصفة قابلة للاخترام والموت؟ أيمكننا القول بأن بعض القرآن أصبح في حكم الميت؟ وهو مبعوث لكل الأزمنة؟! ما لكم كيف تحكمون؟!

وكيفما يكن .. فإننا لا نجد من خلال تطبيقنا للمواصفات المناقبية التي ذكرت في الآية الشريفة على شخصيات الأزواج ، ومن خلال تواتر الأثر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن خلال متابعة طرق هذه الرواية في هذا القول ، ما يجعله جديراً بالملاحظة والاعتماد ، ولهذا فردّه على أصحابه هو الأولى.

* * *

ب ـ ضم الأزواج إلى أهل الكساء

وهذا هو الرأي الأكثر اعتماداً بين علماء القوم ، وحجتهم في ذلك على

____________________

(١) التحريم : ٥.

١٧٢

ما نسبه ابن الجوزي إلى الضحاك والزجّاج ، قال : والثالث : انهم أهل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأزواجه ، قاله الضحاك ، وحكى الزجّاج : انهم نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والرجال الذين هم آله. (١)

ويلاحظ عليه ما يلي من أمور ، بعد تأكيد أن هذا القول مثل سابقه في مخالفته للمواصفات المطروحة لمقام أهل البيت في الآية الشريفة ، ولكثير من الملاحظات التي أوردناها :

١ ـ إن الرواية متأخرة من حيث الصدور عن العصر الإسلامي الأول ، وهي مخالفة لعدد كبير من النصوص الصحيحة التي خصصت الآية بالخمسة من أصحاب الكساء ، وهي بالتالي اجتهاد في مقابل النص.

فإن قيل بأن الضحاك لم يرتئيها ، وإنما جاء حديثه عن ابن عباس ، وابن عباس معاصر لزمان النص ، قلنا : هذا أول الكلام من عدة جهات ، أذكر منها : الأول : لما عرفت بأن ابن عباس له رواية معارضة لهذا الخبر وبالتالي فالتعارض يسقط الروايتين في الأقل ، والثاني : لأن الضحاك نفسه متهم في روايته عن ابن عباس ، وهو ما يؤكده ابن الجوزي نفسه ، (٢) وهو ما يؤكده العقيلي في ما نقله عن شعبة ، (٣) بل هو متهم في كل من روى عنه وفقاً لافادة ابن عدي. (٤)

____________________

(١) زاد المسير ١٩٨ : ٦.

(٢) الضعفاء والمتروكين ٦٠ : ٢ رقم ١٧١٤ ابن الجوزي الحنبلي (ت ٥٩٧ه) دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٤٠٦ هـ.

(٣) الضعفاء ٢١٨ : ٢ رقم ٧٥٨ محمد بن عمر العقيلي (ت ٣٢٢ه) دار الكتب العلمية ـ بيروت ١٩٨٤ ط ١. وقد نقل عن يحيى ابن سعيد قوله : كان الضحاك عندنا ضعيفاً.

(٤) الكامل في ضعفاء الرجال ٩٥ : ٤ ـ ٩٦ رقم ٩٤٤ لابن عدي الجرجاني (ت ٣٦٥ هـ) دار الفكر ـ بيروت ١٩٨٨ ط ٣.

أقول : أدرجة الذهبي في المغني في الضعفاء : ٣١٢ رقم ٢٩١٢ ، وقال العسقلاني عنه : =

١٧٣

وإن قيل : ليس ذلك اجتهاداً في مقابل النص ، وإنما هو توسعة لقيد تلك الروايات ، قلنا : بأن إطلاق القيد أو تخصيص المطلق يحتاج إما إلى نص أو إلى ظهور صريح على مستوى العرف أو اللغة ، والظهور النبوي والعرفي واللغوي لهذا التخصيص لا يقدح في قيده ، بل هو المتعيّن على ما يأتي من حديث.

٢ ـ إن الظهور اللغوي يشير إلى أن الأهل هم خاصة الرجل وعشيرته وذوو قرباه ، هذا في حال اطلاقه دونما قرينة ، ولكن الظهور العرفي يستثني من الخاصة الزوجة ليكون أول القرائن على تخصيص هذا الاطلاق في دائرة أضيق ، وذلك القول زيد بن أرقم : أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، (١) أما الظهور النبوي فلكثرة ما خصصوه في ما أجمعوا على نقله في أحاديثهم عن أهل البيت ، مرة بكلمة : عترتي ، والعترة هم ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه ، (٢) أو بمخصص : إنما أهل بيته من حرم الصدقة ، أي عموم بني هاشم ، أو بمخصص أضيق هو خصوص الأربعة المتبقين من أهل الكساء ، ولا يبقى في البين من بعد ذلك أدنى اشارة إلى الزوجات.

