لا تمييز بينهم على اساس الانتماء العقائدي ، فالجميع متساوون امام القضاء ، والدليل على ذلك ان جميع الآيات القرآنية الدالة على الحكم بالعدل بين الناس ، لم تخصص في مورد معيّن ، وإنما هي عامة بين المسلمين وغير المسلمين ، ومن وصية أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام لواليه على مصر : « هذا ما عهد عبدالله علي أمير المؤمنين إلى محمّد بن أبي بكر حين ولاّه مصر : أمره بتقوى الله ، والطاعة له في السرّ والعلانية ، وخوف الله في الغيب والمشهد ، وباللين للمسلم ، وبالغلظة على الفاجر ... وبالعدل على أهل الذمة ، وبانصاف المظلوم ، وبالشدة على الظالم ، وبالعفو عن الناس ، وبالاحسان ما استطاع ، والله يجزي المحسنين ويعذّب المجرمين ... وأمره أن يحكم بين الناس بالعدل ، وأن يقيم بالقسط » (١).
واكد الإمام عليّ بن الحسين عليهالسلام على العدالة في الحكم في رسالة الحقوق فقال عليهالسلام : « واما حق أهل الذمة فالحكم فيهم : ان تقبل منهم ما قبل الله ، وتفي بما جعل الله لهم من ذمته وعهده ، وتكلهم إلى الله فيما طلبوا من انفسهم واجبروا عليه ، وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك وبينهم من معاملة ، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسوله حائل ، فانه بلغنا انه قال : من ظلم معاهداً كنت خصمه » (٢).
وكانت سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله قائمة على اساس العدل في الحكم ، ففي عهده صلىاللهعليهوآله اتهم الانصار اليهود بقتل احدهم ، فتحاكموا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال
__________________
(١) تحف العقول / الحرّاني : ١١٨.
(٢) تحف العقول : ١٩٥ ، ١٩٦.