مُسْلِمُونَ ) (١).
ونفى القرآن الكريم أَيّ عنوان آخر غير الإسلام عن دين الأنبياء السابقين ، وأثبت انّ الإسلام هو دينهم : ( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأََسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (٢).
واعتراف أهل الكتاب بانتمائهم للاسلام قبل نزول القرآن الكريم وقبل البعثة النبوية الخاتمة : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُوَْمِنُونَ * وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ) (٣).
وأكّد القرآن الكريم على انّ الدين نزل في اُمة واحدة ، فاستعرض مسيرة الأنبياء عليهمالسلام في الدعوة والهداية وفي الصراع مع الكفّار وأتباعهم ، ثم ختم ذلك الاستعراض بخطابه للمسلمين : ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ) (٤).
وأكدّ القرآن الكريم على وحدة التشريع في منهج وحركة الانبياء ، فالله تعالى لم يشرع ديناً جديداً بالبعثة النبوية الخاتمة ، وإنّما هو دين واحد وشريعة
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٥٢.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ١٣٥ و ١٣٦.
(٣) سورة القصص : ٢٨ / ٥٢ و ٥٣.
(٤) سورة الأنبياء : ٢١ / ٩٢.