البغوي فإنه قال : الحديث غريب لا يعرف هذا عن أحد من الثقات غير شريك ، وإسناده مضطرب ، فكان ينبغي أن يذكر ما ذكره من معايب الحديث ، ليكون أمينا في النقل ».
وهذا الكلام غريب من وجوه :
إن قول ابن روزبهان : « ما ذكره المصنف من علم أمير المؤمنين فلا شك أنّه من علماء الأمة » تفريط في حق الامام عليهالسلام ، لأنّ الامام عليهالسلام أعلم الأمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما أثبتناه سالفا. هذا بالإضافة إلى اعتراف ابن روزبهان في كلامه السابق بأعلميّة الامام عليه الصلاة والسلام.
وليس احتياج الناس إلى أمير المؤمنين عليهالسلام كاحتياجهم إلى واحد من علماء الأمة ، بل إنّ الناس كلّهم عيال عليه في جميع العلوم والأحكام ـ كما ذكر العلاّمة الحلي ـ لأنّه أقرب الناس إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأكثرهم ملازمة له ، فهم كانوا يحتاجون إليه في العلم لكونه أعلمهم ، فإن أراد ابن روزبهان من قوله : « والناس محتاجون إليه فيه » هذا المعنى فمرحبا بالوفاق ، لانّ هذا المعنى يثبت خلافة الامام بعد النبي بلا فصل ، لقبح تأمير المحتاج البيّن الاحتياج العظيم الاحواج ، على من هو غني ملي بعلم صاحب المعراج صلىاللهعليهوآلهوسلم. وإن أراد ابن روزبهان معنى آخر فقد كابر مكابرة بيّنة ، وأغلب الظّن أنّه يريد المعنى الأوّل ، لأنه اعترف بأعلميته عليهالسلام في الكلام السابق.
وقول ابن روزبهان في هذا الكلام : « كيف لا ، وهو وصي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في إبلاغ العلم وبدائع حقائق المعارف » صريح في أنه الامام بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ لا يعقل أن يكون وصي النبي في إبلاغ العلم وبدائع حقائق المعارف غير الأعلم وغير الامام من بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم ،