وبيّنته لنا على لسانه ، وإني مصدّق بما أنزلته عليه في هذا المصحف الجامع ، وإن عقيدتي وديني هو ما بيّنته في كتابك وما يأتيني به ابني عُبيد ، فإن أمتّني قبل ذلك فهذه شهادتي على نفسي وإقراري بما يأتي به ابني عُبيد ، وأنت الشهيد بذلك عليَّ! ثمّ مات زرارة ، ثمّ قدم عُبيد.
فقصدناه لنسلّم عليه ، فسألوه عن الذي قصده فأخبرهم : أنّ صاحبهم أبو الحسن الكاظم عليهالسلام (١).
فذكر محمّد بن حكيم ذلك للكاظم عليهالسلام فقال : إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله تعالى فيهم : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ (٢)).
وأما إخوة زرارة : بكير وحُمران وعبد الرحمن وعبد الملك فلم يتمالكوا دون أن هلكوا في زمن الصادق عليهالسلام (٣) وعلى ما مرّ فما روي عن الصادق عليهالسلام من الترحّم على زرارة لا يُحمل على موته قبله (٤).
تحرش استاد شيش بخراسان :
في سنة (١٤٩ ه) فرغوا من بناء بغداد (٥) وخرج استادشيش بخراسان (٦)
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ١٥٣ ، الحديث ٢٥١.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ١٥٦ ، الحديث ٢٥٥. والآية ١٠٠ من سورة النساء.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ١٦١ ، الحديث ٢٧٠.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ١٣٦ ، الحديث ٢١٧.
(٥) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٣١٧.
(٦) تاريخ خليفة : ٢٧٩.