٣ ـ لو تأمّلنا التصرف الرسولي في شأن أهل الكساء لوجدنا بوضوح انه كان عازماً على ايجاد فاصلة بينهم وبين أزواجه ، ولا يظهر هذا من حادثة واحدة ، بل تتعدد هذه الحوادث في أزمنتها وأمكنتها عدة مرات ، فلو أخذنا أحاديث أم سلمة وعائشة كمثال ، لرأيته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتصرف بحرص وتعمد على إيجاد فاصلة بين زوجتيه وبين أهل الكساء ، فمرة تراه يرفض دخولهما مع

____________________

= كثير الارسال. تقريب التهذيب : ٢٨٠ رقم ٢٩٧٨.

(١) تفسير القرآن العظيم ٤٩٢ : ٣ لابن كثير الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ) ، دار المعرفة ـ بيروت ١٩٨٧ ط ١.

(٢) لسان العرب ٣٤ : ٩.

١٧٤

أهل الكساء ، وثانية يجذب ما جذبته أم سلمة من الكساء كي تدخل معهم ويصرفها عنهم ، وثالثة يأمرها بالابتعاد ، فهذه أم سلمة تروي فتقول : بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيتي يوماً إذ قالت الخادم : إن فاطمة وعلياً بالسدة ، قالت : فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قومي فتنحّي عن أهل بيتي ، قالت : فقمت فتنحيت في البيت قريباً .. الخبر. (١)

وتلاحظ في هذه الروايات وغيرها أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطلب احضارهم في مرة ، وهم يأتون بغير قصد ظاهر في ثانية ، ويطلب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أم سلمة أن لا تأذن لأحد ، فيأتون فلا تستطيع منعهم فيستقبلهم (بأبي وأمي) في ثالثة ، ويخرج لهم في رابعة ، وهكذا ..

وفي كل الأحوال تجد ردّه هو الردع لحضور الأزواج ، فمرة تطالب أم سلمة بادخالها فيقال لها بعد صدها : إنك على خير ، ومرة لا يدعوها ، وثالثة تقول له بعد أن قرأ آية التطهير : يا رسول الله وأنا؟ فتقول : فوالله ما أنعم (أي لم يجبه بالموافقة) ، ورابعة يخاطبها بالقول بأنها ليست من أهل البيت ، وإنما : أنت من أزواج النبي ، وخامسة يدعو فيقول : اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، ويسكت فتقول له : وأنا يا رسول الله؟ فيقول لها : وأنت ، ليقرنها بواو عطف ظاهر كجهة ثالثة وليميّزها عنهم (صلوات الله عليهم أجمعين) ، وسادسة تدنو منهم عائشة فتقول : يا رسول الله وأنا من أهل بيتك؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنحي!.

وتلحظه في مرة ثالثة تتعدد كلماته في شأن أهل بيته في مواضع لا تتصل بأزواجه مطلقاً ، بل تمنع من حملها على الأزواج ، مع حرصه على أن

____________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ٢٩٦ : ٦ و ٣٠٤ ، وفي فضائل الصحابة ٥٨٣ : ٢ ، ومجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي ١٦٦ : ٩ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٠٣ : ١٣ ، و ١٤٥ : ١٤ ، وتفسير ابن كثير ٤٩٣ : ٣ ، والملا علي القاري في المرقاة ١٠ : ٥٠٩ ، والخوارزمي في مقتل الحسين : ٩١ ح٥.

١٧٥

يقرن ذلك بتسمية من يعينهم بأهل بيته ، فهم في مرة عترته ، وفي أخرى يسمّيهم بأسمائهم.

وتلمسه في مرة رابعة يجتهد في إشراكهم بمعزل عن أزواجه في مواضع حاسمة تحدّث عنها القرآن الكريم ، فتجدهم مرة في آية المباهلة ، وأخرى في آية الاطعام ، ولو قرنت إليهم الآيات النازلة في خصوص أمير المؤمنين عليه‌السلام وأحاديثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا المجال ، فإن الصورة لا تحتاج إلى أدنى شك في معرفة المعني بهذه الآية.

