قانياً (١) ويلبس قلنسوة بيضاء (٢) وكان يقول عن أبيه وجدّه أنّهم كانوا إذا قاموا للصلاة يلبسون أغلظ ثيابهم ، ويقول : ونحن نفعل ذلك. وكان عليه في الشتاء جبة صوف بين قميصين غليظين خشنين (٣).
وكأنّ بعضهم لم يفهم خصوص الصلاة فقال له : أصلحك الله ، ذكرتَ أن علي بن أبي طالب عليهالسلام كان يلبس الخشن من القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ، ونرى عليك اللباس الجديد! فقال له : إنّ علي بن أبي طالب عليهالسلام كان يلبس ذلك في زمان لا يُنكر ، ولو لبس مثل ذلك اليوم شُهّر به! فخير لباس كل زمان لباس أهله (٤)!
وأشدّ منه ما شكاه هو عليهالسلام قال : بينا أنا في الطواف فإذا رجل يجذب ثوبي ، وإذا هو عبّاد بن كثير البصري فقال لي : يا جعفر! تلبس مثل هذه الثياب وأنت في هذا الموضع ، مع المكان الذي أنت فيه من علي؟!
فقلت : ثوب فرُقُبيّ اشتريته بدينار! وكان علي عليهالسلام في زمان يستقيم له ما لبس فيه. ولو لبست مثل لباسك هذا في زماننا لقال الناس : هذا مُراءٍ مثل عبّاد (٥)!
ومثله سفيان بن سعيد الكوفي المعروف بالثوري ، إذ مرّ في المسجد الحرام فرأى الصادق عليهالسلام وعليه ثياب حسان كثيرة القيمة ، فقال : والله لآتينّه ولأوبخنّه! فدنا منه وقال له : يابن رسول الله! والله ما لبس رسول الله مثل هذا اللباس ، ولا عليّ ، ولا أحد من آبائك! وكان على سفيان ثوب غليظ خشن (ولعلّه كان شتاءً).
__________________
(١) الكافي ٦ : ٤٨١ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٤٦.
(٢) الكافي ٦ : ٤٦٢ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٤٥.
(٣) الكافي ٦ : ٤٥٠ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٤٢.
(٤) الكافي ٦ : ٤٤٤ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٥٤.
(٥) الكافي ٦ : ٤٤٣ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٣٦١.