للوصي الحق منهم قال لابنه موسى : يا بني إن أخاك [عبدالله] سيجلس مجلسي ، ويدعي الإمامة بعدي وإنه أول أهلي لحاقاً بي [بالموت] فلا تنازعه بكلمة (١).
وعملياً تصدّى الكاظم عليهالسلام لتجهيز أبيه بلا مخاصم ، وكان الصادق عليهالسلام يُحرم للحجّ في ثوبين من نسيج قرية بمصر تسمى شطاً ونسبتها شَطوية ، وكان أوصى أن يكفّن فيها وفي قميص من قمصانه ، وفي بُرد اشتراه بأربعين ديناراً ، وفي عِمامة ورثها من جدّه السجاد عليهالسلام ، فعمل الكاظم عليهالسلام بكلّ ذلك (٢).
هذا ، وقد روى الطوسي في كتابيه بسند صحيح عن معاوية بن عمار قال : أمرني أبو عبد الله أن أعصر بطنه ثمّ أوضّيه بالأُشنان ، ثمّ أغسل رأسه ولحيته بالسدر ثمّ أُفيض منه على جسده وأُدلكه به ثلاثاً ، ثمّ أغسله بالماء القراح ، ثمّ
__________________
حدّثني حبيبي جعفر بن محمد ، كما في مقاتل الطالبيين : ٣٠٩ ، وقبله أسند عنه قال : أوصى جعفر بن محمد إلى ابنه موسى وأُمي وإليّ فأينا كان الوصي؟ بل زاد قبله قال : فكان يلي أمر تركاته والأصاغر من ولده ناظراً على أيديهم! لكنه انفرد بهذا غيرمؤيد بغيره. وذكر في الخبر الأول : محمّد بن سليمان ، والمقصود به والي المنصور على المدينة يومها ، وهو بلا خلاف : جعفر بن سليمان العباسي ، وأخوه محمّد إنّما كان على البصرة ولا علاقة له ، فهو سهو أو وهم.
كما ذكر في خبر آخر فيه : ٤٧٣ : مرسلاً عن المفضّل بن عمر : أن المنصور وجّه إلى واليه على الحرمين : الحسن بن زيد : أن أحرق على جعفر بن محمّد داره! فألقى النار في داره بالباب والدهليز فخرج يتخطى النار ويقول : أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل الله! هكذا مبتوراً! ولا نجد فيما بأيدينا في كل ولاته على الحرمين أو أحدهما اسم الحسن بن زيد! والخبر مرسل لا مؤيد له غير موافق للتاريخ. إلّاقاضياً بالمدينة بعد الصادق عليهالسلام في رمضان عام (١٤٩ ه) كما في تاريخ خليفة : ٢٨٦. ولا يشفع للخبر أنّه في أُصول الكافي فهو مرسل.
(١) فرق الشيعة : ٧٧ ، والمقالات والفرق : ٨٨ ، واختيار معرفة الرجال : ٢٥٥ ، الحديث ٤٧٢.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٤٧٥ ـ ٤٧٦ ، الحديث ٨.