على الخمسين ألفاً ممّن كان مع علي بن عيسى بن ماهان ، وكان طاهر من قوّاد الفضل بن سهل فرأى المأمون عَود الفضل في ذلك إلى الفضل بن سهل ، فعقد له على المشرق من جبل همدان طولاً ومن بحر الديلم (بحر الخزر) إلى بحر فارس (الخليج الفارسي) عرضاً ، ولقّبه «ذاالرياستين» : رياسة السيف والقلم (عسكرياً وسياسياً) وولّى أخاه الحسن بن سهل على ديوان الخراج (وزارة المالية) (١).
وذكر الطبري عن الموصلي قال : لما أرسل طاهر برأس الأمين إلى المأمون قال الفضل بن سهل للمأمون في طاهر : إنا أمرناه أن يبعث به أسيراً فبعث به عقيراً! فسلّ بهذا علينا ألسنة الناس وسيوفهم! فقال له المأمون : فاحتل في الاعتذار منه (٢)!
وكأنه كان من احتياله للتنصّل من قتل أخيه الأمين أن عمد المأمون إلى ما كان افتتحه طاهر بن الحسين من كور الجبال وفارس والأهواز والبصرة والكوفة والحجاز واليمن ، فولّاها الحسن بن سهل أخا الفضل بن سهل ، وكتب إلى طاهر ببغداد بتسليم كل ما بيده من أعمال كل البلدان إلى خلفاء الحسن بن سهل. وأن يشخص هو عنها إلى الرقّة والياً عليها والموصل والجزيرة والشام والمغرب ، وجعل إليه حرب الخارج عليه نصر بن شبث (أو : شبيب).
فقدّم الحسن بن سهل خليفته على خراج العراق : عليّ بن أبي سعيد إلى بغداد (وقد مرّ خبر ضمان طاهر لعسكره أرزاق أربعة أشهر) فدافع طاهر علياً عن تسليم الخراج إليه حتّى وفّاهم أرزاقهم ، ثمّ سلّم العمل إلى أبي سعيد وخرج إلى الرقّة في جُمادى الأُولى (١٩٩ ه) (٣).
__________________
(١) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٠٢ في سنة (١٩٦ ه).
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ٥٠٧.
(٣) تاريخ الطبري ٨ : ٥٢٧ ـ ٥٢٨.