وقال مغلطاي بن قليج في ( التلويح ـ شرح البخاري ) على ما نقله بدر الدين العيني حيث قال : « وفي التلويح : ومن خواصّه ـ أي خواص علي رضي الله تعالى عنه ـ فيما ذكره أبو الثناء : إنه كان أقضى الصحابة ، وإن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تخلّف عن أصحابه لأجله ، وأنه باب مدينة العلم ، وإنّه لما أراد كسر الأصنام التي في الكعبة المشرفة أصعده النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم برجليه على منكبيه ، وإنّه حاز سهم جبرئيل عليه الصلاة والسلام بتبوك فقيل فيه :
علي حوى سهمين
من غير أن غزا |
|
غزاة تبوك حبّذا
سهم مسهم |
وأنّ النظر إلى وجهه عبادة ، روته عائشة رضي الله تعالى عنها ، وأنه أحبّ الخلق إلى الله بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. رواه أنس في حديث الطائر. وسمّاه النبي صلّى الله عليه وسلّم يعسوب الدين ، وسمّاه أيضا زر الأرض. وقد رويت هذه اللفظة مهموزة ومليّنة ... » (١).
وقال محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير في ( الروضة الندية ) بعد أن بيّن معنى حديث أنا مدينة العلم كما مرّ : « وإذا عرفت هذا عرفت أنه قد خصّ الله الوصي عليهالسلام بهذه الفضيلة العجيبة ، ونوّه شأنه إذ جعله باب أشرف ما في الكون وهو العلم ، وأن منه يستمد ذلك من أراده. ثم إنه باب لأشرف العلوم وهي العلوم الدينية ، ثم لأجمع خلق الله علما وهو سيد رسله صلّى الله عليه وسلّم. وأن هذا الشرف يتضاءل عنه كل شرف ، ويطأطئ رأسه تعظيما له كلّ من سلف وخلف.
وكما خصّه الله بأنه باب مدينة العلم فاض عنه منها ما يأتيك من ذلك قريبا ».
فتلخص : أن دعوى عدم دلالة الحديث على اختصاص الأمير عليهالسلام بالبابيّة ... مندفعة ، وأنّه لا يدّعيها إلاّ المكابر للحق ، والمعاند لأهل
__________________
(١) عمدة القاري ١٦ / ٢١٥.