ولعلّه بعد هذا كان يتّقيه فإذا أراد الحديث عنه قال : حدّثنا رجل من قريش (١) أو من أصحاب رسول الله أو من البدريين ، وكان أصحابه يعرفونه فلا يسألونه عنه (٢).
ولعلّه لذلك اشترك في خروج عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث الكندي على الحجّاج وبني امية ، وكان يحثّ الناس ليلة الجماجم ثمّ فقد تلك الليلة (٣) وقيل قتل أو غرق تلك الليلة في نهر دُجيل (٤).
ولم أعثر على تاريخ تولية الأمويين لابنه محمّد على قضاء الكوفة ، وكيف رضي به بنو العباس كذلك (٥) وقد مرّ خبر مصاحبته للمنصور في الحج في خبر ذبح بعض موالي المنصور لآخر منهم بعد موته (٦).
ومن أخباره مع الصادق عليهالسلام أنّه قال له : يابن عبد الرحمن ، أتقضي بين الناس (٧)؟ قال : نعم يابن رسول الله. قال : فبأي شيء تقضي؟ قال : بكتاب الله وإلّا فمن سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله وما لم أجده فيهما آخذ بما اجتمع عليه الصحابة ، وإذا اختلفوا آخذ بقول من أردت واخالف الباقين. قال : فهل تخالف علياً فيما بلغك أنّه قضى به؟ قال : ربما خالفته إلى غيره منهم!
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٣٩١.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٢٥.
(٣) تاريخ خليفة : ١٨١ سنة (٨٢ ه).
(٤) النجوم الزاهرة ١ : ٢٦٥ وأبوه بلال أو يسار أسلم وشهد أحداً فما بعدها.
(٥) المعارف : ٤٩٤.
(٦) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٨٥.
(٧) في النص : يا عبد الرحمن ، وقد قتل سنة (٨٢ ه) فالصحيح ما أثبتناه.