واختص عنوان الإسلام بمجموعة المفاهيم والشرائع التي جاء بها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والتي هي المرحلة الأخيرة من مراحل مسيرة الانبياء عليهمالسلام.
ونجد الإسلام قد اقرّ المفاهيم والقيم غير المحرّفة ودعا إلى اظهارها وتقريرها في الواقع ، وتعامل مع اتباع الديانات المحرّفة ضمن الاطر والمحاورالمشتركة ، فأقرّهم على ما يتبنونه من عقائد وتشريعات ، فلم يكرههم على التخلي عنها مادامت لا تصطدم مع المصلحة العامة ، وجسّدت مدرسة أهل البيت عليهمالسلام جميع مفاهيم وقيم التعاون والرحمة والعفو مع غير المسلمين في العلاقات والمعاملات ، ولا زالت إلى اليوم فئات كثيرة من أهل الكتاب تعيش مع المسلمين مع احتفاظها بجميع الحقوق الفردية والاجتماعية ، ولا زال الكثير منهم يشهد للاسلام وللمسلمين بحسن التعامل معهم ، بخلاف ما نجده في التاريخ القديم والمعاصر من معاملة أهل الأديان للمسلمين بقسوة وفضاضة لا سيما في العصر الحاضر الذي بلغ التمدّن فيه ذروته ، ومع هذا لم تزل قيم غير المسلمين في النظر إلى المسلم قائمة على أسس ومفاهيم عنصرية وعرقية محضة.
ثمّ نقول بعد هذا ، وبعد أن اتضح لنا عنوان الإسلام ، ووحدة الأديان في أهدافها وغاياتها : ستنتفي أية غرابة في الدعوة إلى الإسلام في مكاتيب الرسول صلىاللهعليهوآله ، لأنها دعوة إلى توحيد الله عزّوجلّ ، دعوة الإنسان إلى فطرته التي فطره الله عليها.
* * *