المنثورة ) و ( المقاصد الحسنة ) أنّ البخاري قاله بالنسبة إلى حديث « أنا دار الحكمة ». فذكر هذا بالنّسبة إلى حديث « أنا مدينة العلم » باطل.
ثم إنّ حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » يدل من وجوه كثيرة وبدلالة واضحة على إمامة الامام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ولا يشك عاقل في دلالته على أفضليّة الامام وأعلميتّه المطلقة ، فإمّا ينكر هذا الحديث ويحكم بوضعه ـ كما صنع بعض النواصب ـ وإمّا ترفع اليد عن الاعتقاد بتفضيل أبي بكر على الامام عليهالسلام. فظهر بطلان قول السمهودي ـ بعد إثبات الحديث وتحقيقه ـ : « ولا ينافيه تفضيل أبي بكر مطلقا » ، إذ لا مناص من القول بأفضلية الإمام عليهالسلام مطلقا ، بعد القول بثبوت الحديث الشريف.
ومثله في البطلان دعواه شهادة الامام أمير المؤمنين عليهالسلام بتفضيل أبي بكر ، فقد عرفت في جواب السخاوي : أن لا أصل للروايات المتضمّنة لهذا المعنى عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، فإنها روايات مختلقة مكذوبة ، باطلة سندا ومتنا ، ولا سيّما ما أخرجه البخاري وهو العمدة فيها ، كما لا يخفى.
ومن الذي شهد بذلك غير الامام عليهالسلام حتّى يقول السمهودي : « بشهادة علي وغيره بذلك له »؟ لم نجد أحدا شهد بذلك من الصحابة العدول ، ومن ادّعى فعليه البيان ، وعلينا إبطاله بأوضح الدليل والبرهان ... وعلى فرض صدور شيء في حق أبي بكر من أحدهم فلا ريب في عدم صلاحيته لأن يقابل به الوجوه الكثيرة على أفضلية أمير المؤمنين المطلقة.
ومن الدعاوى الكاذبة للسمهودي في هذا الكلام قوله : « وشهد له بالعلم أيضا ، فقد قال علي : أبو بكر أعلمهم وأفضلهم ». فمن الذي روى ذلك؟ وليت