٤ ـ ولا يمكننا في هذه العجالة أن نفوت الحديث عن طبيعة الانسجام ما بين الأمر الإلهي للأزواج باختيار الله ورسوله أو عدم الاختيار ، والتصاق صفة التطهير بهنّ إن كنّ قد دخلن في حدود هذه الآية ، وذلك لوجود ترابط حقيقي بين ما يفترضه أمثال الضحاك ومقاتل وغيره في الآية من وصفها للزوجات بصفة أهل البيت ، وبين المسؤولية الأخلاقية والشرعية التي تفرضها عليهنّ مجموع الآيات بشكل عام ، والآية بشكل خاص ، فلو حدّثنا الصادق بأنهنّ اخترن الله ورسوله فقد زالت بذلك واحدة من العقبات التي تقف دون وصفهنّ بهذه الصفة ، وإن كان الأمر بالعكس فإنه سيحسم النزاع في هذا الشأن بصورة قطعية ، ولا أقل من جهة انسلاخهنّ عن أمر اختيار الله ورسوله.

وفي هذا المجال لنأخذ صورة عائشة التي يختارها القوم بعنوانها أفضل أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويروون بها من أحاديث التفضيل حتى في ما لا يصلح في لغة البلغاء للتفضيل (١) لتكون نموذجاً تقاس به هذه الأمور في هذه الآية ،

____________________

(١) ورد بطرق كثيرة في كتب القوم أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام. (البخاري ٢٢٠ : ٤ باب فضل عائشة) ومن الواضح ان هذا النمط من التفضيل لا يأتي على لسان البلغاء ، فهم يستخدمون استعارات وأمثلة يصح بها الكلام عن التفضيل ، والكلام عن الثريد وأفضليته على بقية الطعام في =

١٧٦

ولن نستغرق في الحديث كثيراً ، بل سنقدّم صورة موجزة لما تواتر عن أفعالها ، فلو أخذنا موضع الأمر الإلهي في نفس آية التطهير : (وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ) فماذا سنجد؟! وماذا سيحدّثنا تاريخها؟! يقول عمارة بن عمير : انه سمع من يحدّثه عنها أنها كانت إذا قرأت الآية تبكي حتى تبلّ خمارها ندماً على ما اقترفت يداها في معركة الجمل ، (١) هذا رغم كل ما بدر من تنبيه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لها في قصة : كلاب الحوأب وهي كما ينقلها معمر بن راشد في كتابه الجامع : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لنسائه : أيتكنّ نتبحها كلاب ماء كذا يعني الحوأب ، فلما خرجت عائشة إلى البصرة نبحتها الكلاب فقالت : ما اسم هذا الماء؟ فأخبروها فقالت : ردّوني ، فأبى عليها ابن الزبير. (٢)

____________________

= أحسن الأحوال يبقى في تفضيله متوقف على نظر السامع ورأيه بالثريد ، فقد لا يجد في الثريد أية ميزة على غيره ، بل قد يبغضه لأي سبب كان ، ويفضّل غيره من الأكلات عليه ، فهل سيسقط كلام الرسول وينبذ؟! أعتقد أن من صاغ وضع هذا الخبر كان جائعاً أنذاك ، وإلا كان بإمكانه أن يأتي بوصف أفضل من ذلك!!

(١) أنظر سير أعلام النبلاء ١٧٧ : ٢ ، وتاريخ بغداد ١٨٥ : ٩ ، والاعتقاد للبيهقي : ٣٧٣.

هذا وقد اقتطع بعضهم سبب البكاء ، وجعله زهداً منها في الحياة ، وامتثالاً لأمر الله! كما فعل القرطبي في تفسيره ١٨٠ : ١٤ ، وابن أبي عاصم في الزهد : ١٦٤ ، وأبو نعيم في الحلية ٤٩ : ٢ ، وابن سعد في الطبقات ٨٠ : ٨.

(٢) الجامع ٣٦٥ : ١١ معمر بن راشد (ت ١٥١ه) مطبوع كملحق في كتاب مصنف عبد الرزاق ، المكتب الإسلامي ـ بيروت ١٤٠٣ ط ٢.

