بعُمان (١) ثمّ نزلا بمنازل بني ضبّة بالبصرة (٢) وأصبحا خارجيَّين إباضيَّين لا يُدرى من عُمان أم بالبصرة. ويأبى الإباضية اليوم عن لعن علي عليهالسلام ولكن من أخباره في قديمهم ما رواه المرزباني بسنده عن العبّاسة بنت السيّد : أنّ أباها قصّ عليها أنّه لمّا كان صبيّاً كان يسمع أبويه يثلبان أمير المؤمنين علياً عليهالسلام. وقبله ينقل عن إسماعيل راوية السيّد أنّه قال : كان أبواي إباضيّين ، قلت : فكيف صرت «شيعياً»؟ قال : «غاصت عليَّ الرحمة فاستنقذتني» كذا إجمالاً بلا تفصيل. إلّاأ نّه يقول : كنت أخرج عنهما وأبقى جائعاً حتّى إذا أجهدني الجوع رجعت فأكلت ثمّ خرجت فأبيت في المساجد! لحبّي فراقهما وبغضي إياهما! فإذا بات في البيت كانت أُمه توقظه بالليل وتقول له : إنّي أخاف عليك أن تموت على مذهبك هذا! فتدخل النار! فقد لهجت بعلي وولده! فلا دنيا ولا آخرة! حتّى لقد نغّصت امّي عليَّ مطعمي ومشربي!
قال : فلمّا كبرت قليلاً وبدأت أقول الشعر ، قلت لأبويّ : إنّ لي عليكما حقّاً يصغر عند حقّكما عليَّ (فمن حقّي عليكما) أن إذا حضرتكما تُجنّباني ذكر أمير المؤمنين علي عليهالسلام بسوء فإن ذلك يزعجني وأكره عقوقكما بمقابلتكما! فتواعدني أبي بالقتل (٣)!
وكان من وجهاء البصرة عُقبة بن سَلَم الهُنائي حتّى أنّ محمّد بن أبي العباس العباسي والي البصرة استخلف عليها عُقبة بن سَلَم ، وهو بدوره استخلف عليها ابنه نافع بن عُقبة ، في عهد المنصور (٤) فلمّا تهدّد محمّد الحميري ابنه السيّد إسماعيل
__________________
(١) عن لسان الميزان ١ : برقم ١٣٥٩.
(٢) الغدير ٣ : ٣٣٣.
(٣) أخبار السيد الحميري : ١٥٣ ـ ١٥٤.
(٤) تاريخ خليفة : ٢٨٤.