يكون إن شاء الله! فقال زرارة : إلى سنة؟ قال : يكون إن شاء الله! قال : إلى سنتين؟ قال : يكون إن شاء الله! فوطّن زرارة نفسه على أنّه يكون إلى سنتين (١)! وفي خبر آخر روى عن هشام بن سالم الجواليقي عن زرارة قال له : لا ترى على أعوادها غير جعفر! قال : فلمّا توفي الصادق عليهالسلام خفت أن يجحدنيه فأتيته وذكّرته به فقال : والله إني ما كنت قلت ذلك إلّابرأيي (٢).
وفي وفاة إسماعيل بن الصادق عليهالسلام مرّ خبر النعماني عن زرارة قال : دخلت عليه وعن يمينه سيّد ولده موسى ، وقدّامه جسد مغطّى عليه ، فقال لي : يا زرارة جئني بأخيك حُمران وأبي بصير وداود الرقي ، فأحضرت من أمرني بإحضاره ، ودخل المفضل بن عمر ، ولم يزل الناس يدخلون واحداً إثر واحد حتّى صرنا في البيت ثلاثين رجلاً .. فلمّا وضع إسماعيل في لحده أشهد من حضر على موته ثمّ قال : اللهم اشهد واشهدوا فإنّه سيرتاب المبطلون! ثمّ تلا قوله سبحانه : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) ثمّ أومى إلى ابنه موسى وتلا : (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣)) ثمّ أخذ بيد موسى وقال : هذا هو الحق والحق معه ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ثمّ ذكر النعماني طرق الخبر وزاد من طريق الحسن بن منذر قوله عليهالسلام : والله ليظهرن عليكم صاحبكم وليس في عنقه لأحد بيعة ، ولا يظهر صاحبكم حتّى يشك فيه أهل اليقين! ثمّ تلا قوله سبحانه : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ* أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٤)).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ١٥٨ ، الحديث ٢٦١.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ١٥٦ ، الحديث ٢٥٨.
(٣) الصف : ٨.
(٤) سورة ص : ٦٧ ـ ٦٨ ، والخبر في كتاب الغيبة للنعماني : ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، وأرسله الحلبي في مناقب آل أبي طالب ١ : ٣٢٧ في الإمامة والرد على السبعية الإسماعيلية.