وانظر مصادر القصة في : مسند احمد بن حنبل ٥٢ : ٦ ، وصحيح ابن حبان ١٥ : ١٢٦ ح٦٧٣٢ ، والمصنف لابن أبي شيبة ٥٣٦ : ٧ ، وموارد الظمآن لابن حجر الهيثمي : ٤٥٣ ، وكذا في مجمع الزوائد ٢٣٤ : ٧ ، وفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ٥٥ : ١٣ ، والمستدرك للحاكم النيسابوري ١١٩ : ٣ ، ومعتصر المختصر لأبي المحاسن ٣٦٢ : ٢ ، وسير أعلام النبلاء للذهبي ٧٧ : ٢ ، و ٥٣ / ١١ ، ومصباح الزجاجاة للكناني ٨٢ : ٣ ، وتذكرة الحفاظ للحافظ الذهبي ٦١ : ١ ، والمسند لاسحاق بن راهويه ٨٩١ : ٣ رثم ١٥٦٩ ، والمسند =

١٧٧

وقد بلغ من ندمها على ما يحكيه أنصارها أنها كانت تقول وفق ما رواه الحاكم في المستدرك : وددت أني كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام وأني لم أسر بمسيري مع ابن الزبير. (١)

وهذا الود ـ إن كان له حقيقة (٢) ـ لا يلغي ـ في الواقع ـ ما ترتب من آثار خطيرة جداً على المجتمع الإسلامي ، لا تتوقف عظاعتها على الآلاف الذين قتلوا في حرب الجمل حيث قيل : إن أم المؤمنين تأكل أولادها! ولا ما أنشبت في المسلمين من نار الحرب التي ستأكل بعيدها بقليل مئات الآلاف منهم في معركة صفين ، وما زالت تزرع لحد الآن الكثير من مظاهر الفرقة والتشتت ، هذا بعد ما كان من دورها المعلوم في قضية اثارة الجمهور ضد عثمان والذي يمكن لنا أن نتلمس بعض أطرافه في مار رواه الطبري عن

____________________

= لأبي يعلي ٢٨٢ : ٨ ، والفتن لابن حماد : ٨٣ ـ ٨٤ ، وتاريخ الطبري ١١ : ٣ و ١٨ ، ومعجم البلدان لياقوت الحموي ٣١٤ : ٢.

(١)انظر : المستدرك ١١٩ : ٣ ، والبيهقي في الاعتقاد : ٣٧٣ ، وأبا سعيد العلائي في جامع التحصيل : ١٤٥ ، وأحمد بن عبد الرحيم الكردي في تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل : ٢٨.

(٢) من الواضح أن عائشة لم تتخل عن بغض الإمام عليه‌السلام أبداً ، فهذا ابن سعد في طبقاته يروي أن من ذهب بخبر قتل علي عليه‌السلام إلى الحجاز كان سفيان بن امية بن أبي سفيان ، فبلغ ذلك عائشة فقالت :

فألقت عصاها واستقر بها النوى

كما قرّ عيناً بالإياب المسافر

انظر : الطبقات الكبرى ٤٠ : ٣ لابن سعد ؛ دار الفكر ـ بيروت ١٩٨٥.

وأتمّ سبط ابن الجوزي القول فقال : ثم قالت : من قتله؟ قالوا : رجل من مراد فقالت :

فإن يك هالكاً فلقد نعاه

نعي ليس في فيه التراب

قال : فعابها الناس وقالت لها زينب بنت سلمة بن أبي سلمة : ألعلي تقولين هذا؟ فقالت : إني أنسى فذكّروني! انظر تذكرة الخواص : ١٦٥ سبط ابن الجوزي (ت ٦٥٤ هـ) مؤسسة أهل البيت ـ بيروت.

١٧٨

عبد بن ابي سلمة (عبد بن أم كلاب) حين سألته عن خبر المدينة وهي قافلة من مكة فقال لها : قتلوا عثمان فمكثوا ثمانياً ، قالت : ثم صنعوا ماذا؟ قال : أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز ، اجتمعوا على علي بن أبي طالب ، فقالت : والله ليت أن هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك (١) ردّوني ردّوني! فانصرفت إلى مكة وهي تقول : قتل والله عثمان مظلوماً (٢) والله لأطلبن بدمه! فقال لها : ولم؟ فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت! ولقد كنت تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر! قالت : انهم استتابواه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا ، وقولي الأخير خير من قولي الأول (٣) فقال لها

