هداية
[ في استصحاب الاشتغال ]
قد اشتهر بينهم التمسّك باستصحاب الاشتغال في موارد كثيرة ، وتحقيق القول في ذلك أن يقال : إنّ الشكّ في البراءة والاشتغال تارة بواسطة الشكّ في حصول المبرئ المعلوم المبرئية ، كما إذا علمنا بالتكليف المعلوم المبيّن كوجوب صلاة الظهر وشككنا في الإتيان بها ، وتارة بواسطة الشكّ في مبرئية الفعل الموجود ، كما إذا سلّم على جماعة شخص فتبرّع في الجواب عنه ثالث خارج منهم أو واحد من الجماعة فشككنا في براءة الباقي وإسقاط تكليفهم بحصول هذا الفعل من الشريك أو المتبرّع ، وكما إذا صلّى على الميّت صبيّ مراهق على القول بشرعية عباداته فشككنا في سقوط الوجوب بفعله عن غيرهم ، وكما إذا تبرّع في زكاة فطر الضيف أجنبي أو الضيف بنفسه زكّى فشككنا في سقوط وجوب الزكاة عن صاحب الضيف ، وكما إذا التقطنا شيئا فشككنا في سقوط وجوب التعريف بفعل الوكيل ، ونحوها ممّا لا يعدّ ولا يحصى ، وتارة بواسطة الشكّ في أصل التكليف وكيفياته بعد العلم به إجمالا ، كما إذا علمنا بوجوب الصلاة في الجمعة ولم نعلم المكلّف به تفصيلا هل هو الظهر أو الجمعة؟ في الشبهات الحكمية بأقسامها ، وكما إذا اشتبهت القبلة بين الجهات أو الجهتين في الشبهات الموضوعية على ما مرّ تفاصيلها ، ولنورد الكلام في هذه الأقسام في مقامين :