وقال له : يا أبا الحسن ، رأيت في نومي أمير المؤمنين علياً يقرأ عليَّ الآية ، أفتؤمّنني أن لا تخرج عليَّ؟! فقال : والله ما فعلت ولا هو من شأني! فصدّقه! ثمّ قال لي : يا ربيع ؛ أعطه ثلاثة آلاف دينار ، ورُدّه إلى أهله.
قال الربيع : فأحكمت أمره بالليل خوف العوائق ، فما أصبح إلّاوهو بالطريق (١).
وعليه ، فعدم إصابته بسوء في الخبر الأسبق بمعنى عدم القتل وطول الحبس ، وهذا إنّما كان في جلب المهديّ للإمام عليهالسلام هذه المرة التي استظهرنا أنّها في أواخر خلافته ، دون تعدّد ذلك.
هذا ، إلّاأن الحلبي أرسل قائلاً : لما بويع المهدي دعا ـ ابنَ ـ حميد بن قحطبة الطائي نصف الليل وقال له : إنّ إخلاص أبيك وأخيك فينا أظهرُ من الشمس! ولكنّي متوقف في حالك عندي! فقال له : أفديك بالمال والنفس! فقال : هذا لسائر الناس! قال : فأفديك بالمال والأهل والولد والروح! فلم يكتفِ وسكت! فقال : أفديك بالمال والأهل والولد والنفس والدين! فعاهده على ذلك ، ثمّ أمره بقتل الكاظم عليهالسلام غيلة! وذهب ليرتكب ذلك.
ونام المهدي ، ثمّ انتبه مذعوراً! فأرسل إلى ـ ابن ـ حميد الطائي فنهاه عمّا أمره ، بل أكرم الإمام عليهالسلام ووصله. لأنّه رأى في منامه علياً عليهالسلام يقرأ عليه الآية (٢).
__________________
(١) سِيرَ أعلام النبلاء ٦ : ٢٧٢ برقم ١١٨ ، وأقدم منه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ : ١٣٠ ـ ١٣١ برقم ٦٩٨٧ ، وعنه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ٢ : ٤٦٤ وبهامشه مصادر عديدة ، وكشف الغمة ٣ : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ وبهامشه مصادر اخرى.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٢٥. وفي الكتاب : حميد بن قحطبة ، وأثبتنا الصحيح ، بدلالة السياق.