____________________

(١) من الحق أن نسائل أم المؤمنين عن سبب رفضها القاطع والحازم لأن يلي الأمر أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ أهو لحنكة سياسية خاصة منها؟ أم هو لشيء مكنون في قلبها على أمير المؤمنين عليه‌السلام؟ فإن قال القوم بأنها حنكة سياسية فلنا أن نستفسر عن هذه الحنكة التي أكلت آلاف المسلمين بلا موجب حقيقي ، فلو كان الأمر مقروناً بشكل حقيقي بدم عثمان فإن أغلب من كان في معركة الجمل لا دور له بمقتل عثمان لا من قريب ولا من بعيد ، فما ذنب هؤلاء في أن يعرّوضوا للقتل؟ وبعهدة من سيكون دمهم؟ وأي حنكة يمكن لها أن تتبلور من موقفها هذا وهي ترى أن الأمور قد بدت مستوسقة لتمرد أعداء زوجها بالأمس القريب كبني أمية ومروان؟!

أما إن كان هذا الأمر يعود لشيء في قلبها ـ وهو المتعيّن لما سيأتي ـ فإن الحقد والغل والضغينة والرين هي صور كبيرة من صور الرجس الذي يعتمل في القلوب ، فهل يريد القوم حينما يقولون بأن الله امر الأزواج بالتطهر وإذهاب الرجس القول بأنها لم تتطهر ولم تذهب الرجس من قولها فكانت ممن لم تختر الله ورسوله في أعمالها؟!!

(٢) يلاحظ انها كانت علمت بالخبر للتو ، وما أن أخبرها الرجل بمجيء من يفترض انه على الأقل شريكها في آية التطهير وفق كلام القوم!! حتى سارعت لاعلان مظلومية عثمان والنوح على دمه بعد فتواها بهدر هذا الدم ، أتراها فعلت ذلك لو جاء إلى سدة الحكم ابن آكلة الأكباد معاوية ، أو طريد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مروان بن الحكم؟! فلنعم القاضي ونعم الحكم!!

(٣) لعمري من الذي قال : إن دماء المسلمين وفتنتهم تمثل نزهة بين يدي أم المؤمنين؟ =

١٧٩

(ولنعم ما قال) :

فمنك البداء ومنك الغير

ومنك الرياح ومنك المطر

وأنت أمرت بقتل الإمام

وقلت لنا إنه قد كفر

[فهبنا أطعناك في قتله

وقاتله عندنا من أمر

ولم يسقط السيف من فوقنا

ولم تنكسف شمسنا والقمر

وقد بايع الناس ذا تدرإٍ

يزيل الشبا ويقيم الصعر

ويلبس للحرب أثوابها وما من

وفى مثل من قد غدر] (١)

ولو تأملنا هذه القضية من وجهة نظر آية التطهير في فهم هؤلاء لوجدنا أنها كانت تقاتل مع من أجمع على كونه ممن نزلت فيه آية التطهير ، ولعمري أن تطهير هذا والمطهّرون يقتتلون في ما بينهم؟ وأي رجس قد ذهب وهم يثيرون حرباً ضروساً تهلك الحرث والنسل؟!

وعلى أي حال يمكن لنا أن نتسائل جدلاً مع هؤلاء عن طبيعة ما اختارته عائشة في هذا المجال فهل اختارت الله ورسوله فبقيت ضمن آية التطهير؟ فإن قالوا : اختارت الله ورسوله ، قلنا : كيف؟ وقد خالفت أبسط الأوامر التي صدرت لها من الله في الآية في قوله : (وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ) ، ناهيك عن قائمة طويلة من الشغب الذي يثار حسداً وغيرة بنص الكثير من روايات القوم مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مهما فسّر ذلك بغيرة النساء وما إلى ذلك من تفسيرات اعتدناها من القوم ، وليس أدلّ على ذلك من آيات سورة التحريم : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ

____________________

= ومن الذي منحها صلاحية ذلك؟ حتى إنها تفتي مرة بالقتل ، وترجع أخرى بملء حريتها عنه لتتهم آخر ، ومن ثم لتفتي بقتله وجمع من المسلمين ممن معه ، ثم تقول : وددت أنني لم أفعل!!

(١) تاريخ الطبري ١٢ : ٣ ، والفتنة ووقعة الجمل : ١١٥ لسيف بن عمر الضبي (ت ٢٠٠ هـ) ؛ دار النفائس ـ بيروت ١٣٩١ هـ ط ١ ، وما بين المعقوقتين منه.

١٨٠