والرّابع : إنّه وإن نصّ ابن عبد البر على بطلان حديث ابن عمر معنى ، فإنّه لم ينصف في وصف هذا الحديث بالصحة سندا ، وشرح ذلك : أنّ لهذا الحديث طريقين فقط في البخاري ، وكلاهما مقدوح ومجروح. ونحن نذكر أوّلا كلا طريقي الحديث ثم نتكلّم في سنديهما :
قال البخاري في مناقب أبي بكر : « حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله ، ثنا سليمان عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : كنا نخيّر بين الناس في زمان [ زمن ] رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فنخيّر أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان » (١).
وقال في مناقب عثمان : « حدّثنا محمد بن حاتم بن بزيع ، ثنا شاذان ، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال : كنّا في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان. ثم نترك أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم لا نفاضل بينهم. تابعه عبد الله بن صالح عن عبد العزيز » (٢).
أما الطريق الأول ـ ففيه : « عبد العزيز بن عبد الله الأويسي » ضعّفه أبو داود ، قال ابن حجر : « وفي سؤالات أبي عبيد الآجري عن أبي داود قال : عبد العزيز الأويسي ضعيف » (٣).
وفيه : « سليمان بن بلال » وهو أيضا مجروح ، قال ابن حجر : « وقال ابن
__________________
(١) صحيح البخاري ٥ / ٦٣.
(٢) صحيح البخاري ٥ / ٧٦.
(٣) تهذيب التهذيب ٦ / ٢٠٨.