ولعلّه لعلّة كهذه أو نحوها تظاهر بسابقته وخفيت لاحقته على المتكلم الشهير محمّد بن علي الصيرفي الكوفي الأحول مؤمن الطاق ، فناظره في ابن الحنفية حتّى غلبه فقال مرّة أُخرى :
تركت «ابن خولة» لا عن قَلىً |
|
وإني لكالكلف الوامق |
وإني له حافظ في المغيب |
|
أدين بما دان في «الصادق» |
بل يشير به إلى حديث ابن بُجير الأسدي عن الصادق عليهالسلام ، في أربعة أبيات أُخرى ، فقال له المؤمن : أحسنت ، الآن اوتيت رشدك ، وبلغت أشدّك ، وتبوّأت من الخير موضعاً ، ومن الجنة مقعداً (١)!
وروى الخبر والشعر الأمويُ الزيدي في «الأغاني» ثمّ أنكر رجوعه عن الكيسانية (٢).
فعارضه المفيد إذ أفاد : في هذا الشعر دليل على رجوع السيّد الحِميري عن مذهب الكيسانية ، وقوله بإمامة الصادق عليهالسلام ، ووجود الدعوة ظاهرة من الشيعة في أيامه إلى إمامته (٣).
ويبدو أنّه بعد هدايته التقى به الصادق عليهالسلام فقال له : إن امك سمّتك سيّداً ، ووُفّقت في ذلك ، فأنت سيّد الشعراء ، فأنشد السيّد في ذلك :
ولقد عجبت لقائل لي مرّة |
|
علّامةٌ فهمٌ من الفقهاء |
سمّاك قومك سيّداً ، صدقوا به |
|
أنت الموفّق سيّد الشعراء |
في أربعة أبيات اخرى (٤)
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٦٧ عن المرزباني.
(٢) الأغاني ٧ : ٢٣٥.
(٣) الإرشاد ٢ : ٢٠٨ ، ونحوه في كشف الغمة ٢ : ٧٨ و ٣ : ١٩٦.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٢٨٨ ـ ٢٨٩ ، ذيل الخبر ٥٠٧.