تضمّن كتاب ( تشييد المطاعن ) طرفا من تلك الأخبار ، وحينئذ لا مساغ لدعوى العلم لأبي بكر فضلا عن دعوى الأعلمية المطلقة!!
وبعد ، فالعجب من السمهودي ، كيف يدّعي الأعلميّة لأبي بكر ، وهو نفسه يروي ـ فيمن يروي ـ قسما من أخبار رجوع أبي بكر وعمر إلى أمير المؤمنين واعترافهما بما يفيد أعلميّته منهما؟!
لقد ذكر السمهودي في كتابه ( جواهر العقدين ) في قضيّة حكم عمر برجم المرأة المجنونة ، ونقض الامام عليهالسلام ذلك الحكم : « وفي رواية : فقال عمر : لو لا علي لهلك عمر. وروى بعضهم : إنه اتفق لعلي مع أبي بكر رضي الله عنهما نحو ذلك ».
وقال فيه أيضا : « وقد أخرج ابن السّمان عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه أنّه سمع عمر يقول لعلي رضي الله عنهما ـ وقد سأله عن شيء فأجابه ففرّج عنه ـ : لا أبقاني الله بعدك يا علي » ، وهذا دليل واضح على أعلمّيّة الإمام عليهالسلام. وقد اعترف السمهودي نفسه بكونه من شواهد حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » حيث قال : « قلت : هذا وأشباهه مما جاء في فضيلة علي في هذا الباب شاهد لحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها ».
وقال السمهودي في ( جواهر العقدين ) : « قال الزّين العراقي في شرح التقريب في ترجمة علي رضياللهعنه ، قال عمر : أقضانا علي ، وكان يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن ».
قال : « وهذا التعوّذ رواه الدار قطني وغيره ، ولفظه : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن ».
قال : « وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري قال : قدمنا مع عمر مكة ومعه علي بن أبي طالب ، فذكر له علي شيئا ، فقال عمر : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم أبا حسن ».